شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد - ج ٨

محمّد بن يوسف بن أحمد [ ناظر الجيش ]

شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد - ج ٨

المؤلف:

محمّد بن يوسف بن أحمد [ ناظر الجيش ]


المحقق: علي محمّد فاخر [ وآخرون ]
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٢

١
٢

الباب الخامس والخمسون

باب أبنية الأفعال ومعانيها (١)

[أبنية الثلاثي ومعانيها]

قال ابن مالك : (لماضيها المجرّد مبنيّا للفاعل «فعل» و «فعل» و «فعل» و «فعلل» ، فـ «فعل» لمعنى مطبوع عليه ما هو قائم به أو كمطبوع عليه أو شبيه بأحدهما ، ولم يرد يائيّ العين إلّا «هيؤ» ولا متصرّفا يائيّ اللّام إلّا «نهو» ، ولا مضاعفا إلّا قليلا مشروكا ، ولا متعدّيا إلّا بتضمين أو تحويل ، ولا غير مضموم عين مضارعه إلّا بتداخل).

______________________________________________________

قال ناظر الجيش : قال المصنف (٢) : «احترز بـ «ماضيها» من المضارع والأمر ، و «بالمجرّد» من المزيد فيه ، و «بالمبنيّ للفاعل» من المبنيّ للمفعول ، وأشير بـ «مطبوع عليه ما هو قائم به» إلى نحو : كرم ، ولؤم ، ونبه ، وسفه ، وبزل (٣) ، وجبن ، وذكو (٤) وبلد ، وحسن ، ووضؤ ، وصبح (٥) ، وفصح ، ورطب ، وصلب ، ووتر ، ووقر ، وكثر ، وحقر ، ونزر ، وكثف (٦) ، ولطف ، وسهل ، وصعب ، وعظم ، وضخم ، و (ضؤل) (٧) ، وكبر ، وصغر ، ونظف ، وقذر ، ورجس ، ونجس ، فالأصل في هذه الأفعال : أن يقصد بها معان غير متجددة ولا زائدة كجودة المطبوع على الجودة ، ورداءة المطبوع على الرّداءة ، أو معان متجددة ثابتة كفصاحة المتعلّم الفصاحة ، وحلم المتعوّد الحلم ، ومن الأول : بعد الشّيء و (قرب) إذا كان ـ

__________________

(١) اعترض أبو حيان في التذييل والتكميل (رسالة) (٦ / ٢) على ابن مالك لأنه ذكر هذا الباب ضمن أبواب النحو وكان حقه أن يذكره في أبواب التصريف ، وقد ذكر ابن عقيل في المساعد (٢ / ٥٨٥) تحقيق د / محمد كامل بركات أن السبب في وضع هذا الباب هكذا هو «بيان حال العامل الذي انقضى الكلام في معمولاته».

(٢) انظر شرح التسهيل لابن مالك (٣ / ٤٣٥) تحقيق د / عبد الرحمن السيد ود / محمد بدوي المختون.

(٣) في أساس البلاغة (١ / ١٢٣) (جزل) قال : «ومن المجاز : رجل جزل : ذو عقل ورأي ، وقد جزل».

(٤) في اللسان (ذكا): «ويقال : ذكا يذكو ذكاء ، وذكو فهو ذكيّ ، ويقال : ذكو قلبه يذكو إذا حيّ بعد بلادة فهو ذكيّ على فعيل».

(٥) في اللسان (صبح): «والصّباحة : الجمال وقد صبح بالضم يصبح صباحة».

(٦) في اللسان (كثف): «الكثافة : الكثرة والالتفاف ، والفعل كثف يكثف كثافة».

(٧) في (ج) ، (أ) : ضيل ، والذي يبدو أنها ضؤل.

٣

.................................................................................................

______________________________________________________

القرب والبعد غير متجددين ولا زائلين ، كبعد ما بين المتضادين ، وقرب ما بين المتماثلين ، فإذا أسند «بعد» إلى ذي بعد حادث ، و «قرب» إلى ذي قرب حادث فلشبههما بلازمي البعد والقرب كقولك : بعدت بعد ما قربت ، وقربت بعد ما بعدت.

ومن المستعمل لمعنى ثابت بعد التجدّد : فقه (١) الرّجل ، إذا صار الفقه له طبعا ، وشعر (٢) إذا صار قول الشعر له طبعا ، وخطب (٣) إذا صار إنشاء الخطب له طبعا.

ومن استعمال «فعل» لمعنى متجدّد زائل لشبه معناه بالمعنى الذي ليس متجدّدا ولا زائلا : قولهم : جنب (٤) الرجل إذا أصابته جنابة ، فإن معناه شبيه بمعنى نجس ، فوافقه في الوزن ، وإلى هذا وشبهه أشرت بقولي : «أو كمطبوع عليه أو شبيه بأحدهما» وأهمل فعل فيما عينه ياء استغناء عنه بـ «فعل» كلان يلين ، وطاب يطيب ، وبان يبين (٥) ، إلّا ما شذّ من قولهم : هيؤ الشّيء فهو هيّئ إذا حسنت هيئته (٦) ، وكذلك أهمل فيما لامه من الأفعال المتصرفة إلا ما شذّ من قولهم : نهو الرجل إذا كان ملازما للنّهية أي : العقل.

وقيّد الشّاذّ مما لامه ياء بالتّصرّف تنبيها على نحو : قضو الرّجل (٧) ، ورمو ، بمعنى ما أقضاه وما أرماه ، فإنه مطرد وقد بيّن ذلك في باب «التعجب».

وكذلك أهمل «فعل» في المضاعف استغناء عنه بـ «فعل» كعزّ يعزّ ، وذلّ ـ

__________________

(١) في اللسان (فقه): «وأما فقه بضم القاف فإنما يستعمل في النعوت يقال : رجل فقيه وقد فقه يفقه فقاهة إذا صار فقيها وساد الفقهاء.

(٢) في اللسان (شعر): «وشعر الرجل يشعر شعرا وشعرا وشعر ، وقيل : شعر قال الشّعر ، وشعر : أجاد الشّعر».

(٣) في اللسان (خطب): «وخطب بالضم خطابة بالفتح صار خطيبا».

(٤) في اللسان (جنب) : والجنابة : المنيّ وفي التنزيل العزيز : (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا) وقد أجنب الرجل وجنب أيضا بالضم».

(٥) في التذييل والتكميل (رسالة) (٦ / ٣ ، ٤): «ما عينه ياء استغني فيه بفعل عن فعل لاستثقال الضمة في الياء تقديرا كما استثقلوها ظاهرة فقالوا : طاب يطيب ولان يلين».

(٦) في اللسان (هيأ): «ورجل هيّئ حسن الهيئة».

(٧) انظر شرح الشافية للرضى (١ / ٧٦) وفي اللسان (هيأ) : قضو الرجل إذا جاد قضاؤه ، ورمو إذا جاد رميه».

٤

.................................................................................................

______________________________________________________

يذلّ ، وجلّ يجلّ ، وخفّ يخفّ ، إلّا ما شذّ من : لببت (١) بمعنى : لببت أي : صرت لبيبا وشررت بمعنى : شررت أي : صرت كثير الشّرّ ، وقللت بمعنى : قللت أي : صرت قليلا (٢).

ودممت بمعنى دممت أي : صرت دميما (٣) ، وعززت يا ناقة بمعنى عززت أي : صرت عزوزا وهي الضّيّقة الإحليل (٤).

