مختصر بصائر الدّرجات

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي

مختصر بصائر الدّرجات

المؤلف:

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات المطبعة الحيدرية
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٢٨

الشمس يا اهل الهدى اجتمعوا وينادي من ناحية المغرب بعد ما يغيب الشمس يا اهل الضلالة اجتمعوا ومن الغد عند الظهر تكور الشمس فتكون سوداء مظلمة ، واليوم الثالث يفرق بين الحق والباطل بخروج دابة الارض وتقبل الروم إلى قرية بساحل البحر عند كهف الفتية ويبعث الله الفتية من كهفهم إليهم رجل يقال له تمليخا والاخر. كمسلمينا وهما الشهداء المسلمون للقائم فيبعث احد الفتية إلى الروم فيرجع بغير حاجة ويبعث بالاخر فيرجع بالفتح فيومئذ تأويل هذه الآية (وله اسلم من في السموات والارض طوعا وكرها ثم يبعث الله من كل امة فوجا ليريهم ما كانوا يوعدون) فيومئذ تأويل هذا الآية (ويوم نبعث من كل امة فوجا ممن يكذب باياتنا فهم يوزعون) والوزع خفقان افئدتهم ويسير الصدبق الاكبر براية الهدى والسيف ذو الفقار والمخصرة حتى ينزل ارض الهجرة مرتين وهي الكوفة فيهدم مسجدها ويبنيه على بنائه الاول وبهدم ما دونه من دور الجبابرة ويسير إلى البصرة حتى يشرف على بحرها ومعه التابوت وعصا موسى فيعزم عليه فيزفر زفرة بالبصرة فنصير بحرا لجيا فيغرقها لا يبقى فيها غير مسجدها كجؤكجؤ السفينة على ظهر الماء ثم يسير إلى حرور ثم يحرقها ويسير من باب بني اسد حتى يزفر زفرة في ثقيف وهم زرع فرعون ثم يسير إلى مصر فيعلو منبره ويخطب الناس فتستبشر الارض بالعدل وتعطى السماء قطرها والشجر ثمرها والارض نباتها وتتزين لاهلها وتأمن الوحوش حتى ترتعي في طرف الارض كأنعامهم ويقذف في قلوب المؤمنين العلم فلا يحتاج مؤمن إلى ما عند اخيه من العلم فيومئذ تأويل هذه الآية (يغنى الله كلا من سعته وتخرج لهم الارض كنوزها) ويقول القائم عليه السلام كلوا هنيئا بما اسلقتم في الايام الحالية فالمسلمون يومئذ اهل صواب للدين اذن لهم في الكلام فيومئذ تأويل هذه الآية (وجاء ربك والملك صفا صفا) فلا يقبل الله يومئذ الا دينه الحق الا لله الدين الخالص ، فيومئذ تأويل هذه الآية (اولم يروا انا نسوق الماء إلى الارض

٢٠١

الجهز فنخرج به زرعا تأكل منه انعامهم وانفسهم افلا يبصرون ويقولون متى هذا الفتح ان كنتم صادقين قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا ايمانهم ولا هم ينصرون فاعرض عنهم وانتظر انهم منتظرون) فيمكث فيما بين خروجه إلى يوم موته ثلثمائة سنة ونيفا وعدة اصحابه ثلثمائة وثلاثة عشر منهم تسعة من بني اسرائيل وسبعون من الجن ومايتان واربعة وثلاثون فيهم سبعون الذين غضبوا للنبي صلى الله عليه واله إذ هجته مشركوا قريش فطلبوا إلى نبي الله صلى الله عليه واله ان يأذن لهم في اجابتهم فاذن لهم حيث نزلت هذه الآية (الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون) وعشرون من اهل اليمن منهم المقداد بن الاسود ومائتان واربعة عشر الذين كانوا بساحل البحر مما يلى عدن فبعث إليهم نبي الله برسالة فاتوا مسلمين وتسعة من بني اسرائيل ومن افناء الناس الفان وثمانمائة وسبعة عشر ومن الملائكة اربعون الفا من ذلك من المسومين ثلاثة الاف ومن المردفين خمسة الاف فجميع اصحابه عليه السلام سبعة واربعون الفا ومائة وثلاثون من ذلك تسعة رؤس مع كل رأس من الملائكة اربعة الاف من الجن والانس عدة يوم بدر فيهم يقاتل واياهم ينصر الله وبهم ينتصر وبهم يقدم النصر ومنهم نضرة الارض كتبتها كما وجدتها وفيها نقص حروف. محمد بن علي الصدوق رحمه الله عن محمد بن أحمد بن ابراهيم قال : حدثنا أبو عبد الله الوراق محمد بن عبد الله بن الفرج قال حدثنا أبو الحسن علي بن بنان المقرى قال حدثنا محمد بن سايق قال حدثنا زايده عن الاعمش قال حدثنا فرات القزاز عن ابي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن اسيد الغفاري قال كنا جلوسا في المدينة في ظل حايط قال وكان رسول الله صلى الله عليه في غرفة فاطلع الينا فقال فيما انتم قلنا نتحدث قال عم ذا قلنا عن الساعة فقال انكم لا ترون الساعة حتى تروا قبلها عشر ايات طلوع الشمس من مغربها والدجال ودبة الارض وثلاثة خسوف

٢٠٢

يكون في الارض خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب ونزول عيسى بن مريم عليها السلام وخروج ياجوج وماجوج وتكون اخر الزمان نار تخرج من اليمن من قعر الارض لا تدع خلفها احدا تسوق الناس إلى المحشر (كلما قاموا قامت لهم تسوقهم إلى المحشر).

