شرح ابن عقيل - ج ٢

محمّد محيى الدين عبد الحميد

شرح ابن عقيل - ج ٢

المؤلف:

محمّد محيى الدين عبد الحميد


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار العلوم الحديثة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٨٦
الجزء ١ الجزء ٢

(٣٥٣) ـ

يا لك من تمر ومن شيشاء

ينشب فى المسعل واللهاء

فمدّ «اللهاء» للضرورة ، وهو مقصور.

* * *

__________________

ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى العكس ، والجملة من الفعل وفاعله فى محل رفع خبر المبتدأ.

٣٥٣ ـ نسب أبو عبيد البكرى فى شرح الأمالى هذا البيت إلى أبى المقدام الراجز ، وقال الفراء : هو لأعرابى من أهل البادية ، ولم يسمه.

اللغة : «شيشاء» بشينين معجمتين أولاهما مكسورة وبينهما ياء مثناة ، ممدودا ـ هو الشيص ، وهو التمر الذى يشتد نواه لأنه لم يلقح ، وقال ابن فارس : هو أردأ التمر ، وقال الجوهرى : الشيش والشيشاء : لغة فى الشيص والشيصاء «ينشب» أى : يعلق «المسعل» بفتحتين بينهما سكون ـ موضع السعال من الحلق «واللهاء» بفتح اللام وبالمد ، وأصله القصر ـ وهى هنة مطبقة فى أفصى سقف الفم.

الإعراب : «يا» أصله حرف نداء ، وقصد به هنا مجرد التنبيه «لك» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف : أى يا لك شىء ، مثلا «من تمر» بيان للكاف فى لك : أى أنه جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الكاف فى لك ، وقيل : إن «لك» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ، و «من» زائدة ، و «تمر» مبتدأ مؤخر ، وفيه أعاريب أخر «ومن شيشياء» جار ومجرور معطوف بالواو على قوله «من تمر» «ينشب» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى شيشاء «فى المسعل» جار ومجرور متعلق بينشب «واللهاء» معطوف على المسعل.

الشاهد فيه : قوله «واللهاء» حيث مده للضرورة ، وأصله «اللها» بالقصر ـ كما ذكرناه فى لغة البيت.

٤٤١

كيفية تثنية المقصور والممدود ، وجمعهما تصحيحا

آخر مقصور تثنّى اجعله يا

إن كان عن ثلاثة مرتقيا (١)

كذا الذى اليا أصله ، نحو الفتى

والجامد الذى أميل كمتى (٢)

فى غير ذا تقلب واوا الألف

وأولها ما كان قبل قد ألف (٣)

__________________

(١) «آخر» مفعول لفعل محذوف يفسره قوله اجعله الآتى ، وآخر مضاف و «مقصور» مضاف إليه «تثنى» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والجملة فى محل جر صفة لمقصور «اجعله» اجعل : فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والهاء مفعول أول لاجعل «يا» قصر للضرورة : مفعول ثان لاجعل «إن» شرطية «كان» فعل ماض ناقص ، فعل الشرط ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى مقصور «عن ثلاثة» جار ومجرور متعلق بقوله مرتقيا الآتى «مرتقيا» خبر كان ، وجواب الشرط محذوف.

(٢) «كذا» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «الذى» اسم موصول : مبتدأ مؤخر «اليا» قصر للضرورة : مبتدأ «أصله» أصل : خبر المبتدأ ، وأصل مضاف والهاء مضاف إليه ، والجملة لا محل لها صلة الموصول «نحو» خبر مبتدأ محذوف والتقدير : وذلك نحو ، ونحو مضاف و «الفتى» مضاف إليه «والجامد» معطوف على «الذى» السابق «الذى» نعت للجامد «أميل» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الذى ، والجملة لا محل لها صلة «كمتى» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف ، والتقدير : وذلك كائن كمتى.

(٣) «فى غير» جار ومجرور متعلق بقوله «تقلب» الآتى ، وغير مضاف ، و «ذا» اسم إشارة : مضاف إليه «تقلب» فعل مضارع مبنى للمجهول «واوا» مفعول ثان لتقلب «الألف» نائب فاعل لتقلب ، وهو مفعوله الأول «وأولها» الواو عاطفة أو للاستئناف ، أول : فعل أمر ، مبنى على حذف الياء ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، وها : مفعول أول لأول «ما» اسم موصول : مفعول

٤٤٢

الاسم المتمكن إن كان صحيح الآخر ، أو كان منقوصا ، لحقته علامة التثنية من غير تغيير ؛ فتقول فى «رجل ، وجارية ، وقاض» : «رجلان ، وجاريتان ، وقاضيان».

وإن كان مقصورا فلا بدّ من تغييره ، على ما نذكره الآن.

وإن كان ممدودا فسيأتى حكمه.

فإن كانت ألف المقصور رابعة فصاعدا قلبت ياء ؛ فتقول فى «ملهى» : «ملهيان» وفى «مستقصى» : «مستقصيان» وإن كانت ثالثة : فإن كانت بدلا من الياء ـ كفتى ورحى ـ قلبت أيضا ياء ؛ فتقول : «فتيان ، ورحيان» ، وكذا إذا كانت ثالثة مجهولة الأصل وأميلت ؛ فتقول فى «متى» علما : «متيان» وإن كانت ثالثة بدلا من واو ـ كعصا وقفا ـ قلبت واوا ؛ فتقول : «عصوان ، وقفوان» ، وكذا إن كانت ثالثة مجهولة الأصل ولم تمل ، كإلى علما ؛ فتقول : «إلوان».