ف «فعل» في هذه الأفعال شاذّ وهو مع شذوذه مشروك بـ «فعل» في فعل اللّبيب ، وب «فعل» في البواقي.

وشذ استعمال «فعل» متعدّيا دون تحويل في قول من قال : «رحبكم الدّخول في طاعة الكرمانيّ» (٥) فعدّى «رحب» لأنه ضمّنه معنى «وسع» ، واطّرد استعماله متعديا بتحويل من «فعل» الذي عينه واو كـ «رمته» و «طلته» فالأصل في هذا النوع : فعلته (٦) ـ بفتح العين ـ فحوّل إلى «فعل» ونقلت الضّمة إلى الفاء ليدلّ (٧) بها على أن العين المحذوفة مجانسة للحركة المنقولة إذ لو تركت الفاء مفتوحة مع حذف العين لم يعلم كونها واوا.

__________________

(١) في الكتاب (٤ / ٣٧) «وقالوا : لبّ يلبّ وقالوا : اللّبّ واللّبابة واللّبيب» وفي اللسان (لبب) : «وفي التهذيب حكي لببت بالضم وهو نادر لا نظير له في المضاعف».

(٢) في شرح الشافية للرضي (١ / ٧٧ ، ٧٨) ولم يقولوا في القليل : قللت كما قالوا : كثرت بل قالوا : قل يقل كراهة للنقل» وفي الكتاب (٤ / ٣٧) وقالوا : قلّ يقلّ قلّة ولم يقولوا فيه كما قالوا في كثر وظرف».

(٣) في شرح الشافية للرضي (١ / ٧٨): «ودمّ أي : صار دميما» ، وفي اللسان (دمم): «دميم من دممت على فعلت مثل لببت فأنت لبيب».

(٤) في اللسان (عزز): «وقيل عززت النّاقة إذا ضاق إحليلها ولها لبن كثير. وانظر شرح الشافية للرضي (١ / ٧٨).

(٥) في اللسان (رحب): «وكلمة شاذة تحكى عن نصر بن سيّار : أرحبكم الدّخول في طاعة ابن الكرمانيّ؟ أي : أوسعكم؟.

(٦) في المنصف (١ / ٢٣٩) قال المازني : «وأما طلت فهي أصل فاعتلت من فعلت غير محولة» وقال ابن جني في شرح هذا : «يريد أنها لم تكن في الأصل طولت ثم نقلت إلى طولت كما تقول إن أصل قمت : قومت ثم حوّلت إلى قومت بل أصل طلت : طولت ، قال لأنهم يقولون : طويل فجرى ذلك مجرى كرم فهو كريم».

(٧) في شرح الشافية (١ / ٨٠): «وقالوا في فعل نحو طال فهو طويل طلت والضمة لبيان البنية لا لبيان الواو».

٥

.................................................................................................

______________________________________________________

ونحو هذا «فعل» في ما عينه ياء من «فعل» فحوّلوه إلى «فعل» ونقلوا الكسرة إلى الفاء في «بعته» ونحوه ليدلّ بها على أن العين المحذوفة مجانسة للحركة المنقولة.

والحاصل : أن «فعل» الذي عينه «واو» حين عرض حذف عينه لسكون لامه حوّل إلى «فعل» واستصحب ما كان له من التّعدية لأن الضّمة عارضة يعتدّ بها.

والتزم في مضارع «فعل» ضم عين مضارعة نحو : شرف يشرف ، وظرف يظرف ، وروي عن بعض العرب (١) : كدت تكاد ، فجاء بماضيه على «فعل» وبمضارعه على «يفعل» ، وهو عندي من تداخل اللغتين (٢) ، فاستغني بمضارع أحد المثالين عن مضارع الآخر ، فكان حق كدت بالضم أن يقال في مضارعه : يكود ، ولكن استغنى عنه بمضارع المكسور الكاف فإنه على «فعل» فاستحق أن يكون مضارعه على «يفعل» فأغناهم يكاد عن يكود كما أغناهم ترك عن ماضي «يذر» و «يدع» في غير ندور مع عدم اتحاد المادة ، بل اغناء يكاد عن يكود مع كون المادة واحدة أولى بالجواز» انتهى كلامه رحمه‌الله تعالى (٣).

وعرف منه : أن الذي هو لمعنى مطبوع عليه ما هو قائم به نحو : كرم ، ولؤم ، وجبن ، وحسن ، وفصح ، وأن الذي هو لمعنى كمطبوع عليه : فقه وشعر وخطب ، إذا صار ذلك طبعا له ، وأن الذي هو شبيه بأحدهما : جنب الرجل جنابة. ثم لك أن تقول : لم يكن «رمت» و «طلت» على وزن «فعل» فيحتاج إلى أن يقال فيه : إنه إنما تعدّى لكونه محولا بل هما على وزن «فعل» غاية ما في الباب أن الكلمة حصل فيها تغيير لفظي لموجب (٤) ، ويدل على ما قلته قول المصنف : «واستصحب ما كان له من التّعدية».

ثم إن «فعل» الذي هو غير متعد إنما هو «فعل» بالوضع لا «فعل» بالتحويل ، ـ

__________________

(١) في الكتاب (٤ / ٤٠): «وقد قال بعض العرب : كدت تكاد فقال : فعلت تفعل كما قال : فعلت أفعل ، وكما ترك الكسرة كذلك ترك الضمة وهذا قول الخليل وهو شاذ من بابه».

(٢) انظر المفصل (ص ٢٧٧ ، ٢٧٨) وابن يعيش (٧ / ١٥٤) ، والمراد بتداخل اللغات : أن قوما يقولون : فضل بالفتح يفضل بالضم وقوما يقولون : فضل بالكسر يفضل بالفتح ثم كثر ذلك حتى استعمل مضارع هذه اللغة مع ماضي اللغة الأخرى لا أن ذلك أصل في اللغة. وكلام ابن مالك يشير إلى ذلك المعنى.

(٣) انظر شرح التسهيل لابن مالك (٣ / ٤٣٧).

(٤) وهو اتصالها بضمير الرفع المتحرك.

٦

[اسم الفاعل من فعل بالضم]

قال ابن مالك : (وكثر في اسم فاعله «فعيل» و «فعل» ، وقلّ «فاعل» ، و «أفعل» ، و «فعل» و «فعل» و «فعال» و «فعال» و «فعّال» و «فعل» و «فعل» ، و «فعل» و «فعول»).

______________________________________________________

على أن المذهب الأصح أن نحو «قلت» و «بعت» لا تحويل فيهما ، وإنما أتي بالضمة ابتداء [٥ / ٤] في «قلت» ونحوه لبيان أن العين المحذوفة واو ، وبالكسرة كذلك في «بعت» ونحوه لبيان أنها ياء ، لكنهم إنما فعلوا ذلك في ما وافقت فيه حركة العين حركة الفاء ، وأما إذا خالفتها (١) فإنهم سيراعون بيان بنية الكلمة (٢) ولا يلتفتون إلى بيان الحرف كما في «هبت» و «خفت» (٣) ، وقد تقدّم لنا الكلام على هذه المسألة في باب المضمر.

قال ناظر الجيش : قال المصنف (٤) : «يقع اسم الفاعل في اللغة كثيرا ، وفي اصطلاح أهل النحو قليلا على كلّ صفة على أي وزن كان وزنها إذا كانت تشارك في الاشتقاق الفعل ، ويصح الإخبار بها عن ضمير فاعله نحو : كرم زيد فهو كريم ، فمن أجل صحة الإطلاق أضفت اسم فاعل إلى ضمير «فعل» حين قلت : وكثر في اسم فاعله فعيل وفعل ، والأكثر في اصطلاح أهل النحو إطلاق اسم الفاعل على المحدود في بابه (٥).

