بحوث في المعراج

السيد علي الحسيني الصدر

بحوث في المعراج

المؤلف:

السيد علي الحسيني الصدر


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: منشورات دليل ما
المطبعة: نگارش
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-397-380-3
الصفحات: ١٦٠

جوعهم ولا ظمأهم ، ولم يكذبوا بألسنتهم ، ولم يغضبوا على ربهم ، ولم يغتمُّوا على ما فاتهم ، ولم يفرحوا بما آتاهم.

يا أحمد ، محبتي محبة للفقراء. فادنِ الفقراء وقرِّب مجلسهم منك أدنك ، وبعِّد الأغنياء وبعِّد مجلسهم منك ، فإن الفقراء أحبّائي.

يا أحمد ، لا تتزيَّن بلين اللباس وطيب الطعام ولين الوطاء ، فإن النفس مأوى كل شرٍّ ، وهي رفيق كل سوء. تجرُّها إلى طاعة الله وتجرُّك إلى معصيته ، وتُخالفك في طاعته وتُطيعك فيما تكره ، وتَطغى إذا شبعَت ، وتَشكو إذا جاعَت ، وتَغضب إذا افتقرَت ، وتَتكبَّرإذا استغنَت ، وتَنسى إذا كبرَت ، وتَغفل إذا أمِنَت، وهي قرينة الشيطان.

ومثل النفس كمثل النعامة ؛ تأكل الكثير وإذا حمل عليها لا تطير ، ومثل الدِّفلي ١ ؛ لونه حسن وطعمه حُرٌّ.

يا أحمد ، أبغِض الدنيا وأهلها ، وأحبِّ الآخرة وأهلها.

قال : يا رب ، ومن أهل الدنيا ، ومن أهل الآخرة؟

قال : أهل الدنيا مَن كثر أكله وضحكه ونومه وغضبه ، قليل الرضا ، لا يعتذر إلى من أساء إليه ولا يقبل معذرة من اعتذر إليه ، كَسلان عند الطاعة ، شجاع عند المعصية ، أمله بعيد وأجله قريب ، لا يحاسب نفسه ، قليل المنفعة ، كثير الكلام ، قليل الخوف ، كثير الفرح عند الطعام. وإن أهل الدنيا لا يشكرون عند الرخاء ، ولا يصبرون عند البلاء ، كثير الناس عندهم قليل ، يحمدون أنفسهم بما لا يفعلون ، ويدَّعون بما ليس لهم ، ويتكلَّمون بما يتمنَّون ، ويذكرون مساوي الناس ، ويخفون حسناتهم.

قال : يا رب ، هل يكون سوى هذا العيب في أهل الدنيا؟

قال : يا أحمد ، إن عيب أهل الدنيا كثير : فيهم الجهل ، والحمق ، لا يتواضعون لمن يتعلَّمون منه ، وهم عند أنفسهم عقلاء وعند العارفين حمقاء.

__________________

١. بكسر الدال وسكون الفاو والف مقصورة ، نبت زهره الورد الأحمر. يقال له بالفارسية «خرزهره». ورقها كورق الخلاف ، مرُّالطعم ، محلل ، ينتفع به في الحكة والجرب.

١٤١

يا أحمد ، إن أهل الخير وأهل الآخرة رقيقة وجوههم ، كثير حياؤهم ، قليل حمقهم ، كثير نفعهم ، قليل مكرهم ، الناس منهم في راحة وأنفسهم منهم في تعب ، كلامهم موزون ، محاسبين لأنفسهم مُتعِبين لها ، تَنام أعينهم ولا تنام قلوبهم ، أعينهم باكية ، وقلوبهم ذاكرة ، إذا كُتِب الناس من الغافلين كُتِبوا من الذاكرين ، في أول النعمة يَحمدون ، وفي آخرها يَشكرون. دعاؤهم عند الله مرفوع ، وكلامهم مسموع ، تَفرح الملائكة بهم ، يدور دعاؤهم تحت الحجب ، يحبُّ الرب أن يسمع كلامهم كما تحبُّ الوالدة ولدها ، ولا يشغلهم عن الله شيء طرفة عين ، ولا يريدون كثرة الطعام ولا كثرة الكلام ولا كثرة اللباس ، الناس عندهم موتى ، والله عندهم حيُّ قيوم كريم.

يدعون المدبرين كرماً ويريدون المقبلين تلطُّفاً ، قد صارت الدنيا والآخرة عندهم واحدة ، يمومت الناس مرة ويموت أحدهم في كلِّ يوم سبعين مرة من مجاهدة أنفسهم ومخالفة هواهم والشيطان الذي يجري في عروقهم ، ولو تحرَّكت ريح لزعزعتهم ، وإن قاموا بين يديَّ كأنهم بنيان مرصوص ؛ لا أرى في قلبهم شغلاً لمخلوق.