فالحاصل : أن ألف المقصور تقلب ياء فى ثلاثة مواضع :

الأول : إذا كانت رابعة فصاعدا.

الثانى : إذا كانت ثالثة بدلا من ياء.

الثالث : إذا كانت [ثالثة] مجهولة الأصل وأميلت.

__________________

ثان لأول «كان» فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة «قبل» ظرف مبنى على الضم فى محل نصب متعلق بقوله «ألف» الآتى «قد» حرف تحقيق «ألف» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى اسم كان ، والجملة فى محل نصب خبر كان ، والجملة من كان واسمه وخبره لا محل لها صلة الموصول.

٤٤٣

وتقلب واوا فى موضعين :

الأول : إذا كانت ثالثة بدلا من الواو.

الثانى : إذا كانت ثالثة مجهولة الأصل ولم تمل.

وأشار بقوله : «وأولها ما كان قبل قد ألف» إلى أنه إذا عمل هذا العمل المذكور فى المقصور ـ أعنى قلب الألف ياء أو واوا ـ لحقتها علامة التثنية ، التى سبق ذكرها أول الكتاب ، وهى الألف والنون المكسورة رفعا ، والياء المفتوح ما قبلها والنون المكسورة جرا ونصبا.

* * *

وما كصحراء بواو ثنّيا

ونحو علباء كساء وحيا (١)

بواو او همز ، وغير ما ذكر

صحّح ، وما شذّ على نقل قصر (٢)

__________________

(١) «ما» اسم موصول : مبتدأ «كصحراء» جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول «بواو» جار ومجرور متعلق بقوله «ثنيا» ثنى : فعل ماض مبنى للمجهول ، والألف للاطلاق ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة الواقعة مبتدأ ، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ «ونحو» الواو حرف عطف أو للاستئناف ، نحو : مبتدأ ، ونحو مضاف و «علباء» مضاف إليه «كساء ، وحيا» معطوفان على علباء بعاطف مقدر فى الأول ، وقد قصر الثانى للضرورة.

(٢) «بواو» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ ـ وهو قوله «نحو» فى البيت السابق ـ «أو» عاطفة «همز» معطوف على واو «وغير» مفعول تقدم على عامله ـ وهو قوله «صحح» الآتى ـ وغير مضاف و «ما» اسم موصول : مضاف إليه «ذكر» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة ، والجملة لا محل لها صلة «صحح» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «وما» اسم موصول : مبتدأ «شذ» فعل ماض ، وفيه ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة هو فاعل ، والجملة لا محل لها

٤٤٤

لما فرغ من الكلام على كيفية تثنية المقصور شرع فى ذكر كيفية تثنية الممدود.

والممدود : إما أن تكون همزته بدلا من ألف التأنيث ، أو للإلحاق ، أو بدلا من أصل ، أو أصلا.

فإن كانت بدلا من ألف التأنيث ؛ فالمشهور قلبها واوا ؛ فتقول فى «صحراء ، وحمراء» : «صحراوان ، وحمراوان».

وإن كانت للإلحاق ، كعلباء ، أو بدلا من أصل ، نحو «كساء ، وحياء» (١) جاز فيها وجهان ؛ أحدهما : قلبها واوا ؛ فتقول : «علباوان ، وكساوان ، وحياوان» والثانى : إبقاء الهمزة من غير تغيير ؛ فتقول : «علباءان ، وكساءان ، وحياءان» والقلب فى اللحقة أولى من إبقاء الهمزة ، وإبقاء الهمزة المبدلة من أصل أولى من قلبها واوا.

وإن كانت الهمزة الممدودة أصلا وجب إبقاؤها ؛ فتقول فى «قرّاء ، ووضّاء» (٢) : «قرّاءان ، ووضّاءان».

__________________

صلة «على نقل» جار ومجرور متعلق بقوله قصر الآتى «قصر» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة الواقعة مبتدأ ، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ.

(١) أصل كساء كساو ؛ بدليل قولك «كسوت فلانا كسوة» فوقعت الواو فى كساء إثر ألف زائدة فقلبت همزة ، وأصل حياء حياى ، بدليل قولك «حييت» وقولك «حيى فلان يحيا» و «حى» فوقعت ياء حياى إثر ألف زائدة فقلبت همزة ؛ فكل من الواو والياء إذا وقعت إثر ألف زائدة قلبت همزة ، سواء أكانت متطرفة كما هنا ، أم كانت فى وسط الكلمة كما فى «صائم ، وقائم ، وقائل» من القول ، وكما فى «بائع ، وصائر ، وقائل» من القيلولة.

(٢) قراء ـ بضم القاف وتشديد الراء ـ وصف من القراءة ، تقول : «رجل

٤٤٥

وأشار بقوله : «وما شذّ على نقل قصر» إلى أن ما جاء من تثنية المقصور أو الممدود على خلاف ما ذكر ، اقتصر فيه على السماع ، كقولهم فى «الخوزلى» : «الخوزلان» والقياس «الخوزليان» وقولهم فى «حمراء» : «حمرايان» والقياس «حمراوان».

