مختصر بصائر الدّرجات

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي

مختصر بصائر الدّرجات

المؤلف:

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات المطبعة الحيدرية
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٢٨

الطفيل والله لو ادخلت على عامة شيعتي الذين بهم اقاتل الذين اقروا بطاعتي وسموني أمير المؤمنين واستحلوا جهاد من خالفني فحدثتهم ببعض ما اعلم من الحق في الكتاب الذي نزل جبرئيل على محمد (ص) لتفرقوا عنى حتى ابقى في عصابة من الحق قليلة أنت واشباهك من شيعتي ففزعت فقلت يا أمير المؤمنين أنا وأشباهي نتفرق عنك أو نثبت معك قال لا بل تثبتون ثم اقبل على فقال ان امرنا صعب مستصعب لا يعرفه ولا يقربه الا ثلاثة ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن نجيب امتحن الله قلبه للايمان يا ابا الطفيل ان رسول الله صلى الله عليه وآله قبض فارتد الناس ضلالا وجهالا الامن عصمه الله بنا اهل البيت.

وباسنادي إلى الصدوق محمد بن علي بن بابويه رحمه الله قال حدثنا أحمد ابن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثني يعقوب بن يزيد عن محمد بن الحسن الميثمي عن المثنى الحناط قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول ايام الله ثلاثة يوم قيام القائم ويوم الكرة ويوم الرجعة. وباسنادي إلى محمد بن الحسن الصفار عن علي بن حسان قال حدثنا أبو عبد الله الرياحي عن أبي الصامت الحلواني عن أبي جعفر عليه السلام قال قال أمير المؤمنين (ع) انا قسيم الجنة والنار لا يدخلها داخل الا على احد قسمين وانا الفاروق الاكبر وانا الامام لمن بعدي والمؤدي عمن كان قبلى لا يتقدمنى احد الا احمد صلى الله عليه وآله وانى واياه لعلى سبيل واحد الا انه هو المدعو باسمه ولقد اعطيت الست علم المنايا والوصايا وفصل الخطاب وانى لصاحب الكرات ودولة الدول وانى لصاحب العصا والميسم والدابة التي تكلم الناس.

حدثنى الشيخ أبو عبد الله محمد بن مكى باسناده عن علي بن ابراهيم ابن هاشم من تفسير القران العزيز قال واما الرد على من انكر الرجعة فقوله عز وجل ويوم نحشر من كل امة فوجا قال علي بن ابراهيم وحدثني أبى عن ابن أبى عمير عن حماد عن أبى عبد الله (ع) قال ما يقول الناس في

٤١

هذه الآية (ويوم نحشر من كل أمة فوجا) قلت يقولون انها في القيامة قال ليس كما يقولون ان ذلك الرجعة ايحشر الله في القيامة من كل أمة فوجا ويدع الباقين انما اية القيامة وحشرناهم فلم نغادر منهم احدا وقوله وحرام على قرية اهلكناها انهم لا يرجعون فقال الصادق (ع) كل قرية اهلك الله اهلها بالعذاب لا يرجعون في الرجعة واما يوم القيامة فيرجعون الذين محضوا الايمان محضا وغيرهم ممن لم يهلكوا بالعذاب ومحضوا الكفر محضا يرجعون.

قال علي بن ابراهيم وحدثني أبى عن أبى عمير عن عبد الله بن مسكان عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله تعالى (واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتينكم من كتاب وحكمة ثم جاء كم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه) قال ما بعث الله نبيا من ولدن آدم عليه السلام الا ويرجع إلى الدنيا فينصر أمير المؤمنين (ع) وهو قوله لتؤمنن به يعني برسول الله صلى الله عليه وآله ولتنصرنه يعنى أمير المؤمنين عليه السلام ومثله كثير مما وعد الله تبارك وتعالى الأئمة عليهم السلام من الرجعة والنصر فقال وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم آمنا يعبدونني لا يشركون بى شيئا وهذا انما يكون إذا رجعوا إلى الدنيا وقوله (ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض) فهذا كله مما يكون في الرجعة.

قال علي بن ابراهيم وحدثني أبى عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر قال ذكر عند أبي جعفر عليه السلام جابر فقال رحم الله جابرا لقد بلغ من علمه انه يعرف تأويل هذه الاية ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد يعني الرجعة ومثله كثير نذكره في مواضعه.

ومن التفسير ايضا قوله تعالي وإذا وقع القول اخرجنا لهم دابة من الارض إلى قوله باياتنا لا يوقنون فانه حدثنى أبي عن ابن أبي عمير عن

٤٢

أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال انتهى رسول الله (ص) إلى أمير المؤمنين (ع) وهو نائم في المسجد قد جمع رملا ووضع رأسه عليه فحركه رسول الله (ص) برجله ثم قال يا دابة الله فقال رجل من اصحابه يارسول الله ايسمى بعضنا بعضا بهذا الاسم فقال لا والله ما هو الاله خاصة وهو الدابة التي ذكر الله تعالى في كتابه وإذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم ان الناس كانوا باياتنا لا يوقنون ثم قال رسول الله (ص) يا علي إذا كان اخر الزمان اخرجك الله في احسن صورة ومعك ميسم تسم به اعدائك فقال الرجل لابي عبد الله عليه السلام ان العامة يقولون هذه الاية انما تكلمهم فقال أبو عبد الله (ع) كلمهم الله في نار جهنم انما هو تكلمهم من الكلام والدليل على ان هذا في الرجعة قوله ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب باياتنا فهم يوزعون حتى إذا جاؤا قال اكذبتم باياتى ولم تحيطوا بها علما ما ذا كنتم تعملون قال الايات أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام فقال الرجل لأبى عبد الله ان العامة تزعم ان قوله ويوم نحشر من كل امة فوجا عنى في القيامة فقال أبو عبد الله عليه السلام يحشر الله يوم القيامة من كل أمة فوجا ويدع الباقين لا ولكنه في الرجعة واما اية القيامة وحشرناهم فلم نغادر منهم احدا.

