وصول الأخيار إلى اصول الأخبار

الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي

وصول الأخيار إلى اصول الأخبار

المؤلف:

الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي


المحقق: السيد عبد اللطيف الحسيني الكوه‌كمري الخوئي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مجمع الذخائر الإسلامية
المطبعة: مطبعة الخيام
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢١١

ومنهم محمد بن الحسن المهدي القائم بالحق فيملاً الارض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجوراً باخبار النبي صلى الله عليه وآله بذلك ، فقد روى ذلك في الجمع بين الصحاح الست بست طرق (١) ألفاظ متونها مختلفة ، ورواه في كتاب المصابيح بأربع طرق (٢). وبالجملة هو مما لا يمتري فيه أحد.

وباقي أحوالهم وأحوال باقيهم شهيرة غنية عن التعريف ، لو فتحنا فيها باب المقال لطال واتسع المجال.

والاديب البيب يعرف ما

ضمن طي الكتاب بالعنوان

ولقد علم كل الخلق من العامة والخاصة أنه لم يسأل أحد منهم قط فتردد ولا توقف ، ولا استشكل أحد منهم سؤالا قط ، ولا عول (٣) في جوابه على كتاب [قط] (٤) ولا مباحث ، مع أنهم لم يشاهدوا قط مختلفين الى معلم ولا ادعى ذلك عليهم مدع من أوليائهم ولا من أعدائهم ، بل كل واحد منهم مسند عن آبائه عن رسول الله (ص). وهذا من أقوى الادلة على اختصاصهم بالمزايا التي يقطع كل ذي لب بأنها من الله تعالى ميزهم بها عن الخلق.

ومعجزاتهم الباهرات واخبارهم بالمغيبات مما قد نقله الثقات واشتهرفي كل الازمنة والاوقات.

أولئك آبائي فجئني بمثلهم

إذا جمعتنا يا جرير المجامع

 ثم انهم صلوات الله عليهم مع هذه الاخلاق الطاهرة والكرامات الظاهرة

__________________

١. غاية المرام ص ٦٩٧ عن الجمع بين الصحاح الست بسبع طرق.

٢. غاية المرام ص ٦٩٨ عن المصابيح.

٣. عولت على الشئ تعويلا : اعتمدت عليه.

٤. الزيادة من المخطوطة.

٦١

والعلوم الباهرة يصونون شيعتهم في الاخذ عنهم والعمل بفتواهم ، ولم يزالوا يعيبون على غيرهم ممن قال برأيه اعتماداً على استحسان أو قياس وينسبونهم الى الضلال والقول في الدين بغير الحق ، ويستخفون رأي من يأخذ عنهم وينسبونه الى الجهل.

يعلم ذلك علماً ضرورياً صادراً عن النقل المتواتر ، ومن رام انكار ذلك كان كمن رام انكار المتواترات من سنن النبي وسيرته ومعجزاته.

ولا مرية أن النقلة والنقل عنهم تزيد أضعافاً كثيرة عما نقل عن كل واحد من رؤساء العامة ، ومن أنكر ذلك كان كمن أنكر الضروريات من المشاهدات. وإذا اعتبر ذو أدنى عقل وانصاف جزم بصحة نسبة ما نقل عنهم إليهم ، فان أنكره كان ذلك مكابرة محضة وتعصباً صرفاً.

وحينئذ نقول : الجمع بين الاجماع على عدالتهم وتواتر هذا النقل عنهم معه بطلانه مما يأباه العقل ويبطله الاعتبار بالضرورة. وبالله التوفيق.

ولقد بحثت مع بعض فضلائهم من أهل فارس وكان ذا انصاف شهير وفضل كثير ولكنه لم يكن يعرف شيئاً من أحوال الشيعة أصلا لانه هرب مع والده من الشاه اسماعيل الحسيني رحمه الله الى بلاد الهند وبها نشأ ، فكان مما قال : ان جعفر الصادق وآباءه عليهم السلام لا يشك أحد في عدالتهم واجتهادهم وغزارة علمهم وان مذاهبهم كانت حقاً لكن لم ينقل مذاهبهم كما فرعوا على مذاهب هؤلاء ، ولو نقلت مذاهبهمم لم نشك في تصويب من اتبعها.

قلت له : ان كان مقصودك أن أهل السنة لم ينقلوا مذاهبهم فهو حق لكنه غير قادح فيما الشيعة عليه ، لان أصحاب كل امام من ائمتكم لم ينقلوا فروع الامام

٦٢

الاخر ولا فرعوا على مذهبه ، وان كان مقصودك أن الشيعة أيضاً لم ينقلوها ولم يفرعوا عليها فهذا مكابرة في الضروريات المشاهدات ، لانهم أحرص الناس على نقل مذاهبهم والتفريع عليها ، ونقل مذاهبهم وتفاريعهم عليها ومؤلفاتهم في ذلك اكثر من أن تحصى لا ينكرها ذو بصيرة ، لانهم يعتقدون عصمتهم وأن ما يقل لو له هو قول الرسول الذي لا ينطق عن الهوى ، لا كأهل السنة الذين يعتقدون أن ما يقوله امامهم بالاجتهاد ، وان المجتهد قد يخطئ وقد يصيب ، وأصولهم التي نقلوها عنهم تزيد أضعافاً كثيرة عما نقلتموه عن النبي (ص) ، وعندي منها جانب ان شئت أرتكه.

