حديث الطير

السيّد علي الحسيني الميلاني

حديث الطير

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-255-5
الصفحات: ٥٨
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

١

٢

دليل الكتاب :

مقدّمة المركز................................................................. ٥

تمهيد........................................................................ ٧

الجهة الأولى : رواة حديث الطير وأسانيده....................................... ٩

الجهة الثانية : دلالة حديث الطير على إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام................... ١٩

ملاك الأحبية على صعيد الواقع التاريخي........................................ ٣٦

الحسد لأمير المؤمنين عليه‌السلام.................................................... ٣٩

الجهة الثالثة : محاولات القوم في ردّ حديث الطير................................ ٤١

الأول : المناقشة في سند الحديث.............................................. ٤١

الثاني : تحريف اللفظ........................................................ ٤٦

الثالث : تأويل الحديث وحمل مدلوله على خلاف ما هو ظاهر فيه................ ٤٨

الرابع : المعارضة............................................................ ٥٠

الخامس :................................................................... ٥١

٣

٤

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدّمة المركز

لا يخفى أنّنا لا زلنا بحاجة إلى تكريس الجهود ومضاعفتها نحو الفهم الصحيح والافهام المناسب لعقائدنا الحقّة ومفاهيمنا الرفيعة ، ممّا يستدعي الالتزام الجادّ بالبرامج والمناهج العلمية التي توجد حالة من المفاعلة الدائمة بين الاُمّة وقيمها الحقّة ، بشكل يتناسب مع لغة العصر والتطوّر التقني الحديث.

وانطلاقاً من ذلك ، فقد بادر مركز الابحاث العقائدية التابع لمكتب سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني ـ مدّ ظلّه ـ إلى اتّخاذ منهج ينتظم على عدّة محاور بهدف طرح الفكر الإسلامي الشيعي على أوسع نطاق ممكن.

ومن هذه المحاور : عقد الندوات العقائديّة المختصّة ، باستضافة نخبة من أساتذة الحوزة العلمية ومفكّريها المرموقين ، التي تقوم نوعاً على الموضوعات الهامّة ، حيث يجري تناولها بالعرض والنقد

٥

والتحليل وطرح الرأي الشيعي المختار فيها ، ثم يخضع ذلك الموضوع ـ بطبيعة الحال ـ للحوار المفتوح والمناقشات الحرّة لغرض الحصول على أفضل النتائج.

ولأجل تعميم الفائدة فقد أخذت هذه الندوات طريقها إلى شبكة الإنترنت العالمية صوتاً وكتابةً.

كما يجري تكثيرها عبر التسجيل الصوتي والمرئي وتوزيعها على المراكز والمؤسسات العلمية والشخصيات الثقافية في شتى أرجاء العالم.

وأخيراً ، فإنّ الخطوة الثالثة تكمن في طبعها ونشرها على شكل كراريس تحت عنوان « سلسلة الندوات العقائدية » بعد إجراء مجموعة من الخطوات التحقيقية والفنيّة اللازمة عليها.

وهذا الكرّاس الماثل بين يدي القارئ الكريم واحدٌ من السلسلة المشار إليها.

سائلينه سبحانه وتعالى أن يناله بأحسن قبوله.

مركز الأبحاث العقائدية

فارس الحسّون

٦

بسم الله الرحمن الرحيم

تمهيد :

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين.

موضوع بحثنا حديث الطير.

وهو أيضاً من الأحاديث التي نستدلّ بها على إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام ، إنّه حديثٌ سعى المخالفون إخفاءه ، والمنع عن نقله وعن انتشاره بين المسلمين ، حتّى أدّى ذلك إلى جهل كثير من الناس ـ وربّما من أبناء الحق ـ بهذا الحديث ، هذا الحديث الشريف الذي رواه أكثر من عشرة من الصحابة.

ولابدّ من البحث حول هذا الحديث في جهات عديدة.

٧
٨

الجهة الأولى

رواة حديث الطير وأسانيده

نبدأ بأسماء الصحابة الذين وصلتنا رواياتهم لهذا الحديث الشريف وهم :

أولاً : علي أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ويوجد حديثه عند ابن عساكر (١) ، وغيره من كبار المحدّثين ، وأشار إليه الحاكم النيسابوري في المستدرك (٢).

ثانياً : سعد بن أبي وقّاص ، وحديثه يوجد في حلية الأولياء (٣) لأبي نعيم الاصفهاني.