حدثنى أبى قال حدثنى ابن أبي عمير المفضل عن أبى عبد الله (ع) في قوله ويوم نحشر من كل أمة فوجا قال ليس احد من المؤمنين قتل الا ويرجع حتى يموت ولا يرجع الا من محض الايمان محضا ومحض الكفر محضا قال أبو عبد الله عليه السلام قال رجل لعمار بن ياسر يا ابا اليقظان آية في كتاب الله تعالى قد افسدت قلبي وشككتني قال عمار واية آية هي قال قول الله تعالى وإذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم الآية فاية دابة هذه قال عمار والله ما اجلس ولا اكل ولا اشرب حتى اريكها فجاء عمار مع الرجل إلى أمير المؤمنين (ع) وهو ياكل تمرا وزبدا فقال يا ابا اليقظان هلم فجلس عمار واقبل ياكل معه فتعجب الرجل

٤٣

منه فلما قام عمار قال الرجل سبحان الله يا ابا اليقظان حلفت انك لا تأكل ولا نشرب ولا تجلس حتى ترينيها قال عمار قد اريتكها ان كنت تعقل.

قال علي بن ابراهيم في قوله انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة التي حرمها قال مكة وله كل شئ قال الله عزوجل وامرت ان اكون من المسلمين إلى قوله سيريكم اياته فتعرفونها قال أمير المؤمنين والائمة (ع) إذا رجعوا يعرفهم اعدائهم إذا رأوهم والدليل على ان الايات هم الائمة (ع) قول أمير المؤمنين (ع) مالله آية اعظم منى فإذا رجعوا إلى الدنيا يعرفهم اعداؤهم إذا رأوهم في الدنيا.

قال علي بن ابراهيم وقوله ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد فانه حدثني أبي عن خماد عن حريز عن أبي جعفر (ع) قال سال عن جابر فقال رحم الله جابرا قد بلغ من فقهه انه كان يعرف تأويل هذه الاية ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد يعني الرجعة.

قال وحدثني أبى عن النضر بن سويد عن يحيى الجلبي عن عبد الحميد الطائي عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين عليه السلام في قوله تعالى ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قال يرجع اليكم نبيكم صلى الله عليه وآله.

ومنه حدثنا على بن جعفر قال حدثني محمد بن عبد الله الطاهر قال حدثنا محمد بن أبى عمير قال حدثنا حفص الكناس قال سمعت عبد الله بن بكير الأرجاني قال قال لى الصادق جعفر بن محمد عليه السلام اخبرني عن رسول الله صلى الله عليه وآله كان عاما للناس اليس قال الله تعالى في محكم كتابه وما ارسلناك الا رحمة للعالمين لاهل الشرق واهل الغرب واهل السماء والارض من الجن والانس هل بلغ رسالته إليهم كلهم قلت لاادرى فقال يابن بكير ان رسول الله (ص) لم يخرج من المدينة فكيف بلغ اهل الشرق والغرب قلت لاادرى قال ان الله تبارك وتعالى امر جبرئيل (ع) فاقتلع الارض بريشة من جناحه ونصبها لمحمد (ص) وكانت بين يديه مثل

٤٤

ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان فصمة وادع فيه بهذا الدعاء اللهم اني اسالك بحق المولود في هذا اليوم الموعود بشهادته قبل استهلاله وولادته بكته السماء ومن فيها والارض ومن عليها ولما يطأ لا (بيتها) قتيل العبرة وسيد الاسرة الممدود بالنصرة يوم الكرة المعوض من قتله ان الائمة من نسله والشفاء في تربته والفوز معه في اوبته والاوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته حتى يدركوا الاوتار ويثأروا الثار ويرضوا الجبار ويكونوا خير انصار صلّى الله عليه وآله مع اختلاف الليل والنهار اللهم فبحقهم عليك أتوسل واسأل سؤال معترف مسيء الى نفسه مما فرط في يومه وامسه يسألك العصمة الى محل رمسه اللهم فصل على محمد وعترته واحشرنا في زمرته وبوأنا معه دارالكرامة ومحل الانامة اللهم وكما اكرمتنا بمعرفته فاكرمنا بزلفته وارزقنا مرافقته ومتابعته واجعلنا ممن يسلم لامره ويكثر الصلاة عليه عند ذكره وعلى جميع اوصيائه واهل اصفيائه الممدودين منك بالعدد الاثنى عشر النجوم الزهر والحجج على جميع البشر اللهم وهب لنا في هذا اليوم خير موهبة وانجح لنا في كل طلبة كما وهبت الحسين (ع) لمحمد (ص) جده وعاذ فطرس بمهده فنحن عايذون بقبره من بعده نشهد تربته وننتظر اوبته امين رب العالمين.

