شرح ابن عقيل - ج ٢

محمّد محيى الدين عبد الحميد

شرح ابن عقيل - ج ٢

المؤلف:

محمّد محيى الدين عبد الحميد


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار العلوم الحديثة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٨٦
الجزء ١ الجزء ٢

وتمال الألف إذا كانت طرفا : بدلا من ياء ، أو صائرة إلى الياء ، دون زيادة أو شذوذ ؛ فالأول كألف «رمى ، ومرمى» والثانى كألف «ملهى» فإنها تصير ياء فى التثنية نحو «ملهيان».

واحترز بقوله : «دون مزيد أو شذوذ» مما يصير ياء بسبب زيادة ياء التصغير ، نحو «قفىّ» أو فى لغة شاذة ، كقول هذيل فى «قفا» إذا أضيف إلى ياء المتكلم «قفىّ».

وأشار بقوله : «ولما تليه ها التأنيث ما الها عدما» إلى أن الألف التى وجد فيها سبب الإمالة تمال ، وإن وليتها هاء التأنيث كفتاة.

* * *

وهكذا بدل عين الفعل إن

يؤل إلى فلت ، كماضى خف ودن (١)

أى : كما تمال الألف المتطرفة كما سبق تمال الألف الواقعة بدلا من عين فعل يصير عند إسناده إلى تاء الضمير على وزن فلت [بكسر الفاء] : سواء كانت العين واوا كخاف ، أو ياء كباع وكدان ؛ فيجوز إمالتها كقولك : «خفت ، ودنت ، [وبعت]».

__________________

(١) «وهكذا» الجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «بدل» مبتدأ مؤخر وبدل مضاف و «عين» مضاف إليه ، وعين مضاف و «الفعل» مضاف إليه «إن» شرطية «يؤل» فعل مضارع فعل الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الفعل «إلى فلت» جار ومجرور متعلق بقوله يؤل «كماضى» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف ، أى وذلك كائن كماضى ، وماضى مضاف و «خف» قصد لفظه : مضاف إليه «ودن» معطوف على خف ، وقد قصد لفظه أيضا.

٥٢١

فإن كان الفعل يصير عند إسناده إلى التاء على وزن فلت ـ بضم الفاء ـ امتنعت الإمالة ، نحو «قال ، وجال» فلا تملها ، كقولك : قلت ، وجلت.

* * *

كذاك تالى الياء ، والفصل اغتفر

بحرف او مع ها كـ «جيبها أدر» (١)

كذاك تمال الألف الواقعة بعد الياء : متصلة بها نحو بيان ، أو منفصلة بحرف نحو يسار ، أو بحرفين أحدهما هاء نحو : أدر جيبها ؛ فإن لم يكن أحدهما هاء امتنعت الإمالة ؛ لبعد الألف عن الياء ، نحو بيننا ، والله أعلم.

* * *

كذاك ما يليه كسر ، أو يلى

تالى كسر أو سكون قد ولى (٢)

__________________

(١) «كذاك» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «تالى» مبتدأ مؤخر ، وتالى مضاف و «اليا» مضاف إليه «والفصل» مبتدأ «اغتفر» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الفصل ، والجملة من اغتفر ونائب فاعله فى محل رفع خبر المبتدأ «بحرف» جار ومجرور متعلق بالفصل «أو» عاطفة «مع» معطوف على محذوف ، ومع مضاف و «ها» قصر للضرورة : مضاف إليه «كجيبها» الكاف جارة لقول محذوف ، جيب : مفعول مقدم لأدر ، وجيب مضاف وها : مضاف إليه «أدر» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.

(٢) «كذاك» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «ما» اسم موصول : مبتدأ مؤخر «يليه» يلى : فعل مضارع ، والهاء مفعول به «كسر» فاعل يلى ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة «أو» عاطفة «يلى» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة «تالى» مفعول به ليلى ، وتالى مضاف و «كسر» مضاف إليه ، والجملة لا محل لها معطوفة على جملة الصلة «أو» عاطفة «سكون» معطوف على كسر «قد» حرف تحقيق «ولى» فعل ماض ،

٥٢٢

كسرا ، وفصل الها كلا فصل يعدّ

فـ «درهماك» من يمله لم يصد (١)

أى : كذلك تمال الألف إذا وليتها كسرة ، نحو عالم ، أو وقعت بعد حرف يلى كسرة ، نحو كتاب ، أو بعد حرفين وليا كسرة أوّلهما ساكن ، نحو شملال ، أو كلاهما متحرك ولكن أحدهما هاء ، نحو يريد أن يضربها ، وكذلك يمال ما فصل فيه الهاء بين الحرفين اللذين وقعا بعد الكسرة أولهما ساكن ، نحو «هذان درهماك» والله أعلم.

* * *

وحرف الاستعلا يكفّ مظهرا

من كسر او يا ، وكذا تكفّ را (٢)

__________________

وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى سكون ، والجملة فى محل جر صفة لسكون.

