مختصر بصائر الدّرجات

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي

مختصر بصائر الدّرجات

المؤلف:

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات المطبعة الحيدرية
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٢٨

الطاعة حتى بدا لله ان يكرمه ويعظمه فقال اني جاعلك للناس اماما فعرف ابراهيم عليه السلام ما فيها من الفضل فقال ومن ذريتي اي واجعل ذلك في ذريتي فقال الله عزوجل لا ينال عهدي الظالمين قال أبو عبد الله (ع) انما هو في ذريتك لا يكون في غيرهم.

وعنه عن الحسين بن سعيد وعبد الله بن القاسم جميعا عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار القلانسي عن ابي بصير عن ابي جعفر (ع) في قول الله عزوجل واتيناهم ملكا عظيما قال الطاعة المفروضة.

وحدثني به يعقوب بن يزيد وعلى بن اسماعيل بن عيسى عن حماد بن عيسى الاسناد.

يعقوب بن يزيد عن محمد بن ابي عمير عن منصور بن يونس عن فضيل الاعور عن ابى عبيدة الحذا قال كنا زمان ابي جعفر (ع) حين قبض (ع) نتردد كالاغنام لا راعي لها فلقينا سالم بن ابي حفصة فقال يا أبا عبيدة من امامك فقلت أئمتي آل محمد صلى الله عليه واله فقال هلكت واهلكت اما سمعت أبا جعفر (ع) يقول من مات وليس عليه امام مات ميتة جاهلية فقلت بلى لعمري وقد كنا قبل ذلك بثلاث أو نحوها دخلنا على ابي عبد الله (ع) فرزقني الله عز وجل المعرفة فدخلت عليه فقلت له سالم بن ابي حفصة قال لي كذا وكذا فقلت له كذا وكذا فقال أبو عبد الله ياويل سالم وما يدري سالم ما منزلة الامام الامام اعظم مما يذهب إليه سالم والناس اجمعون يا أبا عبيدة انه لم يمت منا ميت حتى يخلف من بعده من يعمل مثل عمله ويسير مثل سيرته ويدعو الي مثل الذي دعا إليه يا أبا عبيدة انه لم يمنع الله ما اعطى داود ان يعطى سليمان (ع) افضل مما اعطى داود (ع) ثم قال هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب فقلت ما اعطاه الله جعلت فداك فقال نعم يا ابا عبيدة انه إذا قام قايم آل محمد صلى الله عليه وآله حكم بحكم سليمان عليه السلام لا يسأل الناس بنية الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة عن عبيس بن هشام الاسدي عن عبد الله بن الوليد عن

٦١

الحارث بن المغيرة البصري قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول لا تكون الارض الا وفيها عالم يعلم مثل الاول وراثة من رسول الله صلى الله عليه وآله ومن علي بن ابي طالب (ع) علما يحتاج الناس إليه ولايحتاج إلى احد.

محمد بن عبد الحميد العطار عن منصور بن يونس عن ابي بصير عن ابي عبد الله (ع) قال قلت له قول الله عز وجل ولقد اتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة واتيناهم ملكا عظيما قال ما هو قلت أنت اعلم قال طاعة الله مفروضة.

محمد بن الحسين بن ابي الخطاب عن أحمد بن النضر الخراز عن عبد الرحمن بن ابي نجران عن ابي جميلة المفضل بن صالح الاسدي عن مالك الجهني قال قلت لابي جعفر عليه السلام واوحى الي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ائنكم لتشهدون قال الامام منا ينذر به كما انذر به رسول الله (ص).

وعنه عن محمد بن الهيثم عن بعض اصحابنا عن محمد بن يزيد قال قلت لابي الحسن الرضا (ع) انى سألت اباك (ع) عن مسألة اريد ان اسألك عنها فقال وعن أي شئ تسأل قلت عندك علم رسول الله (ص) وكتبه وعلم الاوصياء عليهم السلام وكتبهم فقال نعم واكثر من ذلك فاسأل عما بدالك.

وعنه وعن عبد الله بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن العلا ابن رزين عن عبد الله بن ابي يعفور عن ابي عبد الله (ع) قال كان على بن ابي طالب (ع) عالم هذه الامة والعلم يتوارث وليس يهلك منا هالك حتى يرى من ولده من يعلم علمه ولا تبقى الارض بغير امام تفزع إليه الامة قلت فيكون اثنان فقال لا الا واحد هما صامت ولا يتكلم حتى يمضي الاول.

أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد والعباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله بن الجارود عن الفضيل بن يسار قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول كلما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل.

٦٢

وعنه عن الحسن بن على الوشا قال رأيت أبا الحسن الرضا (ع) وهو ينظر إلى السماء ويتكلم بكلام كأنه كلام الخطا طيف فما فهمت منه شيئا ساعة بعد ساعة ثم سكت.

وعنه عن الحسن بن سعيد عن معمر بن خلاد قال قلت لابي الحسن الرضا (ع) تعرفون الغيب فقال قال أبو جعفر (ع) يبسط لنا العلم فنعلم ويقبض عنا فلا نعلم.

واخبرني أحمد وعبد الله ابنا محمد بن عيسى انهما سمعا ذلك من معمر ابن خلاد يرويه عن الرضا (ع).

وعنه ومحمد بن الحسين بن ابي الخطاب عن النظر بن شعيب عن عبد الغفار الجازي عن ابي عبد الله (ع) قال سمعته يقول نحن ورثة الانبياء وورثة كتاب الله ونحن صفوته.

أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمد بن ابي عمير عن مفضل بن صالح عن جابر بن يزيد عن ابى جعفر (ع) قال انا اهل بيت من علم الله علمنا ومن حكمه اخذنا وقول صادق سمعنا فان تتبعونا تهتدوا.

محمد بن الحسين بن ابى الخطاب عن النظر بن شعيب عن عبد الغفار الجازي عن ابى عبد الله (ع) قال ان الله عزوجل قال لنبيه (ص) ولقد وصيناك بما وصينا به آدم ونوح وابراهيم والنبيين من قبلك ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه من تولية علي بن ابى طالب (ع) قال (ع) ان الله عزوجل قد اخذ ميثاق كل نبي وكل مؤمن ليؤمنن بمحمد وعلي وبكل نبي وبالولاية ثم قال لمحمد (ص) اولئك الذين هدى الله فيهديهم اقتده يعني آدم ونوحا وكل نبي بعده.

ابراهيم بن هاشم عن محمد بن خالد البرقى عن محمد بن سنان أو غيره عن عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد الله (ع) قال رسول الله (ص) لقد اسرى بى ربى عز وجل فأوحى الي من وراء الحجاب ما اوحى وكلمني بما كلمني فكان مما كلمني به ان قال يا محمد انى انا الله لا اله الا انا عالم الغيب

٦٣

الرحمن الرحيم انى انا الله لا اله الا انا الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون انى انا الله الخالق الباري المصور لي لاسماء الحسنى يسبح لي من في السموات والارض وانا العزيز الحكيم يا محمد انى انا الله لا اله الا انا الاول فلا شئ قبلى وانا الاخر فلا شئ بعدي وانا الظاهر فلا شئ فوقي وانا الباطن فلا شئ دوني وانا الله لا اله الا انا بكل شئ عليم يا محمد على اول من آخذ ميثاقه من الائمة يا محمد على آخر من اقبض روحه من الائمة وهو الدابة التي تكلمهم يا محمد على اظهره على جميع ما اوحيه اليك ليس لك ان تكتم منه شيئا يا محمد علي ابطنه سرى الذي اسررته اليك فليس فيما بيني وبينك سر دونه يا محمد علي على ما خلقت من حلال وحرام علي عليم به.

علي بن اسماعيل بن عيسى وأحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن بعض اصحابه عن ابى عبد الله (ع) في قول الله عزو جل ولقد وصلنا لهم القول قال في امام بعد امام.

وعنه عن الحسين بن سعيد عن علي بن النعمان عن محمد بن مروان عن الفضيل بن يسار عن ابى جعفر (ع) في قول الله عزوجل يا اهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التورية والانجيل وما انزل اليكم من ربكم قال هي ولايتنا وفي قوله (يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة) قال هي ولايتنا وفي قوله تعالى (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته) قال هي الولاية.

علي بن محمد بن عبد الرحمن الحجال عن صالح بن السندي عن الحسن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن يزيد بن معاوية العجلي قال سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله عزوجل (في صحف مطهرة فيها كتب قيمة) قال هو حديثنا في صحف مطهرة من الكذب.

وعنه عن صالح بن السندي عن الحسن بن محبوب عمن رواه عن ابى عبيدة الحذا قال سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله عزوجل ائتونى

٦٤

بكتاب من قبل هذا أو اثارة من علم قال يعني بدلك علم الاوصياء والانبياء ان كنتم صادقين.

عبد الله بن محمد بن عيسى عن محسن بن أحمد عن يونس بن يعقوب عن الحرث بن المغيرة عن ابي عبد الله (ع) قلت له العلم الذي يعلمه عالمكم بما يعلم فقال وراثة من رسول الله صلى الله عليه وآله وعن علي (ع) يحتاج الناس إليه ولايحتاج إلى الناس.

أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن عبد الجبار عن محمد بن اسماعيل بن بزيع عن علي بن النعمان عن عبيد بن زرارة قال قلت لأبى عبد الله (ع) تترك الارض بغير امام فقال لا قلت فتكون الارض فيها امامان قال لا الا واحد هما صامت لا يتكلم ويتكلم الذي قبله والامام يعرف الامام الذي بعده.

وعنهما عن محمد بن اسماعيل بن بزيع عن علي بن النعمان عن هرون بن خارجة عن ابي بصير عن ابي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل وكذلك جعناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا قال نحن الشهداء على الناس بما عندنا من الحلال والحرام وبما ضيعوا.

وعنه عن عبد الرحمن بن ابى بخران عن علي بن ابي حمزة عن ابي بصير عن ابي جعفر عليه السلام قال اني لاعرف من لو قام على شاطي البحر لنوه باسماء دواب البحر وبامهاتها وعماتها وخالاتها.

أحمد بن محمد السياري قال حدثني غير واحد من اصحابنا عن ابي الحسن الثالث (ع) قال ان الله تبارك وتعالى جعل قلوب الائمة عليهم السلام موارد لارادته وإذا شاء شيئا شاؤه وهو قول الله تعالى وما تشاؤن الا ان يشاء الله رب العالمين.

الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن ابي عبد الله (ع) في قول الله عزوجل وتعيها اذن واعية قال وعتها اذن أمير المؤمنين عليه السلام من الله ما كان وما يكون.