ومثال «فعيل» (٦) : ظرف فهو ظريف ، وشرف فهو شريف ، ومثال «فعل» : ـ

__________________

(١) في المنصف (١ / ٢٣٥): «فأما خفت وهبت وطلت فلم يحتاجوا إلى أن ينقلوهما إلى شيء لأن حركة العين في أصل تركيب الفعل جاءت مخالفة لحركة الفاء لأن أصل : خفت : خوفت وأصل : هبت : هيبت وأصل : طلت : طولت فنقلت الضمة والكسرة الأصليتان من العين إلى فاء الفعل».

(٢) قال ابن الحاجب : «وراعوا في باب خفت بيان البنية» شرح الشافية (١ / ٧٤).

(٣) راجع المنصف (١ / ٢٣٨).

(٤) شرح التسهيل لابن مالك (٣ / ٤٣٧).

(٥) وهو أن المراد باسم الفاعل : «ما دل على حدث وفاعله جاريا مجرى الفعل في إفادة الحدث» انظر شرح الألفية لابن الناظم (ص ٤٢٣) تحقيق د / عبد الحميد السيد.

(٦) في شرح الألفية لابن الناظم (ص ١٧١): «الذي كثر في اسم الفاعل من فعل حتى كاد يطرد أن يجيء على فعل أو فعيل نحو : ضخم فهو ضخم ، وشهم فهو شهم ، وصعب فهو صعب ، وسهل فهو سهل ، وجمل فهو جميل ، وظرف فهو ظريف ، وشرف فهو شريف».

٧

.................................................................................................

______________________________________________________

سهل فهو سهل ، وجزل فهو جزل ، ونظائرهما كثيرة ، ومن استعمل القياس فيهما لعدم السماع فهو مصيب.

وأما البواقي : فمقصورة على السماع : كحمض فهو حامض ، وحمق الإنسان فهو أحمق ، وحسن فهو حسن ، وخشن فهو خشن ، وجبن فهو جبان ، وفرت الماء ـ أي عذب ـ فهو فرات (١) ، ووضؤ الرّجل فهو وضّاء» (٢) ، أي : وضيء ، وعفر فهو عفر ، أي : ذو دهاء وشجاعة (٣).

وغمر فهو غمر ، أي : جاهل (٤) ، وجنب فهو جنب ، وحصرت ذات اللّبن فهي حصور أي : ضاق مجرى لبنها (٥)» انتهى.

وهذه الأوزان التي ذكرها وهي ثلاثة عشر وزنا إنما هي صفات مشبهة في الاصطلاح (٦) وأسماء فاعلين في اللغة ، وإذا أطلق اسم الفاعل على شيء منها في عبارة النحويين كان ذلك بطريق المجاز العرفي ، لأن اسم الفاعل في الاصطلاح : هو الصفة المشاركة للفعل في الدلالة على معنى حادث متجدد وهذه الصفات إنما تدل على معان ثابتة غير منتقلة ، وكلام المصنف لا ينافي ما ذكرته ، وقد قال في إيجاز التعريف (٧) : وإذا قصد (٨) باسم فاعل الفعل الثلاثي الحدوث جاء على فاعل على كل حال (٩) كقولك : زيد شاجع اليوم ، وفارغ غدا ، كما قال : ـ

__________________

(١) في شرح الشافية للرضي (١ / ١٤٨): «الغالب في باب فعل : فعيل ، ويجيء فعال ـ بضم الفاء وتخفيف العين ـ مبالغة فعيل في هذا الباب كثيرا لكنه غير مطرد نحو : طويل وطوال وشجيع وشجاع». وفي اللسان (فرت): «وقد فرت الماء يفرت فروتة إذا عذب فهو فرات».

(٢) في اللسان (وضأ): «وقد وضؤ يوضؤ وضاءة» بالفتح والمد صار وضيئا فهو وضيء من قوم أوضياء ووضاء ووضّاء».

(٣) في اللسان (عفر): «والعفر : الشجاع الجلد».

(٤) في اللسان (غمر): «الأغمار جمع غمر بالضم وهو الجاهل الغرّ الذي لم يجرّب الأمور».

(٥) في اللسان (حصر): «والحصور من الإبل الضّيّقة الأحاليل».

(٦) انظر شرح التصريح (٢ / ٧٨) وأوضح المسالك (٣ / ٢٤٤) ، والأشموني (٢ / ٣١٤).

(٧) من مؤلفات ابن مالك ولم أعثر عليه.

(٨) انظر شرح الألفية لابن الناظم (ص ٤٤٤).

(٩) في المنصف (١ / ٢٣٨): «لأن فاعلا قد يجيء من فعل كما يجيء من فعل وذلك قولهم : شرب فهو شارب وركب فهو راكب

٨

[مضارع فعل بالكسر يفعل بالفتح إلا بعض الأفعال]

قال ابن مالك : (فصل : حقّ عين مضارع «فعل» الفتح ، وكسرت فيه من «ومق» و «وثق» و «وفق» و «ولي» و «ورث» و «ورع» و «ورم» و «وري المخّ» وفي مضارع «حسب» و «نعم» و «بئس» و «يئس» و «يبس» و «وغر» و «وجر» و «وله» و «وهل» وجهان ، واستغني في «ضللت تضلّ» و «وري الزّند يري» ، و «فضل الشّيء يفضل» بمضارع «فعل» عن مضارع «فعل»).

______________________________________________________

٣٥٦٥ ـ وما أنا من رزء وإن جلّ جازع

ولا بسرور بعد موتك فارح (١)

وذكر الشيخ في شرحه (٢) ثلاثة أوزان أخر وهي : «فعلان» و «مفعول» ، و «فعل» قالوا : صرع فهو صرعان (٣) ، وودع الرجل فهو مودوع (٤) ، وندس فهو ندس (٥) ، وفطن فهو فطن ، فعلى هذا تكون الأوزان ستة عشر وزنا.

قال ناظر الجيش : قال المصنف (٦) : «ما كان من الأفعال الثلاثية على «فعل» ـ

__________________

(١) هذا البيت من الطويل وهو من قصيدة حائية لأشجع السلمي وأولها :

مضى ابن سعيد حين لم يبق مشرق

ولا مغرب إلّا له فيه مادح

الشرح : «من رزء» : بضم الراء وسكون الزاي المعجمة وفي آخره همزة وهو المصيبة. ويجمع على أرزاء ، «وإن جل» بالجيم بمعنى عظم ، وكثير منهم يصحفونه وينشدونه بالحاء المهملة ، «بعد موتك» :

الخطاب لابن سعيد المذكور في أول القصيدة.

والاستشهاد فيه : في قوله «فارح» فإن الصفة المشبهة التي هي «فرح» حولت إلى «فارح» على صيغة اسم الفاعل لافادة معنى الحدوث في الزمن المستقبل والبيت في شرح الألفية لابن الناظم (ص ٤٤٤) والعيني (٣ / ٥٧٤) ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي (ص ٨٥٨).

(٢) انظر التذييل والتكميل (رسالة) (٦ / ٩).

(٣) صرعان : يبدو أنه من الصّرع وفي اللسان (صرع): «والصّرع علّة معروفة».

