السيّد علي الحسيني الميلاني
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الحقائق الإسلاميّة
المطبعة: وفا
الطبعة: ٤
ISBN: 964-2501-03-1
الصفحات: ٤٧٢
أجد في رواة أحاديث الباب من يطعن فيها من هذه الناحية ، ويكفينا قول الهيثمي : « وثقوا » إذ التوثيق فرع الثبوت كما هو واضح.
وأما ثالثا : فالاختلاف في اسم أبي عبيدة بعد توثيقه غير مضر.
وأما رابعا : فإن الرجل لم يورد طعنا في وثاقة أبي عبيدة. أما يحيى بن معين وعبد الله فقد وثقاه. وأما أبو حاتم ـ وبعد غض النظر عما ذكر الذهبي في تجرحاته ـ فكلامه متعارض ... فأين الجرح؟!
وأما خامسا : فما نقله عن « تهذيب التهذيب » لا يضر بوثاقة الرجل ، وقد كتم هذا الرجل ما أورده ابن حجر مما يدل على وثاقته (١) ، وأن ابن حبان ذكره في الثقات ، ولهذا كله قال ابن حجر نفسه بترجمته : « مقبول » (٢).
تحقيق سند حديث أحمد :
* قال السيد رحمهالله ـ في آخر هامش الحديث الأول ـ :
« ونقل نحوه في ص ٤٤٩ عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل في كل من مسنده وكتاب فضائل علي بن أبي طالب ».
أقول :
أما الحديث في « فضائل » لأحمد (٣) فهذا نصه :
« حدثنا الحسن ، قال : ثنا الحسن بن علي بن راشد ، نا شريك ، قال : ثنا لأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم ،
__________________
(١) تهذيب التهذيب ٩ | ٣١٩.
(٢) تقريب التهذيب ٢ | ١٩٣.
(٣) في مراجعة سريعة لكتاب « المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي » لم نهتد إلى موضع الحديث في مسند أحمد ، ولا ندري ما إذا كان موجودا فيه ولم نعثر عليه ، أو أسقط فيما أسقط من أحاديث المسند!!
قال : قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : من أحب أن يتمسك بالقضيب الأحمر الذي غرسه الله عز وجل في جنة عدن بيمينه ، فليتمسك بحب علي بن أبي طالب » (١).
ورواه عن أحمد غير واحد من الأعلام (٢).
وهذا الحديث أخرجه : الدارقطني ؛ قال السيوطي : « الدارقطني : حدثنا الحسن بن علي بن زكريا ، حدثنا الحسين (٣) بن راشد ، حدثنا شريك ... الحسن هو العدوي الوضاع ، سرقه من إسحاق » (٤).
وابن عساكر ... قال : « أخبرنا أبو غالب ابن البناء ، أنبأنا أبو محمد الجوهري ، أنبأنا محمد بن العباس بن حيويه الخزاز ، أنبأنا الحسن بن علي بن زكريا ، أنبأنا الحسن بن علي بن راشد ... » (٥).
قال أبو نعيم : ورواه السدي عن زيد بن أرقم (٦).
قلت :
رواية السدي أخرجها ابن عساكر بطريقين عن زيد بن أرقم وأبي هريرة ... قال :
« أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن المسلم الرحبي ، أنبأنا خال أبي سعد الله ابن صاعد ، أنبأنا مسدد بن علي ، أنبأنا إسماعيل بن القاسم ، أنبأنا يحيى بن
__________________
(١) فضائل علي بن أبي طالب ، رقم ١١٣٢.
(٢) كسبط ابن الجوزي في التذكرة ، وابن أبي الحديد في الشرح ، والقندوزي في الينابيع : ١٢٦.
(٣) كذا ، والصحيح هو : « الحسن ».
(٤) اللآلي المصنوعة ١ | ٣٦٩.
(٥) ترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق ٢ | ١٠٢.
(٦) حلية الأولياء ١ | ٨٦.
علي ، أنبأنا أبو عبد الرحمن ، أنبأنا أبي ، عن السدي ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ...
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد الجيرفتي [ ظ ] أنبأنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس الدهقان ببغداد ، أنبأنا محمد بن مندة بن أبي الهيثم الأصبهاني ، أنبأنا محمد بن بكير الحضرمي ، أنبأنا عبد الله بن عمر البلخي ، عن الفضل بن يحيى المكي ، عن السدي ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ... » (١).