__________________

(١) ترجمة الإمام علي عليه‌السلام من تاريخ دمشق ٢ / ١٠٦ رقم ٦١٣ ـ مؤسسة المحمودي ـ دار التعارف ـ بيروت.

(٢) المستدرك ٣ / ١٣٠ ـ ١٣١.

(٣) حلية الأولياء ٤ / ٣٥٦.

٩

ثالثاً : أبو سعيد الخدري ، وحديثه يوجد في تاريخ ابن كثير (١) ، وغيره ، وأشار إليه الحاكم في المستدرك (٢).

رابعاً : أبو رافع ، وحديثه يوجد عند ابن كثير (٣).

خامساً : أبو الطفيل ، وأخرج حديثه ابن عقدة ، والحاكم النيسابوري (٤) ، وغيرهما.

سادساً : جابر بن عبدالله الأنصاري ، ويوجد حديثه عند ابن عساكر ، وابن كثير (٥).

سابعاً : حبشي بن جنادة ، ويوجد حديثه عند ابن كثير (٦).

ثامناً : يعلى بن مرّة ، ويوجد حديثه عند الخطيب البغدادي ، وابن كثير (٧).

تاسعاً : عبدالله بن عباس ، وحديثه عند الطبراني (٨).

__________________

(١) البداية والنهاية ٧ / ٣٥٤.

(٢) المستدرك ٣ / ١٣١.

(٣) البداية والنهاية ٧ / ٣٥٤.

(٤) أنظر : كفاية الطالب للحافظ الكنجي : ٣٦٨.

(٥) ترجمة الإمام علي عليه‌السلام لابن عساكر ٢ / ١٠٥ رقم ٦١٢.

(٦) البداية والنهاية ٧ / ٣٥٤.

(٧) تاريخ بغداد ١١ / ٣٧٦ ـ دار الكتب العربي ـ بيروت.

(٨) المعجم الكبير ١٠ / ٣٤٣ رقم ١٠٦٦٧.

١٠

عاشراً : سفينة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ويوجد حديثه عند أبي يعلى الموصلي (١) ، وأشار إليه الحاكم النيسابوري (٢).

الحادي عشر : عمرو بن العاص ، ويوجد حديثه في كتاب له إلى معاوية بن أبي سفيان ، روى ذلك الكتاب الخطيب الخوارزمي في كتاب المناقب (٣).

الثاني عشر : أنس بن مالك ، وهو المشهور برواية هذا الحديث ، لأنّه صاحب القصّة.

وهذا الحديث الشريف وارد من طرق أصحابنا ، عن الأئمّة الأطهار عليهم‌السلام ، وعن بعض الأصحاب ، حتّى أنّ أبا الشيخ الحافظ الاصفهاني روى هذا الحديث عن الإمامين الباقر والصادق عليهما‌السلام في كتابه ، وهو من كبار حفّاظ أهل السنّة.

فهؤلاء رواة هذا الحديث من الصحابة.

وأمّا رواته من التابعين ، فإنّ التابعين الرواة لهذا الحديث عن أنس بن مالك فقط يبلغون حدود التسعين رجلاً.

ورواه من أئمّة المذاهب :

١ ـ أبو حنيفة.

__________________

(١ و ٢) وفي ترجمة الإمام علي عليه‌السلام لابن عساكر ٢ / ١٣٣ رقم ٦٤٣.

(٣) المناقب : ٢٠٠ ـ مؤسسة النشر الإسلامي لجماعة المدرسين ـ قم ـ ١٤١١ ه‍.

١١

٢ ـ أحمد بن حنبل.

٣ ـ مالك بن أنس.

٤ ـ الإمام الأوزاعي ، ذلك الفقيه الكبير الذي كان يعدّ مذهبه مذهباً مستقلاً من بين المذاهب ، إلى أن حصروا المذاهب في الأربعة المشهورة.

ومن رواته جماعة كبيرة من مشايخ البخاري ومسلم.

وكثير من رواته من رجال الصحاح الستّة عند أهل السنّة.

ولنذكر أسماء أشهر مشاهير رواة هذا الحديث من أئمّة الحديث وكبار الحفّاظ في القرون المختلفة :

١ ـ شعبة بن الحجّاج ، أمير المؤمنين في الحديث ، كما يلقّبونه.

٢ ـ الأوزاعي ، الإمام المعروف.

٣ ـ مالك بن أنس ، إمام المذهب.

٤ ـ أبو حنيفة ، صاحب المذهب.

٥ ـ أحمد بن حنبل ، صاحب المذهب.

٦ ـ أبو عاصم النبيل ، شيخ البخاري.

٧ ـ أحمد بن حنبل.

