آكام المرجان

المؤلف:

إسحاق بن الحسين


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الطبعة: ١
الصفحات: ١٤٤

صرفها على عمل خراسان ، وولاها معن بن زائدة الشيباني. وخراسان ، خراجها عشرة آلاف ألف (١).

__________________

(١) في المطبوع (عشر آلاف الف).

٨١

مدينة بلخ

وهي في الإقليم الخامس.

وبعدها عن خط المغرب ثمان وثمانون درجة.

وعن خط الاستواء ، سبع وثلاثون درجة.

وبها مدائن كثيرة وكور ، ولها تسع وأربعون مقبرة (١).

وهي قاعدة خراسان العظمى. وهي عظيمة جليلة القدر ، وعليها سور ، ولها اثنا عشر بابا (٢).

وهي وسط بلاد خراسان ، بها قصور ومنازل للبرامكة (٣) ، لطول ولايتهم لأعمال خراسان ، في خلافة بني العباس.

وفي الجانب الشرقي من بلخ نهر عظيم.

__________________

(١) كذا في المطبوع. وفي البلدان ٢٨٨ : (ولبلخ سبعة وأربعون منبرا). وهو أقرب إلى الصحة.

(٢) في البلدان : (وله اثنا عشر بابا).

(٣) البلدان ٢٨٨.

٨٢

مدينة بخارا

وهي في الإقليم الخامس. وبعدها عن خط المغرب ، سبع وثمانون درجة.

وهي بلد واسع ، لم يزل شديد المنعة والحصانة (١).

افتتحها سعيد بن عثمان بن عفان في زمن معاوية بن أبي سفيان ، ثم نافقت وافتتحت في خلافة يزيد بن معاوية (٢) ثم امتنعت حتى صار إليها (٣) قتيبة بن مسلم في زمان الوليد بن عبد الملك بن مروان ، فافتتحها (٤).

وخراجها ألف ألف درهم (٥).

ومن بخارا إلى (٦) بلاد الهند سبع مراحل.

__________________

(١) البلدان ٢٩٢.

(٢) البلدان ٢٩٢.

(٣) في المطبوع (صار إليه).

(٤) الخبر في البلدان ٢٩٢ ـ ٢٩٣ وقبله : (فلم تزل منغلقة حتى افتتحها مسلم بن زياد في أيام يزيد بن معاوية).

(٥) البلدان ٢٩٣ وفيه أيضا : (ودراهمهم شبيهة بالنحاس).

(٦) في المطبوع (على).

٨٣

مدينة سمرقند

وهي في الإقليم الخامس.

وبعدها عن خط المغرب ، تسع وثمانون درجة ، وعن خط الاستواء ست وثلاثون درجة.

وهي من أجلّ البلدان وأعظمها ، وأشدها امتناعا وأكثرها رجالا (١).

وهي في نحر (٢) بلاد الترك. نافقت بعد أن افتتحت ، ثم افتتحها قتيبة بن مسلم ، في زمن الوليد ، وصالح ملكها.

[لها] نهر عظيم يأتي في بلاد الترك يقال له اسف (٣).

__________________

(١) اقتباس من البلدان ٢٩٣.

(٢) كذا وردت في البلدان ٢٩٣.

(٣) كذا وردت في المطبوع والبلدان.

٨٤

مدينة الإسكندرية

وهي في المغرب من أرض مصر.

وبعدها عن خط المغرب إحدى وخمسون درجة ، وعن خط الاستواء ، ثلاثون درجة.

وهي من عجائب البلدان. وفيها بنيان عجيب (١) ، ذكر أنها بنيت في ثلاثمائة سنة ، وأن أهلها مكثوا سبعين سنة لا يمشون فيها بالنهار إلّا بخرق سود على وجوههم ، خوفا على أبصارهم من شدة بياضها (٢).

وعلى منازلها سرطان من رخام ، والمنار على أربعة أساطين ، وطوله ثلاثمائة ذراع (٣). وحيطان المدينة من رخام وسورها.

__________________

(١) في المطبوع (عجيبة).

(٢) الخرافة أوردها ياقوت في معجم البلدان (إسكندرية).

(٣) الأعلاق النفيسة ١١٨ ، وفيها : (أربع سراطين ، وطولها. ثلاثمائة ذراع بذراع الملك).

٨٥

وفيها قبة كانت لفرعون (١) ، وبها قصر سليمان بن داود عليه السلام ، قد تهدم وبقيت آثاره (٢). وبها أسطوانة تستدير الدهر كله. وبها رباطات على ساحل البحر ينزلها العباد والغرباء.