محمد بن علي الصدوق رحمه الله عن حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب صلوات الله عليهم قال اخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي مولي بني هاشم قال اخبرني القاسم ابن محمد بن جماد قال حدثنا غياث بن ابراهيم قال حدثنا الحسين بن زيد ابن علي عن جعفر بن محمد عن ابائه عن علي (ع) قال قال : رسول الله (ص) بشروا ثم ابشروا ثلاث مرات انما مثل امتي كمثل غيث لا يدري اوله خير ام اخره انما مثل امتي كمثل حديقة أطعم منها فوج عام ثم أطعم منها فوج عاما لعل اخرها فوجا يكون اعرضها بحرا واعمقها طولا وفرعا واحسنها جنا وكيف تهلك امة انا اولها واثنى عشر من بعدي من السعداء واولى الالباب والمسيح عيسى بن مريم عليهم السلام اخرها ولكن يهلك بين ذلك نتج الهرج ليسوا مني ولست منهم.

ومن الكتاب المذكور ايضا الذي فيه خطب مولانا أمير المؤمنين (ع) خطبة قال : فيها بعد كلام طويل يارسول الله فبأي المنازل انزلهم إذا فعلوا ذلك قال بمنزلة فتنة ينقذ الله بنا اهل البيت عند ظهورنا السعداء من اولي الالباب الا ان يدعوا الضلالة ويستحلوا الحرام في حرم الله فمن فعل ذلك منهم فهو كافر يا علي بنا ختم الله فتح الاسلام وبنا يختمه بنا اهلك الله الاوثان ومن يعبدها وبنا يقصم كل جبار وكل منافق حتى ليقتل في الحق من يقتل في الباطل يا علي انما مثل هذه الامة مثل حديقة اطعم منها فوج عاما ثم فوج عاما ثم فوج عاما فلعل آخرها فوجا ان يكون اثبتها اصلا واحسنها فرعا وامدها ظلا واحلاها جنا واكثرها خيرا واوسعها عدلا واطولها ملكا انما مثل هذه الامة كمثل الغيث لا يدري اوله خير ام اخره

٢٠٣

وبعد ذلك نتج الهرج لست منه وليس مني إلى آخر الخطبة.

ومن كتاب التنزيل والتحريف أحمد بن محمد السياري عن محمد بن خالد عن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن نجيح اليماني قال قلت لابي عبد الله (ع) ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم قال النعيم الذي انعم الله عليكم بمحمد وآل محمد صلى الله عليه وآله وفى قوله تعالى (لو تعلمون علم اليقين) قال المعاينة وفي قوله تعالى (كلا سوف تعلمون) قال مرة بالكرة واخرى يوم القيامة.

محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي وأحمد بن محمد جميعا عن محمد بن الحسن عن علي بن حسان قال حدثني أبو عبد الله الرياحي عن ابي الصامت الحلواني عن ابي جعفر عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين (ع) انا قسيم الله بين الجنة والنار لا يدخلها داخل الا على احد قسمي وانا الفاروق الاكبر وانا الامام لمن بعدي والمودي عمن كان قبلي لا يتقدمني احد الا أحمد صلى الله عليه وآله واني واياه لعلى سبيل واحد الا انه هو المدعو باسمه ولقد اعطيت الست علم البلايا والمنايا والوصايا وفصل الخطاب واني لصاحب الكرات ودولة الدول واني لصاحب العصا والميسم والدابة التي تكلم الناس. ومن كتاب الاحتجاج لابي منصور أحمد بن ابي طالب الطبرسي رحمه الله قال روى ان يوما قال أبو حنيفة لمؤمن الطاق انكم تقولون بالرجعة قال نعم قال أبو حنيفة فاعطني الف درهم حتى اعطيك الف دينار إذا رجعنا قال الطاقي لابي حنيفة اعطني كفيلا بانك ترجع انسانا ولا ترجع خنزيرا. ومن كتاب الغارات لا براهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي روى حديثا عن أمير المؤمنين عليه السلام منه قيل له فما ذو القرنين قال عليه السلام رجل بعثه الله إلى قومه فكذبوه وضربوه على قرنه فمات ثم احياه الله ثم بعثه إلى قومه فكذبوه وضربوه على قرنه الآخر فمات ثم احياه الله فهو ذو القرنين لانه ضربت قرناه.

(وفي حديث اخر وفيكم مثله يريد نفسه عليه السلام)

ومنه ايضا حدثنا عبد الله بن اسيد الكندي وكان من شرطة الخميس

٢٠٤

عن ابيه قال اني لجالس مع الناس عند علي عليه السلام إذ جاء ابن معن وابن نعج معهما عبد الله بن وهب الراسبي قد جعلا في حلقه ثوبا يجرانه فقالا يا أمير المؤمنين اقتله ولا تداهن الكذابين قال ادنه فدنى فقال لهما فما يقول قالا يزعم انك دابة الارض وانك تضرب على هذا قبيل هذا يعنون رأسه إلى اللحية فقال ما يقول هؤلاء قال يا أمير المؤمنين حدثتهم حديثا حدثنيه عمار بن ياسر قال اتركوه فقد روى عن غيره يابن ام السودا انك تبقر الحديث بقرا ولتبقرن كما تبقره خلوا سبيل الرجل فان يك كاذبا فعليه كذبه وان يك صادقا يصبني الذي يقول.

ومنه ايضا عن عباية قال سمعت عليا عليه السلام يقول انا سيد الشيب وفى سنة من ايوب لان ايوب عليه السلام ابتلى ثم عافاه الله من بلواه واتى اهله ومثلهم معهم كما حكى الله سبحانه.

فروي انه احيا له اهله الذين قد ماتوا لما اذهب بلواه وكشف ضره وقد صح عنهم صلوات الله عليهم انه كلما كان في بني اسرائيل يكون في هذه الامة مثله حذوا النعل بالنعل والقذة بالقذة.