فوَعزتي وجلالي ، لأُحيينَّهم حياة طيبة إذا فارقت أرواحهم من جسدهم ، لا أُسلِّط عليهم ملك الموت ولا يلي قبض روحهم غيري ، ولأُفتِحنَّ لروحهم أبواب السماء كلها ، ولأرفعنَّ الحجب كلها دوني ، ولآمرنَّ الجنان فلتزيننَّ ، والحور العين فلتزفنَّ ، والملائكة فلتصلِّينَّ ، والأشجار فلتثمرنَّ ، وثمار الجنة فلتدلينَّ. ولآمرنَّ ريحاً من الرياح التي تحت العرش ، فلتحملنَّ جبال من الكافور والمسك الأذفر. فلتصيرنَّ وقوداً من غير النار فلتدخلنَّ به.

ولا يكون بيني وبين روحه ستر ، فأقول له عند قبض روحه : مرحباً وأهلاً بقدومك عليَّ ، إصعَد بالكرامة والبُشرى والرحمة والرضوان ، وجنّات لهم فيها نعيم مقيم ، خالدين فيها أبداً ، إن الله عنده أجر عظيم. فلو رأيت الملائكة كيف يأخذ بها واحد ويعطيها الآخر.

يا أحمد ، إن أهل الآخرة لا يهنؤهم الطعام منذ عرفوا ربهم ، ولا يشغلهم مصيبة منذ عرفوا سيئاتهم. يبكون على خطاياهم ، يتعبون أنفسهم ولا يريحونها ، وأن راحة أهل

١٤٢

الجنة في الموت ، والآخرة مستراح العابدين. مونسهم دموعهم التي تفيض على خدودهم ، وجلوسهم مع الملائكة الذين عن أيمانهم وعن شمائلهم ، ومناجاتهم مع الجليل الذي فوق عرشه.

وأن أهل الآخرة قلوبهم في أجوافهم قد قرحَت ، يقولون متى نَستريح من دار الفناء إلى دار البقاء.

يا أحمد ، هل تعرف ما للزاهدين عندي في الآخرة؟

قال : لا يا رب.

قال : يُبعَث الخلق ويُناقَشون بالحساب وهم من ذلك آمنون. إن أدنى ما أُعطي للزاهدين في الآخرة أن أُعطيهم مفاتيح الجنان كلَّها حتى يفتحوا أيَّ باب شاؤوا ، ولا أحجب عنهم وجهي ، ولأنعمنَّهم بألوان التلذُّذ من كلامي ، ولأُجلسنَّهم في مقعد صدق ، وأذكرنَّهم ما صنعوا وتعبوا في دار الدنيا. وأفتح لهم أربعة أبواب : باب تدخل عليهم الهداي منه بكرة وعشيّاً من عندي ، وباب ينظرون منه إليَّ كيف شاؤوا بلا صعوبة ، وباب يطلعون منه إلى النار فينظرون منه إلى الظالمين كيف يُعذِّبون ، وباب تدخل عليهم منه الوصائف والحور العين.

قال : يا رب ، من هؤلاء الزاهدون الذين وصفتَهم؟

قال : الزاهد هو الذي ليس له بين يخرب فيغتمُّ بخرابه ، ولا له ولد يموت فيحزن لموته ، ولا له شيء يذهب فيحزن لذهابه ، ولا يعرفه إنسان يشغله عن الله طرفة عين ، ولا له فضل طعام ليُسأل عنه ، ولا له ثوب لين.

يا أحمد ، وجوه الزاهدين مُصفَرَّة من تعب الليل وصوم النهار ، وألسنتهم كلا إلا من ذكر الله تعالى. قلوبهم في صدورهم مطعونة من كثرة ما يخالفون أهواءهم. قد ضمَّروا أنفسهم ١ من كثرة صمتهم. قد أعطوا المجهود من أنفسهم لا من خوف نار ولا من شوق جنة ، ولكن ينظرون في ملكوت السماوات والأرض فيعلمون أن الله سبحانه وتعالى

__________________

١. من «الضَمَر» بمعنى الهزال وقلة اللحم.

١٤٣

أهل للعبادة ؛ كأنما ينظرون إلى من فوقها.

قال : يا رب ، هل تعطي لأحد من أُمتي هذا.

قال : يا أحمد ، هذه درجة الأنبياء والصديقين من أمتك وأمة غيرك وأقوام من الشهداء.

قال : يا رب ، أيُّ الزّهاد أكثر : زهاد أمتي أم زهاد بني إسرائيل؟

قال : إن زهّاد بني إسرائيل في زهاد أمتك كشعرة سوداء في بقرة بيضاء.