ورويت باسنادي المتصل عن الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه قال روى محمد بن اسماعيل البرمكي قال حدثنا موسى بن عبدالله النخعي قال قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام علمني يابن رسول الله قولا أقول به بليغا كاملا اذا زرت واحداً منكم فقال قل وذكر الزيارة بتمامها وذكر في أثنائها ما يدل على رجعتهم عليهم السلام فمنها مقر بفضلكم محتمل لعلمكم محتجب بذمتكم معترف بكم مؤمن بايابكم مصدق برجعتكم منتظر لامركم مرتقب لدولتكم ومنها ونصرتي لكم معدة حتى يجيء الله بكم دينه ويردكم في ايامه ويظهركم لعدله ويمكنكم في مرصه ومنها ويحشر في زمرتكم.

٤٥

ومنه ايضا قوله (ووصيا الانسان بوالديه احسانا) قال الاحسان رسول الله صلى الله عليه وآله وقوله بوالديه انما عني الحسن والحسين عليهما السلام ثم عطف على الحسين (ع) فقال حملته امه كرها ووضعته كرها وذلك ان الله أخبر رسول الله (ص) وبشره بالحسين عليه السلام قبل حمله وان الامامة تكون في ولده إلى يوم القيامة ثم أخبره بما يصيبه من القتل في نفسه وولده ثم عوضه بان جعل الامامة في عقبه ثم اعلمه انه يقتل ثم يرده إلى الدنيا وينصره حتى يقتل اعداؤه ويملكه الارض وهو قوله تعالى (ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض) الآية وقوله تعالى (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون) فبشر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله ان اهل بيتك يملكون الارض ويرجعون إليها ويقتلون اعدأهم فاخبر رسول الله (ص) فاطمة بخبر الحسين (ع) وقتله فحملته كرها ثم قال أبو عبد الله عليه السلام فهل رأيتم احدا يبشر بولد ذكر فتحمله كرها اي انها اغتمت وكرهت لما اخبرت بقتله ووضعته كرها لما علمت من ذلك.

ومنه ايضا اخبرنا احمد بن إدريس قال حدثنا أحمد بن محمد عن عمر ابن عبد العزيز عن جميل عن أبى عبد الله (ع) في قوله تعالى يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج قال هي الرجعة.

وقال علي بن ابراهيم في قوله (يوم تشقق الارض عنهم سراعا) قال في الرجعة.

ومنه أيضا قوله ان الذين ظلموا آل محمد حقهم عذابا دون ذلك قال عذاب الرجعة بالسيف.

ومنه قوله تعالى وإذا تتلى عليهم اياتنا قال اي الثاني أساطير الاولين اي اكاذيب الاولين سنسمه على الخرطوم قال في الرجعة إذا رجع أمير المؤمنين عليه السلام ويرجع اعداؤه فيسمهم بميسم معه كما توسم البهائم على الخراطيم الانف والشفتان.

٤٦

ومنه قال علي بن ابراهيم في قوله حتى إذا راوا ما يوعدون قال القائم وأمير المؤمنين عليهما السلام في الرجعة فسيعلمون من اضعف ناصرا واقل عددا قال هو قول أمير المؤمنين عليه السلام لزفروا الله يا ابن صهاك لولا عهد من رسول الله (ص) وكتاب من الله عزوجل سبق لعلمت اينا اضعف ناصرا واقل عددا قال فلما اخبرهم رسول الله (ص) ما يكون من الرجعة قالوا متى يكون هذا قال الله تعالى (قل يا محمد ان ادري اقريب ما توعدون ام يجعل له ربى امدا).

ومنه قوله قم فانذر قال هو قيامه في الرجعة ينذر فيها.

ومنه في قوله (قتل الانسان ما اكفره) قال هو أمير المؤمنين (ع) قال ما اكفره اي ماذا فعل واذنب حتى قتلتموه.

ثم قال (من اي شئ خلقه من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل يسره) قال يسر له طريق الخير ثم اماته فاقبره ثم إذا شاء انشره قال في الرجعة كلا لما يقض ما أمره اي لم يقض أمير المؤمنين عليه السلام ما قد أمره وسيرجع حتى يقضى ما أمره.

وأخبرنا محمد بن ادريس عن أحمد بن محمد عن بن أبى نصر عن جميل ابن دراج عن أبى سلمة عن أبى جعفر عليه السلام قال سألته عن قول الله عز وجل قتل الانسان ما اكفره قال نعم نزلت في أمير المؤمنين (ع) ما اكفره يعني بقتلكم اياه ثم نسب أمير المؤمنين (ع) فنسب خلقه وما اكرمه الله به فقال من اي شئ خلقه يقول من طينة الانبياء خلقه فقدره للخير ثم السبيل يسره يعني سبيل الهدى ثم اماته ميتة الانبياء ثم إذا شاء انشره قلت ما قوله ثم إذا شاء انشره قال يمكث بعد قتله في الرجعة فيقضي ما أمره.

ومنه حدثنا جعفر بن أحمد قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن الحسن ابن أبى حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله (وللآخرة خير لك من الأولى) قال :؟؟ الكرة هي الاخرة للنبي (ص)

٤٧

قلت قوله (ولسوف يعطيك ربك فترضى) قال يعطيك من الجنة حتى ترضى.

