الدّعوات

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]

الدّعوات

المؤلف:

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]


المحقق: مدرسة الإمام المهدي « عج »
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مدرسة الامام المهدي « عج »
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٩٨

يا على في السواك اثنتا عشرة خصلة هي السنة ، ومطهرة للفم ، ومجل للبصر ومرضاة للرب تبارك وتعالى ، ويرغم الشيطان ، ويشهى الطعام ويذهب بالبلغم ويزيد في الحفظ ، ويضاعف الحسنات ، وتفرح (١) به الملائكة (٢).

٤٤٤ ـ وقال صلى الله عليه وآله : نظفوا طريق القرآن.

فقيل : يا رسول الله وما طريق القرآن؟ قال : أفواهكم.

قيل : بماذا ننظفه؟ قال : بالسواك (٣).

٤٤٥ ـ وقال صلى الله عليه وآله : استاكوا عرضا ولا تستاكوا طولا (٤).

٤٤٦ ـ وقال عليه السلام : التشويص ـ بالابهام والمسبحة ـ عند الوضوء سواك (٥).

والدعاء عند السواك : اللهم ارزقني حلاوة نعمتك واذقني برد روحك ، وأطلق لساني بمناجاتك وقربني منك مجلسا ، وارفع ذكرى في الاولين ، اللهم يا خير من سئل ويا أجود من اعطى حولنا مما تكره الى ما تحب وترضى وان كانت القلوب قاسية وان كانت الاعين جامدة ، وان كنا اولى بالعذاب فأنت أولى بالمغفرة ، اللهم أحينى في عافية وأمتنى في عافية (٦).

__________________

(١) في نسخة ـ ب ـ : يفرح.

(٢) عنه المستدرك : ١ / ٥٣ ح ١ وفى البحار ٧٦ / ١٢٩ ح ١٤ عنه وعن الخصال : ٢ / ٤٨١ ح ٥٣ و ٥٤ وثواب الاعمال ص ٣٤ وأخرجه في البحار : ٨٠ / ٣٤٢ والوسائل : ١ / ٣٥٦ ح ٧ عن الخصال نحوه.

(٣) وأخرجه في البحار : ٧٦ / ١٣٠ ح ٢٢ وج ٨٠ / ٣٤٣ ح ٢٢ وج ٩٢ / ٢١٣ ح ١١ والوسائل : ١ / ٣٥٧ ح ١ عن المحاسن : ٢ / ٥٦٨ ح ٩٢٨.

(٤) عنه البحار : ٧٦ / ١٣٩ صدر ح ٥٣. (٥) في نسخة ـ ب ـ : مسواك ، وفى البحار : السواك.

(٦) عنه البحار : ٧٦ / ١٣٩ ذ ح ٥٣ وج ٨٠ / ٣٤٤ ح ٢٧ والمستدرك : ١ / ٥٤ ح ١.

١٦١

٤٤٧ ـ وعن الفضل بن شاذان رضى الله عنه ، سمعت الرضا عليه السلام يقول : لما حمل رأس الحسين عليه السلام الى الشام ، أمر يزيد (لعنه الله) باحضاره ، فوضع في طشت تحت سريره ، وبسط رقعة الشطرنج وجلس يزيد عليه اللعنة يلعب بالشطرنج ويذكر الحسين صلوات الله عليه وأباه وجده صلى الله عليه وآله ويستهزئ يذكرهم ، فمتى قمر صاحبه تناول الفقاع فشربه ثلاث مرات ، ثم صب فضلته على ما يلى الطشت.

فمن كان من شيعتنا فليدع من شرب الفقاع ، واللعب بالشطرنج.

ومن نظر الى الفقاع والشطرنج فليذكر الحسين عليه السلام وليلعن يزيد وآل زياد يمح الله عزوجل بذلك ذنوبه ولو كانت كعدد النجوم (١).

٤٤٨ ـ وكان زين العابدين عليه السلام يصلى صلاة الغداة ، ثم يثبت (٢) في مصلاه حتى تطلع (٣) الشمس ثم يقوم فيصلى صلاة طويلة ثم يرقد رقدة ، ثم يستيقظ فيدعو بالسواك فيستن ، ثم يدعو بالغداء (٤).

٤٤٩ ـ ولما بعث المختار برأس عمر بن سعد (عليه اللعنة) إليه وقال (لا تعلم أحدا ما معك حتى يضع الغداء) فدخل وقد وضعت المائدة ، فخر زين العابدين عليه السلام ساجدا وبكى وأطال البكاء ثم جلس ، فقال : الحمد لله الذى ادرك لى بثأري قيل وفاتي (٥).

__________________

(١) عنه البحار : ٧٩ / ٢٣٧ وعن جامع الاخبار : ١٧٩ وأخرجه في البحار : ٦٦ / ٤٩٢ ح ٣٤ وج ٤٥ / ١٧٦ ح ٢٣ عن عيون أخبار الرضا : ٢ / ٢١ ح ٥٠ وفى الوسائل : ١٧ / ٢٩٠ ح ١٣ عن الفقيه : ٤ / ٤١٩ ح ٥٩١٥ والعيون ، وذيله في البحار ٤٤ / ٢٢٩ ح ٢ عن العيون.

(٢) في البحار : ٧٦ : يعقب.

(٣) في نسختي الاصل : يطلع.

(٤) عنه البحار : ٦٦ / ٣٤٦ وج ٧٦ / ١٨٦ ح ٢ وج ٩١ / ٣٨١ ح ٢ والمستدرك : ١ / ٤٧٠ ح ٣.

(٥) راجع البحار : ٤٥ / ٣٣٧ ـ ٣٩٠.