* * *

واحذف من المقصور فى جمع على

حدّ المثنّى ما به تكمّلا (١)

ولفتح أبق مشعرا بما حذف

وإن جمعته بتاء وألف (٢)

فالألف اقلب قلبها فى التّثنيه

وتاء ذى التّا ألزمنّ تنحيه (٣)

__________________

قراء» : أى حسن القراءة ، و «وضاء» بضم الواو وتشديد الضاد ـ وصف من الوضاءة وهى حسن الوجه.

(١) «احذف» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «من المقصور ، فى جمع» جاران ومجروران متعلقان باحذف «على حد» جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لجمع ، وحد مضاف و «المثنى» مضاف إليه «ما» اسم موصول : مفعول به لاحذف «به» جار ومجرور متعلق بقوله تكملا الآتى «تكملا» تكمل : فعل ماض ، والألف للاطلاق ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما ، والجملة لا محل لها صلة الموصول.

(٢) «والفتح» مفعول مقدم على عامله ـ وهو قوله «أبق» الآتى ـ «أبق» فعل أمر ، مبنى على حذف الياء ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «مشعرا» حال من الفتح ، أو من الضمير المستتر فى أبق «بما» جار ومجرور متعلق بمشعر «حذف» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة المجرورة محلا بالباء ، والجملة لا محل لها صلة «ما» المجرورة محلا بالباء «وإن» شرطية «جمعته» جمع : فعل ماض فعل الشرط ، وتاء المخاطب فاعله ، والهاء مفعول «بتاء» جار ومجرور متعلق بجمعت «وألف» معطوف على تاء.

(٣) «فالألف» الفاء واقعة فى جواب الشرط فى البيت السابق ، والألف : مفعول

٤٤٦

إذا جمع صحيح الآخر على حدّ المثنى ـ وهو الجمع بالواو والنون ـ لحقته العلامة من غير تغيير ؛ فتقول فى «زيد» : زيدون.

وإن جمع المنقوص هذا الجمع حذفت ياؤه ، وضمّ ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء ؛ فتقول [فى قاض] : قاضون ، رفعا ، وقاضين ، جرّا ونصبا.

وإن جمع الممدود فى هذا الجمع عومل معاملته فى التثنية ؛ فإن كانت الهمزة بدلا من أصل ، أو للإلحاق ـ جاز [فيه] وجهان : إبقاء الهمزة ، وإبدالها واوا ؛ فيقال فى «كساء» علما : «كساؤون ، وكساوون» ، وكذلك علباء ، وإن كانت الهمزة أصلية وجب إبقاؤها ؛ فتقول فى «قرّاء» : «قرّاؤون».

وأما المقصور ـ وهو الذى ذكره المصنف ـ فتحذف ألفه إذا جمع بالواو والنون ، وتبقى الفتحة دالة عليها ؛ فتقول فى مصطفى : «مصطفون» رفعا ، و «مصطفين» جرّا ونصبا ، بفتح الفاء مع الواو والياء ، وإن جمع بألف وتاء قلبت ألفه ، كما تقلب فى التثنية ؛ فتقول فى «حبلى» : «حبليات» وفى «فتى ، وعصا» علمى مؤنث : «فتيات ، وعصوات».

__________________

تقدم على عامله ـ وهو قوله «اقلب» الآتى ـ «اقلب» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «قلبها» قلب : مفعول مطلق ، وقلب مضاف وها مضاف إليه «فى التثنية» جار ومجرور متعلق بقلب ، وجملة اقلب وفاعله ومفعوله فى محل جزم جواب الشرط «وتاء» مفعول أول مقدم على عامله ـ وهو قوله «ألزمن» الآتى ـ وتاء مضاف و «ذى» مضاف إليه ، وذى مضاف و «التا» مضاف إليه «ألزمن» ألزم : فعل أمر ، والنون للتوكيد ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «تنحيه» مفعول ثان لألزم.

٤٤٧

وإن كان بعد ألف المقصور تاء وجب حينئذ حذفها ؛ فتقول فى «فتاة» : «فتيات» ، وفى «قناة» : «قنوات».

* * *

والسّالم العين الثّلاثىّ اسما أنل

إتباع عين فاءه بما شكل (١)

إن ساكن العين مؤنّثا بدا

مختتما بالتّاء أو مجرّدا (٢)

وسكّن التّالى غير الفتح أو

خفّفه بالفتح ؛ فكلّا قد رووا (٣)

__________________

(١) «السالم» مفعول أول تقدم على عامله ـ وهو قوله «أنل» الآتى ـ والسالم مضاف و «العين» مضاف إليه «الثلاثى» نعت للسالم «اسما» حال من الثلاثى «أنل» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «إتباع» مفعول ثان لأنل ، وإتباع مضاف و «عين» مضاف إليه ، من إضافة المصدر إلى مفعوله الأول «فاءه» فاء : مفعول ثان لإتباع ، وفاء مضاف والضمير مضاف إليه «بما» جار ومجرور متعلق بإتباع «شكل» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الفاء ، والجملة لا محل لها صلة الموصول المجرور محلا بالباء ، والعائد ضمير محذوف مجرور بباء أخرى ، ومتى اختلف متعلق الجارين : الذى جر الموصول ، والذى جر العائد ، فالحذف شاذ أو قليل على ما تقرر فى موضعه.