وأخرجها السيوطي عن زيد بطريق آخر ، فإنه قال بعد رواية الدارقطني المتقدمة :
« قلت : له طريق آخر ، قال الشيرازي في الألقاب : أنبأنا أبو الحسن أحمد بن أبي عمران الجرجاني ، أنبأنا كرد بن جعفر بن أحمد بن محمد البغدادي ـ إملاء ـ حدثنا أحمد بن أبي فروة الرهاوي ، حدثنا إبراهيم بن عبد السلام الرهاوي ، حدثنا عبد الملك بن دليل ، حدثني أبي دليل ، عن السدي ، عن زيد بن أرقم ـ مرفوعا ـ : من أحب ...
قال ابن حبان : دليل عن السدي عن زيد بن أرقم ، روى عنه ابنه عبد الملك نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب. قال الذهبي في الميزان : منها هذا الحديث » (٢).
وهذا الحديث أخرجه السيوطي عن البراء بن عازب ، قال :
« الأزدي : أنبأنا عمرو بن سعيد بن سفيان ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم النحوي ، حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن البراء
__________________
(١) ترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق ٢ | ١٠٠ ـ ١٠١.
(٢) اللآلي المصنوعة ١ | ٣٦٩.
ـ مرفوعا ـ : من أحب ...
إسحاق يضع. قلت : قال في الميزان : هو : إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب بن عباد بن العوام الواسطي ، رآه ابن عدي وكذبه لوضعه الحديث ؛ وكذبه الأزدي أيضا وقال : فيه النحوي. والله أعلم » (١).
والفقيه الحافظ ابن المغازلي الشافعي ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال :
« أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار ـ بقراءتي عليه فأقر به سنة ٤٣٤ ـ قلت له : أخبركم أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان الملقب بابن السقاء الحافظ الواسطي ـ رحمهالله ـ أخبرنا أبو بكر ابن أبي داود ـ وأنا سألته ـ حدثنا إسحاق بن غبراهيم بن شاذان ، حدثنا محمد بن الصلت ، حدثنا الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أحب أن يتمسك بالقضيب الياقوت الأحمر الذي غرسه الله في جنة عدن ، فليتمسك بحب عليّ ابن أبي طالب ».
وعن السدي ، عن ابن عباس :
« أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج ، أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيوية الخزاز ـ إذنا ـ حدثنا أبو الحسن الديباجي أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن محمد بن غالب ، قال : حدثني عبد العزيز بن عبد الله ، عن إسماعيل بن عياش الحمصي ، عن السدي ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ... ».
وعن علي بن الحسين عليهماالسلام ، عن ابن عباس :
« أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو عبد الله محمد
__________________
(١) اللآلي المصنوعة ١ | ٣٦٨.
ابن زيد بن علي بن جعفر بن مروان الكوفي ـ قراءة عليه في ذي الحجة سنة ٣٧٢ ـ حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن شاذان ، قال : حدثني محمد بن إسماعيل ، قال : حدثني إسحاق بن موسى ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن ابن عباس ... » (١).
أقول :
فهذا الحديث مروي عندهم في كتب كثيرة معتبرة بالأسانيد والطرق العديدة المتضافرة ، عن غير واحد من الأصحاب ، وهم :
١ ـ عبد الله بن عباس.
٢ ـ البراء بن عازب.
٣ ـ زيد بن أرقم.
٤ ـ أبو هريرة.
فهل وضعه كل هؤلاء؟! أو بعضهم ووافقه عليه غيره؟!
ولو سلمنا ضعف جميع طرقه وأسانيده ... فقد تقدم كلام العلامة المناوي ـ وله نظائر تمن غيره من الأعلام ـ ينص على بلوغ هكذا حديث مرتبة الحجية ، وأن من ينكر هذا المعنى فهو إما جاهل بالصناعة ، أو معاند مكابر متعصب ...
لكنا لا نسلم .. وللنظر فيما ذكر في غير واحد من الطرق مجال ...
* لأن حديث « دليل عن السدي عن زيد » لم يطعن فيه إلا من جهة كلام ابن حبان : « روى عنه ابنه عبد الملك نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب » وتطبيق الذهبي ـ باجتهاده المنبعث من طريقته في رد فضائل أهل البيت عليهمالسلام ـ هذه الكبرى على ما نحن فيه بقوله : « منها هذا الحديث »!!
__________________
(١) مناقب علي بن أبي طالب : ٢١٦ ـ ٢١٧.