١٦٢

الباب الثالث

في ذكر المرض ومنافع (ه) العاجلة والاجلة وما يجرى مجراها

فصل

في صلاة المريض وصلاحه وأدبه ودعائه عند المرض

٤٥٠ ـ قال النبي صلى الله عليه وآله : للمريض أربع خصال : يرفع عنه القلم ، ويأمر الله الملك فيكتب له كل فعل كان يعمله في صحته (وينفع) (١) كل عضو من جسده ، فيستخرج ذنوبه منه ، فان مات مات مغفورا له وان عاش عاش مغفورا له (٢).

٤٥١ ـ وقال صلى الله عليه وآله : ان المسلم إذا ضعف من الكبر يأمر الله الملك أن يكتب له في حاله تلك ما كان يعمل وهو شاب نشيط مجتمع ، ومثل ذلك إذا مرض وكل الله ملكا يكتب له في سقمه ما كان يعمل من الخير في صحته (٣).

__________________

(١) في نسخة ـ ب ـ : وينقع.

(٢) وأخرجه في البحار : ٨١ / ١٨٤ والوسائل : ٢ / ٦٢٤ ح ١٧ عن ثواب الاعمال ٢٣٠ ح ٢ وأروده في أعلام الدين : ٢٤٦ مخطوط. (٣) عنه البحار : ٨١ / ١٨٧ ح ٤٥ وقطعة منه في البحار : ٦ / ١٢٠ ح ٨ والمستدرك : ١ / ٧٩ ح ١٦.

١٦٣

٤٥٢ ـ وقال صلى الله عليه وآله : أربع من كنوز الجنة : كتمان الفاقة ، وكتمان الصدقة وكتمان المصيبة ، وكتمان الوجع (١).

٤٥٣ ـ وروى أن موسى عليه السلام قال : يا رب دلنى على عمل إذا أنا عملته نلت به رضاك ، فأوحى الله إليه (يا ابن عمران ان رضاى في كرهك (٢) ولن تطيق ذلك) قال : فخر موسى عليه السلام ساجدا باكيا ، فقال : يا رب خصصتني بالكلام ولم تكلم بشرا قبلى ، ولم تدلني على عمل أنال به رضاك.

فأوحى الله إليه (ان رضاى في رضاك بقضائي) (٣).

٤٥٤ ـ وسئل زين العابدين عليه السلام عن الزهد ، فقال : الزهد عشرة أجزاء فأعلى درجات الزهد أدنى درجات الورع ، وأعلى درجات الورع أدنى درجات اليقين ، وأعلى درجات اليقين أدنى درجات الرضى ألا وان اجماع الزهد في آية من كتاب الله عزوجل (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم) (٤).

فقال الرجل : لا اله الا الله فقال على بن الحسين عليه السلام : وأنا أقول : لا اله الا الله والحمد لله رب العالمين (فإذا قال أحدكم لا اله الا الله فليقل والحمد لله رب العالمين لان الله تبارك وتعالى يقول (فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين) (٥).

__________________

(١) عنه البحار : ٨١ / ٢٠٨ صدر ح ٢٣ والمستدرك : ١ / ٨١ صدر ح ٣.

(٢) في نسخة ـ ب ـ : كرمك.

(٣) عنه البحار : ١٣ / ٣٥٨ ح ٦٨ وج ٨٢ / ١٣٤ وأخرجه في البحار : ٨٢ / ١٤٣ والمستدرك : ١ / ١٣٨ ح ١٢ عن مسكن الفؤاد : ٥٤ نحوه.

(٤) الحديد : ٢٣.

(٥) صدره في البحار : ٧٠ / ٣١٠ ح ٥ عنه وعن معاني الاخبار. ٢٥٢ ح ٤ وذيله في البحار : ٩٣ / ٢٠٨ ح ١٣ وأخرجه في البحار : ٧٣ / ٥٠ ح ٢٢ عن الكافي : ٢ / ١٢٨ ح ٣ ، وفى البحار : ٧٨ / ١٣٦ ح ١١ عن تحف العقول : ٢٧٨ وفى الوسائل : ١١ / ٣١٢ ح ٦ عن الكافي والمعاني والخصال : ٢ / ٤٣٧ ح ٢٤ وأورده في تنبيه الخواطر : ٢ / ١٩١ ، وما بين المعقوفين سقط من نسخة ـ أ ـ والاية من سورة المؤمن : ٦٥.

١٦٤

٤٥٥ ـ وقال الباقر عليه السلام : كان الناس يعتبطون اعتباطا فلما كان زمن ابراهيم عليه السلام قال : يا رب اجعل للموت علة يؤجر بها الميت (١).

٤٥٦ ـ وعن ابن عباس رضى الله عنه ، ان أمرأة أيوب عليه السلام قالت له يوما : ودعوت الله أن يشفيك؟ فقال : ويحك كنا في النعماء سبعين عاما ، فهلم نصبر في الضراء مثلها ، قال : فلم يمكث بعد ذلك الا يسيرا حتى عوفي (٢).

٤٥٧ ـ (و) قال ابن المبارك : قلت لمجوسي : (ألا تؤمن؟) (٣).

(قال : لا. قلت : لم؟) (٤)

قال : لان (٥) في المؤمنين أربع خصال لا احبها (٦) يقولون بالقول ولا يأتون بالعمل.

قلت : وما هو (٧)؟

قال : يقولون جميعا : ان فقراء امة محمد صلى الله عليه وآله يدخلون الجنة قبل الاغنياء

__________________

(١) عنه البحار : ٨١ / ١٨٨ والمستدرك : ١ / ٨٠ ح ٢٠.

(٢) عنه البحار : ١٢ / ٣٤٨ ح ١٢ وج ٨١ / ٢١٠ والمستدرك : ١ / ٩٥ ح ١٩.

(٣) ما بين المعقوفين من نسخة ـ ب ـ والبحار.