(١) «كسرا» مفعول به لقوله «ولى» فى آخر البيت السابق «وفصل» مبتدأ ، وفصل مضاف و «الها» قصر للضرورة : مضاف إليه «كلا فصل» جار ومجرور متعلق بقوله «يعد» الآتى «يعد» فعل مضارع مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى فصل الهاء الواقع مبتدأ ، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ «فدرهماك» الفاء للتفريع ، ودرهما : مبتدأ أول ، ودرهما مضاف والكاف مضاف إليه «من» اسم شرط : مبتدأ ثان «يمله» يمل : فعل مضارع فعل الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من الشرطية ، والهاء مفعول به ليمل «لم» نافية جازمة «يصد» فعل مضارع مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه ، والجملة فى محل جزم جواب الشرط ، وجملتا الشرط والجواب فى محل رفع خبر المبتدأ الذى هو اسم الشرط ، وجملة المبتدأ الذى هو اسم الشرط وخبره فى محل رفع خبر المبتدأ الأول الذى هو قوله درهماك.

(٢) «وحرف» مبتدأ ، وحرف مضاف و «الاستعلا» مضاف إليه «يكف» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى حرف الاستعلاء ، والجملة من يكف وفاعله ومفعوله فى محل رفع خبر المبتدأ «مظهرا» مفعول به ليكف «من كسر» بيان

٥٢٣

إن كان ما يكفّ بعد متّصل

أو بعد حرف أو بحرفين فصل (١)

كذا إذا قدّم ما لم ينكسر

أو يسكن اثر الكسر كالمطواع مر (٢)

حروف الاستعلاء سبعة ، وهى : الخاء ، والصاد ، والضاد ، والطاء ، والظاء ، والعين ، والقاف ، وكل واحد منها يمنع الإمالة ، إذا كان سببها كسرة ظاهرة ، أو ياء موجودة ، ووقع بعد الألف متصلا بها ، كساخط ، وحاصل ، أو مفصولا بحرف كنافخ وناعق ، أو حرفين كمناشيط ومواثيق.

__________________

لقوله مظهراً ، أو متعلق به ، أو متعلق بيكف «أو» عاطفة «يا» قصر للضرورة : معطوف علي كسر «وكذا» جار ومجرور متعلق بتكف الآتي «تكف» فعل مضارع «را» قصر للضرورة : فاعل تكف.

(١) «إن» شرطية «كان» فعل ماض ناقص ، فعل الشرط «ما» اسم موصول : اسم كان ، وجملة «يكف» صلته «بعد» ظرف متعلق بمحذوف حال من اسم كان «متصل» خبر كان ، ووقف عليه بالسكون على لغة ربيعة «أو» عاطفة «بعد» معطوف على بعد الأول ، وبعد مضاف و «حرف» مضاف إليه «أو» عاطفة «بحرفين» جار ومجرور متعلق بقوله «فصل» الآتى «فصل» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه.

(٢) «كذا» جار ومجرور متعلق بمحذوف يدل عليه ما قبله ، أى : يمال كذا «إذا» ظرف مضاف إلى جملة «قدم» الآتى ، وهو خال من معنى الشرط ، ومتعلقه هو متعلق الجار قبله «قدم» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى المانع «ما» مصدرية ظرفية «لم» نافية جازمة «ينكسر» فعل مضارع مجزوم بلم ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى المانع «أو» عاطفة «يسكن» فعل مضارع معطوف على ينكسر «إثر» ظرف متعلق بقوله يسكن ، وإثر مضاف و «الكسر» مضاف إليه «كالمطواع» الكاف جارة لقول محذوف ، المطواع : مفعول تقدم على عامله «مر» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، وهو ـ بكسر الميم ـ أمر من ماره يميره ، أى أطعمه ، والميرة : الطعام.

٥٢٤

وحكم حرف الاستعلاء فى منع الإمالة يعطى للراء التى هى غير مكسورة ـ وهى المضمومة ، نحو هذا عذار ، والمفتوحة ، نحو هذان عذاران ـ بخلاف المكسورة على ما سيأتى ، إن شاء الله تعالى.

وأشار بقوله : «كذا إذا قدّم ـ البيت» إلى أنّ حرف الاستعلاء المتقدم يكفّ سبب الإمالة ، ما لم يكن مكسورا ، أو ساكنا إثر كسرة ؛ فلا يمال نحو صالح ، وظالم ، وقاتل ، ويمال نحو طلاب ، وغلاب ، وإصلاح.

* * *

وكفّ مستعل ورا ينكفّ

بكسر را كغارما لا أجفو (١)

يعنى أنه إذا اجتمع حرف الاستعلاء ، أو الراء التى ليست مكسورة ، مع المكسورة غلبتهما المكسورة وأميلت الألف لأجلها ؛ فيمال نحو «على أبصارهم ، ودار القرار».

وفهم منه جواز إمالة نحو «حمارك» ؛ لأنه إذا كانت الألف تمال لأجل الراء المكسورة مع وجود المقتضى لترك الإمالة ـ وهو حرف الاستعلاء ، أو الراء التى ليست مكسورة ـ فإمالتها مع عدم المقتضى لتركها أولى وأحرى.

* * *

__________________

(١) «وكف» مبتدأ ، وكف مضاف و «مستعل» مضاف إليه «ورا» قصر للضرورة : معطوف على مستعل «ينكف» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى كف مستعل ، والجملة من ينكف وفاعله فى محل رفع خبر المبتدأ «بكسر» جار ومجرور متعلق بقوله ينكف ، وكسر مضاف و «را» مضاف إليه «كغارما» الكاف جارة لقول محذوف ، غارما : مفعول مقدم لقوله أجفو الآتى «لا» نافية «أجفو» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا.