* ولأن حديث « الأزدي عن البراء » استند في رده إلى أمرين :
أحدهما : رآه ابن عدي وكذبه.
والثاني : كذبه الأزدي.
قلت :
أما الأول ففيه : أن « ابن عدي » على هذا من أقران « إسحاق » المذكور وقد نص الذهبي على أن كلام الأقران بعضهم في بعض لا يعبأ به ، وهذه عبارته :
« قلت : كلام الأقران بعضهم في بعض لا يعبأ به ، لا سيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب أو لحسد ، ما ينجو منه إلا من عصم الله ، وما علمت أن عصرا من الأعصار سلم أهله من ذلك ، سوى الأنبياء والصديقين ... » (١).
عليه فليتوقف عن قبول رمي ابن عدي إسحاق بما سمعت!
وأما الثاني ، فقد نص الذهبي أيضا بسقوط جرح الأزدي ، قال : « لا يلتفت إلى قول الأزدي ، فإن في لسانه في الجرح رهقا » (٢).
إذن ، لم يثبت جرح إسحاق.
على أنه قد تابعه في الحديث غيره : أخرج ابن عساكر قال :
« أخبرنا أبو غالب ابن البناء ، أنبأنا أبو محمد الجوهري ، أنبأنا أبو الحسين ابن المظفر ، أنبأنا محمد بن محمد بن سليمان ، حدثني محمد بن أبي يعقوب الدينوري ، أنبأنا أبو ميمون جعفر بن نصر ، أنبأنا يزيد بن هارون الواسطي ... » (٣).
__________________
(١) ميزان الاعتدال ١ | ١١١.
(٢) ميزان الاعتدال ١ | ٦١.
(٣) ترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق ٢ | ١٠٢.
و « أبو ميمون » وإن تكلم فيه ، إلا أن سكوت ابن عساكر ومشايخه الذين في طريق هذا الحديث ـ وهم حفاظ كبار ـ عن الطعن يكفي في مقام الاحتجاج.
* ولأن حديث الدارقطني لم يطعن فيه إلا من ناحية « الحسن » قال الحافظ ابن الجوزي : « هو العدوي الكذاب الوضاع ، ولعله سرقه من النحوي » (١). وقال السيوطي : « هو العدوي الوضاع ، سرقه من إسحاق » (٤).
* وكذا الحديث في « الفضائل » ، إذ لم يطعن في إسناده إلا من « ناحية » الحسن في أوله.
قلت :
إعلم أن القوم قد تناقضت كلماتهم واضطربت أقوالهم تجاه هذا الحديث ، بالسند الذي جاء في ( الفضائل ) ورواه الدارقطني الحافظ ، ونحن ننقل كلماتهم .. وعليك بالتأمل ، ولك أن تستنتج ما حكم به عقلك وإنصافك ..
لقد جاء في ( الفضائل ) : « حدثنا الحسن ، قال : ثنا الحسن بن علي بن راشد ، قال : ثنا الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد ابن أرقم ... ».
وقال الدارقطني : حدثنا الحسن بن علي بن زكريا ، حدثنا الحسن بن راشد ، حدثنا شريك ... ».
أما « ابن راشد » فهو : « الحسن بن علي بن راشد الواسطي » قال الحافظ ابن حجر : « صدوق ، رمي بشيء من التدليس. من العاشرة ، مات سنة ٣٧ »
__________________
(١) الموضوعات ١ | ٣٨٧.
(٢) اللآلي المصنوعة ١ | ٣٦٩.
ووضع عليه علامة : أبي داود والنسائي (١).
وأما « الأعمش » فهو من رجال الكتب الستة (٢).
وأما « حبيب » فهو من رجال الكتب الستة كذلك (٣).
وأما « أبو الطفيل » و « زيد بن أرقم » فصحابيان.
إذن : لا إشكال إلا من ناحية « الحسن » في أول السند.
أما الدارقطني فقال : « حدثنا الحسن بن علي بن زكريا ... ».
وأما ( الفضائل ) فإنه وإن لم يقل في حديثنا ـ وحديثين قبله ـ إلا « حدثنا الحسن » لكنه صرح في الحديث السابق على الأحاديث الثلاثة بقوله : « حدثنا الحسن بن علي البصري ».
ثم إن الدارقطني لم يتكلم في الحديث بشيء غير أنه قال : « ما كتبته إلا عنه » فلم يضعف شيخه « الحسن » وهو يدل على كون الحديث صحيحا عنده.