(٤) ما بين القوسين ليس في البحار.

(٥) في البحار والمستدرك : ان.

(٦) في البحار : لا أحبهن.

(٧) في البحار والمستدرك : هي.

١٦٥

بخمس مائة عام ، وما أرى أحدا منهم يطلب الفقر ، ولكن يفر منه.

ويقولون : ان المريض يكفر عنه الخطايا ، وما أرى أحدا منهم يطلب المرض ، ولكن يشكو ويفر منه.

ويزعمون أن الله رازق العباد ولا يستريحون بالليل والنهار من طلب الرزق ، ويزعمون أن الموت حق وعدل ، وان مات أحد منهم يبلغ صياحهم (الى) (١) السماء.

(وروى أن مناظرة هذا المجوسى كانت مع أبى عبد الله عليه السلام وأنه توفى على الاسلام على يديه) (٢).

٤٥٨ ـ وقال النبي صلى الله عليه وآله : عجبت للمؤمن وجزعه من السقم ، ولو علم ما له في السقم لاحب ألا يزال سقيما حتى يلقى ربه عزوجل (٣).

٤٥٩ ـ وقال ابن عباس رضى الله عنه : لما علم الله أن أعمال العباد لا تفى بذنوبهم ، خلق لهم الامراض ليكفر عنهم (بها) (٤) السيئات (٥).

٤٦٠ ـ وسئل النبي صلى الله عليه وآله : أي الناس أشد بلاء؟ قال : الانبياء ثم الاوصياء ثم الصالحون ثم الامثل فالامثل (٦).

٤٦١ ـ وقال صلى الله عليه وآله : إذا أحب الله عبدا ابتلاه ، فإذا أحبه (الله) (٧) الحب

__________________

(١) ما بين القوسين ليس في البحار.

(٢) عنه البحار : ٨١ / ٢١٠ والمستدرك : ١ / ٩٥ ح ٢٠ وما بين المعقوفين من البحار.

(٣) عنه البحار : ٨١ / ٢١٠ والمستدرك : ١ / ٨٠ ح ١٩.

(٤) ما بين المعقوفين من البحار.

(٥) عنه البحار : ٨١ / ١٨٨ ، والمستدرك : ١ / ٨٠ ح ٢١. (٦) عنه البحار : ٨١ / ١٨٨.

(٧) ما بين القوسين ليس في شرح النهج وقال ابن الاثير في النهاية ـ اقتنى الشئ أي اتخذه واصطفاه لنفسه.

١٦٦

البالغ اقتناه.

قالوا : وما اقتناؤه؟ قال : ألا يترك له مالا ولا ولدا (١).

٤٦٢ ـ وقال صلى الله عليه وآله : من كنوز البر كتمان المصائب ، والامراض والصدقة (٢) ٤٦٣ ـ وقال عليه السلام : وجدنا خبر عيشنا الصبر (٣).

٤٦٤ ـ وقال أمير المؤمنين عليه السلام : الجزع أتعب من الصبر (٤).

٤٦٥ ـ وقال عليه السلام : ألا اخبركم بأفضل آية في كتاب الله عزوجل ، حدثنا به رسول الله صلى الله عليه وآله (ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) (٥) وسوف افسرها لك يا على ما أصابكم من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا فبما كسبت أيديكم ، والله عزوجل أكرم من أن يثنى عليهم العقوبة في الاخرة ، وما عفا عنه في الدنيا فالله تبارك وتعالى أحلم من أن يعود في عفوه (٦).

٤٦٦ ـ وقال النبي صلى الله عليه وآله : يقول الله عزوجل : أيما عبد من عبادي مؤمن ابتليته ببلاء على فراشه ، فلم يشك الى عواده ، أبدلته لحما خيرا من لحمه ، ودما خيرا من دمه ، فان قبضته فالى رحمتى ، وان عافيته عافيته وليس له ذنب.

فقيل : يا رسول الله ، ما لحم خير من لحمه؟ قال : لحم لم يذنب ، ودم خير من دمه دم لم يذنب (٧).

٤٦٧ ـ وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : وعك أبو ذر فأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله

__________________

(١) عنه البحار : ٨١ / ١٨٨ ، ورواه ابن أبى الحديد في شرح النهج : ١٨ / ٣١٨.

(٢) عنه البحار : ٨١ / ٢٠٨ ذ ح ٢٣ ، والمستدرك : ١ / ٨١ ب ٣ ح ٣.

(٣) عنه البحار : ٨١ / ٢١٠ ذ ح ٢٥.

(٤) عنه البحار : ٨٢ / ١٣١ ح ١٦ ، والمستدرك : ١ / ١٤٣ ب ٦٨ ح ٣.

(٥) الشورى / ٣٠.

(٦) عنه البحار : ٨١ / ١٨٨ ، وأخرجه في البحار : ٧٣ / ٣١٦ عن مجمع البيان ٩ / ٣١ باختلاف يسير.

(٧) عنه البحار : ٨١ / ٢٠٨ ذ ح ٢٣ والمستدرك : ١ / ٨١ ذ ح ٣ ب ٣.

١٦٧

فقلت : يا رسول الله ان أبا ذر قد وعك ، فقال : امض بنا إليه نعوده ، فمضينا إليه جميعا ، فلما جلسنا قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : كيف أصبحت يا أبا ذر؟ قال : أصبحت وعكا يا رسول الله ، فقال : أصبحت في روضة من رياض الجنة قد انغمست في ماء الحيوان وقد غفر الله لك ما تقدم (من ذنبك) (١) فأبشر يا أبا ذر (٢).