فقال : يا رب ، كيف يكون ذلك! وعدد بني إسرائيل أكثر من أمتي؟

قال : لأنهم شكُّوا بعد اليقين ، وجحدوا بعد الإقرار.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله : فحمدت الله للزاهدين كثيراً وشكرته ودعوت لهم ، فقلت : اللهم احفَظهم وارحَمهم واحفَظ عليهم دينهم الذي ارتضيتَ لهم. اللهم ارزُقهم إيمان المؤمنين الذي ليس بعده شك وزيغ ، وورعاً ليس بعده رغبة ، وخوفاً ليس بعده غفلة ، وعلماً ليس بعده جهل ، وعقلاً ليس بعده حمق ، وقرباً ليس بعده بُعد. وخشوعاً ليس بعده قساوة ، وذكراً ليس بعده نسيان ، وكرماً ليس بعده هوان ، وصبراً ليس بعده ضجر ، وحلماً ليس بعده عجلة. واملأ قلوبهم حياءاً منك حتى يستحيوا منك كل وقت ، وتبصرهم بآفات الدنيا وآفات أنفسهم ووساوس الشيطان ، فإنك تَعلم ما في نفسي وأنت علّام الغيوب.

يا أحمد ، عليك بالورع ، فإن الورع رأس الدين ووسط الدين وآخر الدين. إن الورع يقرِّب العبد إلى الله تعالى.

يا أحمد ، إن الورع كالشنوف ١ بين الحليِّ والخبز بين الطعام. إن الورع رأس الإيمان وعماد الدين. إن الورع مَثله كمثل السفينة ؛ كما أن في البحر لا ينجو إلا من كان فيها ، كذلك لا ينجو الزاهدون إلا بالورع.

يا أحمد ، ما عرفني عبد وخشع لي إلا وخشعت له.

__________________

١. جمع «الشنف» ، وهي حليُّ الأذن.

١٤٤

يا أحمد ، الورع يفتح على العبد أبواب العبادة. فيكرم به عند الخلق ، ويصل به إلى الله عز وجل.

يا أحمد ، عليك بالصمت ، فإن أعمر القلوب قلوب الصالحين والصامتين ، وإن أخرب القلوب قلوب المتكلِّمين بما لا يعنيهم.

يا أحمد ، إن العبادة عشرة أجزاء ، تسعة منها طلب الحلال. فإذا طيَّبت مطعمك ومشربك فأنت في حفظي وكنفي.

قال : يا رب ، ما أول العبادة؟

قال : أول العبادة الصمت والصوم.

قال : يا رب ، وما ميراث الصوم؟

قال : الصوم يورث الحكمة ، والحكمة تورث المعرفة. والمعرفة تورث اليقين ، فإذا استَيقَن العبد لا يبالي كيف أصبح ؛ بعُسر أم بيُسر.

وإذا كان العبد في حالة الموت ، يقوم على رأسه ملائكة ، بيد كل ملك كأس من ماء الكوثر. من الخمر يُسقَون روحه حتى تذهب سكرته ومرارته ، ويبشِّرونه بالبشارة العظمى ، ويقولون له : طِبتَ وطاب مثواك ، إنك تقدم على العزيز الحكيم الحبيب القريب. فتَطير الروح من أيدي الملائكة ، فتصعد إلى الله تعالى في أسرع من طرفة عين ، ولا يبقي حجاب ولا ستر بينها وبين الله تعالى ، والله عز وجل إليها مشتاق ، وتجلس على عين عند العرش.

ثميقال لها : كيف تركت الدنيا؟

فتقول : إلهي ، وعزتك وجلالك ، لا علم لي بالدنيا ، أنا منذ خلقتني خائفة منك.

فيقول الله تعالى : صدقت عبدي ، كنتَ بجسدك في الدنيا وروحك معي ، فأنت بعيني سرُّك وعلانيتك. سل أُعطَك وتمنَّ عليَّ فأُكرمك. هذه جنتي فتجنح فيها ، وهذا جواري فأسكنه.

فتقول الروح : إلهي ، عرَّفتني نفسك فاستغنيت بها عن جميع خلقك. وعزتك وجلالك ، لو كان رضاك في أن أقطع إرباً إرباً وأُقتَل سبعين قتلة بأشدِّ ما يقتل به الناس ، لكان

١٤٥

رضاك أحبُّ إليَّ.

إلهي ، كيف أعجب بنفسي؟ وأنا ذليل إن لم تكرمني ، وأنا مغلوب إن لم تنصرني ، وأنا ضعيف إن لم تفوِّني ، وأنا ميِّت إن لم تحيني بذكرك. ولو لا سترك لأفتضحت أول مرة عصيتك.

إلهي ، ، كيف لا أطلب رضاك؟ وقد أكملتَ عقلي حتى عرفتك ، وعرفت الحق من الباطل ، والأمر من النهي ، والعلم من الجهل ، والنور من الظلمة.