عبد الله بن عامر بن سعيد عن الربيع بن محمد عن جعفر بن بشير

٦٥

البجلي عن عمرو بن ابي المقدام عن ابي سعيد عقيصا قال كنا في اصحاب البرود ونحن شباب فرجع الينا أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال بعضنا بود اسكفت (*) قد جاء كم فقال أمير المؤمنين ويحك ان اعلاه علم واسفله طعام ، محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسين بن سعيد عن جعفر بن بشير البجلي عن حماد بن عثمان عن ابي اسامة زيد الشحام ، قال كنت عند ابي عبد الله عليه السلام وعنده رجل من المغيرية فسأله عن شئ من السنن فقال ما من شئ يحتاج إليه ابن آدم الا وخرجت فيه السنة من الله تعالى ومن رسوله صلى الله عليه واله ولولا ذلك ما احتج الله عزوجل علينا بما احتج فقال المغيرى وبما احتج الله فقال أبو عبد الله (ع) بقوله (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) حتى تمم الآية فلو لم يكمل سنته وفرايضه ما احتج به.

علي بن اسماعيل بن عيسى عن ابي عبد الله محمد بن خالد البرقي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن عمار بن مروان عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل ان في ذلك لايات لاولى النهى قال نحن والله اولى النهى قال قلت ما معنى اولى النهى قال ما اخبر الله عز وجل رسول الله صلى الله عليه وآله مما يكون بعده من ادعاء ابي فلان الخلافة والقيام بها والاخر من بعده والثالث من بعدهما وبني امية فاخبر النبي (ص) عليا (ع) فبان ذلك كما اخبر الله عزوجل رسوله (ص) وكما اخبر

__________________

(*) قال العلامة المجلسي (ره) في البحار (ج ٩ باب كرائم خصاله) بعد ذكر الحديث المذكور ما نصه بود اسكفت لعله كان اسم رجل بطين فاطلقوا عليه صلوات الله عليه لكونه بطينا أو كان في بعض اللغات موضوعا للبطين وانما اطلقوا ذلك لظنهم انه عليه السلام لايعرف تلك اللغة فأجابهم عليه السلام بان اسفل بطني محل الطعام واعلاه محل الطوم والاحكام لما مر أنه انما سمي بطينا لكونه بطينا من العلم انتهى. (محمد صادق آل بحر العلوم)

٦٦

رسول الله صلى الله عليه واله عليا (ع) وكما انتهى الينا من علم علي (ع) ما يكون من بعده من الملك في بني امية وغيرهم فنحن اولي النهي الذين انتهى الينا علم ذلك كله ثم الامر لله عزوجل ونحن قوام الله على خلقه وخزانه على دبنه نخزنه ونستره ونكتم به من عدوه كما اكتتم به رسول الله صلى الله عليه واله حتى اذن الله له في الهجرة وجهاد المشركين فنحن على منهاج رسول الله (ص) حتى يأذن الله لنا باظهار دينه بالسيف وندعو الناس إليه ولنضربهم عليه عودا كما ضربهم رسول الله بدأ محمد بن عيسى بن عبيد عن ياسين البصري عن حريز بن عبد الله عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله عزوجل فرض العلم على ستة اجزاء فاعطى عليا (ع) خمسة اجزاء واسهم له في الجزء الاخر.

وعنه عن النضر بن سويد وجعفر بن بشير البجلي عن هرون بن خارجة عن عبد الله بن عطا قال سمعت ابا جعفر (ع) يقول نحن أو لوا الذكر ونحن اولوا العلم وعندنا الحلال والحرام.

وحدثني بعض اصحابنا عن بكر بن صالح الضبي عن اسماعيل بن عياد القصري عن تميم بن بهلول عن عبد المؤمن الانصاري عن ابى جعفر (ع) قال قلت له لم سمى أمير المؤمنين (ع) أمير المؤمنين فقال لان ميرة المؤمنين منه وهو كان يميرهم العلم.

ابراهيم بن هاشم عن عثمان بن عيسى عن حماد الطنافسي عن الكلبي عن ابى عبد الله قال قال لي يا كلبي كم لمحمد صلى الله عليه واله من اسم في القرآن فقلت اسمان أو ثلاثة فقال يا؟؟ له عشرة اسماء (وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل) وقوله ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ولما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا (وطه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى) (ويس والقرآن الحكيم انك لمن المرسلين على صراط مستقيم) و (ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون)

٦٧

(ويا ايها المدثر) (ويا ايها المزمل) وقوله فاتقوا الله يا اولى الالباب (الذين امنوا قد انزل الله اليكم ذكرا رسولا) فالذكر من اسماء محمد (ص) ونحن اهل الذكر فاسأل يا كلبي عما بدالك قال نسيت والله القرآن كله فما حفظت منه ولا حرفا اسأله عنه.

حدثنا موسى بن جعفر بن وهب البغدادي عن علي بن اسباط عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة الثمالي عن ابى عبد الله (ع) قال سألته عن قول الله عزوجل هذا صراط علي مستقيم قال هو والله علي عليه السلام هو والله الميزان والصراط المستقيم.

محمد بن عيسى بن عبيد عن داود بن محمد النهدي عن علي بن جعفر عن ابى الحسن الرضا (ع) انه سمعه يقول لواذن لنا لاخبرنا بفضلنا فقلت له العلم منه قال فقال لي العلم ايسر من ذلك.

