المباحثات

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]

المباحثات

المؤلف:

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]


المحقق: محسن بيدارفر
الموضوع : الفلسفة والمنطق
الناشر: انتشارات بيدار
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٠٠

ما يقابل العدم ويقع فيه الشركة فيكون من لوازم واجبيته (٤٦١) ، فتكون ماهيته «يجب لها الوجود» ـ (٤٦٢) هذا الوجود الذي هو مشترك فيه ـ فيكون هذا الوجود من حيث هو كذا (٤٦٣) من لوازم ماهيته [٣١ ب] وكيف لا ـ ونقول : «يجب لها الوجود» كما نقول : «يجب للمثلث مساواة الزوايا لكذا» (٤٦٤).

(٣٨٨) ثم لا تكون (٤٦٥) تلك الماهية مثل الإنسانية وغيرها حتى يقول قائل : «إنه يستحيل وجود لازمها إلا بعد وجودها» لأن اللازم الغير المقوم معلول للماهية (٤٦٦) ، وما لم توجد العلة لم يوجد المعلول.

(٣٨٩) ثم كيف يكون مثلا للإنسان (٤٦٧) وجود قبل الوجود ، حتى يكون علة بذلك الوجود للمعلول الذي هو الوجود؟ فإن هذا إنما يستحيل في ماهيات لا وجوب لها ولا وجود إلا لازما.

(٣٩٠) فالماهيّة (٤٦٨) التي هي الواجبيّة التي معناها «إنما يجب (٤٦٩) لها الوجود من ذاتها» فإما أن تكون نفس الوجود [بشرط مقرون لو أمكن] (٤٧٠) ، أو تكون (٤٧١) معنى لا اسم له يلزمه الوجود ، هذا المشترك (٤٧٢). وأما ما ذلك؟ فلا اسم له وإنما يعرف بما يلزمه كالقوى ، بل هويته : إنه يجب وجوده. كهوية القوى بأنها (٤٧٣) بحيث يجب (٤٧٤) عنها أفعالها.

(٣٩١) فليس لقائل أن يقول : «ماهية الحق الأول (٤٧٥) هل توجد حتى يوجد لازمها فتصير علة للازمها ، فتصير علّة للوجود ، وتكون قد وجدت في حد

__________________

(٤٦١) ل ، ع : واجبية. ه ساقطة.

(٤٦٢) «الوجود» ساقطة من ل.

(٤٦٣) عش : هكذا.(٤٦٤) ل ، عشه : لكذى.

(٤٦٥) ب ن : ثم لم تكون. (٤٦٦) عشه ، ل : الماهية.

(٤٦٧) ل ، عشه : للانسانية (٤٦٨) عش : فاما الماهية التي هى. ل : فاما الماهية هي الواجبة.

(٤٦٩) ل : إنها يجب. عشه : إنها حيث يجب.

(٤٧٠) ل : شرط مقرون لو أمكن. عشه : بلا شرط لو امكن.

(٤٧١) «او تكون» ساقطة من ن. (٤٧٢) ن : المشترك فيه.

(٤٧٣) عش : فانها. ن : انها. (٤٧٤) «يجب» ساقطة من عشه.

(٤٧٥) «الأول» ساقطة من ل ، عشه.

__________________

(٣٩١) راجع الأسفار الأربعة : ١ / ١١١. المباحث المشرقية : ١ / ٣٣.

١٤١

يتقدم وجودها (٤٧٦)؟» فإن من قال هذا يقال له : «ذلك إما موجود لا بوجود يلحقه ـ ليس كالإنسانية التي هي موجودة بأن لها وجودا ـ (٤٧٧) بل هي نفس الموجود (٤٧٨) بلا وجود ملبوس ولا يشترك في هذا شيء ، وهو نفس الواجبيّة ، وهي معنى بسيط ـ وإن كان المعبّر عنه يعبّر بلفظ مركب ـ أو يكون له وجود (٤٧٩) ، فيكون ذلك لازما له حين (٤٨٠) يقال : «يجب له ذلك». أو يوجد الموجود بالمعنى العام ، فيكون ذلك لازما له لا يرفع (٤٨١) عنه ، وإنما هو له بوجود الحق بكونه (٤٨٢) موجودا ، إذ (٤٨٣) جعل أنه موجود (٤٨٤) أصلا» فسئل عنه سؤال التضعيف : «هل هو ذو وجود ، أم لا؟» فسومح بأن له وجودا (٤٨٥) ، أي المعنى (٤٨٦) العام ، علي أنه لازم ، أو نوقش وقيل له (٤٨٧) : «ليس هو موجودا بوجود هو صفة لشيء فيه» ثم بعد هذا ما شئت من موضع التفصيل والتحصيل الدقيق [٣٢ آ] العميق الذي نسئل الله أن نوفق لبلوغ الغاية فيه بحثا وفتشا والتحصيل للحقّ منه نقدا (٤٨٨).

وأما ما يقوله (٤٨٩) فيشبه مأخذه مأخذ المراوضات التي إذا استعملت صير منها إلى اللباب.

(٣٩٢) ط ـ ولعل حل المشرقية التي قبلها أن يقال : إن كانت الجوهرية لازمة للجسم فهي أخصّ من الوجود للجسم. وقلت : «إن علل التخصيص متقدمة» فتكون علة الجوهرية قبل علة الوجود ـ قبليّة الخاصّ للعامّ ـ فهو قبل علل اللوازم التي توجد بعد الوجود كلها.

(٤٩٠) ولعل نتيجة هذا الحل أن علة التخصيص لا تكون متقدمة على علل

__________________

(٤٧٦) ب خ : فى حق ما تقدم وجودها.

(٤٧٧) عشه : وجود.

(٤٧٨) يمكن القراءة فى بـ «الوجود» أيضا.

(٤٧٩) ن : وجود مشترك.

(٤٨٠) ن : حتى.(٤٨١) عشه ، ل : لا يدفع.

(٤٨٢) ل : وكونه. عشه : فكونه.

(٤٨٣) ل ، م ، د : إذا. (٤٨٤) عش : موجودا.

(٤٨٥) عش : وجود. (٤٨٦) ن : بالمعنى.

(٤٨٧) «له» ساقط من عشه ، ل.

(٤٨٨) عشه : بعدا. (٤٨٩) عشه ، ل : ما نقوله. ب مهملة.

(٤٩٠) ل : لعل؟؟؟ ليه هذا.

١٤٢

العام. والوسط في هذا البيان هو أن الجوهرية إذا اخذت لازمة للجسم فهي أخص من الوجود للجسم ، أو لعل معنى هذا (٤٩١) الحل أنه يجوز أن يكون متقدمة بهذا الاعتبار. والوجه الذي شرحه إن لم يرد به إلزام المحال حتى يلزم معه استحالة التقدم.

(٣٩٣) ط ـ ولعل حل الاولى أن علة الجوهرية من حيث هي جسم هي مخصّصة علة الجوهرية ـ من حيث هي علة للجوهرية ـ وإنما يختلفان اختلاف الإنسان والحيوان ، ثم تذكر ما قيل في حل الشبهة الأخيرة.