(٢) «إن» شرطية «ساكن» حال من الضمير المستتر فى قوله «بدا» الآتى ، وساكن مضاف و «العين» مضاف إليه «مؤنثا» حال ثانية «بدا» فعل ماض ، فعل الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى السالم العين «مختتما» حال ثالثة «بالتاء» جار ومجرور متعلق بمختتم «أو» عاطفة «مجردا» معطوف على قوله «مختتما» السابق.

(٣) «وسكن» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «التالى» مفعول به لسكن «غير» بالنصب مفعول للتالى ، أو بالجر مضاف إليه ، وغير مضاف ، و «الفتح» مضاف إليه «أو» عاطفة «خففه» خفف : فعل أمر معطوف على سكن ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والهاء مفعول به «بالفتح» جار ومجرور متعلق بخفف «فكلا» مفعول مقدم على عامله ـ وهو قوله «رووا» الآتى ـ «قد» حرف تحقيق «رووا» فعل ماض وفاعله.

٤٤٨

إذا جمع الاسم الثّلاثىّ ، الصحيح العين ، الساكنها ، المؤنث ، المختوم بالتاء أو المجرّد عنها ، بألف وتاء ، أتبعت عينه فاءه فى الحركة مطلقا ؛ فتقول : فى «دعد» : «دعدات» ، وفى «جفنة» : «جفنات» ، وفى «جمل ، وبسرة» : «جملات ، وبسرات» بضم الفاء والعين ، وفى «هند ، وكسرة» : «هندات ، وكسرات» بكسر الفاء والعين.

ويجوز فى العين بعد الضمة والكسرة التسكين والفتح ؛ فتقول : «جملات ، وجملات ، وبسرات ، وبسرات ، وهندات ، وهندات ، وكسرات ، وكسرات» ، ولا يجوز ذلك بعد الفتحة ، بل يجب الإتباع.

واحترز بالثّلاثىّ من غيره كجعفر ـ علم مؤنث ، وبالاسم عن الصفة ، كضخمة ، وبالصحيح العين من معتلها كجوزة ، وبالساكن العين من محركها ، كشجرة ؛ فإنه لا إتباع فى هذه كلها ، بل يجب إبقاء العين على ما كانت عليه قبل الجمع ؛ فتقول : «جعفرات ، وضخمات ، وجوزات ، وشجرات» ، واحترز بالمؤنث من المذكر كبدر ؛ فإنه لا يجمع بالألف والتاء.

* * *

ومنعوا إتباع نحو ذروه

وزبية ، وشذّ كسر جروه (١)

يعنى أنه إذا كان المؤنث المذكور مكسور الفاء ، وكانت لامه واوا ؛ فإنه يمتنع فيه إتباع العين للفاء ؛ فلا يقال فى «ذروة» ذروات ـ بكسر

__________________

(١) «ومنعوا» فعل وفاعل «إتباع» مفعول به لمنعوا ، وإتباع مضاف و «نحو» مضاف إليه ، ونحو مضاف و «ذروة» مضاف إليه «وزبية» معطوف على ذروة «وشذ» فعل ماض «كسر» فاعل شذ ، وكسر مضاف و «جروة» مضاف إليه.

٤٤٩

الفاء والعين ـ استثقالا للكسرة قبل الواو ، بل يجب فتح العين أو تسكينها ؛ فتقول : ذروات ، أو ذروات ، وشذّ قولهم «جروات» بكسر الفاء والعين.

وكذلك لا يجوز الإتباع إذا كانت الفاء مضمومة واللام ياء ، نحو «زبية» ؛ فلا تقول «زبيات» بضم الفاء والعين ـ استثقالا للضمة قبل الياء ، بل يجب الفتح أو التسكين ؛ فتقول : «زبيات. أو زبيات».

* * *

ونادر ، أو ذو اضطرار ـ غير ما

قدّمته ، أو لأناس انتمى (١)

يعنى أنه إذا جاء جمع هذا المؤنث على خلاف ما ذكر عدّ نادرا ، أو ضرورة ، أو لغة لقوم.

فالأول كقولهم فى «جروة» : «جروات» بكسر الفاء والعين.

والثانى كقوله :

(٣٥٤) ـ

وحمّلت زفرات الضّحى فأطقتها

ومالى بزفرات العشىّ يدان

فسكن عين «زفرات» ضرورة ، والقياس فتحها إتباعا.

__________________

(١) «ونادر» خبر مقدم «أو» عاطفة «ذو» معطوف على نادر ، وذو مضاف و «اضطرار» مضاف إليه «غير» مبتدأ مؤخر ، وغير مضاف و «ما» اسم موصول : مضاف إليه «قدمته» فعل وفاعل ومفعول به ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول «أو» عاطفة «لأناس» جار ومجرور متعلق بقوله «انتمى» الآتى «انتمى» فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى غير ، والجملة معطوفة على الخبر فهى فى محل رفع.

