شرح ابن عقيل - ج ٢

محمّد محيى الدين عبد الحميد

شرح ابن عقيل - ج ٢

المؤلف:

محمّد محيى الدين عبد الحميد


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار العلوم الحديثة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٨٦
الجزء ١ الجزء ٢

إذا نسب إلى الاسم المركب ؛ فإن كان مركبا تركيب جملة ، أو تركيب مزج ، حذف عجزه ، وألحق صدره ياء النسب ؛ فتقول فى تأبّط شرّا : «تأبّطىّ» ، وفى بعلبك «بعلىّ» وإن كان مركبا تركيب إضافة ، فإن كان صدره ابنا ، أو كان معرّفا بعجزه ـ حذف صدره ، وألحق عجزه ياء النسب ؛ فتقول فى ابن الزبير : «زبيرى» وفى أبى بكر : «بكرىّ» ، وفى غلام زيد : «زيدىّ» فإن لم يكن كذلك ؛ فإن لم يخف لبس عند حذف عجزه حذف عجزه ونسب إلى صدره ؛ فتقول فى امرىء القيس : «امرئىّ» وإن خيف لبس حذف صدره ، ونسب إلى عجزه ؛ فتقول فى عبد الأشهل ، وعبد القيس : «أشهلىّ ، وقيسىّ».

* * *

واجبر بردّ اللّام ما منه حذف

جوازا ان لم يك ردّه ألف (١)

__________________

جار ومجرور متعلق بقوله انسبن «ما» مصدرية ظرفية «لم» نافية جازمة «يخف» فعل مضارع مبنى للمجهول مجزوم بلم «لبس» نائب فاعل يخف «كعبد» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف ، أى : وذلك كائن كعبد ، وعبد مضاف و «الأشهل» مضاف إليه.

(١) «واجبر» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «برد» جار ومجرور متعلق باجبر ، ورد مضاف و «اللام» مضاف إليه «ما» اسم موصول : مفعول به لاجبر «منه» جار ومجرور متعلق بقوله «حذف» الآتى «حذف» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه ، والجملة لا محل لها صلة الموصول «جوازا» نعت لمصدر محذوف بتقدير مضاف ، أى : اجبره جبرا ذا جواز «إن» شرطية «لم» نافية جازمة «يك» فعل مضارع ناقص ، مجزوم بلم ، وعلامة جزمه سكون النون المحذوفة للتخفيف «رده» رد : اسم يك ، ورد مضاف ،

٥٠١

فى جمعى التّصحيح ، أو فى التّثنيه

وحقّ مجبور بهذى توفيه (١)

إذا كان المنسوب إليه محذوف اللام ، فلا يخلو : إما أن تكون لامه مستحقة للرد فى جمعى التصحيح أو فى التثنية ، أولا.

فإن لم تكن مستحقة للرد فيما ذكر جاز لك فى النسب الردّ وتركه ؛ فتقول فى «يد وابن» : «يدوىّ ، وبنوىّ ، وابنىّ ، ويدىّ» كقولهم فى التثنية : «يدان ، وابنان» وفى «يد» علما لمذكر : «يدون».

وإن كانت مستحقة للرد فى جمعى التصحيح أو فى التثنية وجب ردّها فى النسب ؛ فتقول فى «أب ، وأخ ، وأخت» : «أبوىّ ، وأخوىّ» كقولهم : «أبوان ، وأخوان ، وأخوات».

* * *

وبأخ أختا ، وبابن بنتا

ألحق ، ويونس أبى حذف التّا (٢)

__________________

والهاء مضاف إليه «ألف» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه ، والجملة فى محل نصب خبر يك ، وجملة يك واسمها وخبرها فى محل جزم فعل الشرط ، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام ، والتقدير : إن لم يكن رد لامه مألوفا فى التثنية أو الجمع فاجبره برد لامه.

(١) «فى جمعى» جار ومجرور متعلق بقوله «ألف» فى البيت السابق ، وجمعى مضاف و «التصحيح» مضاف إليه ، «أو» عاطفة «فى التثنية» جار ومجرور معطوف على الجار والمجرور السابق «وحق» مبتدأ ، وحق مضاف و «مجبور» مضاف إليه «بهذى» جار ومجرور متعلق بمجبور «توفية» خبر المبتدأ.

(٢) «وبأخ» جار ومجرور متعلق بقوله «ألحق» الآتى «أختا» مفعول تقدم على عامله ـ وهو قوله «ألحق» الآتى ـ «وبابن» معطوف على قوله بأخ «بنتا» معطوف على قوله «أختا» السابق ، وقد علمت أن العطف على معمولى عامل واحد

٥٠٢

مذهب الخليل وسيبويه ـ رحمهما الله تعالى! ـ إلحاق أخت وبنت فى النسب بأخ وابن ؛ فتحذف منهما تاء التأنيث ، ويردّ إليهما المحذوف ؛ فيقال : «أخوىّ ، وبنوى» كما يفعل بأخ وابن ، ومذهب يونس أنه ينسب إليهما على لفظيهما ؛ فتقول : «أختىّ ، وبنتىّ».

* * *

وضاعف الثّانى من ثنائى

ثانيه ذولين كـ «لا ولائى» (١)

إذا نسب إلى ثنائىّ لا ثالث له ، فلا يخلو الثانى : إما أن يكون حرفا صحيحا ، أو حرفا معتلّا.

فإن كان حرفا صحيحا جاز فيه التضعيف وعدمه ؛ فتقول فى كم : «كمىّ ، وكمّىّ».

