شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد - ج ١

محمّد بن يوسف بن أحمد [ ناظر الجيش ]

شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد - ج ١

المؤلف:

محمّد بن يوسف بن أحمد [ ناظر الجيش ]


المحقق: علي محمّد فاخر [ وآخرون ]
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٨٤

مع أبيات أخر قال ناظر الجيش : وهذه الأبيات أدلة ظاهرة على المدعى ؛ غير أن المصنف لم ينسب هذا المذهب لبصري ولا كوفي ؛ جريا منه على طريقته المألوفة ، وهي أنه إذا قام الدليل عنده على شيء اتبعه ، ثم إنه قد ينبه على خلاف في ذلك إن كان ، وقد لا يتعرض إلى ذلك ، والجماعة يذكرون أن هذا القول إنما هو قول الفراء ، قال ابن عصفور : ولا يجوز جعل الفعل جوابا للشرط إذا توسط بينه وبين القسم ، فأما قول الأعشى : لئن منيت ... البيت ، وقوله : لئن كان ما حدثته ... البيت ، فاللام في : لئن ينبغي أن تكون زائدة كالتي في قوله : أمسى لمجهودا ، ومن ثم قال أبو حيان : وهذا الذي أجازه ابن مالك هو مذهب الفراء وقد منعه أصحابنا والجمهور ، ثم نقل كلام ابن عصفور.

وأقول : إن ابن عصفور لم يذكر دليلا على امتناع ما ذكره المصنف ؛ بل عمد إلى الأدلة على هذا الحكم فأخرجها عن ظاهرها بغير موجب ، وحكم بزيادة اللام مع إمكان القول بعدم الزيادة ، وبعد ، فلا يخفى على الناظر وجه الصواب ، فالوقوف مع ما ورد عن العرب حيث لا مانع يمنع من الحمل على ظاهر ما ورد عنهم. ا ه. كلام ناظر الجيش» (١).

الغاية من تأليفه :

لقد أوضح لنا ناظر الجيش الغاية من تأليفه لهذا الشرح ، وذلك في مقدمة الكتاب ؛ حيث قال بعد أن أشار إلى كتاب «التسهيل» وأنه جامع مفيد مختصر : وقلّ أن تسمح به القرائح أو تطمح إلى النسج على منواله المطامح ، ثم أشار إلى أن المؤلف قد شرع في شرح هذا الكتاب ؛ إلا أنه لم يكمله ، وأنه تركه مختلّا فاقد التمام ، لا يتوصل إلى حل غير المشروح من أصله إلا بعد إعمال فكر ومراجعة كتب ..

إلى أن قال : «إلى أن أتاح الله تعالى إكمال ذلك على يدي إمام زمانه وعالم أوانه ، وحيد دهره في علم العربية ، وفريد عصره في الفنون الأدبية

__________________

(١) انظر : الخزانة (٤ / ٥٣٦ : ٥٣٧) وانظر : شرح التسهيل لناظر الجيش ، باب عوامل الجزم.

٤١

شيخنا الشيخ : أثير الدين أبي حيان محمد بن يوسف الجياني الغرناطي. أمتع الله تعالى بفوائده الجمة ، وأهدى إلى روحه روح الرضا والرحمة ، ففتح مغالقه المعضلة ، وفكّ تراكيبه المشكلة ، وأجمل في تفصيل مبانيه المجملة ؛ فتم بذلك التكميل الأرب ، وأقبل المشتغلون ينسلون إليه من كل حدب ، ثم اقتضت نعمه العلية ، ومقاصده المرضية أن يضيف إلى ما وضعه شرح بقية الكتاب ليكون مصنفا مستقلّا ، وغماما على المتعطشين مستملّا ، فوضع كتابا كبيرا سائغ الذيول جم النقول عزيز الفوائد ، كثير الأمثلة والشواهد ، أطال فيه الكلام ، ونشر الأقسام إلا أنه جمع فيه بين الدّرّ والصّدف ، ومزج بسنا ضوئه غبش السّدف ، وتحامل في الرد والمؤاخذات تحاملا بينا ، وبالغ حتى صارت المناضلة عن المصنف لازمة ، والانتصار له متعينا.

ولقد خرج الكتاب المذكور بسبب الإطالة عن مقصود الشرح ، وصار فيه للمتأمل سبيل إلى القدح ، مع أن المعتني بحمل الكتاب لا يحظى منه بطائل ، ولا يظفر ببغيته إلا بعد قطع مهامه وطي مراحله.

وأما شرح المصنف فالناظر فيه لا يرضيه الاقتصار عليه ، ولا يقنعه ما يجده لديه ؛ بل تتشوف نفسه إلى زيادات الشرح الكبير ، ويرى أنه لم يحط بها علما كان منسوبا إلى التقصير ؛ فرأيت أن أضرب بقدح وأرجو أن يكون القدح المعلى بين القدحين ، وأن أضع على هذا التصنيف ما هو جامع لمقاصد الشرحين وأتوخى الجواب عمّا يمكن من مؤاخذات الشيخ ، ومناقشته بالبحوث الصحيحة ، والنقود الصريحة مع ذكر زيادات انفرد بها هذا الكتاب وتنقيحات يرغب فيها المتيقظون من الطلاب» (١).

من هنا نستطيع أن نقول : إنّ ناظر الجيش قد عرف قيمة التسهيل ، وأدرك أنه كتاب ذو فائدة عظيمة ، كما أنه لم يغفل شرح المصنف عليه ؛ إلا أنه مختصر لا يقنع الطالب ولا يرضي الباحث ، وهو أيضا لم يغفل شرح الشيخ أبي حيان ؛ حيث أشار إلى أنه شرح عظيم الفائدة يستحق التقدير.

__________________

(١) انظر : شرح التسهيل لناظر الجيش (الجزء الأول ومقدمة الشرح المذكور).

٤٢

غير أن هناك بعض الدوافع التي دفعت ناظر الجيش إلى تأليف هذا الشرح أشار إليها فيما يلي :

١ ـ أنه رأى شرح الإمام جمال الدين بن مالك لا يرضى عنه الناظر فيه ؛ لاختصاره وغموض بعض موضوعاته ؛ فأراد أن يضع شرحا أكثر بسطا وأعم نفعا.

٢ ـ أنه رأى شرح الشيخ أبي حيان قد خرج عن المقصود ؛ بسبب الإطالة والاتساع ، كما أنه رأى الشيخ قد تحامل على المصنف ـ وهو ابن مالك ـ في الرد والمؤاخذات ، فأراد أن ينتصر له ويجيب عن مؤخذات الشيخ ، وأن يضرب بقدحه بين الأقداح ، فيضع شرحا يجمع بين الشرحين ، مضافا إليه ما يراه من زيادات وما يفتح الله به عليه من تنقيحات تنفع طلاب العلم.