وعنه عن ابى محمد عبد الله بن حماد الانصاري عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن الاصبغ بن نباتة قال دخلت على أمير المؤمنين (ع) والحسن والحسين عليهما السلام عنده وهو ينظر اليهما نظرا شديدا فقلت له بارك الله لك فيهما وبلغهما آمالهما في انفسهما والله اني لاراك تنظر اليهما نظرا شديدا فتطيل النظر اليهما فقال نعم يا اصبغ ذكرت لهما حديثا فقلت حدثني به جعلت فداك فقال كنت في ضيعة لي فاقبلت نصف النهار في شدة الحر وانا جايع فقلت لابنه محمد صلى الله عليه وآله اعندك شئ تطعمينيه فقامت لتهئ لى شيئا حتى إذا انفلت من الصلوة قد احضرت اقبل الحسن والحسين عليهما السلام حتى جلسا في حجرها فقالت لهما ما حبسكما وابطاكما عني قالا حبسنا رسول الله صلى الله عليه وآله وجبرئيل (ع) فقال الحسن انا كنت في حجر رسول الله (ص) والحسين (ع) في حجر جبرئيل (ع) فكنت انا اثب من حجر رسول الله (ص) إلى حجر جبرئيل (ع) وكان الحسين (ع) يثب من حجر جبرئيل إلى حجر رسول الله (ص) حتى إذا زالت الشمس قال جبرئيل (ع) قم فصلي

٦٨

ان الشمس قد زالت فعرج جبرئيل (ع) إلى السماء وقام رسول الله (ص) فجئنا فقلت يا أمير المؤمنين في اي صورة نظر إليه الحسن والحسين عليهما السلام فقال في الصورة التي كان ينزل فيها على رسول الله (ص) فلما حضرت الصلوة خرجت فصليت مع رسول الله (ص) فلما انصرف من صلوته قلت يارسول الله اني كنت في ضيعة لي فجئت نصف النهار وانا جايع فسألت ابنة محمد (ص) هل عندك شئ تطعمينيه فقامت لتهئ لي شيئا حتى إذا قبل ابناك الحسن والحسين عليهما السلام حتى جلسا في حجر امها فسألتهما ما ابطاكما وما حبسكما عني فسمعتهما يقولان حبسنا جبرئيل ورسول الله صلى الله عليهما فقلت كيف حبسكما جبرئيل ورسول الله (ص) فقال الحسن (ع) كنت انا في حجر رسول الله صلى الله عليه واله والحسين (ع) في حجر جبرئيل (ع) فكنت انا اثب من حجر رسول الله (ص) إلى حجر جبرئيل وكان الحسين يثب من حجر جبرئيل إلى حجر رسول الله (ص) فقال رسول الله (ص) صدق ابناي ما زلت انا وجبرئل (ع) نزهو بهما منذ اصبحنا إلى ان زالت الشمس قلت يارسول الله باي صورة كانا يريان جبرئيل (ع) فقال بالصورة التي كان ينزل فيها علي.

محمد بن عيسى بن عبيد عن ابي عبد الله زكريا بن محمد المؤمن قال حدثني أبو علي حسان بن مهران الجمال عن ابي داود السبيعي عن بريدة الاسلمي عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال قال رسول الله (ص) يا علي ان الله عزوجل اشهدك معي في سبعة مواطن.

اما آولهن قليلة اسرى بي إلى السماء فقال لي جبرئيل (ع) اين اخوك فقلت ودعته خلفي فقال فادع الله فليأتك به فدعوت الله فإذا انت معي وإذا الملائكة صفوف وقوف فقلت ما هؤلاء يا جبرئيل فقال هؤلاء يباهيهم الله بك قال فاذن لي فنطقت بمنطق لم ينطق الخلايق بمثله نطقت بما خلق الله وما هو خالق إلى يوم القيامة.

٦٩

الموطن الثاني اتاني جبرئيل (ع) فاسرى بي إلى السماء فقال لي اين اخوك فقلت ودعته خلفي فقال فادع الله فليأتك به فدعوت الله فإذا أنت معي فكشط لي عن السموات السبع والارضين السبع حتى رأيت سكانها وعمارها وموضع كل ملك منها فلم ار من ذلك شيئا الا رأيته.

الموطن الثالث ذهبت إلى الجن وما معي غيرك فقال لي جبرئيل (ع) اين اخوك فقلت ودعته خلفي قال فادع الله فليأتك به فدعوت الله عزوجل فإذا أنت معي فلم اقل لهم شيئا ولم يردوا علي شيئا الا سمعته وعلمته كما علمته.

الموطن الرابع اني ما سألت الله عزو جل شيئا الا اعطيته فيك الا النبوة فانه قال يا محمد خصصتك بها.

الموطن الخامس خصصنا بليلة القدر وليس لاحد غيرنا.

الموطن السادس اتاني جبرئيل (ع) واسري بي إلى السماء فقال ابن اخوك فقلت ودعته خلفي قال فادع الله فليأتك به فدعوت الله فإذا أنت معي فاذن جبرئيل فصليت باهل السموات جميعا وأنت معي.

الموطن السابع نبقى حتى لا يبقى احد وهلاك الاحزاب بايدينا.