٨ ـ عبد الرزاق الصنعاني ، شيخ البخاري.

١٢

٩ ـ البخاري نفسه ، يروي هذا الحديث ، لكن لا في صحيحه ، بل في تاريخه الكبير ، وسنذكر نصّ حديثه فيما بعد.

١٠ ـ البلاذري ، صاحب أنساب الأشراف.

١١ ـ أبو حاتم الرازي ، الذي هو من أقران البخاري ومسلم.

١٢ ـ الترمذي ، صاحب الصحيح.

١٣ ـ أبو بكر البزّار ، صاحب المسند.

١٤ ـ النسائي ، صاحب الصحيح.

١٥ ـ أبو يعلى الموصلي ، صاحب المسند.

١٦ ـ محمّد بن جرير الطبري ، صاحب التاريخ والتفسير المعروفين.

١٧ ـ ابن أبي حاتم ، صاحب التفسير ، والمحدّث الكبير الذي يعدّونه من الأبدال.

١٨ ـ ابن عبد ربّه ، في العقد الفريد.

١٩ ـ أبو الحسين المحاملي ، صاحب الأمالي.

٢٠ ـ أبو العباس ابن عُقدة ، له كتاب في حديث الطير.

٢١ ـ المسعودي المؤرخ ، صاحب مروج الذهب.

٢٢ ـ أبو القاسم الطبراني ، صاحب المعاجم الثلاثة.

٢٣ ـ أبو الشيخ الاصفهاني ، صاحب كتاب طبقات المحدّثين

١٣

بإصفهان.

٢٤ ـ ابن السقا الواسطي ، هذا الحافظ الكبير من علماء القرن الرابع ، سنذكر قصّته في حديث الطير.

٢٥ ـ أبو حفص ابن شاهين ، له كتاب في حديث الطير.

٢٦ ـ أبو الحسن الدارقطني ، صاحب كتاب العلل.

٢٧ ـ أبو عبدالله الحاكم النيشابوري ، صاحب المستدرك ، وله كتاب بطرق حديث الطير.

٢٨ ـ أبو بكر ابن مردويه ، له كتاب في طرق حديث الطير.

٢٩ ـ أبو نعيم الاصفهاني ، صاحب حلية الأولياء وغيره من الكتب ، له كتاب في طرق حديث الطير.

٣٠ ـ أبو طاهر ابن حمدان الخراساني ، المحدّث الكبير ، له كتاب في طرق حديث الطير.

٣١ ـ أبو بكر البيهقي ، صاحب السنن الكبرى.

٣٢ ـ ابن عبد البر ، صاحب الاستيعاب.

٣٣ ـ الخطيب البغدادي ، صاحب تاريخ بغداد.

٣٤ ـ محي السنّة البغوي ، صاحب مصابيح السنّة.

٣٥ ـ رزين العبدري ، صاحب الجمع بين الصحاح الستّة.

٣٦ ـ أبو القاسم ابن عساكر ، صاحب تاريخ دمشق.

١٤

٣٧ ـ ابن الأثير الجزري ، صاحب جامع الاُصول.

٣٨ ـ وأيضاً أخوه ابن الأثير الآخر ، صاحب أُسد الغابة.

٣٩ ـ الخطيب التبريزي ، صاحب مشكاة المصابيح.

٤٠ ـ أبو الحجّاج المزّي ، صاحب تهذيب الكمال وكتاب تحفة الأشراف.

٤١ ـ شمس الدين الذهبي ، صاحب المؤلفات المعروفة المشهورة.

٤٢ ـ ابن كثير الدمشقي ، صاحب التفسير والتاريخ.

٤٣ ـ أبو بكر الهيثمي ، صاحب مجمع الزوائد.

٤٤ ـ شمس الدين ابن الجزري ، صاحب المؤلفات.

٤٥ ـ ابن حجر العسقلاني ، صاحب المؤلفات ، شيخ الإسلام ، والفقيه المحدث الرجالي المعروف.

٤٦ ـ جلال الدين السيوطي ، أيضاً صاحب المؤلفات المشهورة.

٤٧ ـ ابن حجر المكي ، صاحب الصواعق.

٤٨ ـ شاه ولي الله الدهلوي ، محدّث الهند.

وكما عرفتم في خلال ذكر أسماء الرواة هؤلاء : إنّ جماعة من الأعلام ومن كبار المحدّثين ألّفوا كتباً خاصة تتعلّق بطرق حديث

١٥

الطير ، وهؤلاء هم :

١ ـ الطبري ، صاحب التفسير والتاريخ.

