شرح ابن عقيل - ج ٢

محمّد محيى الدين عبد الحميد

شرح ابن عقيل - ج ٢

المؤلف:

محمّد محيى الدين عبد الحميد


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار العلوم الحديثة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٨٦
الجزء ١ الجزء ٢

قرط وقرطة ، ودرج ودرجة ، وكوز وكوزة ، ويحفظ فى اسم على فعل نحو قرد وقردة ، أو على فعل نحو غرد وغردة (١).

* * *

وفعّل لفاعل وفاعله

وصفين ، نحو عاذل وعاذله (٢)

ومثله الفعّال فيما ذكّرا

وذان فى المعلّ لاما ندرا (٣)

من أمثلة جمع الكثرة : فعّل ، وهو مقيس فى وصف ، صحيح اللام ، على فاعل أو فاعلة ، نحو ضارب وضرّب وصائم وصوّم ، وضاربة وضرّب وصائمة وصوّم.

ومنها فعّال ، وهو مقيس فى وصف ، صحيح اللام على فاعل ، لمذكر ، نحو صائم وصوّام ، وقائم وقوّام.

وندر فعّل وفعّال فى المعتل اللام المذكّر ، نحو غاز وغزّى ، وسار وسرّى ،

__________________

(١) الغرد ـ بفتح الغين وسكون الراء هنا ، ويأتى أيضا بفتح الغين والراء جميعا ـ ضرب من الكمأة ، وجمعه غردة بوزن قردة ، وغراد كجبال.

(٢) «وفعل» مبتدأ «لفاعل» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ «وفاعله» معطوف على فاعل «وصفين» حال من فاعل وفاعله «نحو» خبر مبتدأ محذوف ، ونحو مضاف و «عاذل» مضاف إليه «وعاذله» معطوف على عادل.

(٣) «ومثله» مثل : خبر مقدم ، ومثل مضاف والهاء مضاف إليه «الفعال» مبتدأ مؤخر «فيما» جار ومجرور متعلق بمثل لما فيه من معنى الممائلة «ذكرا : فعل ماض مبنى للمجهول ، والألف للاطلاق ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما ، والجملة لا محل لها صلة «ما» المجرورة محلا بفى «وذان» اسم إشارة مبتدأ «فى المعل» جار ومجرور متعلق بقوله «ندرا» الآتى «لاما» تمييز «ندرا» فعل وفاعل ، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ.

٤٦١

وعاف وعفّى ، وقالوا : غزّاء فى جمع غاز ، وسرّاء فى جمع سار ، وندر أيضا [فى جمع] فاعلة ، كقول الشاعر :

(٣٥٥) ـ

أبصارهنّ إلى الشّبّان مائلة

وقد أراهنّ عنّى غير صدّاد

[يعنى جمع صادّة].

* * *

فعل وفعلة فعال لهما

وقلّ فيما عينه اليا منهما (٢)

__________________

٣٥٥ ـ البيت للقطامى ، واسمه عمير بن شييم بن عمرو التغلبى ، وقبل البيت المستشهد به قوله :

ما للكواعب ـ ودّعن الحياة! كما

ودّعننى وجعلن الشّيب ميعادى

اللغة : «الكواعب» جمع كاعب ، وهى المرأة التى كعب ثديها ونهد «ودعن الحياة» دعاء عليهن بالموت ، لأنهن قطعنه وبتتن حبل وصاله «أبصارهن» أراد أنهن يدمن النظر إلى الشبان لما يرجون عندهم من مجاراتهن فى الصبابة ، وقد كان شأنهن معه كذلك يوم كان شبابه غضا.

الإعراب : «أبصارهن» أبصار : مبتدأ ، وأبصار مضاف وضمير النسوة مضاف إليه «إلى الشبان» جار ومجرور متعلق بقوله «مائلة» الآتى «مائلة» خبر المبتدأ «وقد» حرف تحقيق «أراهن» أرى : فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، والضمير البارز مفعول أول «عنى» جار ومجرور متعلق بقوله «صداد» الآتى ، وساغ تقديم معمول المضاف إليه على المضاف لأمرين ، أولهما : أن المعمول جار ومجرور فيتوسع فيه ، والثانى أن المضاف يشبه حرف النفى فكأنه ليس فى الكلام إضافة «غير» مفعول ثان لأرى ، وغير مضاف و «صداد» مضاف إليه.

الشاهد فيه : قوله «صداد» الذى هو جمع صادة ، حيث استعمل فعالا ـ بضم الفاء وتشديد العين مفتوحة ـ فى جمع فاعلة.

(١) «فعل» مبتدأ أول «وفعلة» معطوف عليه «فعال» مبتدأ ثان «لهما» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ الثانى ، وجملة المبتدأ الثانى وخبره فى محل رفع خبر المبتدأ الأول «وقل» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره

٤٦٢

من أمثله جمع الكثرة : فعال ، وهو مطّرد فى فعل وفعلة ، اسمين ، نحو كعب وكعاب ، وثوب وثياب ، وقصعة وقصاع ، أو وصفين ، نحو صعب وصعاب ، وصعبة وصعاب ، وقلّ فيما عينه ياء ، نحو ضيف وضياف ، وضيعة وضياع.

