المباحثات

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]

المباحثات

المؤلف:

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]


المحقق: محسن بيدارفر
الموضوع : الفلسفة والمنطق
الناشر: انتشارات بيدار
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٠٠

بسم الله الرحمن الرحيم (١)

ربّ يسّر (٢)

(٢١٠) أما قوله : «إن البسائط تصدر عنها أفعال مختلفة صدورا أوليّا».

(٢١١) ج ـ فذلك في موضوعات مختلفة ذوات استعدادات مختلفة ، والقوّة المحركة والمغذّية تتصرّف في موضوع واحد.

(٢١٢) ط ـ وأما قوله : «إن النفس كافية في جميع أفعالها».

(٢١٣) ج ـ فيتذكر (٣) فساده بما يتحقّق من أن الصور والمعاني الجسمانيّة لا تدرك إلا بآلة جسمانيّة ، والمجردة الكليّة لا تدرك بآلة جسمانية ، والنفس الواحدة ينسب إليها الأمران جميعا ولا تصلح أن تكون جسمانيّة ماديّة وغير جسمانيّة.

(٢١٤) ومن الدليل على فساد هذا الرأي أن الإنسان عنده صور متخيّلة (٤) ومذكورة محفوظة [٢٠ ب] وقد يتأدّى إليه من الحسّ ما يذهل عنه وهو يدركه ضرب (٥) من الإدراك.

__________________

(١) غير موجود فى م ، ل ، عشه ، ر.

(٢) غير موجود فى م ، د ، ل ، عشه. ر : كلام الشيخ من خطه.

(٣) ش : فنذكر. ر : فسنذكر. ب مهملة.

(٤) ب : متجلية.

(٥) ر ، ل ، عشه ، ى : ضربا.

__________________

(٢١٠) تكرر هذا السؤال والجواب في الرقم (٨٤٩) فراجع.

(٢١٢) تكرر السؤال والجواب في الرقم (٨٥٠) فراجع.

١٠١

(٢١٥) فهذه الصور لو كانت منطبعة في النفس لم يجز أن يقال : إنها مرة [حاضرة ومرة غير حاضرة (٥) ، [ومرّة خاطرة بالبال ومرّة غير] (٦) خاطرة] (٧) فان الخطور (٨) ليس أمرا غير حصول الصورة بالفعل ، فبقي أنها في حال الغفلة تكون غير حاضرة للنفس ، فلا تخلو إما أن تكون حاضرة لقوة أخرى نفسانيّة حافظة لها أو منمحية أصلا ، ولو كانت منمحية لكان لا يقع خطورها بالبال إلا على الوجه الذي حصلت عليه أولا حين كانت موجودة بالقوة ، فأوردها (٩) الحسّ ، فإذا ليست كذلك فهي موجودة بالفعل عند بعض القوى.

(٢١٦) ط ـ (١٠) وقوله : «إن الظن للقوة الخيالية» إن عنى به الظنّ الذي في قضايا كلية الحدود فقد جعل الكلي متصورا في آلة جسمانية.

(٢١٧) (١١) وقوله : «لعل المزاج واسطة وقوة للنفس بها تفعل أفاعيلها».

(٢١٨) ج ـ يجب أن تعلم أن المزاج معين إلا أنه ليس هو الفاعل القريب المتوسط بين النفس والبدن أو نفس النفس ، وذلك لأن موجب أمزجة الحيوان أو موجب موجب أمزجة الحيوان حركة أو سكون متعيّن (١٢) يطرء عليه تحريك مخالف له (١٣) قاسر إياه مؤذ (١٤) له ، فهو عن مبدء آخر ، لا سيّما والتنازع ثابت عند تحريك النفس ، ولو كان اللمس بتوسّط (١٥) المزاج. ومن المعلوم أن صحّة المتوسّط شرط في تمام الفعل ، والمزاج الصحيح لا يحس إلا بأن يستحيل ،

__________________

(٥) «ومرة غير حاضرة» ساقطة من ر.

(٦) ساقطة من م ، د.

(٧) ل : ومرة غير خاطرة بالبال ومرة خاطرة.

(٨) عشه : فان الحضور ، ع خ : فان الخطور.

(٩) ر : فأورده.

(١٠) عشه+ نسخة جواب بخطه. ر+ وبخطه.

(١١) عشه+ وبخطه أيضا.

(١٢) ل : معين.

(١٣) الموجود فى نسخة (ر) إلى هنا وكان بدءها من الرقم (١٤٢).

(١٤) عشه ، ل ، مهملة

(١٥) ل : يتوسط.

__________________

(٢١٧) يظهر أن السؤال راجع إلى اثبات القوى للنفس. راجع الشفاء : النفس ، م ١ ، ف ٤ ، ص ٢٧.

١٠٢

ولذلك (١٦) لا يحسّ بالمثل ؛ فتكون إذن الآلة مزاج مستحيل (١٧) عن الصحّة.

(٢١٩) ثم إنما المدرك الأول هو الأثر الذي يحصل في الآلة وهو نفس هذا المزاج ؛ فيكون المزاج إنما يدرك نفسه ، وكان لا يدرك مثله ـ فضلا عن نفسه (١٨) ـ فالمدرك غير المزاج ، بل هو المدرك الطاري (١٩).

(٢٢٠) ط ـ و (٢٠) قوله : «لعل هيئة الاجتماع تحفظ المزاج قياسا على الأبنية» قول من لا يعلم أن الأبنية إنما تنحفظ على أشكالها لأن وضع أجزائها وضع ميلة في جهة واحدة [٢١ آ] يتعاون بذلك على الثبات ، والاستقصات متضادة القوى مأسورة ، مقسورة على الاجتماع ـ لو لا سبب (٢١) من خارج يقسرها على الاجتماع لتباينت ولم تغن (٢٢) هيئة الاجتماع كما يعرض بعد الموت.

