مختصر بصائر الدّرجات

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي

مختصر بصائر الدّرجات

المؤلف:

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات المطبعة الحيدرية
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٢٨

من احتمال امرنا التصديق به والقبول له فقط ان من احتمال امرنا ستره وصيانته عن غير اهله فاقراؤا موالينا السلام وقولوا لهم رحم الله عبدا اجتر مودة الناس الي وإلى نفسه فحدثهم بما يعرفون وستر عنهم ما ينكرون ثم قال والله ما الناصب لنا حربا باشد مؤنة علينا من الناطق علينا بما نكرهه فإذا رأيتم من عبد اذاعة فامشوا إليه ورده عنها فان هو قبل والا فتحملوا عليه بمن يثقل عليه (ص) ويسمع منه فان الرجل منكم يطلب الحاجة فيتلطف فيها حتى تقضى له فالطفوا في حاجتي كما تلطفون في حوايجكم فان هو قبل منكم والا فادفنوا كلامه تحت اقدامكم ولا تقولوا انه يقول ويقول فان ذلك يحمل علي وعليكم اما والله لو كنتم تقولون ما اقول لكم لافررت انكم اصحابي هذا أبو حنيفة له اصحاب وهذا الحسن له اصحاب وانا امرء من قريش ولدني رسول الله (ص) وعلمت كتاب الله وفيه تبيان كل شئ وفيه بد والخلق وامر السماء وامر الارض وامر الاولين وامر الآخرين وما كان وما يكون كأني انظر ذلك نصب عيني، وعنهما عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن الحسين بن المختار عن ابي اسامة زيد الشحام قال : قال العبد الصالح عليه السلام امر الناس بخصلتين فضيعوهما فصاروا منهما على غير شئ الصبر والكتمان.

وعنهما عن غير واحد ممن حدثهما عن حماد بن عيسى وغيره من اصحابنا عن حريز بن عبد الله عن المعلي بن خنيس قال : قال لي أبو عبد الله (ع) يا معلى اكتم امرنا ولا تذعه فانه من كتم امرنا ولم يذعه اعزه الله به في الدنيا وجعله نورا بين عينيه في الاخرة يقوده إلى الجنة.

يا معلى من اذاع امرنا ولم يكتمه ادله الله به في الدنيا ونزع النور من بين عينيه في الاخرة وجعله ظلمة يقوده إلى النار.

يا معلى ان التقية من ديني ودين ابائي ولا دين لمن لاتقية له.

يا معلى ان الله عزوجل يحب ان يعبد في السر كما يعبد في العلانية.

يا معلى المذيع امرنا كالجاحد له.

١٠١

أحمد بن محمد بن عيسى عن ابيه والحسين بن سعيد عن محمد بن ابي عمير عن يونس بن عمار عن سليمان بن خالد قال : قال أبو عبد الله عليه السلام يا سليمان انكم على امر من كتمه اعزه الله ومن اذاعه اذله الله.

وعنه عن ابيه والحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى وحدثني علي بن اسماعيل بن عيسى ويعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار القلانسي عن ابي بصير قال دخلت على ابى عبد الله (ع) فسألته عن حديث كثير فقال هل كتمت على شيئا قط فبقيث اتذكر فلما رأى ما حل بي قال اما ما حدثت به اصحابك فلا بأس به انما الا ذاعة ان تحدث به غير اصحابك، وعنه عن ابيه عن الحسين بن سعيد عن محمد بن ابي عمير وحدثني يعقوب بن يزيد عن محمد بن ابى عمير عن داود بن فرقد قال : قال لي أبو عبد الله (ع) لانحدث حديثنا الا اهلك أو من تثق به.

محمد بن ابي عمير عن جميل بن صالح عن منصور بن حازم قال : قال أبو عبد الله (ع) يا منصور ما أجد احدا احدثه واني لاحدث الرجل منكم بالحديث فيتحدث به فاوتى به فاقول لم اقله.

أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى وحدثني علي بن اسماعيل بن عيسى ومحمد بن الحسين بن ابي الخطاب عن صفوان بن يحيى عن ابي ايوب الخزاز عن ابي بصير عن ابي عبد الله (ع) قال : قال ان اصحاب محمد (ص) وعدوا سنة السبعين فلما قتل الحسين (ع) غضب الله عزوجل على اهل الارض فاضعف عليهم العذاب وان امرنا كان قد دنى فاذعتموه فاخره الله عزوجل ليس لكم سر وليس لكم حديث الا وهو في يد عدوكم ان شيعة بني فلان طلبوا امرا فكتموه حتى نالوه واما انتم فليس لكم سر.

وعنه عن علي بن النعمان عن اسحاق بن عمار قال قلت لابي عبد الله (ع) قد هممت ان اكتم امري من الناس كلهم حتى اصحابي خاصة فلا يدري احد علي ما انا عليه فقال ما احب ذلك لك ولكن جالس هؤلاء مرة

١٠٢

وهؤلاء مرة، أحمد وعبد الله ابناء محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن ابي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن ابي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين (ع) انه قال وددت والله اني افتديت خصلتين في الشيعة ببعض لحم ساعدي النزق وقلة الكتمان.

وعنه وعلي بن اسماعيل بن عيسى ومحمد بن الحسين بن ابي الخطاب عن عثمان بن عيسى الكلابي عن محمد بن عجلان قال : قال أبو عبد الله (ع) ان الله تبارك وتعالى غير قوما بالاذاعة فقال وإذا جاءهم امر من الا من أو الخوف اذاعوا به فاياكم والاذاعة.

وعنه ومحمد بن الحسين بن ابى الخطاب عن محمد بن سنان عن يونس ابن يعقوب عن ابي عبد الله (ع) قال : قال من اذاع علينا شيئا من امرنا فهو ممن قتلنا عمدا ولم يقتلنا خطاء.

وعنهما وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن الحسين بن علي بن فضال وصفوان بن يحيى عن سماعة بن مهران عن ابى بصير عن ابى عبد الله (ع) في قول الله عزوجل (ويقتلون الانبياء بغير حق) قال اما والله ما قتلوهم بالسيوف ولكنهم اذاعوا سرهم وافشوا عليهم امرهم فقتلوا.