٥٢٥

ولا تمل لسبب لم يتّصل

والكفّ قد يوجبه ما ينفصل (١)

إذا انفصل سبب الإمالة لم يؤثّر ، بخلاف سبب المنع ؛ فإنه قد يؤثر منفصلا ؛ فلا يمال «أتى قاسم» بخلاف «أتى أحمد».

* * *

وقد أمالوا لتناسب بلا

داع سواه ، كعمادا ، وتلا (٢)

قد تمال الألف الخالية من سبب الإمالة ؛ لمناسبة ألف قبلها ، مشتملة على سبب الإمالة ، كإمالة الألف الثانية من نحو «عمادا» لمناسبة الألف الممالة قبلها ، وكإمالة ألف «تلا» كذلك.

* * *

__________________

(١) «ولا» ناهية «تمل» فعل مضارع مجزوم بلا الناهية ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «لسبب» جار ومجرور متعلق بتمل «لم» نافية جازمة «يتصل» فعل مضارع مجزوم بلم ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود سبب ، والجملة من يتصل المجزوم بلم فاعله فى محل جر صفة لسبب «والكف» مبتدأ «قد» حرف تقليل «يوجبه» يوجب : فعل مضارع ، والهاء مفعول به ليوجب «ما» اسم موصول : فاعل يوجب ، والجملة من يوجب وفاعله فى محل رفع خبر المبتدأ «ينفصل» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الاسم الموصول.

(٢) «قد» حرف تحقيق «أمالوا» فعل وفاعل «لتناسب ، بلا داع» جاران ومجروران يتعلقان بقوله أمالوا «سواه» سوى : نعت لداع ، وسوى مضاف والهاء مضاف إليه «كعمادا» الكاف جارة لقول محذوف ، عمادا : مقول لذلك القول المحذوف على إرادة لفظه «وتلا» قصد لفظه : معطوف على قوله عمادا.

٥٢٦

ولا تمل ما لم ينل تمكّنا

دون سماع غير «ها» وغير «نا» (١)

الإمالة من خواصّ الأسماء المتمكّنة ؛ فلا يمال غير المتمكن إلا سماعا ، إلا «ها» و «نا» ؛ فإنهما يمالان قياسا مطّردا ، نحو «يريد أن يضربها» و «مرّ بنا» (٢).

* * *

والفتح قبل كسر راء فى طرف

أمل ، كـ «للأيسر مل تكف الكلف» (٣)

__________________

(١) «لا» ناهية «تمل» فعل مضارع مجزوم بلا الناهية ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «ما» اسم موصول : مفعول به لتمل «لم» نافية جازمة «ينل» فعل مضارع مجزوم بلم ، وفيه ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة هو فاعله ، والجملة لا محل لها صلة الموصول «تمكنا» مفعول به لينل «دون» ظرف متعلق بتمل ، ودون مضاف ، و «سماع» مضاف إليه ، «غير» منصوب على الحال ، وقيل : منصوب على الاستثناء ، وغير مضاف و «ها» مضاف إليه ، وقد أراد لفظ ضمير المؤنثة الغائبة «وغير» معطوف على غير السابق ، وغير مضاف ، و «نا» ضمير المتكلم المعظم نفسه أو مع غيره : مضاف إليه ، وقد قصد لفظه أيضا.

(٢) قد أمالوا من الأسماء غير المتمكنة «ذا» الإشارية ، و «متى» و «أنى» و «ها» و «نا» وأمالوا من الحروف «بلى» و «يا» فى النداء ، و «لا» الجوابية وفى نحو قولهم «افعل هذا إمالا» قال قطرب : ولا يمال غير ذلك من الحروف ؛ إلا أن يسمى بحرف ويوجد فيه مع ذلك سبب الإمالة ، فلو سميت إنسانا بحتى أملتها ، لأن ألفها تصير ياء فى التثنية لكونها رابعة ، وإذا سميت بإلى لم تمل ؛ لأن ألفها تصير واوا فى التثنية ، لكون ذى الواو فى الثلاثى أكثر من ذى الياء.

(٣) «والفتح» مفعول تقدم على عامله ـ وهو قوله «أمل» الآتى ـ «قبل» ظرف متعلق بأمل ، وقبل مضاف و «كسر» مضاف إليه ، وكسر مضاف و «راء» مضاف إليه «فى طرف» جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لراء «أمل» فعل أمر ،

٥٢٧

كذا الّذى تليه «ها» التّأنيث فى

وقف إذا ما كان غير ألف (١)

أى : تمال الفتحة قبل الراء المكسورة : وصلا ، ووقفا ، نحو «بشرر» و «للايسر مل» وكذلك يمال ما وليه هاء التأنيث من [نحو] «قيّمه ، ونعمه».

* * *

__________________

وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «كللأيسر» الكاف جارة لقول محذوف للأيسر : جار ومجرور متعلق بقوله «مل» الآتى «مل» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «تكف» فعل مضارع مبنى للمجهول مجزوم فى جواب الأمر ، ونائب الفاعل ـ وهو المفعول الأول ـ ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «الكلف» مفعول ثان لتكف.