فقال : نعم ولكن هم الان نحو ثمانمائة والرجال والوسائط الذين نقلوه غير معروفين ، فكيف يحكم بصحة ذلك عنهم.

قلت : الجواب كالاول ، لان رجال الائمة ومن نقل عنهم الى يومنا هذا كلهم عندنا معروفون قد ألفوا فيها كتباً كثيرة في الجرح والتعديل ونقل الاسانيد وتقسيمها الى الصحيح والحسن والموثق والضعيف على أكمل الوجوه ، بل علماؤهم لا يقبلون الا رواية من نص على توثيقه ، لان الشرط عندهم علم العدالة لاعدم العلم بالقسق كما يقوله أهل السنة ، وعندي من كتب رجالهم شئ ان شئت عرضته عليك. فسكت ولم يجب بشئ.

(اصل)

وقبيح بذي العقل أن يترك أحاديث أهل بيت نبيه ودينهم بعد ما تلوناه من شأنهم ، وهو قليل من كثير اذلسنا هنا بصدد استقصائه ، ويأخذ معالم دينه عن جماعة ظهر منهم الفسق والكفر ، اما نبص من الله أو بنص الرسول أو شهادة بعضهم

٦٣

على بعض اما اجمالا أو تفضيلا.

ولنذكر من ذلك انموذجاً يسيراً يكون عذراً لنا في رفصهم ، ونقتصر من ذلك على ما جاء في القرآن العزيز أو رووه هم في صحاحهم لتكون الحجة أو قبح دون ما نحن تقردنا بنقله.

أما الا جمال فيكفينا القرآن شاهداً ، حيث أخبر سبحانه وتعالى بفرارهم من الزحف وهو من اكبر الكبائر في قوله تعالى (ويوم حنين) (١) الاية ، وكانوا اكثر من أربعة آلاف رجل ، فلم يتخلف معه (٢) الا سبعة أنفس علي والعباس والفضل ابنه وربيعة وسفيان ابنا الحارث بن عبد المطلب واسامة بن زيد وعبيدة ابن ام أيمن ، وأسلمه الباقون الى الاعداء والقتل ، ولم يخشوا العار ولا النار ، وآثروا الحياة الدينا ، ولم يستحيوا من الله تعالى ولا من نبيه وهو يشاهدهم عياناً.

وقد فروا من الزحف في موارد أخرى كثيرة لا تخفى على أهل النقل. وقال الله تعالى (وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائماً) (٣) ، رووا انهم كانوا إذا سمعوا بوصول تجارة تركوا الصلاة معه.

فإذا كانوا معه ـ وهو بين أظهرهم ـ بهذه المثابة كيف يستعبد منهم الفسق بل الكفر بعده ميلا الى هوى أنفسهم في طلب الملك وزهرة الحياة الدينا ، وقد قال تعالى (وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا) (٤). فلو لا علمه

__________________

١. سورة التوبة : ٢٥.

٢. أي النبي صلى الله عليه وآله.

٣. سورة الجمعة : ١١.

٤. سورة آل عمران : ١٤٤.

٦٤

تعالى بانقلابهم لم يحسن منه التوبيخ عليه.

وأما ما رووه في شأن الصحابة اجمالا أيضاً فمنه :

ما رواه في الجمع بين الصحيحين من سمند سهل بن سعد (١) في الحديث الثامن والعشرين من المتفق عليه قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : أنا فرطكم (٢) على الحوض ، من ورد شرب ومن شرب لم يظمأ أبداً ، وليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم.

قال أبو حازم (٣) : فسمع النعمان بن ابى العباس (٤) وأنا أحدثهم بهذا الحديث فقال : هكذا سمعت سهلا يقول؟ فقلت : نعم. فقال : أنا أشهد على ابى سعيد الخدري لسمعته يزيد فيقول : انهم من أمتي؟ فيقال : انك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فأقول : سحقاً سحقاً لمن يبدل بعدي (٥).

ومنه ما رواه في الجمع بين الصحيحين أيضاً من المتفق عليه في الحديث الستين من مسند عبد الله بن عباس قال : ان النبي (ص) قال : انه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول : يا رب أصحابي. فيقال : انك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فأقول كما قال العبد الصالح (وكنت عليهم شهيدا ما دمت

__________________

١. هو سهل بن سعد الساعدي الصحابي.

٢. فرطكم : متقدمكم إليه.