وعنه عن الحسين بن سعيد عن محمد بن خالد البرقي عن محمد بن ابي عمير عن هشام بن الحكم عن ابى عبد الله (ع) قال اوصى آدم (ع) إلى هابيل فحسده قابيل فقتله ووهب الله له هبة الله وامره ان يوصي إليه وان يسر ذلك فجرت السنة في ذلك بالكتمان والوصية فأوصى إليه واسر ذلك فقال قابيل لهبة الله انى قد علمت ان أباك قد اوصى اليك وانا اعطى الله عهدا لئن اظهرت ذلك أو تكلمت به لاقتلنك كما قتلت أخاك.

وعنه عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى وحدثني علي بن اسماعيل ابن عيسى ويعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن ابى بصير عن ابى عبد الله (ع) قال حسبك ان تعلم الله وامامك الذي تأثم به رأيك وما أنت عليه.

١٠٣

أحمد وعبد الله ابنا محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن ابى الخطاب عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن ابى عبد الله (ع) قال ان ابي صلوات الله عليه كان يقول وأي شئ اقر للعين من التقية ان التقية جنة المؤمن.

أحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن اسماعيل بن عيسى عن عثمان بن عيسى الكلابي قال : قال لي أبو الحسن موسى (ع) ان كان في يدك هذه شئ فاستطعت ان لا تعلم به هذه فافعل.

وعنه عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد البرقي عن القاسم بن محمد الجوهري عن معاوية بن وهب عن ابى عبد الله (ع) وعن فضالة بن ايوب عن ابان بن عثمان عن عبد الواحد بن المختار عن ابي جعفر (ع) قال لو ان على افواهكم اوكية لحدثنا كل امرئ بماله.

وعنه وعلي بن اسماعيل بن عيسى ومحمد بن الحسين بن ابى الخطاب عن عثمان بن عيسى عن عمر بن اذينة عن ابان بن ابي عياش عن سليم بن قيس الهلالي قال سمعت عليا (ع) يقول في شهر رمضان وهو الشهر الذي قتل فيه وهو بين ابنيه الحسن والحسين عليهما السلام وبني عبد الله ابن جعفر بن ابى طالب (ع) وخاصة شيعة وهو يقول دعوا الناس وما رضوا لانفسهم والزموا انفسكم السكوت ودولة عدوكم فانه لا يعدمكم ما ينتحل امركم وعدو باغ حاسد الناس ثلاثة اصناف صنف بين بنورنا وصنف يأكلون بنا وصنف اهتدوا بنا واقتدوا بامرنا وهم اقل الاصناف اولئك الشيعة النجباء الحكماء والعلماء الفقهاء والاتقياء الاسخياء طوبى لهم وحسن مآب.

وعنه عن أحمد بن محمد بن ابي نصر قال سألت أبا الحسن (ع) علي بن موسى الرضا (ع) عن الرؤيا فامسك عني ثم قال لو انا اعطيناكم ما تريدون كان شرا لكم واخذ برقبة صاحب هذا الامر.

قال أبو جعفر (ع) ولاية الله اسرها إلى جبرئيل (ع) واسرها جبرئيل (ع) إلى محمد (ص) وأسرها محمد (ص) إلى علي (ص)

١٠٤

واسرها علي صلوات الله عليه إلى من شاء ثم انتم تذيعون ذلك من الذي امسك حرفا سمع به.

وقال أبو جعفر (ع) في حكمة آل داود ينبغي للمسلم ان يكون مالكا لنفسه مقبلا على شأنه عارفا باهل زمانه فاتقوا الله ولا تذيعوا علينا فلولا ان الله يدافع عن اوليائه وينتقم من اعدائه لاوليائه اما رأيت ما صنع الله بآل برمك وما انتقم لابي الحسن عليه السلام منهم وقد كان بنو الاشعث على خطر عظيم فدفع الله عنهم بولايتهم لابي الحسن (ع) وانتم بالعراق وترون اعمال هؤلاء الفراعنة وما امهل الله لهم فعليكم بتقوى الله ولا تغرنكم الدنيا ولا تغتروا بمن امهل الله له فكان الامر قد صار اليكم ولو ان العلماء وجدوا من يحدثونه ويكتم سره لحدثوا ولبينوا الحكمة ولكن قد ابتلاهم الله بالاذاعة وانتم قوم تحبونا بقلوبكم ويخالف ذلك فعلكم والله ما يستوى اختلاف اصحابك ولهذا استر على صاحبكم ليقال مختلفون مالكم لا تملكون انفسكم وتصبرون حتى يجئ الله بالذي تريدون ان هذا الامر ليس يجئ على ما يريد الناس انما هو امر الله وقضاؤه والصبر انما يعجل من يخاف الفوت وقد رأيت ما كان من امر علي ابن يقطين وما اوقع عند هؤلاء الفراعنة من امركم فلولا دفاع الله عن صاحبكم وحسن تقديره له ولكن هومن من الله ودفاعه عن اوليائه اما كان لكم في ابي الحسن (ع) عظة اما ترى حال هشام بن الحكم فهو الذي صنع بابى الحسن (ع) ما صنع وقال لهم واخبرهم اترى الله يغفر له ما ركب منا فلو اعطينا كم ما تريدون كان شرا لكم ولكن العالم يعمل بما يعلم، وعنه ومحمد بن الحسين بن ابي الخطاب عن محمد بن سنان عن ابي حمزة الثمالي قال : قال أبو جعفر (ع) انما شيعتنا الخرس.

وعنهما عن محمد بن اسماعيل بن بزيع عن من ذكره عن عبد الله ابن مسكان عن عبيدالله بن الحلبي قال : قال أبو عبد الله عليه السلام ما ذنبي ان كان الله تعالى يحب ان يعبد سرا ولا يعبد علانية.

١٠٥

وعنهما عن محمد بن سنان عن علي بن السرى قال قال أبو عبد الله (ع) اني لاحدث الرجل بالحديث فيسره فيكون غنا له في الدنيا ونورا له في الاخرة واني لاحدث الرجل بالحديث فيذيعه فيكون ذلا له في الدنيا وحسرة عليه يوم القيامة.

