مختصر بصائر الدّرجات

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي

مختصر بصائر الدّرجات

المؤلف:

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات المطبعة الحيدرية
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٢٨

من ظهورهم) الاية قال اخرج من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيامة فخرجوا كالذر فعرفهم واراهم نفسه ولولا ذلك لم يعرف احد ربه وقال : قال رسول الله صلى الله عليه واله كل مولود يولد على الفطرة يعني على المعرفة بان الله عزوجل خالقه فذلك قوله (ولئن سألتهم من خلق السموات والارض ليقولن الله).

ومن كتاب ابي جعفر محمد بن علي الشلمغاني باسناده إلى ابي هاشم قال كنت عند ابي محمد عليه السلام يعني العسكري فسأله محمد بن صالح الارمني عن قول الله عزوجل (واذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا) فقال أبو محمد (ع) ثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه ولولا ذلك لم يدر احد من خالقه ولا من رازقه، وبالاسناد إلى ابي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قال اخبرنا عدة من اصحابنا عن محمد بن علي بن الحسين عن ابيه ومحمد بن الحسن عن سعد بن عبد الله عن المعلى بن محمد البصري قال حدثنا أبو الفضل المدنى عن ابي مريم الانصاري عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه واله قال سمعته يقول ان العبد إذا ادخل حفرته اتاه ملكان اسمهما منكر ونكير فاول ما يسألانه عن ربه ثم عن نبيه ثم عن وليه فان اجاب نجى وان لم يجب عذباه فقال له رجل فما حال من عرف ربه ونبيه ولم يعرف وليه فقال مذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا فذلك لا سبيل له.

وقد قيل للنبي صلى الله عليه واله من الولي يا نبي الله قال وليكم في هذا الزمان علي عليه السلام ومن بعده وصيه ولكل زمان عالم يحتج الله به لئلا يكون كما يقول الضلال قبلهم حين فارقتهم انبيائهم ربنا لولا ارسلت الينا رسولا فنتبع آياتك من قبل ان نذل ويحزى بما كان من ضلالتهم وهي جهالتهم بالآيات وهم الاوصياء فأجابهم الله عز وجل (قل تربصوا فستعلمون من اصحاب الصراط السوي ومن اهتدى وانما كان تربصهم ان قالوا

١٦١

نحن في سعة عن معرفة الأوصياء حتى نعرف اماما فعيرهم الله بذلك فالاوصياء هم اصحاب الصراط وقوفا عليه لا يدخل الجنة الا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار الا من انكرهم وانكروه لانهم عرفاء الله عرفهم عليهم عند اخذه المواثيق عليهم ووصفهم في كتابه فقال عز وجل وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم وهم الشهداء على اوليائهم والنبي (ص) الشهيد عليهم اخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة وأخذ النبي صلى الله عليه واله عليهم المواثيق بالطاعة فجرت نبوته عليهم وذلك قول الله عزوجل فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يومئذ يود الذين كفروا وعصو الرسول لو تسوي بهم الارض ولا يكتمون الله حديثا.

ورويت بالطريق المذكور عن محمد بن الحسن الصفار رحمه الله عن محمد ابن الحسين عن محمد بن الهيثم عن ابيه عن ابي حمزة الثمالي عن ابي جعفر (ع) قال : سمعته يقول ان حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله الا ثلاث نبي مرسل أو ملك مقرب أو مؤمن امتحن الله قلبه للايمان ثم قال يا أبا حمزة الاثري انه اختار لامرنا من الملائكة المقربين ومن النبيين المرسلين ومن المؤمنين الممتحنين، محمد بن الحسن الصفار عن ابراهيم بن هاشم عن ابي عبد الله البرقي عن ابن سنان أو غيره يرفعه إلى ابي عبد الله (ع) قال ان حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله الا صدور منيرة وقلوب سليمة واخلاق حسنة ان الله تعالى اخذ من شيعتنا الميثاق كما اخذ على بني آدم حيث يقول عزوجل (واذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم) قالوا بلى فمن وفي لنا وفي الله له بالجنة ومن ابغضنا ولم يؤد الينا حقنا ففى النار خالدا مخلدا.

وبالاسناد عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن داود العجلي عن زرارة عن حمران عن ابي جعفر (ع) قال ان الله عزوجل حيث خلق الخلق خلق ماء عذبا وماء مالحا اجاجا فامتزج الماآن فاخذ طينا من اديم الارض فعركه عركا شديدا فقال لا صحاب

١٦٢

اليمين وهم كالذر يدبون إلى الجنة بسلام وقال لا صحاب الشمال وهم كالذر يدبون إلى النار ولا ابالي ثم قال الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين ثم أخذ الميثاق على النبيين فقال الست بربكم قال وان هذا ثم محمدا رسول الله وعليا أمير المؤمنين قالوا بلى فثبتت لهم النبوة واخذ الميثاق على اولي العزم الا اني ربكم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين واوصياؤه ومن بعده ولاة امري وخزان علمي وان المهدي انتصر به لديني واظهر به دولتي وانتقم به من اعدائي واعبد به طوعا وكرها قالوا اقررنا يا رب وشهدنا ولم يجحد آدم ولم يقر فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي ولم يكن لآدم عزم على الاقرار به وهو قوله عزوجل ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ـ قالا انما يعني فترك ـ ثم امر نارا فأججت فقال لا صحاب الشمال ادخلوها فهابوها وقال لا صحاب اليمين ادخلوها فدخلوها فكانت عليهم بردا وسلاما فقال اصحاب الشمال يا رب أقلنا فقال اقلتكم اذهبوا فادخلوها فهابوها فثم ثبتت الطاعة والمعصية والولاية.

محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد عن الحسن بن موسى عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن ابي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل (واذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم قال اخرج الله من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيامة) وهم كالذر فعرفهم نفسه ولولا ذلك لم يعرف احد ربه وقال الست بربكم قالوا بلى وان هذا محمدا رسول الله (ص) وعليا أمير المؤمنين (ع).

محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى عن سليمان بن جعفر الجعفري قال كنت عند ابي الحسن عليه السلام فقال يا سليمان اتق فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله فسكت حتى اصبت خلوة فقلت جعلت فداك سمعتك تقول اتق فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله قال نعم يا سليمان ان الله خلق المؤمنين من نوره وصبغهم في رحمته واخذ ميثاقهم لنا بالولاية فالمؤمن اخو المؤمن

١٦٣

لابيه وأمه ابوه النور وامه الرحمة وانما ينظر بذلك النور الذي خلق منه.

محمد بن الحسن الصفار عن الحسن بن علي عن ابراهيم عن محمد بن سليمان عن ابيه عن ابى عبد الله (ع) قال ان الله عز وجل جعل لنا شيعة فجعلهم من نوره وصبغهم في رحمته واخذ ميثاقهم لنا بالولاية على معرفته يوم عرفهم نفسه فهو المتقبل من محسنهم والمتجاوز عن مسيئهم من لم يلق الله بما هو عليه لم يتقبل منه حسنة ولم يتجاوز عنه سيئة.

محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين عن محمد بن اسماعيل عن صالح بن عقبة عن عبد الله بن محمد الجعفي عن ابي جعفر عليه السلام قال ان الله عزوجل خلق الخلق فخلق من احب مما احب وكان ما احب ان يخلقه من طينة الجنة وخلق من ابغض مما ابغض وكان ما ابغض ان يخلقه من طينة النار ثم بعثهم في الضلال قال قلت اي شئ الضلال قال الم تر ظلك في الشمس شئ وليس بشئ ثم بعث فيهم النبيين يدعونهم إلى الاقرار بالله وهو قوله (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله) ثم دعاهم إلى الاقرار بالنبيين فاقر بعضهم أو نكر بعضهم ثم دعاهم إلى ولايتنا فاقر بها والله من احب وانكرها من ابغض وهو قوله تعالى (فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل) ثم قال أبو جعفر (ع) كان التكذيب ثم.

محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن الحسين بن نعيم الصحاف قال سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله تبارك وتعالى فمنكم مؤمن ومنكم كافر قال عرف الله والله ايمانهم بولايتنا وكفرهم بها يوم اخذ الله عليهم الميثاق في صلب آدم وهم ذر.

محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد ويعقوب بن يزيد عن الحسن ابن علي بن فضال عن ابى جميلة عن محمد الحلبي عن ابي عبد الله (ع) قال ان رسول الله (ص) قال ان الله تبارك وتعالى مثل لي امتي في الطين وعلمني اسمائهم كلها كما علم آدم الاسماء كلها فمر بي اصحاب الرايات فاستغفرت لعلي (ع) وشيعته ان ربى وعدني في شيعة على (ع) خصلة

١٦٤

قيل يا رسول الله صلى الله عليه واله وما هي قال المغفرة لمن آمن منهم واتقي لا يغادر منهم صغيرة ولا كبيرة ولهم تبدل السيات حسنات.

محمد بن الحسن الصفار عن الحسن بن محبوب عن صالح بن سهل عن ابى عبد الله (ع) ان بعض قريش قال يا رسول الله باي شئ سبقت الانبياء وانت بعثت اخرهم وخاتمهم قال انى كنت اول من آمن بربي واول من اجاب حيث اخذ الله ميثاق النبيين واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى وكنت انا اولى نبي قال بلي فسبقتهم بالاقرار بالله.

محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد والحسن بن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن عبد الرحيم القصير عن ابى جعفر (ع) قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله ان امتي عرضت علي عند الميثاق فكان اول من آمن بى وصدقني علي وكان اول من آمن بى وصدقني حيث بعثت فهو الصديق الاكبر.

محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين عن عبد الله بن جبلة عن معاوية بن عمار عن جعفر عن ابيه عن جده عليهم السلام قال : قال رسول الله (ص) يا علي لقد مثلت لي امتي في الطين حتى رأيت صغيرهم وكبيرهم ارواحا قبل ان يخلق الاجساد وانى مررت بك وبشيعتك فاستغفرت لكم فقال علي (ع) يا نبي الله زدنى فيهم قال نعم يا علي تخرج أنت وشيعتك من قبوركم ووجوهكم كالقمر ليلة البدر قد فرجت عنكم الشدايد وذهبت عنكم الاحزان تستظلون تحت العرش يخاف الناس ولا تخافون ويحزن الناس ولا تحزنون وتوضع لكم مائدة والناس في الحساب.

محمد بن الحسن الصفار عن بعض اصحابنا عن محمد بن الحسين عن علي ابن اسباط عن علي بن معمر عن ابيه قال سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عز وجل هذا نذير من النذر الاولى قال يعني محمدا (ص) حيث دعاهم إلى الاقرار بالله في الذر الاول.

محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن

١٦٥

صالح بن سهل عن ابي عبد الله (ع) ان رجلا جاء إلى أمير المؤمنين (ع) وهو مع اصحابه فسلم عليه ثم قال انا والله احبك واتولاك فقال له أمير المؤمنين كذبت ما أنت كما قلت ويلك ان الله تعالى خلق الارواح قبل الابدان بالفى عام ثم عرض علينا المحب لنا فوالله ما رأيت روحك فيمن عرض علينا فاين كنت قال فسكت الرجل عند ذلك ولم يراجعه.

محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن آدم ابى الحسين عن اسماعيل بن ابى حمزة عمن حدثه عن ابى عبد الله (ع) قال جاء رجل إلى أمير المؤمنين (ع) فقال يا أمير المؤمنين والله اني لا حبك فقال له كذبت فقال له الرجل سبحان الله كأنك تعرف ما في نفسي قل فغضب أمير المؤمنين (ع) وكان يخرج منه الحديث العظيم عند الغضب قال فرفع يده إلى السماء وقال كيف لا يكون ذلك وهو ربنا تبارك وتعالى خلق الارواح قبل الابدان بالفي عام ثم عرض علينا المحب من المبغض فوالله ما رأيتك فيمن احبنا فاين كنت.

محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين جميعا عن الحسن بن محبوب عن علي بن رياب عن بكير بن اعين قال كان أبو جعفر (ع) يقول ان الله تعالى اخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذر يوم اخذ الميثاق على الذر بالاقرار له بالربوبية ولمحمد صلى الله عليه واله بالنبوة وعرض الله عزوجل على محمد امته في الطين وهم اظلة وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم وخلق الله ارواح شيعتنا قبل ابدانهم بالفي عام وعرضهم عليه وعرفهم رسول الله (ص) وعرفهم عليا عليه السلام ونحن نعرفهم في لحن القول، محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن حماد الكوفي عن ابيه عن نصر بن مزاحم عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابي عبد الله عليه السلام قال ان الله تعالى اخذ ميثاق شيعتنا من صلب آدم فنعرف بذلك حب المحب وان اظهر خلاف ذلك بلسانه ونعرف بغض المبغض وان اظهر حبنا اهل البيت، علي بن ابراهيم بن هاشم عن ابيه عن النضر بن سويد

١٦٦

عن يحيى الحلبي عن ابن سنان في قوله سبحانه واذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى قال أبو عبد الله (ع) اول من سبق الي بلي رسول الله (ص) وذلك انه كان اقرب الخلق إلى الله تبارك وتعالى وكان بالمكان الذي قال له جبرئيل لما اسري به إلى السماء تقدم يا محمد فقد وطئت موطأ لم يطأه ملك مقرب ولا نبي مرسل ولولا ان روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لما قدر ان يبلغه فكان من الله عز وجل كما قال الله تعالى قاب قوسين أو ادنى اي بل ادنى فلما خرج الامر من الله تعالى وقع إلى اوليائه عليهم السلام قال الصادق عليه السلام كان الميثاق ماخوذا عليهم لله بالربوبية ولرسوله بالنبوة ولأمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام بالامامة فقال الست بربكم ومحمد نبيكم وعلي امامكم والأئمة الهادون أئمتكم فقالوا بلى فقال الله تعالى ان تقولوا يوم القيامة اي لئلا تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين فاول ما اخذ الله عزوجل الميثاق على الانبياء له بالربوبية وهو قوله واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم فذكر جملة الانبياء ثم ابرز افضلهم بالاسامي فقال ومنك يا محمد فقدم محمدا (ص) ولانه افضلهم من نوح وابراهيم وموسى وعيسى بن مريم فهؤلاء الخمسة افضل الانبياء ورسول الله (ص) افضلهم ثم اخذ بعد ذلك ميثاق رسول الله (ص) على الانبياء بالايمان به وعلى ان ينصروا أمير المؤمنين (ع) فقال واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم يعني رسول الله (ص) لتؤمنن به ولتنصرنه يعني أمير المؤمنين صلوات الله عليه تخبروا انكم بخبره وخبر وليه من الأئمة.

علي بن ابراهيم بن هاشم عن ابيه عن محمد بن ابي عمير عن عبد الله ابن مسكان عن ابى عبد الله (ع) وعن ابى بصير عن ابى جعفر (ع) في قوله لتؤمنن به ولتنصرنه قال ما بعث الله نبيا من لدن آدم فهلم جرا الا ويرجع إلى الدنيا فيقاتل وينصر رسول الله صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين (ص) ثم اخذ ايضا ميثاق الانبياء على رسول الله (ص)

١٦٧

فقال قل يا محمد امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتى موسى وعيسى وما اوتى النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون.

علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن ابن مسكان عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله واذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى قلت معاينة كان هذا قال نعم فثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه ولولا ذلك لم يدر احد من خالقه ورازقه فمنهم من اقر بلسانه في الذر ولم يؤمن بقلبه فقال الله تعالى فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل.

علي بن ابراهيم عن علي بن الحسين عن أحمد بن ابى عبد الله عن محمد ابن علي عن بن اسباط عن علي بن معمر عن ابيه قال سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عز وجل هذا نذير من النذر الاولى قال ان الله تبارك وتعالى لما ذرأ الخلق في الذر الاول فأقامهم صفوفا قد امه بعث الله محمدا (ص) فآمن به قوم وانكره قوم فقال الله هذا نذير من النذر الاولى يعنى به محمدا صلى الله عليه واله حيث دعاهم إلى الله عزوجل في الذر الاول.

علي بن ابراهيم قال حدثنا علي بن الحسين عن أحمد بن ابى عبد الله عن ابن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحاف قال سألت الصادق (ع) عن قوله فمنكم كافر ومنكم مؤمن قال عرف الله عز وجل ايمانهم بولايتنا وكفرهم بتركها يوم اخذ عليهم الميثاق وهم ذر في صلب آدم (ع).