وباسنادي عن محمد بن يعقوب عن عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن الاصم عن عبد الله ابن القاسم البطل عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله (وقضينا إلى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين قال قتل علي بن أبى طالب وطعن الحسن عليهما السلام ولتعلن علوا كبيرا قال قتل الحسين عليه السلام فإذا جاء وعدا وليهما فإذا جاء نصر دم الحسين (ع) بعثنا عليكم عبادا لنا اولي باس شديد فجاسوا خلال الديار قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم عليه السلام فلا يدعون وتر لال محمد الا قتلوه وكان وعدا مفعولا خروج القائم (ع) ثم رددنا لكم الكرة عليهم خروج الحسين (ع) يخرج في سبعين من اصحابه عليهم البيض المذهبة لكل بيضة وجهان يؤذن المؤذنون إلى الناس ان هذا الحسين (ع) قد خرج حتى لا يشك المؤمنون فيه وانه ليس بدجال ولا شيطال والحجة القائم بين اظهر هم فإذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين ان الحسين (ع) جاء الحجة الموت فيكون الذي يغسله ويكفنه ويحنطه ويلحده في حفرته الحسين بن علي عليهما السلام ولا يلى الوصي الا الوصي.

ومما رواه لي ورويته عن السيد الجليل السعيد بهاء الدين علي بن عبد الحميد الحسينى رواه بطريقه عن أحمد بن محمد الايادي يرفعه إلى أحمد بن عقبة عن أبيه عن أبى عبد الله (ع) سأل عن الرجعة احق هي قال نعم فقيل له من أول من يخرج قال الحسين (ع) يخرج على اثر القائم (ع) قلت ومعه الناس كلهم قال لابل كما ذكر الله تعالى في كتابه يوم ينفخ في الصور فتأتون افواجا قوم بعد قوم.

وعنه عليه السلام ويقبل الحسين (ع) في اصحابه الذين قتلوا معه ومعه سبعون نبيا كما بعثوا مع موسى بن عمران (ع) فيدفع إليه القائم (ع) الخاتم فيكون الحسين عليه السلام هو الذي يلى غسله وكفنه وحنوطه

٤٨

ويواري به في حفرته.

وعنه (ع) ان منا بعد القائم عليه السلام اثنى عشر مهديا من ولد الحسين عليه السلام.

وعن جابر الجعفي قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول والله ليملكن أهل البيت رجل بعد موته ثلثمائة سنة ويزداد تسعا قلت متى يكون ذلك قال بعد القائم عليه السلام قلت وكم يقوم القائم في عالمه قال تسع عشرة سنة ثم يخرج المنتصر إلى الدنيا وهو الحسين عليه السلام فيطلب بدمه ودم اصحابه فيقتل ويسبي حتى يخرج السفاح وهو أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام.

ورويت عنه ايضا بطريقه إلى اسد بن اسماعيل عن أبى عبد الله (ع) انه قال حين سأل عن اليوم الذي ذكر الله مقداره في القران في يوم كان مقداره خمسين الف سنة وهي كرة رسول الله صلى الله عليه وآله فيكون ملكه في كرته خمسين الف سنة ويملك أمير المؤمنين (ع) في كرته اربعا واربعين الف سنة.

وباسنادي عن محمد بن يعقوب الكليني عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن الوليد بن صبيح عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال دخلت عليه يوما فالقى إلى ثيابا وقال ياوليد ردها على مطاويها فقمت بين يديه فقال أبو عبد الله عليه السلام رحم الله المعلى بن خنيس فظننت انه شبه قيامي بين يديه بقيام المعلى بن خنيس بين يديه ثم قال لي أف للدنيا أف للدنيا انما الدنيا دار بلاء سلط الله فيها عدوه على وليه وان بعدها دارا ليست هكذا فقلت جعلت فداك واين تلك الدار فقال هاهنا واشار بيده إلى الارض.

وباسنادي عن محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن أبى جميلة عن أبان بن تغلب وغيره عن أبي عبد الله (ع) انه سأل هل كان عيسى بن مريم عليه السلام احيا احدا بعد موته حتى كان له اكل ورزق ومدة وولد فقال نعم انه كان له صديق

٤٩

مواخ له في الله تبارك وتعالى وكان عيسى عليه السلام يمر به وينزل عليه وان عيسى عليه السلام غاب عنه حينا ثم مر به ليسلم عليه فخرجت إليه امه فسألها عنه فقالت مات يارسول الله فقال افتحبين ان تريه قالت نعم فقال لها إذا كان غدا اتيتك حتى احييه لك باذن الله تعالى فلما كان من الغداتاها فقال لها انطلقي معي إلى قبره فانطلقا حتى اتيا قبره فوقف عليه عيسى (ع) ثم دعى الله فانفرج القبر وخرج ابنها حيا فلما رأته امه وراها بكيا فرحمهما فقال له عيسى عليه السلام تحب ان تبقى مع امك في الدنيا فقال يا نبي الله باكل ورزق ومدة أم بغير رزق ولا اكل ولا مدة فقال له عيسى عليه السلام بل باكل ورزق ومدة وتعمر عشرين سنة وتنزوج ويولد لك قال نعم قال فدفعه عيسى عليه السلام إلى أمه فعاش عشرين سنة وتزوج وولد له.