وإن كان حرفا معتلا وجب تضعيفه : فتقول فى لو : «لوّىّ».

وإن كان الحرف الثانى ألفا ضوعفت وأبدلت الثانية همزة ؛ فتقول فى رجل اسمه لا : «لائىّ» ويجوز قلب الهمزة واوا ؛ فتقول : «لا وىّ».

* * *

__________________

جائز لا غبار عليه «ألحق» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «ويونس» مبتدأ ، وهو يونس بن حبيب شيخ سيبويه إمام النحاة «أبى» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على يونس ، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ «حذف» مفعول أبى ، وحذف مضاف ، و «التا» قصر للضرورة : مضاف إليه.

(١) «وضاعف» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «الثانى» مفعول به لضاعف «من ثنائى» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الثانى «ثانيه» ثانى : مبتدأ ، وثانى مضاف والهاء مضاف إليه «ذو» خبر المبتدأ ، وذو مضاف ، و «لين» مضاف إليه ، والجملة من المبتدأ وخبره فى محل جر صفة لثنائى «كلا» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف ، والتقدير : وذلك كائن كلا ، ولا هنا قصد لفظه «ولائى» معطوف على لا.

٥٠٣

وإن يكن كشية ما الفا عدم

فجبره وفتح عينه التزم (١)

إذا نسب إلى اسم محذوف الفاء ، فلا يخلو : إما أن يكون صحيح اللام ، أو معتلّها.

فإن كان صحيحها لم يردّ إليه المحذوف ؛ فتقول فى «عدة وصفة» : «عدىّ وصفىّ».

وإن كان معتلّها وجب الردّ ، ويجب أيضا ـ عند سيبويه رحمه الله! ـ فتح عينه ؛ فتقول فى شية : «وشوى».

* * *

__________________

(١) «وإن» شرطية «يكن» فعل مضارع ناقص ، فعل الشرط «كشية» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر يكن مقدم «ما» اسم موصول : اسم يكن «الفا» قصر للضرورة : مفعول تقدم على عامله وهو قوله عدم الآتى «عدم» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة ، والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها صلة الموصول «فجبره» الفاء واقعة فى جواب الشرط ، جبر : مبتدأ ، وجبر مضاف والهاء مضاف إليه «وفتح» معطوف على جبره ، وفتح مضاف وعين من «عينه» مضاف إليه ، وعين مضاف والهاء مضاف إليه «التزم» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى المذكور من جبره وفتح عينه ، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ وما عطف عليه ، وإنما أفرد الضمير ـ مع أن المبتدأ فى قوة المثنى ـ للتأويل بالمذكور ، ويجوز أن تكون الجملة خبر المبتدأ وحده ، ويكون هناك خبر محذوف ـ مماثل لهذا المذكور ـ للمعطوف ؛ فتكون الواو عطفت جملة على جملة ، والتقدير على هذا الوجه الأخير : فجبره التزم وفتح عينه التزم ، وهذا أولى من جعل المذكور خبرا للمعطوف وحده ، وجعل خبر المعطوف عليه محذوفا ، وذلك لأن الحذف من الأول لدلالة الثانى عليه ضعيف ، بخلاف الحذف من الثانى لدلالة الأول عليه.

٥٠٤

والواحد اذكر ناسبا للجمع

إن لم يشابه واحدا بالوضع (١)

إذا نسب إلى جمع باق على جمعيّته جىء بواحده ونسب إليه ، كقولك فى النسب إلى الفرائض : «فرضىّ».

هذا إن لم يكن جاريا مجرى العلم ، فإن جرى مجراه ـ كأنصار ـ نسب إليه على لفظه ؛ فتقول فى أنصار : «أنصارىّ» ، وكذا إن كان علما ؛ فتقول فى أنمار : «أنمارىّ».

* * *

ومع فاعل وفعّال فعل

فى نسب أغنى عن اليا فقبل (٢)

يستغنى غالبا فى النسب عن يائه ببناء الاسم على فاعل ـ بمعنى صاحب كذا ـ نحو «تامر ، ولابن (٣)» أى صاحب تمر وصاحب لبن ، وببنائه على فعّال فى

__________________

(١) «الواحد» مفعول تقدم على عامله وهو قوله اذكر الآتى «اذكر» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «ناسبا» حال من الضمير المستتر فى قوله اذكر «للجمع» جار ومجرور متعلق بناسبا «إن» شرطية «لم» نافية جازمة «يشابه» فعل مضارع مجزوم بلم ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الجمع «واحدا» مفعول به ليشابه «بالوضع» جار ومجرور متعلق بقوله يشابه ، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام.

(٢) «ومع» ظرف متعلق بمحذوف حال من الضمير المستتر فى قوله «أغنى» الآتى ، ومع مضاف و «فاعل» مضاف إليه «وفعال» معطوف على فاعل «فعل» مبتدأ «فى نسب» جار ومجرور متعلق بقوله أغنى الآتى «أغنى» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى «فعل» والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ «عن اليا» قصر للضرورة : جار ومجرور متعلق بأغنى «فقبل» الفاء عاطفة ، وقبل : فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه.

(٣) «قد ورد من ذلك قول الحطيئة :

وغررتنى وزعمت

أنّك لابن فى الصّيف تامر

٥٠٥

الحرف غالبا ، كبقّال وبزّار ، وقد يكون فعّال بمعنى صاحب كذا ، وجعل منه قوله تعالى : (وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) أى : بذى ظلم.