(٣٥٤) ـ هذا البيت لعروة بن حزام ، أحد بنى عذرة ، من قصيدة له ممتعة يقولها فى عفراء ابنه عمه ، وقد رواها أبو على القالى فى ذيل أماليه ، ومطلعها قوله :

٤٥٠

والثالث كقول هذيل فى جوزة وبيضة ونحوهما : «جوزات وبيضات» ـ بفتح الفاء والعين ـ والمشهور فى لسان العرب تسكين العين إذا كانت غير صحيحة.

* * *

__________________

خليلىّ من عليا هلال بن عامر

بعفراء عوجا اليوم وانتظرانى

اللغة : «زفرات» جمع زفرة ، وهى : إدخال النفس فى الصدر ، والشهيق إخراجه ، وأضاف الزفرات إلى الضحى ثم إلى العشى لأن من عادة المحبين أن يقوى اشتياقهم إلى أحبابهم فى هذين الوقتين «فأطقتها» استطعتها ، وقدرت عليها «يدان» قوة وقدرة.

الإعراب : «وحملت» حمل : فعل ماض ، مبنى للمجهول ، وتاء المتكلم نائب فاعل ، وهو المفعول الأول «زفرات» مفعول ثان لحمل ، وزفرات مضاف و «الضحى» مضاف إليه «فأطقتها» الفاء عاطفة ، وما بعدها فعل وفاعل ومفعول به «وما» الواو عاطفة ، ما : نافية «لى» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «بزفرات» جار ومجرور متعلق بالخبر المحذوف ، وزفرات مضاف ، و «العشى» مضاف إليه «يدان» مبتدأ مؤخر.

الشاهد فيه : قوله «زفرات» فى الموضعين ، حيث سكن العين لضرورة إقامة الوزن وقياسها الفتح إتباعا لحركة فاء الكلمة ، وهى الزاى ، قال أبو العباس المبرد : وهذه من أحسن ضرورات الشعر.

٤٥١

جمع التّكسير

أفعلة أفعل ثمّ فعله

ثمّت أفعال ـ جموع قلّه (١)

جمع التكسير هو : ما دلّ على أكثر من اثنين ، بتغيير ظاهر كرجل ورجال أو مقدّر كفلك ـ للمفرد والجمع ، والضمة التى فى المفرد كضمة قفل والضمة التى فى الجمع كضمة أسد ، وهو على قسمين : جمع قلة ، وجمع كثرة ؛ فجمع القلة يدلّ حقيقة على ثلاثة فما فوقها إلى العشرة ، وجمع الكثرة يدل على ما فوق العشرة إلى غير نهاية (٢) ، ويستعمل كل [منهما] فى موضع الآخر مجازا.

وأمثلة جمع القلة : أفعلة كأسلحة ، وأفعل كأفلس ، وفعلة كفتية ، وأفعال كأفراس.

وما عدا هذه الأربعة من جموع التكسير فجموع كثرة.

* * *

وبعض ذى بكثرة وضعا يفى

كأرجل ، والعكس جاء كالصّفى (٣)

__________________

(١) «أفعلة» مبتدا «أفعل ، ثم فعلة ، ثمة أفعال» معطوفات على المبتدأ بعاطف مقدر فى الأول وحده «جموع» خبر المبتدأ وما عطف عليه ، وجموع مضاف و «قلة» مضاف إليه.

(٢) هذا أحد قولين ، والقول الثانى أن جمع الكثرة يدل على الثلاثة إلى ما لا نهاية ، وعلى هذا يكون جمع القلة وجمع الكثرة متفقين فى المبدأ ؛ ولكنهما مختلفان فى النهاية ؛ ويكون الذى ينوب عن الآخر جمع القلة ؛ إذ ينوب عن جمع الكثرة فى الدلالة على أحد عشر فصاعدا ، أما جمع الكثرة فدلالته حينئذ على الثلاثة إلى العشرة ليست بالنيابة عن جمع القلة ، ولكن بالأصالة ، ودلالته هذه حقيقة ، لا مجاز.

(٣) «وبعض» مبتدأ ، وبعض مضاف و «ذى» مضاف إليه «بكثرة» جار

٤٥٢

قد يستغنى ببعض أبنية القلة عن بعض أبنية الكثرة : كرجل وأرجل ، وعنق وأعناق ، وفؤاد وأفئدة.

وقد يستغنى ببعض أبنية الكثرة عن بعض أبنية القلة : كرجل ورجال ، وقلب وقلوب.

* * *

لفعل اسما صحّ عينا أفعل

وللرّباعىّ اسما ايضا يجعل (١)

إن كان كالعناق والذّراع : فى

مدّ ، وتأنيث ، وعدّ الأحرف (٢)

__________________

ومجرور متعلق بقوله يفى الآتى «وضعا» تمييز ، أو حال بتقدير مشتق ، أو منصوب على نزع الخافض «يفى» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى بعض ذى ، والجملة من الفعل المضارع وفاعله فى محل رفع خبر المبتدأ «كأرجل» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف «والعكس» مبتدأ «جاء» فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى العكس ، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ «كالصفى» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف.

(١) «لفعل» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «اسما» حال من فعل المجرور باللام «صح» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى قوله اسما. والجملة فى محل نصب صفة لقوله اسما «عينا» تمييز «أفعل» مبتدأ مؤخر «وللرباعى» جار ومجرور متعلق بقوله «يجعل» الآتى مقدم عليه ، وأصله مفعوله الثانى «اسما» حال من الرباعى «أيضا» مفعول مطلق لفعل محذوف «يجعل» فعل مضارع مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى أفعل ، وهو المفعول الأول.