ومما رواه لي ورويته عن السيد الجليل السعيد بهاء الدين علي بن السيد عبد الكريم بن عبد الحميد الحسني باسناده عن أبي سعيد يرفعه إلى أبي جعفر عليه السلام قال قال الحسين (ع) لاصحابه قبل ان يقتل ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لي يا بني انك ستساق إلى العران وهى ارض قد التقى فيها النبيون واوصياء النبيين وهي ارض تدعى عمورا وانك تستشهد بها ويستشهد معك جماعة من اصحابك ولا يجدون الم مس الحديد وتلى (يا نار كونى بردا وسلاما على ابراهيم) يكون الحرب عليك وعليهم بردا وسلاما فابشروا فوالله لو قتلونا فانا نرد على نبينا صلى الله عليه وآله ثم امكث ما شاء الله فاكون اول من تنشق الارض عنه فاخرج خرجة توافق خرجة أمير المؤمنين عليه السلام وقيام قائمنا وحياة رسول الله صلى الله عليه وآله ثم لينزلن علي وفد من السماء من عند الله عزوجل لم ينزلوا إلى الارض قط ولينزلن الي جبرئيل وميكائيل واسرافيل وجنود من الملائكة ولينزلن محمد صلى الله عليه وآله وعلي (ع) وانا وأخي وجميع من من الله عليه في حمولات من حمولات الرب خيل بلق من نور

٥٠

لم يركبها مخلوق ثم ليهزن محمد صلى الله عليه وآله لوأه وليدفعنه إلى قائمنا عليه السلام مع سيفه ثم ان الله تعالى يخرج من مسجد الكوفة عينا من دهن وعينا من لبن وعينا من ماء ثم ان أمير المؤمنين عليه السلام يدفع إلي سيف رسول الله صلى الله عليه وآله فيبعثني إلى المشرق والمغرب فلا اتي على عدو الله الا هرقت دمه ولا ادع صنما الا احرقته حتى اقع إلى الهند فافتحها وان دانيال ويوشع يخرجان إلى أمير المؤمنين (ع) يقولان صدق الله ورسوله ويبعث معهما إلى البصرة سبعين رجلا فيقتلون مقاتليهم ويبعث بعثا إلى الروم ويفتح الله لهم ثم لاقتلن كل دابة حرم الله لحمها حتى لا يكون على وجه الارض الطيب واعرض على اليهود والنصارى وساير الملل ولأخيرنهم دين الاسلام أو السيف فمن اسلم مننت عليه ومن كره الاسلام اهرق الله دمه ولا يبقى رجل من شيعتنا الا انزل الله إليه ملكا يمسح عن وجهه التراب ويعرفه ازواجه ومنازله في الجنة ولا يبقى على وجهه الارض اعمى ولا مقعد ولا مبتلى الا كشف الله عنه بلاؤه بنا أهل البيت ولتنزلن البركة من السماء إلى الارض حتى ان الشجرة لتقصف مما يزيد الله فيها من الثمرة ولتؤكل ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء وذلك قوله تعالى (ولو ان اهل الكتاب آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون) قد تقدم مثل هذا الحديث لكن في ذلك زيادة ليست في هذا.

باب في رجال الاعراف

حدثنا محمد بن الحسين بن أبى الخطاب عن عبد الرحمن بن أبى هاشم عن أبى سلمة بن مكرم الجمال عن أبى جعفر (ع) في قول الله عزوجل وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم قال نحن اولئك الرجال الائمة

٥١

منا يعرفون من يدخل النار ومن يدخل الجنة كما تعرفون في قبائلكم الرجال منكم يعرف من فيها من صالح أو طالح.

أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الحسين عن محمد بن الفضيل الصيرفي عن أبي حمزة الثمالي عن أبى جعفر (ع) واسحاق ابن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم قال هم الائمة عليهم السلام.

حدثني أبو الجود المنبه بن عبد الله التميمي قال حدثني الحسين بن علوان الكلبي عن سعد بن طريف عن أبى جعفر عليه السلام قال سألته عن هذه الاية وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم قال يا سعد آل محمد (ص) الاعراف لايدخل الجنة الا من يعرفهم ويعرفونه ولا يدخل النار الامن انكرهم وانكروه وهم اعراف لايعرف الله تعالى الا بسبيل معرفتهم.

أحمد وعبد الله أبنا محمد بن عيسى عن الحسن بن مجوب عن أبى أيوب الخزاز عن بريد بن معاوية العجلي قال سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله عزوجل (وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) قال انزلت في هذه الامة والرجال هم أئمة عليهم السلام من آل محمد (ص) قلت فا الاعراف قال صراط بين الجنة والنار فمن شفع له الامام من المؤمنين المذنبين نجى ومن لم يشفع له هوى.

أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن علوان عن سعد بن طريف عن اصبغ بن نباته قال كنت عند أمير المؤمنين (ع) جالسا فجاء رجل فقال له يا أمير المؤمنين وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم فقال له علي (ع) نحن الاعراف نعرف انصارنا بسيماهم ونحن الاعراف الذين لايعرف الله الا بسبيل معرفتنا ونحن الاعراف نوقف يوم القيامة بين الجنة والنار فلا يدخل الجنة الا من عرفنا وعرفناه ولا يدخل النار الا من انكرنا وانكرناه وذلك لان الله عزو جل لو شاء عرف الناس نفسه حتى يعرفوه ويوحدوه ويأتوه من بابه ولكنه جعلنا ابوابه

٥٢

وصراطه وسبيله وبابه الذي يؤتى منه.

علي بن محمد بن علي بن سعد الاشعري عن حمدان بن يحيى عن بشر ابن حبيب عن ابي عبد الله (ع) انه سأل عن قول الله عزوجل وبينهما حجاب وعلى الاعراف رجال قال سور بين الجنة والنار قائم عليه محمد (ص) وعلي والحسن والحسين وفاطمة وخديجة عليهم السلام فينادون ابن محبونا اين شيعتنا فيقبلون إليهم فيعرفونهم باسمائهم واسماء ابائهم وذلك قوله الله تعالى يعرفون كلا بسيماهم فيأخذون بايديهم فيجوزون بهم الصراط ويدخلونهم الجنة.