* * *

وفعل أيضا له فعال

ما لم يكن فى لامه اعتلال (١)

أو يك مضعفا ، ومثل فعل

ذو التّا ، وفعل مع فعل ، فاقبل (٢)

أى : اطّرد أيضا فعال فى فعل وفعلة ، ما لم يكن لامهما معتلا أو مضاعفا ، نحو «جبل وجبال ، وجمل وجمال ، ورقبة ورقاب ، وثمرة وثمار».

واطرد أيضا فعال فى فعل وفعل ، نحو ذئب وذئاب ، ورمح ورماح.

واحترز من المعتل اللام : كفتى ، ومن المضعف كطلل.

* * *

__________________

هو يعود إلى فعال «فيما» جار ومجرور متعلق بقوله «قل» السابق «عينه» عين : مبتدأ ، وعين مضاف ضمير الغائب العائد إلى ما الموصولة مضاف إليه «اليا» قصر للضرورة : خبر المبتدأ ، والجملة من المبتدأ والخبر لا محل لها صلة «ما» المجرورة محلا بفى «منهما» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من ما الموصولة.

(١) «وفعل» مبتدأ أول «أيضا» مفعول مطلق لفعل محذوف «له» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «فعال» مبتدأ ثان مؤخر ، وجملة المبتدأ الثانى وخبره فى محل رفع خبر المبتدأ الأول «ما» مصدرية ظرفية «لم» نافية جازمة «يكن» فعل مضارع ناقص مجزوم بلم «فى لامه» فى لام : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر يكن مقدم على اسمه ، ولام مضاف وضمير الغائب العائد إلى فعل مضاف إليه «اعتلال» اسم يكن.

(٢) «أو» عاطفة «يك» فعل مضارع ناقص ، معطوف على «يكن» فى البيت السابق مجزوم بسكون النون المحذوفة للتخفيف ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا

٤٦٣

وفى فعيل وصف فاعل ورد

كذاك فى أنثاه أيضا اطّرد (١)

واطرد أيضا فعال فى كل صفة على فعيل بمعنى فاعل : مقترنة بالتاء أو مجردة عنها ، ككريم وكرام ، وكريمة وكرام ، ومريض ومراض ، ومريضة ومراض.

* * *

وشاع فى وصف على فعلانا ،

أو أنثييه ، أو على فعلانا (٢)

ومثله فعلانة ، والزمه فى

نحو طويل وطويلة تفى (٣)

أى : واطّرد أيضا مجىء فعال جمعا ، لوصف على فعلان ، أو على فعلانة ، أو على فعلى ، نحو : عطشان وعطاش ، وعطشى وعطاش ، وندمانة وندام.

__________________

تقديره هو يعود إلى فعل فى البيت السابق «مضعفا» خبريك ، و «مثل» خبر مقدم ، ومثل مضاف و «وفعل» مضاف إليه «ذو» مبتدأ مؤخر ، وذو مضاف و «التا» قصر للضرورة : مضاف إليه «وفعل» معطوف على ذو التاء «مع» ظرف متعلق بمحذوف حال صاحبه المعطوف ، ومع مضاف و «فعل» مضاف إليه «فاقبل» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.

(١) «وفى فعيل» جار ومجرور متعلق بقوله «ورد» الآتى «وصف» حال من فعيل ، ووصف مضاف و «فاعل» مضاف إليه «ورد» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى فعال «كذاك» جار ومجرور متعلق بقوله «اطرد» الآتى «فى أنثاه» مثله «أيضا» مفعول مطلق لفعل محذوف «اطرد» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى فعال.

(٢) «وشاع» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى فعال «فى وصف» جار ومجرور متعلق بقوله «شاع» السابق «على فعلانا» جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لوصف «أو أنثييه» معطوف على قوله «فعلانا» السابق «أو» عاطفة «على فعلانا» معطوف على قوله «على فعلانا» السابق :

(٣) «ومثله» مثل : خبر مقدم ، ومثل مضاف والضمير مضاف إليه «فعلانة»

٤٦٤

وكذلك اطرد فعال فى وصف ، على فعلان ، أو على فعلانة ، نحو «خمصان وخماص ، وخمصانة وخماص».

والتزم فعال فى كل وصف على فعيل أو فعيلة ، معتلّ العين ، نحو «طويل وطوال ، وطويلة وطوال».

* * *

وبفعول فعل نحو كبد

يخصّ غالبا ، كذاك يطّرد (١)

فى فعل اسما مطلق الفا ، وفعل

له ، وللفعال فعلان حصل (٢)

__________________

مبتدأ مؤخر «والزمه» الزم : فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت والهاء مفعول به «فى نحو» جار ومجرور متعلق بقوله «الزمه» السابق ، ونحو مضاف و «طويل» مضاف إليه «وطويله» معطوف على طويل «تفى» فعل مضارع مجزوم فى جواب الأمر ـ وهو قوله «الزمه» ـ والياء للاشباع.

(١) «وبفعول» الواو عاطفة أو للاستئناف ، بفعول : جار ومجرور متعلق بقوله «يخص» الآتى «فعل» مبتدأ «نحو» خبر لمبتدأ محذوف ، أى وذلك نحو ، ونحو مضاف و «كبد» مضاف إليه «يخص» فعل مضارع مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى فعل الواقع مبتدأ ، والجملة من الفعل المضارع ونائب فاعله فى محل رفع خبر المبتدأ ـ وهو قوله «فعل» ـ «غالبا» حال من الضمير المستتر فى يخص «كذاك» كذا : جار ومجرور متعلق بيطرد الآتى ، والكاف حرف خطاب «يطرد» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى فعول فى أول البيت.