(١) «كذا» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «الذى» اسم موصول : مبتدأ مؤخر «تليه» تلى : فعل مضارع ، والهاء مفعول به «ها» قصر للضرورة : فاعل تلى ، وهاء مضاف و «التأنيث» مضاف إليه ، والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها صلة الموصول «فى وقف» جار ومجرور متعلق بتليه «إذا» ظرف تضمن معنى الشرط «ما» زائدة «كان» فعل ماض ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الذى تليه ها التأنيث «غير» خبر كان ، وغير مضاف و «ألف» مضاف إليه.

* * *

٥٢٨

التّصريف

حرف وشبهه من الصّرف برى

وما سواهما بتصريف حرى (١)

التصريف عبارة عن : علم يبحث فيه عن أحكام بنية الكلمة العربية ، وما لحروفها من أصالة وزيادة ، وصحة وإعلال ، وشبه ذلك.

ولا يتعلق إلا بالأسماء المتمكنة والأفعال (٢) ؛ فأما الحروف وشبهها فلا تعلّق لعلم التصريف بها.

* * *

وليس أدنى من ثلاثىّ يرى

قابل تصريف سوى ما غيّرا (٣)

__________________

(١) «حرف» مبتدأ «وشبهه» الواو عاطفة ، وشبه : معطوف على حرف ، وشبه مضاف والهاء مضاف إليه «من الصرف» جار ومجرور متعلق بقوله برى الآتى «برى» خبر المبتدأ وما عطف عليه ، وزنة فعيل يخبر بها عن الواحد والمتعدد «وما» اسم موصول مبتدأ «سواهما» سوى : ظرف متعلق بمحذوف صلة الموصول ، وسوى مضاف والضمير مضاف إليه «بتصريف» جار ومجرور متعلق بقوله حرى الآتى «حرى» خبر المبتدأ.

(٢) المراد بالأفعال هنا المتصرفة ، لا مطلقا ، والتصريف أصل فى الأفعال لكثرة تغيرها وظهور الاشتقاق فيها ، بخلاف الأسماء.

(٣) «وليس» فعل ماض ناقص «أدنى» اسم ليس ، وخبرها جملة يرى ومعمولاته «من ثلاثى» جار ومجرور متعلق بأدنى «يرى» فعل مضارع مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ـ وهو المفعول الأول ـ ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى أدنى ، والجملة فى محل نصب خبر ليس كما قلنا «قابل» مفعول ثان ليرى ، وقابل مضاف و «تصريف» مضاف إليه «سوى» أداة استثناء ، وسوى مضاف و «ما» نكرة موصوفة أو اسم موصول : مضاف إليه «غيرا» غير : فعل ماض مبنى للمجهول ، والألف للاطلاق ، ونائب

٥٢٩

يعنى أنه لا يقبل التصريف من الأسماء والأفعال ما كان على حرف واحد أو على حرفين ، إلا إن كان محذوفا منه ؛ فأقلّ ما تبنى عليه الأسماء المتمكنة والأفعال ثلاثة أحرف ، ثم قد يعرض لبعضها نقص كـ «يد» و «قل» و «م الله» و «ق زيدا».

* * *

ومنتهى اسم خمس ان تجرّدا

وإن يزد فيه فما سبعا عدا (١)

الاسم قسمان : مزيد فيه ، ومجرد عن الزيادة.

فالمزيد فيه هو : ما بعض حروفه ساقط وضعا ، وأكثر ما يبلغ الاسم بالزيادة سبعة أحرف ، نحو : احرنجام ، واشهيباب.

والمجرد عن الزيادة هو : ما بعض حروفه ليس ساقطا فى أصل الوضع ، وهو : إما ثلاثى كفلس ، أو رباعى كجعفر ، وإما خماسى ـ وهو غايته ـ كسفرجل.

* * *

__________________

الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصوفة أو الموصولة ، والجملة من الفعل المبنى للمجهول ونائب فاعله لا محل لها من الإعراب صلة ما الموصولة ، أو فى محل جر صفة لما النكرة.

(١) «ومنتهى» مبتدأ ، ومنتهى مضاف و «اسم» مضاف إليه «خمس» خبر المبتدأ «إن» شرطية «تجردا» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه ، والألف للاطلاق ، وجواب الشرط محذوف «وإن» شرطية «يزد» فعل مضارع مبنى للمجهول ، فعل الشرط «فيه» جار ومجرور متعلق بيزد «فما» الفاء واقعة فى جواب الشرط. ما : نافية «سبعا» مفعول به تقدم على عامله وهو قوله عدا ـ بمعنى زاد ـ الآتى «عدا» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه ، والجملة فى محل جزم جواب الشرط.

٥٣٠

وغير آخر الثّلاثى افتح وضمّ

واكسر ، وزد تسكين ثانيه تعمّ (١)

العبرة فى وزن الكلمة بما عدا الحرف الأخير منها ، وحينئذ فالاسم الثلاثى : إما أن يكون مضموم الأول أو مكسورة أو مفتوحه ، وعلى كل من هذه التقادير : إما أن يكون مضموم الثانى أو مكسوره أو مفتوحه ، أو ساكنه ، فتخرج من هذا اثنا عشر بناء حاصلة من ضرب ثلاثة فى أربعة ، وذلك نحو : قفل ، وعنق ، ودئل ، وصرد ، ونحو : علم ، وحبك ، وإبل ، وعنب ، ونحو : فلس ، وفرس ، وعضد ، وكبد.