وعنهما عن الحسن بن علي بن فضال عن يونس بن يعقوب أو غيره عن ابي عبد الله (ع) قال لقد كتم الله الحق كتمانا كأنه اراد ان لا يعبد وقال الحق ميسر يسير ان الله عزوجل آلى ان يعبد الاسرا.

وعنهما وعبد الله بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن علي بن رياب عن ابي بصير عن ابي جعفر وابي عبد الله عليهما السلام قال سمعتهما يقولان اما والله لو وجدت منكم ثلاثة مؤمنين يحتملون الحديث ما استحللت ان اكتمكم شيئا.

محمد بن الحسين بن ابي الخطاب عن اسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن يزيد بن عبد الملك قال سمعت أبا جعفر (ع) بقول آلى الرحمن على الناكح والمنكوح ذكرا كان أو انثى إذا كانا محصنين وهو على الذكر إذا كان منكوحا احصن يا يزيد الزانية والزاني المتبرئ منا قلت برئ الله منهم اليس هم المرجئة قال لا ولكنه الرجل منكم إذا اذاع سرنا واخبر به اهله فخبرت تلك جارتها فاذاعته فهو بمنزلة الزانيين اللذين يرجمان ومن كتاب الخرايج والجرايح لسعيد بن هبة الله الراوندي رحمه الله قال حدثنا علي بن عبد الصمد التميمي اخبرنا عن ابيه عن السيد ابي البركات علي بن الحسين الحويزي الحسيني اخبرنا الشيخ أبو جعفر بن بابويه عن ابيه عن سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن ابي الخطاب عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل بن جميل عن جابر بن يزيد قال : قال أبو جعفر (ع) قال رسول الله (ص) ان حديث آل محمد عظيم صعب مستصعب لا يؤمن به الا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان فما ورد عليكم من حديث آل محمد صلى الله عليه واله

١٠٦

فلانت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه وما اشمأزت له قلوبكم وانكر تموه فردوه إلى الله والى الرسول (ص) والى العالم من آل محمد صلى الله عليهم وانما الهالك ان يحدث احدكم بالحديث أو بشئ لا يحتمله فيقول والله ماكان هذا والله ماكان هذا والانكار لفضايلهم هو الكفر.

واخبرنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن الحلبي عن الشيخ ابى جعفر الطوسي عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد عن ابيه عن محمد بن الحسن الصفار اخبرنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن ابى عمير عن منصور بن يونس عن مخلد بن حمزة بن نصر عن ابي الربيع الشامي قال كنت عند ابي جعفر (ع) جالسا فرأيت انه قد نام فرفع رأسه وهو يقول يا أبا الربيع حديث تمضغه الشيعة بالسنتها لا تدري ما كهنه قلت ما هو قال قول علي بن ابي طالب (ع) ان امرنا صعب مستصعب لا يحتمله الا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان يا أبا الربيع الا ترى انه قد يكون ملك ولا يكون مقربا فلا يحتلمه الا مقرب وقد يكون نبي ولا يكون بمرسل فلا يحتمله الا مرسل وقد يكون مؤمن وليس ممتحن فلا يحتمله الا مؤمن قد امتحن الله قلبه للايمان.

واخبرنا جماعة منهم الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن النيسابوري والشيخ محمد بن علي بن عبد الصمد عن الشيخ ابي الحسن علي بن عبد الصمد التميمي اخبرنا أبو محمد أحمد بن محمد العمري اخبرنا محمد بن علي بن الحسين عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن ابن ابي عمير عن على بن الحكم عن عبد الرحمن بن كثير عن ابي عبد الله (ع) قال اتى الحسين (ع) اناس فقالوا له يا أبا عبد الله حدثنا بفضلكم الذي جعله الله لكم فقال انكم لا تحتملونه ولا تطيقونه فقالوا بلى نحتمل قال ان كنتم صادقين فليتنح اثنان واحدث واحدا فان احتمله حدثتكم فتنحى اثنان وحدث واحدا فقام طاير العقل ومر على وجهه وذهب فكلمه صاحباه فلم يرد عليهما شيئا وانصرفوا.

١٠٧

وبهذا الاسناد قال اتى رجل الحسين بن علي عليهما السلام فقال حدثني بفضلكم الذي جعل الله لكم فقال انك لن تطيق حمله فقال بلى حدثني يابن رسول الله فاني احتمله فحدثه الحسين عليه السلام بحديث فما فرغ الحسين (ع) من حديثه حتى ابيض رأس الرجل ولحيته وانسى الحديث فقال الحسين (ع) ادركته رحمة الله حيث انسى الحديث.

واخبرنا جماعة منهم السيدان المرتضى والمجتبى ابنا الداعي الحسنى والاستاذان أبو القاسم وابو جعفر ابنا كميح عن الشيخ ابي عبد الله جعفر بن محمد بن العباس عن ابيه عن محمد بن علي بن الحسين بن موسى عن ابيه عن سعد بن عبد الله عن علي بن محمد بن سعد عن حمدان ابن سليمان النيشابوري عن عبد الله بن محمد اليماني عن منيع بن الحجاج عن الحسين بن علوان عن ابى عبد الله (ع) قال ان الله تعالى فضل اولي العزم من الرسل با لعلم على الانبياء عليهم السلام وفضل محمدا (ع) عليهم وورثنا علمهم وفضلنا عليهم في فضلهم وعلم رسول الله (ص) مالا يعلمون وعلمنا علم رسول الله (ص) فرويناه لشيعتنا فمن قبله منهم فهو افضلهم واينما نكون فشيعتنا معنا وقال (ع) يمصون الرواضح ويدعون النهر العظيم فقيل ما تعنى بذلك قال ان الله تعالى اوحى إلى رسول الله (ص) علم النبيين باسره وعلمه الله ما لم يعلمهم فاسر ذلك كله إلى أمير المؤمنين (ع) قيل فيكون علي (ع) اعلم ام بعض الانبياء عليهم السلام فقال ان الله عزوجل يفتح مسامع من يشاء اقول ان رسول الله (ص) حوى علم جميع النبيين وعلمه الله ما لم يعلمهم وانه جعل ذلك كله عند علي (ع) فتقول في علي (ع) اعلم ام بعض الانبياء ثم تلى قوله تعالى (قال الذي عنده علم من الكتاب) ثم فرق بين اصابعه ووضعها على صدره وقال وعندنا والله علم الكتاب كله.