لكن القوم المتعصبين يشق عليهم ذلك!! فيقول ابن الجوزي عقب كلام الدارقطني : « قلت : وهو العدوي الكذاب الوضاع ، ولعله سرقه من النحوي ».
ثم جاء السيوطي فأسقط كلام الدارقطني ، كاتما شهادته الضمنية بوثاقة شيخه « الحسن »!! وأسقط كلمة « لعل » من عبارة ابن الجوزي ، ليرمي الرجال بالسرقة عن اليقين!! فقال : « الحسن هو العدوي الوضاع ، سرقة من إسحاق ».
فنقول :
أولا : الدارقطني يشهد بوثاقة شيخه ، وهذه الشهادة لا تعارضها تلك الكلمات المضطربة الصادرة من الحاقدين على أهل البيت الطاهرين!
__________________
(١) تقريب التهذيب ١ | ١٦٨.
(٢) تقريب التهذيب ١ | ٣٣١.
(٣) تقريب التهذيب ١ | ١٤٨.
وثانيا : إن الأوصاف والألقاب التي يذكرونها بتراجم الدارقطني لتكذب أن يتخذ « كذابا ، وضاعا ، سارقا » شيخا له ، فيروي عنه الأحاديث النبوية والأحكام الشرعية!!
يقولون بترجمة الدارقطني ووصفه :
الإمام الحافظ المجود ، شيخ الإسلام ، علم الجهابذة ... من بحور العلم ومن أئمة الدنيا ، انتهى إليه الحفظ ومعرفة علل الحديث ورجاله ... وصار واحد عصره في الحفظ والفهم والورع ... فريد عصره وقريع دهره ونسيج وحده وإمام وقته ، انتهى إليه علو الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال ، مع الصدق والثقة ... لم يأت بعد النسائي مثله ... أمير المؤمنين في الحديث ... (١).
وثالثا : إن قول ابن الجوزي والسيوطي « هو العدوي الوضاع » اجتهاد في مقابلة نص الدارقطني على أنه غيره كما ستعرف.
رابعا : إن ابن الجوزي ـ المتوفى سنة ٥٩٧ هـ ـ غير جازم بسرقة الحديث من « إسحاق » .. وهل ترد الأحاديث المعتبرة الثابتة بـ « لعل »؟! ثم يأتي السيوطي ـ المتوفى ٩١١ هـ ـ وكأنه جازم ، فيسقط كلمة « لعل »!
وخامسا : قد عرفت أن « إسحاق بن إبراهيم » إنما تكلم في الأزدي ، ومن هنا لم يطعن ابن الجوزي في الحديث عن البراء إلا اعتمادا عليه حيث قال : « قال الأزدي : كان إسحاق بن إبراهيم يضع الحديث » وقد قدمنا عن الحافظ الذهبي أن الأزدي لا يعتد بقوله ... حتى أنه قال فيه في موضع آخر بترجمة أحد الرجال : « وقال أبو الفتح الأزدي : هو ضعيف ، لم أر في شيوخنا من يحدث عنه. قلت : هذه مجازفة ، ليت الأزدي عرف ضعف نفسه! » (٢). وقال
__________________
(١) هذه كلمات من : الحاكم ، الخطيب ، الذهبي ... انظر : تاريخ بغداد ١٢ | ٣٤ ، سير أعلام النبلاء ١٦ | ٤٤٩ و١٠ | ٢٦٧ ، ميزان الاعتدال ٤ | ٨ عند نقل كلام عنه.
(٢) سير أعلام النبلاء ١٣ | ٣٨٩.
بترجمة الأزدي :
« قال أبو بكر الخطيب : كان حافظا ، صنف في علوم الحديث. وسألت البرقاني عنه فضعفه. وحدثني أبو النجيب عبد الغفار الأرموي قال : رأيت أهل الموصل يوهنون أبا الفتح ولا يعدونه شيئا. قال الخطيب : في حديثه مناكير.
قلت : وعليه في كتابه في الضعفاء مؤاخذات ، فإنه قد ضعف جماعة بلا دليل ، بل قد يكون غيره قد وثقهم » (١).
وتحصل : صحة الحديث برواية الدارقطني.
وأما رواية ( الفضائل ) فالحسن فيها هو « الحسن بن علي البصري » .. قال محققه : « موضوع ، وآفته الحسن بن علي البصري ».
فمن هو؟!