٤٦٨ ـ وعن الباقر عليه السلام قال : قال على بن الحسين عليه السلام : مرضت مرضا شديدا فقال لى أبى عليه السلام : ما تشتهى؟ فقلت أشتهى أن أكون ممن لا أقترح على (الله) (٣) ربى ما يدبره لى ، فقال لى : أحسنت ، ضاهيت ابراهيم الخليل عليه السلام حيث قال له جبرئيل عليه السلام : هل من حاجة؟ فقال : لا أقترح على ربى ، بل حسبى الله ونعم الوكيل (٤).

٤٦٩ ـ وقال الصادق عليه السلام : مرض أمير المؤمنين عليه السلام فعاده قوم ، فقالوا له : كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟.

(ف) (٥) قال : أصبحت بشر.

فقالوا (له) (٦) : سبحان الله هذا كلام مثلك؟! فقال : يقول الله تعالى (ونبلونكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون) (٧) فالخير الصحة والغنى ، والشر المرض والفقر ابتلاءا واختيارا (٨).

__________________

(١) في البحار والمستدرك : ما يقدح من دينك.

(٢) عنه البحار : ٢٢ / ٤٣٤ ح ٤٨ ، والبحار : ٨١ / ١٨٨ ذ ح ٤٥ ، والمستدرك : ١ / ٨٠ ح ٢٢.

(٣) ما بين المعقوفين من البحار.

(٤) عنه البحار : ٨١ / ٢٠٨ ح ٢٤ ، والمستدرك : ١ / ٩٥ ح ١٦. (٥ و ٦) ما بين المعقوفين من البحار.

(٧) الانبياء.

(٨) عنه البحار : ٨١ / ٢٠٩ ح ٢٥ والمستدرك : ١ / ٩٥ ح ١٨ ، وأخرجه في البحار : ٥ / ٢١٣ عن مجمع البيان : ٧ / ٤٦ باختلاف يسير.

١٦٨

٤٧٠ ـ وقال الرضا عليه السلام : ثمانية أشياء لا تكون الا بقضاء الله وقدره : النوم ، واليقظة ، والقوة ، والضعف ، والصحة ، والمرض ، والموت ، والحياة (١).

٤٧١ ـ وقال النبي صلى الله عليه وآله : يقول الله عزوجل : (من لم يرض بقضائي ، ولم يشكر لنعمائي ، ولم يصبر على بلائى ، فليتخذ ربا سوائى (٢).

٤٧٢ ـ وقال صلى الله عليه وآله : من أصبح حزينا على الدنيا ، أصبح ساحطا على الله ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فانما يشكو الله عزوجل.

وأوحى الله عزوجل الى عزير (يا عزير) (٣) إذا وقعت في معصية فلا تنظر الى صغرها ولكن انظر من عصيت ، وإذا اوتيت رزقا منى فلا تنظر الى قلته ، ولكن انظر من أهداه ، وإذا نزلت اليك بلية فلا تشك الى خلقي كما لا أشكوك الى ملائكتي عند صعود مساوئك وفضائحك (٤).

٤٧٣ ـ وقال أمير المؤمنين عليه السلام : (من عظم صغار المصائب ابتلاه الله بكبارها (٥).

و (قال) عليه السلام : وامش بدائك ما مشى بك) (٦)

__________________

(١) وأخرجه في البحار : ٥ / ٩٥ ح ١٧ عن الاحتجاج ولم نجده عنه ، والظاهر ان في البحار اشتباه احيث جعل ح ١٧ عطفا على ح ١٦ المروى عن الاحتجاج.

(٢) عنه البحار : ٨٢ / ١٣٢ ، وأخرجه في البحار : ٥ / ٩٥ ح ١٨ عن الاحتجاج ولم نجده فيه كما في الحديث الذى قبله ، ورواه في روضة الواعظين : ١ / ٣٩ وجامع الاخبار : ١٣٣ ، وجواهر السنية : ٧٩ ورواه في كنز الكراجكى : ١٦٩ وترك فقرة منه. (٣) ما بين المعقوفين من البحار.

(٤) عنه البحار : ٨٢ / ١٣٢ ذ ح ١٦ ، والبحار : ١٤ / ٣٧٩ ذ ح ٢٥ ، والبحار : ٧٨ / ٤٥٢ ح ٢٠ ، والمستدرك : ١ / ٨١ ب ٣ ذ ح ٣ وج ٢ / ٣١٥ ح ١٤.

(٥) عنه المستدرك : ١ / ١٤٩ ذ ح ١٥ وفى البحار : ٨٢ / ١٣٦ ح ٢٠ عنه وعن نهج البلاغة : ٥٥٥ رقم ٤٤٨.

(٦) وأخرجه في البحار : ٦٢ / ٦٨ ح ١٩ وج ٨١ / ٢٠٤ ح ٧ والوسائل : ٢ / ٦٢٩ ح ١٢ عن نهج البلاغة : ٤٧٢ حكم ٢٧ وما بين المعقوفين من البحار.

١٦٩

٤٧٤ ـ وقيل لابي الدرداء في علة ما تشتكى؟ قال : ذنوبي.

قيل : فما تشتهى؟ قال : الجنة.

قيل : أندعو لك طبيبا؟ قال : الطبيب أمرضني (١).

٤٧٥ ـ وقال أبو عبيدة في حديث النبي صلى الله عليه وآله (حين أتاه عمر فقال : انا نسمع أحاديث من اليهود (٢) تعجبنا ، أفترى أن نكتب بعضها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أمتهوكون أنتم (كما) تهوكت اليهود (٣) والنصارى؟ لقد جئتكم (بها) بيضاء نقية ، ولو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعى.

قال أبو عبيدة (معناه) (٤) أمتحيرون أنتم في الاسلام (و) لا تعرفون دينكم حتى تأخذوه من اليهود والنصارى؟ كأنه كره ذلك (منه) (٥).