وكان في القديم على منارها مرآة كبيرة صنعها الحكماء ، ويطلع بها على القسطنطينية وبلاد الروم (٣) حتى احتيل في إنزالها ، فلم يستطع أحد على صرفها بها.

__________________

(١) في الأعلاق (قبة خضراء ... بناها الاسكندر).

(٢) الاعلاق ١١٧.

(٣) البلدان ٣٣٠ ، احسن التقاسيم ٢١٠.

٨٦

مدينة دمياط

وهي في الإقليم الرابع.

وبعدها عن خط المغرب ثلاث وخمسون درجة. وهي على ساحل البحر الشامي.

وأهلها أغنياء ، ولا عمل لهم (١) إلّا من عمل الثياب الرفيعة التي لا تعمل مثلها في غيرها من البلدان (٢) ، وذلك للطيف هوائها. لأن البحر يحيط بها من جهة الشمال ، وخلجان النيل تفترق عليها.

ومن دمياط يركب إلى بلاد الروم. وتقاربها في البحر جزيرة قبرس وجزيرة إقريطس (٣). ومنها يحمل الدقيق والفواكه إلى مرسى دمياط.

ويقرب مدينة دمياط على البحر ، مدينة تنيس ، وهي معها على خط واحد.

__________________

(١) كذا في المطبوع ، وصوابه ، (لا عيش لهم).

(٢) يعطي ابن حوقل تفاصيل وافية عن صناعة النسيج في دمياط.

وتنيس ، (صورة الأرض ١٤٣) ، أيضا ، البلدان ٣٣٨.

(٣) جزيرة كريت ، عرفها العرب أيضا باسم أقريطش.

٨٧

مدينة تنيس

وهي في الإقليم الرابع.

وبعدها عن خط المغرب ، أربع وخمسون درجة ، وعن خط الاستواء ، إحدى وثلاثون درجة.

وهي كبيرة ، وأكثر أهلها نصارى ، وهم يعملون طراز السلطان ، فيها ضروب الثياب الرفيعة (١).

والبحر يحيط بها ، ولا سبيل إليها إلّا على المراكب ، وعليها سور من حجارة ، تضرب فيه أمواج البحر.

وماؤها مالح ستة أشهر من العام ، فإذا فاض (٢) النيل عذبت مياهها (٣) ، لبلوغ فيض النيل في الخلجان.

وأهلها أغنياء ، والسمك بها كثير ، يخرج إلى الساحل من غير أن يصاد (٤).

__________________

(١) البلدان ٣٣٧.

(٢) في المطبوع (أمر) ، والتصويب من الإصطخري ٥٢.

(٣) في المطبوع (مياؤها).

(٤) أورد القزويني ١٧٨ تسعة وسبعين نوعا من سمكها.

٨٨

مدينة مصر (١)

وهي في الإقليم الثالث.

وبعدها عن خط المغرب أربع وخمسون درجة ، وعن خط الاستواء تسع وعشرون درجة.

وهي عظيمة ، طولها على النيل فراسخ.

ولها ضياع كثيرة على الصعيد الأعلى ، مقابل بلاد النوبة.

وبها الهرمان ، ارتفاعهما (٢) مائة ذراع. وهما من صخرة ، وبهما (٣) كان يجمع الطعام في أيام يوسف عليه السلام.

وفي بعض حمّاماتها جارية من رخام ، يجري الماء على قبلها ، يقال : إنها جارية من جواري فرعون (٤).

__________________

(١) المؤلف يتحدث عن البلاد المصرية عامة.

(٢) في المطبوع (ارتفاعها).

(٣) في المطبوع (وهي من صخرة وبها) ، والتصويب من الاعلاق النفيسة ١١٦ حيث الخبر. وناقش المقدسي هذا الخبر ورفضه وقبل بأن الاهرام هي مقابر الفراعنة (احسن التقاسيم ٢١٠).

(٤) الأعلاق النفيسة ١١٦.

٨٩

وعلى النيل ، رجل مبنيّ من صخرة ، فيه علامات خروج في زيادته ونقصانه. وقد وكل به قوم يتعاهدونه ، فإذا خرج ، سقى جميع ضياعهم ومزارعهم (١).

والنيل يأتي من بلاد السودان ، مخرجه من جبل القمر ، خلف خط الاستواء ، ولا يكاد يتوصل إليه أحد.

وبمصر نخيل وموز وقصب. وبقرب جبل المقطم مقبرتهم (٢).

__________________

(١) اقتباس عن المقياس على النيل من الاعلاق ١١٦ ، وأيضا أحسن التقاسيم ٢٠٦.

(٢) الاعلاق النفيسة ١١٦.

٩٠

مدينة مدين

وهي في الإقليم الثالث.