اخبرنا السيد أبو البركات محمد بن اسماعيل المشهدي عن جعفر الدوريستي عن الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ابي عبد الله الحارثى عن محمد بن

١٠٨

علي بن الحسين بن موسى اخبرنا ابي عن سعد بن عبد الله عن محمد ابن الحسين عن أحمد بن محمد بن ابى بشير عن كثير بن ابي عمران الباقر (ع) قال لقد سأل موسى العالم مسألة لم يكن لها عنده جواب ولو كنت شاهدهما لاخبرت كل واحد منهما بجوابه ولسألتهما مسألة لم تكن عندهما فيها جواب.

قال : سعد واخبرنا محمد بن عيسى بن عبيد عن معمر بن عمرو عن عبد الله بن الوليد السمان قال : قال الباقر (ع) يا عبد الله ما تقول في علي وعيسى وموسى صلوات الله عليهم قلت وما عسى ان اقول فيهم قال والله علي اعلم منهما ثم قال الستم تقولون ان لعلي صلوات الله عليه ما لرسول الله (ص) من العلم قلنا نعم والناس ينكرون قال فخاصمهم فيه بقوله تعالى لموسى (ع) وكتبنا له في الالواح من كل شئ فأعلمنا أنه لم يكتب له الشئ كله وقال لعيسى ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه فأعلمنا أنه لم يبين له الامر كله وقال لمحمد (ص) وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وقال فأسال عن قوله تعالى فكفى بالله شهيدا ببني وبينكم ومن عنده علم الكتاب قال والله ايانا عني وعلي (ع) اولنا وافضلنا واخبرنا بعد رسول الله (ص).

وقال : ان العلم الذي نزل مع آدم (ع) على حاله عندنا وليس يمضي منا عالم الا خلف من يعلم علمه والعلم نتوارث به.

فإذا كان ذلك كذلك فكل حديث رواه اصحابنا ودونوه مشايخنا في معجزاتهم ودلائلهم لا يستحيل في مقدورات الله ان يفعله تأييدا لهم ولطفا للخلق فانه لا يطرح بل يتلقى بالقبول.

وروى عن عباد بن سليمان عن ابيه عن عثيم بن اسلم عن معاوية بن عمار الدهني قال دخل أبو بكر على أمير المؤمنين عليه السلام فقال له ان رسول الله (ص) لم يحدث الينا في امرك شيئا بعد ايام الولاية بالغدير وانا اشهد انك مولاي مقر لك بذلك وقد سلمت عليك على عهد رسول الله (ص) بامرة المؤمنين واخبرنا رسول الله (ص) انك وصيه ووارثه

١٠٩

وخليفته في اهله ونسائه وانك وارثه وميراثه قد صار اليك ولم يخبرنا انك خليفته في امته من بعده ولاجرم لي فيما بيني وبينك ولا ذنب لنا فيما بيننا وبين الله تعالى فقال له علي (ع) ان أريتك رسول الله (ص) حتى يخبرك باني اولى بالامر الذي أنت فيه منك وانك ان لم تعتزل نفسك عنه فقد خالفت الله ورسوله (ص) فقال ان اريتنيه حتى يخبرني ببعض هذا اكتفيت به فقال عليه السلام فتلقاني إذا صليت المغرب حتى اريكه قال فرجع إليه بعد المغرب فأخذ بيده واخرجه إلى مسجد قبا فإذا هو برسول الله (ص) جالس في القبلة فقال له يا فلان وثبت على مولاك علي عليه السلام وجلست مجلسه وهو مجلس النبوة لا يستحقه غيره لانه وصي وخليفتي فنبذت امري وخالفت ما قلته لك وتعرضت لسخط الله وسخطي فانزع هذا السربال الذي انت تسر بلته بغير حق ولا أنت من اهله والا فمو عدك النار قال فخرج مذعورا ليسلم الامر إليه وانطلق أمير المؤمنين صلوات الله عليه فحدث سلمان بما كان وما جرى فقال له سلمان ليبدين هذا الحديث لصاحبه وليخبرنه بالخبر فضحك أمير المؤمنين ع فقال اما انه سيخبره وليمنعنه ان هم بان يفعل ثم قال لا والله لا يذكران ذلك ابدا حتى يموتا قال فلقي صاحبه فحدثه بالحديث كله فقال له ما اضعف رأيك واخور عقلك اما تعلم ان ذلك من بعض سحر ابن ابي كبشة انسيت سحر بني هاشم فاقم على ما أنت عليه.

وعن الباقر عليه السلام عن ابيه عليه السلام انه قال صار جماعة من الناس بعد موت الحسن (ع) إلى الحسين (ع) فقالوا يابن رسول الله (ص) ما عندك من اعاجيب ابيك التي كان يريناها فقال هل تعرفون ابي فقال كلنا نعرفه فرفع لهم سترا كان على باب بيت ثم قال انظروا في البيت فنظرنا فإذا أمير المؤمنين (ع) فقلنا هذا أمير المؤمنين (ع) ونشهد انك خليفة الله حقا وانك ولده.

وروي ان أمير المؤمنين (ع) قال للحارث الهمداني :

١١٠

ياحار همدان من يميت يرني

من مؤمن أو منافق قبلا

وهذا الكلام منه عليه السلام عام يتناول حال حياته والحال التي بعد وفاته ، وعن محمد بن الحسن الصفار اخبرنا الحسن بن علي عن العباس بن عامر عن ابان عن بشير النبال عن ابي جعفر الباقر (ع) قال كنت خلف ابي عليه السلام وهو علي بلغته فنظرت فإذا الرجل في عنقه سلسلة ورجل يتبعه فقال لابي يا علي بن الحسين اسقنى فقال الرجل الذي خلفه وكأنه موكل به لاتسقه لاسقاه الله فإذا هو معاوية.