زمن تأليف الكتاب :

ذكر الشيخ محب الدين محمد بن يوسف ناظر الجيش ، في مقدمة كتابه :

أنه بدأ في تأليف هذا الشرح في مقتبل عمره وريعان شبابه وأوائل صباه ؛ غير أن هناك عوائق عاقت عن إتمامه ووقفت حائلا دون إكماله ، فتوقف عن مواصلة التأليف فيه لكثرة مشاغله ؛ حيث تولى مناصب مهمة في الدولة كما سبق أن ذكرنا ، وإليك نص ما ذكره في مقدمة الكتاب يقول :

«وقد كنت شرعت في ذلك والزمان غض ، والشباب غير مبيض ، فلما عاقت عنه العوائق ، وتقاصر العزم لما نبا الطلبة عن تلك الطرائق ، وشغلتني الخدم ، وتحققت ما رأيته من قصور الهمم ، أحجمت عن إتمامه من غير فترة ، وتركت العمل فيه ؛ وإن كانت الرغبة في ذلك مستمرة ، إلى أن منّ الله تعالى على الإسلام والمسلمين بمن أحيا موات العلم في العالمين وغمر بصدقاته جميع الطالبين ، واعتنى بأمور العلماء وإن كانوا عن مصالحهم غافلين ، ومن أضحى وأزر الدين به قوي ، وظمأ الإسلام بملاحظته روي ، وزند النجح بآرائه السعيدة وري ؛ وهو المعز الأشرف العالي المولوي السيدي المالكي المخدومي الكهفي

٤٣

الأتابكي السيفي ، كافل أمور المسلمين ، سيد ولاة أمور الدين ، أتابك العساكر المنصورة ، نظام الملك الشريف والد الملوك والسلاطين ، ولي أمر المؤمنين يلبغا العمري الأشرفي».

ثم قال : «فلما أقبل الناس بفضله على الطلب ، وتأكدت أسباب إقبالهم على هذا الفن بإنعامه الذي يبلغ به الآمل منتهى الأمل والأرب ، وتجددت به معاهد العلم بعد الدروس ، وتبين بإحسانه معالم الفضائل وملازمة الدرس والدروس ـ فعند ذلك بادرت إلى الشروع في إتمام هذا الكتاب ؛ رغبة في انتفاع الطلاب وجزيل الأجر والثواب» (١).

وإذا عرفنا أن «يلبغا العمري» الذي أشار إليه قد تولى الزمام في سنة (٧٦٢ ه‍) (٢) ، وقد عرفنا أن «ناظر الجيش» توفي سنة (٧٧٨ ه‍) عن إحدى وثمانين سنة ، يمكن أن نقول إن «ناظر الجيش» انتهى من تأليف هذا الشرح في أواخر حياته «بعد الخامسة والستين من عمره تقريبا» وإن كان قد بدأ العمل فيه في صباه وشبابه.

قيمة الكتاب العلمية :

يعد كتاب شرح التسهيل لناظر الجيش هذا موسوعة نحوية جمع فيه صاحبه آراء المتقدمين والمتأخرين إلى زمنه ، ويظهر ذلك بجلاء حين نقول :

إن هذا الكتاب الذي بين أيدينا ـ وهو تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد ـ ذو قيمة علمية عظيمة تتمثل في أنه مرجع مهم لكل باحث أراد الوقوف على رأي للنحاة المتقدمين أو المتأخرين إلى عصره على حد سواء ، فقد حرص صاحبه على جمع آراء النحاة ما أمكنه : من بصريين وكوفيين وأندلسيين ومغربيين وغيرهم.

فالمتصفح لهذا الكتاب يرى أنه ضم آراء الخليل ويونس وسيبويه في كتابه ،

__________________

(١) انظر : شرح التسهيل لناظر الجيش (الجزء الأول ـ مقدمة الكتاب).

(٢) انظر : عصر سلاطين المماليك (١ / ١٢١ : ١٢٢).

٤٤

والشلوبين في شرح المقدمة الجزولية والتوطئة وغير ذلك من مؤلفاته وابن عصفور في المقرب وشرحه وشرح الجمل والإيضاح وابن الضائع في شرح الجمل والزجاج في معاني القرآن والزجاجي في جمله وأماليه وابن أبي الربيع في شرح الإيضاح والسيرافي والصفار وابن خروف في شروحهم على كتاب سيبويه ، وابن هشام الخضراوي وابن الطراوة في كتابيهما البسيط والإفصاح ، وغيرهم من هؤلاء الأعلام وكتبهم ؛ حتى إننا نستطيع أن ندعي هنا أن هذا الكتاب ربما لا يخرج الباحث فيه عن رأي إلا وقد وجد ضالته واهتدى إلى ما يريد.

كما تتمثل قيمة هذا الكتاب العلمية في أنه مرشد لكل من ينشد الحق والصواب والدقة في تحري المسائل النحوية ؛ حيث إنه يرد اعتراضات أبي حيان على ابن مالك بالحجة القوية والبرهان الساطع والدليل القاطع ؛ لأن أبا حيان كان متجنيا على ابن مالك في كثير من المسائل. وقد يظن كثيرون أن أبا حيان مصيب فيما ادعاه ، فإذا قرأ إجابات ناظر الجيش عن ابن مالك عرف الصواب ووصل إلى الحقيقة.

ويكفينا لإظهار قيمة هذا الكتاب العلمية أن نقول : إنه مزاج ثلاثة كتب كبيرة في النحو وثلاثة شروح عظيمة للتسهيل وهي : شرح ابن مالك وأبي حيان وناظر الجيش.

٤٥

الفصل الخامس

مصادر ومراجع كتاب

شرح التسهيل لناظر الجيش

* لم يكن لناظر الجيش ـ وهو يشرح تسهيل ابن مالك ـ إلا أن يكون منه ما كان ؛ فهو يقف بين علمين شامخين هما ابن مالك وأبو حيان اللّذان ذاع صيتهما ، أو امتلكا من هذا الفن ناصيته غايته ، حتى صارت لهما فيه نقود ، ومناقشات ، وأقوال ، وآراء.