٣. هو سلمة بن دينار.

٤. في صحيح البخاري النعمان بن ابى عياش. ، وفي هامشه : اسم ابى عياش زيد ابن الصامت الزرقى البصري.

٥. صحيح البخاري ٢ / ٩٧٤ ، ١٠٤٥ ، في الاول سحقاً سحقاً لمن غير بعدى. وفي الثاني لمن بدل بعدى .. وسحقاً : أي بعداً.

٦٥

فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد * ان تعذبهم فانهم عبادك) (١). قال : فيقال لي : انهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم (٢).

ومنه في الجمع بين الصحيحين أيضاً في الحديث الحادي والثلاثين بعد المائة من المتفق عليه من مسند انس بن مالك قال : ان النبي (ص) قال : ليردن علي الحوض رجال ممن صاحبني حتى إذا رأيتهم ورفعوا الي رؤوسهم اختلجوا (أصاحوا خ ل) فلاقولن : أي رب أصحابي أصحابي. فليقالن : انك لا تدري ما أحدثوا بعدك (٣).

ومنه فيه أيضاً في الحديث السابع والستين بعد المائتين من المتفق عليه من مسند ابى هريرة ، رواه بعدة طرق قال : قال النبي (ص) : بينا أنا قائم إذا زمرد حتى إذا عرفتهم خرج رجل ببنى وبينهم فقال : هلموا. فقلت : الى أين؟ قال : الى النار والله. قلت : ما شأنهم؟ قال : انهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى.

ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل بيني وبينهم فقال : هلموا. فقلت الى أين؟ فقال : الى النار والله. قلت : ما شأنهم؟ قال : انهم ارتدوا على أدبارهم ، فلا أراه يخلص منهم الامثل ما يخلص من همل النعم (٤).

وقد روى الحميدي نحو ذلك من مسند عائشة من عدة طرق ، ونحوه من

__________________

١. سورة المائدة : ١١٧ ، ١١٨.

٢. صحيح البخاري ٢ / ٦٩٣.

٣. صحيح البخاري ٢ / ٩٧٦ ط الهند.

٤. صحيح البخاري ٢ / ٩٧٥. وهمل بفتحتين جمع هامل ، وهمل النعم هي المسرحة.

٦٦

مسند أسماء بنت ابى بكر من عدة طرق ، ونحوه من مسند أم سلمة ، ونحوه من مسند سعيد بن المسيب من عدة طرق ، كل ذلك في الجمع بين الصحيحين.

ومنه أيضاً في مسند ابى الدرداء في الحديث الاول من صحيح البخاري قالت أم الدرداء : دخل علي أبو درداء وهو مغضب ، فقلت : ما أغضبك؟ فقال : والله ما أعرف من أمرامة محمد شيئاً الا أنهم يصلون جميعاً (١).

وروى البغوي في كتاب المصابيح في حديث طويل في صفة الحوض قال قال رسول الله (ص) : أنا فرطكم على الحوض ، من مر علي شرب ومن شرب لم يظمأ أبداً ، وليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم ، فأقول : انهم أمتي. فيقال : انك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فأقول : سحقاً سحقاً لمن غير بعدي.

وقد رووا في صحاحهم من شكوى النبي صلى الله عليه وآله منهم ومن مخالفتهم له أشياء كثيرة لو عددناها لطال. وأما شكوى علي عليه السلام وتظلمه من الثلاثة الاول فهو أوضح من الشمس قد نقله كل الطوائف ، ونهج البلاغة مشحون به ، كقوله : أما والله لقد تقمصها أخوتيم وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى (٢).

وقوله : وطفقت ارتأي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء. وقوله : أرى تراثي نهباً ، حتى إذا مضى الاول لسبيله عقدها لاخ عدي (أدلى بها الى فلان خ ل) بعده ، فواعجباً بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لاخر بعد وفاته (٣).

__________________

١. صحيح البخاري ١ / ٩٠.

٢. راجع شرح النهج لابن ابى الحديد ١ / ١٥١.

٣. شرح النهج لابن ابى الحديد ١ / ١٦٢.

٦٧

ونحو ذلك مما هو كثير وصريح بالتظلم ، ومن المحال ادعاؤه الكذب بعدهم وقد وصلت إليه الخلافة ، حيث أن الباري طهره وأجمعت الامة على زهده وورعه.

وروى ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب عن رسول الله (ص) أنه قال لعلي : ان الامة ستغدر بك من بعدي (١).

وروى أبو بكر الحافظ ابن مردويه من أكابر السند باسناده الى ابن عباس أن رسول الله (ص) بكى حتى علابكاؤه ، فقال له علي : ما يبكيك يا رسول الله قال : ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتى يفقدوني (٢). (فصل) وأما التفضيل فنذكر بعضاً مما رووه من اكبر أكابرهم : فمنهم المتخلفان عن جيش أسامة اجماعا والنبى صلى الله عليه وآله يقول : جهزوا جيش أسامة ، لعن الله من تخلف عن جيش أسامة (٣).