محمد بن الحسن بن علي بن فضال عن الحسن بن الجهم عن حبيب بن علي قال كنت في المسجد الحرام ونحن مجاورون وكان هشام بن أحمر يجلس معنا في المجلس فنحن يوما في ذلك المجلس فاتانا سعيد الازرق وابن ابي الاصبغ فقال لهشام اني قد جئتك في حاجة وهي يد تتخذها عندي وعظم الامر وقال ما هو قال معروف اشكرك عليه ما بقيت فقال هشام هاتها قال تستأذن لي على ابي الحسن عليه السلام وتسأله ان يأذن لي في الوصول إليه قال له نعم انا اضمن لك ذلك فلما دخل علينا سعيد وهو شبه الواله فقلت له مالك فقال ابغ لي هشاما فقلت له اجلس فانه يأتي فقال اني لاحب ان القاه فلم يلبث ان جاء هشام فقال له سعيد يا أبا الحسن انى قد سألتك ما قد علمت فقال له نعم قد كلمت صاحبك فاذن لك فقال له سعيد فاني لما انصرفت جاءني جماعة من الجن فقالوا ما اردت بطلبتك إلى هشام يكلم

٧٠

لك امامك اردت القربة إلى الله تعالى بان يدخل عليه ما يكره ويكلفه مالا يحب انما عليك ان تجيب إذا دعيت وإذا فتح بابه تستأذن والا حرمك في تركه اعظم من ان تكلفه مالايحب فانا ارجع فيما كلفتك فيه ولا حاجة لي في الرجوع إليه ثم انصرف فقال لنا هشام اما علمت يا أبا الحسن بها قال فان كان الحايط كلمني فقد كلمني أو رأيت في الحايط شيئا فقد رأيته في وجهه.

(باب ما جاء في التسليم لما جاء عنهم وما قالوه)

عليهم السلام

حدثنا الحسن بن علي بن النعمان عن ابيه عن عبد الله بن مسكان عن كامل التمار قال قال لي أبو جعفر عليه السلام يا كامل اتدري ما قول الله عزوجل (قد افلح المؤمنون) قلت افلحوا فازوا وادخلوا الجنة قال قد افلح المسلمون ان المسلمين هم الجباء ، وزاد فيه غيره قال وقال أبو عبد الله (ع) في قول الله عزوجل (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) بفتح السين مثقلة هكذا قرأها.

أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمد بن ابي عمير عن عمر بن اذينه عن عبد الله بن النجاشي قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) قال عني بها عليا (ع) وتصديق ذلك ولو انهم إذ ظلموا انفسهم جاؤك يعني عليا فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول يعني النبي (ص).

وعنه عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن يحيى الكاهلي عن ابى عبد الله عليه السلام انه تلى هذه الآية (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما

٧١

قضيت ويسلموا تسليما) فقال لوا ان فوما عبدوالله وحده وثم قالوا لشئ صنعه الله لم صنع كذا وكذا ولو صنع كذا وكذا خلاف الذي صنع لكانوا بذلك مشركين ثم قال لو ان قوما عبدوا الله وحده ثم قالوا لشئ صنعه رسول الله (ص) لو صنع كذا وكذا ووجدوا ذلك في انفسهم لكانوا بذلك مشركين ثم قرأ (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما).

وعنه عن الحسين بن سعيد عن محمد بن ابى عمير عن ابى العباس الفضل ابن عبد الملك عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل (ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) قال هو التسليم له في الامور علي بن اسماعيل بن عيسى ويعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى بن عبيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار القلانسي عن ابى عبد الله (ع) قال يهلك اصحاب الكلام وينجو المسلمون ان المسلمين هم النجباء.

محمد بن عيسى بن عبيد عن العباس بن معروف عن عبد الله بن يحيى عن عمر بن اذينة عن ابي بكر بن محمد الحضرمي قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول يهلك اصحاب الكلام وينجو المسلمون ان المسلمين هم النجباء يقولون هذا ينقادو هذا لا ينقاد اما والله لو علموا كيف كان اصل الخلق ما اختلف اثنان.

وعنه عن فضالة بن ايوب عن ابان بن عثمان عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر (ع) في قول الله عز وجل ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا فقال الاقتراف للحسنة هو التسليم لنا والصدق علينا وان لا يكذب علينا.

يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين بن ابى الخطاب عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن الفضيل بن يسار عن ابى جعفر (ع) مثله.

يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن ابى عمير وحماد ابن عيسى عن سعيد بن غزوان قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول والله لو امنوا بالله وحده واقاموا الصلوة واتوا الزكاة ثم لم يسلموا لكانوا بذلك مشركين ثم تلى هذه الآية (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما

٧٢

شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما).

محمد بن الحسين بن ابي الخطاب عن صفوان بن يحيى عن داود بن فرقد عن زيد الشحام عن ابى عبد الله (ع) قال قال لي اتدرى بما امروا؟ امروا بمعرفتنا والرد الينا والتسليم لنا.

أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد عن كامل التمار قال قال لي أبو جعفر عليه السلام يا كامل قد افلح المؤمنون المسلمون يا كامل ان المسلمين هم النجباء يا كامل الناس اشباه الغنم الا قليلا من المؤمنين والمؤمن قليل.

محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسين بن سعيد عن جعفر بن بشير البجلي عن المعلي بن عثمان الاحول عن كامل التمار عن ابي جعفر (ع) قال كنت عنده وهو يحدثني إذ نكس رأسه إلى الارض فقال قد افلح المسلمون ان المسلمين هم النجباء يا كامل الناس كلهم بهائم الا قليلا من المؤمنين والمؤمن غريب.

وعنه عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن جميل بن دارج عن ابى عبد الله (ع) في قوله الله عزوجل ويسلموا تسليما قال التسليم في الامر.

وعنه ومحمد بن الحسين بن ابى الخطاب عن محمد بن سنان عن المفضل ابن عمر قال قلت لابي عبد الله (ع) باي شئ علمت الرسل انها رسل قال قد كشف لها عن الغطاء قلت فباي شئ عرف المؤمن انه مؤمن قال بالتسليم لله فيما ورد عليه.