لقد نقل الذهبي وابن حجر العسقلاني عن الدارقطني أن شيخه « الحسن ابن علي بن زكريا » غير « العدوي » وأن « العدوي » متروك ، فقالا : « الحسن بن علي بن زكريا بن صالح ، أبو سعيد العدوي البصري ، الملقب بالذئب. قال الدارقطني : متروك ، وفرّق بينه وبين سميه العدوي » (٢).
وهذا وجه آخر يدل على أن شيخه ثقة.
فهذا من جهة.
ومن جهة أخرى : فقد أورد الذهبي وابن حجر عن الحافظ السهمي ـ المتوفى سنة ٤٢٨ هـ ـ كلاما هو نص في المغايرة بين « الحسن بن علي البصري » و « العدوي » .. فقالا : « وقال حمزة السهمي : سمعت أبا محمد الحسن بن علي البصري يقول. أبو سعيد العدوي كذاب على رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، يقول عليه ما لم يقل ... » (٣).
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ١٦ | ٣٤٨.
(٢) ميزان الاعتدال ١ | ٥٠٦ ، لسان الميزان ٢ | ٢٢٨.
(٣) ميزان الاعتدال ١ | ٥٠٨ ، لسان الميزان ٢ | ٢٣٠.
فالحق أن « الحسن بن علي البصري » شيخ القطيعي ، و « الحسن بن علي ابن زكريا » شيخ الدارقطني ... واحد ... فهو حديث اتفق « الدارقطني » و « القطيعي » على روايته ، وبسند واحد ، وهو صحيح.
وقول محقق كتاب ( الفضائل ) : « موضوع » باطل ، لأن « الحسن بن علي البصري » غير « العدوي والوضاع » وليس إلا « شيخ الدارقطني » إذ لم نجد في الكتب رجلا بعنوان « السحن بن عليّ البصريّ » أصلا.
كما أن قول ابن الجوزي والسيوطي بعد حديث الدارقطني : « هو العدوي الوضاع » خلط ، إن لم نقل بأنهما تعمدا ذلك لغرض طرح الحديث!
تنبيه :
لقد اثبتنا صحة الأحاديث المذكورة وتمامية الاحتجاج بها ، وإن من ينظر فيما ذكرناه وينصف لا يتردد في صدور المضمون الذي تدل عليه عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كما لا يتردد في وجوب الأخذ بذاك المضمون اعتقادا وعملا ...
وقد رأينا من المناسب أن نؤكد صدور المضمون ، بحديث بنفس المعنى أخرجه كبار الأئمة الأعلام في المسانيد المعتبرة والكتب المشتهرة ، وبأسانيد صحيحة ، كما نص على صحته غير واحد منهم ، وهو قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي عليهالسلام :
« أنت ولي كل مؤمن من بعدي ».
أخرجه :
ابن أبي شيبة في « المصنف » وصححه ، ووافقه على التصحيح : السيوطي (٧٤) والقاري (٧٥).
__________________
(١) القول الجلي في مناقب علي : الحديث ٤٠.
(٢) كنز العمال ١٥ | ١٢٤ ط حيدر آباد.
وأبو داود الطيالسي في ( مسنده ) بسند نص على صحته : ابن عبد البر (١) والمزي (٢).
وأحمد بن حنبل في ( مسنده ) بسند صحيح (٣).
والترمذي في ( صحيحه ) (٤).
والنسائي في ( الخصائص ) (٥).
وابن جرير الطبري وصححه (٦).
وابن حبان في ( صحيحه ) (٧).
والحاكم ، وصححه على شرط مسلم (٨).
وابن حجر ، قال : « أخرج الترمذي بسند قوي ... » (٩).
وسندلل بالتفصيل على صحته حيث يذكره السيد ، فانتظر.
أقول :
ثم إن السيد ـ رحمهالله ـ أورد نصوصا أخرى ، وتعرض خلالها ـ بالمناسبة ـ إلى أشياء من غير النصوص النبوية ...
وحيث تكلمنا بالتفصيل في تشييد عمة نصوص المراجعة ، ودفع شبهات السابقين واللاحقين عنها ، ولم يبق مجال للريب في تمامية ما قصده
__________________
(١) الاستيعاب في معرفة الأصحاب ، ترجمة أمير المؤمنين عليهالسلام ٣ | ١٠٩١.
(٢) تهذيب الكمال ـ ترجمة أمير المؤمنين عليهالسلام ٢٠ | ٤٨١.
(٣) مسند أحمد بن حنبل ٥ | ٢٥.
