الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي

السيّد سامي البدري

الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي

المؤلف:

السيّد سامي البدري


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفقه للطباعة والنشر
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-499-295-7
الصفحات: ٦١٤

بشكل عام (١) في قبال عثمان ومعاوية ثم حضر عند الصادق عليه‌السلام كحضور مالك بن انس وأبي حنيفة في الايان الأولى بني العباس ولما قلب هؤلاء ظهر المجن لجعفر عليه‌السلام وشيعته تخلى عن ذلك وساير السلطة العباسية ومنحه هارون لقب سيد الناس.

كلام ابن عيينة في قطر بن خليفة :

قال ابن حجر : فطر بن خليفة القرشي المخزومي مولاهم أبو بكر الحناط الكوفي روى عن أبيه ومولاه عمرو بن حريث وأبي الطفيل عامر بن وائلة وغيرهم. قال محمد بن عبد الله الحضرمي مات سنة خمس ويقال سنة ثلاث وخمسية ومائة.

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه ثقة صالح الحديث قال وقال أبي كان عند يحيى بن سعيد ثقة وقال بن أبي خيثمة عن بن معين ثقاة وقال العجلي كوفي ثقة حسن الحديث وكان فيه تشيع قليل وثال أبو حاتم أبو صالح الحديث كان يحيى بن سعيد القطان يرضاه ويحسن القول فيه ويحدث عنه قال أبو حاتم صالح الحديث كان يحيى بن سعيد القطان يرضاه ويحسن القول فيه ويحدث عنه.

وقال النسائي لا بأس به وقال في موضع آخر ثقة حافظ كيسو قال أبو زرعة الدمشقي سمعت أبا نعيم يرفع من فطر ويوثقه ويذكر أنه كان ثبتا في الحديث.

وذكره بن حبان في الثقات وقال وقد قيل (٢) أنه سمع من أبي الطفيل فإن صح فهو من التابعين وقال في مشاهير علماء الأمصار : من متقني أهل الكوفة. وقال النسائي في الكنى حدثنا يعقوب بن سفيان بن نمير قال فطر حافظ كيس.

قال ابن حجر : روى له البخاري مقرونا والباقون سوى مسلم.

وقال بن سعد كان ثقة إن شاء الله تعالى ومن الناس من يستضعفه وكن لا يدع أحدا يكتب عنه وكانت له سن عالية ولقاء.

__________________

(١) قال احمد أهل الكوفة يفضلون علياً على عثمان الا رجلين طلحة بن مصرف وعبد الله بن إدريس الاودي الزعافري قلت له فزبير ابن الحارث بن عبد الكريم اليامي أبو عبد الله الكوفي فقال لا كان يحب علياً يعني يفضل عليا على عثمان ، (العلل ومعرفة الرجال ج ٢ / ٥٣٥.) وقال ابن حبان كان طلحة ابن مصرف عثمانياً وكان زبيد علوياً (ابن حجر ، تهذيب التهذيب ج ٣ ص ٣١١).

(٢) القائل هو البخاري في تاريخه في ترجمته.

٤٨١

كان أحمد بن حنبل يقول هو خشبي مفرط ، وفي رواية قال : كان يغالي في التشيع.

وقال الساجي صدوق ثقة ليس بمتقن قال الساجي وكان يقدم عليا على عثمان.

قال أبو عبد الله غمزه علي بن المديني وحكى فيه عن ابن عيينة.

كلام ابن عيينة في آل أعين :

قال صالح بن احمد بن حنبل حدثنا علي بن المديني قال سمعت سفيان يعني بن عيينة روى زرارة بن اعين عن أبي جعفر كتاباً ، فقال سفيان ما هو رأي أبا جعفر ولكنه كان يتتبع حديثه.

قال سفيان : كانوا ثلاثة اخوة عبد الملك بن اعين وحمران بن اعين وزرارة بن اعين وكانكوا شيعة (١).

وفي رواية أبي عبيد الاجري عن أبي داود عن حامد عن سفيان : كلهم أي الاخوة الثلاثة روافض واخبثهم قولاً عبد الملك. وقال محمد بن عباد المكي : عن سفيان : حدثنا عبد الملك بن اعين وكان رافضياً (٢).

قال أبو حاتم : عبد الملك من عتق الشيعة محله الصدق صالح الحديث يكتب حديث (٣). وقال العجلي كوفي تابعي ثقة. وقال ابن حجر : صدوق شيعي.

أقول : وقول ابن عيينة (اخبثهم قولا عبد الملك) لعله اشارة إلى كونه اكبرهم أو كونه أول من عرف هذا الأمر. فقد ورد في رسالة أبي غالب الزراري بسنده إلى أبي عبد الله عليه‌السلام قال أول من عرف هذا الأمر عبد الملك عرفه من صالح بن ميثم التمار ثم عرفه حمران عن أبي خالد الكابلي ، ولعله للرواية الاتية التي عرفت عنه.

روى العقيلي عن إبراهيم بن الحسين القومسي قال حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن اسحق عن عبد الملك بن اعين عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي قال بعثني أبي إلى جندب بن عبد الله البجلي قال سله ما حضرت من أمر أبي

__________________

(١) الرازي ، الجرج والتعديل التعديل ص ٣٧.

(٢) المزي ، تهذيب الكمال ج ١٨ ص ٢٨٤ احوال الرجال للجوزجاني الترجمة ٨٠.

(٣) الرازي ، الجرج والتعديل ج ٢ ق ٢ / ٣٤٣.

٤٨٢

بكر وعلي عليه‌السلام ، قال : جيئ بعلي حتى اقعد بين يديه فقيل له بايع قال : فإن لم افعل فذكر كلاما قال إذن اكون عبد الله واخو رسوله وذكر الحديث (١).

وقوله : فذكر كلاما : أي أبو بكر أجاب عليا حين قال له فإن لم افعل ولم يذكرها القول على عادة الكثير من الرواة يحذفون ما يسوؤهم ذكره والخبر يرويه السيد المرتضى (رح) عن إبراهيم الثقفي عن يحيى بن الحسن عن عاصم بن عامر عن نوح بن دراج عن داود بن يزيد الاودي عن عدي بن حاتم قال ما رحمت أحدا رحمتي عليا حين أتى به ملبيا بايع قال فقيل له فان لم افعل؟ قالوا إذن نقتلك قال إذن تقتلون عبد الله وأخا رسول الله ثم بايع هكذا وختم يده اليمنى (٢).

وقوله عليه‌السلام : (إذن اكون عبد الله ...) محرف والصحيح كما في رواية الثقفي : إذن تقتلون عبد الله اخا رسوله.

اما زرارة : فقد قال الذهبي : قلت قلما روى ، لم يذكر ابن أبي حاتم في ترجمته سوى ان قال روى عن أبي جعفر يعني الباقر وقال سفيان الثوري : ما رأى أبا جعفر عليه‌السلام.