(٢٢١) ط ـ و (٢٣) يجب أن يعلم أن المزاج كيفية واحدة واقفة على حدّ ، ليس المزاج مجموع كيفيات كل واحد منها له حكم في نفسه ، ويصدر عنه فعل في نفسه ، فإن القوى إذا كانت على هذه الصفة لم يسمّ مجموعها مزاجا ، فالمزاج ـ برد أو حرّ أو يبس أو رطوبة ـ على حدّ يجب عنه في موضوعات فعله الفعل الذي (٢٤) ينسب إليه مقصّرا فيه ، والحرارة الغريزيّة آلة من آلات النفس لكن (٢٥) في أن تفرق الغذاء وتنضجه (٢٦) ، وأما إحالته إلى المشاكلة فليس من أفعال الحرارة بوجه ، بل ذلك لقوة اخرى.

__________________

(١٦) عشه : وكذلك.

(١٧) ى : مزاجا مستحيلا.

(١٨) ع خ ، ش : فضلا عن أن يدرك نفسه بحواس نفسه.

(١٩) ل : هو الطارى المدرك الطارى. (٢٠) عشه : وبخطه.

(٢١) عشه : شي من خارج. ع خ : سبب. ل : سببا.

(٢٢) ى : ولم تفن هيئة اجتماعها. ب ، ع ، مهملة.

(٢٣) ل : وبخطه. (٢٤) عشه : فعله العقل ينسب.

(٢٥) «لكن» ساقطة من ى. (٢٦) ى : تهضمه.

__________________

(٢٢٠) الأظهر كون السؤال شبهة على ما استدل به الشيخ في اثبات النفس بأن «المزاج واقع فيه بين أضداد متنازعة إلى الانفكاك ، إنما يجبرها على الالتئام والامتزاج قوة غير ما يتبع التئامها من المزاج». (الإشارات : النمط الثالث ، ف ٣).

١٠٣

(٢٢٢) أرجع إلى ألفاظ حكيت مختلّة (٢٧) :

(٢٢٣) قال (٢٨) : [«الشك في أن الكيفية لم لا يجوز أن يكون] (٢٩) سببا للإدراك والتوكيد (٣٠) ، والمعلول قد لا يكون من جنس العلة؟» هذا كلام مختلّ ، فإنه لم يعوّل في ذلك على أن الكيفيّة المزاجية إنما لا تكون سببا للإدراك ، لأنه مخالف له.

(٢٢٤) س ط ـ (٣١) قيل في كتاب الشفاء عند الكلام في بقاء النفس : «محال أن تفيد الأعراض (٣٢) والصور (٣٣) القائمة بالمواد وجود ذات (٣٤) قائمة بنفسها لا في مادة ووجود جوهر مطلق».

قال أبو القاسم : «لم هو محال؟» قلنا : لأن الصور (٣٥) الجسمانية تفعل بتوسط المادة ، وذلك يتم بوضع.

(٢٢٥) قال : «إنه (٣٦) كما يجوز صدور الجسم عن العقل ، كذلك يجوز صدور العقل عن الجسم ، فليس يجب أن يكون المعلول من جنس العلة».

(٢٢٦) ج ط ـ أما «إن هذا لم هو محال»؟ فهو ممّا يتبين (٣٧) في العلم الأعلى وهو موضوع في علم الطبيعة ؛ وإنما هو محال لأن الوجود معنى يقع على الأشياء بتقدم وتأخّر ، وبعض المعاني (٣٨) حظّه من الوجود آكد مثل الجوهر والقائم

__________________

(٢٧) ل خ ، ع خ ، ه : مختلفة. (٢٨) عشه ، ل : فان.

(٢٩) ل خ : التشكك في أن الكيفية لم لا تكون.

(٣٠) عشه ، ل ، ى : التوليد.

(٣١) عشه+ مسئلة بخط عبد الملك.

(٣٢) ل : للاعراض.(٣٣) عشه : الصورة.

(٣٤) ل خ : وجودات. (٣٥) ل : لم هو هو محال. قلنا لان الصورة.

(٣٦) عشه : كما انه.

(٣٧) عش : بما يبين. ل ، م ، د : يبين. النسخ مهملة.

(٣٨) ى : وبعض الوجود

__________________

(٢٢٣) السؤال راجع على ما هو الأظهر إلى الاستدلال بالإدراك لكون النفس غير المزاج. راجع الإشارات ، الفصل السابق (الشرح : ٢ / ٣٠١).

(٢٢٤) الشفاء : النفس : م ٥ ، ف ٤ ، ص ٢٠٢. راجع أيضا الرقم (١٠٣).

١٠٤

بنفسه ، وبعض المعاني وجوده في الدرجة المتأخرة ، وكلّ ما هو علّية (٣٩) بالذات فإن حظّه من الوجود إمّا مساو لحظ (٤٠) المستفيد منه ـ إن أمكن ذلك ، وإما أسبق منه وآكد.

(٢٢٧) فما ليس له من الوجود حظّ القوام بنفسه فليس يجوز أن يكون غيره ينال منه حظّ القوام بنفسه (٤١) ، [لا لأن المعلول يجب أن يخالف [٢١ ب] العلة ، (٤٢) بل] (٤٣) لأن المعلول يجب أن لا يكون آكد وجودا من العلة.