فكيف يقتدى بمن لعنه النبي ، ولم لم نتأس به ، ومن قال : ان لي شيطاناً يعترينى (٤) ، ومن كانت بيعته فلتة بشهادة عمر (٥) ، ومن طلب الاقالة عما دخل

__________________

١. غاية المرام ص ٥٧٢ عن ابى الحديد والخوارزمي والحموينى.

٢. الايضاح لابن شاذان ص ٤٥٤ ، غاية المرام ص ٥٧٠ ، ٥٧٢ عن ابن ابى الحديد والضغائن جمع ضغينة : الحقد والعداوة والبغضاء.

٣. شرح النهج لابن ابى الحديد ٦ / ٥٢ وفيه أنفذوا أسامة لعن الله من تخلف عنه ..

٤. شرح النهج لابن ابى الحديد ٦ / ٢٠.

٥. صحيح البخاري ٢ / ١٠٠٩ ط الهند.

٦٨

فيه (١) وليس الالعلمه بعدم صلوحه له ، ومن شك عند موته فقال : ليتني كنت سألت النبي (ص) هل للانصار في هذا الامر شئ (٢) ، وهذا شك فيما هو فيه مع أنه هو الذي دفع الانصار لما قالوا : منا أمير ومنك أمير ، بقوله : الائمة من قريش. فان كان ما رواه حقاً كيف حصل له الشك والا فقد دفع بالباطل.

ومن لم يوله النبي صلى الله عليه وآله شيئاً من الاعمال الابتبليغ سورة البراءة ثم نزل جبرئيل برده فقال : لا يؤديها الا أنت أو رجل منك ، كما رواه احمد بن حنبل في مسنده بخمس طرق (٣) ، ورواه البخاري في صحيحه بطريقين (٤) ورواه في الجمع بين الصحاح الست (٥) ، ورواه الثعلبي في تفسيره (٦). وفي هذا مع قوله تعالى (فمن ابتعني فانه مني) (٧) أوضح بيان لذوي العرفان ، ومن لا يصلح لتبليغ سورة من القرآن كيف يسلم إليه زمام الايمان.

ومن منع فاطمة عليها السلام ارثها برواية مخالفها للقرآن ، وقد روى البخاري بطرقين أن فاطمة أرسلت تطالبه بميراثها فمنعها ذلك ، فوجدت فاطمة على ابى بكر وهجرته فلم تكلمه حتى ماتت (٨).

__________________

١. غايد المرام ٥٤٦ ، ٥٤٩ عن الترمذي ، وراجع شرح النهج ١ / ١٦٨ ، الامامة والسياسة لابن قتيبة ١ / ١٤.

٢. العقد الفريد ٤ / ٢٦٩ ، الامامة والسياسة ١ / ١٨.

٣. غاية المرام ص ٤٦١ عن ابن حنبل وغيره وقال : وفيه ثلاثة وعشرون حديثاً.

٤. صحيح الباري ١ / ٥٣ ، ٢ / ٦٧١.

٥. غاية المرام ص ٤٦٢.

٦. غاية المرام ص ٤٦١.

٧. سورة ابراهيم : ٣٦. ٨. صحيح البخاري ٢ / ٩٩٢ ، الامامة والسياسة ١ / ١٣.

٦٩

ودفنها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر (١).

ويلزم أن يكون النبي صلى الله عليه وآله قد خالف الله تعالى في قوله (وأنذر عشيرتك الاقربين) (٢) ، فكيف لم ينذر علياً وفاطمة الحسن والحسين والعباس ولا أحداً من بنى هاشم الاقربين ، بل ولا أحداً من نسائه ولا من المسلمين.

وقد روى في الجمع بين الصحيحين أن فاطمة والعباس أتيا يطلبان ميراثهما من النبي صلى الله عليه وآله (٣).

وروى فيه أيضاً أن أزواج النبي (ص) بعثن يطلبن ميراثهن (٤).

وروى الحافظ ابن مردويه باسناده الى عائشة ـ وذكرت كلام فاطمة لابي بكر وقالت في آخره : وأنتم تزعمون أن لا ارث لنا (أفحكم الجاهلية تبغون) (٥) الاية ، معشر المسلمين انه لا أرث ابى ، يابن ابى قحافة أفي كتاب الله ترث أباك ولا أرث ابى ، لقد جئت شيئاً فرياً ، فدونكها مرحولة مخطومة (محفوظة خ ل) تلقاك يوم حشرك فنعم الحكم الله والغريم محمد والموعد القيامة وعند الساعة يخسر المبطلون (٦).

ومن أخذ فدك من فاطمة وقد وهبها اياها ابوها بأمر الله تعالى ، روى الواقدي

__________________

١. شرح ابن ابى الحديد ١٦ / ٢٨٠.