(٢) «فى فعل» جار ومجرور متعلق بقوله «يطرد» فى البيت السابق «اسما» حال من فعل «مطلق» مثله ، ومطلق مضاف و «الفا» قصر للضرورة : مضاف إليه «وفعل» مبتدأ «له» متعلق بمحذوف خبر المبتدأ «وللفعال» الواو عاطفة أو للاستئناف ، للفعال : جار ومجرور متعلق بقوله حصل الآتى «فعلان» مبتدأ «حصل» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى فعلان ، والجملة من الفعل الماضى وفاعله فى محل رفع خبر المبتدأ.

٤٦٥

وشاع فى حوت وقاع مع ما

ضاهاهما ، وقلّ فى غيرهما (١)

ومن أمثلة جمع الكثرة : فعول ، وهو مطّرد فى اسم ثلاثى على فعل نحو «كبد وكبود ، ووعل ووعول» وهو ملتزم فيه غالبا.

واطّرد فعول أيضا فى اسم على فعل ـ بفتح الفاء ـ نحو «كعب وكعوب ، وفلس وفلوس» أو على فعل ـ بكسر الفاء ـ نحو «حمل وحمول ، وضرس وضروس» أو على فعل ـ بضم الفاء ـ نحو «جند وجنود ، وبرد وبرود».

ويحفظ فعول فى فعل ، نحو «أسد وأسود» ويفهم كونه غير مطرد من قوله «وفعل له» ولم يقيده باطراد.

* * *

وأشار بقوله : «وللفعال فعلان حصل» إلى أن من أمثلة جمع الكثرة فعلانا ؛ وهو مطّرد فى اسم على فعال ؛ نحو «غلام وغلمان ، وغراب وغربان».

وقد سبق أنه مطرد فى فعل : كصرد وصردان.

__________________

(١) «شاع» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى فعلان «فى حوت» جار ومجرور متعلق بقوله شاع «وقاع» معطوف على حوت «وما» اسم موصول معطوف على حوت أيضا «ضاهاهما» ضاهى : فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة ، والضمير البارز مفعول به ، والجملة لا محل لها صلة الموصول «وقل» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على فعلان «فى غيرهما» فى غير : جار ومجرور متعلق بقوله قل ، وغير مضاف وضمير الغائبين مضاف إليه.

٤٦٦

واطرد فعلان ـ أيضا ـ فى جمع ما عينه واو : من فعل ، أو فعل ؛ نحو «عود وعيدان ، وحوت وحيتان (١) ، وقاع وقيعان ، وتاج وتيجان» (٢).

وقلّ فعلان فى غير ما ذكر ، نحو «أخ وإخوان ، وغزال وغزلان».

* * *

وفعلا اسما ، وفعيلا ، وفعل

غير معلّ العين ـ فعلان شمل (٣)

من أبنية جمع الكثرة : فعلان ، وهو مقيس فى اسم صحيح العين ، على فعل ، نحو «ظهر وظهران ، وبطن وبطنان» أو على فعيل ، نحو «قضيب وقضبان ، ورغيف ورغفان» أو على فعل ، نحو «ذكر وذكران ، وحمل وحملان».

* * *

ولكريم وبخيل فعلا

كذا لما ضاهاهما قد جعلا (٤)

__________________

(١) وكذلك نون ونينان ، وكوز وكيزان ، والنون : الحوت.

(٢) وكذلك دار وديران ، وأصل مفرداتها بفتح الفاء والعين جميعا.

(٣) «وفعلا» مفعول به تقدم على عامله ، وهو قوله «شمل» الآتى آخر البيت «اسما» حال من قوله فعلا «وفعيلا ، وفعل» معطوفان على قوله «فعلا» السابق ، ووقف على الثانى بالسكون على لغة ربيعة «غير» حال من «فعل» وغير مضاف و «معل» مضاف و «معل» مضاف و «العين» مضاف إليه «فعلان» مبتدأ «شمل» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى فعلان ، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ ، وتقدير البيت : وزن فعلان شمل فعلا اسما وفعيلا وفعل بشرط كون الأخير غير معتل العين.

(٤) «ولكريم» الواو عاطفة أو للاستئناف ، لكريم : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «وبخيل» معطوف على كريم «فعلا» قصر للضرورة : مبتدأ مؤخر «كذا» جار ومجرور متعلق بقوله «جعلا» الآتى على أنه مفعوله الثانى

٤٦٧

وناب عنه افعلاء فى المعلّ

لاما ، ومضعف ، وغير ذاك قلّ (١)

من أمثلة جمع الكثرة : فعلاء ، وهو مقيس فى فعيل ـ بمعنى فاعل ـ صفة لمذكر عاقل ، غير مضاعف ، ولا معتل ، نحو «ظريف وظرفاء ، وكريم وكرماء ، وبخيل وبخلاء».

وأشار بقوله : «كذا لما ضاهاهما» إلى أن ما شابه فعيلا ـ فى كونه دالا على معنى هو كالغريزة ـ يجمع على فعلاء ، نحو عاقل وعقلاء ، وصالح وصلحاء ، وشاعر وشعراء.

وينوب عن فعلاء فى المضاعف والمعتلّ : أفعلاء ، نحو «شديد وأشدّاء ، وولىّ وأولياء».