* * *

وفعل أهمل ، والعكس يقلّ

لقصدهم تخصيص فعل بفعل (٢)

__________________

(١) «وغير» مفعول تقدم على عامله ـ وهو قوله افتح الآتى ـ وغير مضاف و «آخر» مضاف إليه ، وآخر مضاف و «الثلاثى» مضاف إليه «افتح» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «وضم ، واكسر» كل منهما فعل أمر معطوف على افتح «وزد» فعل أمر ، وفيه ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت فاعل «تسكين» مفعول به لزد ، وتسكين مضاف وثانى من «ثانيه» مضاف إليه ، وثانى مضاف والهاء مضاف إليه «تعم» فعل مضارع مجزوم فى جواب الأمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.

(٢) «وفعل» مبتدأ «أهمل» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى فعل ، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ «والعكس» مبتدأ «يقل» فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى العكس ، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ «لقصدهم» الجار والمجرور متعلق بيقل ، وقصد مضاف والضمير مضاف إليه من إضافة المصدر إلى فاعله «تخصيص» مفعول به للمصدر ـ وهو قصد ـ وتخصيص مضاف و «فعل» مضاف إليه «بفعل» جار ومجرور متعلق بتخصيص.

٥٣١

يعنى أن من الأبنية الاثنى عشر بناءين أحدهما مهمل والآخر قليل.

فالأول : ما كان على وزن فعل ـ بكسر الأول ، وضم الثانى ـ وهذا بناء من المصنف على عدم إثبات حبك.

والثانى : ما كان على وزن فعل ـ بضم الأول ، وكسر الثانى ـ كدئل ، وإنما قلّ ذلك فى الأسماء لأنهم قصدوا تخصيص هذا الوزن بفعل ما لم يسمّ فاعله كضرب وقتل.

* * *

وافتح وضمّ واكسر الثانى من

فعل ثلاثىّ ، وزد نحو ضمن (١)

ومنتهاه أربع إن جرّدا

وإن يزد فيه فما ستّا عدا (٢)

الفعل ينقسم إلى مجرد ، و [إلى] مزيد فيه ، كما انقسم الاسم إلى ذلك ،

__________________

(١) «وافتح» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «وضم ، واكسر» كذلك «الثانى» تنازعه الأفعال الثلاثة ، وكل منها يطلبه مفعولا به «من فعل» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الثانى «ثلاثى» نعت لفعل «وزد» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «نحو» مفعول به لزد ، ونحو مضاف و «ضمن» قصد لفظه : مضاف إليه.

(٢) «ومنتهاه» منتهى : مبتدأ ، ومنتهى مضاف والهاء مضاف إليه «أربع» خبر المبتدأ «إن» شرطية «جردا» جرد : فعل ماض مبنى للمجهول فعل الشرط ، والألف للاطلاق ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى المضاف إليه ، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام «وإن» الواو حرف عطف ، إن : شرطية «يزد» فعل مضارع مبنى للمجهول ، فعل الشرط «فيه» جار ومجرور متعلق بقوله يزد «فما» الفاء واقعة فى جواب الشرط ، وما : نافية «ستا» مفعول به تقدم على عامله ، وهو قوله عدا الآتى «عدا» فعل ماض ـ ومعناه جاوز ـ وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، والجملة فى محل جزم جواب الشرط.

٥٣٢

وأكثر ما يكون عليه المجرد أربعة أحرف ، وأكثر ما ينتهى فى الزيادة إلى ستة.

وللثلاثى المجرد أربعة أوزان : ثلاثة لفعل الفاعل ، وواحد لفعل المفعول ؛ فالتى لفعل الفاعل فعل ـ بفتح العين ـ كضرب ، وفعل ـ بكسرها ـ كشرب ، وفعل ـ بضمها ـ كشرف.

والذى لفعل المفعول فعل ـ بضم الفاء ، وكسر العين ـ كضمن.

ولا تكون الفاء فى المبنى للفاعل إلا مفتوحة ، ولهذا قال المصنف «وافتح وضم واكسر الثانى» فجعل الثانى مثلّثا ، وسكت عن الأول ؛ فعلم أنه يكون على حالة واحدة ، وتلك الحالة هى الفتح.

[وللرباعىّ المجرد ثلاثة أوزان : واحد لفعل الفاعل ، كدحرج ، وواحد لفعل المفعول كدحرج ، وواحد لفعل الأمر كدحرج](١).

وأما المزيد فيه ؛ فإن كان ثلاثيا صار بالزيادة على أربعة أحرف : كضارب ، أو على خمسة : كانطلق ، أو على ستة : كاستخرج ، وإن كان رباعيّا صار بالزيادة على خمسة : كتدحرج ، أو على ستة : كاحرنجم.

* * *

__________________

(١) الحق أن المعتبر من هذه الأوزان الثلاثة وزن واحد ، وهو وزن الماضى المبنى للمعلوم ، فأما وزن الأمر ووزن المبنى للمجهول ففرعان عنه.