٢ ـ ابن عقدة.

٣ ـ الحاكم النيسابوري.

٤ ـ ابن مردويه.

٥ ـ أبو نعيم.

٦ ـ أبو طاهر ابن حمدان.

٧ ـ الذهبي نفسه يذكر في كتابه تذكرة الحفّاظ بترجمة الحاكم النيسابوري : أنّ له كتاباً ـ أي الذهبي نفسه ـ في طرق حديث الطير (١).

فهؤلاء رواة هذا الحديث بنحو الإجمال من الصحابة ، وأشرنا إلى أنّ عدد التابعين الرواة لهذا الحديث من أنس بن مالك وحده يبلغون حدود التسعين رجلاً ، وذكرنا أشهر مشاهير علماء الحديث في القرون المختلفة الرواة لحديث الطير ، وذكرنا من ألّف في خصوص حديث الطير كتاباً.

وحديث الطير موجود في عدّة من الصحاح ، كصحيح

__________________

(١) تذكرة الحفّاظ ٣ / ١٠٤٢ ـ ١٠٤٣ ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

١٦

الترمذي ، وصحيح النسائي ، وصحيح ابن حبّان ، وأيضاً موجود في المختارة للضياء المقدسي ، وفي المستدرك للحاكم ، وفي الجمع بين الصحيحين ، وفي الجمع بين الصحاح.

كما أنّ لهذا الحديث أسانيد صحيحة هي أكثر من عشرين سند موجودة في خارج الصحاح.

ولا أظن أنّ من يقف على هذه الأسامي ، وهذه الأسانيد ، يشك في صدور هذا الحديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، هذا الحديث المتفق عليه بين المسلمين ، وحينئذ ننتقل إلى الجهة الثانية.

١٧
١٨

الجهة الثانية

دلالة حديث الطير على إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام

إنّ حديث الطير يدلّ على إمامة أمير المؤمنين بالقطع واليقين ، وذلك ، لأن القضيّة التي تتعلّق بحديث الطير ، هذه القضية قد أسفرت عن كون علي عليه‌السلام أحبّ الناس إلى الله وإلى الرسول ، فكأنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد انتهز فرصة إهداء طير إليه ليأكله ، انتهز هذه الفرصة للاعلان عن مقام أمير المؤمنين وعن شأنه عند الله والرسول ، هذا الشأن الذي سنرى أنّ عائشة تمنّت أن يكون لأبيها ، وحفصة تمنّت لأن يكون لأبيها ، وأنس بن مالك ـ صاحب القصّة ـ حال دون أن تكون هذه المرتبة وأن يكون هذا الشأن والمقام لأمير المؤمنين ، زاعماً أنّه أراد أن يكون لأحد من الأنصار ، وربّما سعد ابن عبادة بالخصوص ، بل سنقرأ في بعض ألفاظ هذا الحديث أنّ الشيخين ، وفي سند أنّ عثمان أيضاً ، جاؤوا إلى الباب ولم يتشرّفوا

١٩

بالدخول على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تلك اللحظة التي كان يدعو الله أن يأتي إليه بأحبّ الخلق إلى الله وإلى الرسول.

فلنذكر ـ إذن ـ طائفةً من ألفاظ القصّة ، لنقف على واقع الأمر أوّلاً ، ولنطّلع على تصرّفات القوم في نقل هذا الحديث ، وكيفيّة تصرّفهم في الحديث ، إمّا إختصاراً له وإمّا نقلاً له بنحو يقلّل من أهميّة القضية فيما يتعلّق بأمير المؤمنين عليه‌السلام.

يقول الترمذي في صحيحه (١) عن أنس بن مالك : كان عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طير فقال : « اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير ، فجاء علي فأكل معه ».

هذا لفظ الحديث بهذا المقدار في صحيح الترمذي ، فلا يذكر فيه دور أنس في القضيّة هذه كما سنقرأ ، ولا يذكر مجيء غير علي ورجوعه من باب رسول الله.

وجاء في كتاب مناقب علي لأحمد بن حنبل (٢) ما نصّه : عن سفينة خادم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذي هو أحد رواة هذا الحديث يقول : أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول الله طيرين بين رغيفين ، فقدّمت

__________________

(١) صحيح الترمذي ٥ / ٥٩٥ باب مناقب علي بن أبي طالب.

(٢) فضائل الإمام علي عليه‌السلام لابن حنبل : ٤٢ رقم ٦٨ ، تحقيق السيد عبد العزيز الطباطبائي.

٢٠