وقد قال ان فيه شبهه عليه السلام وقوله والله ليجمعن لي اهلي كما جمعوا ليعقوب عليه السلام فان يعقوب فرق بينه وبين اهله برهة من الزمان ثم جمعوا له فقد حلف عليه السلام ان الله سبحانه وتعالى سيجمع له ولده كما جمعهم ليعقوب (ع) وقد كان اجتماع يعقوب بولده في دار الدنيا فيكون أمير المؤمنين (ع) كذلك في الدنيا يجمعون له في رجعة (ع) وولده الأئمة الاحدى عشر وهم المنصوص على رجعتهم في احاديثهم الصحيحة الصريحة والعاقبة للمتقين وهم المتقون.

ومن كتاب تأويل ما نزل من القرآن في النبي وآله صلوات الله عليه وعليهم تأليف ابي عبد الله محمد بن العباس بن مروان وعلى هذا الكتاب خط السيد رضي الدين علي بن موسى بن طاوس ما صورته. قال النجاشي في كتاب الفهرست ما هذا لفظه محمد بن العباس ثقة ثقة في اصحابنا عين

٢٠٥

سديد له كتاب المقنع في الفقه وكتاب الدواجن وقال جماعة من اصحابنا انه لم يصنف في معناه مثله رواية علي بن موسى بن طاوس عن فخار بن معد العلوي وغيره عن شاذان بن جبرئيل عن رجاله ومنه قوله عزوجل ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت اعناقهم لها خاضعين).

حدثنا علي بن عبد الله بن اسد قال حدثني ابراهيم بن محمد قال حدثنا أحمد بن معمر الاسدي قال حدثنا محمد بن فضل عن الكلبي عن ابي صالح عن ابن عباس في قوله عزوجل ان نشأ ننزل عليهم من المساء آية (فظلت اعناقهم لها خاضعين) قال هذه نزلت فينا وفى بني امية يكون لنا عليهم دولة فتذل اعناقهم لنا بعد صعوبة وهو ان بعد عز.

حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا أحمد بن الحسن قال حدثنا ابي قال حدثنا حصين بن مخارق عن ابي الورد عن ابي جعفر عليه السلام في قوله ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية قال النداء من السماء باسم رجل واسم ابيه.

حدثنا الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن بعض اصحابنا عن ابي بصير عن ابى جعفر (ع) قال سألته عن قول الله عزوجل ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت اعناقهم لها خاضعين) قال تخضع لها رقاب بني امية قال ذلك بارز عند زوال الشمس قال وذاك على بن ابي طالب صلوات الله عليه يبرز عند زوال الشمس على رؤس الناس ساعة حتى يبرز وجهه يعرف الناس حسبه ونسبه ثم قال اما ان بني اميد ليختبين الرجل منهم إلى جنب شجرة فتقول هذا رجل من بني امية فاقتلوه.

حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن قال حدثنا عبد الله بن محمد الزيات قال حدثنا محمد يعني ابن الجنيد قال حدثنا مفضل بن صالح عن جابر عن ابي عبد الله الجدلي قال دخلت على علي (ع) يوما فقال انا دابة الارض.

حدثنا علي بن أحمد بن حاتم حدثنا اسماعيل بن اسحاق الراشدي حدثنا خالد بن مخلد حدثنا عبد الكريم بن يعقوب الجعفي عن جابر بن يزيد عن ابي عبد الله الجدلي قال دخلت على علي بن ابي طالب عليه السلام فقال

٢٠٦

الا احدثك ثلاثا قبل ان يدخل علي وعليك داخل انا عبد الله انا دابة الآرض صدقها وعدلها واخو نبيها انا عبد الله الا اخبرك بانف المهدي وعينه قال قلت نعم فضرب بيده إلى صدره فقال انا.

حدثنا محمد بن الحسن بن الصباح حدثنا الحسين بن الحسن القاشي حدثنا علي بن الحكم عن ابان بن عثمان عن عبد الرحمن بن سيابة عن ابي داود عن ابي عبد الله الجدلي قال دخلت على علي عليه السلام فقال احدثك بسبعة احاديث الا ان يدخل علينا داخل قال : قلت افعل جعلت فداك قال اتعرف انف المهدي وعينه قال : قلت انت يا أمير المؤمنين قال وحاجب الضلالة تبدو مخازيهما في اخر الزمان قال : قلت ظن والله يا امير المؤمنين انهما فلان وفلان فقال الدابة وما الدابة عدلها وصدقها وموقع بعثها والله مهلك من ظلمها وذكر الحديث.

حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثني الحسن السلمي حدثنا ايوب ابن نوح عن صفوان عن يعقوب يعني ابن شعيب عن عمران بن ميثم عن عباية قال اتى رجل أمير المؤمنين (ع) فقال حدثني عن الدابة فقال وما تريد منها قال احببت ان اعلم علمها قال هي دابة مؤمنة تقرأ القران وتؤمن بالرحمن وتأكل الطعام وتمشي في الاسواق.

حدثنا الحسين بن أحمد حدثنا محمد بن عيسى حدثنا صفوان بن يحيى عن يعقوب بن شعيب عن عمران بن ميثم عن عباية وذكر مثله وزاد في اخره قال من هو يا أمير المؤمنين قال هو علي ثكلت امك.

حدثنا اسحاق بن محمد بن مروان حدثنا ابي أخبرنا عبد الله بن الزبير القرشي حدثني يعقوب بن شعيب قال حدثني عمران بن ميثم ان عباية حدثه انه كان عند أمير المؤمنين (ع) يقول حدثني أخي انه ختم الف نبي واني ختمت الف وصي واني كلفت ما لم يكلفوا واني لا علم الف كلمة ما يعلمها غيري وغير محمد صلى الله عليه واله ما منها كلمة الا مفتاح الف باب بعد ما تعلمون منها كلمة واحدة غير انكم تقرؤن منها آية واحدة في

٢٠٧

القرآن (وإذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم ان الناس كانوا باياتنا لا يوقنون وما تدورنها من).