علي بن ابراهيم قال اخبرنا أحمد بن ادريس قال حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القسم بن سليمان عن جابر قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في هذه الآية (وان لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا) يعني من جرى فيه شئ من شرك الشيطان على الطريقة يعني على الولاية في الاصل عند الاظلة حين اخذ الله ميثاق ذرية آدم اسقيناهم ماء غدقا يعنى لكنا وضعنا اظلتهم في الماء الفرات العذب.

١٦٨

علي بن ابراهيم في قوله سبحانه وتعالى ونقلب افئدتهم وابصارهم قال : قال علي بن ابي طالب عليه السلام ان اول ما تغلبون عليه من الجهاد بايديكم ثم الجهاد بالسنتكم ثم الجهاد بقلوبكم فمن لم يعرف قلبه معروفا ولم ينكر منكرا انتكس قلبه فصار اسفله اعلاه فلم يقبل خيرا ابدا كما لم يؤمنوا به اول مرة يعني في الذر والميثاق.

من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان مؤمن الطاق عن سلام عن ابي جعفر (ع) في قول الله عزوجل مخلقة وغير مخلقة قال المخلقة الذر الذين خلقهم الله من صلب آدم وحوا واخذ عليهم الميثاق ثم اجراهم في اصلاب الرجال وارحام النساء وهم الذين يخرجون إلى الدنيا حتى يسألوا عن الميثاق.

واما قوله وغير مخلقة فهو كل نسمة لم يخلقهم الله من صلب آدم (ع) حين خلق الذر واخذ عليهم الميثاق ومنهم النطف من العزل والسقط قبل ان ينفخ فيه روح الحياة والبقاء وما يموت في بطن امه قبل الاربعة اشهر وهم الذين لم ينفخ فيهم روح الحياة والبقاء قال فهؤلاء قال الله عزوجل وغير مختلفة وهم الذين لا يسألون عن الميثاق وانما هم خلق بد الله فيهم فخلقهم في الاصلاب والارحام.

الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن ابي بصير قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول واذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى قال ثم اخذ عليهم بعد التصديق والايمان لانبيائه لكل رسول يأتيهم مصدقا لما معهم ليؤمنن به ولينصرنه.

الحسن بن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحاف قال سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عز وجل فمنكم كافر ومنكم مؤمن قال فقال عرف الله ايمانهم بولايتنا وكفرهم بها يوم اخذ عليهم الميثاق في صلب آدم وهم ذر.

الحسن بن محبوب عن داود قال سألت أبا عبد الله عليه السلام ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم قال ان الله تعالى قد علم

١٦٩

بما هو مكونه قبل ان يكونه وهم ذر وعلم من يجاهد ومن لا يجاهد كما علم انه يميت خلقه قبل ان يميتهم ولم يرهم موتى وهم احياء.

الحسن بن محبوب عن صالح بن سهل عن ابي عبد الله عليه السلام قال ان بعض قريش قال لرسول الله (ص) باي شئ سبقت الانبياء وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم فقال اني كنت اول من آمن بربي واول من اجاب حيث اخذ الله ميثاق النبيين عليهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى فكنت انا اول نبي قال بلى فسبقتهم إلى الاقرار بالله عزوجل.

محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رحمه الله عن علي ابن أحمد بن موسى عن حمزة بن القاسم العلوي قال حدثنا محمد بن عبد الله ابن عمران البرقي قال حدثنا محمد بن علي الهمداني عن علي بن ابي حمزة عن ابيه عن ابي عبد الله (ع) وابي الحسن (ع) قالا لو قد قام القائم (ع) لحكم بثلاث لم يحكم بها احد قبله يقتل الشيخ الزاني ويقتل مانع الزكاة ويورث الاخ اخاه في الاظلة.

وبالاسناد الاول عن محمد بن يعقوب عن محمد بن الحسن وعلي بن محمد عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن بكير بن اعين قال كان أبو جعفر (ع) يقول ان الله عزوجل اخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لناوهم ذر يوم اخذ الميثاق على الذر والاقرار له بالربوبية ولمحمد (ص) بالنبوة.

محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن ابي عبيدة وزرارة جميعا عن ابي جعفر (ع) في حديث طويل يذكر فيه تحاكم مولانا زين العابدين (ع) ومحمد ابن الحنفية إلى الحجر الاسود لما قال محمد لعلي بن الحسين لا تنازعني الامامة فاني اولى بها منك وكانا يومئذ بمكة فانطلقا حتى اتيا الحجر فقال علي بن الحسين (ع) لمحمد ابدأ انت فابتهل إلى الله عزوجل واسأله ان ينطق لك الحجر ثم سله فابتهل محمد ابن الحنفية في الدعاء وسأل الله عزوجل ثم دعا الحجر فلم يجبه فقال له علي بن الحسين عليهما السلام يا عم لو كنت وصيا واماما لا جابك فقال

١٧٠

له محمد فادع الله انت يا ابن اخي وسله فدعا الله علي بن الحسين عليهما السلام بما اراد تم قال اسألك بالذي جعل فيك ميثاق الانبياء وميثاق الاوصياء وميثاق الناس اجمعين لما اخبرتنا من الوصي والامام بعد الحسين بن علي (ع) قال فتحرك الحجر حتى كاد ان يزول عن موضعه ثم انطقه الله عزوجل بلسان عربي مبين فقال اللهم ان الوصية والامامة بعد الحسين بن علي (ع) لعلي بن الحسين بن علي بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله قال فانصرف محمد بن علي صلوات الله عليه وهو يتولى علي بن الحسين صلوات الله عليهم أجمعين، محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن يعقوب بن يزيد عن ابن ابي عمير عن ابي الربيع القزاز عن جابر عن ابي جعفر عليه السلام قال : قلت له لم سمعي أمير المؤمنين قال الله سماه وهكذا انزل الله في كتابه واذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم وان محمدا رسولي وان عليا أمير المؤمنين.

محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحاف قال : سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عزوجل فمنكم كافر ومنكم مؤمن فقال عرف الله ايمانهم بولايتنا وكفرهم بها يوم اخذ عليهم الميثاق في صلب آدم وهم ذر.

محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن ابي عبد الله (ع) في قول الله عزوجل صبغة الله ومن احسن من الله صبغة قال صبغ المؤمنين بالولاية في الميثاق.

محمد بن يعقوب عن محمد بن الحسين وعلي بن محمد عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن بكير بن اعين قال : قال أبو جعفر (ع) ان الله اخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذر يوم اخذ الميثاق على الذر بالاقرار بالربوبية لله ولمحمد صلى الله عليه واله بالنبوة.

محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن بكير بن اعين قال : كان أبو جعفر عليه السلام يقول

١٧١

ان الله تبارك وتعالى اخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذر يوم اخذ الميثاق على الذر بالافرار له بالربوبية ولمحمد (ص) بالنبوة وعرض الله عزوجل على محمد (ص) امته في المطين وهم اظلة وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم وخلق الله ارواح شيعتنا قبل ابدانهم بالفي عام وعرضهم عليه وعرفهم رسول الله (ص) وعرفهم عليا عليه السلام ونحن نعرفهم في لحن القول.

محمد بن يعقوب عن بعض اصحابه رفعه عن محمد بن سنان عن داود ابن كثير الرقي قال : قلت ما معني السلام على الله وعلى رسوله صلى الله عليه واله فقال ان الله عزوجل لما خلق نبيه ووصيه وابنيه وابنته وجميع الأئمة عليهم السلام وخلق شيعتهم اخذ عليهم الميثاق وان يصبروا ويصابروا ويرابطوا وان يتقوا الله ووعدهم ان يسلم لهم الارض المباركة والحرم الآمن وان ينزل لهم البيت المعمور ويظهر لهم السقف المرفوع وينجيهم من عدوهم والارض التي يبدلها من السلام ويسلم ما فيها لهم ولا شية فيها قال لا خصومة فيها لعدوهم وان يكون لهم منها ما يحيون واخذ رسول الله (ص) على جميع الأئمة وشيعتهم الميثاق بذلك وانما (ع) بذكره نفس الميثاق وتجديدا له على الله لعله ان يعجله ويعجل السلام لكم بجميع ما فيه.

محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن اسماعيل عن صالح بن عقبة عن يزيد بن عبد الملك عن ابي جعفر (ع) قال لما ولدت فاطمة عليها السلام اوحى الله إلى ملك فانطق به لسان محمد (ص) فسماها فاطمة ثم قال اني قد فطمتك بالعلم وفطمتك من الطمث ثم قال أبو جعفر (ع) والله لقد فطمها الله بالعلم وعن الطمث في الميثاق.

يقول : عبد الله حسن بن سليمان وقفت على كتاب فيه تفسير الآيات التي نزلت في محمد وآله صلوات الله عليه تأليف محمد بن العباس بن مروان يعرف يابن الحجام [*] وعليه خط السيد رضي الدين علي بن طاوس ان

__________________

[*] الحجام بضم الجيم ثم الحاء المهملة بزنة الغلام كذا ضبطه العلامة الحلي رحمه الله في الخلاصة والتوضيح وكذا غيره فراجع (آل بحر العلوم)

١٧٢

الكشي ذكر عنه انه ثقة ثقة.

روى السيد رضي الدين علي بن طاوس عن هذا الكتاب فخار بن معد بطريقه إليه من الكتاب المذكور.

حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي ، حدثنا علي بن أحمد بن محمد العقيقي العلوي عن ابيه قال : حدثنا أحمد بن محمد عن ابيه عن أحمد بن النضر الجعفي عن علي بن النعمان عن اسحاق بن عمار عن ابي عبد الله (ع) في قول الله عز وجل (قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين) قال حيث اخذ الهل ميثاق بني آدم فقال الست بربكم كان رسول الله (ص) اول من قال بلى فقال أبو عبد الله (ع) اول العابدين اول المطيعين.

ومنه ايضا : حدثنا الحسين بن أحمد قال : حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا يونس بن عبد الرحمن عن رجل عن الحلبي عن ابي عبد الله (ع) هذا نذير من النذر الاولى يعني محمدا صلى الله عليه واله هو نذير من النذر الاولى يعني ابراهيم واسماعيل هم ولدوه فهو منهم.

اخبرنا عبد الله بن العلا المزاري قال حدثنا محمد بن الحسن بن شمون قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال حدثنا عبد الله بن القاسم عن ابى بصير قال : قال أبو عبد الله (ع) ما بعث الله عزو جل نبيا الا بخاتم محمد صلى الله عليه واله وذلك قوله جل اسمه هذا نذير من النذر الاولى.

حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي قال حدثنا علي بن أحمد بن محمد ابن جعفر العلوي عن ابيه قال حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن ابيه عن ابي جميلة المفضل بن صالح عن محمد الحلبي عن ابي عبد الله (ع) في قول الله عزوجل هذا نذير من النذر الاولى قال خلق الله عزوجل الخلق وهم اظلة فارسل رسول الله (ص) إليهم فمنهم من آمن به ومنهم من كفر به ثم بعثه في الخلق الآخر فآمن به من كان آمن به في الاظلة وجحد به من جحد به يومئذ فقال عزوجل فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل، ومن الكتاب حدثنا أحمد بن هوذة وحدثنا ابراهيم بن

١٧٣

اسحاق النهاوندي حدثنا عبد الله بن حماد الانصاري عن الحسين بن نعيم الصحاف في قوله عزوجل فمنكم كافر ومنكم مؤمن قال : قال أبو عبد الله (ع) اخذ الله ايمانهم بولايتنا يوم اخذ الميثاق في صلب آدم (ع) وهم ذر.

حدثنا أحمد بن هوذة وحدثنا ابراهيم بن اسحاق قال حدثنا عبد الله بن حماد عن سماعة قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : في قول الله عزوجل وان لو استقاموا على الطريقة لا سقينا هم ماء غدقا يعني على الولاية في الاصل عند الاظلة حين اخذ الله ميثاق ذرية آدم لا سقيناهم ماء غدقا يعني لكنا اظلناهم في الماء الفرات العذب.

ومن الكتاب حدثنا علي بن عبد الله وحدثنا ابراهيم بن محمد الثقفي حدثنا اسماعيل بن بشار قال حدثنا علي بن جعفر الحضرمي عن جابر الجعفي عن ابى جعفر (ع) في قوله عزوجل وان لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه قال : قال رسول الله (ص) لجعلنا اظلتهم في الماء العذب لنفتنهم فيه ، قال : قال فنفتنهم في علي وما فتنوا به كفرهم بما انزل الله عز وجل من ولايته.

محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم بن هاشم عن ابيه عن عبد العزيز ابن المهتدى عن عبد الله بن جندب انه كتب إليه الرضا (ع) اما بعد فان محمدا صلى الله عليه واله كان امين الله في خلقه فلما قبض (ص) كنا اهل البيت ورثته فنحن امناء الله في ارضه عندنا علم المنايا والبلايا وانساب العرب ومولد الاسلام وانا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق وان شيعتنا المكتوبون باسمائهم واسماء ابائهم اخذ علينا وعليهم الميثاق يردون موردنا ويدخلون مدخلنا ليس على ملة الاسلام غيرنا وغيرهم ونحن النجباء النجاة ونحن افراط الانبياء ونحن ابناء الاوصياء ونحن المخصوصون في كتاب الله ونحن اولى الناس بكتاب الله ونحن اولى الناس برسول الله (ص) ونحن الذين شرع الله لنا دينه فقال في كتابه (شرع لكم يا آل محمد من الدين ما وصى به نوحا) قد

١٧٤

وصانا بما وصى به نوحا (والذي اوحينا اليك) يا محمد وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى فقد علمنا وبلغنا علم ما علمنا واستودعنا علمهم نحن ورثة اولي العزم من الرسل ان اقيموا الدين يا آل محمد (ولا تتفرقوا فيه) وكونوا على جماعة (كبر على المشركي) من اشرك بولاية علي (ما تدعوهم إليه) من ولاية على (الله) يا محمد (يجتي إليه من يشاء) (ويهدى إليه من ينيب) من يجيبك إلى ولاية علي (ع) قوله (ع) نحن افراط الانبياء الافراط والفرط الخير السابق يحتمل كلام مولانا (ع) وجهين ، الاول انه اراد تقدمهم على الخلق لما خلقهم الله اشباحا وجعلهم بعرشه محدقين كما رواه موسى بن عبد الله النخعي عن مولانا ابي الحسن علي بن محمد الهادي (ع) وهذا شئ لا ربب فيه ولاشك وما رواه محمد ابن علي بن بابويه بطريقه عن مولانا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ان الله عزوجل خلق نور محمد (ص) واثنى عشر حجابا معه قبل آدم باربعمائة الف عام واربعة وعشرين الف عام والمراد بالحجب هنا الائمة الاثنتي عشر صلوات الله عليهم لما رواه محمد بن الحسن الطوسي في كتاب المصباح في الزيارة التي خرجت من الناحية المقدسة يقول فيها ، والسلام على محمد المنتجب وعلى اوصيائه الحجب إذ قد صح وثبت في احاديثهم (ع) انهم لم يسبقوا بغيرهم من الخلق فالحجب هم لاغير بهذا المعنى افراط الانبياء خلقوا قبلهم خيرا سابقا بغير شك ولا ارتياب.

الثاني انه عليه السلام اراد ان الائمة عليهم السلام يسبقون الانبياء في الرجعة إلى دار الدنيا كما روى في الحديث ان اول من يرجع إلى الدنيا مولانا الحسين بن علي عليهما السلام وما رويناه من ان رجعة الانبياء (ع) إلى الدنيا لنصرة مولانا أمير المؤمنين (ع) وقد يكون المعنيان قصده (ع) جميعا والله العليم الخبير.

ومن كتاب محمد بن ابراهيم النعماني في الغيبة اخبرنا علي بن الحسين عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن الرازي عن محمد علي عن محمد بن

١٧٥

سنان عن داود بن كثير الرقي قال : قلت لابي عبد الله جعفر بن محمد (ع) جعلت فداك اخبرني عن قول الله عزوجل (السابقون السابقون اولئك المقربون) قال نطق الله عزوجل بهذا يوم ذرأ الخلق في الميثاق قبل ان يخلق الخلق بالفى عام فقلت فسر لي ذلك فقال ان الله عزوجل لما اراد ان يخلق الخلق خلقهم من طين ورفع لهم نارا فقال ادخلوها فكان اول من دخلها محمد (ص) وأمير المؤمنين والحسن والحسين وتسعة من الائمة (ع) امام بعد امام ثم اتبعهم شيعتهم فهم والله السابقون.