٢. سورة الشعراء : ٢١٤.

٣. صحيح البخاري ٢ / ٩٩٥.

٤. صحيح البخاري ٢ / ٩٩٦.

٥. سورة المائدة : ٥٠.

٦. شرح ابن ابى الحديد ١٦ / ٢٥٠.

٧٠

وغيره منهم أن النبي صلى الله عليه وآله لما افتتح خيبر اصطفى لنفسه قرى من قرى اليهود ، فنزل عليه جبرئيل بهذه الاية (وآت ذا القربى حقه) (١) فقال محمد : ومن ذا القربى وما حقه؟ قال : فاطمة. فدفع إليها فدك والعوالي ، فاستغلتها حتى توفي أبوها ، فلما بويع أبو بكر منعها ، فكلمته فقال : لا أمنعك ما دفع اليك ابوك ، فأراد أن يكتب لها كتاباً فاستوقفه عمر وقال : انها امرأة فلتأت على ما ادعت ببينة. فأمرها أبو بكر فجاءت بأم أيمن وأسماء بنت عميس وعلي ، فشهدوا بذلك ، فكتب لها أبو بكر ، فبلغ ذلك عمر فأخذ الصحيفة فمحاها فحلفت الا تكلمهما وماتت وهي ساخطة عليهما.

وفي بعض الروايات : فشهد لها علي فقال : انه يجرنفعاً الى نفسه. وشهد لها الحسنان فقال : ابناك. وشهدت لها أم ايمن فقال : امرأة. فعند ذلك غضبت عليه وحلفت الا تكلمه حتى تلقى أباها وتشكو إليه.

وهذا يدل على نهاية جهله بالاحكام وعلى أنهما لم يكن عندهما مثقال ذرة من الاسلام ، وهل يجوز على الذين طهرهم الله بنص الكتاب أن يقدموا على غصب المسلمين أموالهم وان يدلهم أبو بكر على الصواب. فاعتبروا يا أولى الالباب.

مع أنه قد روى مسلم في صحيحه بطريقين أن رسول الله (ص) قال : فاطمة بضعة مني يؤذيني من آذاها (٢).

وروى البخاري في صحيحه أن رسول الله (ص) قال : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني (٣).

__________________

١. سورة الاسراء : ٢٦ ، سورة الروم : ٣٨.

٢. احقاق الحق ١٠ / ١٩٠ عن مسلم في صحيحه ٧ / ١٤٠.

٣. صحيح البخاري ١ / ٥٣٢.

٧١

وكذلك روى هذين الحديثين في الجع بين الصحيحين ، وروى في الجمع بين الصحاح الست أن رسول الله (ص) قال : فاطمة سيدة نساء العالمين (١).

وروى بطريق آخر أنه قال : ألا ترضين أن تكوني سيدة المؤمنين أو سيدة نساء العالمين أو سيدة نساء هذه الامة.

وكذلك رواه البخاري في صحيحه (٢) ، وكذلك رواه الثعلبي في تفسيره عند قوله تعالى (واني سميتها مريم) (٣).

وهذه الاخبار الصحيحة عندهم تدل على أن من آذى فاطمة أو أغضبها فقد آذى اباها وأغضبه ، وقد قال الله تعالى (ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة) (٤).

وقد صححوا أن أبا بكر وعمر قد أغضباها وآذياها وهجرتهما الى أن ماتت فاعتبروا يا أولى الابصار.

(فصل)

ومنهم من خالف النبي صلى الله عليه وآله بل خالف الله لانه لا ينطق عن الهوى ، في احضار الدواة والقرطاس ليكتب للمسلمين كتاباً لن يضلوا بعده أبداً ، وشتم النبي (ص) حينئذ فقال : دعوه فانه يهجر. وهذا لا يجوز أن يواجه به المثل لمثله فكيف هذا النبي الكريم ذوا الخلق العظيم. فقد روى ذلك مسلم

__________________

١. صحيح البخاري ١ / ٥٣٢.

٢. صحيح البخاري ١ / ٥١٢ وليس فيه (سيدة نساء هذه الامة). كنز العمال ١٣ / ١٠٧.

٣ ـ سورة مريم : آل عمران : ٣٦.

٤. سورة الاحزاب : ٣٧.

٧٢

في صحيحه ، ورواه غيره من أهل النقل ، وكان ابن عباس يقول : الرزية كل الرزية ما حال بيننا وبين كتاب نبينا (١).

ومن أوجب بيعة ابى بكر وخاصم علياً بغير دليل وقصد بيت النبوة وذرية الرسول الذين فرض الله طاعتهم ومودتهم واكد النبي صلى الله عليه وآله في الوصية بهم بالاحراق بالنار (٢).