أقول :

قول الذهبي (وقال سفيان الثوري ما رأى أبا جعفر) مما اثبته فيه الذهبي أو النساخ فان الذي رواه الرازي في مقدمة الجرح والتعديل هو سفيان ابن عيينة وليس الثوري.

قال ابن النديم في الفهرست : زرارة اكبر رجال الشيعة فقهاً وحديثاً ومعرفة بالكلام والتشيع.

اما قول ابن عيينة في زرارة (وقد قيل له روى زرارة عن أبي جعفر كتاباً قال ما رأى أبا جعفر ولكنه كان يتبع حديثه).

فهو شهادة في أمرين ومحاولة لنفي أمر ثالث في حق زرارة هو أبين من الشمس في رائعة النهار وهو كونه رحمه‌الله من أصحاب أبي جعفر الباقر عليه‌السلام بل من خواص أصحابه وفقهائهم ، والروايات في كتب الرجال والحديث عنه الشيعة كثيرة جداً.

وقبل ان نذكر نماذج من هذه الروايات تردُّ على قول ابن عينة في زرارة فان

__________________

(١) العقيلي ، الضعفاء الكبير ج ٣ ص ٣٤ ترجمة عبد الملك بن اعين.

(٢) المرتضى ، الشافي في الإمامة ج ٣.

٤٨٣

سفيان بن عيينه كان قد ولد سنة ١٠٧ هـ وكان عمره يوم توفي الباقر عليه‌السلام سنة ١١٤ سبع سنوات ، اما زرارة فقد كان عمره آنذاك اربعا وثلاثين سنة ، ولم ينقل لنا الرواة عن ابن عيينة انه نقل قوله فيه ذاك في زرارة عن آخرين. وبذلك يسقط قوله ويكون هو المتهم به محاولة منه في تطويق عَلَم من اعلام الرواية عن أهل البيت عليهم‌السلام.

قال بعض الباحثين المعاصرين وقع بعنوان (زرارة) في اسناد كثير من الروايات تبلغ ألفين وأربعة وتسعين مورداً وقد جمعها في كتاب سماه مسند زرارة بن اعين ورتبها على أبواب العقائد والفقه.

وبلغت رواته عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام ألف ومائتين وستة وثلاثين مورداً بل تزيد. (١)

قال ابن حزم فهذا يدل على انه (أي زرارة) رجع عن التشيع.

أقول : لقد اخطأ ابن حزم خطأين.

الأول : في عبد الله الافطح حسبه بن محمد الباقر عليه‌السلام بينما هو ابن جعفر الصادق عليه‌السلام.

والثاني : ان زرارة كان ممن قدم إلى المدينة ولقي الافطح فان الذي قدم المدينة هو عبيد بن زرارة وكان قدمها ليسأل من الامام الكاظم هل يجوز لزرارة ان يظهر أمر الكاظم عليه‌السلام أم يعمل بالتقية (٢).

روى البسوي قال حدثنا سفيان قال : قال : ابن السماك : اردت الحج فقال لي زرارة بن اعين اخو عبد الملك بن اعين : إذا لقيت جعفر بن محمد فأقرئه مني السلام وقل له : اخبرني في الجنة أنا أم في النار؟ قال : فلقيت جعفر بن محمد فقلت له : يا ابن رسول الله اتعرف زرارة بن اعين؟ قال : نعم رافضي خبيث. قال : قلت : انه يقرئك السلام ويقول : اخبرني في الجنة أنا أم في النار؟ قال : فأخبره انه في النار. ثم قال : وتعلم من أين عملت انه رافضي انه يزعم اني اعلم الغيب ، ومن زعم ان احداً يعلم الغيب لا الله عز وجل فهو كافر ، والكافر في النار.

قال : فلما قدمت الكوفة جاءني مع الناس يسلمون عليَّ ، فقال ما فعلت في

__________________

(١) بشير المحمدي ، مسند زرارة ص ٣٠ ـ ٣١.

(٢) بحثنا ذلك مفصلا في كتابنا شبهات وردود الحلقة الأولى الفصل الرابع.

٤٨٤

حجتي؟ فأخبرته بما قال. فقال : فان ابن رسول الله اتقي (١).

أقول :

وليس من شك ان هذه الرواية موضوعة على زرارة ، ومحمد بن السماك كوفي احد وعاظ السلاطين ترجم له الذهبي في سير اعلامه وان هارون الرشيد كان يحضر مجالس وعظه وكان الرشيد يبكي لوعظه! (٢). ونقل ابن نعيم في حليته بعض احاديثه بحضور الرشيد. (٣)

توفي ابن السماك سنة ١٨٣ وقد اسن فهو من اقران ابن عينة ومن معاصريه. قال ابن نمير عنه : صدق :

قال الذهبي ما وقع له شيء في الكتب الستة.

أقول :

اما روايات لقائه بأبي جعفر عليه‌السلام فقد مرت رواية الكشي عن زرارة انه قدم المدينة وهو شاب امرد ودخل سرادق أبي جعفر عليه‌السلام بمنى ويبدو ان ذلك أول لقائه به ومعناه انه ارتبط بالباقر عليه‌السلام اكثر من خمس عشرة سنة.

ومنها ما رواه البرقي عن بكير عن زرارة قال تغديت مع أبي جعفر عليه‌السلام خمسة عشر يوما بلحم. (٤)

ومنها رواية الكليني عن زرارة قوله : قلت لابي جعفر عليه‌السلام اني ظاهرت من أم ولد لي ثم واقعت عليها ثم كفَّرت فقال : هكذا يصنع الرجل الفقيه إذا وقع كفَّر. (٥)

ومنها رواية الكليني أيضا عن زرارة ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن الحَدّ؟ فقال : ما احد؟ قال : فيه الا برأيه لا أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قلت : اصلحك الله فما قال فيه أمير

__________________

(١) الفسوي ، كتاب المعرفة والتاريخ ج ٢ / ٦٧١ ـ ٦٧٢ ورواها الذهبي في ميزان الاعتدال ج ٢ ص ٦٩ عن يحيى بن أبي ميسرة عن سعيد بمن منصور عن ابن السماك مع تفاوت في بعض العبارات وكذا ابن حجر في لسان الميزان بترجمة زرارة وليس فيها كلام الصادق عليه‌السلام : ذاك رافضي خبيث يريد زرارة.

(٢) الذهبي ، سير اعلام النبلاء ج ٨ ص ٣٢٨ ـ ٣٣٠.

(٣) أبو نعيم ، حلية الأولياء ج ٨ ص ٢٠٨ ـ ٢٤٧.

(٤) البرقي ، أبي جعفر أحمد بن محمد بن خالد ، المحاسن ج ١ ص ٤١٨.

(٥) الكليني ، الكافي ج ١ ص ١٢٨.

٤٨٥

المؤمنين عليه‌السلام؟ فقال إذا كان غداً فالقني حقتى اقرئكه في كتاب علي عليه‌السلام ... (١)

ومنها رواية الكليني عني زرارة قال رأيت قميص علي عليه‌السلام الذي قتل فيه عند ابي جعفر عليه‌السلام فإذا اسفله ثني عشر شبرهاً وبدنه ثلاثة اشبار ورأية فيه نضح دم. (٢)

وغير ذلك كثير جداً مما يزيد على ألف ومائتين وستة وثلاثين مورداً.