٤٧٦ ـ ودخل بعض علماء الاسلام على الفضل بن يحيى وقد حم وعنده بختيشوع المتطبب يقول له : ينبغى ـ أن يحتمى سنة ـ من حم يوما أو ليلة.

فقال العالم : صدق (الرجل في) (٦) ما يقول.

فقال له الفضل : سرعان ما صدقته.

فقال : انى لا اصدقه ولكن سمعت أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : حمى يوم كفارة سنة ، فلولا أنه يبقى تأثيرها في البدن (سنة) (٧) لما صارت كفارة (ذنوب سنة) (٨) ،

__________________

(١) عنه البحار : ٨١ / ٢١٠ ذ ح ٢٥.

(٢) في الاصل : أحاديثنا من يهود.

(٣) في الاصل : أمتهركون أنتم تهركت اليهود.

(٤) ما بين المعقوفين من لسان العرب.

(٥) عنه البحار : ٢ / ٩٩ ح ٥٤ ، وفى نهاية ابن الاثير ـ في غريب الحديث ـ ج ٥ ص ٢٨٢ وفيه (هوك) والتهوك : السقوط وكل ما بين المعقوفين من البحار. (٦ و ٧) ما بين المعقوفين من البحار.

(٨) في الاصل : ذنوبها.

١٧٠

وانما قال الفضل ذلك لان علماء الاسلام كانوا لاموا الخليفة ووزراءهم (١) في تعظيمهم النصارى للتطبب (٢).

٤٧٧ ـ قال النبي صلى الله عليه وآله : الحمى حظ كل مؤمن من النار ، الحمى من فيح جهنم ، الحمى رائد الموت (٣).

٤٧٨ ـ وسئل زين العابدين عليه السلام عن الطاعون أنبرأ ممن يلحقه فانه معذب؟ فقال عليه السلام : ان كان عاصيا فابرأ منه طعن أو لم يطعن ، وان كان لله عزوجل مطيعا فان الطاعون ممن يمحص (به) (٤) ذنوبه ، ان الله عزوجل عذب به قوما ويرحم به آخرين ، واسعة قدرته لما يشاء ، الا ترون انه جعل الشمى ضياءا لعباده ، ومنضجا لثمارهم ، ومبلغا لاقواتهم ، وقد يعذب بها قوما يبتليهم بحرها يوم القيامة (بذنوبهم) (٥) وفى الدنيا بسوء أعمالهم (٦).

٤٧٩ ـ وقال النبي صلى الله عليه وآله : لولا ثلاث في ابن آدم ما طأطأ رأسه شئ : المرض ، والموت ، والفقر ، وكلهن فيه ونه معهن لوثاب (٧).

٤٨٠ ـ وقال عليه السلام : ما يصيب (المؤمن) (٨) من وصب ولا نصب ولا سقم ،

__________________

(١) في البحار هكذا : لان العلماء في ذلك كانوا يلومون الخلفاء والوزراء.

(٢) عنه البحار : ٨١ / ٢٠٩ ذ ح ٢٥ والمستدرك : ٩٥ ١ ذ ح ١٨.

(٣) عنه البحار : ٨ / ١٨٨ ١ ذ ح ٤٥ والمستدرك : ١ / ٨٠.

(٤) ما بين المعقوفين من البحار.

(٥) ما بين المعقوفين من نسخة ـ ب ـ والبحار.

(٦) عنه البحار : ٦ / ١٢٤ ح ١٠ وج ٧٥ / ١٦ ح ١٠ وج ٨١ / ٢١٣ ح ١.

(٧) عنه البحار : ٦ / ١٨٨ ح ٥ ، وج ٧٢ / ٥٣ ح ٨٢ ، وج ٨١ / ١٨٨ وفى البحار ج ٥ / ٣١٦ عن الخصال : ١ / ١١٣ ح ٨٩ ورواه في معدن الجواهر : ٣٦ ، ونزهة الناظر : ٣٨ ومقصد الراغب : ١٣٦ عن الحسين (ع).

(٨) ما بين المعقوفين من البحار.

١٧١

ولا أذى ، ولا حزن ، (ولا هما) (١) حتى الهم يهمه الا كفر الله به من خطاياه وما ينتظر أحدكم من الدنيا الا غنى مطغيا ، أو فقرا منسيا ، أو مرضا مفسدا ، أو هرما (منفذا) (٢) أو موتا مجهزا (٣).

٤٨١ ـ وقال عليه السلام : لا تذهب حبيبتا عبد فيصبر ويحتسب الا دخل الجنة (٤).

٤٨٢ ـ قال عليه السلام : ان الله يبغض العفرية النفرية الذى لم يزرء في جسمه ولا ماله (٥).

٤٨٣ ـ وقال عليه السلام : ان الرجل ليكون له الجنة عند الله لا يبلغها بعمله حتى يبتلى ببلاء في جسمه فيبلغها بذلك (٦).

٤٨٤ ـ وقال عليه السلام : يقول الله عزوجل : إذا وجهت الى عبد من عبيدى مصيبة في بدنه أو ماله أو ولده ، ثم استقبل ذلك (٧) بصبر جميل استحييت منه يوم القيامة ان أنصب له ميزانا أو أنشر له ديوانا (٨).

٤٨٥ ـ وقال عليه السلام : إذا اشتكى المؤمن أخلصه الله من الذنوب كما يخلص

__________________

(١) ما بين المعقوفين من نسخة ـ ب ـ والبحار.

(٢) في نسخة ـ أ ـ : منفذا وفى المستدرك منقذا. (٣) عنه البحار : ٨١ / ١٨٨ ، والمستدرك : ١ / ٨٠ ح ٢٣. وفى البحار : قال صلى الله عليه وآله.