حدثنا أحمد بن ادريس حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا أحمد بن محمد بن اسحاق الحضرمي قال حدثنا أحمد بن مستنير حدثني جعفر بن عثمان وهو عمه قال حدثني صباح المزني ومحمد ابن كثير بن بشير بن عميرة الازدي قالا حدثنا عمران بن ميثم حدثني عباية بن ربعي قال كنت جالسا عند أمير المؤمنين (ع) خامس خمسة وذكر نحوه.

حدثنا الحسين بن اسماعيل القاضي حدثنا عبد الله بن ايوب المخزومي حدثنا يحيى بن ابى بكير حدثنا أبو حريز عن علي بن زيد بن جذعان عن خالد بن اوس ـ قال القاضي قال المخزومي ـ خالد بن اوس عن ابى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله تخرج دابة الارض ومعها عصى موسى وخاتم سليمان عليهما السلام تجلو وجه المؤمن بعصا موسى (ع) وتسم وجه الكافر بخاتم سليمان.

حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن الفقيه حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح حدثنا الحسين بن علوان عن سعد بن طريف عن الاصبغ بن نباته قال : دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام وهو يأكل خبزا وخلا وزيتا فقلت يا أمير المؤمنين (ع) قال الله عزوجل وإذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم فما هذه الدابة قال هي دابة تأكل خبزا وخلا وزيتا. حدثنا الحسين بن أحمد قال حدثنا الحسين بن عيسى حدثنا يونس ابن عبد الرحمن عن سماعة بن مهران عن الفضل بن الزبير عن الاصبغ ابن نباتة قال : قال لي معاوية يا معشر الشيعة تزعمون ان عليا دابة الارض فقلت نحن نقول اليهود تقوله فارسل إلى رأس الجالوت فقال ويحك تجدون دابة الارض عندكم فقال نعم فقال ما هي فقال رجل فقال اتدري ما اسمه قال نعم اسمه اليا قال فالتفت الي فقال ويحك يا اصبغ ما اقرب اليا من عليا. حدثنا الحسين بن احمد قال حدثنا محمد بن عيسى

٢٠٨

حدثنا يونس عن بعض اصحابه عن ابى بصير قال : قال أبو جعفر (ع) اي شئ يقول الناس في هذه الآية (وإذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم) فقال هو أمير المؤمنين (ع).

حدثنا محمد بن الحسن بن صباح حدثنا الحسين بن الحسن حدثنا علي بن الحكم عن ابان بن عثمان عن عبد الرحمن بن سيابة ويعقوب بن شعيب عن صالح بن ميثم قال : قلت لابي جعفر عليه السلام حدثني قال فقال اما سمعت الحديث من ابيك قلت لا كنت صغيرا قال قلت فاقول فان اصبت قلت نعم وان اخطأت رددتني عن الخطأ قال ما اشد شرطك قال : قلت فاقول فان اصبت سكت وان اخطأت رددتني قال : هذا اهون علي قلت تزعم ان عليا دابة الارض قال هه وذكر الحديث.

حدثنا أحمد بن ادريس حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى حدثنا الحسين ابن سعيد قال حدثنا الحسين بن بشار قال سألت أبا الحسن الرضا (ع) عن الدابة قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه الدابة.

حدثنا أحمد بن ادريس حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى حدثنا الحسين ابن سعيد عن علي بن الحكم عن مفضل بن صالح عن جابر عن مالك بن حمزة الرواسبي قال سمعت ابا ذر يقول علي (ع) دابة الارض.

حدثنا حميد بن زياد حدثنا عبيد الله بن أحمد بن نهيك حدثنا عيسى ابن هشام عن ابان عن عبد الرحمن بن سيابة عن صالح بن ميثم عن ابى جعفر (ع) قال : قلت له حدثني قال اليس قد سمعت الحديث من ابيك قلت هلك ابى وانا صبي قال : قلت فاقول فان اصبت قلت نعم وان اخطأت رددتني عن الخطأ قال هذا اهون قلت فاني ازعم ان عليا (ع) دابة الارض قال فسكت قال فقال أبو جعفر عليه السلام واراك والله ستقول ان عليا (ع) راجع الينا وقرأ ان الذي فرض عليك القرآن لرآدك إلى معاد قال : قلت والله لقد جعلتها فيما اريد ان اسألك عنها فنسيتها فقال أبو جعفر (ع) افلا اخبرك بما هو اعظم من هذا وما ارسلناك الا كافة

٢٠٩

للناس بشيرا ونذيرا لا تبقى ارض الا نودي فيها بشهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه واله واشار بيده إلى آفاق الارض.

حدثنا الحسين بن أحمد حدثنا محمد بن عيسى عن يونس عن ابراهيم ابن عبد الحميد عن ابان الاحمر رفعه إلى ابي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد فقال أبو جعفر (ع) ما احسب نبيكم صلى الله عليه واله الا سيطلع عليكم اطلاعة.

حدثنا جعفر بن محمد بن مالك حدثنا الحسن بن علي بن مروان حدثنا سعيد بن عمار عن ابي مروان قال سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عزوجل ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قال فقال لي لا والله لا تقضي الدنيا ولا تذهب حتى يجتمع رسول الله صلى الله عليه واله وعلي عليه السلام بالثوية فيلتقيان ويبنيان بالثوية مسجدا ، له اثنى عشر الف باب يعني موضعا بالكوفة.

حدثنا أحمد بن هوذة الباهلي قال حدثنا ابراهيم بن اسحاق النهاوندي حدثنا عبد الله بن حماد الانصاري عن ابي مريم الانصاري قال سألت أبا عبد الله وذكر مثله قوله (ولنذيقنهم من العذاب الادني دون العذاب الاكبر).