فإن قلت : فلماذا ذكر الشارح ههنا وزن الأمر ، ولم يذكر وزن الأمر حين تعرض لأوزان الثلاثى المجرد؟ فهو لم يسلك طريقا واحدا فى الموضعين ، ولو أنه سلك طريقا واحدا لترك هنا وزن الأمر أو لذكره هناك.

فالجواب عن هذا أن وزن الأمر هنا مجرد كوزن الماضى ، فعده منه ، أما فى الثلاثى فوزن الأمر منه لا يكون إلا مزيدا فيه همزة الوصل فى أوله ، فلم يعده هناك ؛ لأنه كان بصدد تعداد المجرد من الأوزان.

٥٣٣

لاسم مجرّد رباع فعلل

وفعلل وفعلل وفعلل (١)

ومع فعلّ فعلل ، وإن علا

فمع فعلّل حوى فعلللا (٢)

كذا فعلّل وفعللّ ، وما

غاير للزّيد أو النّقص انتمى (٣)

الاسم الرباعىّ المجرد له ستة أوزان :

الأول : فعلل ـ بفتح أوله وثالثه ، وسكون ثانيه ـ نحو : جعفر (٤)

__________________

(١) «لاسم» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «مجرد» نعت لاسم «رباع» حذفت منه ياء النسبة للضرورة : نعت ثان لاسم «فعلل» مبتدأ مؤخر «وفعلل ، وفعلل ، وفعلل» معطوفات على المبتدأ.

(٢) «ومع» ظرف متعلق بمحذوف حال مما قبله ، ومع مضاف و «فعل» مضاف إليه «فعلل» معطوف على فعلل بالواو التى فى أول البيت «إن» شرطية «علا» فعل ماض ، فعل الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى اسم ، ومعنى علا زاد «فمع» الفاء واقعة فى جواب الشرط ، مع : ظرف متعلق بمحذوف حال من فعلل الآتى ، ومع مضاف و «فعلل» مضاف إليه «حوى» فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى اسم أيضا «فعللا» مفعول به لحوى ، والجملة فى محل جزم جواب الشرط على تقدير قد داخلة على الفعل الماضى.

(٣) «كذا» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «فعلل» مبتدأ مؤخر ، «وفعلل» معطوف عليه «وما» اسم موصول : مبتدأ «غاير» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة ، والجملة لا محل لها صلة الموصول «للزيد» جار ومجرور متعلق بقوله «انتمى» الآتى «أو» عاطفة «النقص» معطوف على الزيد «انتمى» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه ، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ.

(٤) الجعفر فى الأصل : النهر ، وقيل : النهر الملآن خاصة ، وأنشد ابن جنى :

إلى بلد لابقّ فيه ولا أذى

ولا نبطيّات يفجّرن جعفرا

٥٣٤

الثانى : فعلل ـ بكسر أوله وثالثه ، وسكون ثانيه ـ نحو : زبرج (١).

الثالث : فعلل ـ بكسر أوله ، وسكون ثانيه ، وفتح ثالثه ـ نحو : درهم [وهجرع](٢).

الرابع : فعلل ـ بضم أوله وثالثه ، وسكون ثانيه ـ نحو : برثن (٣).

الخامس : فعلّ ـ بكسر أوله ، وفتح ثانيه ، وسكون ثالثه ـ نحو هزبر (٤).

السادس : فعلل ـ بضم أوله ، وفتح ثالثه ، وسكون ثانيه ـ نحو : جخدب (٥).

وأشار بقوله : «فإن علا ـ إلخ» إلى أبنية الخماسى ، وهى أربعة :

الأول : فعلّل ـ بفتح أوله وثانيه ، وسكون ثالثه ، وفتح رابعه ـ نحو : سفرجل.

الثانى : فعللل ـ بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وفتح ثالثه ، وكسر رابعه ـ نحو : جحمرش (٦).

الثالث : فعلّل ـ بضم أوله ، وفتح ثانيه ، وسكون ثالثه ، وكسر رابعه ـ نحو : قذعمل (٧).

__________________

(١) الزبرج : السحاب الرقيق ، أو السحاب الأحمر ، وهو أيضا الذهب.

(٢) الهجرع : الطويل الممشوق ، أو الطويل الأعرج ، وفيه لغة بوزن جعفر.

(٣) البرثن ـ بثاء مثلثة ـ واحد براثن الأسد ، وهى مخالبه.

(٤) الهزبر : الأسد.

(٥) الجخدب : الجراد الأخضر الطويل الرجلين ، أو هو ذكر الجراد.

(٦) الجحموش ، من النساء : الثقيلة السمجة ، أو هى العجوز الكبيرة ، والجحموش من الإبل : الكبيرة السن ، وتجمع على جحامر. وتصغر على جحيمر ، بحذف الشين ؛ لأنها تخل بالصيغة.

(٧) القذعمل ، من الإبل : الضخم ، ومن النساء : القصيرة.

٥٣٥

الرابع : فعللّ ـ بكسر أوله ، وسكون ثانيه ، وفتح ثالثه ، وسكون رابعه ـ نحو : قرطعب (١).

وأشار بقوله : «وما غاير ـ إلخ» إلى أنه إذا جاء شىء على خلاف ما ذكر ، فهو إما ناقص ، وإما مزيد فيه ؛ فالأول كيد ودم ، والثانى كاستخراج واقتدار.