وبعدها عن خط المغرب ، إحدى وستون درجة ، وعن خط الاستواء ، تسع وعشرون درجة ، وهي بين حدود الشام وحدود مصر (١).

وهي مدينة شعيب عليه السلام. وفيها كهفه الذي كان يأوي إليه بغنمه (٢).

وفيها جبال كثيرة ، وفيها كهوف ومغارات تحت الأرض ، فيها عظام بالية ، عليها رواسخ مبنية.

وهم قوم شعيب ، إذ (٣) أهلكهم الله تعالى (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ)(٤) ، فدخلوا في المغارات تحت الأرض لئلا يسمعوا الصيحة ، فماتوا جميعهم.

__________________

(١) اعتبرها القاضي أبو عبد الله القضاعي من كورة مصر القبلية. معجم البلدان (مدين).

(٢) معجم البلدان ، وقال القزويني أنها المعروفة بكفرمندة.

(٣) في المطبوع (إذا).

(٤) اقتباس من سورة هود ، الآية ٩٤.

٩١

وفي مدين ، البئر التي استقى (١) فيها موسى عليه السلام ، و [عليها] قبر مبني (٢).

__________________

(١) في المطبوع (استسقى) ، وتصويبه من معجم البلدان ، وآثار ـ البلاد ٢٦١.

(٢) في معجم البلدان (بيت مبني) ، وأضاف القزويني (يزوره الناس).

٩٢

عين الشمس

وهي في الإقليم الثالث.

وبعدها عن خط الاستواء ثلاثون درجة ، وعن خط المغرب أربع وخمسون درجة.

وهي كانت مدينة فرعون ، وموضع ملكه.

وفيها آثار عجيبة ، وأبنية ، وفيها أساطين (١) وتماثيل ونقوش. ونهر منصوب في صخرة ، حواليها كرسيّ من رخام ، كان يجلس عليه [الفرعون] مع جواريه. وكان يجري النهر بالشراب والعسل (٢).

وفيها صورة من رخام ، ذكر أنها كانت ماشطة امرأة فرعون [وهي] صورة ممسوخة (٣).

وفيها صنمان من حجارة ، أحدهما يبكي ، والآخر يضحك.

__________________

(١) يتحدث المقدسي عن مسلتين (أحسن التقاسيم ٢١٠) وكذلك ياقوت في معجم البلدان (عين شمس).

(٢) المقدسي وياقوت ، يتحدّثان عن انسياب المياه.

(٣) الاعلاق النفيسة ١١٦ ، احسن التقاسيم ٢١١.

٩٣

مدينة القلزم وهي السويس

وهي في الإقليم الثالث.

وبعدها عن خط المغرب ست وخمسون درجة ، وعن خط الاستواء ثمان وعشرون درجة.

وهي على بحر القلزم ، ومنها يجاز من البحر [إلى] مكة والحجاز من هنالك بمدينة جدّة (١).

وبين مصر ومدينة القلزم ، مسير ثلاثة أيام في قفار ، ولا عمارة فيها ولا مال. وهو أرض (٢) التيه الذي تاه فيه بنو إسرائيل في هذا المكان.

وبحر القلزم هو الذي شق الله تعالى لموسى بن عمران عليه السلام ، في حين جوازه ببني إسرائيل في البحر ، وفيه اثره. وذلك الموضع [مخوف فلا يسلك](٣). قلّبما (٤) تسلم فيه المراكب.

__________________

(١) معجم البلدان (قلزم) ، البلدان ٣٤٠.

(٢) في المطبوع (محض) ، وانظر آثار البلاد ١٧٤.

(٣) ساقط في المطبوع ، والاستدراك من معجم البلدان.

(٤) في المطبوع (قبل ما).

٩٤

وفيه جسر (١). ومنامات للرهبان. ثم يصعد الجبل على ستة آلاف وخمسمائة مرقى ، في أعلاه كنيسة وآثار عجيبة.

وهو الذي (جَعَلَهُ دَكًّا) إذ (٢) تجلى عز وجلّ لموسى بن عمران.

ومدينة القلزم معدن التجار ، وفيها مرسى (٣) المراكب من بلاد الهند.

__________________

(١) هذه الكلمة غير واضحة الرسم في المطبوع. ويبدو بعدها سقوط بعض الكلمات ، ولعلها تتحدث عن طور سيناء ، انظر ، الاصطخري ٥٣.

(٢) من سورة الأعراف : آية ١٤٣ ، وكلمة (إذ) وردت في المطبوع (إذا).

(٣) في المطبوع (ترسى).

٩٥

مدينة طرابلس (١)

وهي في الإقليم الرابع. وبعدها عن خط المغرب ست وثلاثون درجة ، وعن خط الاستواء أربع وثلاثون درجة.