(٣٩٤) ط ـ الآن (٤٩٢) هذا باب من العلم تحتاج أن تفكر فيه ، ولعلك (٤٩٣) تجد مخلصا إلى اصول كثيرة ، وبذر الزروع يجمع إلى كثرة العدد عظم المعزى ، ففكّر أيّها المتعلم بنفسك وأنا أشركك في الفكر ، وذكّرني بما نتيجة فكرك أذكرك بما نتيجة فكرتي (٤٩٤) ، وليتخلص (٤٩٥) إلى مقصد (٤٩٦) لعلّه ما أقربه وأبعده ، وما أوضحه وأخفاه.

(٣٩٥) فإن أخرجنا من هذه الأفكار شيئا توصلنا إلى معرفة أن علة الجوهر إما جوهر وهو مع ، وأما أعلى من الجوهر هو العلقة (٤٩٧) ، وإليه المضرب ، والواسطة ليس يكون ما هو متأخر أصلا ـ بل مع أو متقدم (٤٩٨) ـ. وعلة كل نوع مخالف له في النوع ، ولعله يوافقه في لازم أو جنس ، ولعل العقل يكون علة للعقل ، والنفس لا يكون علة للنفس ، أو (٤٩٩) الجسم لا يكون علة للجسم ، لكن العرض يكون علة للعرض ، وأن المادة لا تكون علة لشيء في وجوده ـ بل في إمكان وجوده ـ فإن الصورة لا تكون علة للصورة ـ وكلتاهما ماديتان ـ وأن المجرد

__________________

(٤٩١) عشه : معنى أن هذا.

(٤٩٢) ل : إلا أن.

(٤٩٣) ل ، عشه : فلعلك.

(٤٩٤) ل ، ش ، ه :فكري.

(٤٩٥) ل ، عشه : ول؟؟؟ حاصر.

(٤٩٦) عشه : مقصود.

(٤٩٧) عشه ، ل : العلة.

(٤٩٨) عشه ، ل : متقدما.

(٤٩٩) عش ، ل : و.

١٤٣

لا يحل ما فيه إمكان البطلان ، كما لا يحل ما فيه إمكان الانقسام ، كما لا يحل ما فيه إمكان اختلاف بعد اتفاق لا بفصل أو ما يجري (٥٠٠) مجرى الفصل ـ من الأعراض التي (٥٠١) إذا تركّبت بالمعروض بها (٥٠٢) لم يجعل أحدهما الآخر بحال زائدة على (٥٠٣) [٣٢ آ] المقارنة ؛ فقد عملنا (٥٠٤) شيئا كثيرا ، ولعلنا إن فكرنا أكثر وجدنا أكثر ـ فليجتهد.

(٣٩٦) [ولقد أشرت لك] (٥٠٥) إلى مبادي (٥٠٦) وإلى خواتم ، وهو نصف العمل ، وقد بقي علي وعليك الإتمام والنظام ، وأنا لا أظنّ (٥٠٧) بنفسي الوفاء بذلك ـ وإن كنت لا اخيب عنه الشركاء فى النوع ومع ذلك فإني أجتهد مع غلبة الظنّ باليأس ـ وآخذة (٥٠٨) في طريق الاستقصاء ، ولكن نور الله ساطع وهو وليّ الرحمة.

__________________

(٥٠٠) ل : ولا ما يجري.

(٥٠١) «التي» ساقطة من عشه.

(٥٠٢) ل : بالمعروض لها. عشه : بالمعروضات لها.

(٥٠٣) صفحه [٣١ ب] في ب ترك بياضا ولم يكتب.

(٥٠٤) ل : فقد علمنا. عش : لقد عملنا. ه : لقد عملت.

(٥٠٥) ل : ولقد أشرت ذلك. عشه : ولقد كان لك.

(٥٠٦) عشه : مباد.

(٥٠٧) عشه : وأنا أظن.

(٥٠٨) النسخ مهملة عموما.

١٤٤

بسم الله الرحمن الرحيم

رب يسّر

(٣٩٧) الخادم بهمنيار بن المرزبان (١) خادم مولانا الرئيس [السيد الأوحد الأجلّ] (٢) شرف الملك ، فخر الكفاة ـ أطال الله بقاه وأدام رفعته وعلاه ، وكبت حسّاده وأعداه ، خدم نهى (٣) الحضرة بكتاب مطوي على أوراق وأسئلة وشكوك يرجو وصول الجميع إليها وإحاطة العلم الشريف بها ، وكان اقترح فيه على كرمه الإجابة عن تلك المسائل تحت كل فصل من الفصول المودعة تلك الأوراق المقرونة بالكتاب لئلا يشذّ شيء منها عن نظره ، فإن هذه الجوابات التي ينعم بها (٤) ربما يضيع اصول المسائل على أيدي الغلمان ـ كثّرهم الله بدوام إقباله ـ فيقتصر في الجواب على ما يوجد من الجملة ، وربما تحمله كثرة الأشغال على الايجاز.

(٣٩٨) وقد ساء ظنّي أيضا بالكتاب الصادر (٥) أخيرا ، وخيّل إليّ الشيطان ضياعه ـ إمّا لتخلّف حامله وجلافته ، وإما لأنه لا يمكّن من (٦) الوصول إلى حضرته [لبلادته ـ فأردفته بهذه الخدمة ، ومتحمّلها قاصد نفذ إلى حضرته] (٧) من جهتي بهذا الكتاب خاصّة ، وأثبتّ تحتها المسائل [على ذلك النظم] (٨) لينعم بكتب جواب واحدة واحدة منها تحتها على أتمّ شرح ، وأرغب أيضا إلى

__________________

(١) ج : مرزبان.

(٢) ج : السيد السند الأوحد الاجل الاشرف.

(٣) ج : ينهى.

(٤) ج : التي يتضمن لها.

(٥) ج خ : الواصل.

(٦) ج : لا يمكن الوصول.

(٧) ساقطة من م ، د ، ج.

(٨) ساقطة من ج.

١٤٥

كرمه أن ينعم بتسهيل الإذن للمتوسط لئلا يتبرّم بالحجاب [فيستعفي من ما بقي (٨) واضيع أنا في البين ،] (٩) ورأي مولانا الرئيس السيد الأجلّ وليّ النعم ـ أدام الله علاه ـ في الوقوف على هذه الخدمة وتشريفي بالإجابة عنها وتأهيلي لأوامره ونواهيه أعلى ـ إن شاء الله تعالى ـ [٣٣ ب]

(٣٩٩) المسائل ـ وهي ستّة فصول :

(٤٠٠) قيل : «إن المزاج متغيّر ، والشخص الواحد ثابت بالعدد» ما البرهان (١٠) علي إثبات [شخص واحد؟ فإني أقول] (١١) : «إن هذه الأشخاص هي في التغيّر بحسب تغيّر المزاج» والدليل على ذلك الأفعال المتخلفة (١٢) الصادرة عنه بحسب تغيّر المزاج في الخلق والهضم والجذب والدفع والإدراك ـ حتى الإدراك العقلي ، فإن البدن الصحيح أقوى على جميع الإدراكات من المريض.