ومن الكتاب ايضا اخبرنا علي بن الحسين المسعودي قال حدثنا محمد ابن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن الحسن الرازي عن محمد بن علي الكوفى عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن جبلة عن علي بن ابي حمزة عن ابي عبد الله (ع) انه قال لو قام القائم لا نكره الناس لانه يرجع إليهم شابا موفقا لا يثبت عليه الا من قد اخذ الله ميثاقه في الذر الاول.

(تتمة ما تقدم من احاديث الرجعة)

ونقلت ايضا من كتاب السلطان المفرج عن اهل الايمان تصنيف السيد الجليل الموفق السعيد بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني ما صورته ، وبالطريق المذكور يرفعه إلى علي بن مهزبار قال كنت نائما في مرقدي إذ رأيت فيما يرى النائم قائلا يقول : حج السنة فانك تلقى صاحب الزمان وذكر الحديث بطوله ثم قال يابن مهزيار ومديده الي انبئك الخبر انه إذا فقد الصيني وتحرك المغربي وسار العباسي وبويع السفياني يؤذن لولي الله فاخرج بين الصفا والمروة في ثلثمائة وثلاثة عشر سواء فاجئ إلى الكوفة فاهدم مسجدها وابنية على بنائه الاول واهدم ما حوله من بناء الجبابرة واحج بالناس حجة الاسلام واجئ إلى يثرب فاهدم الحجرة واخرج من بها وهما طريان فامر بهما تجاه البقيع وآمر بخشبتين يصلبان عليهما فتورقان من تحتها فيفتتن الناس بهما اشد من الفتنة الاولى فينادي مناد من السماء يا سماء انبذي ويا ارض خذي فيومئذ لا يبقى على وجه

١٧٦

الارض الا مؤمن قد اخلص قلبه للايمان قلت يا سيدي ما يكون بعد ذلك قال الكرة الكرة الرجعة الرجعة ثم تلى هذه الآية (ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددنا كم باموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيرا).

ومما رويته بالطرق المتقدمة عن ابى القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي من كتاب المزار عن محمد بن جعفر الرزاز عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن ابيه عن مروان بن مسلم عن بريد بن معاوية العجلي قال : قلت لابي عبد الله (ع) يابن رسول الله اخبرني عن اسماعيل الذي ذكره الله تعالى في كتابه حيث يقول : واذكر في الكتاب اسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا اكان اسماعيل ابن ابراهيم عليه السلام فان الناس يزعمون انه اسماعيل بن ابراهيم (ع) فقال عليه السلام ان اسماعيل مات قبل ابراهيم (ع) وان ابراهيم (ع) كان حجة لله قائما صاحب شريعة فالى من ارسل اسماعيل إذا قلت فمن كان جعلت فداك قال ذاك اسماعيل بن حز قيل النبي بعثه الله تعالى إلى قوم فكذبوه وقتلوه وسلخوا فروة وجهه فغضب الله تعالى له عليهم فوجه إليه سطاطائيل ملك العذاب فقال له يا اسماعيل انا سطاطائيل ملك العذاب وجهني رب العزة اليك لاعذب قومك بانواع العذاب ان شئت فقال له اسماعيل لا حاجة لي في ذلك يا سطاطائيل فأوحى الله تعالى إليه فما حاجتك يا اسماعيل فقال اسماعيل يا رب انك اخذت الميثاق لنفسك بالربوبية ولمحمد (ص) بالنبوة ولاوصيائه عليهم السلام بالولاية واخبرت خير خلقك بما تفعل امته بالحسين بن علي عليهما السلام من بعد نبيها وانك وعدت الحسين عليه السلام ان تكره إلى الدنيا حتى ينتقم بنفسه ممن فعل ذلك به فحاجتي اليك يا رب ان تكرني إلى الدنيا حتى انتقم ممن فعل ذلك بي كما تكر الحسين عليه السلام فوعد الله عزوجل اسماعيل بن حز قيل ذلك فهو يكر مع الحسين (ع).

وعنه عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن ابيه عن علي بن محمد

١٧٧

ابن سالم عن محمد بن خالد عن عبد الله بن حماد البصري عن عبد الله بن عبد الرحمن الاصم ، وروى الحديث ايضا محمد بن يعقوب الكليني عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن عبد الله بن عبد الرحمن الاصم قال : حدثنا أبو عبيدة البزاز عن حريز قال : قلت لابي عبد الله (ع) جعلت فداك ما اقل بقاء كم اهل البيت واقرب اجالكم بعضها من بعض مع حاجة هذا الخلق اليكم فقال ان لكل واحد منا صحيفة فيها ما يحتاج إليه ان يعمل به في مدته فإذا انقضى ما فيها مما امر به عرف ان اجله قد حضر واتاه النبي (ص) ينعى إليه نفسه واخبره بماله عند الله وان الحسين (ص) قرأ صحيفته التى اعطيها وفسر له ما يأتي وما يبقى وبقي منها اشياء لم تنقض فخرج إلى القتال فكانت تلك الامور التي بقيت ان الملائكة سألت الله عزوجل في نصرته فاذن لها فمكثت تستعد للقتال وتأهبت لذلك حتى قتل فنزلت وقد انقطعت مدته وقتل صلوات الله عليه فقالت الملائكة يا رب اذنت لنا في الانحدار واذنت لنا في نصرته فانحدرنا وقد قبضته فأوحى الله تعالى إليهم ان الزموا قبره حتى ترونه وقد خرج فانصروه وابكوا عليه وعلى ما فانكم من نصرته فانكم خصصتم بنصرته والبكاء عليه فبكت الملائكة حزنا وجزعا على ما فاتهم من نصرته فإذا خرج صلوات الله عليه يكونون انصاره. وعنه عن ابيه عن سعد بن عبد الله عن ابى عبد الله محمد بن عبد الله الرازي الجاموراني عن الحسين بن سيف بن عميرة عن ابيه عن ابي بكر الحضرمي عن ابى عبد الله أو ابي جعفر عليهما السلام قال : قلت له اي بقاع الله افضل بعد حرم الله وحرم رسوله (ص) فقال الكوفة يا أبا بكر هي الزكية الطاهرة فيها قبور النبيين المرسلين وغير المرسلين والاوصياء الصادقين وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبيا الا وقد صلى فيه ومنها يظهر عدل الله وفيها يكون قائمة والقوم من بعده وهي منازل النبيين والاوصياء والصالحين.