وكيف يوجب عليهم شيئاً لم يوجبه الله ولا رسوله عليهم ، فهل كان أعلم من الله ورسوله ومن أهل البيت بالاحكام ومصالح العباد ، والنبى (ص) قد قنع من اليهود والنصارى بالجزية ولم يوجب عليهم متابعته قهراً ولا عاقبهم بالاحراق بالنار ، فكيف استجاز احراق أهل بيت نبيه.

ومن أمر برجم حامل (٣) ورجم مجنونة (٤) فنهاه علي عليه السلام فقال : لو لا علي لهلك عمر (٥).

ومن منع من المغالاة في المهر ونبهته امرأة ، فقال : كل الناس أفقه من عمر حتى المخدرات في البيوت (٦).

ومن أعطى حفصة وعائشة من بيت المال مالا يجوز (٧).

__________________

١. صحيح البخاري ٢ / ٦٣٨ ، ٨٤٦.

٢. الامامة والسياسة ١ / ١٢.

٣. الايضاح لابن شاذان ص ١٩٢.

٤. الايضاح ص ١٩٣.

٥. قال هذا وما يشبهه مراراً كثيرة.

٦. شرح ابن ابى الحديد ١٢ / ٢٠٨ وفيه كل النساء أفقه من عمر ..

٧. شرح ابن ابى الحديد ١٢ / ٢١٠.

٧٣

ومن عطل حد الله في المغيرة بن شعبة ولقن الشاهد الرابع فامتنع (١) حتى كان عمر يقول إذا رآه : قد خفت أن يرميني اله بحجارة من السماء.

ومن كان يتلون في أحكامه لجهله حتى قضى في الحد بسبعين قضية (٢).

ومن قال : متعتان كانتا على عهد رسول الله (ص) وأنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما (٣). وهذا يقدح في ايمانه ان كان آمن. وقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من عدة طرق عن جابر وغيره : كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق الايام على عهد رسول الله (ص) وأبى بكر حتى نهانا عنها عمر لاجل عمرو بن حريث لما استمتع. وقد روى في الجمع بين الصحيحين نحو ذلك من عدة طرق.

وروى احمد في مسنده عن عمران بن حصين قال : أنزلت متعة النساء في كتاب الله وعلمناها وفعلناها مع النبي (ص) ولم ينزل قرآن بحرمتها ولم ينه عنها حتى مات.

وروى الترمذي في صحيحه قال : لما سئل ابن عمر عن متعة النساء فقال : هي حلال. فقيل : ان أباك قد نهى عنها. فقال : سبحان الله ان كان أبى قد نهى عنها وصنعها رسول الله (ص) نترك السنة ونتبع قول أبى.

ومن أبدع في الشورى عدة بدع ، فخرج بها عن النص والاختيار وحصرها في ستة وشهد على كل من سوى علي بعدم صلوحه لها وأمر بضرب رقابهم ان تأخروا اكثر من ثلاثة أيام وأمر بضرب رقاب من يخالف عبد الرحمن (٤). وكل

__________________

١. شرح ابن ابى الحديد ١٢ / ٢٢٧.

٢. شرح ابن ابى الحديد ١٢ / ٢٤٦.

٣. شرح ابن ابى الحديد ١٢ / ٢٥١.

٤. شرح ابن ابى الحديد ١٢ / ٢٥٦.

٧٤

ذلك حكم بما لم ينزل الله تعالى.

وتقول في الدين وأبدع في ترتيب التراويح جماعة (١) ، وقد أجمع كل الامة على أنها بدعة ، حتى هو قال : بدعة ونعمت البدعة (٢) ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله كل بدعة ضلالة وكل ضلالة سبيلها الى النار (٣).

وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن عمر قال للعباس وعلي : فلما توفي رسول الله قال أبو بكر (أنا ولي رسول الله) ، فجئتما أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته ، فقال أبو بكر : قال رسول الله : لا نورث ما تركناه صدقة ، فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً ، والله انه لراشد تابع للحق ، ثم لما توفي أبو بكر قال عمر (أنا ولي رسول الله وولي أبى بكر) ، فرأيتماني كاذباً آثماً خائناً غادراً ، والله يعلم اني لصادق بار تابع للحق (٤).

ولم يعتذر العباس ولا علي عن هذا الاعتقاد ، ولا شبهة أن اعتقادهما حق ، لان الله قد طهر علياً وجعل النبي الحق دائراً مع علي في قوله صلى الله عليه وآله في حديث غدير خم : وأدر الحق معه كيفما دار (٥). كما جاء في غيره أيضا. (فصل) ومنهم (٦) من ولي أمور المسلمين لمن ظهر منه الفسق والفساد ولا علم عنده

__________________

١. شرح ابن ابى الحديد ١٢ / ٢٨١.

٢. صحيح البخاري ١ / ٢٦٩.

٣. سنن ابى داود ٤ / ٢٠١ ، سنن ابن ماجة ١ / ١٦.

٤. صحيح البخاري ٢ / ٩٩٦ باختلاف في اللفظ.