حدثنا الحسين بن محمد قال حدثنا محمد بن عيسى حدثنا يونس عن مفضل بن صالح عن زيد الشحام عن ابي عبد الله عليه السلام قال العذاب الادني دابة الارض. حدثنا الحسين حدثنا يونس عن رجل عن الحلبي عن ابى عبد الله (ع) قال العذاب الادني دابة الارض.

حدثنا هاشم بن خلف أبو محمد الدوري.

حدثنا ابراهيم بن اسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل حدثني ابي عن ابيه عن سلمة بن كهيل عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي (ص) قال في خطبة خطبها في حجة الوداع لا قتلن العمالقة في كتيبة فقال له جبرئيل (ع) أو علي قال أو علي بن ابي طالب (ع).

ومنه ايضا حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال حدثنا محمد بن القاسم بن

٢١٠

اسماعيل عن علي بن خالد العاقولي عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي عن سليمان بن خالد قال : قال أبو عبد الله عليه السلام يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قال الراجفة الحسين بن علي (ع) والرادفة علي بن ابي طالب (ع) واول من ينفض عن رأسه التراب الحسين بن علي (ع) في خمسة وسبعين الفا. وهو قوله عزوجل انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار.

محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عمن ذكره عن الحسن بن موسى الخشاب عن جعفر بن محمد عن كرام قال : قال أبو عبد الله عليه السلام لو كان الناس رجلين لكان احدهما الامام (ع).

وقال ان آخر من يموت الامام عليه السلام لئلا يحتج احد على الله انه تركه بغير حجة عليه.

المراد بالامام هنا الذي هو آخر من يموت الجنس لان الحجة تقوم على الخلق بمنذر أو هاد في الجملة دون المشار إليه صلى الله عليه على ما ورد عنهم صلوات الله عليهم فيما تقدم من ان الحسين بن علي (ع) هو الذي يغسل المهدي (ع) ويحكم بعده في الدنيا ما شاء الله.

ويجب على من يقر لآل محمد صلى الله عليه وعليهم بالامامة وفرض الطاعة ان يسلم إليهم فيما يقولون ولا يرد شيئا من حديثهم المروي عنهم إذا لم يخالف الكتاب والسنة المتفق عليهما ورجعتهم صلوات الله عليهم جاءت في الكتاب والسنة لاريب فيها والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله اجمعين.

محمد بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه عن علي بن أحمد بن موسى الدقاق عن محمد بن ابي عبد الله الكوفي عن موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن علي بن ابي حمزة عن ابيه عن ابي بصير قال : قلت للصادق عليه السلام يابن رسول الله سمعت من ابيك انه قال : يكون بعد القائم (ع) اثنى عشر اماما؟ فقال : قد قال اثنى عشر

٢١١

مهديا ولم يقل اثنى عشر اماما ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاننا ومعرفة حقنا.

اعلم هداك الله بهداه ان علم آل محمد ليس فيه اختلاف بل بعضه يصدق بعضا. وقد روينا احاديث عنهم صلوات الله عليهم جمة في رجعة الائمة الاثنى عشر فكأنه عليه السلام عرف من السائل الضعف عن احتمال هذا العلم الخاص الذي خص الله سبحانه من شاء من خاصته وتكرم به على من اراد من بريته كما قال سبحانه وتعالى ذلك فضل الله يوتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم فاوله بتأويل حسن بحيث لا يصعب عليه فينكر قلبه فيكفر. فقد روى في الحديث عنهم عليهم السلام ما كل ما يعلم يقال ولا كل ما يقال حان وقته ولا كل ما حان وقته حضر اهله.

وروى ايضا لا تقولوا الجبت والطاغوت وتقولوا الرجعة فان قالوا قد كنتم تقولون قولوا الآن لا نقول ، وهذا من باب التقية التي تعبد الله بها عباده في زمن الاوصياء.

في وجوب التقية في زمن حكام الجور

ومن كتاب البشارة للسيد رضي الدين علي بن طاوس وجدت في كتاب تأليف جعفر بن محمد بن مالك الكوفي باسناده إلى حمران بن اعين قال عمر الدنيا مائة الف سنة لسائر الناس عشرون الف سنة وثمانون الف سنة لآل محمد عليه وعليهم السلام قال السيد رضي الدين رحمه الله.

واعتقد انني وجدت في كتاب طاهر بن عبد الله أبسط من هذه الرواية.

ومن كتاب الغيبة لمحمد بن ابراهيم النعماني اخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان قال حدثنا يوسف بن كليب قال حدثنا الحسن بن علي بن ابي حمزة عن عاصم بن حميد الحناط عن ابي

٢١٢

حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام يقول لو قد خرج قائم آل محمد (ع) لينصره الله بالملائكة المسومين والمردفين والمنزلين والكروبين يكون جبرئيل (ع) امامه وميكائيل عن يمينه واسرافيل عن يساره والرعب مسيرة شهر امامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله والملائكة المقربون حذائه اول ما يبايعه محمد رسول الله (ص) وعلي صلوات الله عليه ، الثاني معه سيف مخترطه يفتح الله له الروم والصين والترك والديلم والسند والهند وكابل ساه والخزريا ابا حمزة لا يقوم القائم (ع) الا علي خوف شديد وزلازل وفتنة وبلاء يصيب الناس وطاعون قبل ذلك وسيف قاطع بين العرب واختلاف شديد بين الناس وتشتت في دينهم وتغير من حالهم حتى يتمنى المتمنى الموت صباحا ومساء من عظم ما يرى من كلب الناس وأكل بعضهم بعضا وخروجه إذا خرج عند الاياس والقنوط فيا طوبى لمن ادركه وكان من انصاره والويل كل الويل لمن ناواه وخالف امره وكان من اعدائه ثم قال يقوم بامر جديد وكتاب جديد وسنة جديدة وقضاء جديد على العرب شديد ليس شأنه الا القتل لا يستتيب احدا ولا تأخذه في الله لومة لائم.