(٤) في اللسان (ودع): «والوديع : الرّجل الهادئ السّاكن ذو التّدعة ويقال : ذو وداعة ، ودع يودع دعة ووداعة زاد ابن برّي : وودعه فهو وديع ووادع أي ساكن : وفيه «وتودّع واتّدع تدعة وتدعة وودّعه رفّهه والاسم المودوع».

(٥) في المنصف (٣ / ٥٦): «ندس : يقال : رجل ندس وندس إذا كان عالما بالأخبار وفي اللسان (ندس) : «وقال يعقوب ـ يعني ابن السّكيت ـ وهو العالم بالأمور والأخبار» وانظر إصلاح المنطق (ص ٩٩).

(٦) شرح التسهيل لابن مالك (٣ / ٤٣٨).

٩

.................................................................................................

______________________________________________________

بكسر العين ـ فقياس مضارعه أن يجيء على «يفعل» ـ بفتح العين (١) ـ لازما كان كـ «شمّ» أو متعديا كـ «علم» وما كسرت عين مضارعه فمقصور على السماع وهو على ضربين :

أحدهما : متعيّن فيه الكسر وهو ثمانية (٢) أفعال أولها : «ومق» وآخرها : «وري المخّ» ، والضرب الآخر : مروي فيه الفتح والكسر ، ففتحه على القياس (٣) وكسره شاذّ وهو تسعة (٤) أفعال أولها (٥) «حسب» وآخرها «وهل» (٦).

ويقال : ومق الشّيء إذا أحبّه ، ووثق به إذا قوي اعتماده عليه ، ووفق الشّيء إذا حسن ، وولي الشّيء إذا تبعه والرّجل الأمر إذا صار حاكما عليه ، وورث معلوم ، وورع الرّجل إذا صار ذا ورع ، وورم العضو معلوم ، ووري المخّ إذا اكتنز من السّمن (٧) ، وحسب معلوم ، ونعم الإنسان إذا عدم البؤس ، وبئس إذا كان ذا بؤس ، ويئس ويبس معلومان ، ووغر الصّدر (٨) ووحر (٩) إذا التهب غيظا أو حزنا ، ووله كاد يعدم العقل (١٠) ، ووهل إذا اشتدّ فزعه أو نسي (١١).

__________________

(١) تنظر شرح الشافية للرضي (١ / ١٣٥) وإصلاح المنطق (٢١٦).

(٢) انظر إصلاح المنطق (ص ٢١٦) وشرح الشافية (١ / ١٣٥) والمنصف (١ / ٢٠٧) ، وزاد عليها في شذا العرف في فن الصرف (ص ١٧) خمسة وهي : وجد عليه أي : حزن ، وورك أي : اضطجع ، ووعق عليه : عجّل ، ووقه له أي : سمع ، ووكم أي : اغتمّ.

(٣) في المنصف (١ / ٢٠٨): «فهذا كله فيه لغتان : إحداهما الأصل وهي الفتح والأخرى لضرب من الاتساع وهي الكسر».

(٤) ووحمت الحبلى : ووبق أي : هلك ، وولغ الكلب. شذا العرف (ص ١٧).

(٥) انظر الكتاب (٤ / ٣٨ : ٣٩) ، والمنصف (١ / ٢٠٨) ، وإصلاح المنطق (ص ٢١٦) ، وشرح الشافية للرضى (١ / ١٣٥).

(٦) وهل أي : ضعف وفزع وجبن. اللسان (وهل).

(٧) اللسان (وري): «ويقال : ورى المخّ يرى إذا اكتنز».

(٨) في اللسان (وغر): «ويقال وغر صدره عليه يوغر وغرا ووغر يغر إذا امتلأ غيظا وحقدا ، وقيل هو أن يحترق من شدّة الغيظ».

(٩) الوحر : الغيظ والحقد وبلابل الصّدر ووساوسه ، والوحر في الصّدر مثل الغلّ. واللسان (وحر).

(١٠) في اللسان (وله): «والوله ذهاب العقل لفقدان الحبيب».

(١١) وهل وهلا : ضعف وفزع وجبن ، ويجوز أن يكون بمعنى سها وغلط. اللسان (وهل).

١٠

.................................................................................................

______________________________________________________

والمشهور (١) في فعل «الضلال» ضللت تضلّ ، وروي عن بعض العرب (٢) : ضللت تضلّ ، بالكسر في الماضي والمضارع ، ومقتضى القياس أن يقال : ضللت تضلّ لكن استغني بمضارع المفتوح العين عن مضارع المكسورها ، ويقال : وري الزند إذا أخرج ناره ، ولم يقل في المضارع إلا يري بالكسر (٣) استغناء بمضارع «ورى» بالفتح.

ويقال أيضا : فضل الشّيء وفضل ولم يقل في المضارع إلا «يفضل» (٤) ـ بالضم ـ استغناء بمضارع «فضل» ـ بالفتح ـ» انتهى.

وزاد الشيخ (٥) على ثمانية الأفعال التي ذكرها تاسعا : وهو «وعم يعم» (٦) واعتذر عن عدم ذكر المصنف له بأنه ذكر في الأفعال التي لا تتصرف قولهم : عم صباحا (٧) ثم قال : وليس كما ذكره بل هو فعل متصرف ، قال : وقد استدللنا على تصرفه في الفصل الآخر من باب «تتميم الكلام على كلمات مفتقرة إلى ذلك» ، ثمّ لما ذكر «فضل يفضل» قال (٨) : ولم يحك سيبويه (٩) منه إلا نعم ينعم.

حكى يعقوب : حضر يحضر (١٠) ، وابن درستويه : نكل عن الشيء ينكل (١١) ، وشمل الأمر يشمل (١٢) قال : وهذا من تركيب اللغات ، فإن الأفصح : حضر ونكل بالفتح ـ وشمل جاء فيه الفتح ، قال : وجاء من المعتل : متّ تموت ، ـ

__________________

(١) اللغة الفصيحة وهي لغة أهل نجد : ضللت تضلّ ، ولغة أهل العالية : ضللت تضلّ. انظر إصلاح المنطق (ص ٢٠٦ ، ٢٠٧) واللسان (ضلل).

(٢) هم بنو تميم. انظر اللسان (ضلل).

(٣) انظر شرح الشافية للرضي (١ / ١٣٥).

(٤) انظر إصلاح المنطق (٢ / ٢) ، والصحاح (فضل) (٥ / ١٧٩١) واللسان (فضل) والكتاب (٤ / ٤٠).

(٥) التذييل والتكميل (رسالة) (٦ / ١٠).

(٦) في شرح الشافية (١ / ١٣٦): «وجاء وعم يعم بمعنى نعم ينعم ، ومنه عم صباحا وقيل : هو من أنعم بحذف النون تشبيها بالواو» وانظر اللسان (وعم).

(٧) انظر التسهيل (ص ٢٤٧).

(٨) التذييل والتكميل (رسالة) (٦ / ١١).

(٩) الكتاب (٤ / ٣٨).

(١٠) انظر إصلاح المنطق (ص ٢١٢).

(١١) في إصلاح المنطق (ص ١٨٨): «وقد نكلت عنه أنكل ، قال الأصمعي : ولا يقال : نكلت» وفي شرح الشافية (١ / ١٣٧): «وحكى أبو عبيدة : نكل ينكل وأنكره الأصمعي ، والمشهور : نكل ينكل كفتل يفتل».

(١٢) في إصلاح المنطق (ص ٢١١) «وقد شملهم الأمر يشملهم إذا عمّهم» وشملهم يشملهم لغة.