وقد يستغنى ـ عن ياء النسب أيضا ـ بفعل بمعنى صاحب كذا ، نحو : «رجل طعم ولبس» أى : صاحب طعام ولباس ، وأنشد سيبويه رحمه الله تعالى :

(٣٥٦) ـ

لست بليلىّ ، ولكنّى نهر

لا أدلج اللّيل ولكن أبتكر

أى : ولكنى نهارىّ ، أى عامل بالنهار.

* * *

__________________

وقول الآخر :

* إلى عطن رحب المباءة آهل*

والشاهد فيه قوله «آهل» فإنه أراد به أنه منسوب إلى الأهل ، وكأنه قال : ذى أهل ، وليس هو بجار على الفعل ؛ لأنه لو جرى لقال «مأهول» ؛ إذ الفعل المستعمل فى هذا المعنى مبنى للمجهول.

٣٥٦ ـ أنشد سيبويه ـ رحمه لله ـ هذا البيت (ج ٢ ص ٩) ولم ينسبه إلى أحد ، وكذلك لم ينسبه الأعلم الشنتمرى ـ رحمه الله! ـ فى شرح شواهده.

اللغة : «ليلى» معناه منسوب إلى الليل ، ويريد به صاحب عمل فى الليل «نهر» بفتح فكسر ـ أى : صاحب عمل بالنهار ، وهذه الصيغة إحدى الصيغ التى إذا بنى الاسم عليها استغنى عن إضافة ياء مشددة فى آخره للدلالة على النسب «أدلج» أسير من أول الليل ، والادلاج ـ على زنة الافتعال ، بتشديد الدال بعد قلب تاء الافتعال دالا ـ السير فى آخر الليل «أبتكر» أدرك النهار من أوله.

المعنى : يصف الشاعر نفسه بالشجاعة وعدم المبالاة ، ويذكر أنه إذا أراد أن يغير على قوم لم يأت حيهم ليلاوهم نائمون ، ولم يسر إليهم خفية كما يسير اللصوص ، ولكنه يذهب إليهم فى وضح النهار ، ثم بين أنه يختار من أوقات النهار أوله ؛ ليكون رجال الحى موجودين لم يخرجوا لأعمالهم.

الإعراب : «لست» ليس : فعل ماض ناقص ، وتاء المتكلم اسمه «بليلى» الباء زائدة ، ليلى : خبر ليس ، منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال

٥٠٦

وغير ما أسلفته مقرّرا

على الّذى ينقل منه اقتصرا (١)

أى : ما جاء من المنسوب مخالفا لما سبق تقريره فهو من شواذّ النسب ، يحفظ ولا يقاس عليه ، كقولهم فى النسب إلى البصرة : «بصرى (٢)» ، وإلى الدّهر : «دهرى (٣)» وإلى مرو «مروزى».

__________________

المحل بحركة حرف الجر الزائد «ولكنى» لكن : حرف استدراك ونصب ، وياء المتكلم اسمه «نهر» خبر لكن «لا» نافية «أدلج» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «الليل» منصوب على الظرفية الزمانية بأدلج «ولكن» حرف استدراك «أبتكر» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا.

الشاهد فيه : قوله «نهر» حيث بناه على فعل ـ بفتح فكسر ـ وهو يريد النسب ، فكأنه قال : ولكنى نهارى ، كما قال : لست بليلى ، قال سيبويه : «وقالوا نهر ، وإنما يريدون نهارى ، ويجعلونه بمنزلة عمل وطعم وفيه معنى ذلك» ا ه.

(١) «وغير» مبتدأ ، وغير مضاف و «ما» اسم موصول : مضاف إليه ، مبنى على السكون فى محل جر «أسلفته» أسلف : فعل ماض ، وتاء المتكلم فاعله ، والهاء مفعوله ، والجملة لا محل لها صلة الموصول «مقررا» حال من الهاء فى أسلفته «على الذى» جار ومجرور متعلق بقوله «اقتصر» الآتى فى آخر البيت «ينقل» فعل مضارع مبنى للمجهول «منه» جار ومجرور متعلق بينقل ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الذى ، والجملة لا محل صلة الذى «اقتصر» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى غير الواقع مبتدأ ، والجملة من اقتصر ونائب فاعله فى محل رفع خبر المبتدأ.

(٢) المشهور فى «البصرة» فتح الباء ، وقد ورد فى لفظ النسب إليها «بصرى» بكسر الباء ، فعلى هذين يكون لفظ النسب شاذا ، وقد ورد فى «البصرة» كسر الباء وضمها أيضا ، وورد فى لفظ النسب فتح الباء ، فإذا لاحظت ما ورد فى لفظ المنسوب إليه من الفتح أولا ، ولاحظت ما ورد فى المنسوب من الفتح لم يكن شاذا ، ولم يرد فى المنسوب ضم الباء مع ثبوته لغة فى المنسوب إليه ، وكأنهم تركوه لئلا يلتبس بالنسب إلى بصرى بزنة حبلى ، إذا نسب إليه بحذف الألف ؛ فإنك تعلم أن النسب إلى نظيره يجوز فيه حذف الألف ، كما يجوز قلبها واوا ، فيقال «بصروى».

(٣) الدهرى ـ بضم الدال ، والقياس فتح الدال ـ هو الشيخ الفانى.

٥٠٧

الوقف

تنوينا اثر فتح اجعل ألفا

وقفا ، وتلو غير فتح احذفا (١)

أى : إذا وقف على الاسم المنون ، فان كان التنوين واقعا بعد فتحة أبدل ألفا ، ويشمل ذلك ما فتحته للإعراب ، نحو «رأيت زيدا» ، وما فتحته لغير الإعراب ، كقولك فى إيها وويها : «إيها ، وويها».