اما قول ابن عيينة : ولكنه كان يتتبع حديثه : فهي شهادة منه على ان زرارة كان احد اوعية علم أبي جعفر الباقر عليه‌السلام وممن عرفه حق معرفته ولم يكن قد استوطن المدينة ليسجل عن الباقر عليه‌السلام كل صغيرة وكبيرة من قوله وفعله وتقريره فلماذا لا يتتبع احاديثه وسيرته مما غاب عنه ووعاه الآخرون من الشيعة؟

ولهذه الصفة في زرارة قال الصادق عليه‌السلام لولا زرارة لظننت ان أحاديث أبي ستذهب (٣) .. وفي رواية أخرى قال الصادق عليه‌السلام : ان أصحاب ابي كانوا زينا احياءً وامواتا اعين زرارة ومحمد بن سلم ومنهم ليث المرادي وبريد العجلي ، هؤلاء القوامون بالقسط. هؤلاء القوامون بالصدق.

وفي رواية ثالثة : ما أحدا حين ذكرنا وأحاديث أبي الا زرارة وابو بصير ليث المرادي ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية العجلي ولولا هؤلاء ما كان احد يستنبط هذا ، هؤلاء حفاظ الجين وامناء ابي عليه‌السلام على حلال الله وحرامه وهم السابقون إلينا في الدنيا والسابقون إلينا في الآخرة.

وفي رواية رابعة : كان ابي عليه‌السلام ائتمنهم على حلال الله وحرامه وكانوا عيبة علمه وكذلك اليوم هم عندي مستودع سري .. هم نجوم شيعتي إحياء وامواتا يحيون ذكر أبي عليه‌السلام ، بهم يكشف الله كل بدعة ، ينفون عن هذا الدين انتحال المبطلين وتأول الغالين ثم بكى. (٤)

كلام ابن عيينة في أهل العراق :

واخيرا نذكر عنه موقفه من حديث أهل العراق : فقد روى ابن عساكر ، تاريخ

__________________

(١) الكليني ، الكافي ج ٢ ص ٢٦١ ، الطوسي ، التهذيب ج ٩ ص ٢٧١.

(٢) الكليني ، الكافي ج ٢ ص ٢٠٧.

(٣) التستري ، قاموس الرجال ج ٤ ترجمة زرارة.

(٤) المصدر السابق.

٤٨٦

مدينة دمشق ج ١ ص ٣٣٠ عن الأصمعي عن سفيان بن عيينة قال من أراد الإسناد والحديث الذي يسكن إليه فعليه بأهل المدينة ومن أراد المناسك والعلم بها والمواقيت فعليه بأهل مكة ومن أراد المقاسم وأمر الغزو فعليه بأهل الشام ومن أراد شيئا لا يعرف حقه من باطله فعليه بأهل العراق.

محمد بن إسماعيل البخاري (تـ ٢٥٦ هـ)

قال الذهبي : البخاري شيخ الإسلام وامام الحفاظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي مولاهم البخاري صاحب الصحيح والتصانيف مولده في شوال سنة أربع وتسعين ومائة وأول سماعه للحديث سنة خمس ومائتين وحفظ تصانيف بن المبارك وهو صبي ، وتوفي سنة ٢٥٦ هـ وله من المصنفات : الجامع الصحيح وكتاب التاريخ في تراجم رواة الحديث وغيرها.

قال الذهبي : البخاري يتجنب الرافضة كثيرا ، كأنه يخاف من تدينهم بالتقية ولا نراه يتجنب القدرية ولا الخوارج ولا الجهمية ، فإنهم على بدعهم يلزمون الصدق. (١)

أقول :

ان البخاري قد تجنب الرواية عن الرافضة مسايرة للعباسيين في موقفهم من الامام الحسن عليه‌السلام وموقفهم من الامام الصادق عليه‌السلام. بل هو لا يحتج برواية الامام الصادق عظيم أهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في وقته ، كما ترك الرواية عن ولده الامام موسى بن جعفر عليه‌السلام ، كما ترك الرواية عن الامام الرضا وولده الجواد وولده الهادي عليه‌السلام وقد كان معاصرا لهم.

قال الذهبي في ترجمة جعفر بن محمد عليه‌السلام : احد الأئمة الأعلام بر صادق كبير الشأن لم يحتج به البخاري. (٢)

أقول :

ولم يقف البخاري عند ذلك بل امتد إلى الصحابة الذين عرفوا بتشيعهم فقد ترك

__________________

(١) الذهبي ، ميزان الاعتدال ج ٣ ص ١٦٠ ترجمة علي بن هاشم بن البريد ، أبو الحسن الكوفي الخزاز ، مولى قريش. وثقه ابن معين ، وغيره. وقال أبو داود : ثبت يتشيع.

وقال البخاري : كان هو وأبوه غاليين في مذهبهما. قال الذهبي : ولغلوه ترك البخاري إخراج حديثه.

(٢) الذهبي ، ميزان الإعتدال في نقد الرجال ج ٢ ص ١٤٤.

٤٨٧

أحاديث أبي الطفيل عامر بن واثلة وهو من صغر الصحابة توفي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وله ثماني سنوات ، روى ابن عساكر قال سئل محمد بن يعقوب الاخرم : لم ترك البخاري حديث أبي الطفيل : قال كان يفرط في التشيع. (١)

خاتمةالفصل الثامن في وضع الاخبار على عهد

الأمويين والعباسيين

تبنى الاعلام الأموي منذ سنة ٥٠ هجرية وهي سنة وفاة الحسن عليه‌السلام وضع روايات في تشويه الحقائق عن تاريخ الإسلام ورموزه / النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي عليه‌السلام والحسن عليه‌السلام وبعد نهضة الحسين عليه‌السلام وشهادته اضيف الحسين عليه‌السلام / وكانت الدائرة الأولى التي اهتم بها الاعلام هي شخصية علي وموقعه من الإسلام لتسويع لعنه ، ثم سيرة النبي الذاتية لتسويغ سيرة خلفائه من بني أمية ، وتشويه صلح الحسن بالدرجة الثانية ، اما في العهد العباسي فصار تشويه صلح الحسن عليه‌السلام والسيرة الذاتية له ، وتاريخ الكوفيين زمن علي والحسن والحسين ، واصل التشيع في الدائرة الأولى. وصار تشويه علي الشخصية في الدائرة الثانية ، نعم تاريخ علاقة مع الخلفاء ووصفه بانه رابعهم ، وانه كان يعتقد بانه افضلهم كان جزءا من الدائرة الأولى.