(٤٠١) فإن قيل : «[إن المتغيّر أو الفاسد] (١٣) من الأمزجة ـ [كالغضبان وكالمريض] (١٤)يعود إلى المزاج الأصلي،وكلى (١٥) المزاجين غريب فما الذي يحفظ الأول؟».

قلت : إن الأرض والماء إذا سخّنا زالت السخونة عنهما لتضادهما (١٦) إلى الحدّ الذي كانت النار الأصليّة تحفظ فيهما السخونة ، فيبقى علي ذلك الحد من السخونة.

(٤٠٢) واريد أن يستعمل معي (١٧) في بيان ذلك غير طريقة الشعور

__________________

(٨) الكلمة مهملة هكذا «بايقى» ولم اتمكن من قراءتها بغير هذا. ثم إن هذه الرقعة غير موجودة الا فى ب ، ج ، د ، م.

(٩) ساقطة من ج. (١٤) ساقطة من ج.

(١٠) ل : ما لبرهان.

(١١) ل : شخص واحد؟ أقول. عشه : شخص وأقول.

(١٢) ل ، عش ، ج : المختلفة.

(١٣) ج : المريض والمتغير والفاسد. ل : ان المتغير والفاسد.

(١٥) ج ، عش : وكلا. ل : فكلا.

(١٦) عش : بمصادهما. ه : لمضادهما.

(١٧) ل : معنى.

__________________

(٣٩٩) يحتمل كون الفصول الستة إلى آخر الرقم (٤٢١) إذا لم نحسب (٤١٥ ـ ٤١٦) سؤالا على حدة.

(٤٠٠) راجع الرقم (٤٥٨) و (٣٥٤) و (١٠١٢).

١٤٦

بالذات ، فإني قد جاربت نفسي في ذلك ، وأظن أنه مغالطة ـ مع صحّته ـ واريد أن أعرفه من طريقة اخرى ليطمئنّ قلبي.

(٤٠٣) ج ط فه ـ ثبات الشيء واحد (١٤) بالعدد ليس هو أنه يثبت واحدا بالعدد بكميّته وكيفيته ـ بل بجوهره ـ.

ثم ثباتي أنا واحدا بإنيّتي الجوهرية ، وأن الموجود أمس لم يهلك ولم يعدم ولم يحدث غيره بالعدد ، وأني أنا ذلك المشاهد لما شاهدت أمس ، والمتذكّر لما نسيته مما شاهدته أمس ـ أمر لا يقع لي (١٥) فيه شك كذلك ولست أنا متكوّنا اليوم ، ولا كان بدني آخر (١٦) ـ فسد البارحة ـ وأني لست أعدم غدا ، ولا يفسد شخصي إن تأخّر أجلي غدا (١٧) ـ حتى يتكوّن جوهر غيري.

فإن كان من أنا عنده (١٨) يظن أنه تكوّن (١٩) اليوم عن مثل له فسد أمس ، وأنه (٢٠) ليس الذي كان موجودا أمس ـ بل كما أنه متجدد الأحوال كذلك هو (٢١) متجدّد الجوهر ـ فليظن ذلك وليره (٢٢) ، وليسأل في موضع آخر زيادة شرح (٢٣) لهذا البيان.

(٤٠٤) قيل (٢٤) : إن النارية في المني والأبدان ليست هي من القلّة (٢٥) بحيث لا يمكنها التفصّي ، وأنا أقول : «إنها لصغر أجزائها لا يمكنها التفصّي» وذلك لأن الأجزاء الصغيرة أقبل للقسر.

ثم لم لا يجوز [٣٤ آ] أن يكون اجتماع الماء والأرض على سبيل النشف ،

__________________

(١٤) ج : الواحد.

(١٥) «لى» ساقطة من ل ، عشه. (١٦) ج : أمر.

(١٧) عشه : غدا إن تأخر أجل. «غدا» ساقط من ج.

(١٨) ب : من أنا عبده. ج : من عنده.

(١٩) النسخ مهملة.

(٢٠) ل : فإنه. (٢١) «هو» ساقط من عشه.

(٢٢) ل خ ، عشه : وليسره.

(٢٣) «شرح» ساقطة من عشه.

(٢٤) «قيل» ساقطة من عشه.

(٢٥) عشه : العلة.

__________________

(٤٠٣) راجع الأسفار الأربعة : ٩ / ١٠٨ والرقم : ٤١٦.

(٤٠٤) راجع الرقم (١٢). والأسفار الأربعة : ٨ / ٢٩ ـ ٣٠.

١٤٧

وتعلّق النار بهما كتعلّقها (٢٦) بالحطب أو بالنورة؟

ولم لا يجوز أن يكون سبب اجتماع الأستقصّات نهاية تحريك الوالد؟ وما الذي يحوج (٢٧) إلى أن يكون هاهنا طبيعة جامعة لها (٢٨) حافظة؟ ولا يمتنع أن يكون سبب اجتماعها ما ذكر ثم يبقي هذا القسر زمانا (٢٩) إلى أن يتحلّل.

ومن الدليل على أنه ليس يحتاج إلى شيء حافظ أنّ جسد الميّت تبقى الأستقصّات مجتمعة فيه زمانا بعد مفارقة النفس ـ وليس هناك حافظ ـ فلو كان سبب هذا الاجتماع النفس لكان وجب (٣٠) أن يتفرق عند الموت ـ وليس الأمر على ذلك (٣١) ـ.

(٤٠٥) ج ط ـ صغر الأجزاء فيما ليس بمغمور من المانع الكثير لا يمنع التفصّي ، الدليل عليه أن المنيّ إذا لم يلتقمه فم الرحم (٣٢) زالت خثورته وخرجت عنه القوة النارية والهوائية وبقي مائيا ، إنما يحتبس الشيء لصغر أجزائه إذا كان الغامر أكثر منه في القدر والقوة ، وليس في المني كذلك.

(٤٠٦) النشف يكون لإخلاء الهواء للماء مكانه الذي وقف فيه لضرورة الخلاء وعدم البدل ، وقد تكلّمنا في الأجوبة : إن للأرضية (٣٣) والمائية جوارا (٣٤) في الملازمة ليس لغير هما لاتفاق الميل.

وتعلّق النار بالحطب (٣٥) من كلام من لا يعرف ، فإن (٣٦) النار تحدث من الحطب ، ثم تفارقه على الاتّصال ـ حدوثا وانفصالا ـ ولا تعلّق هناك البتة ، فليس هناك واحد بالعدد يلزم واحدا (٣٧) بالعدد ، بل هو كالماء الجاري على الاتّصال يتجدد ، والنشف يجري بين الماء والأرض على السبيل المذكورة (٣٨) ، وليس في المني جوهران فقط لهما ميل واحد ، بل جواهر مختلفة الميول ، وكذلك في المتكوّن منه.

__________________

(٢٦) عشه : وتعلق النارية بها كتعلق النار.