(٢٢٨) [والذي قلتم (٤٤) في جوابه فهو حسن أيضا. وليس معنى ما قلتم ما ذهبتم أنتم وهو إليه ، بل إذا كانت الصورة] (٤٥) قائمة بالمادة كان (٤٦) مصدرا لأفعال عنها قوامها و (٤٧) نحو وجودها ، وكانت المادة تخصص (٤٨) أفعالها بأن يكون لها فيها توسّط (٤٩) ، وإلا لكانت القوة يصدر فعلها عن ذاتها من غير مشاركة المادة ، وكان فعلها أتمّ في الوجود من ذاتها ، فيجب أن تكون أفعال القوى المادية مخصصة بما لها من كونها مادية ، فتكون تفعل فيما لمادتها إليها (٥٠) نسبة ما ، ولا تفعل فيما ليس لمادتها إليها نسبة ، ولذلك لا تفعل في البعيد جدا وفي المستور وفي الذي ليس في وضع (٥١) ما خاص.

(٢٢٩) س ط ـ الشكوك التي لنا خارجة عن ذلك (٥٢):

هب إن الصور البسيطة واهبها ليس بجسم لما قيل من حديث الوضع ـ وفيه

__________________

(٣٩) ى : علة. (٤٠) عش : بخط.

(٤١) «نفسه» ساقط من عشه.

(٤٢) ل : يجب أن لا يخالف العلة. عش : يجب أن يكون مخالف العلة. ه : يجب أن يكون غير مخالف للعلة.

(٤٣) ساقطة من ي.

(٤٤) عشه ، ل : قلتم أنتم.

(٤٥) ى : وأيضا فإن الصور الجسمانية تفعل بتوسط المادة. وذلك يتم بوضع ، ومعناه أن الصورة إذا كانت.

(٤٦) عشه : وكان. (٤٧) «الواو» ساقطة من عشه.

(٤٨) عشه :؟؟؟ خ؟؟؟ ص.

(٤٩) ى : لها مبدأ توسط.

(٥٠) عشه : إليه. (٥١) ل خ ، عشه : بوضع.

(٥٢) ل خ. عشه : عن مسئلة.

__________________

(٢٢٩) راجع الرقم (٧٧٢) و (٧٤٣) و (٢٢٤)

١٠٥

ما قيل (٥٣)! ـ لم لا يجوز (٥٤) أن يكون سبب الصور المركبة جسم؟ والصورة (٥٥) المركبة تحصل للهيولى بعد أن صارت ذات وضع وصورة ، فبالضرورة على هذا القياس يجب أن يكون واهب هذه الصورة جسما.

(٢٣٠) ج ط ـ قوله : «الصور (٥٦) المركبة» لعله يريد به صور المركبات ، وأما الصور فكل واحدة منها في نفسها بسيطة. أو لعله يعنى صورة مؤلفة من عدة صور كصورة الإنسانية (٥٧).

(٢٣١) فإن عنى الثاني ، فالصورة البسيطة جزء من تلك (٥٨) ، فلا يكون يصدر (٥٩) ما جزئه لا يصدر عن جسماني صادرا عن جسماني.

(٢٣٢) وأما (٦٠) إن عنى بذلك الصور (٦١) البسيطة التي بعد الصورة (٦٢) الاولى ، فيجب أن يتأمل من كتاب الشفاء هذه المسألة ، فهي (٦٣) منصوص عليها بقوة قريبة من الفعل ـ وللكلام فيه طول (٦٤) قد ذكر على وجهه ، فإن في الآن كسلا عن ذكره (٦٥).

(٢٣٣) وأما ما كان مثل النفس الناطقة فالسبب فيه ظاهر حين بيّن أن المفارق لا يكون مبدئه غير المفارق.

(٢٣٤) س ط ـ لا بد للقوة العقلية من استعمال الفكرة (٦٦) عند التعلّم

__________________

(٥٣) ل : وفيما قيل. ل خ : ومما قيل.

(٥٤) عشه ، ل : فلم لا يجوز.

(٥٥) عشه ، ل والصور المركبة.

(٥٦) ل : الصورة المركبة.

(٥٧) عشه ، ل : كالصورة الانسانية. م : كصورة الانسان.

(٥٨) عشه : تلك الصورة. (٥٩) عش : مصدر. ه ، ساقطة.

(٦٠) عشه. ل : فأما. (٦١) عشه : الصورة.

(٦٢) عشه ، ل : الصور. (٦٣) عشه : وهي.

(٦٤) م ، عشه ، ل : والكلام فيه طويل.

(٦٥) ل ، ه : فانني الآن أكسل عن ذكره ، ع : فانني كسل عن ذكره.

(٦٦) عشه : الفكر.

__________________

(٢٣٢) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٤ ، ص ٢٠٢. والإلهيات ، م ٤ ، ف ٢ ، ص ١٧٩.

(٢٣٤) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٦ ، ص ٢١٢ ـ الى ـ ٢٢٠.

١٠٦

والتذكّر ، بل عند ما يعقل أنها قد عقلت (٦٧) ، فكيف يكون لها إدراك بعد المفارقة وبطلان هذه القوة.

(٢٣٥) ج ط ـ [٢٢ آ] ألف بدّ من استعمال القوة المفكرة الطالبة للحد الأوسط ، وذلك لأن التعلّم هو على نحوين (٦٨) :

(٢٣٦) أحدهما علي سبيل الحدس ، وهو أن يخطر الحدّ الأوسط بالبال من غير طلب ، فينال والنتيجة معا. والثاني يكون بحيلة وطلب.