وقد حاول الناظر إنصاف ابن مالك من أبي حيان كما قلنا ؛ فلم يكن بد ـ وهو يقف أمام شيخه ـ إلا أن يستعين بمصادر كثيرة لا تكاد تقف عند حد ؛ حتى يرد الشيخ ـ في أكثر المواطن ـ إلى صوابه كما يرى.

ومثل ذلك من الوجه الآخر ، فقد وجد ناظر الجيش أن ابن مالك في بعض الأمور كان لا يوافق الصواب. وصاحبنا غيور على دينه ، ولغة دينه ؛ فبات ، وأصبح ، وأضحى ، وظل ، يأتي بمصادر من هنا وهناك ؛ حتى يحقق ما أراد.

من هنا تعددت مصادر هذا الشرح الكبير طوال أبواب هذا الكتاب ، وهي أبواب النحو كلها التي ضمّها هذا السفر الكبير في هذه الأجزاء الكثيرة. نقول : اشتمل هذا الكتاب العظيم على كثير من النحاة ، واللغويين ، ورجال الحديث ، والمفسرين والقراء ، والشعراء.

أما النحاة فنجد من أبرزهم : الأخفش (ت ٢١٥ ه‍) ، وابن أبي الربيع (ت ٦٨٨ ه‍) ، وأثير الدين أبو حيان (ت ٧٤٥ ه‍) ، وأبو بكر بن طلحة البابري (ت ٦٤٣ ه‍) ، والأصمعي (ت ٢١٦ ه‍) ، وابن أصبغ (ت ٥١٦ ه‍) ، وابن الأنباري (ت ٣٢٧ ه‍) ، وابن برهان (ت ٤٥٦ ه‍) ، وابن الباذش (ت ٥٣٨ ه‍) ، وبهاء الدين بن النحاس (ت ٦٩٨ ه‍) ، وأبو الفضل البطليوسي (ت ٦٣٧ ه‍) ، وبدر الدين بن مالك (ت ٦٨٦ ه‍) ، وابن بري (ت ٥٨٢ ه‍) ، وثعلب (ت ٢٩١ ه‍) ، وابن جني (ت ٣٩٢ ه‍) ، والجرمي (ت ٢٢٥ ه‍) ، والجزولي (ت ٦٠٧ ه‍) ، والجرجاني (ت ٤٧١ ه‍) ،

٤٦

وابن الحاجب (ت ٦٤٦ ه‍) ، وابن مضاء أبو جعفر (ت ٥٩٢ ه‍) ، والحريري (ت ٥١٦ ه‍) ، وأبو حاتم السجستاني (ت ٢٥٥ ه‍) ، والخليل (١٧٠ ه‍) ، وابن خروف (٦٠٩ ه‍) ، وابن الخشاب (٥٦٧ ه‍) ، وابن درستويه (٣٤٧ ه‍) ، وابن الدهان (٥٦٩ ه‍) ، والرماني (ت ٣٨٤ ه‍) ، والرياشي (٢٥٧ ه‍) ، والزمخشري (ت ٥٣٨ ه‍) والزجاج (ت ٣١٠ ه‍) ، وأبو زيد الأنصاري (٢١٥ ه‍) ، والزجاجي (٣٣٧ ه‍) ، والزيادي (٢٤٩ ه‍) ، وابن السراج (٣١٦ ه‍) ، وسيبويه (١٨٠ ه‍) ، والسيرافي (٣٦٨ ه‍) ، وابن سعدان (ت ٢٣١ ه‍) ، وابن السكيت (٢٤٤ ه‍) ، والسهيلي (ت ٥٨١ ه‍) ، وابن السيد (٥٢١ ه‍) ، والشلوبين (٦٤٥ ه‍) ، والصيمري ، والغزني (ت ٤٢١ ه‍) ، وابن الضائع (٦٨٠ ه‍) ، وابن طاهر (٥٨٠ ه‍) ، وابن الطراوة (٥٢٨ ه‍) ، وابن عصفور (٦٦٩ ه‍) ، وأبو علي القالي (٣٥٦ ه‍) ، وعيسى بن عمر (١٤٩ ه‍) ، وأبو عثمان بن حبيب المازني (ت ٢٤٨ ه‍) ، وأبو عمرو بن العلاء (١٥٤ ه‍) ، وأبو عبيدة (٢٠٩ ه‍) ، والفارسي (٣٧٧ ه‍) ، والفراء (٢٠٧ ه‍) ، وابن قتيبة (٢٧٦ ه‍) ، وقطرب (٢٠٦ ه‍) ، والكسائي (١٨٩ ه‍) ، وابن كيسان (٣٢٠ ه‍) ، ولكذة الأصبهاني ، وابن مالك (٦٧٢ ه‍) ، والمبرد (٢٨٦ ه‍) ، ومعاذ الهراء (١٨٧ ه‍) ، ومبرمان (٣٤٥ ه‍) ، والمطرزي (٦١٠ ه‍) ، والمعري (٤٤٩ ه‍) ، وابن هشام الخضراوي (٦٤٦ ه‍) ، وهشام (٢٠٩ ه‍) ، وابن هشام الأنصاري (٧٦١ ه‍) ، ويونس (١٨٣ ه‍) ، وابن يسعون (٥٤٠ ه‍) ، ويحيى بن وثاب (١٠٣ ه‍) ، وكذلك الأعلم (٤٧٦ ه‍) ، والأخفش الصغير (٣١٥ ه‍) ، وابن ولّاد (٢٩٨ ه‍) ، والفرغاني ، وابن يعيش (٦٤٣ ه‍).

ومن اللّغويين : الجوهري المتوفى (٣٩٨ ه‍) ، وابن سيده المتوفى (٤٥٨ ه‍).

ومن كتب هؤلاء وأولئك التي نص عليها بالذكر :

١ ـ الارتشاف لأبي حيان. ٢ ـ الأصول لابن السراج.

٣ ـ الألفية ـ الخلاصة لابن مالك. ٤ ـ شرح بدر الدين على الألفية.

٤٧

٥ ـ الانتصار لابن ولاد.

 ٦ ـ الأوسط للأخفش.

٧ ـ الإيضاح للفارسي.

 ٨ ـ وشرح ابن أبي الربيع عليه.

٩ ـ وشرح ابن هشام الخضراوي له.

 ١٠ ـ وشرح ابن عصفور.

١١ ـ البصريات للفارسي.

 ١٢ ـ التبيان للعكبري.

١٣ ـ التذكرة للفارسي.

 ١٤ ـ التسهيل.

١٥ ـ وشرح ابن مالك عليه.

 ١٦ ـ وشرح أبي حيان (التذييل).

١٧ ـ التعليقة لبهاء النحاس.