* * *

والحرف إن يلزم فأصل ، والّذى

لا يلزم الزّائد ، مثل تا احتذى (٢)

الحرف الذى يلزم تصاريف الكلمة هو الحرف الأصلىّ ، والذى يسقط فى بعض تصاريف الكلمة هو الزائد ، نحو ضارب ومضروب.

* * *

بضمن فعل قابل الأصول فى

وزن ، وزائد بلفظه اكتفى (٣)

__________________

(١) القرطعبة : الخرقة البالية ، وليس له قرطعبة : أى ليس له شىء.

(٢) «والحرف» مبتدأ «إن» شرطية «يلزم» فعل مضارع ، فعل الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الحرف الواقع مبتدأ «فأصل» الفاء واقعة فى جواب الشرط ، أصل : خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : فهو أصل ، والجملة من المبتدأ والخبر فى محل جزم جواب الشرط ، وجملة الشرط والجواب فى محل رفع خبر المبتدأ «والذى» اسم موصول : مبتدأ «لا» نافية «يلزم» فعل مضارع ، وفيه ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى الذى لا يلزم الواقع مبتدأ فاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة «الزائد» خبر المبتدأ «مثل» خبر مبتدأ محذوف ، والتقدير : وذلك مثل ، ومثل مضاف و «تا» قصر للضرورة : مضاف إليه ، وتا مضاف و «احتذى» قصد لفظه : مضاف إليه.

(٣) «بضمن» جار ومجرور متعلق بقوله «قابل» الآتى ، وضمن مضاف ، و «فعل» مضاف إليه «قابل» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «الأصول» مفعول به لقابل «فى وزن» جار ومجرور متعلق بقابل «وزائد» مبتدأ

٥٣٦

وضاعف اللّام إذا أصل بقى

كراء جعفر وقاف فستق (١)

إذا أريد وزن الكلمة قوبلت أصولها بالفاء والعين واللام ؛ فيقابل أولها بالفاء ، وثانيها بالعين ، وثالثها باللام ، فإن بقى بعد هذه الثلاثة أصل عبّر عنه باللام.

فإن قيل : ما وزن ضرب؟ فقل : فعل ، وما وزن زيد؟ فقل : فغل ، وما وزن جعفر؟ فقل : فعلل ، وما وزن فستق؟ تقل : فعلل ، وتكرّر اللام على حسب الأصول.

وإن كان فى الكلمة زائد عبّر عنه بلفظه ؛ فإذا قيل : ما وزن ضارب؟ فقل : فاعل ، وما وزن جوهر؟ فقل : فوعل ، وما وزن مستخرج؟ فقل : مستفعل.

هذا إذا لم يكن الزائد ضعف حرف أصلى ؛ فإن كان ضعفه عبر عنه بما عبّر به عن ذلك الأصلى ، وهو المراد بقوله :

* * *

__________________

«بلفظه» الجار والمجرور متعلق بقوله «اكتفى» الآتى على أنه نائب فاعله ، وجاز تقدمه لأنه فى صورة الفضلة ولا يلتبس بالمبتدأ ، وقد تقدم ذكر ذلك مرارا فى نظائره من كلام الناظم ، ولفظ مضاف ، والهاء مضاف إليه «اكتفى» فعل ماض مبنى للمجهول ، والجملة منه ومن نائب فاعله المستتر فيه فى محل رفع خبر المبتدأ.

(١) «وضاعف» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «اللام» مفعول به لضاعف «إذا» ظرف تضمن معنى الشرط «أصل» فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده ، والتقدير : إذا بقى أصل ، والجملة من بقى المحذوف وفاعله فى محل جر بإضافة إذا إليها «بقى» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه ، والجملة من بقى المذكور وفاعله لا محل لها مفسرة «كراء» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف ، والتقدير : وذلك كائن كراء ، وراء مضاف ، و «جعفر» مضاف إليه «وقاف» معطوف على راء ، وقاف مضاف و «فستق» مضاف إليه.

٥٣٧

وإن يك الزائد ضعف أصلى

فاجعل له فى الوزن ما للأصل (١)

فتقول فى وزن اغدودن (٢) : افعوعل ؛ فتعبّر عن الدال الثانية بالعين كما عبرت بها عن الدال الأولى ؛ لأن الثانية ضعفها ، وتقول فى وزن قتّل : فعّل ، ووزن كرّم فعّل ؛ فتعبر عن الثانى بما عبرت به عن الأول ، ولا يجوز أن تعبر عن هذا الزائد بلفظه ؛ فلا تقول فى وزن اغدودن افعودل ، ولا فى وزن قتّل فعتل ، ولا فى وزن كرّم فعرل (٣)

* * *

واحكم بتأصيل حروف سمسم

ونحوه ، والخلف فى كلملم (٤)

__________________

(١) «وإن» شرطية «يك» فعل مضارع ناقص ، فعل الشرط ، وهو مجزوم بسكون النون المحذوفة للتخفيف «الزائد» اسم يك «ضعف» خبر يك ، وضعف مضاف و «أصلى» مضاف إليه «فاجعل» الفاء واقعة فى جواب الشرط ، واجعل : فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «له ، فى الوزن» جاران ومجروران متعلقان باجعل «ما» اسم موصول : مفعول أول لاجعل ، والمفعول الثانى الجار والمجرور الأول «للأصل» جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول الواقع مفعولا أول لاجعل.