(٢٧) «يحوج» ساقطة من عشه.

(٢٨) «لها» ساقطة من عشه.

(٢٩) عشه : زمانا كما يبقى إلى أن يتحلل.

(٣٠) ل خ : ويجب. (٣١) عشه : الأمر كذلك.

(٣٢) عشه ، ل : لم يلتقمه الرحم.

(٣٣) د ، م ، ل : الأرضية. (٣٤) عش : جوازا.

(٣٥) ب ، د : بالحظب. (٣٦) عشه : بأن.

(٣٧) ل : واحد.

(٣٨) عشه : المذكور.

١٤٨

(٤٠٧) وأما حديث كون (٣٩) حركة الأب مؤديا إلى اجتماع الأستقصّات فلعلّ ذلك في اجتماعها (٤٠) في المني ، وقد بقي بعد ذلك ما تجمعه القوة التي في المني ، وحينئذ يتمّ العنصر الحيواني ، فإن المني ليس موضوعا قريبا ؛ ثم حركة الأب (٤١) علة لإزعاج (٤٢) المني إلى السيلان ، لا لتكوين المني ، إنما يتكوّن المني في البيضتين [٣٤ ب] فإذا كثر اندفع ودفع (٤٣) من غير حركة الأب.

(٤٠٨) والذي يقوله (٤٤) من «أن جسد الميّت يبقى منحفظا مدة (٤٥)» فهو كلام يحتاج فيه إلى تمييز ، وذلك لأن الحيوان فيه مزاج وهيئة وقدر من العناصر ما لم يستحل المزاج ومقادير العناصر والهيئة الأصلية فإنه لا يموت ، فإذا مات بقي فيه لون وشكل ليسا هما مما لا ينحفظان (٤٦) إلا بالنفس ، ولا النفس هو فقط حافظ (٤٧) لهما ، بل إن كان ولا بدّ فسبب (٤٨) فاعلي بعيد يؤدي ضرب من حركاته إلي ذلك اللون والشكل ـ كالبنّاء والبيت ـ ثم يكون (٤٩) الحافظ لذلك سببا طبيعيا (٥٠) آخر قد يوجد في الحيوان وغير الحيوان ، فينحفظ في الميّت بحسب الحسّ مدة ما في مثلها يمكن أن [تتحرك العناصر تمام حركات الافتراق.] (٥١)

(٤٠٩) وذلك لأن الجامع إذا خلّى (٥٢) لم يحصل التفرق دفعة ، بل في مدة يمكن أن تتحرك فيها (٥٣) المخلوطات إلى الانفصال ـ حركة سريعة إن (٥٤) كان الغمر قليلا ، أو بطيئة إن كان الغمر كثيرا ـ ويسبق إلى التفصّي فيها (٥٥) ما شأنه

__________________

(٣٩) ل : كونه حركة الأب مؤدية ، عشه : كون حركة آلات مؤدية.

(٤٠) ل : اجتماعهما. (٤١) عشه : آلات. (٤٢) ل خ : لا نر عاج

(٤٣) عشه ، ل : ودفق. (٤٤) عشه : يقول.

(٤٥) عشه ، ل : مدة منحفظا.

(٤٦) عشه : مما ينحفظان. (٤٧) ل ، عشه : حافظا.

(٤٨) فى ب مكتوب فوق الخط : فسببه.

(٤٩) ب ، م ، د : لا يكون.

(٥٠) ل ، عشه : سبب طبيعي.

(٥١) عشه : أن يتحرك تمام الحركات للافتراق.

(٥٢) عشه : خلا. (٥٣) ل : فيه.

(٥٤) عشه : إذا. (٥٥) عشه ، ل : ويسبق إلى الانفصال منها.

__________________

(٤٠٧) راجع الرقم (٤٨٣).

١٤٩

أن يسبق ، ويتأخّر ويبطئ ما شأنه أن يبطئ.

(٤١٠) ولما كان البدن الحيواني مركبا من عناصر متضادة وموضوعا عند الوسط كان المبادر إلى المفارقة هو الجوهر الناري والهوائي ، ويبقى الأرضي والمائي غير سريعين إلى الانفصال لاتّفاق الجهة ، وبالأرضيّة والمائية يمكن أن يحفظ الشكل ـ لا سيّما بحسب الحسّ ـ وكذلك اللون ـ

وإذا اختلطت الأرضية والمائية في قرب الوسط من العالم لم تفارق المائية إلا بالقسر ـ بتصعيد أو نحوه أو نشف من غيره ـ فلهذا يبقى جسد الميت أقرب إلى صورة محفوظة مدة في مثلها تتحرك النارية والهوائية إلى الانفصال ، ثم يبقى مدة اخرى أبعد من تلك (٥٦) الصورة يتصرف في مائيته (٥٧) هواء العالم وناريّته حتى يحلّلها أو ينشّفها.

ولما لم يجب أن يكون مع زوال الحافظ من غير زمان انفصال المجموع ـ بل وجب أن يتوسط زمان فيه تنفصل أجزاء المجموع متحركة ، إذ كل حركة في زمان ، وكل [ـ ٣٥ آ] افتراق بحركة ـ لم يجب أن يكون ثبات الميت زمانا قليلا بحسب الحسّ دليلا على أنه ينحفظ بلا حافظ ، بل هو في طريق الانفصال الذي يتم بحركته ، الذي تتم بزمان. (٥٨)

(٤١١) على أنك ـ إن حققّت ـ لا تجده وقد فارق الحياة وهو في آن من الآنات على ما كان في حال الحياة ـ لا في اللون ، ولا في الشكل فضلا عن غيره ـ بل ذلك بحسب الحسّ ـ وأما في الحقيقة (٥٩) فلعلّه لا انحفاظ ، بل إمعان في التغيّر مستمرّ في جميع مدة فارق (٦٠) فيها الحافظ ، أو في كل آن منه لا تجده كما كان حقيقته (٦١) ـ وإن كان حسا ـ.

_________________

(٥٦) عشه ، ل : مدة اخرى بعد عدم تلك.

(٥٧) عشه ، ل : مائية.

(٥٨) ل : الذي يتم بحركة يتم بزمان ، عشه : الذي يتم بحركة التي يتم بزمان.

(٥٩) عشه : وأما بالحقيقة.

(٦٠) ل : فارقت.

(٦١) ل ، عشه : حقيقة.

١٥٠

(٤١٢) س ط غ وأما ما قيل من «حديث القوة المحركة» فلم لا يجوز (٦٢) أن تكون الصورة الأرضية تمانع مقتضى الكيفية الحاصلة من المزاج كما تمانع عند زجّها أو رميها ؛ فلا تزال تمانعها إلى أن يبطل فعلها ـ كالتمانع الواقع بين النار والماء مثلا ـ فيبطل أحدهما الآخر. (٦٣)

(٤١٣) الميل بالفعل يتبع الكيفية ، ليس يتبع الصورة الذاتية الاولي إلا بتوسّطها ، ولئلا يطول الكلام فليتأمل الزيبق الذي تقتضي صورته الثقل الشديد ، فيسخّن أدنى سخونة عرضية فتحدث فيه السخونة الميل (٦٤) ـ وهو الصعود ـ فيصعد حيا كما هو لم يفسد صورته ، وربما صعد ذرورا (٦٥) إنما يحدث فيه التفرق وإلا فهو زيبق ، ألا ترى أن الجميع يظهر للحسّ؟

وإذا (٦٦) كان كذلك فالميل يتبع المزاج ، ويكون بحسب المزاج الغالب ، والأرض أيضا يمكن أن يصعد أرضا يغسل عنه الإحراق (٦٧) ، فيعود ترابا ، كما كان ، وهذا مما يعرفه أهل التجارب.

