شرح ابن عقيل - ج ٢

محمّد محيى الدين عبد الحميد

شرح ابن عقيل - ج ٢

المؤلف:

محمّد محيى الدين عبد الحميد


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار العلوم الحديثة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٨٦
الجزء ١ الجزء ٢

كذا الغنى عنه بأجنبىّ او

بمضمر شرط ، فراع مارعوا (١)

يشترط فى الاسم المخبر عنه بالذى شروط :

أحدها : أن يكون قابلا للتأخير ؛ فلا يخبر بالذى عمّا له صدر الكلام ، كأسماء الشرط والاستفهام ، نحو : من ، وما.

الثانى : أن يكون قابلا للتعريف ؛ فلا يخبر عن الحال والتمييز.

الثالث : أن يكون صالحا للاستغناء عنه بأجنبى ؛ فلا يخبر عن الضمير الرابط للجملة الواقعة خبرا ، كالهاء فى «زيد ضربته».

الرابع : أن يكون صالحا للاستغناء عنه بمضمر ؛ فلا يخبر عن الموصوف دون صفته ولا عن المضاف دون المضاف إليه ؛ فلا تخبر عن «رجل» وحده ، من قولك «ضربت رجلا ظريفا» ؛ فلا تقول : الذى ضربته ظريفا رجل ؛ لأنك لو أخبرت عنه لوضعت مكانه ضميرا ، وحينئذ يلزم وصف الضمير ، والضمير لا يوصف ، ولا يوصف به ؛ فلو أخبرت عن الموصوف مع صفته جاز ذلك ؛ لانتفاء هذا المحذور ، كقوله «الذى ضربته رجل ظريف».

وكذلك لا تخبر عن المضاف وحده ؛ فلا تخبر عن «غلام» وحده من

__________________

(١) «كذا» جار ومجرور متعلق بقوله «شرط» الآتى «الغنى» مبتدأ «عنه ، بأجنبى» جاران ومجروران متعلقان بقوله «الغنى» السابق «أو» عاطفة «بمضمر» معطوف على قوله «بأجنبى» السابق «شرط» خبر المبتدأ «فراع» الفاء حرف دال على التفريع ، راع : فعل أمر مبنى على حذف الياء ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «ما» اسم موصول مفعول به لراع «رعوا» فعل ماض ، وواو الجماعة فاعله ، والجمله من الفعل الماضى وفاعله لا محل لها صلة ما الواقعة مفعولا به ، والعائد ضمير منصوب برعوا محذوف ، وتقدير الكلام : فراع مارعوه.

٤٠١

«ضربت غلام زيد» ؛ لأنك تضع مكانه ضميرا كما تقرر ، والضمير لا يضاف ؛ فلو أخبرت عنه مع المضاف إليه جاز ذلك ؛ لانتفاء المانع ؛ فتقول «الذى ضربته غلام زيد».

* * *

وأخبروا هنا بأل عن بعض ما

يكون فيه الفعل قد تقدّما (١)

إن صحّ صوغ صلة منه لأل

كصوغ «واق» من «وقى الله البطل» (٢)

يخبر بـ «الذى» عن الاسم الواقع فى جملة اسمية أو فعلية ؛ فتقول فى الإخبار عن «زيد» من قولك «زيد قائم» : «الذى هو قائم زيد» ،

__________________

(١) «وأخبروا» فعل وفاعل «هنا» ظرف مكان متعلق بأخبروا «بأل ، عن بعض» جاران ومجروران متعلقان بأخبروا أيضا ، وبعض مضاف ، و «ما» اسم موصول : مضاف إليه ، مبنى على السكون فى محل جر «يكون» فعل مضارع ناقص «فيه» جار ومجرور متعلق بقوله «تقدما» الآتى «الفعل» اسم يكون «قد» حرف تحقيق «تقدما» تقدم : فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، والألف للاطلاق ، والجملة من الفعل والفاعل فى محل نصب خبر يكون ، وجملة يكون واسمه وخبره لا محل لها صلة «ما» المجرورة محلا بالإضافة.

(٢) «إن» شرطية «صح» فعل ماض مبنى على الفتح فى محل جزم فعل الشرط «صوغ» فاعل صح ، وصوغ مضاف ، و «صلة» مضاف إليه «منه» جار ومجرور متعلق بصوغ «لأل» جار ومجرور متعلق بصلة «كصوغ» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف : أى وذلك كائن كصوغ ، وصوغ مضاف ، و «واق» مضاف إليه «من» حرف جر ، ومجروره محذوف ، أى : من قولك ، أو أن جملة «وقى الله» قصد لفظها ؛ فهى مجرورة تقديرا بمن ، والجار والمجرور متعلق بقوله صوغ.

٤٠٢

وتقول فى الإخبار عن «زيد» من قولك «ضربت زيدا» : «الذى ضربته زيد».

ولا يخبر بالألف واللام عن الاسم ، إلا إذا كان واقعا فى جملة فعلية ، وكان ذلك الفعل مما يصح أن يصاغ منه صلة الألف واللام كاسم الفاعل واسم المفعول.

ولا يخبر بالألف واللام عن الاسم الواقع فى جملة اسمية ، ولا عن الاسم الواقع فى جملة فعلية فعلها غير متصرف : كالرجل من قولك «نعم الرجل» ؛ إذ لا يصح أن يستعمل من «نعم» صلة الألف واللام.