(٤) عنه البحار : ٨١ / ١٧٤ ذ ح ١١ ، والمستدرك : ١ / ٨١ ح ٤ وفيهما : ادخل بدل : دخل.

(٥) عنه البحار : ٨١ / ١٧٤ ذ ح ١١ ، والمستدرك : ١ / ٧٩ ح ١٧.

(٦) عنه البحار : ٨١ / ١٧٤ ذ ح ١١ ، والمستدرك : ١ / ٨٠ ح ١٨.

(٧) في نسختي الاصل : بذلك.

(٨) عنه البحار : ٨١ / ٢٠٩ ، والمستدرك : ١ / ٨٠ ح ٢٥.

١٧٢

الكير الخبث من الحديد (١).

٤٨٦ ـ وقال عليه السلام : أربعة يستأنفون (٢) العمل : المريض إذا برئ ، والمشرك إذا أسلم ، والحاج إذا فرغ ، والمنصرف من الجمعة ايمانا واحتسابا (٣).

٤٨٧ ـ وقال عليه السلام : من مرض يوما بمكة كتب الله (له) (٤) من العمل الصالح الذى (كان) (٥) يعمله عبادة ستين سنة ، ومن صبر على حر مكة ساعة تباعدت منه النار مسيرة مائة عام ، وتقربت منه الجنة مسيرة مائة عام (٦).

دعاء العليل :

٤٨٨ ـ عن الصادق عليه السلام : اللهم انى ادعوك دعاء العليل الذليل الفقير دعاء من اشتدت فاقته ، وقلت حيلته ، وضعف عمله ، وألح البلاء عليه ، دعاء مكروب ان لم تدركه هلك ، وان لم تسعده فلا حيلة له ، فلا تحط بى (٧) مكرك ، ولا تثبت (٨) على غضبك ، ولا تضطرني الى اليأس من روحك ، والقنوط من رحمتك ، اللهم انه لا طاقة لى ببلائك ، ولا غنى بى عن رحمتك ، وهذا أمير المؤمنين أخو نبيك ووصى نبيك ، اتوجه به اليك فانك جعلته مفزعا لخلقك (٩) واستودعته علم

__________________

(١) عنه البحار : ٨١ / ١٨٩ ، والمستدرك : ١ / ٨٠ ح ٢٤.

(٢) في نسختي الاصل : استأنفوا.

(٣) وأخرجه في البحار : ٨١ / ١٨٦ ح ٤٣ عن نوادر الراوندي : ٢٤.

(٤) ما بين المعقوفين من نسخة ـ ب ـ والبحار.

(٥) ما بين المعقوفين من البحار والمستدرك.

(٦) عنه البحار : ٩٩ / ٨٥ ح ٤٧ والمستدرك : ٢ / ١٤٥ ب ٢٨ ح ٣. (٧) في البحار : به.

(٨) في نسختي الاصل : تبيت.

(٩) في نسخة ـ ب ـ : بحقك ، وفي نسخة ـ أ ـ : لحقك.

١٧٣

ما سبق وما هو كائن ، فاكشف به ضرى وخلصني من هذه البلية الى ما دعوتني من رحمتك ، ياهو ياهو ياهو ، انقطع الرجاء الا منك (١).

٤٨٩ ـ وكان عليه السلام يقول : اللهم اجعله أدبا ولا تجعله غضبا (٢).

٤٩٠ ـ وكان زين العابدين عليه السلام إذا مرض يدعو : اللهم لك الحمد على ما لم أزل اتصرف فيه من سلامة بدنى ، ولك الحمد على ما أحدثت لى من علة (في) (٣) جسدي ، فما أدرى يا الهى (على ما لم أزل أتصرف فيه ، الى) (٤) أي الحالين أحق بالشكر لك وأى الوقتين أولى بالحمد اليك؟ أوقت الصحة التى هنأتني فيها طيبات رزقك وانشطتني بها لابتغاء (مرضاتك و) (٥) فضلك ، وقويتني (على ما أهبت بى إليه) (٦) من طاعتك أم وقت العلة التى (افديتنيها) والسقم الذى اتحفتنى به؟ (٧) تخفيفا لما ثقل على (٨) من الخطيئات ، وتطهيرا لما انغمست فيه من السيئات ، وتنبيها لتناول التوبة ، وتذكيرا لمحو الحوبة (بتقديم النعمة) (٩) وفى خلال ذلك ما يكتب لى الكاتبان من زكى الاعمال ما لا قلب فكر فيه ولا لسان نطق به ولا جارحة تكفلته ، أفضا منك على ، واحسانا من صنيعك الى.

__________________

(١) عنه البحار : ٩٥ / ١٨ ح ١٨ والمستدرك : ١ / ٨٥ ح ١٧.

(٢) عنه البحار : ٩٥ / ١٨ ذ ح ١٨.

(٣) من الصحيفة.

(٤) ما بين المعقوفين من نسخة ـ ب ـ.

(٥) ما بين المعقوفين من الصحيفة.

(٦) في الصحيفة : معها على ما وفقتنى له ، بدل : على أهبت بى إليه.

(٧) في الصحيفة : محصتني بها والنعم التى أتحفتني بها.

(٨) في الصحيفة : على ظهرى.

(٩) ما بين المعقوفين من الصحيفة.

١٧٤

اللهم (صل على محمد وآله) (١) وحبب (٢) الى ما رضيت لى ، ويسر على ما أحللت بى وطهرني من ذميم ما أسلفت ، وامح عنى سئ ما قدمت وأوجدني حلاوة العافية ، واذقني برد السلامة ، واجعل مخرجى عن علتى الى عفوك ومتحولي عن مصرعي الى تجاوزك (وخلاصي من كربى الى روحك وسلامتي من هذه الشدة الى فرجك) (٣) انك المتفضل بالاحسان ، المتطول بالامتنان ، والوهاب الكريم ، (خير معين ومستعان) (٤) (٥).