فقال الله عز وجل : وعزتي وجلالي ، لا أحجب بيني وبينك في وقت من الأوقات ، كذلك أفعل بأحبّائي.

يا أحمد ، هل تدري أيُّ عيش أهنأ ، وأيُّ حياة أبقى؟

قال : اللهم لا.

قال : أما العيش الهنيء فهو الذي لا يفتر صاحبه عن ذكري ولا ينسى نعمتي ولا يجهل حقي. يطلب رضاي في ليله نهاره.

وأما الحياة الباقية ، فهي التي يعمل لنفسه حتى تهون عليه الدنيا وتصغر في عينه وتعظم الآخرة عنده ، ويؤثر هواي على هواه ، ويبتغي مرضاتي ، ويعظِّم حق عظمتي ، ويذكر علمي علمي به ، ويراقبني بالليل والنهار عند كل سيئة أو معصية ، وينقي قلبه عن كل ما أكره ، ويبغض الشيطان ووساوسه ، ولا يجعل لإبليس على قلبه سلطاناً وسبيلاً.

فإذا فعل ذلك ، أسكنت قلبه حبّاً حتى أجعل قلبه لي ، وفراغه واشتغاله وهمَّه وحديثه من النعمة التي أنعمت بها على أهل محبتي من خلقي ، وأفتح عين قلبه وسمعه حتى يسمع بقلبه وينظر بقلبه إلى جلالي وعظمتي ، وأُضيق عليه الدنيا وأبغض إليه ما فيها من اللذات ، وأُحذِّره من الدنيا وما فيها كما يحذر الراعي غنمه من مراتع الهلكة. فإذا كان هكذا ، يفرُّ من الناس فراراً ، وينقل من دار الفناء إلى دار البقاء ، ومن دار الشيطان إلى دار الرحمن.

يا أحمد ، ولأُزيِّننَّه بالهيبة والعظمة. فهذا هو العيش الهنيء والحياة الباقية ، وهذا مقام الراضين. فمن عمل برضاي ألزمه ثلاث خصال : أُعرِّفه شكراً لا يخالطه الجهل ،

١٤٦

وذكراً لا يخالطه النسيان ، ومحبة لا يؤثر على محبتي محبة المخلوقين.

فإذا أحبَّني أحببتُه ، وأفتح عين قلبه إلى جلالي ، ولا أخفى عليه خاصة خلقي ، وأُناجيه في ظلم الليل ونور النهار حتى ينقطع حديثه مع المخلوقين ومجالسته معهم ، وأسمعه كلامي وكلام ملائكتي ، وأُعرِّفه السرِّ الذي سترته عن خلقي ، ألبسه الحياء حتى يستحيي منه الخلق كلهم ، ويمشي على الأرض مغفوراً له ، وأجعل قلبه واعياً وبصيراً ، ولا أخفى عليه شيئاً من جنة ولا نار ، وأُعرِّفه مما يمرُّ على الناس في يومالقيامة من الهول والشدة وما أُحاسب الأغنياء والفقراء والجهّال والعلماء ، وأُنوِّمه في قبره ، وأنزل عليه منكراً ونكيراً حتى يسألاه ، ولا يرى غمرة الموت ١ وظلمة القبر واللحد وهول المطَّلع ٢.

ثم أنصِبله ميزانه وأُنشر ديوانه. ثم أضع كتابه في يمينه فيقرؤه منشوراً. ثم لا أجعل بيني وبينه ترجماناً. فهذه صفات المحبين.

يا أحمد ، إجعل همَّك همّاً واحداً ، فاجعل لسانك لساناً واحداً ، واجعل بدنك حيّاً لا تَغفل عنِّي ، من يغفل عنِّي لا أُبالي بأيِّ واد هلك.

يا أحمد ، استعمِل عقلك قبل أن يذهب ، فمن استعمل عقله لا يخطي ولا يعغي.

يا أحمد ، ألم تَدرِ لأيِّ شيء فضَّلتُك على سائر الأنبياء؟

قال : اللهم لا.

قال : باليقين ، وحسن الخلق ، وسخاوة النفس ، ورحمة الخلق ، وكذلك أوتاد الأض ؛ لم يكونوا أوتاداً إلا بهذا.

يا أحمد ، إن العبد إذا أجاع بطنه وحفظ لسانه ، علَّمتُه الحكمة. وإن كان كافراً تكون حكمته حجة عليه ووبالاً ، وإن كان مؤمناً تكون حكمته له نوراً وبرهاناً وشفاءاً ورحمة. فيعلم ما لم يكن يعلم ، ويبصر ما لم يكن يبصر. فأول ما أبصره عيوب نفسه حتى يشتغل

__________________

١. «الغمرة» هي الشدة ، وغمرات الموت شدائده.

٢. «المطَّلع» هو موضع الإطلاع من إشراف ، وهو موقف القيامة الذي يحصل الإطلاع عليه.