يهمنا من هذا التقديم فهم تطور وضع الاخبار السيئة في تشويه صلح الامام الحسن ،

كان الزهري عالم البلاط الأموي قريبا من أربعين سنة / منذ عهد عبد الملك وولده إلى زمن هشام وفي عهده كان مربيا لأولاده إلى وفاته سنة ١٢٤ هـ / ، وقد كتب في سيرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله خالية من موقع علي عليه‌السلام وامتيازاته فيها ورواها عنه تلميذه معمر بن راشد وقد مرت علينا في الفصل الأول من هذا الباب ،

واشهر ما نجده في مصادر الحديث والرجال والتاريخ المهمة كالمصنف لعبد الرزاق الصنعاني ت ٢١١ هـ) والمعرفة والتاريخ للبسوي والتاريخ للطبري هو حديث الزهري في الصلح برواية من لا يتهم في روايته عنه :

__________________

(١) تهذيب ابن عساكر ج ١١ / ٢٩٤.

٤٨٨

ـ معمر بن راشد (ت ١٥٤ هـ) (في اليمن) ،

ـ ويونس الايلي (ت ١٦٠ هـ) (في مصر)

ـ وعبيد الله بن أبي زياد الرصافي (ت ١٥٨ هـ). (في الشام)

ورواية ضمرة بن ربيعة القرشي الحمصي الفلسطيني ٢٠٢ هـ (في فلسطين) ،

ثم حذا حذو رواية الزهري آخرون بالرزون ولم ينسبوها إلى الزهري بل نسبوها إلى آخرين :

ـ عوانة بن الحكم ت ١٥٨ هـ ولم ينسبها إلى الزهري رواها له الطبري عن زياد البكائي ت ١٨٣ هـ. في بغداد

ـ عثمان الطرائفي الجزري ت ٢٠٣ هـ (في الجزيرة) رواها له الطبري في تاريخه والطبراني في معجمه الكبير ،

ـ محمد بن عبيد ت ٢٠٢ هـ رواها له ابن سعد في طبقاته عن يونس بن أبي إسحاق ت ١٦١ هـ عن أبيه. وعن مجالد ت ١٤٤ هـ عن الشعبي ت ١٠٢ هـ) والشعبي. (في بغداد)؟

ـ سفيان بن عيينة ت ١٩٨ هـ (في بغداد ومكة) لم يروها عن الزهري مع تلمذته له وقد عرفه البعض ب (غُلَيم الزهري) تعبيرا عن قصر المدة معه ، بل تفرد بروايتها عن إسرائيل أبي موسى البصري عن الحسن البصري رواها له البخاري. روى البلاذري قريبا منها عن جرير بن حازم عن أبي الحسن البصري بتخمين ولده وهب.

ـ ثم جاء الشراح الكبار للبخاري أمثال ابن حجر والعيني وغيرهما وجعلوا رواية ابن عيينة المحور في بيان قصة صلح الحسن عليه‌السلام مع معاوية واضافوا إليها الروايات الآنفة الذكر مقطعة بحسب حاجة النص إلى الشاهد الاوصال من سنخها عن تلاميذ الزهري أيضا أمثال معمر بن راشد.

يبقى السؤال المهم عن مقدار الاضافات في العهد العباسي لأصل رواية الزهري ، والذي نطرحه كرأي أولي في هذه المسالة هو انابن عيينة كان له النصيب الاكبر في تطوير فكرة قضية اغراء معاوية للحسن عليه‌السلام بالمال تأييدا لكلام الخليفة الدوانيقي

٤٨٩

ان الحسن عليه‌السلام باع الخلافة بدراهم وقد لقبه الخليفة هارون حفيد المنصور بكونه سيد الناس ، واحسب ان هذه الروايات تحتاج إلى مقارنات تفصيلية مع استقصاء للاسانيد ورجالها ومهما يكن من أمر فان الثابت هو مسؤولية بني العباس في خلق جو يساعد على نمو الاعلام الأموي الكاذب في حق الحسن سواء كان قليلا أو كثيرا ليأخذ صيغته المستقرة في صحيح البخاري وتاريخ الطبري وطبقات ابن سعد وانساب الاشراف للبلاذري وكتاب المعرفة والتاريخ للبسوي وغيرها وهي مصادر أساسية في الرواية والتاريخ لكل من جاء بعدها كتاريخ ابن خلدون وتاريخ ابن الاثير وتاريخ المقريزي وتاريخ ابن عساكر ومن ثم اعتمدها المستشرقون وغيرهم في الكتابة عن الحسن ومما يؤسف هو اعتماد الباحثين الشيعة عليها في قليل أو كثير وقد عصمهم من الوقوع في الخطأ ازاء الامام الحسن هو ايمانهم بعصمته ، ومن ثم التساهل فيما عداه.

٤٩٠

الباب الثالث / الفصل التاسع

الروايات التي تطعن في أهل الكوفة

رواية عبيد الله بن أبي زياد الرصافي ت ١٥٨ هـ

روى يعقوب بن سفيان عن الحجاج بن أبي منيع (يوسف) عن جده (عبيد الله بن أبي زياد ت ١٥٨ هـ) عن الزهري قتل علي وبايع أهل العراق الحسن بن علي على الخلافة فطفق يشترط عليهم حين بايعوه إنكم لي سامعون مطيعون تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت فارتاب أهل العراق في أمره حين اشترط هذا الشرط قالوا ما هذا لكم بصاحب وما يريد هذا القتال فلم يلبث حسن بعدما بايعوه إلا قليلا حتى طعن طعنة أشوته فازداد لهم بغضا وازداد منهم ذعراً. (١)

وروى يعقوب بن سفيان عن حجاج أيضا قال حدثني جدي عن الزهري : قال فكاتب الحسن لما طعن معاوية وارسل يشترط شرطه فقال ان اعطتني هذا فاني سامع مطيع وعليك ان تفي به ، فوقعت صحيفة الحسن في يد معاوية وقد ارسل معاوية إلى الحسن بصحيفة بيضاء مختوم على اسفلها وكتب إليه ان اشترط في هذه ما شئتفما اشترطت فهو لك ، فلما اتت حسنا جعل يشترك اضعاف الشروط التي سأل معاوية قبل ذلك وأمسكها عنده وامسك معاوية صحيفة حسن التي كتب إليه يسأله ما فيها.

__________________

(١) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج ١٣ ص ٢٦٣.

٤٩١

فلما التقيا وبايعه الحسن سأل حسن معاوية أن يعطيه الشروط التي شرط في السجل الذي ختم معاوية في أسفله فأبى معاوية أن يعطيه ذلك ، وقال لك ما كنت كتبت إلي تسالني أن أعطيك ، فاني قد أعطيتك حين جاءني كتابك. فقال له الحسن وانا قد اشترطت عليك حين جاءني سجلك واعطيتني العهد على الوفاء ما فيه ، فاختلفا في ذلك فلم ينفذ معاوية للحسن من الشروط شيئا. (١)

رواية يونس الايلي (ت ١٥٢ ـ ١٥٩ ـ ١٦٠ هـ)

ورواية النعمان بن راشد (ت في حدود ١٥٠ هـ)

روى الطبري قال حدثني عبد الله بن أحمد المروذي قال أخبرني أبي قال حدثنا سليمان قال حدثني عبد الله عن يونس الأيلي (٢) قال :

بايع أهل العراق الحسن بن علي بالخلافة فطفق يشترط عليهم الحسن إنكم سامعون مطيعون تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت فارتاب أهل العراق في أمرهم حين اشترط عليهم هذا الشرط ، وقالوا ما هذا لكم بصاحب وما يريد هذا القتال ، فلم يلبث الحسن عليه‌السلام بعدما بايعوه إلا قليلا حتى طعن طعنة أشوته ، فازداد لهم بغضا وازداد منهم ذعرا.