وعنهما عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن ضريس قال قال أبو جعفر (ع) ارأيت ان لم يكن الصوت الذي قلناه لكم انه يكون ما انت صانع قلت انتهى فيه والله إلى امرك فقال هو والله التسليم والا فالذبح وأومى بيده إلى حلقه وروى بعض اصحابنا عمن روى عن ثعلبة ابن ميمون عن زرارة وحمران قالا كان يجالسنا رجل من اصحابنا فلم يكن بسمع بحديث الا قال سلموا حتى لقب سلم فكان كلما جاء قال

٧٣

اصحابنا قد جاء سلم فدخل حمران وزرارة على ابى جعفر (ع) فقالا ان رجلا من اصحابنا إذا سمع شيئا من احاديثكم قال سلموا حتى لقب بذلك سلم فكان إذا جاء قالوا قد جاء سلم فقال أبو جعفر (ع) قد افلح المسلمون ان المسلمين هم النجباء.

أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد البرقى عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلي عن ايوب بن الحر اخي اديم قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول ان مولى عثمان كان سبابة لعلي صلوات الله عليه واله فحدثني مولاة لهم كانت تأتينا وتألفنا انه حين حضره الموت قال مالي ومالهم فقلت جعلت فداك ما امن هذا فقال اما تسمع قول الله عزوجل (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم الاية) ثم قال هيهات هيهات حتى يكون الثبات في القلب وان صام وصلى.

وعنه عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن مسكان عن ضريس عن ابى عبد الله (ع) قال سمعته يقول قد افلح المسلمون ان المسلمين هم النجباء.

وعنه عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن مسكان عن سدير قال قلت لابي جعفر (ع) انى تركت مواليك مختلفين برأ بعضهم عن بعض فقال وما انت وذاك انما كلف الله الناس ثلاث معرفة الأئمة عليهم السلام والتسليم لهم فيما ورد عليهم والرد إليهم فيما اختلفوا فيه.

وعنه عن الحسين بن سعيد قال اخبرني محمد بن حماد السمندي عن عبد الرحمن بن سالم الاشل عن ابيه قال قال أبو جعفر (ع) يا سالم ان الامام هادي مهدي لا يدخله الله في عمى ولا يجهله عن سنة ليس للناس النظر في امره ولا التحير عليه وانما امروا بالتسليم له.

وعنه عن ايوب بن نوح عن صفوان بن يحيي عن موسى بن بكر عن زرارة عن ابى عبيدة الحذا قال قال أبو جعفر (ع) من سمع من رجل امرا لم يحط به علما فكذب به ومن امره الرضا بنا والتسليم لنا

٧٤

فان ذلك لا يكفره ، أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن منصور الصيقل قال دخلت انا والحارث بن المغيرة وغيره على ابي عبد الله (ع) فقال له الحارث انه يعني منصور الصيقل يسمع حديثنا فوالله ما يدري ما يقبل وما يرد فقال أبو عبد الله (ع) هذا رجل من المسلمة ان المسلمين هم النجباء ثم قال فما يقول قال يقول قولي في هذا جعفر بن محمد عليهما السلام قال بهذا انزل جبرئيل (ع).

وعنه عن الحسين بن سعيد عن القسم بن محمد الجوهري عن سلمة بن حنان عن ابي الصباح الكناني قال كنت عند ابي عبد الله (ع) فقال يا أبا الصباح قد افلح المؤمنون قالها ثلاثا وقلتها ثلاثا فقال ان المسلمين هم المتنجبون يوم القيامة هم اصحاب النجايب.

محمد بن عيسى بن عبيد قال اقرأني داود بن فرقد كتابة إلى ابي الحسن الثالث عليه السلام اعرفه بخطه يسأله عن العلم المنقول الينا عن أبائك (ع) واحاديث قد اختلفوا علينا فيها فكيف العمل بها على اختلافها والرد اليك وقد اختلفوا فيه فكتب إليه وقرأته ما علمتم انه قولنا فالزموه وما لم تعلموا انه قولنا فردوه الينا.

محمد بن عبد الجبار عن محمد بن ابي عمير عن ابراهيم بن الفضل عن عمربن يزيد قال قلت لابي عبد الله (ع) يختلف اصحابنا في الشئ فاقول قولي في هذا قول جعفر بن محمد عليهما السلام فقال بهذا نزل جبرئيل (ع).

أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن ابى اسامة زبد الشحام عن ابي عبد الله (ع) قال قلت له ان عندنا رجلا يسمى كليبا ولا يخرج عنكم حديث ولا شئ الا قال انا اسلم فسميناه كليب يسلم قال فترحم عليه وقال اتدرون ما التسليم فسكتنا فقال هو والله الاخيات قول الله عز وجل الذين امنوا وعلموا الصالحات واخيتوا إلى ربهم.

وعنه عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن منصور بن يونس

٧٥

عن بشير الدهان قال سمعت كامل التمار يقول قال أبو جعفر (ع) قد افلح المؤمنون اتدري من هم قلت انت اعلم بهم قال قد افلح المسلمون ان المسلمين هم النجباء، وعنه عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن ابى بكر بن محمد الحضرمي عن ابى الصباح الكنانى الخيبري قال قلت لابي جعفر (ع) انا نتحدث عنك بحديث فيقول بعضنا قولنا قولهم قال فما تريد اتريد ان تكون اماما يقتدى بك من رد القول الينا فقد سلم.