وتخبر عن الاسم الكريم من قولك : «وقى الله البطل» فتقول «الواقى البطل الله» وتخبر أيضا عن «البطل» ؛ فتقول : «الواقيه الله البطل».

* * *

وإن يكن ما رفعت صلة أل

ضمير غيرها أبين وانفصل (١)

الوصف الواقع صلة لأل ، إن رفع ضميرا : فإما أن يكون عائدا على الألف

__________________

(١) «وإن» شرطية «يكن» فعل مضارع ناقص ، فعل الشرط ، مجزوم بالسكون «ما» اسم موصول : اسم يكن «رفعت» رفع : فعل ماض ، والتاء علامة التأنيث «صلة» فاعل رفعت ، وصلة مضاف و «أل» مضاف إليه ، والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها صلة الموصول «ضمير» خبر يكن ، وضمير مضاف وغير من «غيرها» مضاف إليه ، وغير مضاف وها مضاف إليه «أبين» فعل ماض مبنى للمجهول جواب الشرط مبنى على الفتح فى محل جزم ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة الواقعة اسم يكن «وانفصل» الواو عاطفة ، انفصل : فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة أيضا ، والفعل فى محل جزم معطوف على «أبين» الذى هو جواب الشرط.

٤٠٣

واللام ، أو على غيرها ؛ فإن كان عائدا عليها استتر ، وإن كان عائدا على غيرها انفصل.

فإذا قلت : «بلّغت من الزّيدين إلى العمرين رسالة» فإن أخبرت عن التاء فى «بلّغت» قلت : «المبلغ من الزيدين إلى العمرين رسالة أنا» ؛ ففى «المبلغ» ضمير عائد على الألف واللام ؛ فيجب استتاره.

وإن أخبرت عن «الزيدين» من المثال المذكور قلت : «المبلّغ أنا منهما إلى العمرين رسالة الزّيدان» فـ «أنا» : مرفوع بـ «المبلغ» وليس عائدا على الألف واللام ؛ لأن المراد بالألف واللام هنا مثنّى ، وهو المخبر عنه ؛ فيجب إبراز الضمير.

وإن أخبرت عن «العمرين» من المثال المذكور ، قلت : «المبلّغ أنا من الزّيدين إليهم رسالة العمرون» ؛ فيجب إبراز الضمير ، كما تقدم.

[وكذا يجب إبراز الضمير إذا أخبرت عن «رسالة» من المثال المذكور ؛ لأن المراد بالألف واللام هنا الرسالة ، والمراد بالضمير الذى ترفعه صلة [أل] المتكلم ؛ فتقول : «المبلغها أنا من الزّيدين إلى العمرين رسالة»].

* * *

٤٠٤

العدد

ثلاثة بالتّاء قل للعشره

فى عدّ ما آحاده مذكّره (١)

فى الضّدّ جرّد ، والمميّز اجرر

جمعا بلفظ قلّة فى الأكثر (٢)

تثبت التاء فى ثلاثة ، وأربعة ، وما بعدهما إلى عشرة (٣) ، إن كان المعدود بهما مذكرا ، وتسقط إن كان مؤنثا ، ويضاف إلى جمع ، نحو «عندى ثلاثة رجال ، وأربع نساء» وهكذا إلى عشرة.

__________________

(١) «ثلاثة» بالنصب : مفعول مقدم على عامله ، وهو قوله : «قل» الآتى المتضمن معنى اذكر ، أو بالرفع : مبتدأ ، وقصد لفظه «بالتاء» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من ثلاثة «قل» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ وهو «ثلاثة» إذا رفعته بالابتداء ، والرابط ضمير منصوب محذوف «للعشره ، فى عد» جاران ومجروران متعلقان بقوله «قل» السابق ، وعد مضاف و «ما» اسم موصول : مضاف إليه مبنى على السكون فى محل جر «آحاده» آحاد : مبتدأ ، وآحاد مضاف والهاء مضاف إليه «مذكره» خبر المبتدأ ، والجملة من المبتدأ وخبره لا محل لها صلة الموصول المجرور محلا بالإضافة.

(٢) «فى الضد» جار ومجرور متعلق بقوله «جرد» الآتى «جرد» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «والمميز» مفعول به مقدم على عامله ، وهو قوله «اجرر» الآتى «اجرر» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «جمعا» حال من المميز «بلفظ» جار ومجرور متعلق بقوله : «جمعا» السابق ، ولفظ مضاف ، و «قلة» مضاف إليه «فى الأكثر» جار ومجرور متعلق بقوله : «قلة».

(٣) العشرة داخلة. متى كانت مفردة ، كعشرة أيام ، وإنما كان شأن هذه الأعداد ما ذكر لأنها أسماء جموع مثل زمرة وفرقة وأمة ؛ فحقها أن تؤنث كهذه النظائر ؛ فأعطيت ما هو من حقها فى حال عد المذكر ؛ لكونه سابق الرتبة ، فلما أرادوا عد المؤنث لزمهم أن يفرقوا بينه وبين المذكر ؛ فلم يكن إلا حذف التاء.

٤٠٥

وأشار بقوله : «جمعا بلفظ قلة فى الأكثر» إلى أن المعدود بها إن كان له جمع قلة وكثرة لم يضف العدد فى الغالب إلا إلى جمع القلة ؛ فتقول : «عندى ثلاثة أفلس ، وثلاث أنفس» ويقلّ «عندى ثلاثة فلوس ، وثلاث نفوس».