٤٩١ ـ ومن دعائه عليه السلام رب انك قد حسنت خلقي وعظمت عافيتي ووسعت على في رزقك ، لم تزل تنقلني من نعمة الى كرامة (ومن كرامة) (٦) الى رضا ، تجدد لى ذلك في ليلى ونهارى لا أعرف غير ما أنا فيه من عافيتك يا مولاى حتى (٧) ظننت ان ذلك واجب عليك لى وانه لا ينبغى لى ان أكون في غير مرتبتي ، لانى لم أذق طعم البلاء فاجد لذة الرضا ، ولم يذللنى الفقر فاعرف لذة الغنى ، ولم يلهني (٨) الخوف فأعرف فضل الامن.

يا الهى فأصبحت وأمسيت في غفلة مما فيه غيرى ممن هو دوني ، نكرت (٩) آلاءك ولم أشكر نعماءك ، ولم اشك في ان الذى انا فيه دائم غير زائل عنى ، ولا

__________________

(١) ما بين المعقوفين من الصحيفة.

(٢) في الاصل : فحبب. (٣ و ٤) ما بين المعقوفين من الصحيفة.

(٥) الصحيفة الكاملة السجادية : ٧٩ دعاء : ١٥ وفيه : ذو الجلال والاكرام بدل : خير معين ومستعان وأورده في البلد الامين : ٤٥١ ومصباح الكفعمي : ١٤٩.

(٦) ما بين المعقوفين من نسخة ـ ب ـ.

(٧) في نسختي الاصل : حين.

(٨) في نسختي الاصل : يهنى.

(٩) في نسخة ـ ب ـ : فكرت.

١٧٥

احدث نفسي بانتقال عافية ولا حلول فقر ولا خوف ولا حزن في عاجل دنياى وفى آجل آخرتي.

فحال ذلك بينى وبين التضرع اليك في دوام ذلك لى مع ما أمرتنى به من شكرك (ووعدتني عليه من شكرك) (١) ووعدتني عليه من المزيد من لديك فسهوت ، ولهوت ، وغفلت ، وأشرت ، وبطرت ، وتهاونت ، حتى جاء التغيير مكان العافية بحلول البلاء ، ونزل الضر منزل الصحة بأنواع الاذى ، وأقبل الفقر بأزالة الغنى فعرفت ما كنت فيه للذى صرت إليه فسألتك مسألة من لا يستوجب ان تسمع له دعوة ، لعظيم ما كنت فيه من الغفلة ، وطلبت طلبة من لا يستحق نجاح الطلبة للذى كنت فيه من اللهو والغرة ، وتضرعت تضرع من لا يستوجب الرحمة الذى كنت فيه من الزهو والاستطالة (فركنت) (٢) الى ما إليه صيرتني ، وان (كان) (٣) الضر قد مسنى والفقر قد أذلني ، والبلاء قد جاءني.

فان يك ذلك (يا) (٤) الهى من سخطك على فأعوذ بحلمك من سخطك يا مولاى.

وان كنت أردت ان تبلوني فقد عرفت ضعفى وقلة حيلتى إذ قلت (ان الانسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا) (٥).

وقلت : (فاما الانسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربى اكرمن واما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربى اهانن) (٦).

__________________

(١) ما بين المعقوفين من نسخة ـ أ ـ. (٢) في الصحيفة : فركبت.

(٣) ما بين المعقوفين من نسخة ـ ب ـ.

(٤) ما بين المعقوفين من نسخة ـ أ ـ.

(٥) المعارج / ١٩ ـ ٠ ١٢ (٦) الفجر / ١٥ و ١٦.

١٧٦

وقلت : (ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى) (١).

وقلت : (وإذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما ، فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا الى ضر مسه) (٢).

وقلت : (وإذا مس الانسان ضر دعى ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسى ما كان يدعو إليه من قبل) (٣).

وقلت : (ويدعو الانسان بالشر دعاءه بالخير وكان الانسان عجولا) (٤).

وقلت : (وإذا أذقنا الانسان منا رحمة فرح بها) (٥) صدقت وبررت ، يا مولاى فهذه صفاتي التى أعرفها من نفسي قد مضت بقدرتك في ، غير ان وعدتني منك وعدا حسنا أن أدعوك فتستجيب لى.

فانا أدعوك كما أمرتنى ، فاستجب لى كما وعدتني ، وأردد على نعمتك وانقلنى مما أنا فيه الى ما هو أكبر منه حتى أبلغ منه رضاك وأنال به ما عندك (فيما أعدد ته لاوليائك (٦) الصالحين ، انك سميع الدعاء قريب مجيب ، وصلى الله على محمد وآله الطيبين (الطاهرين) (٧) الاخيار (٨).

٤٩٢ ـ ومن دعائه عند ذكر الموت :

__________________

(١) العلق / ٦ و ٧.

(٢) يونس / ١٢.

(٣) الزمر / ٨.

(٤) الاسراء / ١١.

(٥) الشورى / ٤٨.

(٦) في الاصل : ما أعددته أولياؤك.

(٧) ما بين المعقوفين من نسخة ـ ب ـ.

(٨) الصحيفة السجادية الخامسة : ٢٧٨.