وإن كان التنوين واقعا بعد ضمة أو كسرة حذف وسكن ما قبله ، كقولك فى «جاء زيد» ، و «مررت بزيد» : «جاء زيد» ، و «مررت بزيد».

* * *

واحذف لوقف فى سوى اضطرار

صلة غير الفتح فى الإضمار (٢)

__________________

(١) «تنوينا» مفعول أول لقوله «اجعل» الآتى «إثر» ظرف متعلق باجعل ، وإثر مضاف و «فتح» مضاف إليه «اجعل» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «ألفا» مفعول ثان لاجعل «وقفا» مفعول لأجله ، أو منصوب بنزع الخافض ، أو حال من فاعل اجعل بتأويل واقف «وتلو» مفعول تقدم على عامله ـ وهو قوله «احذفا» الآتى ـ وتلو مضاف و «غير» مضاف إليه ، وغير مضاف و «فتح» مضاف إليه «احذفا» فعل أمر ، مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المنقلبة ألفا للوقف ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.

(٢) «واحذف» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «لوقف فى سوى» جاران ومجروران متعلقان باحذف ، وسوى مضاف و «اضطرار» مضاف إليه «صلة» مفعول به لاحذف ، وصلة مضاف و «غير» مضاف إليه ، وغير مضاف و «الفتح» مضاف إليه «فى الإضمار» جار ومجرور متعلق بصلة.

٥٠٨

وأشبهت «إذا» منوّنا نصب

فألفا فى الوقف نونها قلب (١)

إذا وقف على هاء الضمير : فإن كانت مضمومة نحو «رأيته» أو مكسورة نحو «مررت به» حذفت صلتها ، ووقف على الهاء ساكنة ، إلا فى الضرورة ، وإن كانت مفتوحة نحو «هند رأيتها» وقف على الألف ولم تحذف.

وشبهوا «إذا» بالمنصوب المنون ، فأبدلوا نونها ألفا فى الوقف.

* * *

وحذف يا المنقوص ذى التّنوين ـ ما

لم ينصب ـ اولى من ثبوت فاعلما (٢)

وغير ذى التّنوين بالعكس ، وفى

نحو مر لزوم ردّ اليا اقتفى (٣)

__________________

(١) «أشبهت» أشبه : فعل ماض ، والتاء للتأنيث «إذا» فاعل أشبه «منونا» مفعول به لأشبه «نصب» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى منون ، والجملة فى محل نصب نعت لقوله «منونا» السابق «فألفا» مفعول ثان تقدم على عامله ـ وهو قوله «قلب» الآتى ـ «فى الوقف» جار ومجرور متعلق بقلب «نونها» نون : مبتدأ ، ونون مضاف وها : مضاف إليه «قلب» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ـ وهو المفعول الأول ـ ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى نون الواقع مبتدأ ، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ.

(٢) «وحذف» مبتدأ ، وحذف مضاف و «يا» قصر للضرورة : مضاف إليه ، ويا مضاف و «المنقوص» مضاف إليه «ذى» نعت للمنقوص ، وذى مضاف و «التنوين» مضاف إليه «ما» مصدرية ظرفية «لم» نافية جازمة «ينصب» فعل مضارع مبنى للمجهول مجزوم بلم ، والفتحة ملقاة على الباء من الهمزة فى قوله أولى ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو «أولى» خبر المبتدأ «من ثبوت» جار ومجرور متعلق بأولى «فاعلما» فعل أمر مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفا لأجل الوقف ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.

(٣) «وغير» مبتدأ ، وغير مضاف و «ذى» مضاف إليه ، وذى مضاف ، و «التنوين» مضاف إليه «بالعكس» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ

٥٠٩

إذا وقف على المنقوص المنوّن ؛ فإن كان منصوبا أبدل من تنوينه ألف ، نحو «رأيت قاضيا» ؛ فإن لم يكن منصوبا فالمختار الوقف عليه بالحذف ، إلا أن يكون محذوف العين أو الفاء ، كما سيأتى ؛ فتقول : «هذا قاض ، ومررت بقاض» ويجوز الوقف عليه بإثبات الياء كقراءة ابن كثير : (ولكل قوم هادى).

فإن كان المنقوص محذوف العين : كمر ـ اسم فاعل من أرى ـ أو الفاء : كيفى ـ علما ـ لم يوقف إلا بإثبات الياء ؛ فتقول : «هذا مرى ، وهذا يفى» وإليه أشار بقوله : «وفى نحو مر لزوم ردّ اليا اقتفى».

فإن كان المنقوص غير منوّن ؛ فإن كان منصوبا ثبتت ياؤه ساكنة ، نحو «رأيت القاضى» وإن كان مرفوعا أو مجرورا جاز إثبات الياء وحذفها ، والإثبات أجود ، نحو «هذا القاضى ، ومررت بالقاضى».

* * *

وغيرها التّأنيث من محرّك

سكّنه ، أوقف رائم التّحرّك (١)

__________________

«وفى نحو» جار ومجرور متعلق بقوله «اقتفى» الآتى ، ونحو مضاف و «مر» مضاف إليه «لزوم» مبتدأ ، ولزوم مضاف و «رد» مضاف إليه ، ورد مضاف و «اليا» قصر للضرورة : مضاف إليه «اقتفى» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى لزوم رد الواقع مبتدأ ، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ.