ومما جاء على غير الأكثر قوله تعالى : (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) فأضاف «ثلاثة» إلى جمع الكثرة مع وجود جمع القلة ، وهو «أقراء» (١).

فإن لم يكن للاسم إلا جمع كثرة لم يضف إلا إليه ، نحو «ثلاثة رجال».

* * *

ومائة والألف للفرد أضف

ومائة بالجمع نزرا قد ردف (٢)

قد سبق أن «ثلاثة» وما بعدها إلى «عشرة» لا تضاف إلا إلى جمع ، وذكر هنا أن «مائة» و «ألفا» من الأعداد المضافة ، وأنهما لا يضافان إلا

__________________

(١) الأصل فى جمع قرء ـ بفتح القاف وسكون الراء ـ أن يكون على أفعل ، نظير فلس وأفلس ، والمستعمل من جمع هذا اللفظ وهو أقراء ـ شاذ بالنسبة إليه ، وإذا كان جمع القلة شاذا ، أو قليل الاستعمال ، فهو بمثابة غير الموجود ، وهذا هو سر استعمال جمع الكثرة فى الآية الكريمة.

(٢) «ومائة» مفعول تقدم على عامله ، وهو قوله «أضف» الآتى «والألف» معطوف على مائة «للفرد» جار ومجرور متعلق بقوله أضف الآتى «أضف» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «ومائة» مبتدأ «بالجمع» جار ومجرور متعلق بقوله «ردف» الآتى «نزرا» حال من الضمير المستتر فى قوله ردف «ردف» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى «مائة» الواقع مبتدأ ، والجملة من الفعل ونائب الفاعل فى محل رفع خبر المبتدأ.

٤٠٦

إلى مفرد ، نحو «عندى مائة رجل ، وألف درهم» وورد إضافة «مائة» إلى جمع قليلا ، ومنه قراءة حمزة والكسائى : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ) بإضافة مائة إلى سنين (١).

والحاصل : أن العدد المضاف على قسمين :

أحدهما : ما لا يضاف إلا إلى جمع ، وهو : من ثلاثة إلى عشرة.

والثانى : ما لا يضاف إلا إلى مفرد ، وهو : مائة ، وألف ، وتثنيتهما ، نحو «مائتا درهم ، وألفا درهم» ، وأما إضافة «مائة» إلى جمع فقليل.

* * *

وأحد اذكر ، وصلنه بعشر

مركّبا قاصد معدود ذكر (٢)

وقل لدى التّأنيث إحدى عشره

والشّين فيها عن تميم كسره (٣)

__________________

(١) قرىء فى هذه الآية بإضافة مائة إلى سنين ؛ فسنين : تمييز ، وفى ذلك شذوذ من جهة واحدة ، وسهله شبه المائة بالعشر ، فى أن كل واحد منهما عشرة من آحاد الذى قبله فى المرتبة ؛ فالعشرة والمائة كل واحد منهما عشرة من آحاد المرتبة التى قبله ، وقرىء بتنوين مائة فيجب أن يكون سنين بدلا من ثلثمائة أو بيانا له ، ولا يجوز جعله تمييزا ؛ لأنك لو جعلته تمييزا لاقتضى أن يكون كل واحد من الثلثمائة سنين ، فتكون مدة لبثهم تسعمائة سنة على الأقل ، وليس ذلك بمراد قطعا.

(٢) «وأحد» مفعول مقدم على عامله وهو قوله اذكر «اذكر» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «وصلنه» الواو عاطفة ، وصل : فعل أمر مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والهاء مفعول به لصل «بعشر» جار ومجرور متعلق بصل «مركبا» حال من الضمير المستتر فى قوله صله السابق «قاصد» حال ثانية ، وقاصد مضاف ، و «معدود» مضاف إليه ، من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله «ذكر» صفة لمعدود.

(٣) «وقل» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «لدى» ظرف متعلق بقل ، ولدى مضاف و «التأنيث» مضاف إليه «إحدى عشرة» قصد

٤٠٧

ومع غير أحد وإحدى

ما معهما فعلت فافعل قصدا (١)

ولثلاثة وتسعة وما

بينهما إن ركّبا ما قدّما (٢)

لما فرغ من [ذكر] العدد المضاف ، ذكر العدد المركب ؛ فيركّب «عشرة» مع ما دونها إلى واحد ، نحو «أحد عشر ، واثنا عشر ، وثلاثة عشر ، وأربعة عشر ـ إلى تسعة عشر» هذا للمذكر ، وتقول فى المؤنث : «إحدى عشرة ، واثنتا عشرة ، وثلاث عشرة ، وأربع عشرة ـ إلى تسع عشرة» فللمذكر : أحد واثنا ، وللمؤنث إحدى واثنتا.

__________________

لفظه : مفعول به لقل «والشين» مبتدأ أول «فيها عن تميم» جاران ومجروران يتعلقان بمحذوف خبر مقدم «كسرة» مبتدأ ثان مؤخر ، والجملة من المبتدأ الثانى وخبره فى محل رفع خبر المبتدأ الأول.