[وقد يجىء «أفعلاء» جمعا لغير ما ذكر ، نحو «نصيب وأنصباء ، وهيّن وأهوناء»].

* * *

__________________

«لما» جار ومجرور متعلق بجعل «ضاهاهما» ضاهى : فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة ، والضمير البارز مفعوله ، والجملة لا محل لها صلة «ما» المجرورة محلا باللام «قد» حرف تحقيق «جعلا» جعل : فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى فعلا ، وهو مفعوله الأول ، وقد مضى مفعوله الثانى ، والألف للاطلاق.

(١) «وناب» فعل ماض «عنه» جار ومجرور متعلق به «أفعلاء» فاعل ناب «فى المعل» جار ومجرور متعلق بناب «لاما» تمييز «ومضعف» معطوف على المعل لاما «وغير» مبتدأ ، وغير مضاف واسم الإشارة من «ذاك» مضاف إليه ، والكاف حرف خطاب «قل» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى غير الواقع مبتدأ ، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ.

٤٦٨

فواعل لفوعل وفاعل

وفاعلاء مع نحو كاهل (١)

وحائض ، وصاهل ، وفاعله ،

وشذّ فى الفارس ، مع ما ماثله (٢)

من أمثلة جمع الكثرة : فواعل ، وهو لاسم على فوعل ، نحو «جوهر وجواهر» أو على فاعل ، نحو «طابع وطوابع» ، أو على فاعلاء ، نحو «قاصعاء وقواصع» أو على فاعل ، نحو «كاهل ، وكواهل».

وفواعل ـ أيضا ـ جمع لوصف على فاعل إن كان لمؤنث عاقل ، نحو «حائض وحوائض» ، أو لمذكر ما لا يعقل ، نحو «صاهل وصواهل».

فإن كان الوصف الذى على فاعل لمذكر عافل ، لم يجمع على فواعل ، وشذ «فارس وفوارس ، وسابق وسوابق».

وفواعل ـ أيضا ـ جمع لفاعلة ، نحو «صاحبة وصواحب ، وفاطمة وفواطم».

* * *

وبفعائل اجمعن فعاله

وشبهه ذا تاء او مزاله (٣)

__________________

(١) «فواعل» مبتدأ «لفوعل» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ «وفاعل ، وفاعلاء» معطوفان على فوعل «مع» ظرف متعلق بمحذوف حال ، ومع مضاف و «نحو» مضاف إليه ، ونحو مضاف و «كاهل» مضاف إليه.

(٢) «وحائض ، وصاهل ، وفاعله» معطوفات على «كاهل» فى البيت السابق «وشذ» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى فواعل «فى الفارس» جار ومجرور متعلق بقوله «شذ» «مع» ظرف متعلق بمحذوف حال ، ومع مضاف و «ما» اسم موصول مضاف إليه «ماثله» ماثل : فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة المجرورة محلا بإضافة مع إليها ، والضمير البارز مفعول به ، والجملة لا محل لها صلة.

(٣) «بفعائل» جار ومجرور متعلق بقوله «اجمعن» الآتى «اجمعن» اجمع : فعل أمر ، والنون للتوكيد ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «فعالة» مفعول به لاجمعن «وشبهه» معطوف على فعالة «ذا» حال من المفعول به ، وذا مضاف

٤٦٩

من أمثلة جمع الكثرة : فعائل ، وهو : لكل اسم ، رباعى ، بمدّة قبل آخره ، مؤنثا بالتاء ، نحو «سحابة وسحائب ، ورسالة ورسائل ، وكناسة وكنائس ، وصحيفة وصحائف ، وحلوبة وحلائب» أو مجردا منها ، نحو «شمال وشمائل ، وعقاب وعقائب ، وعجوز وعجائز».

* * *

وبالفعالى والفعالى جمعا

صحراء والعذراء ، والقيس اتبعا (١)

من أمثلة جمع الكثرة : فعالى ، وفعالى ، ويشتركان فيما كان على فعلاء ، اسما كصحراء وصحارى وصحارى ، أو صفة كعذراء وعذارى وعذارى.

* * *

واجعل فعالىّ لغير ذى نسب

جدّد ، كالكرسىّ تتبع العرب (٢)

__________________

و «تاء» مضاف إليه «أو» عاطفة «مزالة» مزال : معطوف على ذا تاء ، ومزال مضاف والهاء ـ الذى يعود على تاء ـ مضاف إليه ، من إضافة اسم المفعول إلى مفعوله الثانى ، ومفعوله الأول ضمير مستتر فيه جوازا هو نائب فاعل له.

(١) «وبالفعالى» جار ومجرور متعلق بقوله «جمعا» الآتى «والفعالى» معطوف على الفعالى «جمعا» جمع : فعل ماض مبنى للمجهول ، والألف للاطلاق «صحراء» نائب فاعل جمع «والعذراء» معطوف على صحراء «والقيس» مفعول به مقدم لاتبع «اتبعا» اتبع : فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والألف منقلبة عن نون التوكيد الخفيفة.

(٢) «واجعل» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «فعالى» مفعول أول لاجعل «لغير» جار ومجرور متعلق باجعل على أنه مفعوله الثانى ، وغير مضاف «ذى» مضاف إليه ، وذى مضاف و «نسب» مضاف إليه «جدد» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى نسب ، والجملة فى محل جر نعت لنسب «كالكرسى» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ

٤٧٠

من أمثلة جمع الكثرة : فعالىّ ، وهو جمع لكل اسم ، ثلاثى ، آخره ياء مشدّدة غير متجددة للنسب ، نحو «كرسىّ وكراسىّ ، وبردىّ وبرادىّ» ، ولا يقال «بصرىّ وبصارىّ».