المعلى بن محمد البصري قال حدثني أبو الفضل المدنى عن ابى مريم الانصاري عن منهال بن عمرو عن ذر بن حبيش عن أمير المؤمنين (ع) قال سمعته يقول إذا دخل الرجل حفرته اتاه ملكان اسمهما منكر ونكير فاول ما يسألانه عن ربه ثم عن نبيه ثم عن وليه فان اجاب نجى وان تحير عذباه فقال رجل فما حال من عرف ربه ونبيه ولم يعرف وليه فقال مذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا فذلك لا سبيل له وقد قيل للنبي صلى الله عليه واله من ولي الله يا نبي الله فقال وليكم في هذا الزمان علي عليه السلام ومن بعده وصيه ولكل زمان عالم يحتج الله به لئلا يكون كما قال الضلال قبلهم حين فارقتهم انبيائهم ربنا لولا ارسلت الينا رسولا فنتبع اياتك من قبل ان نذل ونخزى بما كان من ضلالتهم وهي جهالتهم بالايات وهم الاوصياء فأجابهم الله عزوجل قل تربصوا فستعلمون من اصحاب الصراط السوي ومن اهتدى وانما كان تربصهم ان قالوا نحن في سعة من معرفة الاوصياء حتى نعرف اماما فعيرهم الله بذلك فالاوصياء هم اصحاب الصراط وقوفا عليه لايدخل الجنة الا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار الا من انكرهم وانكروه لانهم عرفاء الله عزوجل عرفهم عليهم عند اخذه المواثيق عليهم ووصفهم في كتابه وقال عز وجل وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم وهم

٥٣

الشهداء على اوليائهم والنبي (ص) الشهيد عليهم اخذ لهم موانيق العباد بالطاعة واخذ النبي (ص) عليهم الميثاق بالطاعة فجرت نبوته عليهم وذلك قول الله عزوجل فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الارض ولا يكتمون الله حديثا.

حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن على بن اسباط عن أحمد ابن خباب عن بعض اصحابه عمن حدثه عن الاصبغ بن نباته عن سلمان الفارسي قال قال اشهدوا قال سمعت أو قال اقسم بالله لسمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول لعلى (ع) يا على انك والاوصياء من بعدي أو قال من بعدك اعراف لايعرف الله الا بسبيل معرفتكم واعراف لايدخل الجنة الا من عرفتموه وعرفكم لايدخل النار الا من انكركم وانكرتموه.

محمد بن الحسين بن ابي الخطاب عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم الحضرمي عن بعض اصحابه عن سعد بن طريف قال قلت لابي جعفر (ع) قول الله عزوجل وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم قال يا سعد انها اعراف ولا يدخل الجنة الا من عرفهم وعرفوه واعراف لايدخل النار الا من انكرهم وانكروه واعراف لايعرف الله الا بسبيل معرفتهم فلا سواء من اعتصمت به المعتصمة ومن ذهب مذهب الناس ذهب الناس إلى عين كدرة يفرغ بعضها في بعض ومن اتى آل محمد صلى الله عليه واله اتى عينا صافية تجري بعلم الله ليس لها نفاد ولا انقطاع ذلك بان الله لو شاء لاريهم شخصه حتى بأتوه من بابه ولكن جعل محمدا (ص) وآل محمد عليهم السلام الابواب التي يؤتى منها وذلك قول الله عزوجل (ليس البر بان تأتو البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى واتوا البيوت من ابوابها).

محمد بن الحسين بن ابى الخطاب عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل بن جميل عن جابر بن يزيد قال سألت ابا جعفر (ع) عن

٥٤

الاعراف ماهم فقال هم اكرم الخلق على الله تبارك وتعالي.

محمد بن الحسين ابى الخطاب عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن مسكان عن ابى بصير عن ابى جعفر (ع) في قول الله عزوجل وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم فقال هم الائمة منا اهل البيت عليهم السلام في باب من ياقوت احمر على سور الجنة يعرف كل امام منا ما يليه فقال رجل ما معنى وما يليه فقال من القرن الذي هو فيه إلى القرن الذي كان.

المعلى بن محمد البصري عن محمد بن جمهور عن عبد الله بن عبد الرحمن الاصم عن الهيثم بن واقد عن مقرن قال سمعت ابا عبد الله (ع) يقول جاء ابن الكوا إلى أمير المؤمنين (ع) فقال يا أمير المؤمنين وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم فقال نحن الاعراف نعرف انصارنا بسيماهم ونحن الاعراف الذين لايعرف الله عزوجل يوم القيامة على الصراط غيرنا ولا يدخل الجنة الا من عرفنا وعرفناه ولا يدخل النار الا من انكرنا وانكرناه ان الله لو شاء لعرف العباد نفسه ولكن جعلنا ابوابه وصراطه وسبيله والوجه الذي يؤتى منه فمن عدل ولايتنا أو فضل علينا غيرنا فانهم عن الصراط لناكبون ولا سواء من اعتصم الناس به ولا سواء من ذهب حيث ذهب الناس ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض وذهب من ذهب الينا إلى عيون صافية تجري بامر ربها لانفاد لها ولا انقطاع.

أحمد بن الحسين الكناني قال حدثنا عاصم بن محمد المحازبى قال حدثنا يزيد بن عبد الله الخيبرى قال حدثنا محمد بن الحسين بن مسلم البجلى عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم قال نحن اصحاب الاعراف من عرفنا فالى الجنة ومن انكرنا فالى النار.