فاذا الميل يتبع الكيف لا الصورة ـ وقد طوّلنا في هذا في موضع آخر (٦٨) ـ ولا يستمع إلى من يقول : «إنه يكون في الشيء ميل إلى أسفل وميل إلى فوق (٦٩) لا يتمانعان ولا يبطل أحدهما الآخر (٧٠)» ؛ بل يكون مبدء ميل إلى أسفل ومنع عن أن يميل ، وأحدث في موضوعه (٧١) ميل آخر ، كما يمنع عن أن يبرد عند ما يحدث فيه الحرّ ، فالصورة الموجبة للبرد المحسوس توجب لها الميل السافل

__________________

(٦٢) عشه : ولم لا يجوز. (٦٣) ل ، عشه : بالآخر.

(٦٤) عشه : السخونة فيه الميل. (٦٥) ذرّ ذرورا القرن أو النبات : طلع أدنى شيء

(٦٦) عشه ، ل : فإذا.

(٦٧) ل : يغسل (ويحتمل القراءة : يفسل) عنه الاحتراق فيه الإحراق. عشه : فعل فيه الاحراق. ويمكن القراءة في ب أيضا «يفسل» الفسالة : ما تناثر من الحديد عند الطرق.

(٦٨) عشه : في هذا في مواضع اخرى. ل في هذا مواضع اخرى.

(٦٩) ل+ و. (٧٠) عشه : بالآخر.

(٧١) عشه : إذا حدث في موضوعه. ل : إذا حدث في موضعه.

__________________

(٤١٢) راجع الرقم (٢٠).

(٤١٣) يحتمل أن قوله : «وقد طولنا ... في موضع آخر» إشارة إلى ما مضى في المباحثة الاولى.

١٥١

ويتوسطها (٧١) وكذلك الصورة الموجبة للحرّ المحسوس توجب لها الميل إلى فوق ويتوسطه [٣٥ ب] فإذا منع من (٧٢) أن يبرد تمام ما يحتاج إليه بدخول الضد ، منع عن أن يميل إلي أسفل. وإذا منع أن (٧٣) يسخن تمام ما يحتاج إليه بدخول الضدّ ، منع عن أن يميل إلى فوق ، وإذا تمكّنت فيه هذه الكيفية كان ميله إلى مقتضاها وبحسبها.

ونحن إذا كان الغالب فينا الجزء الثقيل فالغالب فينا المزاج البارد ـ ولا شك (٧٤) فيه ـ ومقتضاه النزول ، وليس مزاجنا (٧٥) مزاجا يقتضي مخالفة الجزء الثقيل ـ بل هو كيفية ملائمة له إلى البرد ما هو ـ ويقتضي النزول ، بل هو ما به يقتضي العنصر الثقيل الميل النازل ، وهذا (٧٦) بحسب أعضائنا ليس بحسب أرواحنا ، فلعلها خفيفة.

(٤١٤) على أن ايرادي الإعياء لم يكن على أنه عمدة الحجّة ، بل على أنه (٧٧) شهادة ما ، والحجّة تتضح دون ايراد الإعياء ، والإعياء خاصّ بالعصب والوتر والعضل ، وبوجه (٧٨) ضرب من سوء المزاج أو التمدد والتفرق (٧٩) ، [يوجب من ذلك اختلاف اقتضاء] (٨٠) الحركة الإرادية والميل الطبيعي المزاجي.

(٤١٥) كنت سمعت مولانا في وقت وقد ناقض علي المعتزلة و (٨١) مذهبهم في إجراء (٨٢) العادة فأنسيته ، فاريد أن يكتب في بعض ذلك جميع ما يمكن أن يقال فيه.

__________________

(٧١) ع ، ه : يتوسطه. ش الفقرة (لها الميل ... توجب) ساقطة منها.

(٧٢) عشه ، ل : عن.

(٧٣) عشه ، ل : منع عن آن.

(٧٤) ل : لا نشك. عشه : لا شك ، (كلاهما بلا واو).

(٧٥) ب : مزاحيا.

(٧٦) عشه ، ل : وهو.

(٧٧) ل : أنها.

(٧٨) ل ، عشه : ويوجبه.

(٧٩) ل+ وال؟؟؟ فر؟؟؟ ق.

(٨٠) عشه : ويوجد من اختلاف اقتضاء. ل : يوجب ذلك اختلاف ويوجد من اختلاف اقتضاء.

(٨١) «الواو» ساقطة من عشه ، ل.

(٨٢) ج : إجزاء.

١٥٢

(٤١٦) ج ط ـ لا أدري أيش أقول ، وكيف يجعلني ذلك المسموع منه ـ مع ايجابه أن كل شخص متبدّل ، وايجابه أن (٨٣) المسموع منه منذ سنتين يكون قد بطل وحصل آخر

(٤١٧) لم تبقي الأستقصات مجتمعة في بدن الميّت ساعة واحدة وليس هناك ما يحفظها؟ ولم تتفرق بعد أيام؟

(٤١٨) ج ط (٨٤) ـ الحق أنه لا تبقى إلا بحسب الحسّ ، وبعد ذلك فالجواب ما كتب (٨٥) في موضع آخر.

(٤١٩) لم يجب أن يكون لكل نوع كالإنسان وسائر الحيوانات علة من خارج؟

ج ط ـ (٨٦) الحديث فيه ما سمع وعلم (٨٧) ، إني أصون (٨٨) الجواب الحق فيه إلى وقت (٨٩).

وأما (٩٠) علي الظاهر : فما هو معلول بنوعه فعلّته من غير نوعه.

(٤٢٠) س ط ـ قيل : «إن الوجود عرض» ثم بيّن أن واجب الوجود (٩١) بذاته ليس بعرض ولا جوهر ، فأيّ فرق بين الوجودين؟

__________________

(٨٣) ل : وايجابه في المسموع.

(٨٤) ب : س ط. وكونه سهوا ظاهر.

(٨٥) عشه ، ج. ل : كتبت.(٨٦) عشه ، ج. ل : كتبت.

(٨٧) «وعلم» ساقط من عشه.

(٨٨) ى : اصور. ج : احول. (٨٩) عشه : وقت ما.

(٩٠) عشه ، ل : فأما. (٩١) ج : وجود واجب الوجود.

__________________

(٤١٦) راجع الأسفار الأربعة : ٩ / ١٠٨. والرقم (٤٠٣).