* * *

وبفعالل وشبهه انطقا

فى جمع ما فوق الثّلاثة ارتقى (١)

من غير ما مضى ، ومن خماسى

جرّد ، الآخر انف بالقياس (٢)

__________________

محذوف «تتبع» فعل مضارع مجزوم فى جواب الأمر ـ وهو قوله اجعل ـ وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «العرب» مفعول به لتتبع.

(١) «وبفعالل» الواو عاطفة أو للاستئناف ، بفعالل : جار ومجرور متعلق بقوله «انطقا» الآتى «وشبهه» الواو عاطفة ، شبه : معطوف على فعالل ، وشبه مضاف والهاء مضاف إليه «انطقا» انطق : فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقدير أنت ، والألف منقلبة عن نون التوكيد الخفيفة للوقف «فى جمع» جار ومجرور متعلق بقوله انطقا ، وجمع مضاف و «ما» اسم موصول : مضاف إليه «فوق» ظرف متعلق بقوله ارتقى ، وفوق مضاف و «الثلاثة» مضاف إليه «ارتقى» فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة ، والجملة لا محل لها صلة الموصول.

(٢) «من غير» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من ما الموصولة فى البيت السابق ، وغير مضاف و «ما» اسم موصول : مضاف إليه «مضى» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة ، والجملة لا محل لها صلة «ومن خماسى» جار ومجرور معطوف على قوله من غير ـ إلخ «جرد» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الخماسى ، والجملة فى محل جر نعت للخماسى «الآخر» مفعول به مقدم لقوله انف الآتى «انف» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «بالقياس» جار ومجرور متعلق بانف.

٤٧١

والرّابع الشّبيه بالمزيد قد

يحذف دون ما به تمّ العدد (١)

وزائد العادى الرباعى احذفه ، ما

لم يك لينا إثره اللّذ ختما (٢)

من أمثلة جمع الكثرة : «فعالل» وشبهه ، وهو : كل جمع ثالثه ألف بعدها حرفان ؛ فيجمع بفعالل : كل اسم ، رباعىّ ، غير مزيد فيه ، نحو «جعفر وجعافر ، وزبرج وزبارج ، وبرثن وبراثن» ويجمع بشبهه : كل اسم ، رباعى ، مزيد فيه ، كـ «جوهر وجواهر ، وصيرف وصيارف ، ومسجد ومساجد».

__________________

(١) «والرابع» مبتدأ «الشبيه» نعت للرابع «بالمزيد» جار ومجرور متعلق بالشبيه «قد» حرف تفليل «يحذف» فعل مضارع مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الرابع ، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ «دون» ظرف متعلق بقوله يحذف ، ودون مضاف و «ما» اسم موصول : مضاف إليه «به» جار ومجرور متعلق بقوله «تم» الآتى «تم» فعل ماض «العدد» فاعله ، والجملة لا محل لها صلة الموصول ، والمراد بما به تم العدد الحرف الخامس من الخماسى.

(٢) «وزائد» مفعول به لفعل محذوف يفسره قوله «احذفه» الآتى ، وزائد مضاف و «العادى» مضاف إليه ، وفيه ضمير مستتر هو فاعله ؛ لأنه اسم فاعل من من قولك عداه يعدوه إذا جاوزه «الرباعى» مفعول به للعادى ، وقد سكن ياءه ضرورة «احذفه» احذف : فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والهاء مفعول به «ما» مصدرية ظرفية «لم» نافية جازمة «يك» فعل مضارع ناقص ، مجزوم بسكون النون المحذوفة للتخفيف ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الزائد «لينا» خبر يك «إثره» إثر : منصوب على الظرفية ، متعلق بمحذوف خبر مقدم ، وإثر مضاف والهاء مضاف إليه مبنى على الضم فى محل جر «الذ» اسم موصول لغة فى الذى : مبتدأ مؤخر «ختما» ختم : فعل ماض ، والألف للاطلاق ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الذى ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، وأراد بالذى ختم الحرف الأخير ، يعنى أن حرف اللين يأتى عقيبه الحرف الآخر من الكلمة.

٤٧٢

واحترز بقوله : «من غير ما مضى» من الرباعى الذى سبق ذكر جمعه : كأحمر ، وحمراء ، ونحوهما مما سبق [ذكره].

وأشار بقوله : «ومن خماسى جرّد الآخر انف بالقياس» إلى أن الخماسىّ المجرد عن الزيادة يجمع على فعالل قياسا ، ويحذف خامسه ، نحو «سفارج» فى سفرجل ، و «فرازد» فى فرزدق ، و «خوارن» فى خورنق.

وأشار بقوله : «والرابع الشبيه بالمزيد ـ البيت» إلى أنه يجوز حذف رابع الخماسىّ المجرّد عن الزيادة ، وإبقاء خامسه ، إذا كان رابعه مشبها للحرف الزائد ـ بأن كان من حروف الزيادة ، كنون «خورنق» ، أو كان من مخرج حروف الزيادة ، كدال «فرزدق» ـ فيجوز أن يقال : «خوارق ، وفرازق» ، والكثير الأول ، وهو حذف الخامس وإبقاء الرابع ، نحو «خوارن ، وفرازد».