١١

[معاني فعل بالكسر وتسكين عينه تخفيفا]

قال ابن مالك : (ولزوم «فعل» أكثر من تعدّيه. ولذا غلب وضعه للنّعوت اللّازمة وللأعراض والألوان وكبر الأعضاء ، وقد يشارك «فعل» ويغني عنه لزوما في اليائيّ اللّام ، وسماعا في غيره ، ويطاوع «فعل» كثيرا ، وتسكين عينه وعين «فعل» وشبههما من الأسماء لغة تميميّة).

______________________________________________________

ودمت تدوم (١) ، [وقالوا : تدام وتمات (٢) ، ومتّ ودمت ، وحكى صاعد (٣) من الشذوذ في الصحيح : نجز ينجز (٤)](٥).

قال ناظر الجيش : قال المصنف (٦) : وأخفّ الأفعال الثلاثية المفتوح العين لأن الفتحة أخفّ الحركات وأثقلها المضموم العين ، لأن الضمة أثقل الحركات ، والمكسورة العين متوسط ، لأن [٥ / ٥] الكسرة أقلّ ثقلا من الضمة ، وأقلّ خفة من الفتحة ، فرتّب على هذا أن جعل المضموم ممنوع التّعدي (٧) تخفيفا لأن التعدي يستدعي زيادة المعدّى إليه ، وجعل عدم التّعدّي في المكسور العين أكثر من التعدي (٨) ، وكثر الأمران في المفتوح العين لخفته (٩).

__________________

(١) انظر شرح الشافية (١ / ١٣٦) والمنصف (١ / ٢٥٦) وإصلاح المنطق (٢١٢) ، وفي الكتاب (٤ / ٣٤٣) «وأمّا متّ تموت فإنّما اعتلّت من فعل يفعل ولم تحول كما يحول قلت وزدت».

(٢) انظر المنصف (١ / ٢٥٦) وفيه «وقد يجوز أن تكون هذه لغات تداخلت فيكون بعضهم يقول : متّ تمات ، وبعضهم يقول : متّ تموت ثم سمع من أهل لغة الماضي وسمع من أهل لغة أخرى المضارع فتركبت من ذلك لغة أخرى» وانظر شرح الشافية (١ / ١٣٦).

(٣) صاعد بن الحسن بن عيسى الريعي البغدادي أبو العلاء اللغوي ، صحب السيرافي والفارسي والخطابي وروي عنهم ، توفي سنة ٤١٧ ه‍. انظر بغية الوعاة (٢ / ٧) ، وإنباه الرواة (٢ / ٨٥ ـ ٩٠) وفيه توفي سنة ٤١٩ ه‍.

(٤) انظر إصلاح المنطق (ص ٢١٣).

(٥) ما بين المعقوفين بياض في (ج) ، (أ) وقد أكملته من التذييل والتكميل (رسالة) (٦ / ١١ ، ١٢).

(٦) شرح التسهيل لابن مالك (٣ / ٤٣٩).

(٧) قال سيبويه في الكتاب (٤ / ٣٨): «وفعل على ثلاثة أبنية ، وذلك فعل وفعل وفعل نحو : قتل ، ولزم ، ومكث ، فالأولان مشترك فيهما المتعدي وغيره ، والآخر لما لا يتعدى ، كما جعلته لما لا يتعدى حيث وقع رابعا».

(٨) انظر شرح الشافية للرضي (١ / ٧٢).

(٩) قال الرضي في شرح الشافية (١ / ٧٠) «اعلم أن باب فعل لخفته لم يختصّ بمعنّى من المعاني ، بل استعمل في جميعها لأن اللفظ إذا خفّ كثر استعماله واتسع التصرف فيه».

١٢

.................................................................................................

______________________________________________________

و «فعل» الموضوع للنعوت اللازمة : كـ «شنب» (١) ، و «فلج» (٢) و «لمي» (٣) و «عمي» ، و «حول» (٤) و «حور» (٥) و «عور» و «عرج».

والموضوع للأعراض : كـ «برئ» و «مرض» و «نشط» و «كسل» و «فرج» ، و «حزن» و «شبع» و «غرث» (٦) و «روي» و «عطش».

والموضوع للألوان : كـ «سود» و «شهب» (٧) و «حوي» (٨) و «دعج» (٩) و «كهب» (١٠) ، و «دكن» (١١) و «كدر» (١٢).

والموضوع لكبر الأعضاء : كـ «جيد» (١٣) ، و «أذن» و «عين» و «رقب» و «فوه» ، و «سوق» (١٤).

__________________

(١) الشّنب : ماء ورقّة يجري على الثّغر ، وقيل : رقّة وبرود وعذوبة في الأسنان ، وقيل نقط بيض في الأسنان ، وقيل : هو حدّة الأنياب. اللسان (شنب).

(٢) فلج : فلج الأسنان ، تباعد بينها ، والفلج : تباعد ما بين السّاقين ، انظر اللسان (فلج) وإصلاح المنطق (ص ٧٦).

(٣) لمي : اللّمى مقصور : سمرة الشّفتين ، واللّثات يستحسن ، وقيل : شربة سواد وقد لمي لمى اللسان (لما).

(٤) حول : الحول في العين : أن يظهر البياض في مؤخّرها ، ويكون السّواد من قبل الماق وقيل غير ذلك. اللسان (حول).

(٥) الحور : أن يشتدّ بياض العين وسواد سوادها ، وتستدير حدقتها وترق جفونها ويبيضّ ما حواليها. اللسان (حور).

(٦) غرث : الغرث : أيسر الجوع ، وقيل شدّته ، وقيل هو الجوع عامّة ، اللسان (غرث).

(٧) شهب : الشّهبة : لون بياض يصدعه سواد في خلاله. اللسان (شهب).

(٨) حوي : الحوّة : سواد إلى الخضرة ، وقيل : حمرة إلى السّواد. اللسان (حوا).

(٩) دعج : عين دعجاء : بيّنة الدّعج وهو شدّة السّواد مع شدّة البياض. انظر أساس البلاغة (١ / ٢٧١) (دعج).

(١٠) كهب : الكهبة : غبرة مشربة سوادا في ألوان الإبل خاصّة. اللسان (كهب) ، وقيل : الكهبة : لون ليس بخالص في الحمرة ، وهو في الحمرة خاصّة. اللسان (كهب).

(١١) دكن : الدّكن والدّكن والدّكنة لون الأدكن كلون الخزّ الذي يضرب إلى الغبرة بين الحمرة والسّواد. اللسان (دكن).

(١٢) كدر : الكدر نقيض الصّفاء. اللسان (كدر).

(١٣) جيد : الجيد ـ بالتحريك ـ طول العنق وحسنه ، وقيل : دقّتها مع طول ، جيد جيدا وهو أجيد ، وامرأة جيداء إذا كانت طويلة العنق حسنة لا ينعت به الرّجل». اللسان (جيد).

(١٤) سوق : السّوق : حسن السّاق وغلظها ، وسوق سوقا وهو أسوق. اللسان (سوق). وفي إصلاح المنطق (ص ٣٦٩): «رجل أسوق طويل السّاقين».

١٣

.................................................................................................

______________________________________________________

ومشاركة (١) «فعل» لـ «فعل» : كـ «فقر» و «فقر» (٢) ، و «أدم» و «أدم» (٣) ، و «سمر» و «سمر» و «عجف» (٤) ، و «عجف» و «حمق» و «حمق» ، و «رعن» و «رعن» (٥).