(٢٣٧) والحدس هو فيض إلهى واتصال عقلي يكون بلا كسب البتة ، وقد يبلغ من الناس (٦٩) بعضهم مبلغا يكاد يستغني عن الفكر في أكثر ما يتعلّم (٧٠) ، ويكون له قوة النفس القدسيّة.

وإذا تشرفت (٧١) النفس واكتسبت القوّة الفاضلة وفارقت البدن كان نيلها ما ينال هناك عند زوال الشواغل أسرع من نيل الحدس (٧٢) ، فتمثل لها (٧٣) العالم العقلي على ترتيب حدود القضايا والمعقولات الذاتي ـ دون الزماني (٧٤) ـ ويكون ذلك دفعة.

(٢٣٨) وإنما الحاجة إلى الفكر لكدر النفس ، أو لقلة (٧٥) تمرّنها وعجزها عن نيل الفيض الإلهي ، أو للشواغل (٧٦). ولو لا ذلك لاستغلت (٧٧) النفس جلاء (٧٨) من كل شيء إلى أمد (٧٩) الحق.

(٢٣٩) س ط ـ قيل : إن استحضار الصور ـ إذا كانت بحيث أن تعقل ـ و

__________________

(٦٧) عشه : انها لنفسه قد عقلت. ل : انها كيف قد عقلت

(٦٨) عشه : نوعين.

(٦٩) «من الناس» ساقطة من عشه.

(٧٠) عشه : ما يعلم. ل : ما يعمل.

(٧١) عشه ، (ل : و) اذا شرقت. (٧٢) ع خ : الحس.

(٧٣) عش : فتمثلت لها ، ل : فتمثلت لها فتحيل لها.

(٧٤) ى : الذاتية دون الزمانية.

(٧٥) عشه ، ل : أو قلة.(٧٦) عشه ، ل : والشواغل.

(٧٧) ل ، م : لاشتعلت. ش ، د : لاشتغلت. ه : لاشغلت. ع : لا؟؟؟ غلت

(٧٨) ل : لحلايا.

(٧٩) عشه : الأمد.

١٠٧

إدراكها (٨٠) واحد ، وذلك صحيح فيما عرفنا أنها تدرك كعقولنا (٨١) نحن ، وأما (٨٢) فيما لم نعلم بعد إنه هل يدرك ، أم ليس يدرك كيف يصح؟ فإن الشعور بالشيء غير استحضاره.

(٢٤٠) ج ط ـ قوله : «ما لم نعلم إنها هل تدرك» معناه «ما لم نعلم إنه يحصل لها الصورة على التجريد التي بها تكون (٨٣) عقلية» [فإن الإدراك مثلا ليس أن تحصل الصورة على النحو الذي بها] (٨٤) تكون عقليّة ، ثم تحتاج إلى إدراك لتلك الصورة مرة اخرى ، كما تحتاج إلى إدراك الصورة الخارجة (٨٥) ، بل نفس الإدراك تطبّع الشيء بالصور من حيث هي عقليّة ـ أي مجردة عن الأحوال المعلومة ـ.

(٢٤١) وإذا حصلت في شيء على هذه الصفة فليس يحتاج إلى أمر آخر يحصل يكون هو الشعور بها ، فيتكرر تصورها في الشيء مرة اخرى ، ويعود الشعور بتكررها محتاجة إليه (٨٦) مرة ثالثة ، بل ليس التصور إلا أن يصير للذات (٨٧) تلك الصورة من حيث لها ضرب من التجريد [٢٢ ب] بحسب الضرب من الإدراك.

(٢٤٢) س ط ـ إن جاز أن تدرك (٨٨) قوة جسمانيّة أن هذا الذئب مهروب عنه وأن هذا الشيء مخوف عنه (٨٩) ـ وهذه معاني (٩٠) لا يجوز أن تحلّ جسما إذ لا مقدار لها ـ جاز أن تدرك قوة جسمانيّة المعاني المعقولة ، وذلك لأن الشيء

__________________

(٨٠) ل : فادراكها. عشه : فادركها.

(٨١) د ، م : كقولنا. وفى ب أيضا كان كذلك واستدرك فوق الخط بعد «كعقولنا».

(٨٢) ل : وانا.

(٨٣) ل : يكون بها. عش : الذي يكون بها. ه «الذي» ساقط.

(٨٤) ل ، عشه : فان ادراك هذا ليس أن يحصل الصور على النحو الذي به. وفى هامش ل : فان الادراك هذا ليس بأن يخطر ...

(٨٥) عشه : ادراك الصور ، بل. ل : ادراك الصور الخارجة ، بل.

(٨٦) عشه ، ل : محتاجا إليه.

(٨٧) عشه : الذات.

(٨٨) ل : أن تحصل.

(٨٩) ل ، عش : منه.

(٩٠) عشه ، ل : معان.

__________________

(٢٤٢) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٢ ، ص ١٨٧. أيضا الأسفار الأربعة : ج ٩ ص ١١١.

١٠٨

الذي يمنع من أن تدرك المعقولات بآلة جسمانية هو أنها ليست ذوات مقدار ؛ وصورة الخوف والهرب والأذى كلها لا مقدار لها.

(٢٤٣) ج ط ـ من يقول (٩١) هذا؟ الخوف والهرب كلّها معاني جسميّة (٩٢) تحتاج إلى ضرب من التجريد حتى تصير عقليّة (٩٣).

(٢٤٤) س ط ـ لم لا يجوز أن يكون الوجود من توابع بعض الماهيات ولوازمها كغير الوجود من اللوازم؟

(٢٤٥) ج ط ـ لأن التوابع معلولات ، والمعلول وجوده وحصوله بعد وجود علته ، فنفس وجود الماهيّة لا تكون معلول الماهيّة ، وإلا لكان للماهيّة (٩٤) وجود سابق على وجود المعلول وحصوله.