(٢) «إن» شرطية «كان» فعل ماض ناقص فعل الشرط ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الرباعى فى البيت السابق «كالعناق» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر كان «والذراع» معطوف على العناق «فى مد» جار ومجرور متعلق بكان ، أو بما تعلق به خبرها ، أو بما فى الكاف ـ فى قوله كالعناق ـ من معنى التشبيه ، أو بمحذوف حال من الضمير المستتر فى كان ، وقوله «وتأنيث ، وعد الأحرف» معطوفان على مد.

٤٥٣

أفعل : جمع لكلّ اسم [ثلاثى] على فعل ، صحيح العين ، نحو : كلب وأكلب ، وظبى وأظب ، وأصله أظبى ؛ فقلبت الضمة كسرة لتصح الياء فصار أظبى ؛ فعومل معاملة قاض.

وخرج بالاسم الصفة ؛ فلا يجوز [نحو] صخم وأضخم ، وجاء عبد وأعبد ، لاستعمال هذه الصفة استعمال الأسماء ، وخرج بصحيح العين المعتلّ العين ، نحو : ثوب وعين ، وشذ عين وأعين ، وثوب وأثوب (١).

وأفعل ـ أيضا ـ جمع لكلّ اسم ، مؤنث ، رباعىّ ، قبل آخره مدّة كعناق وأعنق ، ويمين وأيمن.

وشذ من المذكر : شهاب وأشهب ، وغراب وأغرب.

* * *

__________________

(١) قد ورد جمع ثوب على أثواب ، وهو قياس نظيره من معتل العين ، وقد ورد جمعه على ثياب من جموع الكثرة كما فى قول امرىء القيس :

وإن تك قد ساءتك منّى خليقة

فسلّى ثيابى من ثيابك تنسل

وقد ورد جمعه على أثوب ، وهو شاذ ، ومنه قول معروف بن عبد الرحمن :

لكلّ دهر قد لبست أثوبا

حتّى اكتسى الرّأس قناعا أشيبا

* أملح لا لذّا ولا محبّبا*

وقالوا : دار وأدور ، وساق وأسوق ، ونار وأتور ، وقالوا : ناب ـ وهو المسن من الإبل ـ وأنيب ، وذلك كله شاذ لا يقاس عليه.

وربما همزوا الواو لثقل الضمة على الواو ، وبهذا روى قول عمر بن أبى ربيعة المخزومى :

فلما فقدت الصّوت منهم وأطفئت

مصابيح شبّت بالعشاء وأنور

٤٥٤

وغير ما أفعل فيه مطّرد

من الثّلاثى اسما ـ بأفعال يرد (١)

وغالبا أغناهم فعلان

فى فعل : كقولهم صردان (٢)

قد سبق أن أفعل جمع لكلّ اسم ثلاثى على فعل صحيح العين ؛ وذكر هنا أنّ ما لا يطّرد فيه من الثلاثى أفعل يجمع على أفعال ، وذلك كثوب وأثواب ، [وجمل وأجمال] وعضد وأعضاد ، وحمل وأحمال ، وعنب وأعناب ، وإبل وآبال ، وقفل وأقفال.

وأما جمع فعل الصحيح العين على أفعال فشاذ : كفرخ وأفراخ (٣).

__________________

(١) «وغير» مبتدأ ، وغير مضاف و «ما» اسم موصول : مضاف إليه «أفعل» مبتدأ «فيه» جار ومجرور متعلق بقوله مطرد الآتى «مطرد» خبر المبتدأ ، الذى هو أفعل ، والجملة من المبتدأ وخبره لا محل لها صلة الموصول «من الثلاثى» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الضمير المستتر فى قوله مطرد «اسما» حال من الثلاثى «بأفعال» جار ومجرور متعلق بقوله «يرد» الآتى «يرد» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى غير الواقع مبتدأ ، والجملة من الفعل المضارع وفاعله فى محل رفع خبر للمبتدأ ، وهو غير.

(٢) «وغالبا» منصوب بنزع الخافض «أغناهم» أغنى : فعل ماض ، وهم : مفعول به لأغنى «فعلان» فاعل أغنى «فى فعل» جار ومجرور متعلق بأغنى «كقولهم» الجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف ، وقول مضاف والضمير مضاف إليه «صردان» خبر لمبتدأ محذوف أيضا ، أى : هذه صردان ، والجملة فى محل نصب مقول القول.

(٣) ومن ذلك قول الحطيئة من كلمة يستعطف فيها أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب :

ماذا تقول لأفراخ بذى مرخ

زغب الحواصل لا ماء ولا شجر

ألقيت كاسبهم فى قعر مظلمة

فاغفر عليك سلام الله يا عمر

٤٥٥

وأما فعل فجاء بعضه على أفعال : كرطب وأرطاب ، والغالب مجيئه على فعلان كصرد وصردان ، ونغر ونغران (١).