(٤١٧) السؤال راجع على الأظهر إلى قول الشيخ بكون فاعل المزاج وحافظه قوى النفس. راجع الرقم (٣٤٧) و (٤٠٩).

(٤١٨) مضى آنفا.

(٤٢٠) السؤال والجواب تكرر في (٧٨٩).

١٥٣

(٤٢١) ج ط ـ الوجود عرض في الأشياء التي لها ماهيات يلحقها [٣٦ آ] الوجود ـ مثلا المقولات العشر ـ فأما الذي هو موجود بذاته ـ لا بوجود يلحق ماهيته لحوق أمر غريب غير مأخوذ في الحدّ ـ فليس له وجود هو به موجود ـ فضلا عن أن يكون عارضا له ـ بل هو موجود بذاته واجب أن يكون كذلك.

وإذا قيل له : «واجب الوجود» فهو لفظ مجاز ، ومعناه أنه واجب أن يكون موجودا ـ لا أنه يجب الوجود لشيء موضوع فيه الوجود (٩١) ، يلحقه الوجود على وجوب أو غير وجوب ـ.

(٤٢٢) ط ـ كلام في الإعادة :

إذا كان الوقت ليس إلا عرضا يوقّت به فمن يجوّز الإعادة على كل عرض [يجب أن يجعل بحيث يجوز أن يعاد الشيء] (٩٢) الموجود في وقت ما ، ويعاد الوقت ، فيكون الشيء والوقت واحدا بالعدد بعينه ، فلا يكون هناك عود ـ لأن العود يقتضي اثنينية الوقت بالعدد ، فالموجود في وقت واحد غير عائد ـ. وأما القائل منهم بالتفصيل ـ وتجويز ذلك في أشياء دون أشياء ـ مؤاخذ بأشياء يطول ذكرها ـ.

(٤٢٣) علي أن الحق أن الفطر العقلية الصحيحة لا تحتاج إلى أن تتجشّم (٩٣) الاحتجاج في إبطال هذه المقالة ، فإن هذا التجشّم فضل (٩٤) ، وإن (٩٥) صريح العقل يحكم بأن ما فات (٩٦) وعدم فقد فات ، وأن العود إنما هو لثابت موجود إلى مثل حالة كان عليها ، وأنه حيث لا موجود ثابت الوجود في حال واخرى مثلها فلا عود ، وأن ما عدم فإنما يحدث مثله لا هو ـ حكما لا يشك فيه ؛ وإذا عرض الشك فيه فقد

__________________

(٩١) عشه : للوجود. (٩٢) ج : يجب أن يجوز الاعادة على الشيء.

(٩٣) ل : إلى أن تجشم. عشه : إلى تجشم. ب : الا أن تتجشم.

(٩٤) ل : مطل. وفى ب كتب فوقه مصل (مهملة).

(٩٥) عشه : فان.

(٩٦) عشه : من مات. ل : ما مات.

__________________

(٤٢٢) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ١ ، ف ٥ ، ص ٣٦.

١٥٤

مرض وجرّ إلى شيء يتحيّر فيه ويساعد.

(٤٢٤) ومثل هذا كثير ، فإن من جملة الأشياء التي في الفطرة ما قد يضلل (٩٧) عنه الذهن ، كما ضلل ذهن من جوّز حالا بين طرفي النقيض ، كما أن من (٩٨) جملة ما ليس في الفطرة ما يحسب أنه في الفطرة.

وإنما تسلم في هذا المضيق (٩٩) الأذهان الثاقبة (١٠٠) المحفوظة بعناية الله تعالى المشتملة على الكل ، ولا يفوتها شيء منها ـ بل من نفسه ولسوء استعداده أو لكثرة (١٠١) عوائقه ـ.

(٤٢٥) بعض الماهيات هي لغيرها وبعضها ليس (١٠٢) لغيرها. فإن ماهيّة (١٠٣) البياض لغير البياض ـ وهو الموضوع ـ وماهيّة الجسم لغير الجسم ـ وهو الهيولى [٣٦ ب].

(٤٢٦) ط ـ كل معقول فإن حقيقته مصوّرة فيما يعقله ، وهي حاصلة لما يعقله (١٠٤) وإن كان لا ينعكس ـ فليس كل ما يحصل حقيقته لشيء (١٠٥) يصير به الشيء عاقلا ، بل يحتاج لا محالة إلى شرط زائد على هذا القدر ، فإن الحقائق قد تكون متخيّلة وقد تكون في الأعيان الخارجة محسوسة ، أو غير محسوسة ولا معقولة ؛ وهذا القدر هو (١٠٦) أن يكون على تحصيل ما.

(٤٢٧) ط ـ من شأننا أن نعقل أنفسنا (١٠٧) ـ سواء كان طبعا أو كسبا ـ فبعض

__________________

(٩٧) ع خ : ظلل. (٩٨) عشه ، ل : في.

(٩٩) ج : الضيق.

(١٠٠) عشه : الثابتة المحفوظة. ل : الثابتة فيه المحفوظة ل خ : الباقية المحظوظة.

(١٠١) ل : أو كثرة. (١٠٢) ل ، عشه : ليست.

(١٠٣) عشه : فإن ماهيات. ج : ماهية.

(١٠٤) ل : له لما يعقله. ع ، ه : له بما يعقله. ع خ : له كما يعقله. ش : له بما لا يعقله.

(١٠٥) «لشيء» ساقطة من عشه.

(١٠٦) د ، ج : وهو. (١٠٧) ل ، ع خ : من شأنها أن يعقل أشياء.

__________________

(٤٢٧) راجع الرقم (٤٤٣). والأسفار الأربعة : ٨ / ٢٧٠. والمبدأ والمعاد لصدر المتألهين : ٢٨٨. والشفاء :

الإلهيات : م ٨ ، ف ٦ ، ص ٣٥٧.

١٥٥

الأشياء يعقل ذاته وجوهره ، وما يعقل شيئا فحقيقة ذلك الشيء حاصلة له (١٠٨) ، فحقائق ذواتنا حاصلة لها (١٠٩) ، وليس مرّتين ـ فإن حقيقة الشيء مرة واحدة ـ وليس نفس الوجود ـ فهذا لكل شيء ، وليس كل شيء يعقل ذاته (١١٠) ؛ فهذا (١١١) إذن هو أن حقائق جوهرنا (١١٢) الأصلية ليست (١١٣) لغيرها.

(٤٢٨) وهذا معنى قولهم : «كل ما يرجع على ذاته فهو عقل (١١٤)» أي تكون ماهية ذاته ـ التي بها هي بالفعل (١١٥) ـ لذاته ، ليست لغيره ، ونحن نعقل جوهرنا فجوهرنا ماهيته لذاته ليست لغيره (١١٦).