(٢٤٦) ط ـ الذي قال الشيخ أبو القاسم «إن الحيوانات تحسّ بالهوهو وبالغير ويدركه» فإنما ذلك بالعرض لا بالذات ، وذلك لأن الهو هو الذي يقال للشيء الواحد ، فإنّما ذلك بحسب الاسم والمسمّى ، وهذا غير داخل في الأفعال البهيميّة ، وأما الهو هو ـ الذي يكون بمعنى النوع ، أو بمعنى الجنس ، أو بمعنى عرض جامع ـ فالإنسان (٩٥) أيضا لا يدركه ولا يناله إلا أن يخطر بباله اثنين مختلفين ثم يقايس (٩٦) بينهما.

(٢٤٧) وكذلك الغير أيضا ، ليس يكفي في تصور ذات الشيء غير ، أن يتصوّر ذلك الشيء ، بل أن يخطر شيئا آخر بباله معه (٩٧) ، وليس يكفي أيضا هذا ما لم يوقع (٩٨) بينهما الخلاف ـ كما في الهو هو الوفاق.

__________________

(٩١) «من يقول» ساقطة من عشه.

(٩٢) عشه ، ل : معان جسمانية.

(٩٣) على أن تصير عقلية.

(٩٤) عشه : الاوكان للماهية.

(٩٥) ل : فان الانسان.

(٩٦) ل ، عش : ثم يقاس.

(٩٧) ل ، عشه : بل أن يخطر بباله شيء آخر معه.

(٩٨) ل : ما لم يتوقع.

١٠٩

(٢٤٨) والحيوان إنما يعرف صاحبه من حيث يحسّ به ، وأما من حيث له حكم مع غيره ـ من موافقة أو مخالفة ـ فذلك يكون له لو أمكن أن يعتبر ذلك ويفكّر فيه.

(٢٤٩) وأما من حيث إذا رأى ولده مال إليه وإذا رأى الذئب (٩٩) هرب عنه ، ولم يفعل مع هذا ما فعل مع ذلك (١٠٠) ، وإذا رأى أيّ رجلين يتعهّد (١٠١) أنه مال إليه فليس أنه يعتبر مع ذلك حال كل [٢٣ آ] منهما مع الآخر ، والقدر الذي تبيّن به لذلك الشيخ هو هذا الذي أخذه شيئا دون شيء ؛ وتقارن عين شيء (١٠٢) دون شيء لا يوجب أن يتعدى تصور ذلك الشيء المحسوس إلى مقايسة يفعلها (١٠٣) مع غيره ، فإن ذلك يتم على التفريق ، فليس إذن ما ذهب إليه واجبا.

(٢٥٠) وبعد هذا ، فلو أن البهيمة أدركت هو هويّة جزئية وغيرية جزئيّة لم يكن ذلك بعجيب ولا قادح في الكلام الحق ، لأن الذي هو عقلي هو الهو هويّة من حيث (١٠٤) هو هو هويّة مجردة ، أو (١٠٥) الغيريّة من حيث هي (١٠٦) غيرية مجردة ، أو إحداهما مخصّصة بمعنى كلي أيضا لا بشخصهما (١٠٧). أي لا يمنعهما من القول على كثيرين. (١٠٨)

(٢٥١) مسائل اخرى كانت (١٠٩) وصلت له ما ليس منها مكررا :

(٢٥٢) س ط ـ أيّت (١١٠) قوة تستعمل المفكرة غير القوة العقلية دائما حتى لا تفترّ هذه القوة عن الحركة؟ فإني أقدر أنه ليس يستعمل هذه القوة غير العقل ، إذ كانت المعاني التي تتصرف فيها هذه القوة ليست هي أشياء تحصل في القوى

__________________

(٩٩) ع : الذب.

(١٠٠) عشه ، ل : ما فعله مع ذلك فإذا رأى.

(١٠١) ل : رأى الرجلين يتعاهد. عشه رأى أيّ الرجلين يتعهد

(١٠٢) عشه ، ل : ونفاره عن شيء.

(١٠٣) ل خ : الى مقارنة يبلغها.

(١٠٤) عشه : وحيث هو.

(١٠٥) عشه : والغيرية.

(١٠٦) عشه : هو.

(١٠٧) ل : لا شخصيهما ، أي لا يمنعهما ، عش : لا شخصنا الا يمنعها ع خ : لا يشخصها الا يمنعها ، ه : لا شخصى لا يمنعها ،

(١٠٨) عشه : على كثير من.

(١٠٩) عشه : وكانت.

(١١٠) عشه ، ل : أي قوة.

١١٠

الجسمانية ، مثل الآراء ـ وإن كانت باطلة ـ ومثل النظر في العواقب ، ومثل الشفقة على الأقرباء ، ومثل تدبير الأعمال (١١١) الجزئية ، ومثل التصرف في المقدمات التي تنسب إلى أنها وهميّة ـ وهي بالحقيقة لا تحصل في آلة جسمانية ـ وكيف يحصل في الآلة اعتقادنا بأن كل محدث يجب أن يتقدمه زمان؟ ومثل أن النفس لا يصح عليها (١١٢) الفناء؟ ومثل أن كل نوع أشخاصها (١١٣) كائنة بعد ما لم يكن ـ بعدية بالزمان (١١٤) ـ فالنوع أيضا كذلك؟.

(٢٥٣) وهذه كليات ومعاني (١١٥) لا يصحّ عليها القوة في الجسم ، فإن كانت (١١٦) لقوة اخرى ذلك ، فتلك أيضا غير جسمانية.