١٧٧

اللهم (صل على محمد وآله و) (١) اكفنا طول الامل وقصره عنا بصدق الحذر (٢) ، حتى لا نؤمل استتمام ساعة بعد ساعة ، ولا استئمام (٣) يوم بعد يوم ، ولا اتصال نفس بنفس ولا لحوق قدم بقدم ، سلمنا من غروره وآمنا من شروره ، وانصب الموت بين أعيننا نصبا ، ولا تجعل ذكرنا اياه غبا ، واجعل لنا من صالح الاعمال مجعلا (٤) نستبطئ معه الصبر (٥) اليك ، ونحرص له على وشك اللحاق بك حتى يكون الموت مأنسنا الذى نأنس به ، ومألفنا الذى نشتاق إليه وحامتنا التى نحب الدنو منها ، فإذا أوردته علينا وأنزلته بنا فأسعدنا به زائرا ، وآنسنا (به) (٦) قادما ولا تشقنا بضيافته ، ولا تخزنا بزيارته ، واجعله بابا من أبواب مغفرتك ، ومفتاحا من مفاتيح رحمتك ، امتنا مهتدين غير ضالين ، طائعين غير مستكبرين ، تائبين غير مصرين يا ضامن جزاء المحسنين ، ومصلح عمل المفسدين ، ويا قابل توبة التوابين (٧).

٤٩٣ ـ (ومن دعاء العليل) (٨) اللهم اجعل الموت خير غائب ننتظر (ه) (٩) والقبر خير منزل نعمره واجعل

__________________

(١) ما بين المعقوفين من الصحيفة.

(٢) في الصحيفة : العمل.

(٣) في الصحيفة : استيفاء.

(٤) في الصحيفة ، والبلد الامين : عملا.

(٥) في الصحيفة والبلد الامين : المصير.

(٦) ما بين المعقوفين من نسخة ـ ب ـ والبحار.

(٧) الصحيفة السجادية الاولى : ١٩٥ دعاء : ٤٠ وأورده في البلد الامين : ٤٧٥. (٨ و ٩) ما بين المعقوفين من البحار.

١٧٨

ما بعده خيرا (لنا) (١) منه. اللهم أصلحني قبل الموت ، وارحمني عند الموت ، واغفر لى بعد الموت (٢).

٤٩٤ ـ وروى ان على بن سالم (٣) الجعفي قال لابي جعفر عليه السلام : ادعو لى. فقال : اللهم أحيه محيانا ، وامته مماتنا ، وأسلك به سبيلنا. قال : فاستشهد.(٤)

٤٩٥ ـ وكان موسى بن جعفر عليه السلام يدعو (كثيرا) (٥) في سجوده ويكرره : اللهم انى أسألك الراحة عند ، والعفو عند الحساب (٦).

٤٩٦ ـ ومن دعاء على بن الحسين عليه السلام : الهى وسيدي ارحمنى مصروعا على الفراش تقلبني أيدى أحبتي ، وارحمني مطوحا على المغتسل يغسلني صالح جيرتى ، وارحمني محمولا قد تناول الاقرباء أطراف جنازتي وارحم في ذلك البيت المظلم وحشتي ووحدتى وغربتي (٧).

٤٩٧ ـ ومن مناجاة أمير المؤمنين عليه السلام :

__________________

(١) ما بين المعقوفين من البحار.

(٢) عنه البحار : ٩٥ / ١٨ ذ ح ١٨ ، وج ٨١ / ٢٠٩ ذ ح ٢٥.

(٣) في نسخة ـ ب ـ : على بن سابور.

(٤) عنه البحار : ٩٥ / ٣٦٢ ذ ح ٢٠.

(٥) ما بين المعقوفين من البحار. (٦) عنه البحار : ٨٦ / ٢١٨ ذ ح ٣٤ ، والمستدرك : ١ / ٣٥٦ ح ١٠ ، ورواه في الكافي : ٣ / ٣٢٣ ح ١٠ ، والتهذيب : ٢ / ٣٠٠ ح ٦٥.

(٧) وأخرجه في البحار : ٧٨ / ١٤٧ ذ ح ٧ وج ٩٤ / ٩٠ ذ ح ١ وحلية الابرار : ٢ / ٣٥ عن أمالى الصدوق : ١٨٢ ورواه في روضة الواعظين : ١ / ٢٣٨ ، ومصباح المتهجد : ٤١٠ ، واقبال الاعمال : ٧٣.

١٧٩

الهى كأنى بنفسى قد اضجعت في حفرتها وانصرف عنها المشيعون من جيرتها ، وبكى الغريب عليها لغربتها وجاد بالدموع عليها المشفقون من عشيرتها (١) ، وناداها من شفير القبر ذو مودتها ورحمها المعادي لها في الحياة عند صرعتها ، ولم يخف على الناظرين ضر فاقتها ، ولا على من رآها ، قد توسدت الثرى (و) (٢) عجز حيلتها.

فقلت : ملائكتي فريد نأى (٣) عنه الاقربون ، وبعيد جفاه الاقربون ، نزل بى قريبا (٤) ، وأصبح في اللحد غريبا ، (وقد) (٥) كان لى الدار الدنيا داعيا) (٦) ولنظري (له) (٧) في هذا اليوم راجيا.

فليحسن عند ذلك ضيافتي ، وتكون أشفق على من أهلى وقرابتي (٨).

فصل في التداوى بتربة مولانا وسيدنا أبى عبد الله الحسين عليه السلام والدعاء والصدقة والحث على ذلك

٤٩٨ ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله : تداووا ، فان (الذى) (٩) أنزل الداء أنزل

__________________

(١) في البحار : جيرتها.

(٢) ما بين المعقوفين من البحار.

(٣) في خ ـ ب ـ ناء.

(٤) في نسخة ـ أ ـ : عريبا.

(٥) ما بين المعقوفين من البحار.

(٦) في نسخة ـ ب ـ : واعيا.

(٧) ما بين المعقوفين من نسخة ـ ب ـ والبحار.

(٨) عنه البحار : ٩٤ / ٩٣ ح ٩.

(٩) ما بين المعقوفين من نسخة ـ ب ـ والبحار.

١٨٠