٥. سنن الترمذي ٥ / ٦٣٣. ٦. في المخطوطة وفيهم ..

٧٥

مراعاة لحرمة القرابة وعدولا عن مراعاة حرمة الدين ، كالوليد بن عقبة فشرب الخمر حال امارته (١) ، وصلى وهو سكران والتفت الى من خلفه وقال : أزيدكم في الصلاة (٢).

وسعيد بن العاص ظهر منه في الكوفة المناكر فتكلموا فيه وفي عثمان وأرادوا خلع عثمان فعزله عنهم قهراً (٣).

وعبيد الله بن ابى سرح ظلم في مصر وعشم (٤) وتكلم فيها أهل مصر فصرفه عنهم بمحمد بن ابى بكر ، ثم كاتبه سراً بأن استمر على الولاية وأمره بقتل محمد وغيره ممن يرد عليه ، ولما ظفروا بذلك الكتاب كان أحد الاسباب في قتله. ومن رد الحكم بن العاص الى المدينة وقد طرده رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكان قد كلم أبا بكر وعمر في رده فلم يقبلا وزبراه ، ولما رده جاءه علي وطلحة والزبير وأكابر الصحابة وخوفوه من الله تعالى فلم يسمع.

ومن ضرب اباذر مع تقدمه في الاسلام وعلو شأنه عند النبي صلى الله عليه وآله ونفاه الى الربذة ، وذم ابى ذر لعثمان ووقائعه معه كثيرة مشهورة (٥).

ومن ضرب عبد الله بن مسعود حتى كسر بعض أضلاعه فعهد ألا يصلي عليه عثمان ، وقال عثمان له لما عاده في مرض موته : استغفر لي. فقال عبد الله :

__________________

١. شرح ابن ابى الحديد ٣ / ١١.

٢. شرح ابن ابى الحديد ١٧ / ٢٢٩ ، وانظر العقد الفريد ٤ / ٣٠٨.

٣. انظر مروج الذهب ٢ / ٣٣٦.

٤. كذا في النسخ بالعين بمعنى الطمع ، ولعله بالغين المعجمة وهو الظلم والغضب ، والغشوم الذى يخبط الناس ويأخذ كل ما قدر عليه.

٥. مروج الذهب ٢ / ٣٤١ ، شرح ابن ابى الحديد ٣ / ٥٢.

٧٦

أسأل الله أن يأخذ لي حقي منك (١).

ومن ضرب عمار بن ياسر حتى حدث به فتق بغير جرم منه الا أنه نهاه عن بعض المناكر ، وكان عمار من اكبر المؤلبين (٢) على قتله هو ومحمد بن ابى بكر وكانا يقولان : قتلناه كافراً. وكان عمار يقول : ثلاثة يشهدون على عثمان بالكفر وأنا الرابع ، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون (٣).

وقيل لزيد بن أرقم : بأي شئ كفرتم عثمان؟ فقال : بثلاث : جعل المال دولة بين الاغنياء ، وجعل المهاجرين من الصحابة بمنزلة من حارب الله ورسوله ، وعمل بغير كتاب الله (٤).

وكان حذيقة بن اليمان يقول : ما في كفر عثمان بحمد الله شك (٥).

ومن كان يؤثر أهله بالاموال العظيمة من بيت مال المسلمين ، حتى دفع الى أربعة زوجهم بناته أربعمائة ألف دينار ، وأعطى مروان مائة ألف دينار (٦).

ومن عطل الحد الواجب على عبيدالله بن عمر حيث قتل الهرمزان مسلماً وكان قد أوصى عمر بقتله ، فدافع عثمان عنه وحمله الى الكوفة وأقطعه بها داراً ونقم عليه المسلمون في ذلك (٧).

__________________

١. شرح ابن ابى الحديد ٣ / ٤٠.

٢. ألب القوم على كذا : اجتمعوا على عداوته.

٣. سورة المائدة : ٤٤.

٤. شرح ابن ابى الحديد ٣ / ٥١.

٥. بحار الانوار ٨ / ٣٣٩.

٦. شرح ابن ابى الحديد ٣ / ٣٣.

٧. شرح ابن ابى الحديد ٣ / ٥٩.

٧٧

ومن تبرأ منه كل الصحابة ، فكانوا بين قاتل له وبين راض ، حتى تركوه بعد قتله ثلاثة أيام بغير دفن ومنعوا من الصلاة عليه (١) ، وحكمه بغير ما أنزل الله وبدعه أكثر من أن يحصر.

(فصل)

ومنهم من هو رأس الفئة الباغية باخبار النبي صلى الله عليه وآله في قتل عمار (٢) وأنه يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار (٣).

ومن هو دعي ابن دعي. روى هشام بن السائب الكلبى قال : كان معاوية لاربعة نفر : لعمارة بن الوليد ، ولمسافر بن ابى عمر ، ولابي سفيان ، ولرجل سماه (٤).