وعنه عن عمر بن عبد العزيز عن جميل بن دراج عن ابى عبد الله (ع) قال ان من قرة العين التسليم الينا وان تقولوا بكل ما اختلف عنا أو تردوه الينا وعنه عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله ابن الجارود عن الفضيل بن يسار قال دخلت على ابى عبد الله (ع) انا ومحمد بن مسلم فقلنا ما لنا وللناس بكم والله (فأتم) وعنكم ناخذ ولكم والله نسلم ومن وليتم والله تولينا ومن برئتم منه برئنا منه ومن كففتم عنه كففنا عنه فرفع أبو عبد الله عليه السلام يده إلى السماء فقال والله هذا هو الحق المبين، وعنه عن محمد بن الحسين بن ابى الخطاب عن محمد بن سنان عن منصور الصيقل قال قال بعض اصحابنا لابي عبد الله (ع) وانا قاعد عنده ما ندري ما يقبل من هذا حديثنا مما يرد فقال وما ذاك قال ليس بشئ يسمعه منا الا قال القول قولهم فقال أبو عبد الله (ع) هذا من المسلمين ان المسلمين هم النجباء انما عليه إذا جاءه شئ لا يدري ما هو يرده الينا، وعنهما والهيثم بن ابى مسروق عن اسماعيل بن مهران عمن حدثه من اصحابنا عن ابى عبد الله (ع) قال قال ما على احدكم إذا بلغه عنا حديث لم يعط معرفته ان يقول القول قولهم فيكون قد آمن بسرنا وعلانيتنا.

حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد البرقي عن عبد الله بن جندب عن سفيان بن السمط قال قلت لابي عبد الله (ع) جعلت فداك بايتنا الرجل من قبلكم يعرف بالكذب فيحدث بالحديث

٧٦

فنستبشعه فقال أبو عبد الله (ع) يقول لك انى قلت الليل انه نهار والنهار انه ليل قلت لا قال فان قال لك هذا اني قلته فلا نكذب به فانك انما تكذبني، وحدثني علي بن اسماعيل بن عيسى ومحمد بن الحسين بن ابي الخطاب ومحمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن عمرو عن سعيد الزيات عن عبد الله بن جندب عن سفيان بن السمط قال قلت لابي عبد الله (ع) ان الرجل ياتينا من قبلكم فيخبرنا عنك بالعظيم من الامر فتضيق لذلك صدورنا حتى نكذبه فقال أبو عبد الله (ع) اليس عني يحدثكم قلت بلى فقال فيقول لليل انه نهار والنهار انه ليل فقلت لا قال فردوه الينا فانك إذا كذبته فانما تكذبنا، أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن ابى الخطاب عن محمد بن اسماعيل بن بزيع عن عمه حمزة بن بزيع عن علي بن سويد السائبي عن ابى الحسن الاول (ع) انه كتب إليه في رسالته ولا تقل لما يبلغك عنا أو ينسب الينا هذا باطل وان كنت تعرف خلافه فانك لا تدري لم قلناه وعلى اي وجه وضعناه.

وعنهما عن محمد بن اسماعيل بن بزيع عن جعفر بن بشير البجلى قال محمد بن الحسين وقد حدثني به جعفر بن بشير عن حماد بن عثمان أو غيره عن ابي بصير عن ابي جعفر (ع) أو عن ابي عبد الله (ع) قال سمعته يقول لا تكذبوا الحديث اتاكم به من جئ ولا قدري ولا خارجي نسبه الينا فانكم لا تدرون لعله شئ من الحق فتكذبون الله عزوجل فوق عرشه.

أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى عن اسحاق بن عمار عن ابي بصير أو عمن سمع أبا بصير يحدث عن احدهما عليهما السلام في قول الله عزوجل الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه قال هم المسلمون لآل محمد صلى الله عليه واله إذا سمعوا الحديث جاؤا به كما سمعوه ولم يزيدوا فيه ولم ينقصوا منه.

٧٧

باب في نوادر مختلفة

وكتاب ابي عبد الله عليه السلام إلى المفضل بن عمر رضي الله عنه

حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن علي بن فضال عن حفص المؤذن قال كتب أبو عبد الله (ع) إلى ابي الخطاب بلغني انك تزعم ان الخمر رجل وان الزنا رجل وان الصلوة رجل وان الصوم رجل وليس كما تقول نحن اصل الخير وفروعه طاعة الله وعدونا اصل الشر وفروعه معصية الله ثم كتب كيف يطاع من لايعرف وكيف يعرف من لا يطاع.

وعنه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن ايوب عن داود بن فرقد قال قال أبو عبد الله (ع) لا تقولوا لكل آية هذا رجل وهذا رجل من القرآن حلال ومنه حرام ومنه نبأ ما قبلكم وحكم ما بينكم وخبر ما بعدكم وهكذا هو، وعنه عن آدم بن اسحاق الاشعري عن هشيم بن بشير عن الهيثم بن عروة التميمي قال قال أبو عبد الله عليه السلام يا هيثم التميمي ان قوما امنوا بالظاهر وكفروا بالباطن فلم ينفعهم شئ وجاء قوم من بعدهم فآمنوا بالباطن وكفروا بالظاهر فلم ينفعهم ذلك شئ ولا ايمان بظاهر الا بباطن ولا باطن الا بظاهر.