فإن كان الرابع غير مشبه للزائد لم يجز حذفه ، بل يتعين حذف الخامس ؛ فتقول فى «سفرجل» : «سفارج» ولا يجوز «سفارل».

وأشار بقوله : «وزائد العادى الرباعى ـ البيت» إلى أنه إذا كان الخماسىّ مزيدا فيه حرف حذف ذلك الحرف ، إن لم يكن حرف مدّ قبل الآخر ؛ فتقول فى «سبطرى» : «سباطر» ، وفى «فدوكس» : «فداكس» ، وفى «مدحرج» : «دحارج».

فإن كان الحرف الزائد حرف مدّ قبل الآخر لم يحذف ، بل يجمع الاسم على «فعاليل» نحو «قرطاس وقراطيس ، وقنديل وقناديل ، وعصفور وعصافير».

* * *

٤٧٣

والسّين والتّامن كـ «مستدع أزل

إذ ببنا الجمع بقاهما مخلّ (١)

والميم أولى من سواه بالبقا

والهمز واليا مثله إن سبقا (٢)

إذا اشتمل الاسم على زيادة ، لو أبقيت لاحتلّ بناء الجمع ، الذى هو نهاية ما ترتقى إليه الجموع ـ وهو فعالل ، وفعاليل ـ حذفت الزيادة ، فإن أمكن جمعه على إحدى الصيغتين ، بحذف بعض الزائد وإبقاء البعض ؛ فله حالتان :

إحداهما : أن يكون للبعض مزيّة على الآخر.

والثانية : أن لا يكون كذلك.

والأولى هى المرادة هنا ، والثانية ستأنى فى البيت الذى فى آخر الباب.

ومثال الأولى «مستدع» فتقول فى جمعه : «مداع» فتحذف السين والتاء ، وتبقى الميم ؛ لأنها مصدّرة ومجردة للدلالة على معنى ، وتقول فى «ألندد» ،

__________________

(١) «والسين» مفعول تقدم على عامله ـ وهو قوله «أزل» الآتى ـ «والتا» قصر للضرورة : معطوف على السين «من» جارة «كمستدع» الكاف اسم بمعنى مثل ، مبنى على الفتح فى محل جر بمن ، والكاف مضاف ومستدع : مضاف إليه ، والجار والمجرور متعلق بأزل «إذ» حرف دال على التعليل «ببنا» جار ومجرور متعلق بقوله «مخل» الآتى ، وبنا مضاف ، و «الجمع» مضاف إليه «بقاهما» بقا : مبتدأ ، وقد قصره للضرورة ، وبقا مضاف وهما : مضاف إليه «مخل» خبر المبتدأ.

(٢) «والميم» مبتدأ «أولى» خبر المبتدأ «من سواه» الجار والمجرور متعلق بأولى ، وسوى مضاف ، والهاء العائد إلى الميم مضاف إليه «بالبقا» جار ومجرور متعلق بأولى «والهمز» مبتدأ «واليا» معطوف على الهمز «مثله» مثل : خبر المبتدأ ، ومثل مضاف وضمير الغائب العائد على الميم أيضا مضاف إليه «إن» شرطية «سبقا» فعل ماض ، فعل الشرط ، مبنى على الفتح فى محل جزم ، وألف الاثنين فاعل ، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام ، وتقدير الكلام : إن سبق الهمز والياء فهما مثل الميم.

٤٧٤

و «يلندد» : «ألادّ» ، و «يلادّ» فتحذف النون ، وتبقى الهمزة من «ألندد» ، والياء من «يلندد» ؛ لتصدّرهما ، ولأنهما فى موضع يقعان فيه دالّين على معنى ، نحو : أقوم ويقوم ، بخلاف النون ؛ فإنها فى موضع لا تدل فيه على معنى أصلا.

والألندد ، واليلندد : الخصم ، يقال : رجل ألندد ، ويلندد ، أى : خصم ، مثل الألدّ.

* * *

والياء لا الواو احذف ان جمعت ما

ك «حيزبون» فهو حكم حتما (١)

إذا اشتمل الاسم على زيادتين ، وكان حذف إحداهما يتأتّى معه صيغة الجمع ، وحذف الأخرى لا يتأتّى معه ذلك ـ حذف ما يتأتى معه [صيغة الجمع] وأبقى الآخر ؛ فتقول فى «حيزبون» : «حزابين» ؛ فتحذف الياء ، وتبقى الواو ، فتقلب ياء ؛ لسكونها وانكسار ما قبلها ، وأوثرت الواو بالبقاء لأنها لو حذفت لم يغن حذفها عن حذف الياء ؛ لأنّ بقاء الياء مفوّت لصيغة منتهى الجموع.

والحيزبون : العجوز.

* * *

__________________

(١) «والياء» مفعول تقدم على عامله ـ وهو قوله «احذف الآتى ـ «لا» عاطفة «الواو» معطوف على الياء «احذف» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «إن» شرطية «جمعت» جمع : فعل ماض ، فعل الشرط ، مبنى على الفتح المقدر فى محل جزم ، وتاء المخاطب فاعله مبنى على الفتح فى محل رفع «ما» اسم موصول : مفعول به لجمعت ، مبنى على السكون فى محل نصب «كحيزبون» جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة ما الموصولة الواقعة مفعولا ، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام «فهو» الفاء للتعليل ، هو : ضمير منفصل مبتدأ «حكم» خبر المبتدأ «حتما» حتم : فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى حكم ، والألف للاطلاق ، والجملة فى محل رفع صفة لحكم.