(١) «ومع» ظرف متعلق بقوله «افعل» الآتى ، ومع مضاف و «غير» مضاف إليه ، وغير مضاف و «أحد» مضاف إليه «وإحدى» معطوف على أحد «ما» مفعول مقدم على عامله وهو قوله «افعل» الآتى «معهما» مع : ظرف متعلق بقوله «فعلت» الآتى ، ومع مضاف والضمير مضاف إليه «فعلت» فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها صلة «فافعل» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «قصدا» حال من الضمير المستتر فى افعل على التأويل بمشتق هو اسم فاعل : أى قاصدا.

(٢) «لثلاثة» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «وتسعة» معطوف على ثلاثة «وما» اسم موصول معطوف على ثلاثة أيضا «بينهما» بين : ظرف متعلق بمحذوف صلة «ما» الموصولة ، وبين مضاف والضمير مضاف إليه «إن» شرطية «ركبا» ركب : فعل ماض مبنى للمجهول مبنى على الفتح فى محل جزم ، فعل الشرط ، وألف الاثنين نائب فاعله «ما» اسم موصول : مبتدأ مؤخر «قدما» قدم : فعل ماض مبنى للمجهول ، والألف للاطلاق ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة الواقعة مبتدأ ، والجملة لا محل لها صلة الموصول ، وجواب الشرط محذوف ، وجملة الشرط وجوابه لا محل لها اعتراضية.

٤٠٨

وأما «ثلاثة» وما بعدها إلى «تسعة» فحكمها بعد التركيب كحكمها قبله ؛ فتثبت التاء فيها إن كان المعدود مذكرا ، وتسقط إن كان مؤنثا.

وأما «عشرة» ـ وهو الجزء الأخير ـ فتسقط التاء منه إن كان المعدود مذكرا ، وتثبت إن كان مؤنثا ، على العكس من «ثلاثة» فما بعدها ؛ فتقول : «عندى ثلاثة عشر رجلا ، وثلاث عشرة امرأة» ، وكذلك حكم «عشرة» مع أحد وإحدى ، واثنين واثنتين ؛ فتقول : «أحد عشر رجلا ، واثنا عشر رجلا» بإسقاط التاء ، وتقول : «إحدى عشرة امرأة ، واثنتا عشرة امرأة» بإثبات التاء.

ويجوز فى شين «عشرة» مع المؤنث التسكين ، ويجوز أيضا كسرها ، وهى لغة تميم.

* * *

وأول عشرة اثنتى ، وعشرا

اثنى ، إذا أنثى تشا أو ذكرا (١)

واليا لغير الرّفع ، وارفع بالألف

والفتح فى جزءى سواهما ألف (٢)

__________________

(١) «وأول» فعل أمر مبنى على حذف الياء ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «عشرة» مفعول أول لأول «اثنتى» مفعول ثان «وعشرا» معطوف على المفعول الأول «اثنى» معطوف على المفعول الثانى ، ولا حظر فى العطف على معمولين لعامل واحد «إذا» ظرف تضمن معنى الشرط «أنثى» مفعول به لقوله تشا الآتى «تشا» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والجملة فى محل جر بإضافة إذا إليها «أو» عاطفة «ذكرا» معطوف على أنثى.

(٢) «واليا» قصر للضرورة : مبتدأ «لغير» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ ، وغير مضاف و «الرفع» مضاف إليه «وارفع» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «بالألف» جار ومجرور متعلق بقوله : «ارفع» السابق «والفتح» مبتدأ «فى جزءى» جار ومجرور متعلق بقوله : «ألف»

٤٠٩

قد سبق أنه يقال فى العدد المركب «عشر» فى التذكير ، و «عشرة» فى التأنيث ، وسبق أيضا أنه يقال «أحد» فى المذكر ، و «إحدى» فى المؤنث ، وأنه يقال «ثلاثة وأربعة» ـ إلى تسعة» بالتاء للمذكر ، وسقوطها للمؤنث.

وذكر هنا أنه يقال «اثنا عشر» للمذكر ، بلا تاء فى الصّدر والعجز ، نحو «عندى اثنا عشر رجلا» ويقال : «اثنتا عشرة امرأة» للمؤنث ، بتاء فى الصّدر والعجز.

ونبّه بقوله : «واليا لغير الرفع» على أن الأعداد المركبة كلها مبنية : صدرها وعجزها ، وتبنى على الفتح ، نحو «أحد عشر» بفتح الجزءين ، و «ثلاث عشرة» بفتح الجزءين.

ويستثنى من ذلك «اثنا عشر ، واثنتا عشرة» ؛ فإن صدرهما يعرب بالألف (١) رفعا ، وبالياء نصبا وجرّا ، كما يعرب المثنى ، وأما عجزهما فيبنى على الفتح ؛ فتقول : «جاء اثنا عشر رجلا ، ورأيت اثنى عشر رجلا ، ومررت باثنى عشر رجلا ، وجاءت اثنتا عشرة امرأة ، ورأيت اثنتى عشرة امرأة ، ومررت باثنتى عشرة امرأة».

* * *

__________________

الآتى ، وجزءى مضاف وسوى من «سواهما» مضاف إليه ، وسوى مضاف والضمير مضاف إليه «ألف» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الفتح الواقع مبتدأ ، والجملة من ألف ونائب فاعله فى محل رفع خبر المبتدأ.