(١) «وغير» مفعول بفعل محذوف يفسره قوله «سكنه» الآتى ، وغير مضاف و «ها» قصر للضرورة : مضاف إليه ، وها مضاف ، و «التأنيث» مضاف إليه «من محرك» جار ومجرور متعلق بسكنه «سكنه» سكن : فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والهاء مفعول به «أو» عاطفة «قف» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «رائم» حال من فاعل قف ، ورائم مضاف و «التحرك» مضاف إليه.

٥١٠

أو أشمم الضمّة ، أوقف مضعفا

ما ليس همزا أو عليلا ، إن قفا (١)

محرّكا ، وحركات انقلا

لساكن تحريكه لن يحظلا (٢)

إذا أريد الوقف على الاسم المحرّك الآخر ، فلا يخلو آخره من أن يكون هاء التأنيث ، أو غيرها.

فإن كان [آخره] هاء التأنيث وجب الوقف عليها بالسكون ، كقولك فى «هذه فاطمة أفبلت» : «هذه فاطمه».

__________________

(١) «أو» عاطفة «أشمم» فعل أمر معطوف على «قف» فى البيت السابق ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «الضمة» مفعول به لأشمم «أو» عاطفة «قف» فعل أمر معطوف على أشمم ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «مضعفا» حال من الضمير المستتر فى «قف» وفيه ضمير مستتر فاعل «ما» اسم موصول : مفعول به لقوله «مضعفا» «ليس» فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة «همزا» خبر ليس ، والجملة من ليس واسمه وخبره لا محل لها من الإعراب صلة الموصول «أو» عاطفة «عليلا» معطوف على قوله «همزا» «إن» شرطية «قفا» فعل ماض فعل الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما ليس همزا ، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام.

(٢) «محركا» مفعول به لقوله «قفا» فى البيت السابق «وحركات» مفعول تقدم عامله ـ وهو قوله «انقلا» الآتى ـ «انقلا» فعل أمر مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفا لأجل الوقف ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «لساكن» جار ومجرور متعلق بقوله انقلا «تحريكه» تحريك : مبتدأ ، وتحريك مضاف والهاء مضاف إليه «لن» حرف نفى ونصب واستقبال «يحظلا» فعل مضارع مبنى للمجهول ، منصوب بلن ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى تحريكه ، والألف للاطلاق ، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ ، وجملة المبتدأ وخبره فى محل جر صفة لساكن.

٥١١

وإن كان [آخره] غبر هاء التأنيث ففى الوقف عليه خمسة أوجه : التسكين ، والرّوم ، والإشمام ، والتضعيف ، والنّقل.

فالرّوم : عبارة عن الإشارة إلى الحركة بصوت خفىّ.

والإشمام : عبارة عن ضمّ الشفتين بعد تسكين الحرف الأخير ، ولا يكون إلا فيما حركته ضمة.

وشرط الوقف بالتضعيف أن لا يكون الأخير همزة كخطأ ، ولا معتلّا كفتى ، وأن يلى حركة ، كالجمل ؛ فتقول فى الوقف عليه : الجمل ـ بتشديد اللام ـ فإن كان ما قبل الأخير ساكنا امتنع التضعيف ، كالحمل.

والوقف بالنقل عبارة عن : تسكين الحرف الأخير ، ونقل حركته إلى الحرف الذى قبله ، وشرطه : أن يكون ما قبل الآخر ساكنا ، قابلا للحركة ، نحو «هذا الضّرب ، ورأيت الضّرب ، ومررت بالضّرب».

فإن كان ما قبل الآخر محركا لم يوقف بالنقل كجعفر.

وكذا إن كان ساكنا لا يقبل الحركة كالألف ، نحو : باب [وإنسان].

* * *

ونقل فتح من سوى المهموز لا

يراه بصرىّ ، وكوف نقلا (١)

__________________

(١) «ونقل» مبتدأ ، ونقل مضاف و «فتح» مضاف إليه «من سوى» جار ومجرور متعلق بنقل ، وسوى مضاف و «المهموز» مضاف إليه «لا» نافية «يراه» يرى : فعل مضارع ، والهاء مفعول به «بصرى» فاعل يرى ، وجملة الفعل المنفى وفاعله ومفعوله فى محل رفع خبر المبتدأ «وكوف» بحذف ياء النسب للضرورة : مبتدأ «نقلا» نقل : فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى كوفى ، والألف للاطلاق ، والجملة من الفعل الماضى وفاعله المستتر فيه فى محل رفع خبر المبتدأ.

٥١٢

مذهب الكوفيين أنه يجوز الوقف بالنقل : سواء كانت الحركة فتحة ، أو ضمة ، أو كسرة ، وسواء كان الأخير مهموزا ، أو غير مهموز ؛ فتقول عندهم : «هذا الضّرب ، ورأيت الضّرب ، ومررت بالضّرب» فى الوقف على «الضّرب» ، و «هذا الرّدء (١) ، ورأيت الرّدء ، ومررت بالرّدء» فى الوقف على «الرّدء».

ومذهب البصريين أنه لا يجوز النقل إذا كانت الحركة فتحة إلا إذا كان الآخر مهموزا ؛ فيجوز عندهم «رأيت الرّدء» ويمتنع «[رأيت] الضّرب».

ومذهب الكوفيين أولى ؛ لأنهم نقلوه عن العرب.