 ١٨ ـ الجمل للزجاجي.

١٩ ـ وشرح الجمل لابن عصفور.

 ٢٠ ـ الحجة للفارسي.

٢١ ـ الحلبيات للفارسي.

 ٢٢ ـ الرسالة الرشيدية للأعلم.

٢٣ ـ الصحاح للجوهري.

 ٢٤ ـ صحيح البخاري.

٢٥ ـ صحيح مسلم.

 ٢٦ ـ العسكريات للفارسي.

٢٧ ـ الكافية الشافية لابن مالك.

 ٢٨ ـ الكتاب ـ لسيبويه.

٢٩ ـ وشرحه للبطليوسي.

 ٣٠ ـ الكشاف للزمخشري.

٣١ ـ اللّباب.

 ٣٢ ـ اللّمع لابن جني.

٣٣ ـ وشرح اللّمع لابن برهان.

 ٣٤ ـ المحتسب لابن جني.

٣٥ ـ المسائل للأخفش.

 ٣٦ ـ المسائل الصغرى للأخفش.

٣٧ ـ المسائل المشروحة للمبرد.

 ٣٨ ـ معاني الأخفش.

٣٩ ـ معاني الزجّاج.

 ٤٠ ـ معاني الفراء.

٤١ ـ المفصل للزمخشري.

 ٤٢ ـ وشرحه لابن عمرون.

٤٣ ـ وشرحه لابن يعيش.

 ٤٤ ـ والمقتضب للمبرد.

٤٥ ـ مقدّمة ابن الحاجب.

 ٤٦ ـ المقرب لابن عصفور.

٤٨

٤٧ ـ نتائج الفكر للسهيلي.

هذا : وهناك كتب أشار إليها بوجه عام نحو :

٤٨ ـ في التفسير.

أو أشار إليها بأصحابها ومنها :

٤٩ ـ صاحب البديع.

٥٠ ـ صاحب البسيط.

٥١ ـ صاحب العين.

٥٢ ـ صاحب الملخص.

٥٣ ـ صاحب المستوفي.

٥٤ ـ صاحب النهاية والجامع (١).

وأما رجال الحديث ، والمفسرون ، والقراء ، والصحابة ، فمنهم :

أبي بن كعب (ت ٢٢ ه‍) ، الأعمش (ت ١٤٨ ه‍) ، أبو أمامة (ت ٨١ ه‍) ، البخاري (ت ٢٥٦ ه‍) ، مسلم ت (٢٦١ ه‍) ، أبو برزة (٦٥ ه‍). أبو بكر الشيباني (١٩٣ ه‍) ، أبو البقاء العكبري (٦١٦ ه‍) ، ابن جماز ، أبو بكر الصديق (١٣ ه‍) ، عمر بن الخطاب (٢٣ ه‍) ، عثمان بن عفان (٣٥ ه‍) ، علي بن أبي طالب (٤٠ ه‍) ، أبو جعفر النحاس (١٣٠ ه‍) ، حمزة (١٥٦ ه‍) ، الحسن (١١٠ ه‍) ، أبو حنيفة (١٥٠ ه‍) ، ابن الحنفية (٨١ ه‍) ، أبو الدرداء (٣٢ ه‍) ، أبو ذر الغفاري (٣٢ ه‍) ، وأبو رزين (٢٤١ ه‍) أو (٢٥٣ ه‍) ، سعيد بن زيد (٥١ ه‍) ، أبو السمال ، الشعبي (١٠٣ ه‍) ، الإمام الشافعي (٢٠٤ ه‍) ، ابن الأثير (٦٠٦ ه‍) ، ابن عباس (٦٨ ه‍) ، ابن الزبير (٧٣ ه‍) ، أبو العالية (٩٠ ه‍) ، ابن عامر (١١٨ ه‍) ، عكرمة (١٠٥ ه‍) ، عاصم (١٢٧ ه‍) ، عبد الوارث (١٨٠ ه‍) ، قنبل (٢٩١ ه‍) ، قتادة (١١٨ ه‍) ، الجحدري (٢٣١ ه‍) ، سعيد بن جبير (٩٥ ه‍) ، مكي (٤٣٧ ه‍) ، زيد بن علي (١٢٢ ه‍) ، أبو عبيدة بن الجراح (١٨ ه‍) ، رافع بن خديج (٧٤ ه‍) ، عاتكة بنت عبد المطلب ، عائشة رضي‌الله‌عنها (٥٨ ه‍) ، أنس رضي‌الله‌عنه (٩٣ ه‍) ، زيد بن ثابت

__________________

(١) يمكن تتبع ذلك من صفحات فهارس «الكتب».

٤٩

(٤٥ ه‍) ، الأعرج (١١٧ ه‍) ، معاوية بن خديج (٥٢ ه‍) ، مجاهد (١٠٤ ه‍) ، المهدوي (٤٤٠ ه‍) ، نافع (١٦٩ ه‍) ، النخعي (١٩٤ ه‍) ، هند أم معاوية (١٤ ه‍) ، هشام بن عمار (٢٤٥ ه‍) ، يحيى بن وثاب (١٠٣ ه‍) ، يعقوب (٢٠٥ ه‍) ، و: يحيى بن ثابت (٤٦٠ ه‍).

وأما الشعراء والرجاز : فهم ـ كذلك ـ كثيرون ، ومن مختلف الطبقات : وها هم أولاء :