والاستغناء به عن «فعل» لزوما في ما لامه ياء : كـ «حيي» فهو «حييّ» ، و «عيي» فهو «عييّ» ، و «غني» فهو «غنيّ» ، و «غبي» فهو «غبيّ».

ويدل على كون «فعل» في هذه الأفعال أصلا لـ «فعل» : أن كل واحد منها يدل على معنى طبع عليه الفاعل أعني : الحياء ، والعيّ ، والغباوة ، وكذلك الغنى إذا أريد به غنى النّفس وإن أريد به غنى المال فهو محمول على غنى النّفس.

ومن أجل نيابة هذه الأفعال عن «فعل» التزم مجيء اسم فاعل كلّ واحد منها على «فعيل» وقد قيل في العييّ : عيّ على فعل ، لأن «فعلا» شريك «فعيل» في الصّوغ من «فعل». والاستغناء بـ «فعل» عن «فعل» في ما ليس لامه ياء كـ «ذوي» و «نقي» و «سمن» وحقّها أن تكون على «فعل» لأنها بمعنى : «متن» و «نظف» ، و «شحم» ، وأضدادها : «ضعف» ، و «نجس» و «شخت» (٦) ، ومن أجل استحقاق معانيها لـ «فعل» التزم في أسماء فاعليها «فعيل» أعني : «قويّا» و «نقيّا» و «سمينا».

ويجيء «فعل» مطاوعا لـ «فعل» : نحو : جدعه فجدع (٧) وصلمه فصلم (٨) ، ـ

__________________

(١) انظر شرح الشافية (١ / ٧٣).

(٢) في اللسان (فقر): «والفقير مبنيّ على فقر قياسا ولم يقل فيه إلّا افتقر» وفيه «وقال سيبويه : وقالوا افتقر كما قالوا اشتدّ ولم يقولوا فقر كما لم يقولوا شدد».

(٣) الأدمة : «في الإبل لون مشرب سوادا أو بياضا وقد أدم فهو آدم والجمع أدم». اللسان (أدم).

(٤) العجف : ذهاب السّمن والهزال وقد عجف بالكسر وعجف بالضم فهو أعجف وعجف. اللسان (عجف) وإصلاح المنطق (ص ٦٧).

(٥) رعن : الأرعن : الأهوج في منطقه المسترخي. اللسان (رعن). وانظر شرح الشافية (١ / ٧١).

(٦) الشّخت : والشّخيت : النّحيف الجسم والدّقيقه. اللسان (شخت).

(٧) جدع : الجدع : القطع البائن في الأنف والأذن والشّفة واليد ونحوها. وانظر اللسان (جدع) ، وفي إصلاح المنطق (ص ٢٠٥): «ويقال : قد جدع أنفه وأذنه يجدعها جدعا». وانظر أساس البلاغة (جدع) (١ / ١١١).

(٨) صلم : صلم الشّيء صلما : قطعه من أصله. اللسان (صلم).

١٤

[أوزان اسم الفاعل من الأفعال المختلفة]

قال ابن مالك : (فصل : اسم الفاعل من متعدّي «فعل» على «فاعل» ومن لازمه على «فعل» و «أفعل» و «فعلان» وقد يجيء على «فاعل» و «فعيل» ، ولزم «فعيل» في المغني عن «فعل» وقد يشرك فعل «فعلا» و «فعل» «أفعل» و «فعلان» ، وربّما اشتركت الثّلاثة).

______________________________________________________

وثلمه فثلم (١) ، وثرمه فثرم (٢) ، وهتمه فهتم (٣) ، وعلمه فعلم (٤) ، وفلجه ففلج (٥) ، والوصف منها : أجدع وأصلم ، وأثلم ، وأثرم ، وأهتم ، وأعلم ، وأفلج.

وبنو تميم يسكنّون العين المكسورة والمضمومة من الكلمة الثلاثية اسما كانت أو فعلا (٦) فيقولون في رجل ونمر ، وظرف ، وعلم ، : رجل ، ونمر ، وظرف ، وعلم».

قال ناظر الجيش : قال المصنف (٧) : «قد تقدم التنبيه على أن «فعل» على ضربين : متعدّ ولازم ، وأن لزومه أكثر من تعدّيه ، والحاجة الآن داعية إلى الكلام على صوغ اسم الفاعل من كل واحد منهما فبينت أنه من المتعدي على وزن «فاعل» كـ «علم فهو عالم» ، و «عمل فهو عامل» وأنه من اللازم على «فعل» و «أفعل» و «فعلان» ، كفرح فهو فرح ، وترح فهو ترح (٨) ، وحور فهو أحور ، وعور فهو أعور وشبع فهو شبعان وروي فهو ريّان.

ونبهت على أنه قد يجيء على وزن «فاعل» و «فعيل» نحو : سلم فهو سالم ، ـ

__________________

(١) ثلم الإناء والسّيف ونحوه يثلمه ثلما وثلّمه فانثلم وتثلّم : كسر حرفه. اللسان (ثلم) ، وأساس البلاغة (ثلم) (١ / ٩٩) ، وإصلاح المنطق (ص ٦٢).

(٢) ثرم : الثّرم بالتحريك انكسار السّنّ من أصلها ، وثرمه بالفتح يثرمه ثرما إذا ضربه على فيه فثرم. اللسان (ثرم) وأساس البلاغة (ثرم) (١ / ٩٢).

(٣) الهتم : مصدر هتم فاه يهتمه هتما إذا ألقى مقدم أسنانه ويقال : رجل أهتم ، بيّن الهتم. إصلاح المنطق (ص ٦٢) واللسان (هتم).

(٤) في اللسان (علم): «وعلمه يعلمه علما : وسمه».

(٥) زاد أبو حيان في التذييل (رسالة) (٦ / ١٣) : شتر الله عينه فشترت ، والشّتر انقلاب في جفن العين. انظر أساس البلاغة (شتر) (١ / ٤٧٨) واللسان (شتر).

(٦) انظر شرح الشافية للرضي (١ / ٤٠ ، ٤٢).

(٧) شرح التسهيل لابن مالك (٣ / ٤٤٠).

(٨) ترح : التّرح : نقيض الفرح وقد ترح ترحا وتترّح وترّحه الأمر تتريحا أي : أحزنه. انظر اللسان (ترح).

١٥

[معاني فعل بالفتح]

قال ابن مالك : (فصل : لـ «فعل» تعدّ ولزوم ، ومن معانيه : غلبة المقابل ، والنّيابة عن «فعل» في المضاعف واليائيّ العين ، واطّرد صوغه من أسماء الأعيان لإصابتها أو إنالتها ، أو عمل بها ، وقد يصاغ لعملها أو عمل لها أو أخذ منها).

______________________________________________________

وبلي فهو بال ، وحزن فهو حزين ، ومرض فهو مريض.

ثم قلت : ولزم «فعيل» في المعني عن «فعل» منبها بذلك على «حيّ» و «سمين» وأخواتهما المتقدم ذكرها.

ومن «فعل» المشارك «فعلا» : «طمع» و «عجل» و «يقظ» بمعنى : طمع ، وعجل ، ويقظ. ويشرك «فعل» «أفعل» كسود وأسود ، وخضر وأخضر ، ووجل وأوجل ، وعور وأعور ، ويشرك «فعلان» كفرح وفرحان ، وجدل وجدلان ، وسكر وسكران وصدي وصديان ، وقالوا : شعث فهو شعث وأشعث وشعثان (١) فأشركوا الثلاثة» (٢) انتهى.