٥٥

باب فضل الأئمة صلوات الله عليهم

وما جاء فيهم من القرآن العزيز

حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن ابى نصر عن هشام ابن سالم عن سعد بن طريف عن ابى جعفر (ع) قال كنا عنده ثمانية رجال فذكرنا رمضان فقال لا تقولوا هذا رمضان ولا ذهب رمضان ولا جاء رمضان فان رمضان اسم من اسماء الله لا يجئ ولا يذهب وانما يجئ ويذهب الزايل ولكن قولوا شهر رمضان فالشهر المضاف إلى الأسم والأسم اسم الله وهو الشهر الذي انزل فيه القرآن جعله الله .. وعيدا الا ومن خرج في شهر رمضان من بيته في سبيل الله ونحن سبيل الله الذي من دخل فيه يطاف بالحصن والحصن هو الامام فليبكر عند رؤيته كانت له يوم القيامة صخرة في ميزانه اثقل من السموات السبع والارضين السبع وما فيهن وما بينهن وما تحتهن فقلت يا ابا جعفر وما الميزان فقال انك قد ارددت قوة ونظرا يا سعد رسول الله صلى الله عليه وآله الصخرة ونحن الميزان وذلك قول الله عزوجل في الامام ليقوم الناس بالقسط قال ومن كبر بين يدي الامام وقال لا آله الا الله وحده لا شريك له كتب الله له رضوانه الاكبر ومن يكتب الله له رضوانه الاكبر يجمع بينه وبين ابراهيم ومحمد عليهما السلام والمرسلين في دار الجلال فقلت وما دار الجلال فقال نحن الدار وذلك قول الله عزوجل تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين فنحن العاقبة يا سعد وأما مودتنا للمتقين فيقول الله عزوجل

٥٦

تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام جلال الله وكرامته التي اكرم الله تبارك وتعالى العباد بطاعتنا.

وعنه عن العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن الفضيل بن يسار عن ابي عبد الله (ع) قال ان علي بن الحسين عليهما السلام اتى بعسل فشربه فقال والله لا علم من اين هذا العسل واين ارضه وانه ليمار من قرية كذا وكذا.

محمد بن عيسى بن عبيد عن بعض رجاله يرفعه قال قال أبو عبد الله (ع) ابى الله ان يجري الاشياء الا بالاسباب فجعل لكل شئ سببا وجعل لكل سبب شرحا وجعل لكل شرح مفتاحا وجعل لكل مفتاح علما وجعل لكل علم بابا ناطقا من عرفه عرف الله ومن انكره انكر الله وذلك رسول الله صلى الله عليه وآله ونحن.

علي بن اسماعيل بن عيسى عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات عن بعض اصحابه عن نصر بن قابوس قال سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عزوجل وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة قال يا نصرانه والله ليس حيث ذهب الناس انما هو العالم وما يخرج منه وسألته عن قول الله عزوجل وبئر معطلة وقصر مشيد قال البئر المعطلة الامام الصامت والقصر المشيد الامام الناطق.

ابراهيم بن هاشم عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن ابى الحسن الرضا (ع) قال سألته عن قول الله عز وجل الرحمن علم القرآن فقال ان الله عز وجل علم محمدا القرآن قلت خلق الانسان علمه البيان قال ذلك علي بن ابي طالب أمير المؤمنين عليه السلام علمه بيان كل شئ مما يحتاج إليه الناس.

أحمد بن محمد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد قال سمعت أبا ابراهيم عليه السلام يقول ان الله عزو جل اوحى إلى محمد (ص) انه قد فنيت ايامك وذهبت دنياك واحتجت إلى لقاء ربك فرفع النبي

٥٧

صلى الله عليه واله يده إلى السماء باسطا وهو يقول عدتك التي وعدتني انك لا تخلف الميعاد فأوحى الله عز وجل إليه ان ائت احدا انت ومن يثق به فاعاد الدعاء فأوحى الله عز وجل إليه امض أنت وابن عمك حتى تأتي احدا ثم تصعد على ظهره واجعل القبلة في ظهرك ثم ادع وحش الجبل تجبك فإذا اجابتك تعمد إلى جفرة منهن انثى وهي التي تدعى الجفرة حين ناهد قرناها الطلوع تشخب أو داجها دما وهي التي لك فمر ابن عمك فليقم إليها فليذبحها وليسلخها من قبل الرقبة ويقلب داخلها فانه سيجدها مدبوغة وسأنزل عليك الروح الامين وجبرئيل ومعه دواة وقلم ومداد ليس هومن مداد الارض يبقى المداد ويبقى الجلد لا تأكله الارض ولا يبليه التراب لا يزداد كلما نشر الاجدة غير انه محفوظ مستور يأتيك علم وحئ بعلم ما كان وما يكون اليك وتمليه على ابن عمك وليكتب وليستمد من تلك الداواة فمضى رسول الله (ص) حتى انتهى إلى الجبل ففعل ما امره الله به وصادف ما وصف له ربه فلما ابتدأ على عليه السلام في سلخ الجفرة نزل جبرئيل والروح الامين وعدة من الملائكة لا يحصي عددهم الا الله ومن حضر ذلك المجلس بين يديه وجاءته الدواة والمداد خضر كهيئة البقل واشد خضرة وانور ثم نزل الوحي على محمد (ص) وكتب علي (ع) الا انه يصف كل زمان وما فيه ويخبره با لظهر والبطن واخبره بما كان وما هو كاين إلى يوم القيامة وفسر له اشياء لا يعلم تأويلها الا الله والراسخون في العلم ثم اخبره بكل عدو يكون لهم في كل زمان من الازمنة حتى فهم ذلك كله وكتبه ثم اخبره بامر ما يحدث عليه وعليهم من بعده فسأله عنها فقال الصبر الصبر واوصى الينا بالصبر واوصى اشياعهم بالصبر والتسليم حتى يخرج الفرج واخبره باشراط أو انه واشراط تولده وعلامات تكون في ملك بني هاشم فمن هذا الكتاب استخرجت احاديث الملاحم كلها وصار الولى إذا افضى إليه الامر تكلم بالعجب.