فكاتب معاوية وأرسل إليه بشروط قال إن أعطيتني هذا فأنا سامع مطيع وعليك

__________________

(١) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج ١٣ ص ٢٧٢.

(٢) ابن سعد ، الطبقات الكبرى ج ٧ ص ٥٢٠ : يونس بن يزيد الأيلي وكان حلو الحديث كثيره وليس بحجة وربما جاء بالشيء المنكر.

وقال المزي في تهذيب الكمال : ع يونس بن يزيد بن أبي النجاد ويقال يونس بن يزيد بن مشكان بن أبي النجاد الأيلي أبو يزيد القرشي مولى معاوية بن أبي سفيان ، وصحب الزهري ثنتي عشرة سنة وقيل أربع عشرة سنة ذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثالث من أهل مصر وقال علي بن المديني سألت عبد الرحمن بن مهدي عن يونس بن يزيد فقال كان بن المبارك يقول كتابه صحيح قال بن مهدي وأنا أقول كتابه صحيح وقال عبدان عن بن المبارك اني إذا نظرت في حديث مهمر ويونس يعجبني كأنهما خرجا من مشكاة واحدة وقال عبد الرزاق عن بن المبارك ما رأيت أحدا أروى للزهري من معمر إلا أن يونس أحفظ للمسند وفي رواية إلا ما كان من يونس فإنه كتب الكتب على الوجه ، وقال أبو زرعة الدمشقي سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول في حديث يونس بن يزيد منكرات عن الزهري ، توفي بصعيد مصر سنة اثنتين وخمسين ومئة ...

٤٩٢

أن تفي لي به ووقعت صحيفة الحسن في يد معاوية وقد أرسل معاوية قبل هذا إلى الحسن بصحيفة بيضاء مختوم على أسفلها وكتب إليه أن اشترط في هذه الصحيفة التي ختمت أسفلها ما شئت فهو لك.

فلما أتت الحسن اشترط أضعاف الشروط التي سأل معاوية قبل ذلك وأمسكها عنده وأمسك معاوية صحيفة الحسن عليه‌السلام التي كتب إليه يسأله ما فيها.

فلما التقى معاوية والحسن عليه‌السلام ، سأله الحسن أن يعطيه الشروط التي شرط في السجل الذي ختم معاوية في أسفله فأبى معاوية أن يعطيه ذلك ، فقال لك ما كنت كتبت إلي أولا تسألني أن أعطيكه ، فاني قد أعطيتك حين جاءني كتابك.

قال الحسن عليه‌السلام وأنا قد اشترطت حين جاءني كتابك وأعطيتني العهد على الوفاء بما فيه فاختلفافي ذلك فلم ينفذ للحسن عليه‌السلام من الشروط شيئا. (١)

وروى البلاذري ٣ / ٦٧ هذا الخبر بسند آخر عن جرير بن حازم (ت ١٧٥ هـ) عن النعمان بن راشد (٢) (توفي في حدود سنة ١٥٠) عن الزهري.

وروى الطبري ٤ / ١٢١ أيضا بسنده عن يونس الايلي قال :

(وكان الحسن لا يرى القتال ولكنه يريد أن يأخذ لنفسه ما استطاع من معاوية ثم يدخل في الجماعة. وعرف الحسن أن قيس بن سعد لا يوافقه على رأيه فنزعه وأمر عبد الله بن عباس. فلما علم عبد الله بن عباس بالذي يريد الحسن عليه‌السلام أن يأخذه لنفسه كتب إلى معاوية يسأله الأمان ويشترط لنفسه على الاموال التي أصابها فشرط ذلك له معاوية. وبعث معاوية إليه عبد الله بن عامر وعبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس فقدما على الحسن بالمدائن فأعطياه ما أراد وصالحاه على أن يأخذ من بيت مال الكوفة خمسة آلاف ألف في أشياء اشترطها.

ثم قام الحسن في أهل العراق فقال يا أهل العراق إنه سخى بنفسى عنكم ثلاث قتلكم أبى وطعنكم إياي وانتهابكم متاعي ودخل الناس في طاعة معاوية ودخل معاوية الكوفة فبايعه الناس).

__________________

(١) الطبري ، تاريخ الطبري ، ج ٤ ص ١٢٣.

(٢) ابن عدي ، الكامل في ضعفاء الرجال ج ٧ ص ١٣ : النعمان بن راشد الجزري من أهل الرقة سمعت بن حماد يقول ثنا معاوية عن يحيى قال النعمان بن راشد ضعيف.

٤٩٣

رواية عوانة بن الحكم (١٥٨ هـ)

قال الطبري : قال زياد بن عبد الله عن عوانة ت ١٥٨ هـ : وذكر نحو حديث المسروقي عن عثمان بن عبد الحميد او ابن عبد الرحمن قال حدثنا إسماعيل بن راشد.

أقول : اما حديث المسروقي الانف الذكر فهو رواية عثمان عن إسماعيل بن راشد وهي قوله :

قال بايع الناس الحسن بن علي عليه‌السلام بالخلافة ثم خرج بالناس حتى نزل المدائن وبعث قيس بن سعد على مقدمته في اثني عشر ألفا وأقبل معاوية في أهل الشام حتى نزل مسكن فبينا الحسن في المدائن إذ نادى مناد في العسكر ألا إن قيس بن سعد قد قتل فانفروا فنفروا ونهبوا سرادق الحسن عليه‌السلام حتى نازعوه بساطا كان تحته وخرج الحسن حتى نزل المقصورة البيضاء بالمدائن

وكان عم المختار بن أبي عبيد عاملا على المدائن وكان اسمه سعد بن مسعود فقال له المختار وهو غلام شاب هل لك في الغنى والشرف قال وما ذاك قال توثق الحسن وتستأمن به إلى معاوية فقال له سعد عليك لعنة الله أثب على ابنب بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأوثقه بئس الرجل أنت

فلما رأى الحسن عليه‌السلام تفرق الأمر عنه بعث إلى معاوية يطلب الصلح وبعث معاوية إليه عبد الرحمن بن عامر وعبد الرحمن ابن سمرة بن حبيب بن عبد شمس فقدما على الحسن بالمدائن فأعطياه ما أراد وصالحاه على أن يأخذ من بيت مال الكوفة خمسة آلاف ألف في أشياء اشترطها

ثم قام الحسن في أهل العراق فقال يا أهل العراق إنه سخى بنفسى عنكم ثلاث قتلكم أبى وطعنكم إياي وانتهابكم متاعي ودخل الناس في طاعة معاوية ودخل معاوية الكوفة فبايعه الناس.