(٢٥٤) ج ط ـ القوة العقلية إذا اشتاقت إلى صورة معقولة تضرعت بالطبع إلى المبدأ الواهب ، فإن ساحت عليها على سبيل الحدس كفيت المؤنة ، وإلا فزعت إلى حركات من قوى اخرى من (١١٧) شأنها أن تعدّه (١١٨) لقبول الفيض لتأثير ما مخصوص يكون في النفس منها ، ومشاكلة بينها وبين شيء من الصور [٢٣ ب] التي في عالم الفيض ويحصل (١١٩) لها بالاضطراب ما كان لا يحصل إلا بالحدس (١٢٠).

(٢٥٥) فالقوة الفكرية إن عنى بها الطالبة (١٢١) فهي للنفس الناطقة وهو من قبيل (١٢٢) العقل بالملكة ، لا سيما إذا أراد (١٢٣) استكمالا ، فما جاوز (١٢٤) الملكة.

وإن عنى بها العارضة للصور (١٢٥) المتحركة فهي المتخيّلة من حيث تتحرك مع سوق (١٢٦) القوة العقلية.

_________________

(١١١) عشه : التدبير للاعمال.

(١١٢) عشه : عليه.

(١١٣) ل : كل نوع تقدمه أشخاص. عشه : كل نوع اشخاصه.

(١١٤) ل ، عشه ، تقدمه بالزمان.

(١١٥) عشه ، ل : ومعان.(١١٦) ل : كان.

(١١٧) «من» ساقطة من ل.(١١٨) عشه ، ل : تعدها.

(١١٩) عشه. ل : فيحصل.

(١٢٠) ى : بالاضطرار ما كان لا يحصل بالحدس.

(١٢١) ل : الطالبة فهي النفس ، عشه : الطالب فهي النفس.

(١٢٢) ل ، عشه : من قبل.(١٢٣) ل ، ى : إذا زاد.

(١٢٤) ج : مما جاوز. ل ، ى ، ه : بما جاوز. عش : بما جاور.

(١٢٥) عشه : للصورة.

(١٢٦) عشه ، ل ، ج ، ى : مع شوق.

١١١

(٢٥٦) س ط ـ ما البرهان على أن الخلق من لوازم واجب الوجود بذاته؟

(٢٥٧) ج ط ـ لأن الخلق معلول ، وقد بيّنا أن المعلول ما لم يجب لم يوجد ، فإما أن يتعلّق وجوده (١٢٧) بالواجب الوجود ، أو يتسلسل.

(٢٥٨) س ط ـ إذا قبلت الهيولى صورة الماء وتحصل لها عند المزاج صورة (١٢٨) الإنسانية فهل يجوز أن تكون لهيولى واحد (١٢٩) صورتان؟

(٢٥٩) ج ط ـ يجوز بالتقدم والتأخّر.

(٢٦٠) س ط ـ قيل في بيان «إن الواحد يصدر عنه واحد» : إنه إذا كان الشيء من حيث يصدر عنه «ب» يصدر عنه «ح» أيضا ، كان من (١٣٠) حيث يصدر عنه «ب» يصدر عنه «لا ب» ـ وهذا محال.

وعندي أنه لا يمنع صدور «ب» عن الشيء صدور غيره عنه وبالحقيقة ، فليس هذا بخلف (١٣١).

(٢٦١) ج ط ـ المفهوم من الحيثيتين (١٣٢) مختلف ، ولكل واحد منهما إضافة اخرى ، وما مفهومه مختلف فحقيقته مختلفة ، فإما أن يلزما (١٣٣) معا أو يكون أحد هما. وتمم (١٣٤) الكلام على ما قيل في المحرك والمتحرك ـ بل على ما يجيء بعد (١٣٥) ـ.

__________________

(١٢٧) عشه ، ى : وجوبه.

(١٢٨) ج : الصورة.

(١٢٩) عشه ، ج : واحدة.

(١٣٠) «من» ساقطة من عشه.

(١٣١) عشه ، ل : خلف. (١٣٢) ع خ ، ل : الحيثين.

(١٣٣) ل خ : يكونا.(١٣٤) عشه ، ل : وتمام.

(١٣٥) ل : بعده عشه : من بعد.

__________________

(٢٥٨) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٢ ، ف ٤ ، ص ٨٩.

(٢٦٠) راجع الرقم (٧٤٠) و (٦٧٣) و (٧٨٦).

(٢٦١) راجع الرقم (٢٦٥) و (٦٧٩).

١١٢

(٢٦٢) س ط ـ وشيء آخر ـ فإن القوة المفكرة والخيالية (١٣٦) تتمانعان ، فإن في اليقظة تكون القوة المفكرة مستعملة (١٣٧) دائما ـ بحيث لا تفترّ أصلا ـ وتبطل في النوم هذه القوة ـ وفي حال اليقظة (١٣٨) بالضدّ ـ وكذلك تبطل القوة العقلية في حال النوم لبطلان القوة المفكرة.

(٢٦٣) فهذه (١٣٩) كلّها دلائل قويّة على أن العقل لا بدّ له في التوصل إلى تحصيل (١٤٠) النسبة بينه وبين العقل الفعّال من القوة المفكّرة ، فكيف يمكننا أن نجزم القول بأن هذه النسبة تحصل له بعد المفارقة.