(٤) صحيح الترمذي ٥ | ٢٩٦.
(٥) خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : ٩٧.
(٦) كنز العمال ١٥ | ١٢٤ ط حيدر آباد.
(٧) الرياض النضرة ٢ | ٢٢٥.
(٨) المستدرك على الصحيحين ٣ | ١١١.
(٩) الإصابة في معرفة الصحابة ـ ترجمة أمير المؤمنين عليهالسلام ٢ | ٥٠٩.
السيد ـ رحمهالله ـ في هذه المراجعة ... كما لم نجد شبهة تستحق التعليق حول الأحاديث والشواهد الأخرى المذكورة فيها ... ننتقل إلى المراجعة التالية ، وموضوعها « حجج الكتاب ».
* * *
المراجعة ـ ١٢
حجج الكتاب
قيل :
« لابد قبل التعرض لاستشهاد المؤلف بالآيات على ما ذهب إليه ، من كلمة موجزة في منهج الشيعة في تفسير القرآن الكريم :
إن الدارس للفرق والمذاهب التي نشأت بعد حركة الفتح الإسلامي واستقرار الإسلام بدولته المترامية ، لا بد وأنه يلاحظ أولا أن هذه الفرق اتخذت القرآن الكريم وسيلة للاستدلال على آرائها ، ولكن الفرق بين أصحاب الآراء الصحيحة التي لا تخالف الأصول الإسلامية وبين غيرهم من أصحاب المذاهب المبتدعة : أن الأوائل كانوا تابعين لما تدل عليه معاني القرآن الكريم ، موضحين لدلالات ألفاظه كما فهمها سلف الأمة وعلماؤها ، وكما فسرها الرسول صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وأصحابه والتابعون لهم بإحسان ، فكانوا ضمن دائرة التمسك بالكتاب والسنة ، لم يشذوا عنها.
أما أصحاب البدع والأهواء ، فقد رأوا آراء ، واعتقدوا اعتقادات أرادوا أن يروّجوها على الناس ، فأعوزتهم الأدلّة ، فالتفتوا إلى القرآن الكريم ... وهم كما قال ابن تيمية ...
أمثلة من مواقف الشيعة في التفسير : يقول ملا حسن الكاشي في مقدمة كتابه : ( الصافي في تفسير القرآن الكريم ) ...
وملا محسن الكاشي ممن يرى أن القرآن قد حرف ... ولا يتورع هذا الرافضي المفتري من الطعن على كبار الصحابة الكرام ، ويرميهم بكل نقيصة ، ويجردهم من كل مكرمة ، هكذا فعل مع عثمان في تفسير الآيتين ٨٤ و٨٥ من سورة البقرة ، وهكذا فعل مع أ[ي بكر في تفسير الآية ٤٠ من سورة التوبة ، وكذلك طعن في أبي بكر وعمر وعائشة وحفصة عند تفسيره أول سورة التحريم ( يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك ... ).
ويعتقد عبدالله بن محم رضا العلوي ـ الشهير بشبر ـ المتوفى سنة ١٢٤٢ أن القرآن قد حرّف ... وعند تفسيره لقوله تعالى في الأية ٤٠ من سورة التوبة ( ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها ) الآية ، نجده يعرض عن تعيين هذا الذي صحب النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم في هجرته وهو أبو بكر ، ثم يصرح أو يلمح بما نقص من قدره أو يذهب بفضله المنسوب إليه والمنوّه به في القرآن الكريم ، فيقول ... ».
أقول :
لابد قبل التعرض لاستدلال السيد ـ رحمهالله ـ بآيات الكتاب الكريم على ولاية أهل البيت عليهمالسلام ، على ضوء الأخبار المتفق عليها بين علماء الفريقين ، من ذكر الأمور التالية بإيجاز :
١ ـ إنه كما لغير الشيعة الإمامية الاثني عشرية من الفرق الإسلامية منهج في تفسير القرآن الكريم ، وفهم حقائقه وأحكامه ، وأسباب نزول
آياته ... كذلك الشيعة ، وإن منهجهم يتلخص في الرجوع إلى القرآن وما ورد عن العترة المعصومين بالأسانيد المعتبرة ... وهذا أمر واضح وللتحقيق فيه مجال آخر.
٢ ـ إلا أن منهج البحث في كتب المناظرة يختلف ... فإن من الأصول التي يجب على الباحث المناظر الالتزام بها هو : الاستدلال بالروايات الواردة عن طريق رجال المذهب الذي يعتنقه الطرف المقابل ، وكلمات العلماء المحققين المعروفين من أبناء الطائفة التي ينتمي إليها.