من كتاب علل الشرايع للصدوق محمد مبن علي رحمه الله حدثنا محمد ابن ما جيلويه عن محمد بن ابي القاسم عمه عن أحمد بن ابي عبد الله عن ابيه عن محمد بن سليمان عن داود بن النعمان عن عبد الرحمن القصير قال : قال لي أبو جعفر (ع) اما لو قد قام قائمنا لقد ردت إليه الحميراء حتى يجلدها الحد وحتى ينتقم لابنة محمد (ع) فاطمة منها قلت جعلت فداك ولم يجلدها قال لفريتها على ام ابراهيم قلت فكيف اخره الله للقائم صلوات الله عليه فقال لان الله تبارك وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وآله رحمة للعالمين ويبعث القائم (ع) نقمة. ومن كتاب الغيبة للنغمانى اخبرنا أحمد بن محمد مبن سعيد بن عقدة قال حدثنا محمد بن المفضل بن ابراهيم بن قيس بن رمانة الاشعري وسعدان بن اسحاق بن سعيد وأحمد بن الحسين بن عبد الملك

٢١٣

الزيات ومحمد بن أحمد بن الحسين القطواني عن الحسن بن محبوب عن عمرو ابن ثابت عن جابر بن يزيد الجعفي قال سمعت أبا جعفر محمد بن على عليهما السلام يقول ليملكن رجل منا اهل البيت ثلثمائة سنة وتزداد تسعا قال : قلت له متى يكون ذلك فقال بعد موت القائم صلوات الله عليه فقلت وكم يقوم القائم في عالمه حتى يموت قال تسع عشرة سنة من يوم قيامه إلى يوم موته.

ومنه ايضا اخبرنا محمد بن همام قال حدثنا أحمد بن هابنداذ وعبد الله ابن جعفر الحميري قالا حدثنا أحمد بن هلال قال حدثني الحسن بن محبوب الزراد قال : قال لي الرضا عليه السلام يا حسن انه ستكون فتنه سماء صيلم يذهب فيها كل وليجة وبطانة وفى رواية اخرى يسقط فيها كل وليجة وبطانة وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي يحزن لفقده اهل الارض والسماء كم من مؤمن ومؤمنة متأسف متلهف حيران حزين لفقده ثم اطرق ثم رفع رأسه وقال بابى وامي سمي جدي وشبيهي وشبيه موسى ابن عمران عليه السلام عليه جلابيت النور وتتوقد من شعاع ضياء القدس كأني بهم آيس ما كانوا قد نودوا نداء يسمعه من بالبعد كما يسمعه من بالقرب يكون رحمة على المؤمنين وعذابا على الكافرين قلت بابى وامي أنت ما ذلك النداء قال ثلاثة اصوات في رجب اولها الا لعنة الله على الظالمين. والثاني ازفت الازفة يا معشر المؤمنين ، والثالث يرون بدنا بارزا مع قرن الشمس ، قد مضى فيما تقدم من الروايات انه مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه الذي يراه الخلق بارزا مع الشمس في غير حديث والحمد لله على ما هداه وما بكم من نعمة فمن الله.

[تتمة ما تقدم من أحاديث الذر]

من كتاب علل الشرايع تأليف محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب عن جعفر بن بشير عن الحسين بن ابى العلا عن حبيب قال حدثني الثقة عن ابى عبد الله (ع) قال ان الله تبارك وتعالى اخذ ميثاق

٢١٤

العباد وهم اظلة قبل الميلاد فما تعارف من الارواح ايتلف وما تناكر منها اختلف

وبهذا الاسناد عن حبيب عمن رواه عن ابى عبد الله عليه السلام قال ما تقولون في الارواح انها جنود مجندة فما تعارف منها ايتلف وما تناكر منها اختلف قال : فقلت انا لنقول ذلك قال فانه كذلك ان الله عزوجل اخذ من العباد ميثاقهم وهم اظلة قبل الميلاد وهو قوله عزوجل (واذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم) إلى آخر الآية فمن اقر له يومئذ جاءت الفته ههنا ومن انكره يومئذ جاء خلافه ههنا. ومنه ابى رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب ابن يزيد عن محمد بن ابى عمير عن ابن اذينة عن ابى عبد الله عليه السلام قال كنا عنده فذكر رجل من اصحابنا فقلنا فيه حدة فقال من علامة المؤمن ان تكون فيه حدة قال فقلنا له ان عامة من اصحابنا فيهم حدة فقال (ع) ان الله تبارك وتعالى في وقت ماذراهم امر اصحاب اليمين وهم انتم ان يدخلوا النار فدخلوها فأصابهم وهجها فالحدة من مذلك الوهج وامر اصحاب الشمال وهم مخالفوكم ان يدخلوا النار فلم يدخلوها فمن ثم لهم سمت ولهم وقار. ومنه ابى رحمه الله عن سعد بن عبد الله عن محمد ابن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله عزوجل (واذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربك قالوا بلى) قال ثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه يوما ولولا ذلك لم يدر احد من خالقه ولا من رازقه.

ومنه حدثنا محمد بن موسى المتوكل قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الرحمن بن كثير عن داود الرقي عن ابى عبد الله (ع) قال لما اراد الله ان يخلق الخلق خلقهم ونشرهم بين يديه ثم قال لهم من ربكم فاول من نطق رسول الله (ص) وامير المؤمنين عليه السلام والائمة صلوات الله عليهم اجمعين فقالوا أنت ربنا

٢١٥

فحملهم العلم والدين ثم قال الملائكة هؤلاء حملة ديني وعلمي وامنائي في خلقي وهم المسئولون ثم قال لبني آدم اقروا لله بالربوبية ولهؤلاء النفر بالطاعة والولاية فقالوا نعم ربنا اقررنا فقال الله جل جلاله للملائكة اشهدوا فقال الملائكة شهدنا على ان لا يقولوا غدا انا كنا عن هذا غافلين أو يقولوا انما اشرك اباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم افتهلكنا بما فعل المبطلون يا داود ولايتنا مؤكدة عليهم في الميثاق.