١٤٧

عن عيوب غيره ، وأُبصِّره دقائق العلم حتى لا يدخل عليه الشيطان.

يا أحمد ، ليس شيء من العبادة أحبُّ إليَّ من الصمت والصوم. فمن صام ولم يحفظ لسانه ، كان كمن قام ولم يقرؤ في صلاته ؛ فأُعطيه أجر القيام ولم أُعه أجر العابدين.

يا أحمد ، هل تدري متى يكون العبد عابداً؟

قال : لا يا رب.

قال : إذا اجتمع فيه سبع خصال : ورع يحجره عن المحارم ، وصمت يكفُّه عمّا لا يعنيه ، وخوف يزداد كل يوم من بكائه ، وحياء يستحيي منِّي في الخلاء ، وأكل ما لا بدَّ منه ، ويبغض الدنيالبغضي لها ، ويحبُّ الأخيار لحبِّي إيّاهم.

يا أحمد ، ليس كل من قال أُحبُّ الله أحبَّني ، حتى يأخذ قوتاً ، ويلبس دوناً ، وينام سجوداً ويطيل قياماً ، ويلزم صمتاً ، ويتوكَّل عليَّ ، ويبكي كثيراً ، ويقلُّ ضحكاً ، ويخالف هواه ، ويتَّخذ المسجد بيتاً ، والعلم صباحاً ، والزهد جليساً ، والعلماء أحبّاء ، والفقراء رفقاء ، ويطلب رضاي ، ويفرُّ من العاصين فراراً ، ويشغل بذكري إشتغالاً ، ويكثر التسبيح دائماً ، ويكون بالوعد صادقاً ، وبالعهد وافياً ، ويكون قلبه طاهراً ، وفي الصلاة زاكياً ، وفي الفرائض مجتهداً ، وفيما عندي من الثواب راغباً ، ومن عذابي راهباً ، ولأحبّائي قريناً وجليساً.

يا أحمد ، لو صلّي العبد صلاة أهل السماء والأرض ويصوم صيام أهل السماء والأرض ويطوي من الطعام مثل الملائكة ولبس لباس العاري ، ثم أرى في قلبه من حبِّ الدنيا ذرَّة أو سمعتها أو رئاستها أو حليِّها أو زينتها ، لا يجاورني في داري ، ولأنزعنَّ من قلبه محبَّتي.

وعليك سلامي ورحمتي ، والحمد لله رب العالمين ١.

__________________

١. بحار الأنوار : ج ٧٧ ص ٢١ ب ١ ح ٦.

١٤٨

هذه جملة شذيَّة ، من الأحاديث البهيَّة ، في المعارج النبوية.

ونهدف بالمعارج أنها كانت معارج عديدة لا معراجاً واجداً ، كما صرَّح به حديث صباح المزني المتقدم ، وكما يشهد به تعدد مباديء المعراج.

حيث تلاحظ في الأحاديث المتقدمة أن بعضها كان من الحِجر ، وبعضها كان من الأبطح ، وتلاحظ في أقوال المفسرين أنه كان من بيت أم هاني في مكة التي كلها يطلق عليها المسجدالحرام.

نعم ، لعلَّ أولها أو أعظمها كان الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى لإراءة الآيات الكبرى ، إلا أنه تحصَّل من مجموع البيان تظافر الأحاديث وتواتر النقل العيان في معراج سيد الأمة رسول الله صلى الله عليه وآله ، وإفاضة العلوم عليه ، وتشييد الكرامات له.

وقد جاءت وتواترت أحاديث المعراج لا في كتب الخاصة فحسب ، بل في كتب العامة أيضاً.

فقد أثبت أحاديث المعراج وما فيه من فضل الرسول الأعظم وأهل البيت عليهم السلام مثل :

الذهبي في ميزان الإعتدال ، الگنجي في كفاية الطالب ، وابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ، والسيوطي في ذيل اللئالي ، وابن حسنويه في درِّ بحر المناقب ، والقندوزي في ينابيع المودة ، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ، والكشفي في المناقب المرتضوية ، والأمر تسري في أرحج المطالب ، وابن أبي الفوارس في الأربعين ، والبدخشي في مفتاح النجا ، والصفوري في المحاسن المجتمعة ، والحضرمي في وسيلة المآل ، والدهلوي في إزالة الخفاء ، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق. كما تلاحظ أحاديثها بمصادرها وأسنادها ومتونها في إحقاق الحق ١.

__________________

١. إحقاق الحق : ج ٤ ص ٢٨٠ ، ٢٨١ ، ٣٧٨ وج ٥ ص ٩٢ وج ٦ ص ١٣٨ ، ١٤٦ ، ١٤٩ ، ٥٠٧ وج ١٦ ص ٤٨٩ وج ١٨ ص ٤٠٦ ، ٤٠٧.