حدثني الاخ الصاحل الرشيد محمد بن ابراهيم بن محسن المطار ابادي انه

١٧٨

وجد بخط ابيه الرجل الصالح ابراهيم بن محسن هذا الحديث الآتي ذكره واراني خطه وكتبته منه وصورته.

الحسين بن حمدان عن محمد بن اسماعيل وعلي بن عبد الله الحسنيين عن ابي شعيب محمد بن نصر عن عمر بن الفرات عن محمد بن المفضل عن المفضل ابن عمر قال : سألت سيدي الصادق (ع) هل المأمول المنتظر المهدي (ع) من وقت موقت يعلمه الناس فقال حاش لله ان يوقت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا قلت يا سيدي ولم ذاك قال لانه هو الساعة التي قال الله تعالى ويسئلونك عن الساعة قل انما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها الا وهو ثفلت في السموات والارض الآية (وهو الساعة التي قال الله تعالى (ويسئلونك عن الساعة ايان مرسيها) وقال عنده علم الساعة ولم يقل انها عند احد وقال (هل ينظرون الا الساعة ان تأتيهم بغتة) فقد جاء اشراطها الآية وقال (اقتربت الساعة وانشق القمر) وقال (ما يدريك لعل الساعة تكون قريب يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون انها الحق الا ان الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد) قلت فما معنى يمارون قال يقولون متى ولد ومن رآه واين يكون ومتى يظهر وكل ذلك استعجالا لامر الله وشكا في قضائه ودخولا في قدرته (اولئك الذين خسروا الدنيا وان للكافرين لشر مآب) قلت افلا يوقت له وقت فقال يا مفضل لا اوقت له وقتا ولا يوقت له وقت ان من وقت لمهدينا وقتا فقد شارك الله تعالى في علمه وادعى انه ظهر علي سره وما لله من سر الا وقد وقع إلى هذا الخلق المعكوس الضال عن الله الراغب عن اولياء الله وما لله من خبر الا وهم اخص به لسره وهو عندهم وقد اصين من جهلهم وانما القى الله إليهم ليكون حجة عليهم.

قال : المفضل يا مولاي فكيف يدري ظهور المهدي (ع) وان إليه التسليم قال (ع) يا مفضل يظهر في شبهة ليستبين فيعلو ذكره ويظهر امره وينادي باسمه وكنيته ونسبه ويكثر ذلك على افواه المحقين والمبطلين

١٧٩

والموافقين لتلزمهم الحجة بمعرفتهم به على انه قد قصصنا ودللنا عليه ونسبناه وسميناه وكنيناه وقلنا سمى جده رسول الله صلى الله عليه واله وكنيته لئلا يقول الناس ما عرفنا له اسما ولا كنية ولا نسبا والله ليتحقق الايضاح به وباسمه ونسبه وكنيته على السنتهم حتى ليسميه بعضهم لبعض كل ذلك للزوم الحجة عليهم ثم يظهره كما وعد به جده صلى الله عليه واله في قوله عزوجل هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.

قال : المفضل يا مولاي فما تأويل قوله تعالى ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، قال عليه السلام هو قوله تعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ، فوالله يا مفضل ليرفع عن الملل والاديان الاختلاف ويكون الدين كله واحدا كما قال جل ذكره ان الدين عند الله الاسلام وقال الله تعالى ومن يتبع غير الاسلام دينا فلن يقبل منه فهو في الاخرة من الخاسرين ، قال المفضل قلت يا سيدي ومولاي والدين الذي في آبائه ابراهيم ونوح وموسى وعيسى ومحمد (ص) هو الاسلام قال نعم يا مفضل هو الاسلام لا غير قلت يا مولاي اتجده في كتاب الله قال نعم من أوله إلى آخره ومنه هذه الآية (ان الدين عند الله الاسلام) وقوله تعالى ملة ابيكم ابراهيم هون سماكم المسلمين ومنه قوله تعالى في قصة ابراهيم (ع) واسماعيل واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وقوله تعالى في قصة فرعون حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا اله الا الذي آمنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين ، وفى قصة سليمان وبلقيس قبل ان يأتوني مسلمين وقولها اسلمت مع سليمان لله رب العالمين وقول عيسى (ع) من انصاري إلى الله قال الحواريون نحن انصار الله امنا بالله واشهد بانا مسلمون وقوله عزوجل (وله اسلم من في السموات والارض طوعا وكرها) وقوله في قصة لو «فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين» ولوط عليه السلام قبل ابراهيم (ع) وقوله (قولوا امنا بالله وما انزل

١٨٠