(٢) تقول : اغدودن الشعر ، وذلك إذا طال ، وتقول : اغدودن النبات ، وذلك إذا اخضر حتى يضرب إلى السواد.

(٣) حاصل ما ذكر الناظم والشارح أن كل زائد يعبر عنه فى الميزان بلفظه ، إلا شيئين ؛ أولهما الحرف الزائد لتكرير حرف أصلى ؛ فإنه يعبر عنه بما عبر به عن الأصلى ، فإن كان تكريرا للعين نحو قتل وكرم عبر عنه بالعين ، وإن كان تكريرا للام نحو اقعنسس عبر عنه باللام ، وثانيهما : الحرف المبدل من تاء افتعال .. نحو اصطبر ـ فإنه يعبر عنه بالتاء.

(٤) «واحكم» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «بتأصيل»

٥٣٨

المراد يسمسم الرباعىّ الذى تكرّرت فاؤه وعينه ، ولم يكن أحد المكررين صالحا للسقوط ، فهذا النوع يحكم على حروفه كلها بأنها أصول ؛ فإذا صلح أحد المكررين للسقوط ففى الحكم عليه بالزيادة خلاف ـ وذلك نحو «لملم» أمر من لملم ، و «كفكف» أمر من كفكف ؛ فاللام الثانية والكاف الثانية صالحان للسقوط ، بدليل صحة لمّ وكفّ ـ فاختلف الناس فى ذلك ؛ فقيل : هما مادتان ، وليس كفكف من كف ولا لملم من لمّ ؛ فلا تكون اللام والكاف زائدتين ؛ وقيل : اللام زائدة وكذا الكاف ، وقيل : هما بدلان من حرف مضاعف ، والأصل لمّم وكفّف ، ثم أبدل من أحد المضاعفين : لام فى لملم ، وكاف فى كفكف.

* * *

فألف أكثر من أصلين

صاحب ـ زائد بغير مين (١)

إذا صحبت الألف ثلاثة أحرف أصول حكم بزيادتها ، نحو : ضارب

__________________

جار ومجرور متعلق باحكم ، وتأصيل مضاف ، و «حروف» مضاف إليه ، وحروف مضاف و «سمسم» مضاف إليه «ونحوه» نحو : معطوف بالواو على سمسم ونحو مضاف والهاء مضاف إليه «والخلف» مبتدأ «فى» حرف جر «كلملم» الكاف اسم بمعنى مثل مجرور المحل بفى ، والكاف مضاف ولملم : مضاف إليه ، وقد قصد لفظه ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ الذى هو قوله : الخلف.

(١) «فألف» مبتدأ «أكثر» مفعول تقدم على عامله ـ وهو قوله «صاحب» الآتى ـ «من أصلين» جار ومجرور متعلق بأكثر «صاحب» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ألف ، والجملة فى محل رفع صفة لألف «زائد» خبر المبتدأ «بغير» جار ومجرور متعلق بزائد ، وغير مضاف و «مين» مضاف إليه.

٥٣٩

وغضبى ، فإن صحبت أصلين فقط فليست زائدة ، بل هى إما أصل : كإلى (١) ، وإما بدل من أصل : كقال وباع.

* * *

واليا كذا والواو إن لم يقعا

كما هما فى يؤيؤ ووعوعا (٢)

أى : كذلك إذا صحبت الياء أو الواو ثلاثة أحرف أصول ، فإنه يحكم بزيادتهما ، إلا فى الثنائى المكرر.

فالأول : كصيرف (٣) ، ويعمل (٤) ، وجوهر ، وعجوز.

والثانى : كيؤيؤ (٥) ـ لطائر ذى مخلب ـ ووعوعة ـ مصدر وعوع إذا صوّت.

__________________

(١) الإلى ـ بكسر الهمز ، بزنة الرضى ـ النعمة ، وهو واحد الآلاء ، فى نحو قوله تعالى : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)

(٢) «اليا» قصر للضرورة : مبتدأ «كذا» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر «والواو» مبتدأ ، وخبره محذوف لدلالة خبر الأول عليه : أى والواو كذلك «إن» «شرطية» و «لم» نافية جازمة «يقعا» فعل مضارع مجزوم بلم ، وألف الاثنين فاعل ، والجملة فى محل جزم فعل الشرط «كماهما» فى موضع الحال من ألف الاثنين ، أو نعت مصدر محذوف على تقدير مضاف بين الكاف ومدخولها ، والتقدير : إن لم يقعا وقوعا كوقوعهما ، فحذف المضاف وعوض عنه «ما» فانفصل الضمير ، و «فى يؤيؤ» جار ومجرور متعلق : إما بالمضاف المحذوف ، وإما بالكاف لما فيها من معنى التشبيه «ووعوعا» الواو حرف عطف ، وعوعا : أصله فعل ماض معطوف على يؤيؤ بعد أن قصد لفظه.

(٣) الصيرف : الحمال المتصرف فى أموره.

(٤) اليعمل : البعير القوى على العمل ، والناقة يعملة.

(٥) اليؤيؤ : طائر من الجوارح كالباشق ، ويجمع على يأيىء بزنة مساجد.

٥٤٠