* * *

والنّقل إن يعدم نظير ممتنع

وذاك فى المهموز ليس يمتنع (٢)

يعنى أنه متى أدّى النقل إلى أن تصير الكلمة على بناء غير موجود فى كلامهم امتنع ذلك ، إلا إن كان الآخر همزة فيجوز ؛ فعلى هذا يمتنع «هذا العلم»

__________________

(١) الردء ـ بكسر الراء وسكون الدال ، وآخره همزة ـ هو المعين فى المهمات ، ومنه قوله تعالى : (فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي ، إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ).

(٢) «والنقل» مبتدأ «إن» شرطية «يعدم» فعل مضارع ، مبنى للمجهول ، فعل الشرط «نظير» نائب فاعل يعدم ، وجواب الشرط محذوف ، والتقدير : إن يعدم نظير فالنقل ممتنع ، وجملة الشرط وجوابه لا محل لها من الإعراب معترضة بين المبتدأ وخبره «ممتنع» خبر المبتدأ «وذاك» اسم إشارة مبتدأ «فى المهموز» جار ومجرور متعلق بقوله «يمتنع» الآتى «ليس» فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ذاك الواقع مبتدأ «يمتنع» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى اسم ليس ، والجملة فى محل نصب خبر ليس ، والجملة من ليس واسمها وخبرها فى محل رفع خبر المبتدأ الذى هو اسم الإشارة.

٥١٣

فى الوقف على «العلم» لأن فعلا مفقود فى كلامهم ، ويجوز «هذا الرّدء» لأن الآخر همزة.

* * *

فى الوقف تا تأنيث الاسم ها جعل

إن لم يكن بساكن صحّ وصل (١)

وقلّ ذا فى جمع تصحيح ، وما

ضاهى ، وغير ذين بالعكس انتمى (٢)

إذا وقف على ما فيه تاء التأنيث ؛ فإن كان فعلا وقف عليه بالتاء ، نحو «هند قامت» وإن كان اسما فإن كان مفردا فلا يخلو : إما أن يكون ما قبلها ساكنا

__________________

(١) «فى الوقف» جار ومجرور متعلق بقوله «جعل» الآتى «تا» قصر للضرورة : مبتدأ ، وتا مضاف و «تأنيث» مضاف إليه ، وتأنيث مضاف و «الاسم» مضاف إليه «ها» بالقصر ضرورة : مفعول ثان لجعل تقدم عليه «جعل» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ـ وهو المفعول الأول ـ ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى تاء التأنيث ، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ «إن» شرطية «لم» نافية جازمة «يكن» فعل مضارع ناقص ، مجزوم بلم ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى تاء التأنيث «بساكن» جار ومجرور متعلق بقوله «وصل» الآتى «صح» فعل ماض ، وفيه ضمير مستتر فاعل ، والجملة فى محل جر صفة لساكن «وصل» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، والجملة فى محل نصب خبر يكن ، وجملة يكن ومعموليه فعل الشرط ، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام.

(٢) «وقل» فعل ماض «ذا» اسم إشارة : فاعل قل «فى جمع» جار ومجرور متعلق بقل ، وجمع مضاف و «تصحيح» مضاف إليه «وما» اسم موصول : معطوف على جمع تصحيح «ضاهى» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة ، والجملة لا محل لها صلة الموصول «وغير» مبتدأ ، وغير مضاف و «ذين» مضاف إليه «بالعكس» جار ومجرور متعلق بقوله انتمى «انتمى» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى غير الواقع مبتدأ ، والجملة من انتمى وفاعله فى محل رفع خبر المبتدأ.

٥١٤

صحيحا ، أولا ؛ فإن كان ما قبلها ساكنا صحيحا وقف عليه بالتاء ، نحو «بنت ، وأخت» ، وإن كان غير ذلك وقف عليه بالهاء ، نحو «فاطمه ، وحمزه ، وفتاه» وإن كان جمعا أو شبهه وقف عليه بالتاء ، نحو «هندات ، وهيهات» وقلّ الوقف على المفرد بالتاء ، نحو «فاطمت» وعلى جمع التصحيح وشبهه بالهاء ، نحو «هنداه ، وهيهاه».

* * *

وقف بها السّكت على الفعل المعلّ

بحذف آخر كأعط من سأل (١)

وليس حتما فى سوى ما كع أو

كيع مجزوما ؛ فراع ما رعوا (٢)

__________________

(١) «وقف» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «بها» قصر للضرورة : جار ومجرور متعلق بقف ، وها مضاف و «السكت» مضاف إليه «على الفعل» جار ومجرور متعلق بقف «المعل» صفة للفعل «بحذف» جار ومجرور متعلق بقوله «المعل» وحذف مضاف و «آخر» مضاف إليه «كأعط» الكاف جارة لقول محذوف ، أعط : فعل أمر ، مبنى على حذف الياء والكسرة فى آخره دليل عليها ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقدير أنت «من» اسم موصول : مفعول به لأعط «سأل» فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من الموصولة ، والجملة من سأل وفاعله لا محل لها صلة الموصول ، وجملة فعل الأمر وفاعله ومفعوله فى محل نصب مقول القول المحذوف.

(٢) «وليس» فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى لحاق هاء السكت «حتما» خبر ليس «فى سوى» جار ومجرور متعلق بحتم ، وسوى مضاف و «ما» اسم موصول مضاف إليه «كع» جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول «أو» حرف عطف «كيع» معطوف على الجار والمجرور السابق «مجزوما» حال من المجرور الثانى «فراع» راع : فعل أمر مبنى على حذف الياء ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «ما» اسم موصول : مفعول به لراع «رعوا» رعى : فعل ماض ، وواو الجماعة فاعله ، والجملة لا محل لها صلة الموصول ، والعائد ضمير منصوب المحل محذوف ، والتقدير : راع الذى رعوه.