قال زياد بن عبد الله عن عوانة وذكر نحو حديث المسروقي عن عثمان بن عبد الرحمن هذا وزاد فيه (عوانه) : وكتب الحسن إلى معاوية في الصلح وطلب الأمان وقال الحسن للحسين ولعبد الله بن جعفر إني قد كتبت إلى معاوية في الصلح وطلب الأمان

٤٩٤

فقال له الحسين نشدتك الله أن تصدق أحدوثة معاوية وتكذب أحدوثة علي فقال له الحسن اسكت فأنا أعلم بالأمر منك فلما انتهى كتاب الحسن بن علي عليه‌السلام إلى معاوية أرسل معاوية عبد الله بن عامر وعبد الرحمن بن سمرة فقدما المدائن وأعطيا الحسن ما أراد فكتب الحسن إلى قيس بن سعد وهو على مقدمته في اثني عشر ألفا يأمره بالدخول في طاعة معاوية فقام قيس بن سعد في الناس فقال يا أيها الناس اختاروا الدخول في طاعة إمام ضلالة أو القتال مع غير إمام قالوا لا بل نختار أن ندخل في طاعة إمام ضلاضة فبايعوا لمعاوية وانصرف عنهم قيس بن سعد وقد كان صالح الحسن معاوية على أن جعل له ما في بيت ماله وخراج دار ابجرد على أن لا يشتم علي وهو يسمع فأخذ ما في بيت ماله بالكوفة وكان فيه خمسة آلاف ألف. (١)

وعن زياد بن عبد الله (ت ١٨٢ هـ) عن عوانة بن الحكم (ت ١٥٨ هـ) (٢) : بايع أهل العراق الحسن بن علي فسار حتى نزل المدائن وبعث قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري على المقدمات وهم اثنا عشر ألفا وكانوا يسمون شرطة الخميس قال فبينا الحسن بالمدائن إذ نادى مناد في عسكر الحسن ألا إن قيس بن سعد بن عبادة قد قتل فانتهب الناس سرادق الحسن حتى نازعوه بساطا تحته ووثب على الحسن رجل من الخوارج من بني أسد فطعنه بالخنجر ووثب الناس على الأسدي فقتلوه ثم خرج الحسن حتى نزل القصر الأبيض بالمدائن وكتب إلى معاوية في الصلح قال ثم قام الحسن فيما بلغني الناس فقال : يا أهل العراق إنه سخى بنفسي عنكم ثلاث في قتلكم أبي وطعنكم إياي وانتهابكم متاعي. (٣)

__________________

(١) الطبري ، تاريخ الطبري ١٢٣ ، وقد رواها البلاذري بسنده عن وهب بن جرير عن أبيه جرير بن حازم قال سمعت النعمان بن راشد يحدث عن الزهري قال : بويع الحسن بعد أبيه فقال لأصحابه في بيعته : تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت ....

(٢) ابن حجر ، لسان الميزان ، عوانة بن الحكم بن عوانة بن عياض الأخباري المشهور الكوفي يقال كان أبوه عبدا خياطا وأمه أمة وهو كثير الرواية عن التابعين قال إن روى حديثا مسندا وأكثر المدايني عنه وقد روى عن عبد الله بن المعتز عن الحسن بن عليل العنزي عن عوانة بن الحكم أنه كان عثمانيا فكان يضع الأخبار لبني أمية مات سنة ثمان وخمسين ومائة.

(٣) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، ترجمة الحسن.

٤٩٥

رواية عثمان بن عبد الرحمن الحراني (٢٠٣ هـ)

وقال الطبري وحدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي (ت ٢٥٨ هـ) (١) قال حدثنا عثمان بن عبد الحميد أو ابن عبد الرحمن المجازي الخزاعي أبو عبد الرحمن (٢) قال حدثنا إسماعيل بن راشد (٣) قال : بايع الناس الحسن بن علي عليه‌السلام بالخلافة ثم خرج بالناس حتى نزل المدائن وبعث قيس بن سعد على مقدمته في اثني عشر ألفا وأقبل معاوية في أهل الشام حتى نزل مسكن فبينا الحسن في المدائن إذ نادى مناد في العسكر ألا إن

__________________

(١) هو موسى بن عبد الرحمن بن سعيد بن مسروق بن معدان بن المرزبان الكندي المسروقي أبو عيسى الكوفي.

(٢) أقول : الرواية في المعجم الكبير للطبراني عن عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي ، وفي الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ج ٥ ص ١٧٣ قال : عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي الحراني يكنى أبا عبد الرحمن. سمعت أبا عروبة ينسبه إلى الصدق وقال لا بأس به متعبد ويحدث عن قوم مجهولين بالمناكير. حدثنا أبو عروبة قال ثنا علي بن ميمون قال ثنا عثمان بن عبد الرحمن بن مسلم الطرائفي مولى بني أمية وسمعت أبا عروبة يقول عثمان بن عبد الرحمن بن مسلم مولى منصور بن محمد بن مروان كذلك ينتسب ولده. وكنيته أبو عبد الرحمن يعرف بالطرائفي سمعت محمد بن الحارث يقول كان أبيض الرأس واللحية ، وصورة عثمان بن عبد الرحمن انه لا بأس به كما قال أبو عروبة إلا أنه يحدث عن قوم مجهولين بعجائب وتلك العجائب من جهة المجهولين. وهو في أهل الجزيرة كبقية في أهل الشام وبقية أيضا يحدث عن مجهولين بعجائب وهو في نفسه ثقة لا بأس به صدوق ما يقع فيه حديثه من الإنكار فإنما يقع من جهة من يروي عنه. قال ابن حبان في المجروحين ج ٢ ص ٩٦ : عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي القرشي كنيته عبد الرحمن من أهل حران وكان معلما يروي عن أقوام ضعاف أششياء يدلسها عن الثقات حتى إذا سمعها المستمع لم يشك في وضها فلما كثر ذلك في أخباره ألزقت به تلك الموضوعات وحمل عليه الناس في الجرح فلا يجوز عندي الاحتجاج بروايته كلها على حالة من الأحوال لما غلب عليها من المناكير عن المشاهير والموضوعات عن الثقات مات سنة ثلاث ومائتين وهو أبيض الرأس واللحية. وفي تهذيب الكمال ج ١٩ ص ٤٢٨ : د س ق عثمان بن عبد الرحمن بن مسلم الحراني أبو عبد الرحمن ويقال أبو عبد الله ويقال أبو محمد ويقال أبو هاشم المكتب المعروف الطرائفي وإنما قيل له ذلك لأنه كان يتتبع طرائف الحديث مات سنة اثنتين ومائتين د س ق.