فهذا مما يجب الالتزام به في كل بحث يتعلق بالفرق والمذاهب ، وإلا فإن كل فرقة ترى الحق في كتبها ورواياتها ، وتقول ببطلان ما ذهب إليه وقال به غيرها ، فتكون المناقشة بلا معنى والمناظرة بلا جدوى.
وعلى هذه القاعدة مشى السيد ـ رحمهالله ـ في ( مراجعاته ) مع شيخ الأزهر ( الشيخ البشري ).
وفي ( حجج الكتاب ) ... حيث يشير إلى المصادر السنية المقبولة لدى ( الشيخ ) ...
فكان القول بنزول الآية المباركة في أمير المؤمنين أو أهل البيت عليهمالسلام قولا متفقا عليه بين الطرفين ، والحديث الوارد في ذلك سنة ثابتة يجب اتباعها والتمسك بها على كلا الفريقين.
وقد كانت هذه طريقة علمائنا المتقدمين ...
٣ ـ ولم نجد الالتزام بهذه الطريقة التي تفرضها طبيعة البحث والحوار في كلمات أكثر علماء أهل السنة ...
ومن أراد التأكد من هذا الذي نقوله فلينظر ـ مثلا ـ إلى كتاب « منهاج
الكرامة في إثبات الإمامة » للعلامة الحلي ، وما قاله ابن تيمية في ( منهاجه ) في الرد عليه ، وليقارن بين المنهاجين ، خصوصا في فصل الاستدلال بالكتاب ، فبدلا من أن يلتزم ابن تيمية بالقواعد والآداب أخذ يسب العلامة ويشتمه ويتهمه بأنواع التهم! ثم يضطر إلى اتهام كبار أئمة السنة في التفسير والحديث ـ الذين نقل عنهم العلامة القول بنزول الآيات في أهل البيت كالثعلبي والواحدي والبغوي ونظرائهم ـ بنقل الموضوعات ورواية المكذوبات ، وأمثال ذلك من الاتهامات ، وسنتعرض لذلك في خلال البحث عن الآيات.
ثم إن ابن تيمية أصبح ـ وللأسف ـ قدوة للذين يجدون في أنفسهم حرجا مما قضى الله ورسوله ، فلووا رؤوسهم واستكبروا استكبارا ، أما الشيخ البشري وأمثاله ، فأذعنوا للحق واتبعوه ، فمنهم من أخفى ذلك ومنهم من أجهر به إجهارا ...
٤ ـ وفضائل الإمام علي وأهل البيت عليهمالسلام في القرآن الكريم ، وما نزل فيهم من آياته الكريمة ، كثيرة جدا ، حتى أن جماعة من أعلام السنة أفردوا ذلك بالتأليف ...
هذا ، بالرغم من الحصار الشديد المضروب على رواية هذا النوع من الأحاديث ورواته!
أما غير أهل البيت ، فلم يدع ـ حتى في كتب القوم ـ نزول شيء من الآيات في حقهم ..!
أنظر إلى كلام القاضي عضد الدين الإيجي ـ المتوفى سنة ٧٥٦ هـ ـ في كتابه « المواقف في علم الكلام » الذي هو من أجل متونهم في علم الكلام ، يقول :
« المقصد الرابع : في الإمام الحق بعد رسول الله صلى الله عليه [ وآله
وسلم ، وهو عندنا أبو بكر ، وعند الشيعة علي ، رضي الله عنهما. لنا وجهان : الأول : إن طريقه إما النص أو الإجماع. أما النص فلم يوجد ... » (١).
نعم ، ذكر في المقصد الخامس ، في أفضل الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « هو عندنا وأكثر قدماء المعتزلة أبو بكر ـ رضياللهعنه ـ ، وعند الشيعة وأكثر متأخري المعتزلة علي. لنا وجوه الأول : قوله تعالى : ( وسيجنبها الأتقى * الذي يؤتي ماله يتزكى ) (٢). قال أكثر المفسرين ـ واعتمد عليه العلماء ـ أنها نزلت في أبي بكر. الثاني : قوله عليهالسلام ... » (٣).
فلم يستدل من الكتاب إلا بآية واحدة ، نسب إلى أكثر المفسرين نزولها في أبي بكر.
فهذه آية واحدة فقط!