ومنه ابى رحمه الله عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن محمد ابن اسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن عبد الله بن محمد الجعفي وعقبة جميعا عن ابى جعفر (ع) قال ان الله عزوجل خلق الخلق فخلق من احب مما احب وكان ما احب ان خلقه من طينة الجنة وخلق من ابغض مما ابغض وكان ما ابغض ان خلقه من طينة النار ثم بعثهم في الظلال فقلت وأي شئ الظلال فقال الم تر إلى ظلك في الشمس شئ وليس بشئ ثم بعث فيهم النبيين فدعوهم إلى الاقرار بالله وهو قوله تعالى ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ثم دعوهم إلى الاقرار بالنبيين فانكر بعض واقر بعض ثم دعوهم إلى ولايتنا فافر بها والله من احب وانكرها من ابغض وهو قوله عزوجل (فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل) ثم قال أبو جعفر (ع) كان التكذيب ثم.

ومنه حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا أبو العباس القطان قال حدثنا محمد بن اسماعيل البرمكي قال حدثنا عبد الله بن داهر قال حدثني ابى عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال : قلت لابي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام لم صار أمير المؤمنين (ع) علي بن ابي طالب قسيم الجنة والنار قال لان حبه ايمان وبغضه كفر وانما خلقت الجنة لاهل الايمان وخلقت النار لاهل الكفر فهو عليه السلام قسيم الجنة والنار لهذه العلة فالجنة لا يدخلها الا اهل محبته والنار لا يدخلها الا اهل بغضه قال المفضل فقلت يابن رسول الله

٢١٦

فالانبياء والاوصياء كانوا يحبونه واعداؤهم كانوا يبغضونه فقال نعم فقلت فكيف ذلك قال اما علمت ان النبي صلى الله عليه واله قال يوم خيبر لا عطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ما يرجع حتى يفتح الله على يديه فدفع الراية إلى علي عليه السلام ففتح الله على يديه قلت بلى قال اما علمت ان رسول الله صلى الله عليه واله لما اوتي بالطاير المشوي قال اللهم أتني باحب خلقك اليك والي يأكل معي من هذا الطاير وعني به عليا عليه السلام قلت بلى قال فهل يجوز ان لا يحب انبياء الله ورسله واوصيائهم رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله فقلت له لا قال فهل يجوز ان يكون المؤمنون من اممهم لا يحبون حبيب الله وحبيب رسوله وانبيائه عليهم السلام قلت لا قال فقد ثبت ان جميع انبياء الله ورسله وجميع المؤمنين كانوا لعلى بن ابي طالب (ع) محبين وثبت ان اعدائهم والمخالفين لهم كانوا لهم ولجميع اهل محبتهم مبغضين قلت نعم قال فلا يدخل الجنة الا من احبه من الاولين والآخرين ولا يدخل النار الا من ابغضه من الاولين والآخرين فهو إذا قسيم الجنة والنار.

قال المفضل بن عمر فقلت له يابن رسول الله فرجت عني فرج الله عنك فزدني مما علمك الله قال سل يا مفضل فقلت يابن رسول الله فعلي بن ابي طالب عليه السلام يدخل محبيه الجنة ومبغضيه النار أو رضوان ومالك فقال له يا مفضل اما علمت ان الله تبارك وتعالى بعث رسوله (ص) وهو روح إلى الانبياء عليهم السلام وهم ارواح قبل خلق الخلق بالفي عالم قلت بلى قال اما علمت انه دعاهم إلى توحيد الله وطاعته واتباع امره ووعدهم الجنة على ذلك واوعد من خالف مما اجابوا إليه وانكره النار قلت بلى قال افليس النبي صلى الله عليه واله ضامنا لما وعدو أوعد عن ربه عزوجل قلت بلى قال اوليس علي بن ابي طالب عليه الصلوة والسلام خليفته وامام امته قلت بلى قال أو ليس رضوان ومالك من جملة الملائكة المستغفرين لشيعته الناجين بمحبته قلت بلى قال فعلي بن ابي طالب اذن قسيم الجنة

٢١٧

والنار عن رسول الله صلى الله عليه واله ورضوان ومالك صادران عن امره بامر الله تبارك وتعالى يا مفضل خذ هذا فانه من مخزون العلم ومكنونه لا تخرجه الا إلى اهله.

ومنه حدنا محمد بن علي ما جيلويه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن الحسين عن محمد بن صالح بن عقبة عن يزيد بن عبد الملك عن ابي جعفر (ع) قال لما ولدت فاطمة عليها السلام اوحى الله عزوجل إلى مالك فانطق به لسان محمد (ص) وسماها فاطمة ثم قال اني فطمتك بالعلم وفطمتك عن الطمث ثم قال أبو جعفر (ع) والله لقد فطمها الله تبارك وتعالى بالعلم وعن الطمث بالميثاق.

ومنه ابي رضي الله عنه عن علي بن ابراهيم بن هاشم عن ابيه عن محمد ابن ابي عمير عن حماد بن عثمان عن عبد الله بن علي الحلبي عن ابي عبد الله عليه السلام قال سألته لم يستلم الحجر قال لان مواثيق الخلايق فيه. وفي حديث اخر قال لان الله عزوجل لما اخذ مواثيق العباد امر الحجر فالتقمها فهو يشهد لمن وافاه بالموافاة.