(٤٢٩) ليس يجوز أن يكون أصل حقيقتنا له بالقياس إلى نفسه أنه موجود ـ الوجود الذي له ـ ثم له بالقياس إلى نفسه أنه معقول بزيادة أمر على أنه موجود الوجود الذي له ، على أنهما اثنان ، فإن حقيقته لا يفرض (١١٧) لها مرة «شيء» ومرة «ليس ذلك الشيء» وهي واحدة في وقت واحد ، فليس لكونها معقولة زيادة شرط على كونها موجودة ، وجودها الذي لها ، بل زيادة شرط على الوجود مطلقا ، وهو أن وجود ماهيتها التي بها (١١٨) هي معقولة حاصل

__________________

(١٠٨) عشه : له حاصلة.

(١٠٩) ع خ ، ه ، ش : لنا.

(١١٠) ى+ فهذا لذاته ليست لغيره ـ ونحن نعقل جوهرنا. فجوهرنا ماهية لذاته ليست لغيره.

(١١١) «فهذا» ساقطة من ل.

(١١٢) ج : جواهرنا.

(١١٣) ل ، عشه : ليس.

(١١٤) ج : عقلي.

(١١٥) عش : التي لها هى بالعقل. ه : التي لها وجود هي بالفعل.

(١١٦) هناك حاشية توجد فى جميع النسخ. إلا أن فى ب كتبت فى الهامش بلا علامة فحسبها النساخ من المتن أحيانا. فادرج فى م ود وج في المتن. وهي هذه : (ل : حاشية الكتاب. عشه : حاشية) هذا الكلام عكس كلامه في «أن المجرد يعقل ذاته» [لأن الباري والامور المفارقة لما كانت مجردة وجب أن يعقل ذواتها. ولم يلزم من مجرد هذا الدعوى أن عكسه واجب (عشه : ولم يلزم من بيان ذلك لزوم عكسه)] ؛ وهو «أن كل ما يعقل ذاته فهو مجرد» ؛ لأن الكلية الموجبة لا تنعكس كلية [في جميع المواضع (غير موجود فى عشه)] فتبين بهذه الاصول [أنها تنعكس هاهنا كليه (عشه : ذلك)] ؛ وهو «إن كل ما يدرك ذاته فماهيته له (عشه ، ل+ وكل ما ماهيته له) فهو مجرد (عشه+ تمت)».

(١١٧) ل ، عشه. ج : لا يعرض.

(١١٨) عشه : لها.

١٥٦

[٣٧ ب] لها (١١٩) في نفسها ليس لغيرها.

(٤٣٠) وهذا أجلّ (١٢٠) ما أعرفه في هذا الباب ويحتاج إلى تصور (١٢١) فإن الامور التصديقيّة قد يحيرّ عنها (١٢٢) فقدان التصور ، فإذا تمكّنت النفس من (١٢٣) التصور سارع إليها التصديق.

(٤٣١) ط ـ كل ما ماهيّته له فإنه لا يعدم ، لأن كونه بالقوة في وجوده يستحيل ، لأنه إذا كان بالقوة كانت ماهيته لغيره (١٢٤). وأما قبل حدوثه فإنما كانت قوته في هيولاه ، وإذا استحالت قوته في هيولاه (١٢٥) كان استحالة للهيولى ، ولم يكن هو بالقوة أصلا ، كان شيئا هو ممكن أن يكون هو ، قد صار هو ، بل كان شيئا يمكن أن يوجد هو له ويوجد معه ، وكان الإمكان في ذلك الشيء ؛ وإذا (١٢٦) وجد جوهره فإمكان عدم جوهره إن لم يكن أصلا لم يعدم ، وإن كان إمكان عدمه في غيره حال وجوده فإمّا أن يكون على أنه يعدم عنه ، أو يعدم معيته له (١٢٧) ـ فهذا ممكن.

(٤٣٢) وليس هذا كالوجود ، لأن الموجود ، في غيره موجود في نفسه ، وليس المعدوم في غيره معدوما في نفسه ، فإمكان الوجود في غيره هو إمكان وجود (١٢٨) نفسه ، وليس إمكان العدم في غيره إمكان العدم في نفسه ولا مقتضيا له.

(٤٣٣) إن كان التعقل هو أن يحصل للعاقل حقيقة المعقول ، فإذن يحصل لنا

__________________

(١١٩) ل : حاصل فى نفسها.

(١٢٠) عشه : أصل.

(١٢١) ل ، عشه : إلى أن يتصور.

(١٢٢) ل : قد يحبر عنها. عشه. قد؟؟؟ ر. مهملة.

(١٢٣) عشه : في.

(١٢٤) عشه : لغيرها.

(١٢٥) ل : هيولا.

(١٢٦) عش : وإذ.

(١٢٧) عشه :؟؟؟ عينه له ج : تعينه له.

(١٢٨) عشه : وجوده في نفسه.

__________________

(٤٣٠) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٨ ، ف ٦ ، ص ٣٥٧. والرقم (٤٣٣).

(٤٣١) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٨ ، ف ٤ ، ص ٣٤٦.

(٤٣٣) راجع الرقم (٤٩٣) و (٤٣٠).

١٥٧

إذا عقلنا الإله والعقول الفعّالة حقائقها ، (١٢٩) فلكل منها إذن (١٣٠) حقيقتان ، فلم لا يجوز أن يحصل لذواتنا أيضا حقيقتان ـ وهناك يجوز ـ؟

(٤٣٤) إذا أمكننا أن نعقل المفارقات (١٣١) تصورت حقائق لها في نفوسنا فتكون لها حقيقتان : حقائق لها في أنفسها لأنفسها (١٣٢) ـ وهي بها مفارقة (١٣٣) ـ وحقائق مصورة (١٣٤) فيناهي لنا ، فلذلك هذه (١٣٥) ليست بعقول.

(٤٣٥) ثم إنّا نشعر بذواتنا ولا أدري «هل هو تعقّل ، أو إدراك آخر؟» وإنما يمكن أن نحقق أنّا نعقل إذا بينّا إن لنا حقيقة ذواتنا ، فإن (١٣٦) أمكن إن تبيّن أن لنا حقيقة ذواتنا من دون وساطة التعقّل فما الحاجة إلى (١٣٧) أن نقول : إنّا نعقل ذواتنا ؛ ونتوصل منه إلي أن لنا حقيقة ذواتنا؟ وإن لم يكن (١٣٨) حصل دور.

(٤٣٦) ليس يتعلّق الكلام بالتعقّل (١٣٩) أو (١٤٠) الشعور ، بل بكل إدراك كان ، فإنه ملاحظة لحقيقة الشيء لا من حيث هي خارجة ، ولو كانت خارجة لم تكن الامور المعدومة تعقل ، بل هي فينا ، وليس [٣٧ ب] الملاحظة وجودا لها ثالثا (١٤١) بل نفس انتقاشها فينا ، وإلا (١٤٢) لتسلسل إلى غير النهاية (١٤٣) ، إلا أنّا على سبيل التوسّع نقول : «نلاحظ حقائقها» تشبيها بالمحسوسات على مجرى العادة

(٤٣٧) وعند التحقيق المحسوسات أيضا ملاحظتها حصول (١٤٤) حقائقها التي هي بها محسوسة لنا ، حتى تصير الخارجة بها ملاحظة (١٤٥).