وليعلم أن ما جاء من الصفات المذكورة على غير صيغة «فاعل» فإنّما هو صفة مشبهة ، وإطلاق اسم الفاعل عليها إنّما هو بطريق المجاز وقد تقدم تقرير ذلك (٣) ، نعم إن قصد بشيء من ذلك الحدوث والتجدّد كما يقصد بالفعل وذلك بأن يذهب بتلك الصفة مذهب الزمان أتي بها على صيغة «فاعل» وكان لها حكم اسم الفاعل (٤) ، وقد تقدم لنا الإشارة إلى إنشاد المصنف في إيجاز التعريف :

٣٥٦٦ ـ وما أنا من رزء وإن جلّ جازع

ولا بسرور بعد موتك فارح (٥)

قال ناظر الجيش : قال المصنف (٦) : «كثر استعمال «فعل» لحقته ـ متعدّيا ـ

__________________

(١) شعث شعثا وشعوثة فهو شعث وأشعث وشعثان وتشعّث : تلبّد شعره واغبرّ. اللسان (شعث).

(٢) انظر فيما تقدم شرح الشافية (١ / ١٤٣ : ١٤٩) وشرح الألفية لابن الناظم (ص ٤٤٠ ـ ٤٤١) والتصريح (٢ / ٧٧ : ٧٨).

(٣) انظر ذلك أول الباب عند شرحه لقول ابن مالك : وكثر في اسم فاعل فعيل وفعل وانظر التصريح : (٢ / ٧٨).

(٤) انظر التصريح (٢ / ٧٨) وشرح الألفية لابن الناظم (ص ٤٤٤).

(٥) سبق الكلام عليه وشرحه.

(٦) شرح التسهيل لابن مالك (٣ / ٤٤١).

١٦

.................................................................................................

______________________________________________________

ولازما بلفظين متباينين وهو الكثير كـ «جلب» و «ذهب» ، وبلفظين متحدين كـ «فغر فاه ففغر» بمعنى: فتحه فانفتح ، و «دفق الماء فدفق» بمعنى : صبّه فانصبّ ، و «غاضه فغاض» بمعنى : أذهبه فذهب ، و «سار الدّابّة فسارت» بمعنى : سيّرها فتسيّرت ، و «رجع الشّيء فرجع» بمعنى : ردّه فارتدّ.

ول «فعل» معان كثيرة :

منها : استعماله للغلبة (١) عند تقابل الفاعلين كـ «عالمني فعلمته» ، و «شاعرني فشعرته» و «كاتبني فكتبته» و «كاثرني فكثرته» أي : قابل علمه بعلمي ، وشعره بشعري ، وكتابته بكتابتي ، وكثرة ماله بكثرة مالي فكنت أعلم منه وأشعر وأكتب وأكثر مالا.

ومن معانيه : النّيابة عن «فعل» في المضاعف (٢) واليائيّ العين :

فالمضاعف نحو : جللت فأنت جليل ، وعززت فأنت عزيز ، وشححت فأنت شحيح ، وخففت فأنت خفيف ، وحققت فأنت حقيق ، وعففت فأنت عفيف ، ودقّ الشّيء فهو دقيق ، ورقّ فهو رقيق ، وركّ فهو ركيك ، وخسّ فهو خسيس ، وذلّ فهو ذليل.

واليائيّ العين نحو : طاب يطيب فهو طيّب ، ولان يلين فهو ليّن ، وبان يبين فهو بيّن ، وهاء يهيء فهو هيّئ ، إذا كان حسن الهيئة ، وناء اللّحم فهو نيّئ ، ويدل على أن أصل هذا الأفعال أن يكون على «فعل» دلالتها على معان طبعيّة أو كالطّبعيّة في اللزوم ، ولذلك جاءت أسماء فاعليها على «فعيل» في المضاعف والمعتلّ اللام ، وعلى «فيعل» في المعتلّ العين لأن «فيعلا» في ما اعتلّت عينه [٥ / ٦] ممّا حقّ فعله أن يكون على «فعل» نائب عن «فعيل» في ذوات الياء كلّها ـ

__________________

(١) المغالبة : «أن يغلب أحد الأمرين الآخر في معنى المصدر فلا يكون إلّا متعدّيا. انظر شرح الشافية للرضي (١ / ٧٠) ، وفي التسهيل (ص ١٩٧): «ويطّرد باب المغالبة في كل ثلاثي متصرف تام خال من ملزم الكسر».

(٢) قال سيبويه في الكتاب (٤ / ٣٦ ، ٣٧): «واعلم أن ما كان من التضعيف من هذه الأشياء فإنه لا يكاد يكون فيه فعلت وفعل لأنهم قد يستثقلون فعل والتضعيف. فلمّا اجتمعا حادوا إلى غير ذلك وهو قولك : ذلّ يذل ذلّا وذلة وذليل» فنيابة فعل عن فعل لوجود ثقلين هما : ضمّ العين والتضعيف.

١٧

.................................................................................................

______________________________________________________

ك «طيّب» وأخواتها ، إلّا في «ناء اللّحم» ، وفي ذوات الواو كـ «جنّد» و «سيّد» و «عيّن» و «سيّئ» ، و «صيّب» (١) ، (وصيّت) (٢) ، إلّا ما شذّ من «طويل» و «قويم».

واطّراد صوغ «فعل» من أسماء الأعيان لإصابتها : نحو : جلده ، ورأسه ، وجبهه ، وأذنه ، وعانه ، ووجهه ، ووجنه (٣) ، ويداه ، وصدره ، وركبه ، ورجله ، إذا أصاب جلده ، ورأسه ، وجبهته ، وأذنه ، وعينه ، ووجهه ، ووجنته ، ويده ، وصدره وركبته ، ورجله.

واطّرد أيضا صوغه منها لإنالة المسمّى : نحو : لحمه ، وشحمه ، ولبنه ، ولبأه ، وزبده ، وسمنه ، وتمره وكمأه ، إذا أطعمه لحما ، وشحما ، ولبنا ، ولباء (٤) ، وزبدا ، وسمنا ، وتمرا ، وكمأة (٥).

واطّرد أيضا صوغه منها لعمل بها : نحو : رمحه ، وحربه ، وآله ، وسهمه ، وساقه ، وحصبه ، وحصاه ، وعصاه ، وساطه ، إذا ضربه برمح وحربة وآلة وسهم ، وسيف وحصباء ، وحصا وعصا وسوط ، ومنه : عانه (٦) إذا أصابه بالعين ، وركبه (٧) البعير إذا أصابه بركبته وهما من الأضداد (٨).

__________________

(١) الصّيّب : المطر. اللسان (صوب).

(٢) «صيّت» ساقطة من (ج) ومصححة في الهامش ، والصّيّت : شديد الصّوت. اللسان (صوت).

(٣) أي أصابه في وجنته ، والوجنة : ما ارتفع من الحدّين للشّدق والمحجر. اللسان (وجن).

(٤) اللّبأ : على فعل ـ بكسر الفاء وفتح العين ـ أوّل اللّبن في النّتاج ، ولبأ القوم يلبؤهم لبئا وألبأهم أطعمهم اللّبأ. اللسان (لبأ).

(٥) الكمأة : واحدها كمء على غير قياس ، وهو من النّوادر فإن القياس العكس ، والكمء : نبات ينقّض الأرض فيخرج كما يخرج الفطر ، والجمع : أكمؤ وكمأة ، وكمأ القوم وأكمأهم : أطعمهم الكمأة.

اللسان (كمأ) وانظر إصلاح المنطق (ص ١٤٨ ، ١٤٩).