٥١٥

ويجوز الوقف بهاء السكت على كل فعل حذف آخره : للجزم ، أو الوقف ، كقولك فى لم يعط : «لم يعطه» وفى أعط : «أعطه» ولا يلزم ذلك إلا إذا كان الفعل الذى حذف آخره قد بقى على حرف واحد ، أو على حرفين أحدهما زائد ؛ فالأول كقولك فى «ع» و «ق» : «عه ، وقه» والثانى كقولك فى «لم يع» و «لم يق» : «لم يعه ، ولم يقه» (١).

* * *

وما فى الاستفهام إن جرّت حذف

ألفها ، وأولها الها إن تقف (٢)

وليس حتما فى سوى ما انخفضا

باسم ، كقولك «اقتضاءم اقتضى» (٣)

__________________

(١) قد رد ابن هشام ما ذكره الناظم ، وتبعه عليه الشارح هنا ـ من أنه يجب لحاق هاء السكت فى الوقف على نحو «لم يع ، ولم يف» ـ ورد ذلك بإجماع القراء على عدم ذكر الهاء فى الوقف على قوله تعالى (وَلَمْ أَكُ) وقوله سبحانه (وَمَنْ تَقِ) والقراءة مع كونها سنة متبعة لا تخالف العربية ، ولا تأتى على وجه يمتنع عربية.

(٢) «وما» مبتدأ خبره الجملة الشرطية التالية «فى الاستفهام» جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لما «إن» شرطية «جرت» جر : فعل ماض مبنى للمجهول ، فعل الشرط ، والتاء للتأنيث ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هى يعود على ما الاستفهامية «حذف» فعل ماض مبنى للمجهول ، جواب الشرط «ألفها» ألف : نائب فاعل لحذف ، وألف مضاف وها : مضاف إليه «وأولها» أول : فعل أمر مبنى على حذف الياء ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، وها : مفعول أول لأول «الها» قصر للضرورة : مفعول ثان لأول «إن» شرطية «تقف» فعل مضارع فعل الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام ، والتقدير : إن تقف فأولها الهاء.

(٣) «وليس» فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على إيلاء ما الاستفهامية الهاء فى الوقف «حتما» خبر ليس «فى سوى» جار ومجرور متعلق بقوله «حتما» وسوى مضاف و «ما» اسم موصول : مضاف إليه «انخفضا»

٥١٦

إذا دخل على «ما» الاستفهامية جارّ وجب حذف ألفها ، نحو «عمّ تسأل؟» و «بم جئت؟» و «اقتضاء م اقتضى زيد» وإذا وقف عليها بعد دخول الجار ؛ فإما أن يكون الجار لها حرفا ، أو اسما ؛ فإن كان حرفا جاز إلحاق هاء السّكت ، نحو «عمّه» و «فيمه» وإن كان اسما وجب إلحاقها ، نحو «اقتضاء مه» و «مجىء مه».

* * *

ووصل ذى الهاء أجز بكلّ ما

حرّك تحريك بناء لزما (١)

ووصلها بغير تحريك بنا

أديم شذّ ، فى المدام استحسنا (٢)

__________________

فعل ماض ، والألف للاطلاق ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة ، والجملة لا محل لها صلة «باسم» جار ومجرور متعلق بانخفض «كقولك» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف «اقتضاء» مفعول مطلق تقدم على عامله وجوبا لإضافته إلى اسم الاستفهام الذى له صدر الكلام ، واقتضاء مضاف و «م» اسم استفهام مضاف إليه «اقتضى» فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(١) «ووصل» مفعول تقدم على عامله ـ وهو قوله «أجز» الآتى ـ ووصل مضاف و «ذى» اسم إشارة : مضاف إليه «الهاء» بدل من اسم الإشارة أو عطف بيان عليه ، أو نعت له «أجز» فعل أمر ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «بكل» جار ومجرور متعلق بقوله أجز ، أو بوصل ، وكل مضاف و «ما» اسم موصول : مضاف إليه «حرك» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة ، والجملة لا محل لها صلة الموصول «تحريك» مفعول مطلق مبين للنوع ، وتحريك مضاف و «بناء» مضاف إليه «لزما» لزم : فعل ماض ، والألف للاطلاق ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى بناء ، والجملة فى محل جر صفة لبناء.

(٢) «ووصلها» وصل : مبتدأ ، ووصل مضاف وها : مضاف إليه ، «بغير» جار ومجرور متعلق بوصل ، وغير مضاف و «تحريك» مضاف إليه ، وتحريك

٥١٧

يجوز الوقف بهاء السّكت على كل متحرك بحركة بناء ، لازمة ، لا تشبه حركة إعراب ، كقولك فى «كيف» : «كيفه» ولا يوقف بها على ما حركته إعرابيّة ، نحو «جاء زيد» ولا على ما حركته مشبهة للحركة الإعرابية ، كحركة الفعل الماضى ، ولا على ما حركته البنائية غير لازمة ، نحو «قبل» و «بعد» والمنادى المفرد ، نحو «يا زيد ، ويا رجل» واسم «لا» التى لنفى الجنس ، نحو «لا رجل» وشذّ وصلها بما حركته البنائية غير لازمة ، كقولهم فى «من عل» : «من عله» (١) ، واستحسن إلحاقها بما حركته دائمة لازمة.