القسم بن الربيع الوراق ومحمد بن الحسين بن ابي الخطاب عن محمد بن سنان عن صياح المدايني عن المفضل بن عمر انه كتب إلى ابي عبد الله (ع) كتابا فجائه هذا الجواب من ابي عبد الله (ع).

اما بعد فاني اوصيك ونفسي بتقوى الله وطاعته فان من التقوى الطاعة

٧٨

والورع والتواضع لله والطمأنينة والاجتهاد له والاخذ بامره والنصيحة لرسله والمسارعة في مرضاته واجتناب ما نهى عنه فانه من يتق الله فقد احرز نفسه من النار باذن الله واصاب الخير كله في الدنيا والاخرة ومن امر بالتقوى فقد ابلغ في الموعظة جعلنا الله واياكم من المتقين برحمة جاءني كتابك فقرأته وفهمت الذي فيه فحمدت الله على سلامتك وعافية الله اياك البسنا الله واياك عافية في الدنيا والاخرة كتبت تذكر ان قوما انا اعرفهم كان اعجبك نحوهم وشأنهم وانك ابلغلت عنهم امورا تروى عنهم كرهتها لهم ولم تر منهم الا هديا طريقا حسنا وورعا وتخشعا وبلغك انهم يزعمون ان الدين انما هو معرفة الرجال ثم من بعد ذلك إذا عرفتهم فاعمل ما شئت وذكرت انك قد عرفت ان اصل الدين معرفة الرجال وفقك الله وذكرت انه بلغك انهم يزعمون ان الصلوة والزكاة وصوم شهر رمضان والحج والعمرة والمسجد الحرام والبيت الحرام والمشعر الحرام والشهر الحرام هم رجال وان الطهر والاغتسال من الجنابة هو رجل وكل فريضة افترضها الله عزوجل على عباده فهي رجال وانهم ذكروا ذلك بزعمهم ان من عرف ذلك الرجل فقد اكتفى بعلمه من غير عمل وقد صلى واتى الزكاة وصام وحج واعتمر واغتسل من الجنابة وتطهر وعظم حرمات الله والشهر الحرام والمسجد الحرام والبيت الحرام وانهم ذكروا ان من عرف هذا بعينه وبحده وثبت في قلبه جاز له ان يتهاون بالعمل وليس عليه ان يجتهد في العمل وزعموا انهم إذا عرفوا ذلك الرجل فقد قبلت منهم هذه الحدود لوقتها وان هم لم يعملوا بها وانه بلغك انهم يزعمون ان الفواحش التي نهى الله عنها من الخمر والميسر والدم والميتة ولحم الخنزير هم رجال وذكروا ان ما حرم الله عز وجل من نكاح الامهات والبنات والاخوات والعمات والخالات وبنات الاخ وبنات الاخت وما حرم الله على المؤمنين من النساء انما عني بذلك نكاح نساء النبي (ص) وما سوى ذلك فمباح كله وذكرت انه بلغك انهم يترادفون المرأة الواحدة

٧٩

ويتشاهدون بعضهم لبعض بالزور ويزعمون ان لهذا ظهرا وبطنا يعرفونه فالظاهر ما يتناهون عنه يأخذون به مدافعة عنهم والباطن هو الذي يطلبون وبه امروا بزعمهم ، وكتبت تذكر الذين عظم عليك من ذلك حين بلغك فكتبت تسألني عن قولهم في ذلك أحلال هو أم حرام وكتبت تسألني عن تفسير ذلك وانا ابين لك حتى لا تكون من ذلك في عمى ولا شبهة تدخل عليك وقد كتبت اليك في كتابي هذا تفسير ما سألت عنه فاحفظه الحفاظ كله وعد كما قال الله تعالى وتعيها اذن واعية وانا اصفه لك بحله وانفى عنك حرامه انشاء الله تعالى كما وصفت لك واعرفكه حتى تعرفه انشاء الله تعالى فلا تنكره ولا قوة الا بالله والقوة والعزة لله جميعا ; اخبرك انه من كان يؤمن ويدين بهذه الصفة التي سألتني عنها فهو مشرك بالله بين الشرك لا يسع لاحد الشك فيه.

واخبرك ان هذا القول كان من قوم سمعوا ما لم يعقلوه عن اهله ولم يعطوا فهم ذلك ولم يعرفوا حدود ما سمعوا فوضعوا حدود تلك الاشياء مقايسة برأيهم ومنتهى عقولهم ولم يضعوها على حدود ما امروا كذبا وافتراء على الله تعالى وعلى رسوله (ص) وجرأة على المعاصي فكفى بهذا لهم جهلا ولو انهم وضعوها على حدودها التي حدت لهم وقبلوها لم يكن به بأس ولكن حرفوها وتعدوا الحق وكذبوا فيها وتهاونوا بامر الله وطاعته ولكن اخبرك ان الله عزوجل حدها بحدودها لئلا يتعدى حدود الله احد ولو كان الامر كما ذكروا لعذر الناس بجهل ما لم يعرفوا حد ما حد لهم فيه ولكان المقصر والمتعدي حدود الله معذورا إذا لم يعرفوها ولكن جعلها الله عزوجل حدودا محمد ودة لا يتعدا الا مشرك كافر قال الله عزوجل (تلك حدود الله فلا تتعدوها ومن يتعد حدود الله فاولئك هم الظالمون).

واخبرك حقا يقينا ان الله تبارك وتعالى اختار الاسلام لنفسه دينا ورضيه لخلقه فلم يقبل من احد عملا الاية وبه بعث انبيائه ورسله ثم قال

٨٠