٥٨

وعنه عن محمد بن سنان عن مرازم بن حكيم وموسى بن بكير قالا سمعنا أبا عبد الله (ع) يقول انا اهل البيت لم يزل الله يبعث منا من يعلم كتابه من اوله إلى اخره وان عندنا من حلال الله وحرامه ما يسعنا كتمانه ما نستطيع ان نحدث به احدا.

الحسن بن موسى الخشاب عن اسماعيل بن مهران عن عثمان بن جبلة عن كامل التمار قال كنت عند ابى عبد الله (ع) ذات يوم فقال لي يا كامل اجعلوا لنا ربا نؤب إليه وقولوا فينا ما شئتم قال فقلت نجعل لكم ربا تؤبون إليه ونقول فيكم ما شئنا قال فاستوى جالسا فقال ما عسى ان تقولوا والله ما خرج اليكم من علمنا الا الف غير معطوفة.

محمد بن الحسين بن ابي الخطاب عن أحمد بن محمد بن ابي نصر عن عبد الكريم بن عمرو عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر (ع) قال جاء اعرابي حتى قام على باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله يتوسم الناس فرأى أبا جعفر (ع) فعقل ناقته ودخل وجثى على ركبتيه وعليه شملة له فقال له أبو جعفر عليه السلام من اين جئت يا اعرابي قال جئت من اقصى البلدان فقال أبو جعفر (ع) البلدان اوسع من ذلك فمن اين جئت قال من الاحقاف قال احقاف عاد قال نعم قال افرأيت سدرة إذا مر التجار بها استظلوا بفيئها قال وما علمك بذلك قال هو عندنا في كتاب وأي شئ رأيت ايضا قال رأيت واديا مظلما فيه الهام والبوم لا يبصر قعره قال أو تدري ما ذاك الوادي قال لا والله ما ادري قال ذاك برهوت فيه نسمة كل كافر واين بلغت فقطع الاعرابي فقال بلغت قوما جلوسا في منازلهم ليس لهم طعام ولاشراب الا البان اغنامهم فهي طعامهم وشرابهم ثم نظر إلى السماء فقال اللهم العنه فقال له جلساؤه من هو جعلنا الله فداك قال هو قابيل يعذب بحر الشمس وزمهرير البرد ثم جاءه رجل اخر فقال له رأيت لي جعفرا فقال الأعرابي ومن جعفر الذي يسأل عنه فقالوا ابنه فقال سبحان الله ما اعجب هذا الرجل يخبرنا عن

٥٩

اهل السماء ولا يدري اين ابنه.

وبهذا الاسناد عن محمد بن مسلم قال دخلت انا وابو جعفر عليه السلام مسجد الرسول صلى الله عليه وآله فإذا طاوس اليماني يقول لاصحابه اتدرون متى قتل نصف الناس فسمع أبو جعفر (ع) قوله نصف الناس فقال انما هو ربع الناس انما هو ولد آدم وحوا وقابيل وهابيل قال صدقت يابن رسول الله قال محمد فقلت في نفسي هذه والله مسألة فغدوت عليه في منزله وقد لبس ثيابه واسرج له فبدأني بالحديث قبل ان اسأله فقال يا محمد بن مسلم ان في الهند أو ببلقا الهند رجلا يلبس المسوح مغلولة يده إلى عنقه موكل به عشرة رهط يفني الناس ولا يفنون كلما ذهب واحد جعل مكانه واحد يدور مع الشمس حيث ما دارت يعذب بحر الشمس وزمهرير البرد حتى تقوم الساعة قلت ومن ذاك جعلت فداك قال ذاك قابيل ، أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن عبد الجبار عن محمد بن خالد البرقي عن فضالة بن ايوب عن فضيل بن عثمان عن ابي عبيدة الحذا قال قلت لابي جعفر (ع) ان سالم بن ابي حفصة قال لي اما بلغك انه من مات ليس له أمام مات ميتة جاهلية فاقول له بلي فيقول من امامك فاقول أئمتي آل محمد عليه وعليهم السلام قال ما احسبك عرفت اماما فقال أبو جعفر (ع) ويج سالم ما يدري سالم ما منزلة الامام الامام اعظم وافضل مما يذهب إليه سالم والناس اجمعون وانه لم يمت هنا ميت قط الا وجعل الله مكانه من بعمل مثل عمله ويسير مثل سيرته ويدعوا لي مثل ما دعا إليه وانه لم يمنع الله ما اعطى داود (ع) ان يعطى سليمان عليه السلام افضل مما اعطى داود (ع).

وبهذا الاسناد عن فضالة بن ايوب عن عبد الحميد بن نصر قال قال أبو عبد الله (ع) ينكرون الامام المفروض الطاعة ويجحدونه والله ما في الارض منزلة اعظم عند الله من منزلة امام مفترض الطاعة لقد كان ابراهيم (ع) دهرا ينزل عليه الوحى والامر من الله وما كان مفترض

٦٠