أبو النجم ، رؤبة ، عتي العقيلي ، مسلم الوالبي ، المجنون ، علقمة الفحل ، حسّان بن ثابت ، ذو الرّمة ، الأحوص ، أعشى همدان ، النابغة الذبياني ، النابغة الجعدي ، ضابئ البرجمي ، صالح بن عبد القدوس ، امرؤ القيس ، ابن عادية السلمي ، نهشل بن جرير ، علي بن أبي طالب ، سليم القشيري ، عمارة ابن عقيل ، لبيد الغنوي ، ربيعة بن مقروم الضبي ، ابن هرمة ، عبد الله بن رواحة ، الفرزدق ، الكميت ، أبو طالب ، أبو الغمر الكلابي ، أبو الطفيل ، سواد بن قارب ، علقمة الفحل ، هشام بن معاوية ، معاوية بن أبي سفيان ، عدي بن زيد ، أبو الغريب ، جرير ، ابن زيابة ، الأسود بن يعفر ، الأخطل ، أبو الصلت ، أبو ذؤيب الهذلي ، الأغلب العجلي ، معديكرب «غلفاء» ـ أبو الحدرجان ، السموءل ـ لبيد بن ربيعة العامري ، الحطيئة ، الأسد الطائي ، الشنفرى ، ابن قيس الرقيات ، الراعي ، كثير ، سالم بن دارة ، طالب بن أبي طالب ، سويد اليشكري ، جندل بن المثنى ، عبيد الله بن الحر ، عمر بن أبي ربيعة ، سعد بن مالك ، زياد الأعجم ، سويد بن أبي الصامت الأنصاري ، مسكين الدارمي ، تميم بن مقبل العجلاني ، أوس بن حجر ، الأفوه الأودي ، الأعشى ميمون بن قيس ، حريث بن أسد القيسي ، أبو العطاء السندي ، زيد الفوارس بن حصين ، أمية بن أبي عائذ الهذلي ، الفضل بن العباس ، أنس بن مدركة ، جميل ، المرقش الأكبر ، عمرو بن قميئة ، أبو زبيد الطائي ، إبراهيم بن سفيان ، الأشعر الرقبان ، ابن المعتز ، النمر بن تولب ، عوف بن عطية ، الخرنق بنت بدر بن هفان ، ثابت قطنة ، أبو شهاب الهذلي ، نصيب ، عامر بن

٥٠

الطفيل ، زهير ، قيس بن زهير ، أمية بن أبي الصلت ، أديبة السلمي ، أبو صخر الهذلي ، ابن الزبير الأسدي ، مروان بن أبي حفصة ، عدي بن زيد ، سعد بن قرط ، عمران ابن حطان ، نهشل بن ضمرة ، دريد بن الصمة ، أبو مسافع اليشكري ، ابن لنكك ، هدبة بن خشرم ، مهلهل ، عمرو بن كلثوم ، العجاج ، حميد الأرقط ، قيس بن ذريح ، ابن عتاب الطاكي ، سويد بن أبي كاهل ، الكميت ابن معروف ، أم حاتم الطائي ، عامر بن قدامة ، سويد بن كراع ، نقيع ابن جرموز ، حميد بن ثور ، ضرار بن الخطاب ، متمم بن نويرة ، الصلتان العبدي ، السفاح بن بكبير ، العباس بن مرداس ، القطامي ، عبد الله بن الزبعرى.

وكذلك :

جذابة بنت خالد النخعية ، سالم بن وابصة ، يزيد بن مفرغ الحميري ، ابن قنان ، زميل ، عبد المطلب بن هاشم ، زيد الخيل ، مرداس ، الحارث بن عباد ، أبو كبير الهذلي ، أبو ثروان ، عدي بن الرعلاء الغساني ، غوية بن سلمى ، عبد الله بن الزبير ، المرار بن سعيد الأسدي ، ابن ميادة ، خطام المجاشعي ، جندل بن المثنى ، سلمى الهذلية ، شماء الهذلية ، طفيل الغنوي ، عنترة بن شداد العبسي ، زياد الأعجم ، عمر بن براقة ، ضمرة بن ضمرة النهشلي ، عمرو بن يربوع ، سويد بن كراع ، عبد الله بن رواحة ، قيس بن العيزارة ، طرفة ، المسيب بن علس ، يزيد بن عمرو بن الصعق ، عبد الله بن يعرب ، عبدة بن الطيب ، قطري بن الفجاءة ، البرج بن مسهر ، عبد بني عبس ، أبو حيان الفقعسي ، عبيد بن الأبرص ، أوس بن حبناء ، ذو الإصبع العدواني ، خطام المجاشعي ، سلامة العجلي ، عمرو الجنبي ، جحدر بن مالك اللص ، عمرو بن العاص ، أبو طالب ، عبيد الله بن قيس الرقيات ، عامر بن الأكوع ، كعب بن مالك ، عبد الرحمن بن حسان ، أبو حية النميري ، بشامة بن حزن ، عروة بن حزام ، الطرماح ، الفند الزماني ، خطام المجاشعي ، أبو بجيلة ، وداك ابن ثميل المازني ، ابن الرومي ، أفنون التغلبي ، المثقب العبدي ، أبو بكر الصديق ، القحيف العجلي ، أبو مروان النحوي ، المتلمس ، قيس الرقيات ،

٥١

كعب بن زهير ، العباس بن مرداس ، يزيد بن الحكم ، هند بنت عتبة ، عبد الله ابن جعفر ، سواد بن المضرب ، عبيدة بن الحارث المطلبي ، منظور بن سحيم ، عبد يغوث بن وقاص ، فرار الأسدي ، قران الأسدي ، قيس بن الملوح ، والمتنبي (١).

هذه هي مصادر شرح التسهيل لناظر الجيش إجمالا ، من نحويين ولغويين ومحدثين ومفسرين وقراء وشعراء ، وهذه هي كتبهم ومؤلفاتهم التي حشي بها ذلك الشرح العظيم.

أما الكتب التي اعتمد عليها ناظر الجيش اعتمادا كبيرا ونهل منها منهلا عظيما ولا تكاد تخلو صفحة في هذا الشرح منها فهي كالآتي وسنسردها حسب أهميتها وكثرة النقول منها وشدة الاعتماد عليها

أولا : الكتاب لسيبويه : وجدنا أن ناظر الجيش اعتمد عليه كثيرا في توثيق آرائه والاستئناس به في حل ما يعترضه من مشكلات ؛ لذا كان كتاب سيبويه من المصادر الأصلية التي اعتمد عليها وآراؤه منتشرة في ثنايا هذا الشرح العظيم.

ثانيا : كتب ابن مالك : اعتمد ناظر الجيش على كتب ابن مالك اعتمادا كليّا ؛ وبخاصة شرحه على التسهيل ؛ فلا يكاد يأخذ في شرح متن التسهيل إلا ويبدأ بنقل شرح ابن مالك لهذا المتن. وقد سار على هذا المنهج طوال شرحه ، وكأنه كان يستأنس بهذا الشرح ، ويرى أنه يفسر كلام ابن مالك بكلامه نفسه ، وبعد أن ينتهي من ذلك يأخذ في شرحه هو ، ويستكمل ما فات ابن مالك ، أو يجيب على اعتراضات أبي حيان عليه.

ومن الكتب التي اعتمد عليها أيضا وهي لابن مالك ، كتابه شرح الكافية الشافية. وقد أخذ منه كثيرا هو الآخر حيث وجد فيه ضالته من توضيح المسألة ، أو ذكر ابن مالك لرأي فيه مخالف لما ذهب إليه في شرح التسهيل ، وهكذا.