(١) اعلم أن «اثنى عشر ، واثنتى عشرة» معربا الصدر كالمثنى بالألف رفعا وبالياء نصبا وجرا ؛ لأنهما ملحقان بالمثنى على ما تقدم ، وهما مبنيا العجز على الفتح ؛ لتضمنه معنى واو العطف ، ولا محل له من الإعراب ؛ لأنه واقع موقع النون من المثنى فى نحو «الزيدين» وليس الصدر مضافا إلى العجز قطعا.

٤١٠

وميّز العشرين للتّسعينا

بواحد ، كأربعين حينا (١)

قد سبق أن العدد مضاف ومركّب ، وذكر هنا العدد المفرد وهو من «عشرين» إلى «تسعين» ويكون بلفظ واحد للمذكر والمؤنث ، ولا يكون مميزه إلا مفردا منصوبا ، نحو «عشرون رجلا ، وعشرون امرأة» ويذكر قبله النّيّف ، ويعطف هو عليه ؛ فيقال : «أحد وعشرون ، واثنان وعشرون ، وثلاثة وعشرون» بالتاء فى «ثلاثة» وكذا ما بعد الثلاثة إلى التسعة [للمذكر] ويقال للمؤنث : «إحدى وعشرون ، واثنتان وعشرون ، وثلاث وعشرون» بلا تاء فى «ثلاث» وكذا ما بعد الثلاث إلى التسع.

وتلخّص مما سبق ، ومن هذا ، أن أسماء العدد على أربعة أقسام : مضافة ، ومركبة ، ومفردة ، ومعطوفة.

* * *

وميّزوا مركّبا بمثل ما

ميّز عشرون فسوّينهما (٢)

__________________

(١) «وميز» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «العشرين» مفعول به لميز «للتسعين ، بواحد» جاران ومجروران متعلقان بميز «كأربعين» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف : أى وذلك كائن كأربعين «حينا» تمييز لأربعين ، منصوب بالفتحة الظاهرة.

(٢) «وميزوا» فعل وفاعل «مركبا» مفعول به لميزوا «بمثل» جار ومجرور متعلق بقوله ميزوا ، ومثل مضاف و «ما» اسم موصول : مضاف إليه «ميز» فعل ماض مبنى للمجهول «عشرون» نائب فاعل لميز ، والجملة من ميز المبنى للمجهول ونائب فاعله لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، والعائد محذوف تقديره به «فسوينهما» سو : فعل أمر مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والضمير البارز مفعول به.

٤١١

أى : تمييز العدد المركب كتمييز «عشرين» وأخواته ؛ فيكون مفردا منصوبا ، نحو «أحد عشر رجلا ، وإحدى عشرة امرأة».

* * *

وإن أضيف عدد مركّب

يبق البنا ، وعجز قد يعرب (١)

يجوز فى الأعداد المركبة إضافتها إلى غير مميزها ، ما عدا «اثنى عشر» فإنه لا يضاف ؛ فلا يقال : «اثنا عشرك».

وإذا أضيف العدد المركب : فمذهب البصريين أنه يبقى الجزآن على بنائهما ؛ فتقول : «هذه خمسة عشرك ، ومررت بخمسة عشرك» بفتح آخر الجزءين ، وقد يعرب العجز مع بقاء الصّدر على بنائه ؛ فتقول : «هذه خمسة عشرك ، ورأيت خمسة عشرك ، ومررت بخمسة عشرك» (٢).

* * *

__________________

(١) «وإن» شرطية «أضيف» فعل ماض مبنى للمجهول ، فعل الشرط «عدد» نائب فاعل لأضيف «مركب» نعت لعدد «يبق» فعل مضارع ، جواب الشرط ، مجزوم بحذف الألف «البنا» قصر للضرورة : فاعل يبق «وعجز» مبتدأ «قد» حرف تقليل «يعرب» فعل مضارع مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى عجز الواقع مبتدأ ، والجملة من يعرب المبنى للمجهول ونائب فاعله فى محل رفع خبر المبتدأ.

(٢) اعلم أولا أن العدد مطلقا قد يضاف إلى غير مميزه ، سواء أكان مفردا نحو ثلاثة ونحو عشرون ، أم كان مركبا كخمسة عشر ، فإنه يجوز أن نقول : ثلاثة زيد ، وثلاثتنا ، وأن تقول : عشروك ، وعشرو زيد ، ثم اعلم أنك إذا أضفت العدد إلى غير مميزه وجب ألا تذكر التمييز بعد ذلك أصلا ، وهذا من أجل أنك لا تقول «عشرو زيد» ولا «ثلاثة زيد» إلا لمن يعرف جنسها ؛ فليست به حاجة إلى ذكر تمييز ، ثم اعلم أن «اثنى عشر» و «اثنتى عشر» لم تجز إضافتهما إلى غير المعدود ؛ لأن «عشر» فهما واقع موقع نون المثنى كما قلنا قريبا ، وهذه النون لا تجامع الإضافة ، ولو

٤١٢

وصغ من اثنين فما فوق إلى

عشرة كفاعل من فعلا (١)

واختمه فى التّأنيت بالتّا ، ومتى

ذكّرت فاذكر فاعلا بغير تا (٢)

__________________

أنك حذفت «عشر» كما تحذف نون المثنى عند الإضافة فقلت «اثنا زيد» لا لتبس بإضافة الاثنين وحدهما ، ثم اعلم أن اللغات الجائزة فى العدد المضاف إلى غير المميز ثلاثة ، الأولى : بقاء صدر المركب وعجزه على البناء على الفتح ، وإضافة جملته إلى ما يضاف إليه ، والثانية : بقاء صدره وحده على الفتح وجر العجز بالإضافة ، ثم جر ما بعده لفظا أو محلا ، وقد استحسن ذلك الأخفش ، وذكر ابن عصفور أنه الأفصح ، والثالثة : أن يعرب الصدر بحسب العوامل ، ثم يضاف الصدر إلى العجز ؛ فالعجز مجرور أبدا على هذه اللغة ، ثم يكون العجز مضافا إلى ما يذكر بعده ؛ فتقول «زارنى خمسة عشر زيد» برفع خمسة على الفاعلية ، وجر زيد ، وقد جوز ذلك الكوفيون ، وأباه البصريون.