* * *

وربّما أعطى لفظ الوصل ما

للوقف نثرا ، وفشا منتظما (٢)

__________________

مضاف و «بنا» قصر للضرورة : مضاف إليه «أديم» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى تحريك بناء ، والجملة فى محل جر صفة لتحريك بناء «شذ» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى وصلها الواقع مبتدأ ، والجملة من شذ وفاعله فى محل رفع خبر المبتدأ «فى المدام» جار ومجرور متعلق بقوله «استحسن» الآتى «استحسن» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه ، وهذه الجملة معطوفة على جملة الخبر بعاطف مقدر ، أى : واستحسن فى المدام.

(١) وذلك كما فى قول الراجز :

يا ربّ يوم لى لا أظلّله

أرمض من تحت وأضحى من عله

(٢) «وربما» رب : حرف تقليل ، وما : كافة «أعطى» فعل ماض مبنى للمجهول «لفظ» نائب فاعل لأعطى ، وهو المفعول الأول ، ولفظ مضاف و «الوصل» مضاف إليه «ما» اسم موصول : مفعول ثان لأعطى «للوقف» جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول «نثرا» منصوب على نزع الخافض ، أو حال على التأويل ، أى : ذا نثر ، أى : واقعا فى نثر «وفشا» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى إعطاء الوصل ما للوقف «منتظما» حال من فاعل فشا.

٥١٨

قد يعطى الوصل حكم الوقف ، وذلك كثير فى النظم ، قليل فى النثر ، ومنه فى النثر قوله تعالى : (لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ) ومن النظم قوله :

(٣٥٧) ـ

* مثل الحريق وافق القصبّا*

فضعف الباء وهى موصولة بحرف الإطلاق [وهو الألف].

* * *

__________________

(٣٥٧) ـ هذا بيت من الرجز المشطور ، نسب فى كتاب سيبويه إلى رؤبة بن العجاج بن رؤبة ، ونسبه أبو حاتم فى كتاب الطير إلى أعرابى ـ ولم يسمه ـ ونسبه الجرمى إلى ربيعة بن صبيح ، وقبل هذا البيت قوله :

* كأنّه السّيل إذا اسلحبّا*

ويروى أول بيت الشاهد : أو كالحريق ـ إلخ.

اللغة : «كأنه» الضمير يعود إلى الجدب الذى خشيه الراجز وتوقعه فى أول هذه الكلمة ، فى قوله :

لقد خشيت أن أرى جدبّا

فى عامنا ذا بعد ما أخصبّا

«اسلحبا» أى : امتد وانبطح ، ويريد بذلك أنه يملأ البطاح ، ويعم الأودية «الحريق» أراد به النار «القصبا» هو كل نبات يكون ساقه أنابيب وكعوبا.

الإعراب : «مثل» بالرفع : خبر مبتدأ محذوف ، أى : هو مثل ، ومثل مضاف و «الحريق» مضاف إليه «وافق» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الحريق ، والجملة من الفعل والفاعل فى محل نصب حال من الحريق «القصبا» مفعول به لوافق.

الشاهد فيه : قوله «القصبا» حيث ضعف الباء مع كونها موصولة بألف الإطلاق.

٥١٩

الإمالة

الألف المبدل من «يا» فى طرف

أمل ، كذا الواقع منه اليا خلف (١)

دون مزيد ، أو شذوذ ، ولما

تليه ها التّأنيث ما الها عدما (٢)

الإمالة : عبارة عن أن ينحى بالفتحة نحو الكسرة ، وبالألف نحو الياء (٣).

__________________

(١) «الألف» مفعول مقدم على عامله ـ وهو قوله «أمل» الآتى ـ «المبدل» نعت للألف «من يا» جار ومجرور متعلق بالمبدل «فى طرف» جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لياء «أمل» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «كذا» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «الواقع» مبتدأ مؤخر «منه» جار ومجرور متعلق بقوله الواقع «اليا» قصر للضرورة : فاعل للواقع «خلف» حال من الياء ، ووقف عليه بالسكون على لغة ربيعة.

(٢) «دون» ظرف متعلق بخلف أو بالواقع فى البيت السابق ، ودون مضاف و «مزيد» مضاف إليه «أو» عاطفة «شذوذ» معطوف على مزيد «ولما» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «تليه» تلى : فعل مضارع ، والهاء مفعول به «ها» قصر للضرورة : فاعل تلى ، وها مضاف و «التأنيث» مضاف إليه ، والجملة من الفعل وفاعله ومفعوله لا محل لها صلة «ما» المجرورة محلا باللام «ما» اسم موصول : مبتدأ مؤخر «الها» قصر للضرورة : مفعول مقدم على عامله ـ وهو قوله عدم الآتى ـ «عدما» عدم : فعل ماض ، والألف للاطلاق ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة ، والجملة لا محل لها صلة الموصول.

(٣) الغرض من الإمالة أحد أمرين ؛ أولهما : تناسب الأصوات وتقاربها ، وبيان ذلك أن النطق بالياء والكسرة مستقل منحدر ، والنطق بالفتحة والألف مستعل متصعد ، وبالإمالة تصير الألف من نمط الياء فى الانحدار والتسفل ، وثانيهما : التنبيه على أصل أو غيره.

وحكم الإمالة الجواز ؛ فمهما وجدت أسباب الإمالة فإن تركها جائز ، والأسباب التى سيذكرها الناظم والشارح أسباب للجواز ، لا للوجوب.

والإمالة لغة تميم ومن جاورهم ، والحجازيون لا يميلون إلا قليلا.

٥٢٠