روى أبو الصخر عن ابيه عن جده انه كان مع الباقر عليه السلام بمنى وهو برمي الجمار فرمي وبقي في يده خمس حصيات فرمى باثنتين في ناحية من الجمرة وبثلاث في ناحية منها فقال له جدي جعلني الله فداك لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعه احد انك رميت بحصياتك في العقبات ثم رميت بخمس بعد ذلك يمنة ويسرة فقال نعم يابن العم إذا كان في كل موسم يخرج الله الفاسقين الناكثين غضين طريين فيصلبان هاهنا لا يراهما احدا الا الامام فرميت الاول ثنتين والثاني ثلاث لانه اكفر واظهر لعداوتنا والاول ادهى وامر.

وعن الصفار عن محمد بن عيسى عن ابراهيم بن ابي البلاد عن عبيد بن عبد الرحمن الخثعمي عن ابى جعفر (ع) قال خرجت مع ابي (ع) إلى بعض امواله فلما صرنا في الصحراء استقبله شيخ فنزل إليه ابي وسلم عليه فجعلت اسمعه وهو يقول جعلت فداك ثم تحادثا طويلا ثم ودعه ابي وقام الشيخ وانصرف وابي ينظر إليه حتى غاب شخصه عنا فقلت لابي من هذا الشيخ الذي سمعتك تعظمه في مسألتك فقال يا بني هذا جدك الحسين عليه السلام؛ وعن الصفار عن علي بن الحسن بن فضال عن ابيه عن العلاء بن يحيى المكفوف عن ابيه عن محمد بن ابى زياد عن عطية الابزاري انه قال طاف رسول الله (ص) بالكعبة فإذا آدم بحذاء الركن اليماني فسلم عليه ثم انتهى إلى الحجر فإذا نوح (ع) بحذائه وهو رجل

١١١

طويل فسلم عليه، وعن الصفار عن أحمد بن الحسين عن أحمد بن محمد ابن عيسى عن الحسين بن يزيد عن اسماعيل بن عبد العزيز عن ابان عن ابى بصير عن الصادق (ع) قال قلت له ما فضلنا على من خالفكم فوالله انى لاري الرجل منهم ارخى بالا وانعم عيشا واحسن حالا واطمع في الجنة قال فسكت عني حتى إذا كنابالا بطح من مكة ورأينا الناس يضجون إلى الله تعالى فقال يا أبا محمد هل تسمع ما اسمع قلت اسمع ضجيج الناس إلى الله تعالى قال ما اكثر الضجيج والعجيج واقل الحجيج والذي بعث بالنبوة محمدا صلى الله عليه واله وعجل بروحه إلى الجنة ما يتقبل الله الا منك ومن اصحابك خاصة قال ثم مسح يده على وجهي فنظرت فإذا اكثر الناس خنازير وحمير وقردة الا رجل.

وعن ابي سليمان داود بن عبد الله عن سهل بن زياد عن عثمان بن عيسى عن الحسين بن علي بن ابى حمزة عن ابيه عن ابى بصير قال قلت لابي جعفر (ع) انا مولاك ومن شيعتك ضعيف ضرير فاضمن لي الجنة قال اولا اعطيك علامة الأئمة أو غير هم قلت وما عليك ان تجمعهما لي قال وتحب ذلك قلت وكيف لا احب فما زاد ان مسح على بصري فابصرت جميع الأئمة عنده ثم ما في السقيفة التي كان فيها جالسا ثم قال يا أبا محمد مد بصرك فانظر ما ذا ترى بعينك قال فوالله ما ابصرت الا كلبا أو خنزيرا أو قردا قلت ما هذا الخلق الممسوخ قال هذا الذي ترى هو السواد الاعظم ولو كشف الغطاء للناس ما نظر الشيعة إلى من خالفهم الا في هذه الصورة ثم قال يا أبا محمد ان احببت تركتك على حالك هذا وحسابك على الله وان احببت ضمنت لك على الله الجنة ورددتك إلى حالك الاول قلت لا حاجة لي في النظر إلى هذا الخلق المنكوس ردني إلى حالتي فما للجنة عوض فمسح يده علي عيني فرجعت كما كنت.

وعن الصفار عن محمد بن الحسين عن عبد الله بن جميلة عن علي بن ابي حمزة عن ابي بصير قال حججت مع ابي عبد الله (ع) فلما كنا في

١١٢

الطواف قلت له يابن رسول الله أيغفر الله لهذا الخلق قال ان اكثر من ترى قردة وخنازير قلت ارينهم فتكلم بكلمات ثم امريده على بصري فرأيتهم كما قال فقلت رد علي بصري الأول فدعا فرأيتهم كالمرة الأولى. ثم قال انتم في الجنة تحيرون وبين اطباق النار تطلبون فلا تجدون ثم قال لي والله لا يجتمع منكم في النار اثنان لا والله ولا واحد.

وعن الصفار عن الحسن بن علي (الزيتوني) بن فضال عن أحمد بن هلال عن ابن ابى عمير عن حفص بن البختري قال : قال أبو جعفر عليه السلام ان رسول الله (ص) قال لعلي (ع) إذا انامت فاشتر لي سبع قرب ماء من بير غرس ثم غسلني وكفني وخذ بمجامعي واجلسني واسألني عما شئت واحفظ عني واكتب فانك لا تسألني عن شئ الا اخبرتك به قال على (ع) فانبأني بما هو كاين إلى يوم القيامة.

وعن ابى بصير عن ابي عبد الله (ع) قال كان علي محدثا قلت وما اية المحدث قال يأتيه الملك فينكت في قلبه بكيت وكيت فقال ابن ابي يعفور لابي عبد الله (ع) انا نقول ان عليا (ع) ينكت في اذنه أو يقذف في قلبه أو انه كان محدثا فلما اكثرت عليه قال لي ان عليا (ع) كان يوم قريظة والنضير جبرئيل (ع) عن يمينه وميكائيل (ع) عن يساره يحدثانه.