ومنه حدثنا علي بن أحمد بن محمد رحمه الله عن محمد بن ابي عبد الله الكوفي عن محمد بن اسماعيل البرمكي عن علي بن العباس عن القاسم بن الربيع الصحاف عن محمد بن سنان ان أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام كتب إليه فيما كتب إليه من جواب مسائله علة استلام الحجر ان الله تبارك وتعالى لما اخذ مواثيق بني آدم التقمه الحجر فمن ثم كلف الناس تعاهد ذلك الميثاق ومن ثم يقال عند الحجر اما نتي اديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة. ومنه قول سلمان رحمه الله ليجيئن الحجر يوم القيامة مثل ابي قبيس له لسان وشفتان يشهد لمن وافاه بالموافاة.

ومنه حدثنا ابي رضى الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد ابن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن سنان عن ابي عبد الله (ع) قال لما امر الله عزوجل ابراهيم واسماعيل عليهما السلام.

٢١٨

ببناء البيت وتم بناه امره ان يصعد ركنا منه ثم ينادي في الناس الا هلم الحج فلو نادى هلموا إلى الحج لم يحج الا من كان يومئذ انسيا مخلوقا ولكن نادى هلم الحج فلبا الناس في اصلاب الرجال لبيك داعي الله لبيك داعي الله فمن لي عشرا حج عشرا ومن لي خمسا حج خمسا ومن لي اكثر حج بعدد ذلك ومن لبي واحدا حج واحدا ومن لم يلب لم يحج.

ومنه حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز عن ابي بصير وزرارة ومحمد بن مسلم كلهم عن ابي عبد الله (ع) قال ان الله عزوجل خلق الحجر الاسود ثم اخذ الميثاق على العباد ثم قال للحجر التقمه والمؤمنون يتعاهدون ميثاقهم.

ومنه حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى بن عبيد عن زياد القندي عن عبد الله بن سنان قال بينا نحن في الطواف إذ مر رجل من آل عمر فاخذ بيده رجل فاستلم الحجر فانتهره واغلظ له وقال له بطل حجك ان الذي تستلمه حجر لا يضر ولا ينفع فقلت لابي عبد الله (ع) جعلت فداك اما سمعت قول العمري لهذا الذي استلم الحجر فأصابه ما اصابه فقال وما الذي قال له قلت قال له يا عبد الله بطل حجك انما هو حجر لا يضر ولا ينفع فقال أبو عبد الله (ع) كذب ثم كذب ثم كذب ان للحجر لسانا ذلقا يوم القيامة يشهد لمن وافاه بالموافاة ثم قال ان الله تبارك وتعالى لما خلق السموات والارض خلق بحرين بحرا عذبا وبحر اجاجا لخق تربة آدم (ع) من البحر العذب وسن عليها من البحر الاجاح ثم جبل آدم فعركه عرك الاديم فتركه ما شاء الله فلما اراد ان ينفخ فيه الروح اقامه شبحا فقبض قبضة من كتفه الايمن فخرجوا كالذر فقال هؤلاء إلى الجنة وقبض قبضة من كتفه الا يسر وقال هؤلاء إلى النار فانطق الله تعالى اصحاب اليمين واصحاب اليسار فقال اصحاب اليسار يا رب لم خلقت لنا النار ولم يثبت لنا ذنب ولم تبعث الينا

٢١٩

رسولا فقال الله عزوجل لهم ذلك لعلمي بما انتم صايرون إليه واني سأبليكم فامر الله عزوجل النار فاستعرت ثم قال لهم اتقحموا جميعا في النار فاني اجعلها عليكم بردا وسلاما فقالوا يا رب انما سألناك لاي شئ جعلتها لنا هربا منها ولو امرت اصحاب اليمين ما دخلوها فامر الله عزوجل فاستعرت ثم قال لاصحاب اليمين تقحموا جميعا في النار فتقحموا جميعا فكانت عليهم بردا وسلاما فقال لهم جميعا الست بربكم قال اصحاب اليمين بلى طوعا وقال اصحاب الشمال بلى كرها فاخذ منهم جميعا ميثاقهم واشهدهم على انفسهم. قال وكان الحجر في الجنة فاخرجه الله عزوجل فالتقم الميثاق من الخلق كلهم فذلك قوله عزوجل (وله اسلم من في السموات والارض طوعا وكرها إليه ترجعون) فلما اسكن الله عزوجل آدم (ع) الجنة وعصى اهبط الله عزوجل الحجر فجعله في ركن بيته واهبط آدم على الصفا فمكث ما شاء الله ثم راه في البيت فعرفه وعرف ميثاقه وذكره فجاء إليه مسرعا فاكب عليه وبكى عليه اربعين صباحا تايبا من خطيئته نادما على نقضه ميثاقه قال فمن أجل ذلك امرتم ان تقولوا إذا استلتم الحجر امانتي اديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة يوم القيامة.

ومنه ابي رحمه الله قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد قال حدثنا موسى بن عمر عن ابن سنان عن ابي سعيد القماط عن بكر بن اعين قال سألت أبا عبد الله (ع) لاي علة وضع الله الحجر في الركن الذي هو فيه ولم يوضع في غيره ولاي علقة يقبل ولاي علة اخرج من الجنة ولاي علة وضع فيه مواثيق العباد والعهد ولم توضع في غيره وكيف السبب في ذلك فخبرني جعلت فداك فان تفكري فيه فافهم لعجب قال فقال سألت وأعضلت في المسألة واستقصيت فافهم وفرغ قلبك واضع سمعك اخبرك ان شاء الله تعالى ان الله تبارك وتعالى وضع الحجر الاسود وهو جوهرة اخرجت من الجنة إلى آدم (ع) فوضعت في ذلك الركن لعلة الميثاق وذلك انه لما اخذ من بني آدم من ظهورهم ذريتهم حين اخذ الله

٢٢٠