١٤٩

المعراج في إجماع المسلمين

ثبت معراج الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله بإجماع المسلمين ، وقام عليه الإتفاق في الدين ، وحصل به العلم واليقين.

١. قال الشيخ الأقدم الصدوق في الإعتقاد بالمعراج ضمناً :

«وإعتقادنا في الجنة والنار أنهما مخلوقتان ، وأن النبي قد دخل الجنة ورأى النار حين عُرِج به» ١.

وقال في أماليه تفصيلاً :

«إن من دين الإماميَّة الإقرار بمعراج النبي صلى الله عليه وآله إلى السماء السابعة ، ومنها إلى سدرة المنتهى ، ومنها إلى حُجب النور ، وبمناجاة الله عز وجل إيّاه.

وأنه عُرِج به وبجسمه وروحه ، على الصحة والحقيقة لا على الرؤيا والمنام.

وأن ذلك لم يكن لأن الله عز وجل في مكان هناك لأنه متعال عن المكان ، ولكنَّه عز وجل

__________________

١. الإعتقادات : ص ٧٩.

١٥٠

عرج به صلى الله عليه وآله تشريفاً به وتعظيماً لمنزلته ، وليُريَه ملكوت السماوات كما أراه ملكوت الأرض ، ويشاهد فيها من عظمة الله عز وجل ، وليخبر أمته بما شاهد في العلوِّ من الآيات والعلامات» ١.

٢. وقال شيخ الطائفة الطوسي :

«وعند أصحابنا وأكثر أصحاب التأويل وذكره الجبائي أيضاً ، أنه عُرِج به في تلك الليلة إلى السماوات ، حتى بلغ سدرة المنتهى في السماء السابعة ، وأراه الله من آيات السماوات والأرض ما ازداد به معرفةً ويقيناً ، وكان ذلك في يقظته دون منامه» ٢.

٣. وقال الشيخ الطوسي :

«وقد نطق به ـ الإسراء ـ القرآن ، ولا يدفعه مسلِم. وما قاله بعضهم أن ذلك كان في النوم فظاهر البطلان ، إذ لا معجز يكون فيه ولا برهان» ٣.

٤. وقال العلامة المجلسي :

«اعلم أن عروجه صلى الله عليه وآله إلى بيت المقدس ثم إى السماء في ليلة واحدة بجسده الشريف مما دلَّت عليه الآيات والأخبار المتواترة من طرق الخاصة والعامة.

وإنكار أمثل ذلك أو تأويلها بالعروج الروحاني أو بكونه في الوم ينشأ ، إما من قلة التتبُّع في آثار الأئمة الطاهرين ، عليهم السلام ، أو من قلة التديُّن وضعف اليقين ، أو الإنخداع بتسويلات المتفلسفين.

والأخبار الواردة في هذا الملب ، لا أظنُّ مثلها ورد في شيء من أصول المذهب.

__________________

١. الأمالي (للشيخ الصدوق) : ص ٥٧٢ المجلس ٩٣.

٢. التبيان في تفسير القرآن : ج ٦ ص ٤٤٦.

٣. مجمع البيان : ج ٦ ص ٣٩٥.

١٥١

فما أدري ما الباعث على قبول تلك الأصول وإدعاء العلم فيها والتوقُّف في هذا المقصد الأقصى!

فبالحريُّ أن يقال لهم : (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتَكفرون ببعض) ١؟!

وأما إعتذارهم بعدم قبول الفلك للخرق والإلتيام ، فلا يخفى على أولي الأفهام أن ما تمسكوا به في ذلك ليس إلا من شبهات الأوهام» ٢.

٥. وقال السيد شيَّر :

«وهو ـ المعراج ـ في الجملة من ضروريات الدين ، ومنكره خارج عن ربقة المسلمين. ولذا قال الصادق عليه السلام :

ليس منّا من أنكر أربعة : المعراج ، وسؤال القبر ، وخلق الجنة والنار ، والشفاعة.

وقال الرضا عليه السلام :

من لم يؤمن بالمعراج فقد كذّب رسول الله صلى الله عليه وآله.

والذي عليه الإمامية ، أنه كان ببدنه الشريف لا بالروح فقط ، وفي اليقظة لا في المنام ، وإلى السماء لا إلى المسجد الأقصى فقط» ٣.

وعليه فالمعراج النبي الشريف من الإجماعيات ، المسلَّمة في صريح هذه العبارات والمحقَّقة عند أهل التحقيق من جميع الفئات.

بل حتى في تعابير العامة أيضاً ، كما تلاحظه في مثل كلام الفخر الرازي في تفسيره ، حيث استدلَّ في مقامين على إثبات الجواز العقلي للمعراج ، وإثبات الوقوع الخارجي لمعراجه صلى الله عليه وآله. وقال في ذلك :

__________________

١. سورة البقرة : الآية ٨٥.