وقال أبو عبد الله (ع) ان الله تعالى لم يخل الارض من عالم يعلم الزيادة والنقصان في الارض فإذا زاد المؤمنون شيئا ردهم وإذا نقصوا اكمله لهم فقال خذوه كاملا ولولا ذلك لا لتبس على المؤمنين امرهم ولم يفرقوا بين الحق والباطل، وعن علي بن الحكم قال اخبرنا علي بن النعمان عن علي ابن اسماعيل عن محمد بن النعمان عن ابن مسكان عن ضريس قال كنت انا وابو بصير عند ابي جعفر (ع) فقال له أبو بصير بم يعلم عالمكم قال ان عالمنا لا يعلم الغيب ولو وكله الله إلى نفسه لكان كبعضكم ولكن يحدث في الساعة بما يحدث بالليل وفي الساعة بما يحدث بالنهار الأمر بعد الأمر والشئ بعد الشئ بما يكون إلى يوم القيامة.

١١٣

وقال أبو جعفر (ع) ما ترك الله الارض بغير عالم ينقص ما يزاد ويزيد ما ينقص ولولا ذلك لاختلط على الناس امرهم.

وسأله بريد العجلي عن الفرق بين الرسول والنبي والمحدث فقال الرسول تأتيه الملائكة ظاهرين وتبلغه الامر والنهي عن الله تعالى والنبي الذي يوحى إليه في منامه ليلا ونهارا فما رأى فهو كما رأى والمحدث يسمع كلام الملائكة ولايري الشخص فينقر في اذنه وينكت في قلبه وصدره.

وعن الصفار عن محمد بن أحمد عن العباس بن معروف عن ابي الحسن الكركي عن محمد بن الحسن عن الحسن بن محمد بن عمران عن زرعة عن سماعة عن ابي بصير عن عبد العزيز قال خرجت مع علي بن الحسين (ع) إلى مكة فلما وافينا إلى (الابواء) وكان عليه السلام على راحلته وكنت امشى فإذا قطيع غنم ونعجة قد تخلفت وهي تصيح بسخلة لها وكلما قامت السخلة صاحت النعجة حتى تتبعها فقال لي يا عبد العزيز اتدري ما تقول هذه النعجة لسخلتها قلت لا والله قال انها تقول لها الحقي بالقطيع فان اختك في العام الاول تخلفت عن القطيع في هذا الموضع فأكلها الذيب.

وعن الصفار عن عبد الله بن محمد عن محمد بن ابراهيم عن عمر اخبرنا بشير النبال عن علي بن ابي حمزة قال دخل رجل من موالي ابي الحسن (ع) فقال له رأيت ان تتغذي عندي فقام فمضى معه فلما دخل بيته وضع له سريرا فقعد عليه وكان تحته زوج حمام فذهب الرجل ليحمل طعامه وعاد إليه فوجده يضحك فقال اضحك الله سنك مم تضحك فقال ان حمامك هذا هدر الذكر على الانثى فقال يا سكنى وعرسي والله ما على وجه الارض احد احب الي منك ماخلا هذا القاعد على السرير فقلت وتفهم ذلك فقال نعم علمنا منطق الطير واوتينا من كل شئ.

وعن جماعة اخبرنا أبو الحسن غسق قال اخبرنا ابي اخبرنا الفضل ابن يعقوب البغدادي اخبرنا الهيثم بن جميل اخبرنا عمرو بن عبيد عن عيسى بن سلام عن علي بن نصر بن سنان عن الحسن بن علي بن ابي

١١٤

طالب صلوات الله عليهما قال بينا النبي (ص) جالس مع اصحابه إذا قبلت الريح الدبور فقال لها النبي (ص) ايتها الريح اني استودعك اخواننا فرد بهم الينا قالت قد امرت فالسمع والطاعة لك فدعا ببساط كان اهدي إليه ثم بسطه ثم دعا بعلي بن ابي طالب فاجلسه عليه ثم دعا بابي بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعد بن ابي وقاص وعمار بن ياسر والمقداد بن الاسود وابي ذر وسلمان فاجلسهم عليه ثم قال اما انكم سايرون إلى موضع فيه عين ماء فانزلوا وتوضوا وصلوا ركعتين وادوالي الرسالة كما تودي اليكم ثم قال ايتها الريح استعلى باذن الله فحملتهم الريح حتى رمتهم إلى بلاد الروم عند اصحاب الكهف فنزلوا وتوضوا وصلوا فاول من تقدم إلى باب الكهف أبو بكر فسلم فلم يردوا ثم عمر فلم يردوا ثم تقدم واحد بعد واحد فسلم فلم يردوا ثم قام علي بن ابي طالب (ع) فافاض عليه الماء وصلى ركعتين ثم مشى إلى باب الغار فسلم باحسن ما يكون من السلام فانصدع الكهف ثم قاموا إليه فصافحوه وسلموا عليه بامرة المؤمنين وقالوا يا بقية الله في خلقه بعد رسوله وعلمهم ما امره رسول الله (ص) ثم رد الكهف كما كان فحملتهم الريح فرمت بهم في مسجد رسول الله (ص) وقد خرج لصلوة الفجر فصلوا معه.

وعن جماعة اخبرنا أبو جعفر محمد بن اسماعيل؟؟؟؟ أحمد البرمكي اخبرنا عبد الله بن داهر بن يحيى الاحمري اخبرنا ابى عن الاعمش اخبرنا أبو سفيان عن انس قال كنت عند النبي (ص) وابو بكر وعمر في ليلة مكفهرة فقال لهما النبي (ص) قوما فاتيا باب حجرة علي (ع) فذهبا فنقر الباب نقرا خفيفا فخرج (ع) متزرا بازار من صوف مرتد يا بمثله ، في كفه سيف رسول الله (ص) فقال احدث حدث فقالا خيرا مرنا رسول الله (ص) ان نقصد بابك وهو بالاثر فاقبل رسول الله (ص) فقال يا أبا الحسن اخبر اصحابك بخبر البارحة فقال انى لاستحي قال صلى الله عليه واله ان الله لا يستحي من الحق قال علي (ع) اصابتني جنابة من فاطمة عليها السلام

١١٥

فطلبت في منزلي ماء فلم اجد فوجهت الحسن والحسين عليهما السلام فابطا علي فاستلقيت على قفاي فإذا بهاتف يهتف يا أبا الحسن خذ السطل واغتسل فإذا انا بسطل من ماء وعليه منديل من سندس فاخذت السطل فاغتسلت منه واخذت المنديل فتمسحت به ثم رددت المنديل فوق السطل فقام السطل في الهواء فسقط من السطل جرعة فاصابت هامتي فوجدت يردها على الفواد فقال النبي صلى الله عليه واله بخ بخ من كان خادمه جبرئيل.