(٣) قال ابن سعد في الطبقات الكبرى ج ٦ ص ٣٤٦ في ترجمة محمد بن أبي إسماعيل السلمي واسم أبي إسماعيل راشد وكانوا إخوة ثلاثة يروى عنهم. أسنهم وأقدمهم موتا إسماعيل بن راشد روى عنه حصين ، وأخوه محمد بن أبي إسماعيل أيضا ومات محمد سنة اثنتين وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر وقد روى الثوري أيضا عن محمد بن أبي إسماعيل والآخر عمر بن راشد روى عنه حفص بن غياث وعبد الله بن نمير ويحيى القطان والثوري. أقول : حصين هو حصين بن عمر الاحمسي ت ١٨٠ ـ ١٩٠ هجرية.

٤٩٦

قيس بن سعد قد قتل فانفروا فنفروا ونهبوا سرداق الحسن عليه‌السلام حتى نازعوه بساطا كان تحته.

وخرج الحسن حتى نزل المقصورة البيضاء بالمدائن وكان عم المختار بن أبي عبيد عاملا على المدائن وكان اسمه سعد بن مسعود ، فقال له المختار وهو غلام شاب هل لك في الغنى والشرف ، قال وما ذاك قال توثق الحسن وتستأمن به إلى معاوية ، فقال له سعد عليك لعنة الله أثب على ابن بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأوثقه بئس الرجل أنت.

فلما رأى الحسن عليه‌السلام تفرق الأمر عنه بعث إلى معاوية يطلب الصلح وبعث معاوية إليه عبد الله بن عامر وعبد الرحمن ابن سمرة بن حبيب بن عبد شمس فقدما على الحسن بالمدائن فأعطياه ما أراد وصالحاه على أن يأخذ من بيت مال الكوفة خمسة آلاف ألف في أشياء اشترطها ثم قام الحسن في أهل العراق فقال يا أهل العراق إنه سخى بنفسه عنكم ثلاث قتلكم أبي وطعنكم إياي وانتهابكم متاعي ودخل الناس في طاعة معاوية ودخل معاوية الكوفة فبايعه الناس. (١)

رواية ابن جُعدبة (توفي زمن المهدي ١٥٦ ـ ١٦٩ هـ)

عن وهب بن جرير (٢) (٢٠٦ هـ) عن يزيد بن عياض بن جعدبة (٣) عن صالح بن

__________________

(١) الطبري ، تاريخ الطبري ج ٤ ص ١٢٣.

(٢) قال الذهبي في تذكرة الحفاظ : وهب بن جرير بن حازم المحدث الحافظ أبو العباس الأزدي مولاهم البصري أحد الأثبات. وقال أحمد العجلي بصري ثقة كان عفان يتكلم فيه مات منصرفا عن الحج قال بن سعد مات سنة ست ومائتين. وفي الكامل في ضعفاء الرجال : وهب بن جرير بن حازم بن زيد الجهضمي البصري يكنى أبا العباس ثنا بنحماد حدثني عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول قال عبد الرحمن بن مهدي ها هنا قوم يحدثون عن شعبة ما رايناهم عند شعبة قلت له من تعني بهذا قال وهب بن جرير قال أبي ما رأى وهب عند شعبة قط ولكن وهي كان صاحب سنة.

(٣) الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ، يزيد بن عياض بن الجعدية أبو الحكم الليثي من أنفسهم حجازي انتقل البصرة فسكنها وقدم بغداد وحدث بها عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج وسعيد بن أبي سعيد المقبري وأبي الزبيرالمكي ومحمد بن المنكدر وابن شهاب الزهري روى عنه يزيد بن هارون وشبابة بن سوار الهيثم بن جميل وعبد الصمد بن النعمان وعلي بن الجعد ، أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب أخبرنا محمد بن حميد المخرمي حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال وجدت في كتاب أبي

٤٩٧

كيسان (١) قال : لما قتل علي بن أبي طالب وبايع أهل الشام معاوية بالخلافة سار معاوية بالناس إلى العراق وسار الحسن بن علي بمن معه من أهل الكوفة ووجه عبيد الله بن العباس وقيس بن سعد بن عبادة في جيش عظيم حتى نزلوا مسكن من ارض العراق وقد رق أمر الحسن وتواكل فيه أهل العراق فوثبوا عليه فانتزع رداؤه عن ظهره وأخذ بساطه من تحته ومزق سرادقه فارسل عبيد الله بن العباس إلى عبد الله بن عامر يأمره أن يأتيه إذا أمسى بأفراس حتى يصير معه إلى معاوية فيصالحه ففعل ابن عامر فلحق

__________________

بخط يده سئل أبو زكريا عن يزيد بن عياض فقال ليس حديثه بشيء قلت له يا أبا زكريا ما كان قصته قال أفسدوه ههنا ببغداد جعلوا يدخلون له الأحاديث فيقراها فأفسدوه بهذا كان لا يعقل ما سمع مما لم يسمع فكيف يكتب عن مثل هذا ، قال يزيد بن عياض بن جعدية وسمه مالك بالكذب ، عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد قال يزيد بن عياض بن جعدية الليثي من أنفسهم ويكنى أبا الحكم إنتقل إلى البصرة مات بها في زمن المهدي. قال ابن حجر في تهذيب التهذيب ج ١١ ص ٣٠٨ قال أحمد بن صالح المصري : أظنُّه كان يضع للناس وقال النسائي : متروك الحديث وقال في موضوع آخر : كذّاب وقال مرَّة : ليس بثقة ولا يكتب حديثه. وقال ابن عدي : عامّة ما يرويه غيرمحفوظ.

(١) تهذيب الكمال : ع صالح بن كيسان المدني أبو محمد ويقال أبو الحارث مولى بني غفار ويقال مولى بني عامر ويقال مولى آل معيقيب الدوسي وهو مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز ، عن مصعب بن عبد الله الزبيري كان مولى امرأة من دوس وكان عالما ضمه عمر بن عبد العزيز إلى نفسه وهو أمير فكان يأخذ عنه ثم بعث إليه الوليد بن عبد الملك فضمه إلى ابنه عبد العزيز بن الوليد وكان يأخذ عنه وكان صالح جامعا من الحديث والفقه والمروءة وقال حرب بن إسماعيل سئل أحمد بن حنبل عنه فقال بخ بخ ، قال يحيى بن معين ليس في أصحاب الزهري أثبت من مالك ثم صالح بن كيسان ثم معمر ثم يونس وقال يعقوب في موضع آخر صالح بن كيسان ثقة ثبت ، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سئل أبي صالح بن كيسان أحب إليك أو عقيل قال صالح أحب إلي لأنه حجازي وهو أسن وقال عبد الرزاق عن معمر عن صالح بن كيسان اجتمعت أنا وابن شهاب ونحن نطلب العلم فاجتمعنا على أن نكتب السنن فكتبنا كل شيء سمعنا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم قال نكتب ما جاء عن أصحابه فقلت ليس بسنة فقال بل هو سنة فكتب ولم أكتب فأنجح وضيعت ، وقال الحاكم أبو عبد الله مات زيد بن أبي أنيسة وهو بن ثلاثين سنة وصالح بن كيسان وهو بن مائة ونيف وستين سنة وكان قد بقي جماعة من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم بعد ذلك تلمذ للزهري وتلقن عنه العلم وهو بن تسعين سنة ابتدأ بالتعلم وهو ابن سبعين سنة قال الهيثم بن عدي مات في زمن مروان بن محمد وقال محمد بن سعد قال الواقدي أخبرني عبد الله بن جعفر قال دخلت على صالح بن كيسان وهو يوصي فقال أشهد أن ولائي لامرأة مولاة لآل معيقيب بن أبي فاطمة من دوس قال ومات بعد الأربعين والمئة وقبل مخرج محمد بن عبد الله بن حسن وخرج محمد بن عبد الله سنة خمس وأربعين ومئة وكان ثقة كثير الحديث روى له الجماعة.