_________________

(١٢٩) «حقائقها» ساقطة من عش ، وفي ل : حقائقها كذا وجوبه وفيه حلل.

(١٣٠) «اذن» غير موجود فى ل ، عشه.

(١٣١) ل خ : المفارق.

(١٣٢) ل ، عشه : حقائق لأنفسها في أنفسها.

(١٣٣) ل : مفارق. (١٣٤) ل ، عشه : متصورة.

(١٣٥) عشه ، ل : هي. (١٣٦) عشه : فإذا.

(١٣٧) عشه : في. وفي ل أيضا كذلك غير أنه استدرك فوق الخط.

(١٣٨) عشه ، ل : لم يمكن.

(١٣٩) ل : بالتعلق. (١٤٠) عشه : و.

(١٤١) ل : ثالث. (١٤٢) ل : ولا.

(١٤٣) عش : غير نهاية. ج : لا نهاية.

(١٤٤) ل ، ه : أيضا حصول.

(١٤٥) عشه : حتى يصير بها الحاسة ملاحظة.

١٥٨

(٤٣٨) أحسب إنا نعقل ذواتنا ، ولم يتبيّن بعد أنه هل يجوز أن نعقل بآلة جسمانية ، أم لا؟ و (١٤٦) هل القوة العقلية في جسم ، أم لا؟ فلم لا يجوز أن تحصل قوتي (١٤٧) العاقلة في قوتي (١٤٨) الوهمية؟ فتشعر قوتي (١٤٩) الوهمية بها؟ كما أن القوة العاقلة تشعر بالقوة الوهمية ، فلا تكون ذات القوة العقلية مني حاصلة لذاتها بل [لغيرها ، كما أن القوة الوهمية مني ليست هي (١٥٠) حاصلة لذاتها ، بل] (١٥١) مثلا (١٥٢) للقوة العاقلة (١٥٣)

(٤٣٩) فينا أو (١٥٤) لنا نحن (١٥٥) قوة ندرك بها المعاني الكلية وما يجري مجراها ، واخرى تدرك الجزئيات. والكلي من القوة التي بها [ندرك الكلي [ندرك] (١٥٦) بما يدرك] (١٥٧) به الكلي ، وذلك سمّه ما شئت ، لكنّا نسميه «القوة العقلية».

(٤٤٠) ولا يخلو إما أن يعتبر الشعور أو الإدراك العقلي ـ وقد عرف (١٥٨) ما يوجبه الإدراك العقلي ـ فأما الشعور فأنت إنما تشعر بهويتك ، لست إنما تشعر بشيء من قواك ـ حتى تكون هي المشعور بها ، فحينئذ لا تكون شعرت بذاتك ، [بل بشيء من ذاتك (١٥٩) ، ولو شعرت (١٦٠) ذاتك لا بذاتك] (١٦١) بل بقوة كحسّ أو تخيّل (١٦٢) لم يكن المشعور بها (١٦٣) هو الشاعر ، ومع شعورك بذاتك [تشعر أنك إنما تشعر] (١٦٤) بنفسك ، وأنك الشاعر بنفسك.

(٤٣٨) راجع الأسفار الأربعة : ٨ / ٢٧٤.

__________________

(١٤٦) ل ، عش : أو ه : أم.

(١٤٧) عشه : قوى.(١٤٨) عشه : قوى.

(١٤٩) عشه : قوى. ج : القوى.

(١٥٠) «هي» ساقطة من عشه ، ل.

(١٥١) ساقطة من م ، د ، ج.

(١٥٢) «مثلا» غير موجودة فى ل ، عشه.

(١٥٣) عشه : العقلية. (١٥٤) د ، ج : إذ.

(١٥٥) عشه ، ل : أو نحن. وفي ب أيضا كتب كذلك ثم صحح ومحي «أو».

(١٥٦) اضافة من ى وغير موجودة في النسخ.

(١٥٧) ل ، عشه : التي يدرك بها الكلي يدرك بما يدرك. والنسخ مهملة عموما.

(١٥٨) ل ، ه : وقد عرفت.

(١٥٩) ج : قوة ذاتك. (١٦٠) ل : ولا شعرت.

(١٦١) ساقطة من عشه. (١٦٢) ل : تخيل ما.

(١٦٣) ج : به. (١٦٤) ل : انك انما؟؟؟ شعر.

١٥٩

(٤٤١) ثم إن كان الشاعر بنفسك قوة هي في نفسك وقائمة بها فيكون وجود نفسك بقوتها لنفسك ، ويرجع (١٦٤) علي نفسها مع القوة ولا يكون لغيرها ، وإن كانت تلك القوة قائمة بجسم ، ونفسك غير قائمة في ذلك الجسم ؛ فيكون الشاعر ذلك الجسم بتلك القوة لشيء مفارق بصور اخرى ، ولا يكون هناك شعور بذاتك بوجه ، ولا إدراك لذلك (١٦٥) بخصوصيّتها ، بل يكون جسم ما يحسّ بشيء غيره ، كما تحسّ بيدك ورجلك (١٦٦).

(٤٤٢) وإن كانت نفسك بتلك (١٦٧) القوة [٣٨ آ] قائمة في ذلك الجسم فتكون النفس وقوتها وجودهما لغيرهما ، فلا تكون النفس بتلك القوة تدرك ذاتها ولا ذلك الجسم ، لأن ماهية القوة والنفس معا لغير هما ـ وهو ذلك الجسم ـ

وإن كان جوهر النفس هو القوة التي بها تدرك فليسا يفترقان (١٦٨) ـ فهل هاهنا جواب أبين منه (١٦٩) ، أم لا؟

كل هذا حق مبين. (١٧٠)

(٤٤٣) قيل : «إنّا نعقل أنفسنا ، وكل ما يعقل شيئا فحقيقته حاصلة له ، فحقيقة ذاتنا (١٧١) حاصلة لنا» فما معنى قوله : «ما يعقل شيئا حقيقته (١٧٢) حاصلة له»؟

ج ط ـ الجواب ما تقدّم.

(٤٤٤) وما يدرينا أن شعورنا بذاتنا هو تعقّلنا له؟ فعسى هو إدراك آخر

__________________

(١٦٤) ل :؟؟؟ قو؟؟؟ ها إلى نفسك فيرجع.

(١٦٥) عشه ، ل : لذاتك.

(١٦٦) ل : بيدك رجلك. عشه : برجلك ويدك.

(١٦٧) د ، م : كانت بتلك. ج : كانت تلك.

(١٦٨) هنا فى ل وعشه علامة السؤال «س».

(١٦٩) ل : جواب أحق وأبين منه. عشه ، ل خ : جواب أحق وأبين من هذا.

(١٧٠) عشه : هذا كله حق مبين. ج : كل منهما حق مستبين.

(١٧١) ل : فحقيقة نفسنا. عشه : فحقيقة ذواتنا.

(١٧٢) ل ، عشه : فحقيقته.

__________________

(٤٤٣) راجع الرقم (٤٢٧)

(٤٤٤) راجع الأسفار الأربعة : ٨ / ٢٧٠.

١٦٠