قالوا وحدثنا البرمكي اخبرنا عبد الله بن داهر اخبرنا الجامي اخبرنا محمد بن الفضيل عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن سلمان قال : قال النبي (ص) كنت انا وعلى نورا بين يدي الله عزوجل قبل ان يخلق آدم (ع) باربعة عشر الف سنة فلما خلق آدم قسم ذلك النور جزئين فركبه في صلب آدم واهبطه إلى الارض ثم حمل في السفينة في صلب نوح وقذفه في النار في صلب ابراهيم (ع) فجزءانا وجزء علي والنور الحق يزول معنا حيثما زلنا.

وعن محمد بن عبد الحميد عن ابى جميلة عن ابي بكر الحضرمي عن ابي جعفر (ع) قال من ادرك قايم اهل بيتي من ذي عاهة برئ ومن ذي ضعف قوي ، وعن ابي بكر عن عبد الاعلى بن اعين قال قمت من عند ابي جعفر عليه السلام فاعتمدت على يدي فبكيت وقلت كنت ارجو ان ادرك صاحب هذا الامر ولي قوة فقال اما ترضون ان اعدؤكم يقتل بعضهم بعضا وانتم آمنون في بيوتكم انه لو كان ذلك اعطى الرجل منكم قوة اربعين رجلا وجعل قلوبكم كزبر الحديد لو قذف بها الجبال لقلعتها وكنتم قوما الارض وخزانها.

وعن محمد بن عيسى عن صفوان عن المثنى الحناط عن عمرو بن شمر عن جابر قال : قال أبو عبد الله (ع) ان الله عزوجل نزع الخوف من قلوب اعدائنا واسكنه في قلوب شيعتنا فإذا جاء امرنا نزع الخوف من قلوب شيعتنا واسكنه في قلوب اعدائنا فاحدهم امضى من سنان واجرئ

١١٦

من ليث يطعن عدوه برمحه ويضربه بسيفه وبدوسه بقدمة.

وعن محمد بن عيسى عن صفوان عن مثنى الحناط عن ابى خالد الكابلي عن ابي جعفر (ع) قال : قال إذا قام قايمنا وضع يده على رؤوس العباد فجمع به عقولهم واكمل به احلامهم.

وعن ايوب بن نوح عن العباس بن عامر عن ربيع بن محمد عن ابى الربيع الشامي قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول ان قائمنا إذا قام مد الله لشيعتنا في اسماعهم وابصارهم حتى يكون بينهم وبين القايم عليه السلام بريد يكلمهم ويسمعون وينظرون إليه وهو في مكانه.

وعن موسى بن عمر بن يزيد الصيقل عن الحسن بن محبوب عن صالح ابن حمزة عن ابان عن ابي عبد الله (ع) قال العلم سبعة وعشرون حرفا فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين فإذا قام القائم (ع) اخرج الخمسة والعشرين حرفا فبثها في الناس وضم إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفا.

وعن محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن بن علي عن جعفر بن بشير عن عمر بن ابان عن معتب غلام الصادق (ع) قال كنت مع ابي عبد الله (ع) بالعريض فجاء يتمشى حتى دخل مسجدا كان يتعبد فيه ابوه وهو يصلى في موضع من المسجد فلما انصرف قال يا معتب أترى هذا الموضع قال نعم قال بينا ابي عليه السلام قايم يصلى في هذا المكان إذ دخل شيخ يمشى حسن السمت فجلس فبينا هو جالس إذا جاء رجل آدم حسن الوجه والسمة فقال للشيخ ما يجلسك ليس بهذا امرت فقاما وانصرفا وتواريا عني فلم ار شيئا فقالي ابي يا بني هل رأيت الشيخ وصاحبه قلت نعم فمن الشيخ ومن صاحبه قال الشيخ ملك الموت والذي جاء واخرجه جبرئيل عليه السلام؛ وروى جماعة عن الشيخ ابي جعفر بن بابويه اخبرنا ابي اخبرنا سعد بن عبد الله اخبرنا أحمد بن محمد بن عيسى اخبرنا الحسين ابن سعيد عن عبد الرحمن بن ابي نجران عن عاصم بن حميد عن فضيل