(٦) العين : أن تصيب الإنسان بعين ، وعان الرجل بعينه عينا فهو عائن ، والمصاب معين ومعيون أصابه بالعين ، اللسان (عين) وانظر إصلاح المنطق (ص ٥٦ ، ٢٣٥).

(٧) الرّكب : بياض في الرّكبة ، وركب الرجل يركبه ركبا مثال كتب يكتب كتبا ، ضرب ركبته وقيل هو إذا ضربه بركبته ، اللسان (ركب) وانظر إصلاح المنطق (ص ٢٠٥).

(٨) لأن معنى عانه : أصاب عينه أو أصابه بالعين ، وكذا ركبه أصابه في الرّكبة أي أصاب ركبته.

١٨

.................................................................................................

______________________________________________________

وقد يصاغ «فعل» من اسم الشيء لعمله : نحو : جدر الجدار (١) ، وناء النّوى (٢) ، ووأر الإرة (٣) ، وبأر البير (٤) ، وخبا الخباء (٥) ، وقبا القبوة (٦) ، وعصد العصيدة (٧) ، ولفت اللّفيتة (٨) ، ولبك اللّبيكة (٩) ، وألق الألوقة (١٠).

وقد يصاغ لعمل صادر من المسمّى : نحو : أصلته الأصلة (١١) ، وسبعه السّبع ، وكلبه الكلب ، وذبّه الذّباب ، ونمله النّمل ، وبعضه البعوض ، ووجرته الوجرة (١٢) ، وجرده الجراد.

وقد يصاغ لأخذ بعض المسّمى : نحو : ثلث المال وربعه وخمسه ، إذا أخذ ثلثه وربعه وخمسه وكذلك إلى العشر.

__________________

(١) الجدار : الحائط ، وجدره يجدره جدرا : حوّطه. اللسان (جدر).

(٢) ناء : بعد ، والنّوى : البعد ، والنّوى : الدّار ، والنّوى : التّحوّل من مكان إلى مكان آخر أو من دار إلى دار غيرها ، والنّاوي : الذي أزمع على التّحوّل. انظر اللسان (نأي) و (نوى).

(٣) الإرة : موقد النار ، وقيل هي النّار نفسها ، والجمع إرات وإرون ، على ما يطرد في هذا النحو ولا يكسّر ، ووأرها ووأر لها وأرة : عمل لها إراة. انظر اللسان (وأر).

(٤) بأرت بئرا وبأرها يبأرها وابتأرها : حفرها. اللسان (بأر) وإصلاح المنطق (ص ١٥٧).

(٥) الخباء : أحد بيوت العرب من وبر أو صوف. اللسان (خبا).

(٦) القبوة : انضمام ما بين الشّفتين. واللسان (قبا).

(٧) العصيدة : دقيق يلتّ بالسّمن ويطبخ ، يقال : عصدتّ العصيدة وأعصدتّها أي : اتخذتها. اللسان (عصد) وانظر إصلاح المنطق (ص ٣٤٧ ، ٣٥٦).

(٨) لفت الشّيء يلفته لفتا : عصده كما يلفت الدقيق بالسمن وغيره ، واللّفيتة : العصيدة المغلظة (لفت) إصلاح المنطق (ص ٣٤٧).

(٩) اللّبك : الخلط لبكه يلبكه لبكا : خلطه. واللبيكة : أقط ودقيق ، أو تمر ودقيق يخلط ويصبّ السّمن عليه أو الزّيت ولا يطبخ. اللسان (لبك).

(١٠) الألوقة : طعام يصلح بالزّبد ، وفيه لغتان : ألوقة ، ولوقة ، والألوقة : الزّبدة ، وقيل : الزّبدة بالرّطب لتألقها أي : بريقها. اللسان (ألق) وانظر أساس البلاغة (ألق) (١ / ١٨).

(١١) الأصلة : جنس من الحيّات وهو أخبثها. اللسان (أصل) وفي أساس البلاغة (أصل) (١ / ١٤) «الأصلة : حيّة قتّالة تثب على الإنسان فتهلكه».

(١٢) الوجرة : الأوجار حفر تجعل للوحوش فيها مناجل فإذا مرّت بها عرقبتها ، الواحدة : وجرة ، اللسان (وجر).

١٩

[معان أخرى كثيرة لفعل المفتوح العين]

قال ابن مالك : (ومن معاني «فعل» : الجمع والتّفريق ، والإعطاء والمنع ، والامتناع والإيذاء والغلبة ، والدّفع ، والتّحويل ، والتّحوّل ، والاستقرار ، والسّير ، والسّتر ، والتّجريد ، والرّمي ، والإصلاح ، والتّصويت).

______________________________________________________

قال ناظر الجيش : الذي (١) للجمع : كـ «حشر» و «حشد» و «حاش» (٢) ، و «نظم» (٣) و «لمّ» (٤) و «لأم» (٥) و «شعب» (٦) في أحد معنييه (٧) ، و «كتب» و «كثب» (٨) و «حزب» (٩) و «كفت» (١٠) و «ضمّ» و «حصر» و «وعى العلم» و «قرى الماء» (١١) و «عكم» (١٢) و «خزن» ، و «حوى» و «حاز» و «حفص» (١٣).

والذي للتفريق : كـ «بثّ» و «بذر» و «جزأ» و «قسم» و «شعب» في أحد معنييه و «فصل» و «عزل» و «ماز». ـ

__________________

(١) هذا كلام ابن مالك في شرح التسهيل : (٣ / ٤٤٢) وقد نقله المؤلف دون أن يشير إلى ذلك.

(٢) حاش : في اللسان (حوش): «وحشت الإبل : جمعتها وسقتها».

(٣) يقال : نظمت اللّؤلؤ أي : جمعته في السّلك ـ اللسان (نظم).

(٤) لمّ : لمّ الشّيء يلمّه لمّا : جمعه وأصلحه. اللسان (لمم) وانظر إصلاح المنطق (ص ٦١).

(٥) «لأم الشّيء لأما ولاءمه ولأمه وألأمه : أصلحه فالتأم وتلأم» انظر اللسان (لأم).

(٦) الشّعب : مصدر شعبت الشّيء شعبا إذا لاءمته وجمعت بينه ، إذا فرّقته أيضا. انظر إصلاح المنطق (ص ٥) ، واللسان (شعب).

(٧) شعب : له معنيان : الجمع والتفريق. فهو من الأضداد.

(٨) كثب : يقال : كثب القوم إذا اجتمعوا. وكثب الشّيء يكثبه ويكثبه كثبا جمعه من قرب وصبّه.

اللسان (كثب) وانظر إصلاح المنطق (ص ٣٨١).

(٩) حزب : الحزب : جماعة النّاس ، والجمع : أحزاب. اللسان (حزب) وأساس البلاغة (حزب) (١ / ١٧٠).

(١٠) كفت : كفت الشّيء يكفته كفتا وكفته : ضمه ، اللسان (كفت).

(١١) قرى : القري : جبي الماء في الحوض ، وقربت الماء في الحوض قريا وقرى : جمعته. اللسان (قرا) وإصلاح المنطق (ص ١٥١).

(١٢) عكم : عكم المتاع يعكمه عكما : شدّه بثوب ، وعكم البعير يعكمه عكما : شدّ فاه. انظر اللسان (عكم).

(١٣) في (ج) ، (أ): «حفط». والصواب حفص ، وفي اللسان «حفص الشّيء يحفصه حفصا : جمعه».

٢٠