(١) «وصغ» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «من اثنين» جار ومجرور متعلق بصغ «فما» الفاء عاطفة ، ما : اسم موصول معطوف على اثنين «فوق» ظرف متعلق بمحذوف صلة الموصول «إلى عشرة» جار ومجرور متعلق بصغ «كفاعل» جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لموصوف محذوف يقع مفعولا به لصغ ، أى : صغ وزنا مماثلا لفاعل «من فعلا» جار ومجرور متعلق بفاعل.

(٢) «واختمه» اختم : فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والهاء مفعول به «فى التأنيث» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الهاء فى قوله «اختمه» السابق «بالتا» قصر للضرورة : جار ومجرور متعلق بقوله : اختمه «ومتى» اسم شرط جازم يجزم فعلين ، وهو ظرف زمان مبنى على السكون فى محل نصب باذكر الآتى «ذكرت» ذكر : فعل ماض مبنى على الفتح المقدر فى محل جزم ، فعل الشرط ، وتاء المخاطب فاعله «فاذكر» الفاء واقعة فى جواب الشرط ، اذكر : فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والجملة فى محل جزم جواب الشرط «فاعلا» مفعول به لا ذكر «بغير» جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لقوله «فاعلا» السابق ، وغير مضاف و «تا» قصر للضرورة : مضاف إليه.

٤١٣

يصاغ «من اثنين» إلى «عشرة» اسم موازن لفاعل ، كما يصاغ من «فعل» نحو ضارب من ضرب ؛ فيقال : ثان ، وثالث ، ورابع ـ إلى عاشر ، بلا تاء فى التذكير ، وبتاء فى التأنيث.

* * *

وإن ترد بعض الّذى منه بنى

تضف إليه مثل بعض بيّن (١)

وإن ترد جعل الأقلّ مثل ما

فوق فحكم جاعل له احكما (٢)

__________________

(١) «إن» شرطية «ترد» فعل مضارع فعل الشرط ، مجزوم بالسكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «بعض» مفعول به لترد ، وبعض مضاف و «الذى» اسم موصول : مضاف إليه «منه» جار ومجرور متعلق بقوله «بنى» الآتى «بنى» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الذى ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة «تضف» فعل مضارع جواب الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، ومفعوله محذوف «إليه» جار ومجرور متعلق بتضف «مثل» حال من مفعول تضف المحذوف ، ومثل مضاف و «بعض» مضاف إليه «بين» نعت لبعض ، والتقدير : وإن ترد بعض الشىء الذى بنى اسم الفاعل منه تضف إليه الفاعل حال كونه مماثلا للبعض : أى فى معناه.

(٢) «وإن» شرطية «ترد» فعل مضارع ، فعل الشرط ، مجزوم بالسكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «جعل» مفعول به لترد ، وجعل مضاف و «الأقل» مضاف إليه من إضافة المصدر إلى مفعوله الأول «مثل» مفعول ثان لجعل منصوب بالفتحة الظاهرة ، ومثل مضاف و «ما» اسم موصول : مضاف إليه ، مبنى على السكون فى محل جر «فوق» ظرف متعلق بمحذوف صلة الموصول «فحكم» الفاء واقعة فى جواب الشرط ، حكم : مفعول به مقدم على عامله وهو قوله احكما الآتى ، وحكم مضاف و «جاعل» مضاف إليه «له» جار ومجرور متعلق باحكم الآتى «احكما» احكم : فعل أمر ، مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفا للوقف ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، ونون التوكيد حرف لا محل له من الإعراب.

٤١٤

لفاعل المصوغ من اسم العدد استعمالان :

أحدهما : أن يفرد ؛ فيقال : ثان ، وثانية ، وثالث ، وثالثة ، كما سبق.

والثانى : أن لا يفرد ، وحينئذ : إما أن يستعمل مع ما اشتقّ منه ، وإما أن يستعمل مع ما قبل ما اشتقّ منه.

ففى الصورة الأولى يجب إضافة فاعل إلى ما بعده ؛ فتقول فى التذكير : «ثانى اثنين ، وثالث ثلاثة ، ورابع أربعة ـ إلى عاشر عشرة» وتقول فى التأنيث : «ثانية اثنتين ، وثالثة ثلاث ، ورابعة أربع ـ إلى عاشرة عشر» ، والمعنى : أحد اثنين ، وإحدى اثنتين ، وأحد عشر ، وإحدى عشرة.