١١٧

الرسان عن ابي جعفر (ع) ان رجلا قال لعلي (ع) يا أمير المؤمنين لو اريتا ما نطمأن به مما انهى اليك رسول الله صلى الله عليه واله قال لو رأيتم عجيبة من عجايبي لكفرتم وقلت‍؟ م اني ساحر كذاب وكاهن وهو من احسن قولكم قالوا مامنا احد الا وهو يعلم انك ورثت رسول الله (ص) وصار اليك علمه قال علم العالم شديد لا يحتلمه الا مؤمن امتحن الله قلبه للايمان وايده بروح منه ثم قال إذا ابيتم الا ان اريكم بعض عجايبي وما اتاني الله من العلم فاتبعوا اثرى إذا صليت العشاء الاخرة فلما صلاها اخذ طريقه إلى ظهر الكوفة فاتبعه سبعون رجلا كانوا في انفسهم خيار الناس من شيعته فقال لهم على (ع) اني لست اريكم شيئا حتى آخذ عليكم عهد الله وميثاقه الا تكفروا بي ولا ترموني بمعضلة فوالله ما اريكم الا ما علمني رسول الله (ص) فاخذ عليهم والميثاق اشد ما اخذ الله على رسله من عهد وميثاق ثم قال حولوا وجوهكم عني حتى ادعو بما اريد فسمعوا جميعا يدعو بدعوات لا يعرفونها ثم قال حولوا وجوهكم فحولوا فاذاهم بجنات وانهار وقصور من جانب وسعير تتلظى من جانب حتى انهم ماشكوا انها الجنة والنار فقال احسنهم ان هذا لسحر عظيم ورجعوا كفارا الا رجلين فلما رجع مع الرجلين قال لهما قد سمعتما مقالتهم واخذي عليهم العهود والمواثيق ورجوعهم يكفرون اما والله انها لحجتي عليهم غدا عند الله فان الله تعالى يعلم اني لست بساحر ولا كاهن ولا يعرف هذا لي ولا لآبائي ولكنه علم الله وعلم رسوله انهاه الله إلى رسوله وانهاه رسوله إلي وانهيته اليكم فإذا رددتم علي فعلى الله رددتم حتى إذا صار إلى باب مسجد الكوفة دعا بدعوات يسمعان فإذا حصى المسجد در وياقوت فقال لهما ماذا تريان قالا هذا در وياقوت فقال صدقتما لو اقسمت علي ربي فيما هو اعظم من ذلك لابر قسمي فرجع احدهما كافرا واما الآخر فثبت فقال عليه السلام ان اخذت منه شيئا ندمت وان تركت ندمت فلم يدعه حرصه حتى اخذ درة فصرها في كمه حتى إذا اصبح نظر إليها فإذا هي درة بيضاء لم ينظر الناس

١١٨

إلى مثلها قط فقال يا أمير المؤمنين اني اخذت من ذلك الدر واحدة وهي معي فقال ما دعاك إلى ذلك فقال احببت ان اعلم احق اهوام باطل قال انك ان رددتها إلى موضعها الذي اخذتها منه عوضك الله منها الجنة وان انت لم تردها عوضك الله منها النار فقام الرجل فردها إلى موضعها الذي اخذها منه فحولها الله حصاة كما كانت قال بعض الناس كان هذا ميثم التمار وقال بعضهم عمرو بن الحمق.

وعن قتيبة بن الجهم قال لما دخل (١) علي عليه السلام إلى بلاد صفين نزل بقرية يقال لها صندودا (٢) فعبر عنها وعرج بنا في موضع ارض بلقع فقال له مالك بن الحارث الاشتر نزلت على غير ماء قال ان الله تعالى يسقينا في هذا الموضع ماء اصفى من الياقوت وابرد من الثلج فتعجبنا ـ ولا عجب من قول أمير المؤمنين عليه السلام ـ فوقف على ارض فقال يا مالك احتفر أنت واصحابك فاحتفر نا فإذا نحن بصخرة سوداء عظيمة فيها حلقة تبرق كاللجين فلم نستطع ان نزيلها فقال علي عليه السلام اللهم اني اسألك ان تمدني بحسن المعونة وتكلم بكلام حسبناه سريانيا ثم اخذها فرمي بها فظهر لنا ماء عذب فشربنا منه وسقينا دوابنا ثم رد الصخرة وامرنا ان نحثو عليها التراب فلما سرنا غير بعيد قال (ع) من يعرف منكم موضع العين قلنا كلنا نعرف فرجعنا فخفي علينا اشد خفاء فإذا نحن

__________________

(١) ذكر حديث الصخرة ابن شهر اشوب في المناقب ص ٤٤٢ من طبع ايران ج ١ وقال انه ذكره اهل السير عن حبيب بن الجهم وابي سعيد التميمي والنطنزي في الخصائص والأعثم في الفتوح والطبري في كتاب الولاية باسناد له عن محمد بن القاسم الهمداني ، وذكره أبو عبد الله البرقي عن شيوخه عن جماعة من اصحاب علي عليه السلام.

(٢) قال : في المراصد (صندودا) قرية كانت في غربي الفرات فوق الأنبار خربت وبها مشهد لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه انتهى. (محمد صادق آل بحر العلوم)

١١٩

بصومعة راهب فدنونا منها ومنه فقلنا هل عندك ماء فسقانا ماء مراجشبا فقلنا له لو شربت من الماء الذي سقانا منه صاحبنا من عين ههنا قال صاحبكم نبي قلنا وصي نبي فانطلق معنا إلى على (ع) فلما بصبر به أمير المؤمنين (ع) قال عليه السلام أنت شمعون قال نعم هذا اسم سمتني به امي ما اطلع عليه احدا لا الله ثم قال ما اسم هذه العين قال عليه السلام عين (راحوما) من الجنة شرب منها ثلثمائة نبي وثلثمائة وصي وانا خير الوصيين شربت منها قال الراهب هكذا وجدت في جميع الكتب اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه واله وانك وصي محمد ثم قال علي (ع) والله لو ان رجلا منا قام على جسر ثم عرضت عليه هذه الامة لحدثهم باسمائهم وانسابهم، وعن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى عن ابيهما عن عبد الله ابن المغيرة عن عبد الله بن مسكان قال : قال أبو عبد الله (ع) في قوله تعالى وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السموات والارض كشط الله لابراهيم السموات حتى نظر إلى ما فوق العرش ثم كشطت له الارض حتى رأى ما تحت تخومها وما فوق الهواء وفعل بمحمد صلى الله عليه واله مثل ذلك واني لارى صاحبكم والائمة من بعده قد فعل بهم مثل ذلك فقال له أبو بصير هل راي محمد (ص) ملكوت السموات والارض كما راى ذلك ابراهيم قال نعم وصاحبكم والأئمة من بعده.

وقال أبو جعفر عليه السلام في قوله تعالى وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السموات والارض كشطت له السموات السبع حتى نظر إلى السماء السابعة وما فيها والارضون السبع حتى نظر اليهن وما فيهن وفعل بمحمد (ص) كما فعل بابراهيم (ع) واني لارى صاحبكم قد فعل به مثل ذلك والأئمة من بعده مثل ذلك.

محمد بن الحسين بن ابي الخطاب وأحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن ضريس الكناسي قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول وعنده اناس من اصحابه وهم حوله اني لا عجب من

١٢٠