٢. بحار الأنوار : ج ١٨ ص ٢٨٩.

٣. حق اليقين : ج ١ ص ١٢٦.

١٥٢

«إن القرآن واأخبار دلَّت على وقوع المعراج بالروح والجسد ، كما قاله أهل التحقيق ، فراجع» ١.

وحصيلة مجموع البحث ، أن معراج الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله من الحقائق الثابتة بنص الكتاب الإلهي ، ومتواتر الحديث العلمي ، والإجماع التامِّ القطعي. فيجب الإعتقاد به والإلتزام بحقيقته.

والله تعالى هو القادر الجليل ، والهادي إلى سواء السبيل.

ثمَّ الكتاب في عيد ميلاد سيِّدنا جواد الأئمة عليه السلام

قم المشرفة ، يوم الأحد ، ١٠ ، رجب المرجَّب ، ١٤٢٤ هجرية

__________________

١. التفسير الكبير : ج ٢٠ ص ١١٨.

١٥٣
١٥٤

الفهرس

١٥٥

فهرس المحتويات

الإهداء

٣

تمهيد

٥

المقام الأول : إمكان المعراج

٩ ـ ١٦

المقام الثاني : وقوع المعراج

١٧ ـ ٢٦

الوجه الأول.............................................................. ١٩

الوجه الثاني............................................................... ٢٠

الوجه الثالث............................................................. ٢١

الوجه الرابع............................................................... ٢١

الوجه الخامس............................................................. ٢٢

الوجه السادس............................................................ ٢٢

الوجه السابع............................................................. ٢٤

الوجه الثامن.............................................................. ٢٤

١٥٦

المقام الثالث : أدلة المعراج

٢٧ ـ ١٥٣

المنحة الأولى :............................................................ ٣٠

المنحة الثانية :............................................................ ٣١

المنحة الثالثة :............................................................ ٣٤

المعراج في القرآن الكريم.................................................. ٣٨ ـ ٥٥

الآية الأولى : (سبحان الذي أسرَى بِعَبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لِنُرِيَه مِن آياتنا إنه هو السميع البصير)......................................................... ٣٨

الآية الثانية : (واسأل مَن أرسلنا مِن قبلك مِن رسلنا أجعلنا مِن دون الرحمن آلهة يُعبَدون)          ٤٢

الآية الثالثة : (عَلَّمَه شديده القُوَى * ذو مِرَّة فاستَوَى * وهو بالأُفُق الأعلى * ثم دَنا فتَدَلَّى * فكان قابَ قَوسَين أو أدنَى * فأوحى إلى عبده ما أوحى * ما كَذَبَ الفؤاد ما رأى * أفَتُمارونَه على ما يَرَى * ولقد رآه نَزَلَةً أخرى * عند سِدرَة المُنتَهى * عندها جنَّة المأوَى * إذ يَغشَى السِدرَة ما يَغشَى * ما زاغَ البصر وما طَغَى * لقد رأى مِن آيات ربه الكُبرى)    ٤٦

المعراج في أحاديث المعصومين عليهم السلام.............................. ٥٦ ـ ١٤٩

الحديث الأول : حديث هشام بن سالم المفصل ، عن الإمام الصادق عليه السلام. ٥٦

الحديث الثاني : حديث الإمام الصادق عليه السلام ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله       ٦٩

الحديث الثالث : حديث ابن عباس ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله.......... ٧٠

الحديث الرابع : حديث المفضل الجعفي ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام     ٧٢

١٥٧

الحديث الخامس : حديث عبد السلام بن صالح الهروي ، عن الإمام الرضا ، عن آبائه الكرام ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام      ٧٣

الحديث السادس : حديث ابن أُذينه ، عن الامام الصادق عليه السلام.......... ٧٦

الحديث السابع : حديث إسحاق بن عمار................................... ٨٢

الحديث الثامن : حديث سيدنا عبد العظيم الحسني ، عن الإمام الجواد ، عن آبائه الطاهرين ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام................................................................... ٨٤

الحديث التاسع : حديث عبد الله بن عباس ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله... ٨٥

الحديث العاشر : حديث سيدنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، عن الإمام الجواد ، عن آبائه الكرام ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام........................................................................ ٨٧

الحديث الحادي عشر : حديث عيسى بن داوود ، عن الإمام الكاظم ، عن آبائه الكرام ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام ٨٧

الحديث الثاني عشر : حديث الشيخ الصدوق ، بسنده المتصل عن رسول الله صلى الله عليه وآله        ٩٠

الحديث الثالث عشر : حديث محمد بن عمران............................... ٩١

الحديث الرابع عشر : حديث عبد الرحمن بن غنم............................. ٩١

الحديث الخامس عشر : حديث زين بن علي عليه السلام...................... ٩٥

الحديث السادس عشر : حديث شيخ الطائفة بسنده المتصل إلى أبي بصير ، عن الإمام الصادق ، عن آبائه الكرام ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام............................................................. ٩٦