(٢٦٤) ج ط ـ قوله [في بعض المواضع : «إن] (١٤١) القوة العقلية تتعطّل في حال النوم» فقول (١٤٢) غير مسلّم ، فكثيرا (١٤٣) ما تقسر (١٤٤) القوة المتخيلة وتجعلها [٢٤ آ] آلة ونستنبط ما لم نستنبط في اليقظة ، لكن الأغلب أن القوة المتخيلة تستولى (١٤٥) لنوم الحس ، فتشغل (١٤٦) النفس عن غير التخيل ، ولذلك ما يحتاج أكثر الأحلام إلى عبارة.

(٢٦٥) س ط ـ قيل في إثبات المحرك للمتحرك ما قيل : «أن يكون الشيء متحركا ليس هو أن يكون محركا (١٤٧) ولا هو مقوم (١٤٨) له ، وإلا كان كل متحرك محركا (١٤٩)» ولعمري إن كل متحرك محرك طبيعي ، فهذا (١٥٠) هو نفس المسألة ،

__________________

(١٣٦) عشه ، ل : والقوة الخيالية.

(١٣٧) ل خ : مشتغلة.(١٣٨) ل ، عشه : حال النوم.

(١٣٩) عشه : وهذه. (١٤٠) عش : إلى أن يحصل.

(١٤١) ل : ان ، عشه : بأن. (١٤٢) عشه ، ل ، ج : قول.

(١٤٣) ل : وكثيرا ما.

(١٤٤) ج : يفتر. ل : تقصر.

(١٤٥) ج ، ع :؟؟؟ ستوى.

(١٤٦) عشه ، ج ، ل : فتشتغل.

(١٤٧) ل : محركا ليس هو أن يكون متحركا. عش : متحركا ليس أن يكون محركا.

(١٤٨) عشه : مقدم.

(١٤٩) ل : محرك متحركا.

(١٥٠) عشه ، ل : وهذا.

__________________

(٢٦٢) قوله : «هذه النسبة تحصل بعد المفارقة» راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٦ ، ص ٢١٩.

(٢٦٥) راجع الرقم (٢٩٧) و (٦٧٩) أيضا الشفاء : السماع الطبيعي ، م ٢ ، ف ١ ، ص ٨٧.

١١٣

كيف يجعل مقدمة لإبطال (١٥١) هذه الدعوى؟

(٢٦٦) ج ط ـ هذه المسألة كيف غفلت عنها (١٥٢)؟ معنى كلامي هو أن (١٥٣) مفهوم «إن الشيء محرك» غير مفهوم «إنه متحرك (١٥٤)» لأن (١٥٥) الموضوع لهما مختلف وغير ، حتى يكون مصادرة على المطلوب الأول ، والمحرك والمتحرك في الطبيعيات ـ وإن سومح في ذلك فقيل «إن كل محرك منها متحرك (١٥٦)» ـ فذلك بمعنى أن الموضوع الواحد (١٥٧) يجتمع فيه الأمران ، فيكون للأمرين موضوع واحد. ليس أن للأمرين (١٥٨) مفهوم واحد وصورة واحدة والبرهان مبني (١٥٩) على المفهوم وعلى حقيقة الصورة (١٦٠).

(٢٦٧) س ط ـ البدن كيف يوثر في النفس ، والنفس لا وضع لها ـ [وقد ذكر في عدة أقاويل] (١٦١) «إن ما ليس له وضع لا يوثر فيه ما له وضع (١٦٢)» ـ؟

(٢٦٨) ج ط ـ ما بيّن كذا (١٦٣) ـ بل بيّن أن (١٦٤) ما ليس له وضع ولا علاقة معنى ذي وضع (١٦٥).

__________________

(١٥١) ل : يحصل (خ يجعل) مقدمة لا بطال. عشه : يجعل لا بطال.

(١٥٢) عش ، ل : كنت غفلت عنها. ل خ : كنت تخيلت فيها. ه : كنت عقلت عليها.

(١٥٣) «ان» ساقطة من عش.

(١٥٤) ل خ : يحرك غير مفهوم انه يتحرك ... عشه : محرك غير مفهوم ان الشيء متحرك

(١٥٥) ب خ ، عشه : لا أن الموضوع.

(١٥٦) عشه : يتحرك. ل : يتحرك منها. (١٥٧) عشه : واحد.

(١٥٨) ل : ليس ان الامرين. عشه : ليس للامرين.

(١٥٩) عشه : يبتنى. ل خ : يبنى.

(١٦٠) ل ، عشه : التصور.

وفي هامش ل : يتم البرهان هكذا. وهو : لو صح أن يكون الشيء متحركا ليس هو أن يكون محركا ولا مقوما له ؛ وإلا كان متحرك محركا ؛ وكثير من المتحركات ليس يتحرك.

(١٦١) ل : وقد بين فى عدة أقاويل. عشه : وبين في عدة أقاويل.

(١٦٢) ى : ما له وضع لا يؤثر فيما لا وضع له.

(١٦٣) ل ، عش : كذى. (١٦٤) «ان» ساقطة من عشه.

(١٦٥) ى ، ل ، عشه : ولا (ل : فلا) علاقة له مع ذي وضع.

__________________

(٢٦٧) راجع الإشارات (الشرح) : ٢ / ٣٠٧.

١١٤

(٢٦٩) فإن قيل في موضع : «ما ليس له وضع» واقتصر على هذا المبلغ فقد عني به ما هو مجرد بذاته وعلاقته في وجوده أو حدوثه ، وهذا شيء قد جرى فيه كلام (١٦٥) في المسائل التي سلفت ، فليطالعها فقد فرغ من هذا.

(٢٧٠) س ط ـ العقل الذي يعقل (١٦٦) المعقولات ما البرهان على أنه ليس بجسم؟ لأن البرهان إنما قام على ما فيه المعقولات ـ لا على ما يعقل (١٦٧) المعقولات ـ والجواب الذي ورد غير مقنع.