وهناك آية ثانية ، وهي آية الغار ، جعلوها فضيلة لأبي بكر ، واستدلوا بها في الكتب.
أما آية الغار فممن تكلم في الاستدلال بها : المأمون العباسي ، الذي وصفه الحافظ السيوطي في كتابه « تاريخ الخلفاء وأمراء المؤمنين » فقال : « قرأ العلم في صغره وسمع الحديث من : أبيه ، وهشيم ، وعباد بن العوام ، ويوسف ابن عطية ، وأبي معاوية الضرير ، وإسماعيل بن علية ، وحجاج الأعور ، وطبقتهم. وأدبة اليزيدي ، وجمع الفقهاء من الآفاق ، وبرع في الفقه والعربية وأيام الناس ، ولما كبر عني بالفلسفة وعلوم الأوائل ومهر فيها ، فجره ذلك إلى القول بخلق القرآن.
__________________
(١) المواقف في علم الكلام ـ بشرح الجرجاني ـ ٨ | ٣٥٤.
(٢) سورة الليل ٩٢ : ١٧ و١٨.
(٣) المواقف في علم الكلام ـ بشرح الجرجاني ـ ٨ | ٣٦٥.
روى عنه : ولده الفضل ، ويحيى بن أكثم ، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، والأمير عبد الله بن طاهر ، وأحمد بن الحارث الشيعي ، ودعبل الخزاعي ، وآخرون.
وكان أفضل رجال بين العباس حزما وعزما ، وحلما وعلما ، ورأيا ودهاء ، وهيبة وشجاعة ، وسؤددا وسماحة ، وله محاسن وسيرة طويلة ، لولا ما أتاه من محنة الناس في القول بخلق القرآن ، ولم يل الخلافة من بني العباس أعلم منه ، وكان فصيحا مفوها ... » (١).
تكلم المأمون في آية الغار ، في مجلس ضم قاضي القضاة يحيى بن أكثم وأئمة العصر في الفقه والحديث ، في مسائل كثيرة من أبواب الفضائل والمناقب ، فكان أن قال لمخاطبه ـ وهو : إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن حماد بن زيد ؛ والراوي إسحاق نفسه ـ :
« ... فما فضله الذي قصدت له الساعة؟ قلت قول الله عز وجل : ( ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) (٢) فنسبه إلى صحبته.
قال : يا إسحاق أما إني لا أحملك على الوعر من طريقتك ، إني وجدت الله تعالى نسب إلى صحبة من رضيه ورضي عن كافرا ، وهو قوله : ( قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا * لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا ) (٣).
قلت : إن ذلك كان صاحبا كافرا ، وأبو بكر مؤمن.
قال : فإذا جاز أن ينسب إلى صحبة من رضيه كافرا ، جاز أن ينسب
__________________
(١) تاريخ الخلفاء : ٣٠٦.
(٢) سورة التوبة ٩ : ٤٠.
(٣) سورة الكهف ١٨ : ٣٧ و٣٨.
إلى صحبة نبيه مؤمنا ، وليس بأفضل المؤمنين ولا الثاني ولا الثالث.
قلت : يا أمير المؤمنين ، إن قدر الآية عظيم .. إن الله يقول : ( ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ).
قال : يا إسحاق ، تأبى الآن أن أخرجك إلى الاستقصاء عليك ؛ أخبرني عن حزن أبي بكر ، أكان رضا أم سخطا؟
قلت : إن أبا بكر إنما حزن من أجل رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم خوفا عليه وغما أن يصل إلى رسول الله شيء من المكروه.
قال : ليس هذا جوابي. إنما كان جوابي أن تقول رضا أم.
قلت : بل كان رضا لله.
قال : وكان الله جل ذكره بعث إلينا رسولا ينهى عن رضا الله عز وجل وعن طاعته؟!
قلت : أعوذ بالله.
قال : أو ليس قد زعمت أن حزن أبي بكر رضا لله؟!
قلت : بلى.
قال : أولم تجد أن القرآن يشهد أن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قال : لا تحزن. نهيا له عن الحزن؟!
قلت : أعوذ بالله!
قال : يا إسحاق ، إن مذهبي الرفق بك ، لعل الله يردك إلى الحق ويعدل بك عن الباطل ، لكثرة ما تستعيذ به.
وحدثني عن قول الله : ( فأنزل الله سكينته عليه ) من عني بذلك رسول الله أم أبو بكر؟
قلت : بل رسول الله.
قال : صدقت.