* * *

فى اسم مذكّر رباعىّ بمدّ

ثالث افعلة عنهم اطّرد (٢)

والزمه فى فعال ، او فعال

مصاحبى تضعيف ، او إعلال (٣)

«أفعلة» جمع لكل اسم ، مذكر ، رباعىّ ، ثالثه مدة نحو : قذال وأقذلة ، ورغيف وأرغفة ، وعمود وأعمدة ، والتزم أفعلة فى جمع المضاعف أو المعتل اللام من فعال أو فعال : كبتات وأبتّة ، وزمام وأزمّة ؛ وقباء وأقبية ؛ وفناء وأفنية.

* * *

فعل لنحو أحمر وحمرا

وفعلة جمعا بنقل يدرى (٤)

__________________

(١) النغر ـ بضم النون وفتح الغين ـ البلبل ، أو فرخ العصفور ، أو طير كالعصفور أحمر المنقار.

(٢) «فى اسم» جار ومجرور متعلق بقوله «اطرد» الآتى فى آخر البيت «مذكر رباعى» صفتان لاسم «بمد» جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لاسم ، أو حال منه ، ومد مضاف ، و «ثالث» مضاف إليه «أفعلة» مبتدأ «عنهم» جار ومجرور متعلق بقوله «اطرد» الآتى «اطرد» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى أفعلة ، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ الذى هو قوله أفعلة.

(٣) «والزمه» الزم : فعل أمر ، وفيه ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت فاعل ، والضمير البارز الذى يعود إلى أفعلة فى البيت السابق مفعول به «فى فعال» جار ومجرور متعلق بالزم «أو فعال» معطوف عليه «مصاحبى» حال من المتعاطفين ، ومصاحبى مضاف و «تضعيف» مضاف إليه «أو إعلال» معطوف على تضعيف.

(٤) «فعل» مبتدأ «لنحو» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ ، ونحو

٤٥٦

من أمثلة جمع الكثرة : فعل ، وهو مطّرد فى [كل] وصف يكون المذكر منه على أفعل ، والمؤنث [منه على] فعلاء ، نحو : أحمر وحمر وحمراء وحمر.

ومن أمثلة جمع القلة : فعلة ، ولم يطّرد فى شىء من الأبنية ، وإنما هو محفوظ ، ومن الذى حفظ منه فتى وفتيه ، وشيخ وشيخة ، وغلام وغلمة ، وصبىّ وصبية.

* * *

وفعل لاسم رباعىّ ، بمدّ

قد زيد قبل لام ، اعلالا فقد (١)

ما لم يضاعف فى الأعمّ ذو الألف

وفعل جمعا لفعلة عرف (٢)

__________________

مضاف و «أحمر» مضاف إليه «وحمرا» معطوف على أحمر «وفعلة» مبتدأ «جمعا» مفعول ثان تقدم على عامله ، وهو قوله «يدرى» الآتى «بنقل» جار ومجرور متعلق بقوله يدرى الآتى «يدرى» فعل مضارع مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى فعلة الواقع مبتدأ ، وهو مفعوله الأول ، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ.

(١) «وفعل» مبتدأ «لاسم» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ «رباعى» نعت لاسم «بمد» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من اسم ، أو نعت ثان له «قد» حرف تحقيق «زيد» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى مد ، والجملة فى محل جر صفة لمد «قبل» ظرف متعلق بزيد ، وقبل مضاف و «لام» مضاف إليه «إعلالا» مفعول مقدم على عامله ، وهو قوله فقد الآتى «فقد» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى لام ، والجملة فى محل جر صفة للام.

(٢) «ما» مصدرية ظرفية «لم» نافية جازمة «يضاعف» فعل مضارع ، مبنى للمجهول «فى الأعم» جار ومجرور متعلق بقوله يضاعف «ذو» نائب فاعل ليضاعف وذو مضاف و «الألف» مضاف إليه «وفعل» مبتدأ «جمعا» حال من الضمير المستتر فى

٤٥٧

ونحو كبرى ، ولفعلة فعل ،

وقد يجىء جمعه على فعل (١)

من أمثلة جمع الكثرة : فعل ، وهو مطّرد فى كلّ اسم (٢) ، رباعىّ ، قد زيد قبل آخره مدّة ؛ بشرط كونه صحيح الآخر ، وغير مضاعف إن كانت المدة ألفا ، ولا فرق فى ذلك بين المذكّر والمؤنث ، نحو : قذال وقذل ، وحمار وحمر ، وكراع وكرع ، وذراع وذرع ، وقضيب وقضب ، وعمود وعمد.

وأما المضاعف : فإن كانت مدته ألفا فجمعه على فعل غير مطّرد ، نحو :

__________________

«عرف» الآتى «لفعلة» جار ومجرور متعلق بقوله جمعا ، أو بقوله عرف «عرف» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى فعل الواقع مبتدأ ، والجملة من عرف ونائب فاعله محل فى رفع خبر المبتدأ.

(١) «ونحو» معطوف على فعلة فى البيت السابق ، ونحو مضاف و «كبرى» مضاف إليه «ولفعلة» الواو للاستئناف ، لفعلة : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «فعل» مبتدأ مؤخر «وقد» حرف تقليل «يجىء» فعل مضارع «جمعه» جمع : فاعل يجىء ، وجمع مضاف والهاء مضاف إليه «على فعل» جار ومجرور متعلق بقوله جمعه أو بقوله يجىء.