٤٧٥

وخيّروا فى زائدى سرندى

وكلّ ما ضاهاه كـ «العلندى» (١)

يعنى أنه إذا لم يكن لأحد الزائدين مزيّة على الآخر كنت بالخيار ؛ فتقول فى «سرندى» : «سراند» بحذف الألف وإبقاء النون ، و «سراد» بحذف النون وإبقاء الألف (٢) ، وكذلك «علندى» ؛ فتقول : «علاند» و «علاد» ومثلهما «حبنطى» ؛ فتقول : «حبانط» و «حباط» ؛ لأنهما زيادتان ، زيدتا معا للإلحاق بسفرجل ، ولا مزيّة لإحداهما على الأحرى ، وهذا شأن كل زيادتين زيدتا للإلحاق.

والسّرندى : الشديد ، والأنثى سرنداة ، والعلندى ـ بالفتح ـ الغليظ من كل شىء ، وربما قيل : جمل علندى ـ بالضم ـ والحبنطى : القصير البطين ، يقال : رجل حبنطى ـ بالتنوين ـ وامرأة حبنطاة.

* * *

__________________

(١) «وخيروا» فعل وفاعل «فى زائدى» جار ومجرور متعلق بخيروا ، وزائدى مضاف ، و «سرندى» مضاف إليه «وكل» معطوف على سرندى ، وكل مضاف ، و «ما» اسم موصول : مضاف إليه «ضاهاه» ضاهى : فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة ، والهاء العائدة إلى سرندى مفعول به ، والجملة لا محل لها صلة الموصول المجرور محلا بالإضافة «كالعلندى» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف ، وتقديره : وذلك كائن كالعلندى.

(٢) الألف التى تبقى هى ألف الاسم المقصورة التى تكتب ياء لوقوعها بعد ثلاثة أحرف فأكثر ، وستقع هذه الألف بعد كسرة الحرف الذى يلى ألف الجمع ؛ فتقلب هذه الألف ياء ؛ فيصير الاسم حال الجمع منقوصا ؛ فتعامل هذه الألف معاملة جوار وغواش ودواع.

٤٧٦

التّصغير

فعيلا اجعل الثّلاثىّ ، إذا

صغّرته ، نحو «قذىّ» فى «قذى» (١)

فعيعل مع فعيعيل لما

فاق كجعل درهم دريهما (٢)

إذا صغّر الاسم (٣) المتمكن ضمّ أوله ، وفتح ثانيه ، وزيد بعد ثانيه ياء

__________________

(١) «فعيلا» مفعول ثان تقدم على عامله ـ وهو قوله «اجعل» الآتى ـ «اجعل» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «الثلاثى» مفعول أول لاجعل «إذا» ظرف تضمن معنى الشرط «صغرته» صغر : فعل ماض ، وتاء المخاطب فاعله ، والهاء مفعول به ، والجملة فى محل جر بإضافة «إذا» إليها ، وجواب إذا محذوف لدلالة الكلام السابق عليه «نحو» خبر مبتدأ محذوف ، أى : وذلك نحو ، ونحو مضاف ، و «قذى» مضاف إليه «فى قذى» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من قذى المصغر.

(٢) «فعيعل» مبتدأ «مع» ظرف متعلق بمحذوف حال من الضمير المستكن فى الخبر الآتى ، ومع مضاف و «فعيعيل» مضاف إليه «لما» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ «فاق» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الموصول المجرور محلا باللام ، ومفعوله محذوف ، والتقدير : لما فاق الثلاثى ، والجملة لا محل لها صلة الموصول المجرور محلا باللام «كجعل» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف ، وجعل مضاف ، «درهم» مضاف إليه ، من إضافة المصدر إلى مفعوله الأول «دريهما» مفعول ثان للمصدر.

(٣) فوائد التصغير خمس :

الأولى : تصغير ما يتوهم كبره نحو جبيل ، تصغير جبل

الثانية : تحقير ما يتوهم عظمه ، نحو سببع ، تصغير سبع.

الثالثة : تقليل ما تتوهم كثرته ، نحو دريهمات ، تصغير جمع درهم.

الرابعة : تقريب ما يتوهم بعده : إما فى الزمن نحو قبيل العصر ، وإما فى المكان نحو فويق الدار ، وإما فى الرتبة نحو أصيغر منك.

٤٧٧

ساكنة ، ويقتصر على ذلك إن كان الاسم ثلاثيا ؛ فتقول فى «فلس» : «فليس» وفى «قذى» : «قذىّ».

وإن كان رباعيّا فأكثر فعل به ذلك وكسر ما بعد الياء ؛ فتقول فى «درهم» : «دريهم» ، وفى «عصفور» : «عصيفير».

فأمثلة التصغير ثلاثة : فعيل ، وفعيعل ، وفعيعيل.