وكانت أمه هند من المغتلمات (٥) ، وكان أحب الرجال إليها السودان ، وكانت إذا ولدت أسود قتله. وحمامة جدة معاوية كانت من ذوات الريات ، أي الغايات في الزنا (٦). ومن دعا عليه النبي صلى الله عليه وآله فقال : لا أشبع الله بطنه (٧) ، واستجبت

__________________

١. شرح ابن ابى الحديد ٣ / ٦٣.

٢. كنز العمال ١١ / ٧٢٢ ، ٧٢٥ ، ٧٢٧.

٣. كنز العمال ١١ / ٧٢٤.

٤. شرح ابن ابى الحديد ١ / ٣٣٦.

٥. الغلمة كغرقة : شدة الشهوة.

٦. شرح ابن ابى الحديد ٢ / ١٢٥.

٧. اسد الغابة ٤ / ٣٨٦.

٧٨

دعوة النبي فيه واشتهر ذلك فكان لا يشبع.

وكان الننبى يستغفر لقومه عموماً وخصوصاً ، ولهذا جاء قوله تعالى (ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) (١) ، فلو لم يكن من أشد المنافقين نفاقاً ما دعا عليه خصوصاً وهو يدعو لهم عموماً.

ومن حارب علياً عليه السلام الذي جاء فيه ما تلوناه طلباً لزهرة الحياة الدنيا وزهداً في الله والدار الاخرة ، وتعظيم علي ثبت بضرورة الدين ووجوب طاعته ثبت لكونه مولى المؤمنين. ومن لم يزل مشركاً مدة كون النبي صلى الله عليه وآله مبعوثاً يكذب بالوحي ويهزأ بالشرع ، فالتجأ الى الاسلام لما هدر النبي دمه ولم يجد ملجأ قبل موت النبي بخمسة أشهر.

ومن روى عبد الله بن عمر في حقه قال : أتيت النبي (ص) فسمعته يقول : يطلع عليكم رجل يموت على غير سنتي ، فطلع معاوية. (٢).

وكان النبي صلى الله عليه وآله يخطب ، فأخذ معاوية بيد ابنه يزيد وخرج ولم يسمع الخطبة ، فقال النبي : لعن الله القائد والمقود (٣).

ومن سن السب على علي بن ابى طالب عليه السلام (٤) ، وقد ثبت تعظيمه بالكتاب والسنة ، وسبه بعد موته يدل على غل كامن وكفر باطن.

ومن سم الحسن عليه اسلام على يد زوجته بنت الاشعث (٥) ووعدها على

__________________

١. سورة التوبة : ٨٠.

٢. بحار الانوار ٨ / ٥٦٥ ط المكبانى.

٣. بحار الانوار ٨ / ٥٦٥.

٤. شرح ابن ابى الحديد ٤ / ٥٦.

٥. اسد الغابة ٢ / ١٥ ، الاستيعاب ١ / ٣٧٦.

٧٩

ذلك ما لا جزيلا وأن يزوجها يزيد فوفى لها بالمال فقط.

ومن جعل ابنه يزيد الفاسق (١) ولي عهده على المسلمين حتى قتل الحسين عليه السلام وأصحابه وسبى نساءه (٢) ، وتظاهر بالمناكر والظلم وشرب الخمر وهدم الكعبة (٣) ونهب المدينة (٤) وأخاف أهلها وأباح نساءها ثلاثة ايام ، وكسر ابوه ثنية النبي صلى الله عليه وآله وأكلت أمه كبد حمزة.

ومن قتل حجر وأصحابه (٥) بعد أن أعطاهم العهود والمواثيق ، وقتل عمرو ابن الحمق (٦) حامل راية رسول الله الذي أبلت العبادة وجهه بغير جرم الا خوفاً أن يكنكروا على منكره.

ومن قتل أربعين ألفاً من الانصار والمهاجرين وأبناءهم وقد قال جل ثناؤه (من يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم) (٧) وقال النبي صلى الله عليه وآله : من أعان على قتل مؤمن ولو بشطر كلمة لقي الله يوم القيامة مكتوباً على جبهته آيس من رحمة الله (٨).

فلا أدري بأي عقل يجوز أن يكون هذا خليفة الرسول على المسلمين

__________________

١. الامامة والسياسة ١ / ١٦٠.

٢. الامامة والسياسة ١ / ٧.

٣. الامامة والسياسة ٢ / ١٣.

٤. الامامة والسياسة ١ / ١٩٣.

٥. كنز العمال ١٣ / ٥٨٧ ، اسد الغابة ١ / ٣٨٥ ، الاصابة ١ / ٣٢٨.

٦. اسد الغابة ٤ / ١٠٠ ، كنز العمال ١٣ / ٤٩٥.

٧. سورة النساء : ٩٣.

٨. كنز العمال ١٥ / ٢٢ ، ٣١.

٨٠