٤٩٨

عبيد الله بمعاوية وترك جنده لا أمير لهم ... (١)

رواية جرير بن حازم (١٧٥ هـ)

روى البلاذري قال حدثنا خلف بن سالم ، حدثنا وهب (بن جرير) (ت ٢٠٦) قال : قال أبي (جرير بن حازم (٢) ـ وأحسبه رواه عن الحسن البصري ـ قال :

لما بلغ أهل الكوفة (بيعة) الحسن أطاعوه وأحبوه أشد من حبهم لأبيه ، واجتمع له خمسون ألفا ، فخرج بهم حتى أتى المدائن ، وسرح بين يديه قيس ابن سعد بن عبادة الأنصاري في عشرين ألفا ، فنزل بمسكن ، وأقبل معاوية من الشام في جيش.

ثم إن الحسن خلا بأخيه الحسين فقال (له : يا) هذا إني نظرت في أمري [٢] فوجدتني لا أصل إلى الأمر ، حتى تقتل من أهل العراق والشام من لا أحب أن أحتمل دمه ، وقد رأيت أن أسلم الأمر إلى معاوية فأشاركه في إحسانه [٣] ويكون عليه إساءته (ظ). فقال الحسين : إني لا أرى ما تقول ووالله لئن لم تتابعني لأسندتك في الحديد فلا تزال فيه حتى أفرغ من أمري. قال : فشأنك.

فقام الحسن خطيبا فذكر رأيه في الصلح والسلم لما كره من سفك الدماء وإقامة

__________________

(١) البلاذري ، انساب الاشراف ، ج ٣ ص ٥٠ ، وفي المصدر أبي جعدبة تحريف لابن جعدبة وهو يزيد بن عياض بن جعدبة.

(٢) جرير بن حازم الامام الحافظ أبو النضر الأزدي مولاهم البصري محدث البصرة أحد الاعلام روى عن أبي رجاء العطاردي والحسن وابن سيرين وطاووس وعطاء وابن أبي مليكة ونافع وحميد بن هلال وعنه ابنه وهب وشيخه أيوب السختياني والسفيانان وابن وهب وشيبان بن فروخ وأبو الربيع الزهراني وأبو نصر التمار وخلائق واحتج به أصحاب الكتب قال موسى بن إسماعيل ما رأيت حماد بن سلمة يعظم أحدا تعظيمه جرير بن حازم وقال وهب كان شعبة يأتي أبي يسأله وقال وهب عن أبيه جلست إلى الحسن سبع سنين لم أخرم منها يوما واحدا قال بن مهدي اختلط جرير قبل موته فأحس بذلك بنوه فحجبوه فلم يسمع منه شيء في اختلاطه قلت في بعض حديثه عن قتادة ما هو منكر وهو من أوعية العلم وغيره احفظ منه مات في سنة سبعين ومائة وهو في عشر التسعين ، وذكر انه حج فشهد جنازة أبي الطفيل بمكة قال بن داسة أنا المغيرة بن محمد المهلبي سمعت علي بن المديني سمعت وهب بن جرير عن أبيه قال رأيت أبا الطفيل بمكة قلت فلم لم تسمع منه قال كان طواف واحد يا بني أحب إلي من ذلك ، قال أحمد بن حنبل جرير بن حازم صاحب سنة.

٤٩٩

الحرب. فوثب عليه أهل الكوفة وانتهبوا ماله وخرقوا سرادقه وشتموه وعجّزوه ثم انصرفوا عنه ولحقوا بالكوفة!

فبلغ الخبر قيسا فخرج إلى أصحابه فقال : يا قوم إن هؤلاء القوم كذّبوا محمد وكفروا به ما وجدوا إلى ذلك سبيلا! فلمّا أخذتهم الملائكة من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم دخلوا في الإسلام كرها ، وفي أنفسهم ما فيها من النفاق! فلمّا وجدوا السبيل إلى خلافه ، أظهروا ما في أنفسهم! وإن الحسن عجز وضعف وركن إلى صلح معاوية ، فإن شئتم أن تقاتلوا بغير إمام فعلتم؟! وإن شئتم ان تدخلوا في الفتنة دخلتم؟ قالوا : فإنّا ندخل في الفتنة! فأعطى معاوية حسنا ما أراد ، في صحيفة بهث بها إليه مختومة ، اشترط الحسن فيها شروطا ، فلما بايع معاوية لم يعطه مما كتب شيئا (ظ)! فانصرف الحسن إلى المدينة ومعاوية إلى الشام. (١)

رواية زهير بن معاوية (١٦٤ ـ ١٧٣ هـ)

وقال أسود بن عامر حدثنا زهير بن معاوية قال حدثنا أبو روق الهمداني قال حدثنا أبو الغريف قال كنا مقدمة الحسن بن علي اثنا عشر ألفا بمسكن مستميتين تقطر أسيافنا من الحد على قتال أهل الشام وعلينا أبو العَمَرّطة (٢) فلما جاءنا صلح الحسن بن علي ، كأنما كسرت ظهورنا من الغيظ :

فلما قدم الحسن بن علي الكوفة ، قال له رجل منا يقال له أبو عامر سفيان بن الليل السلام عليك يا مذل المؤمنين ، فقال لا تقل ذلك يا أبا عامر لست بمذل المؤمنين ، ولكن كرهت أن اقتلهم على الملك. (٣)

رواية عون بن موسى الليثي : (توفي قبل المائتين)

وروى ابن سعد أيضا عن موسى بن اسماعيل (ت ٢٢٣ هـ) قال حدثنا (عون بن موسى الليثي البصري) قال سمعت هلال بن خباب يقول جمع الحسن بن علي رؤوس

__________________

(١) البلاذري ، انساب الاشراف ج ٣ ص ٥١ ـ ٥٢.

(٢) هو عمير بن يزيد الكندي. الطبري : تاريخ الطبري ج ٥ ص ٣٠ ، ٢٥٨.

(٣) الفسوي ، المعرفة والتاريخ ، ج ١ ص ٣١٧ ، الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ج ١٠ ص ٣٥.

٥٠٠