* * *

وما به لمنتهى الجمع وصل

به إلى أمثلة التّصغير صل (١)

أى : إذا كان الاسم مما يصغّر على فعيعل ، أو على فعيعيل ـ توصّل إلى تصغيره بما سبق أنه يتوصّل به إلى تكسيره على فعالل أو فعاليل : من حذف حرف أصلى أو زائد ؛ فتقول فى «سفرجل» : «سفيرج» ، كما تقول : «سفارج» ، وفى «مستدع» : «مديع» ، كما تقول : «مداع» فتحذف

__________________

الخامسة : التعظيم ، كما فى قول لبيد بن ربيعة العامرى :

وكلّ أناس سوف تدخل بينهم

دويهية تصفرّ منها الأنامل

وأنكر هذه الفائدة البصريون ، وزعموا أن التصغير لا يكون للتعظيم ؛ لأنهما متنافيان.

(١) «وما» اسم موصول : مبتدأ ، أو مفعول به لفعل محذوف ، يفسره ما بعده «به» جار ومجرور متعلق بقوله «وصل» الآتى «لمنتهى» مثله ، ومنتهى مضاف و «الجمع» مضاف إليه «وصل» فعل ماض مبنى للمجهول ، وجملته مع نائب فاعله المستتر فيه لا محل لها صلة الموصول «به ، إلى أمثلة» جاران ومجروران متعلقان بقوله «صل» الآتى فى آخر البيت ، وأمثلة مضاف و «التصغير» مضاف إليه «صل» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والجملة لا محل لها من الإعراب مفسرة.

٤٧٨

فى التصغير ما حذفت فى الجمع ، وتقول فى «علندى» : «عليند» وإن شئت [قلت] : «عليد» ، كما تقول فى الجمع : «علاند» و «علاد».

* * *

وجائز تعويض يا قبل الطّرف

إن كان بعض الاسم فيهما انحذف (١)

أى : يجوز أن يعوّض مما حذف فى التصغير أو التكسير ياء قبل الآخر ؛ فتقول فى «سفرجل» : «سفيريج» و «سفاريج» ، وفى «حبنطى» : «حبينيط» و «حبانيط».

* * *

وحائد عن القياس كلّ ما

خالف فى البابين حكما رسما (٢)

__________________

(١) «وجائز» خبر مقدم «تعويض» مبتدأ مؤخر ، وتعويض مضاف و «يا» قصر للضرورة : مضاف إليه ، من إضافة المصدر إلى مفعوله «قبل» ظرف متعلق بتعويض ، وقبل مضاف و «الطرف» مضاف إليه «إن» شرطية «كان» فعل ماض ناقص ، فعل الشرط «بعض» اسم كان ، وبعض مضاف ، و «الاسم» مضاف إليه «فيهما» جار ومجرور متعلق بقوله «انحذف» الآتى «انحذف» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى بعض الاسم ، والجملة فى محل نصب خبر كان ، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام.

(٢) «وحائد» خبر مقدم «عن القياس» جار ومجرور متعلق بقوله حائد «كل» مبتدأ مؤخر ، وكل مضاف و «ما» اسم موصول : مضاف إليه ، مبنى على السكون فى محل جر «خالف» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة ، والجملة لا محل لها صلة الموصول «فى البابين» جار ومجرور متعلق بخالف «حكما» مفعول به لخالف «رسما» رسم : فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى حكم ، والألف للاطلاق ، والجملة فى محل نصب صفة لقوله «حكما»

٤٧٩

أى : قد يجىء كل من التصغير والتكسير على غير لفظ واحده ، فيحفظ ولا يقاس عليه ، كقولهم فى تصغير مغرب «مغيربان» وفى عشيّة «عشيشية». وقولهم فى جمع رهط «أراهط» (١) وفى باطل «أباطيل».

* * *

لتلويا التّصغير ـ من قبل علم

تأنيث ، او مدّته ـ الفتح انحتم (٢)

كذاك ما مدّة أفعال سبق

أو مدّ سكران وما به التحق (٣)

__________________

(١) ومن ذلك قول الشاعر :

يا بؤس للحرب الّتى

وضعت أراهط فاستراحوا

ومن الناس من يزعم أن أراهط جمع الجمع ، يقدر أنهم جمعوا رهطا على أرهط كفلس وأفلس ثم جمعوا أرهطا على أراهط كأكلب وأكالب.

(٢) «لتلو» جار ومجرور متعلق بقوله «انحتم» الآتى فى آخر البيت ، وتلو مضاف و «يا» قصر للضرورة : مضاف إليه ، والتلو بمعنى التالى ، فالإضافة من إضافة اسم الفاعل الى مفعوله ، وياء مضاف و «التصغير» مضاف إليه «من قبل» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من تلو ، وقبل مضاف ، و «علم» مضاف إليه ، وعلم مضاف و «تأنيث» مضاف إليه «أو» عاطفة «مدته» مدة : معطوف على علم تأنيث ، ومدة مضاف والهاء مضاف إليه «الفتح» مبتدأ «انحتم» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الفتح ، والجملة من الفعل وفاعله فى محل رفع خبر المبتدأ.

(٣) «كذاك» كذا : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ، والكاف حرف خطاب «ما» اسم موصول : مبتدأ مؤخر ، مبنى على السكون فى محل رفع «مدة» مفعول تقدم على عامله ـ وهو قوله «سبق» الآتى ـ ومدة مضاف و «أفعال» مضاف إليه «سبق» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة ، والجملة لا محل لها صلة ما الموصولة «أو» عاطفة «مد» معطوف على مدة أفعال ، ومد مضاف و «سكران» مضاف إليه «وما» اسم موصول : معطوف على

٤٨٠