(٢) أما الصفة التى على أربعة أحرف ثالثها مدة فإن كانت المدة واوا ـ بأن تكون الصفة على فعول بفتح الفاء ـ كثر جمعها على فعل ، نحو صبور وغفور وفخور ، تقول فى جمعهن : صبر ، وغفر ، وفخر ، وإن كانت المدة ألفا أو ياء فإن جمع الصفة على فعل حينئذ شاذ ، نحو ، نذير ونذر وصناع وصنع وإذا جمعت الاسم المستجمع لهذه الشروط هذا الجمع ؛ فإن كانت عينه واوا نحو سوار وسواك وجب أن تسكن هذه الواو فى الجمع ، إلا أن تهمزها ، فتقول : سور ، وسوك ، لأن الواو المضمومة نهاية فى الثقل ، وإن كانت العين ياء نحو سيال ـ بزنة كتاب ، اسم نوع من الشجر ـ جاز بقاؤها مضمومة ، وجاز تسكينها ، وحينئذ تقلب ضمة الفاء كسرة ؛ لئلا تنقلب الياء واوا فيلتبس بالواوى العين.

٤٥٨

عنان وعنن ، وحجاج وحجج ؛ فإن كانت مدته غير ألف فجمعه على فعل مطّرد ، نحو : سرير وسرر ، وذلول وذلل.

ومن أمثلة جمع الكثرة فعل ، وهو جمع لاسم على فعلة أو على فعلى ـ أنثى الأفعل ـ فالأول : كقربة وقرب ، وغرفة وغرف ؛ والثانى : ككبرى وكبر ، وصغرى وصغر.

ومن أمثلة جمع الكثرة فعل ، وهو جمع لاسم على فعلة ، نحو : كسرة وكسر ، وحجّة وحجج ، ومرية ومرى ، وقد يجىء جمع فعلة على فعل ، نحو : لحية ولحى ، وحلية وحلى.

* * *

فى نحو رام ذو اطّراد فعله

وشاع نحو كامل وكمله (١)

ومن أمثلة جمع الكثرة : فعلة ، وهو مطّرد فى [كل] وصف ، على فاعل ، معتلّ اللّام لمذكّر عاقل ، كرام ورماة ، وقاض وقضاة.

ومنها : فعلة ، وهو مطّرد فى وصف ، على فاعل صحيح اللام ، لمذكّر عاقل ، نحو : كامل وكمله ، وساحر وسحرة ، واستغنى المصنف عن ذكر القيود المذكورة بالتمثيل بما اشتمل عليها ، وهو رام وكامل.

* * *

__________________

(١) «فى نحو» جار ومجرور متعلق باطراد الآتى ، أو بفعل يدل عليه اطراد ، ونحو مضاف ، و «رام» مضاف إليه «ذو» خبر مقدم ، وذو مضاف و «اطراد» مضاف إليه «فعله» مبتدأ مؤخر «وشاع» الواو عاطفة أو للاستئناف ، شاع : فعل ماض «نحو» فاعل شاع ، ونحو مضاف و «كامل» مضاف إليه «وكمله» معطوف على كامل.

٤٥٩

فعلى لوصف كقتيل ، وزمن ،

وهالك ، وميّت به قمن (١)

من أمثلة جمع الكثرة : فعلى ، وهو جمع لوصف ، على فعيل بمعنى مفعول ، دال على هلاك أو توجّع : كقتيل وقتلى ، وجريح وجرحى ، وأسير وأسرى ، ويحمل عليه ما أشبهه فى المعنى ، من فعيل بمعنى فاعل : كمريض ومرضى ، ومن فعل ، كزمن وزمنى ، ومن فاعل : كهالك وهلكى ، ومن فيعل : كميّت وموتى [وأفعل نحو : أحمق وحمقى](٢).

* * *

لفعل اسما صحّ لاما فعله

والوضع فى فعل وفعل قلّله (٣)

من أمثلة جمع الكثرة فعلة ؛ وهو جمع لفعل ، اسما ، صحيح اللام ، نحو

__________________

(١) «فعلى» مبتدأ «لوصف» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ «كقتيل» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف «وزمن ، وهالك» معطوفان على قتيل «وميت» مبتدأ «به» جار ومجرور متعلق بقوله قمن الآتى «قمن» خبر المبتدأ.

(٢) سقط من أكثر نسخ هذا الكتاب ما بين المعقوفين ، فتكون الأوزان التى تلحق بفعيل بمعنى مفعول فى الجمع على فعلى أربعة فيما ذكر الشارح على ما هو فى أكثر النسخ ، وخمسة على ما فى هذه النسخة ، وبقى سادس وهو فعلان نحو سكران وسكرى ، وقرأ حمزة (وترى الناس سكرى وما هم بسكرى)

(٣) «لفعل» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «اسما» حال من فعل «صح» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على قوله اسما ، والجملة فى محل نصب نعت لقوله اسما «لاما» تمييز «فعلة» مبتدأ مؤخر «والوضع» مبتدأ «فى فعل» جار ومجرور متعلق بقوله «قلله» الآتى «وفعل» معطوف على فعل «قلله» قلل : فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الوضع ، والهاء مفعول به ، والجملة من قلل وفاعله المستتر فيه فى محل رفع خبر المبتدأ.

٤٦٠