__________________

(١) هؤلاء الشعراء جميعا بعضهم ورد في صلب التحقيق ، وبعضهم ورد في الهامش عند تحقيقنا شواهد الشعر والرجز.

٥٢

ولا تحصر هذه النقول لكثرتها وغزارتها وانتشارها في ثنايا الشرح كله ، كما أنه لم ينس لابن مالك شرح عمدة الحافظ أو الألفية وغير ذلك.

ثالثا : كتب ابن عصفور : وابن عصفور من النحويين الذين عرف قيمتهم ناظر الجيش ، أو وقف على كتبهم. وقد أعجب به ناظر الجيش وبآرائه أيما إعجاب ؛ فلا تكاد تخلو صفحة من ذكر ابن عصفور وآرائه وكتبه ونقول منها ليس سطرا أو سطرين ؛ وإنما صفحة أو صفحتان وبخاصة نقوله من شرح الإيضاح المفقود ، أو شرح المقرب الذي لم يعثر له على أثر ، أما المقرب ، وشرح الجمل ، والضرائر ، وغيرها من كتب ابن عصفور فحدث عنها ولا حرج ، من نقول كثيرة ووقوف على آراء هذا العالم الذي كان يجله ويفضله على غيره ، وعلى ابن مالك نفسه في كثير من الأحيان.

رابعا : كتب أبي حيان : وهذا علم آخر ، وكتبه من الذين اعتمد عليهم ناظر الجيش في شرحه ، كما اعتمد عليه في تلقي العلم مشافهة منه ، وقد كان لشرح أبي حيان للتذييل والتكميل نصيب أكبر من نقول ناظر الجيش ، وإعجابه به ورده لاعتراضات الشيخ على ابن مالك ، وشرح أبي حيان مصدر مهم من مصادر ناظر الجيش فقد أخذ أحسن ما فيه من آراء وأفضل ما فيه من مسائل وضمنها كتابه ، فوق رد الاعتراضات وغيرها. والشواهد الشعرية لناظر الجيش في كتابه هي شواهد أبي حيان. ولا يتميز شرح ناظر الجيش عن أبي حيان إلا بنقول مطولة من كتب المغاربة والأندلسيين مما لم يقف عليه أبو حيان أو يضمنها كتابه ، ولكتب أبي حيان الأخرى غير التذييل والتكميل كشرح الألفية ، والبحر المحيط وارتشاف الضرب ـ نصيب من شرح ناظر الجيش ؛ فقد كان ناظر الجيش يجل أبا حيان إجلالا كبيرا ، ويرى أنه عالم عصره ووحيد دهره في علم النحو والإعراب.

خامسا : كتب ابن الحاجب : يعد ابن الحاجب وكتبه من المصادر المهمة في شرح التسهيل لناظر الجيش ؛ فلا تعدم نقلا بين الحين والحين من شرح ابن الحاجب على المفصل أو كتابه المشهور المسمى بالكافية في النحو ، والشافية في

٥٣

الصرف أو إملاءاته المختلفة في إعراب آية قرآنية أو بيت من الشعر ، وكثيرا ما كان يعقد مقارنات بين ابن الحاجب وابن مالك وفي بعض الأحيان كان يفضل ابن الحاجب على ابن مالك ، وأحيانا أخرى كان يفضل ابن مالك.

سادسا : كتب الزمخشري وآراؤه في المفصل والكشاف وغيرهما.

سابعا : شرح الجمل لابن الضائع.

ثامنا : تعليقات ابن النحاس على المقرب.

تاسعا : شرح ابن الناظم على الألفية وشرح التسهيل له في آخر الكتاب.

عاشرا : شرح الإيضاح لابن هشام الخضراوي المسمى بالإفصاح.

حادي عشر : شرح الإيضاح لابن أبي الربيع والملخص له.

ثاني عشر : شرح المفصل لابن عمرون.

هذه كتب كان ينقل منها كثيرا وينص عليها وهناك كتب أخرى كان ينقل منها بين الحين والحين ويشير إليها أو يأخذ الرأي منها ويسند لصاحبه دون أن يشير إلى الكتاب وهي كثيرة نذكر منها :

ـ المقتضب للمبرد.

ـ شرح كتاب سيبويه للسيرافي.

ـ التبيان للعكبري.

ـ الصحاح للجوهري.

ـ كتب ابن جني.

ـ شرح كتاب سيبويه لابن خروف.

ـ وكتب التفاسير المختلفة.

وغير ذلك وهو كثير.

ـ الأصول لابن السراج.

ـ نتائج الفكر للسهيلي.

ـ القانون للجزولي.

ـ الغرة لابن الدهان.

ـ كتب أبي على الفارسي.

٥٤

الفصل السادس

منهج ناظر الجيش في شرحه للتسهيل وأسلوبه فيه

* أولا : منهجه في التأليف :

ترسم ناظر الجيش في شرحه للتسهيل منهجا لم يحد عنه طوال صحبته لهذا الكتاب الكبير وهو التسهيل. ويتلخص هذا المنهج في عدة أمور :

١ ـ ترسم خطى ابن مالك في الأبواب والفصول التي جاءت في التسهيل ؛ فهو يعرضها دون تقديم أو تأخير ؛ حيث يذكر القطعة من المتن طالت أو قصرت من التسهيل ، ثم يأخذ في شرحها مشيرا إلى المتن ب (ص) وإلى الشرح ب (ش) (١).

٢ ـ إيراد ما جاء في شرح التسهيل لابن مالك ، وتصدير ذلك بقوله : قال المصنف ، على قدر المتن الذي يشرحه فقط ، وقد استمر على هذا المنهج طوال الكتاب ؛ لأنه كان يعلم أن ابن مالك هو الوحيد الذي يعرف ما يقصده من كتابه وما يريد من متنه ، ثم يختم النقل بقوله : انتهى كلام المصنف رحمه‌الله تعالى ، وإذا أعجب بما قاله ابن مالك وما فتح الله عليه ـ مدحه بالنثر والشعر من قبل قوله :

وحديثها السحر الحلال لو انّه

لم يجن قتل المسلم المتحرز

إن طال لم يملل وإن هي أوجزت

ودّ المحدّث أنّها لم توجز

شرك العقول ونزهة ما مثلها

للمطمئن وعقلة المستوفز

وغير ذلك من ألفاظ الغزل والحب والإعجاب ، وما أكثرها في الكتاب! ومن هنا قلنا : إن شرح ناظر الجيش تضمن شرح ابن مالك كله أو يزيد.