وهذا هو المراد بقوله : «وإن ترد بعض الذى ـ البيت» أى : وإن ترد بفاعل ـ المصوغ من اثنين فما فوقه إلى عشرة ـ بعض الذى بنى فاعل منه : أى واحدا مما اشتقّ منه ، فأضف إليه مثل بعض ، والذى يضاف إليه هو الذى اشتقّ منه.

وفى الصورة الثانية يجوز وجهان ؛ أحدهما : إضافة فاعل إلى ما يليه ، والثانى : تنوينه ونصب ما يليه به ، كما يفعل باسم الفاعل ، نحو «ضارب زيد ، وضارب زيدا» فتقول فى التذكير «ثالث اثنين ، وثالث اثنين ، ورابع ثلاثة ، ورابع ثلاثة» ، وهكذا إلى «عاشر تسعة ، وعاشر تسعة» ، وتقول فى التأنيث : «ثالثة اثنتين ، وثالثة اثنتين ، ورابعة ثلاث ، ورابعة ثلاثا» وهكذا إلى «عاشرة تسع ، وعاشرة تسعا» ، والمعنى : جاعل الاثنين ثلاثة ، والثلاثة أربعة.

وهذا هو المراد بقوله : «وإن ترد جعل الأقلّ مثل ما فوق» ، أى : وإن ترد بفاعل ـ المصوغ من اثنين فما فوقه ـ جعل ما هو أقلّ عددا مثل

٤١٥

ما فوقه ، فاحكم له بحكم جاعل : من جواز الإضافة إلى مفعوله ، [وتنوينه] ونصبه.

* * *

وإن أردت مثل ثانى اثنين

مركّبا فجىء بتركيبين (١)

أو فاعلا بحالتيه أضف

إلى مركّب بما تنوى يفى (٢)

وشاع الاستغنا بحادى عشرا

ونحوه ، وقبل عشرين اذكرا (٣)

__________________

(١) «وإن» شرطية «أردت» أراد : فعل ماض مبنى على فتح مقدر فى محل جزم ، فعل الشرط ، وتاء المخاطب فاعله «مثل» مفعول به لأردت ، ومثل مضاف و «ثانى اثنين» مضاف إليه «مركبا» حال من مثل «فجىء» الفاء واقعة فى جواب الشرط ، جى : فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «بتركيبين» جار ومجرور متعلق بقوله «جىء».

(٢) «أو» حرف عطف «فاعلا» مفعول تقدم على عامله وهو قوله «أضف» الآتى «بحالتيه» الجار والمجرور متعلق بمحذوف نعت لقوله «فاعلا» وحالتى المجرور بالياء مضاف لأنه مثنى وضمير الغائب العائد إلى فاعل مضاف إليه «أضف» فعل أمر معطوف بأو على «جىء» فى البيت السابق ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «إلى مركب» جار ومجرور متعلق بقوله «أضف» السابق «بما» جار ومجرور متعلق بقوله : «يفى» الآتى «تنوى» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة «ما» المجرورة محلا بالباء ، والعائد ضمير محذوف يقع مفعولا به لتنوى «يفى» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى مركب ، والجملة من يفى وفاعله فى محل جر صفة لمركب.

(٣) «وشاع» فعل ماض «الاستغنا» قصر للضرورة : فاعل شاع «بحادى عشرا» جار ومجرور متعلق بالاستغنا «ونحوه» الواو عاطفة ، نحو : معطوف على

٤١٦

وبابه الفاعل من لفظ العدد

بحالتيه قبل واو يعتمد (١)

قد سبق أنه يبنى فاعل من اسم العدد على وجهين ؛ أحدهما : أن يكون مرادا به بعض ما اشتقّ منه : كثانى اثنين ، والثانى : أن يراد به جعل الأقلّ مساويا لما فوقه : كثالث اثنين. وذكر هنا أنه إذا أريد بناء فاعل من العدد المركب للدلالة على المعنى الأول ـ وهو أنه بعض ما اشتقّ منه ـ يجوز فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : أن تجىء بتركيبين صدر أولهما «فاعل» فى التذكير ، و «فاعلة» فى التأنيث ، وعجزهما «عشر» فى التذكير ، و «عشرة» فى التأنيث ، وصدر الثانى منهما فى التذكير : «أحد ، واثنان ، وثلاثة ـ بالتاء ـ إلى تسعة» ، وفى التأنيث : «إحدى ، واثنتان ، وثلاث ـ بلا تاء ـ إلى تسع» ، نحو «ثالث عشر ، ثلاثة عشر» وهكذا إلى «تاسع عشر ، تسعة عشر» ،

__________________

ادى عشرا ، ونحو مضاف والضمير مضاف إليه «وقبل» ظرف متعلق بقوله «اذكرا» الآتى ، وقبل مضاف و «عشرين» مضاف إليه «اذكرا» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والألف منقلبة عن نون التوكيد الخفيفة.

(١) «وبابه» معطوف على قوله «عشرين» فى البيت السابق «الفاعل» مفعول به لا ذكر فى البيت السابق «من لفظ» جار ومجرور متعلق باذكر ، أو بنعت لقوله الفاعل محذوف تقديره : الفاعل المصوغ من لفظ ، ولفظ مضاف و «العدد» مضاف إليه «بحالتيه» الجار والمجرور متعلق باذكر ، وحالتى مضاف والضمير مضاف إليه «قبل» ظرف متعلق بمحذوف حال من «الفاعل» وقبل مضاف و «واو» مضاف إليه «يعتمد» فعل مضارع مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى واو ، والجملة من يعتمد ونائب فاعله فى محل جر صفة لواو.