وهي على البحر الشامي ، وفيها مرسى عظيم ، فيه ألف مركب.

وأهلها من قريش ، نقلهم إليها معاوية بن أبي سفيان وبها أشجار تين وزيتون (٢).

وبها قرى كثيرة ، وبينها وبين القيروان ، مسيرة ستة أيام ، وبينها وبين سرت في المشرق ، رمال وصحارى لا ماء فيها.

ومدينة سرت (٣) كبيرة ، وبها مسجد جامع ونهر صغير جار

__________________

(١) طرابلس : اسم بلدة مثلثة تتألف من لبدة ، وأويا وصبرتة. وكان العرب يطلقون اسم طرابلس على أويا أيضا ، وهي طرابلس القديمة. أما طرابلس الحالية التي تقع بين أويا ولبدة ، فقد كانت تسمى قديما : جرفة.

(٢) يقدم ابن حوقل معلومات وافية حول طرابلس (صورة الأرض ٧١).

(٣) ابن حوقل ٧٠.

٩٦

ونخيل. وهي قرب البحر الشامي. وبينها وبين أجدابية مسيرة ثلاثة أيام.

وأجدابية (١) ، في رمال لا أشجار فيها إلّا الأراك.

وهذه المدائن في المجاز الأول بين القيروان ومصر.

ومدينة أيلة (٢) ، فيها قوم من اليهود ، بأيديهم عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ، بخط علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

__________________

(١) ابن حوقل ٦٩ ، واليعقوبي ، البلدان ٣٢٤.

(٢) البلاذري ، فتوح البلدان ٧٢ ، وأيلة هي العقبة اليوم ، وليست من بلاد المغرب.

٩٧

مدينة القيروان

وهي في الإقليم الرابع.

وبعدها عن خط المغرب ، إحدى وثلاثون درجة ، وهي قاعدة إفريقية وحصنها. وهي كبيرة جليلة ، ليست قديمة بنيت في خلافة معاوية بن أبي سفيان (١).

وذلك أنه لما وليّ معاوية عقبة بن نافع العصوني القرشي أرض مصر وافريقية ، اختط مدينة القيروان. وكانت قبل ذلك غيضة وشعارا (٢) لا يرام ، ولا تدخل من كثرة السباع والأسد والحيات. ودعا الله عليها فلم يبق (٣) منها شيء إلّا خرج هاربا عنها ، حتى كانت السباع والأسد تحمل أولادها في أفواهها وبأيديها ، فسمّي بأبي الربيع.

__________________

(١) فتوح البلدان ٢٦٩ ، اختطها معاوية بن حديج ، وفي مكان آخر (٢٧٩) ، مصّرها عقبة بن نافع الفهري وفي البلدان ٣٤٧ ، اختطها عقبة بن نافع سنة ٦٠ ه‍. والعصوني ، لم أهتد إليه.

(٢) في المطبوع (غيضا وشعار) وفي فتوح البلدان (غيضة وشجر) ومنه ضبطنا الكلمة الأولى.

(٣) في المطبوع (يبقى).

٩٨

ويقرب باب المدينة بركة عظيمة تجري فيها السفن ، وفيها مسجد جامع. وفيها اسطوانتان ترشحان (١) بالماء في كل يوم جمعة قبل طلوع الشمس. وكان ملك الروم قد أرسل فيهما ليأخذهما ، وبذل فيهما أموالا ، فلم يقبل منه.

__________________

(١) في المطبوع (يرشحان).

٩٩

مدينة تاهرت

وهي في الإقليم الرابع.

وبعدها عن خط المغرب اثنتان وعشرون درجة ، وعن خط الاستواء ، ثلاث وثلاثون درجة.

قاعدة أهلها البربر ، وهي بقرب البحر الشامي ، وفيها مسجد جامع ، ولها ثلاثة أبواب (١).

وهي من أجلّ بلاد البربر ، وما حواليها رمال وصحارى ، وعمارات ، وسكنى البربر في خيام ، وينتقلون من مكان إلى مكان ، على نحو فعلة العرب. وهم قوم أهل جفاء وجهل ، يحاربون بعضهم بعضا.

قال إسحاق بن الحسين مصنف الكتاب :

قد ذكرنا المدائن المشهورة على الخصوص لكل مدينة فلنذكر الآن المواضع على الجملة والعموم ، طلبا للاختصار والإيجاز (٢). والله الموفق للصواب.

__________________

(١) انظر ، تقويم البلدان ١٢٤.

وما يذكره إسحاق بن الحسين لا يوجد في المصادر العربية الأخرى.

(٢) في المطبوع (والانجاز).

١٠٠