٣ ـ بعد سرد كلام ابن مالك يأخذ ناظر الجيش في مناقشته ، ومناقشة أبي حيان لهذا الكلام ، واعتراضه عليه ، ويورد الاعتراض منقولا من كتاب التذييل ،

__________________

(١) وقد قمنا بحذف ال (ص) و (ش) فجعلنا مكان ال (ص) عبارة (قال ابن مالك) ، ومكان ال (ش) عبارة (قال ناظر الجيش).

٥٥

وهو شرح أبي حيان ، ثم يجيب على هذه الاعتراضات ويبطلها بالحجة والدليل القوي دون غرور أو استعلاء ، ويدافع عن ابن مالك إذا قذفه أبو حيان بألفاظ خارجة أو أمور جارحة ، ثم يمدح ابن مالك وأن كتبه وصيته في المشرق والمغرب ، وأن الشمس لا يستطيع أن يطفئ ضوءها أحد.

٤ ـ بعد سرد كلام ابن مالك واعتراض أبي حيان عليه ، إذا وجد ناظر الجيش أحد العلماء قد سرد المسألة بتوضيح أكثر وبيان أوضح ـ فلا يتردد في نقله ، وقد حشا الكتاب بنقول مختلفة من كتب ضاعت على مر السنين مثل : شرح الإيضاح وشرح المقرب ، وكلاهما لابن عصفور ، والإفصاح في شرح الإيضاح لابن هشام الخضراوي ، وشرح المفصل لابن عمرون. ومن كتب باقية مثل : كتب ابن عصفور والزمخشري وابن الحاجب ، كان يسرد ذلك تحت عنوان : أبحاث أو أمور أو تنبيهات قد تصل أحيانا إلى عشرة في كثير من المتن المشروح.

كما كان يعقد مقارنات بين كلام ابن مالك وكلام غيره ، فينصف ابن مالك أو ينصف غيره ، وأحيانا تكون المقارنة بين رأيين مختلفين لابن مالك في شرح التسهيل وغيره ، ولابن عصفور في شرح الجمل وغيره.

٥ ـ أظهر ناظر الجيش براعة فائقة في مناقشة القضايا والآراء والمذاهب المختلفة ، مما دل على اطلاعه الواسع ووقوفه على كثير من كتب التراث ، وهو يناقش القضية أو يذكر المسألة.

٦ ـ أكثر الشارح من الاستشهاد بالقرآن الكريم وأشعار العرب وأقوالهم وأمثالهم ، وكان يقتدي بابن مالك ، ذلك الراوية المضروب به المثل في الاطلاع الواسع على دواوين العرب والوقوف على أشعارهم. وأيضا كان يقتدي بأبي حيان العالم الكبير فريد عصره ووحيد دهره.

٧ ـ ربط ناظر الجيش أبواب الكتاب بعضها ببعض ؛ حيث كان لا يكرر الكلام ؛ وإنما كان يحيل على أبواب متقدمة سبق الكلام عنها ، أو يؤخر الحديث حتى يصل إلى باب كذا مما سيأتي ؛ فرارا من تكرار لا داعي إليه.

٥٦

٨ ـ لم يكن ناظر الجيش مجرد ناقل من هنا وهناك ؛ وإنما كان يقارن ويوازن ويختار الأقرب إلى الصواب في المسألة معللا ومدللا. والأمثلة على ما ذكر هنا وفيما قبله كثيرة منتشرة في الشرح كله.

٩ ـ ينص ناظر الجيش ـ في كثير من نقوله ـ على الكتب التي ينقل منها ، كان يقول : وقال ابن عصفور في شرح الإيضاح أو شرح الجمل ، وقال ابن مالك في شرح الكافية ، وقال أبو حيان في الارتشاف ، وإذا أطلق فقال : ابن مالك أو أبو حيان ، فإنما يقصد شرحهما على التسهيل ، بل لقب ابن مالك بالمصنف وأبا حيان بالشيخ.

هذا هو المنهج العام الذي كان يسير عليه ناظر الجيش في شرحه طوال الكتاب. وأما منهجه في عرض المسائل فكان يتبع الآتي :

١ ـ الميل في أكثر الأحيان إلى التقسيم والتنظيم ؛ إيثارا للفهم والضبط.

وهذه الطريقة أخذها من ابن عصفور في تآليفه المختلفة وبخاصة المقرب.

٢ ـ التفصيل بعد الإجمال ، وهو امتداد للأمر الأول ؛ حيث يعرض المسألة مجملة ؛ ليقف عليها القارئ ثم يأخذ في ذكر التفاصيل والمناقشة الواسعة ، وهذه هي الطريقة المثلى للفهم والتحصيل ، وأحيانا كان يعكس فيجمل بعد تفصيل ويوجز بعد إطناب للغرض نفسه ، وهو جمع المسألة ؛ ليحفظها القارئ ويقف عليها الطالب.

٣ ـ طريقة السؤال والجواب : وقد اشتهر بها صاحب الإنصاف وأسرار العربية أبو البركات الأنباري ، كما اشتهر بها الزمخشري في كتبه وهي قولهم : وهنا سؤال ، أو قولهم : فإن قيل ، أو قولهم : وهنا اعتراض وهكذا.

٤ ـ تحري الدقة قبل إبداء الرأي : أي أنه كان لا يقول بقول إلا بعد أن يطمئن إليه ويقف عليه فإذا لم يظهر له الصواب كان يعلن ذلك ، وقد كثر في شرحه مثل هذه الألفاظ : ولا أفهم مقصود المصنف بذلك ، وقوله : والشيخ قد التبس عليه هذا الأمر ، وقوله : وقد كان هذا الأمر يدور بخاطري ؛ لكن لم

٥٧

أذكره حتى رأيت الشيخ قد ذكره وأجازه فقلت به.

٥ ـ إجاباته عن اعتراضات أبي حيان : وهذا أمر تميز به شرح ناظر الجيش دون شروح التسهيل كلها. وقد أخذ ناظر الجيش على عاتقه ذلك من أول كتابه وذكره في مقدمته ؛ حيث رأى تجني أبي حيان على ابن مالك واتهامه إياه بالجهل أو النسيان أو عدم الوقوف على كتاب سيبويه ؛ فانبرى يدافع عن الرجل ويرد اتهام البريء وينصر المظلوم.

ثانيا : أسلوبه في شرح التسهيل :

امتاز أسلوب ناظر الجيش في هذا الكتاب بالعذوبة والرقة والسلاسة ؛ حيث أنه بعد عن التعقيد اللفظي ومال إلى السهولة في التعبير ، منوعا في أسلوبه بين الإيجاز والإطناب. وقد بينا ذلك حينما تعرضنا لمنهجه في عرض الشرح عامة وطريقته في عرض المسائل خاصة.