٤١٧

و «ثالثة عشرة ، ثلاث عشرة ـ إلى تاسعة عشرة ، تسع عشرة» ، وتكون الكلمات الأربع مبنية على الفتح.

الثانى : أن يقتصر على صدر المركب الأول ، فيعرب ويضاف إلى المركب الثانى باقيا الثانى على بناء جزءيه ، نحو «هذا ثالث ثلاثة عشر ، وهذه ثالثة ثلاث عشرة».

الثالث : أن يقتصر على المركب الأول باقيا [على] بناء صدره وعجزه ، نحو «هذا ثالث عشر ، وثالثة عشرة» ، وإليه أشار بقوله : «وشاع الاستغنا بحادى عشرا ، ونحوه».

ولا يستعمل فاعل من العدد المركب للدلالة على المعنى الثانى ـ وهو أن يراد به جعل الأقلّ مساويا لما فوقه ـ فلا يقال «رابع عشر ثلاثة عشر» وكذلك الجميع ؛ ولهذا لم يذكره المصنف ، واقتصر على ذكر الأول (١).

وحادى : مقلوب واحد ، وحادية : مقلوب واحدة ، جعلوا فاءهما بعد لامهما ، ولا يستعمل «حادى» إلا مع «عشر» ، ولا تستعمل «حادية» إلا مع

__________________

(١) هذا الذى ذكره الشارح ـ من أنه لا يستعمل فاعل من المركب للدلالة على جعل الأفل مساويا للأكثر ـ هو الذى ذهب إليه الكوفيون وأكثر البصريين ، ومذهب سيبويه رحمه الله أنه يجوز ذلك ؛ ومستنده فى ذلك القياس ؛ ولك حينئذ فى ذلك وجهان :

أولهما : أن تأتى بمركبين صدر أولهما أكبر من صدر ثانيهما بواحد ؛ فتقول : «رابع عشر ثلاثة عشر» ويجب فى هذا الوجه إضافة المركب الأول إلى المركب الثانى ؛ لأن تنوين الأول ونصب الثانى غير ممكن.

والوجه الثانى : أن تحذف عجز المركب الأول ؛ فتقول : «رابع ثلاثة عشر» ويجوز لك فى هذا الوجه إضافة الأول إلى الثانى ، وتنوين الأول ونصب الثانى محلا به.

٤١٨

«عشرة» ويستعملان أيضا مع «عشرين» وأخواتها ، نحو «حادى وتسعون ، وحادية وتسعون».

وأشار بقوله : «وقبل عشرين ـ البيت» إلى أن فاعلا المصوغ من اسم العدد يستعمل قبل العقود ويعطف عليه العقود ، نحو «حادى وعشرون ، وتاسع وعشرون ـ إلى التسعين» وقوله : «بحالتيه» معناه أنه يستعمل قبل العقود بالحالتين اللتين سبقتا ، وهو أنه يقال : «فاعل» فى التذكير ، و «فاعلة» فى التأنيث.

٤١٩

كم ، وكأىّ ، وكذا

ميّز فى الاستفهام «كم» بمثل ما

ميّزت عشرين ككم شخصا سما (١)

وأجز ان تجرّه «من» مضمرا

إن وليت «كم» حرف جرّ مظهرا (٢)

«كم» اسم ، والدليل على ذلك دخول حرف الجر عليها ، ومنه قولهم : «على كم جذع سقفت بيتك» وهى اسم لعدد مبهم ، ولا بدّ لها من تمييز ، نحو «كم رجلا عندك؟» وقد يحذف للدلالة ، نحو «كم صمت؟» أى : كم يوما صمت.

__________________

(١) «ميز» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «فى الاستفهام» جار ومجرور متعلق بميز «كم» قصد لفظه : مفعول به لميز «بمثل» جار ومجرور متعلق بميز ، ومثل مضاف ، و «ما» اسم موصول : مضاف إليه ، مبنى على على السكون فى محل جر «ميزت» فعل وفاعل «عشرين» مفعول به لميزت ، والجملة من الفعل وفاعله ومفعوله لا محل لها صلة الموصول ، والعائد ضمير محذوف مجرور بحرف جر مثل الحرف الذى جر المضاف إلى الموصول : أى ميزت به عشرين «ككم» الكاف جارة ، ومجرورها قول محذوف ، وكم : اسم استفهام مبتدأ «شخصا» تمييز لكم «سما» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى كم الواقعة مبتدأ ، والجملة من سما وفاعله فى محل رفع خبر المبتدأ ، وجملة المبتدأ وخبره فى محل نصب مقول للقول المحذوف.

(٢) «وأجز» الواو عاطفة أو للاستئناف ، أجز : فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «أن» مصدرية «تجره» تجر : فعل مضارع منصوب بأن ، والهاء مفعول به لتجر «من» قصد لفظه : فاعل تجر ، و «أن» المصدرية وما دخلت عليه فى تأويل مصدر مفعول به لأجز «مضمرا» حال من «من» «إن» شرطية «وليت» ولى : فعل ماض ، والتاء للتأنيث «كم» قصد لفظه : فاعل وليت «حرف» مفعول به لوليت ، وحرف مضاف و «جر» مضاف إليه «مظهرا» نعت لحرف جر ، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام.

٤٢٠