الحديث السابع عشر : حديث ابن عباس.................................... ٩٩

الحديث الثامن عشر : حديث الخوارزمي ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله...... ٩٩

الحديث التاسع عشر : حديث عبد الله بن سنان ، عن الإمام الصادق عليه السلام ١٠٠

الحديث العشرون : حديث محمد بن العباس بسنده المتصل ، عن أمير المؤمنين عليه السلام     ١٠١

الحديث الحادي والعشرون : حديث أبي ذر الغفاري.......................... ١٠٦

الحديث الثاني والعشرون : حديث ابن عبد الملك ، عن الإمام الباقر عليه السلام. ١١١

١٥٨

الحديث الثالث والعشرون : حديث عبد الله بن يحيى الكاهلي ، عن الإمام الصادق عليه السلام        ١١١

الحديث الرابع والعشرون : حديث صباح المُزني ، عن الإمام الصادق عليه السلام ١١٣

الحديث الخامس والعشرون : حديث الإحتجاج ، عن الإمام الكاظم ، عن آبائه الطاهرين ، عن الإمام الحسين عليهم السلام....................................................................... ١١٣

الحديث السادس والعشرون : حديث محمد بن مسلم ، عن الإمام الباقر عليه السلام ١١٧

الحديث السابع والعشرون : حديث الشيخ المفيد ، عن الإمام الهادي ، عن آبائه الكرام ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام  ١١٧

الحديث الثامن والعشرون : حديث سلمان الفارسي.......................... ١١٨

الحديث التاسع والعشرون : حديث السيد ابن طاووس مسنداً ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله       ١٢١

الحديث الثلاثون : حديث ابن عباس...................................... ١٢٣

الحديث الحادي والثلاثون : حديث أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله      ١٢٦

الحديث الثاني والثلاثون: حديث أبي بصير.................................. ١٢٦

الحديث الثالث والثلاثون : حديث الإمام الصادق عليه السلام................ ١٢٧

الحديث الرابع والثلاثون : حديث ابن عمار ، عن أبيه....................... ١٢٨

الحديث الخامس والثلاثون : حديث علي بن الحسين بن فضّال ، عن أبيه ، عن الإمام الرضا عليه السلام        ١٢٨

الحديث السادس والثلاثون : حديث أبي سعيد الخدري....................... ١٢٨

الحديث السابع والثلاثون : حديث ابن عباس............................... ١٢٩

الحديث الثامن والثلاثون : حديث ابن عباس................................ ١٣٠

الحديث التاسع والثلاثون : حديث عبد الله بن الفضل ، عن الإمام الصادق ، عن آبائه الكرام عليهم السلام ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله............................................................... ١٣٠

الحديث الأربعون : حديث زرارة ، عن الإمام الباقر عليه السلام............... ١٣١

الحديث الحادي والأربعون : حديث عبد الله بن عباس........................ ١٣١

١٥٩

الحديث الثاني والأربعون : حديث حمّاد بن عثمان ، عن الإمام الصادق ، عن آبائه الكرام ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام....................................................................... ١٣٢

الحديث الثالث والأربعون : حديث حفص بن البختري ، عن الإمام الصادق عليه السلام     ١٣٣

الحديث الرابع والأربعون : حديث ابن عباس................................ ١٣٤

الحديث الخامس والأربعون : حديث أحمد بن الحسن الحسيني ، عن الإمام العسكري ، عن أبيه ، عن جده الإمام الرضا ، عن أبيه موسى عليهم السلام........................................................... ١٣٥

الحديث السادس والأربعون : حديث محمد بن حمزة.......................... ١٣٥

الحديث السابع والأربعون : حديث الحسين بن الوليد ، عمن ذكره............. ١٣٦

الحديث الثامن والأربعون : حديث مالك الجهني ، عن الإمام أبي جعفر الباقر ، عن آبائه الكرام ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام....................................................................... ١٣٧

الحديث التاسع والأربعون : حديث أبي بصير................................ ١٣٨

الحديث الخمسون : حديث الديلمي....................................... ١٣٩

المعراج في إجماع المسلمين............................................. ١٥٠ ـ ١٥٣

١. الشيخ الأقدم الصدوق في الإعتقادات.................................. ١٥٠

٢. شيخ الطائفة الطوسي في التبيان في تفسير القرآن......................... ١٥١

٣. الشيخ الطبرسي في مجمع البيان........................................ ١٥١

٤. العلامة المجلسي في بحار الأنوار......................................... ١٥١

٥. السيد شبَّر.......................................................... ١٥٢

فهرس المحتويات

١٥٥ ـ ١٦٠

١٦٠