والذي يجب أن ننوه به هنا : أن الشارح تأثر تأثرا كبيرا في أسلوبه بالأندلسيين بصفة عامة وبابن عصفور بصفة خاصة ؛ فقد مال إلى التحليل والإسهاب وذكر عدد كبير من آراء النحاة في المسألة الواحدة ، كسيبويه والأخفش والخليل وابن عصفور وابن الضائع وابن خروف وابن هشام وبهاء الدين النحاس وعلم الدين السخاوي والزجاجي والكسائي والفراء ، وغيرهم من هؤلاء الأعلام الذين حفل الكتاب بذكر أسمائهم.

وبذلك نستطيع أن نقول : إن كتابنا هذا موسوعة نحوية استطاع الشارح أن يضمنه آراء معظم النحاة ، والحقيقة التي لا تنكر أنه اعتمد في نقل هذه الآراء على كتاب شرح التسهيل لابن مالك ؛ لأنه صاحب المتن ، كما اعتمد أيضا في كثير من الأحيان على كتاب أستاذه أبي حيان (التذييل والتكميل) ، وليس هذا بعيب ، فهو الكتاب الذي تعرض فيه أبو حيان لشن هجومه على ابن مالك.

وكان كتاب تمهيد القواعد هو الكتاب الذي تولى صاحبه فيه مهمة الرد على هذه الاعتراضات ؛ فمن الطبعي إذن أن يكون هذا الكتاب معتمدا في

٥٨

آرائه على كتاب التذييل والتكميل.

ولكن إنصافا للحق نقول : إن ناظر الجيش كانت له شخصية واضحة في هذا الكتاب ، فهو لم يقتصر في نقل آرائه على التذييل فقط ، بل إنه نقل نصوصا متعددة من كتب ربما لم يذكرها أبو حيان في كتابه مثل : كتب ابن جني وابن عصفور وابن الضائع وابن هشام الخضراوي. وعلى كلّ فأسلوب ناظر الجيش في شرحه للتسهيل يتسم بالآتي :

١ ـ السهولة والعذوبة والرقة : فأنت لا تسأم من قراءة الكتاب أبدا ، مهما طال بك ذلك.

٢ ـ البعد عن المعقدات اللفظية ؛ لأن صاحبه كان أديبا بلاغيّا ؛ فانعكس ذلك على أسلوبه.

٣ ـ التأثر بالأساليب البلاغية في بعض الأحيان ، واستخدام تعبيرات البلاغيين ، مثل : المسند والمسند إليه والمجاز وأصحاب البيان وأرباب المعاني.

٤ ـ التأثر بالأساليب المنطقية : ويتمثل ذلك في ذكره بعض المصطلحات المنطقية ؛ كالعموم والخصوص والاختصاص والمشاركة والاجتماع ، وغيرها من هذه الأساليب.

٥ ـ إظهار التواضع والاستفادة من السابقين : ظهر في أسلوب ناظر الجيش التواضع ، وعدم الميل إلى الفخر والاعتداد بالنفس والغرور. وقد تجلى ذلك في كثير من التعبيرات التي عبر بها. وفي مقدمة الكتاب ما يبين ذلك.

٦ ـ كثر استخدامه لعبارات معينة : من أبرزها : انتهى كلام المصنف رحمه‌الله تعالى ، والظاهر أنّ ، والذي يظهر أن يقال ، ولقائل أن يقول ، وكلامه يعضّد ، ولا شك أن ، ويتعلق به أبحاث ، ولنورد ذلك في مباحث ، ولنورد ذلك في مباحث تشتمل على أمور ، ويتعلق به تنبيهات ، وهو كلام عجيب ، فعجيب ، لا يخفى ضعفه ، و: السحر الحلال ....

٥٩

الفصل السابع

شخصية ناظر الجيش النحوية

* حرص ناظر الجيش في تأليفه «تمهيد القواعد» أو شرح التسهيل أن يجعل المطلع عليه في غنى عن غيره من شروح التسهيل ، لهذا فصّل القول ، وناقش ، واستقصى ـ ما استطاع ـ آراء النحاة ونصوصهم. نقل عنهم ، وحلّل قولهم ونقد رأيهم.

كما نراه ـ في أثناء ذلك ـ يؤيد قولا ، ويدفع آخر ، ويحتج لرأي ، أو يستدرك عليه ، وأحيانا لا يرضى عن رأي من الآراء ؛ فيأتي بآراء أخرى هي منه على النقيض ، محاولا بهذه الكثرة الانتقاص من ذلك الرأي الأول ، وأحيانا أخرى نجده لا يظهر له تجويز بعضهم لمسألة ما ، أو يشكل عليه رأيهم فيها ، فيردها ويبطل الرأي دون نظر إلى قدر ذلك النحوي ، أو ذيوع صيته ، مستندا ـ فيما يقول ويقرر ـ إلى أدلة وتعليلات يصل إليها بطول باعه في هذا الفن.

وإذا كان صاحبنا قد قصد ـ فيما قصد ـ بهذا الشرح أن يقف قاضيا بين العالمين أو العلمين الشامخين ـ ابن مالك وأبي حيان ـ فإنا قد وجدناه ـ من خلال شرحه ـ ناقدا بصيرا يمتد نظره ونقده إلى أبعد من ذلك ، فيتناول النحاة المغاربة ، وغيرهم ، ومن على شاكلتهم بالنقد النحوي الموضوعي.

رأينا له ـ في ذلك ـ مواقف من سيبويه ، وابن السراج ، والفارسي ، وابن جني ، والزمخشري ، والسهيلي ، وأبي البقاء ، وابن يعيش ، وابن الحاجب ، وابن هشام الخضراوي ، وابن عصفور ، وابن مالك ، وابن الضائع ، وبدر الدين ابن مالك ، وابن أبي الربيع ، وأبي حيان ، وغيرهم ، وهم كثير. وسنحاول اختصار ذلك وذكر بعض المناقشات والمواقف لعدد قليل جدّا وموقف ناظر الجيش تأييدا أو معارضة ، موافقة أو مخالفة ، والكتاب يمتلئ بالكثير ؛ فمن يريد التوسع في ذلك فليرجع إليه.

أولا : ناظر الجيش وسيبويه إمام النحاة :

في المسائل والقضايا النحوية كان ناظر الجيش يقدم سيبويه ، وآراءه على

٦٠