(٢٧١) العقل (١٦٨) الذي يفعل (١٦٩) المعقولات فيه أيضا المعقولات كاللوازم لذاته ، فهو يعقلها في ذاته عن ذاته (١٧٠) ، وفي غيره أيضا ، وقد كان هذا إحدى [٢٤ ب] المسائل العشرة (١٧١) التي كانت في جانب الكتمان فبيح بها أو لم يسمع وعنده جلايا مقدسات (١٧٢).

معنى قوله «يعقلها (١٧٣)» ليس بعقل العامي الذي بعد أن لم يفعل (١٧٤) بل معنى وجود لازم كما تعلم.

(٢٧٢) س ط ـ قيل في كتاب النفس : «إنه لما بيّن أن جميع القوى الحيوانية لا فعل لها (١٧٥) إلا بالبدن ووجود القوى أن يكون بحيث تفعل ، فالقوى الحيوانيّة

__________________

(١٦٥) عش : كلا.

(١٦٦) ل ، عشه : يفعل. وفى نسخة ب أيضا كتب فوق يعقل : يفعل.

(١٦٧) ل ، عشه : يفعل. وفى نسخة ب أيضا كتب فوق يعقل : يفعل.

(١٦٨) عشه : لأن العقل

(١٦٩) ل ، م ، د ، ج : يعقل. ب مهملة.

(١٧٠) ل : فهو يفعلها في ذاته عن ذاته. عش : فهو يفعلها في ذاتها عن ذاته. ه : فهو يفعلها في ذاتها عن ذاتها. (١٧١) ل ، عشه : العشر.

(١٧٢) ل : مقدمات. (١٧٣) ل ، عشه :؟؟؟ فعلها ليس؟؟؟ فعل. وفي ب أيضا كتب فوق الخط كذلك والنسخ مهملة عموما. ى : يفعلها ليس بالفعل.

(١٧٤) ه : الذي ان لم يفعل. (١٧٥) «لها» ساقطة من ل.

__________________

(٢٦٩) راجع الرقم : (٢٢٨).

(٢٧٠) راجع الرقم : (٢٠٠).

(٢٧٢) الشفاء : النفس ، م ٤ ، ف ٤ ، ص ١٧٨.

١١٥

إذن إنما تكون بحيث تفعل وهي بدنية» واريد أن يبيّن أن وجود القوى لم يجب (١٧٦) أن يكون بحيث تفعل ، فإن الجواب الذي ورد (١٧٧) لم يقنع ـ هذا.

(٢٧٣) ج ط ـ والقوى (١٧٨) الشوقية إلى الشهوات المتخيّلة ـ مثلا ـ ما البرهان على أنها جسمانيّة؟

(٢٧٤) بلى (١٧٩) هذا البرهان يحتاج (١٨٠) إلى تتميم ، وهو كما قال ، وكذلك القوة الشوقية تحتاج أن يبين هذا فيها (١٨١) ببرهان ؛ ولعلي أحتاج إلى فضل (١٨٢) تفكر في هذا الباب لينقدح البيان الجزم ـ ولعل الله يسهل الالتقاء ـ.

(٢٧٥) س ط ـ كنت سألت البرهان (١٨٣) على «أن مصدر أفعال الشيء وجوده وقوامه» فأجاب بما دلّ على أن مصدر الأفعال شيئيته ، والبرهان المطلوب هو على أن مصدر أفعال الشيء وجوده ، لا شيئيته؟

(٢٧٦) ج ط ـ الشيء قد يكون في شيئيته علة لشيء ، ولعل (١٨٤) هذا النمط من العلة لا يسمى فعلا. إنما الفعل ـ فيما أحسب ـ اسم للعلية (١٨٥) التي تتعلق بوجود ما هو في نفسه شيء وله وجود مضموم إلى شيئيته (١٨٦).

(٢٧٧) وإذا كان كذلك فلا يكون نفس الشيئية علة لوجود شيء على الوجه الذي يسمى (١٨٧) فعلا ، لأنه إن صدر عن شيئية غير معتبر فيه وجوده كان علة ـ وجد أو لم يوجد ـ وما عدمه ووجوده سواء في وجود شيء فلا يتعلق به وجوده ، فإن علة الوجود ما لم توجد لم يوجد معلوله.

__________________

(١٧٦) عشه : يجب.

(١٧٧) ل : الجواب الذي أورد. ه : الجواب الذي أورده. عش : الجواب ورده.

(١٧٨) ل ، عشه : والقوة.

(١٧٩) ل ، عشه : بل. (١٨٠) ل : محتاج.

(١٨١) ل : تحتاج إلى أن يبين فيها هذا. عشه : تحتاج إلى أن يبين فيها.

(١٨٢) عشه : فعل. (١٨٣) ل : ما البرهان.

(١٨٤) ل ، عشه : فلعل. (١٨٥) ل ، عشه : العلية.

(١٨٦) يحتمل قراءتها فى ل : سببه. كما انها فى ب أيضا مشتبه.

(١٨٧) عشه : سمي.

__________________

(٢٧٥) راجع الرقم (١٧٧).

١١٦

ولو كان شيء يوجد ـ لو (١٨٨) وجد غيره أو لم يوجد ـ لم يكن له أثر في وجوده أكثر من أثر المعية الساذجة ، والعلية أكثر من المعية وإن كانت مع المعية.

(٢٧٨) س ط ـ بأية قوة نشعر بذواتنا الجزئية؟ فإن النفس إدراكها للمعاني إما بالقوة العقلية ـ والشعور بالذات الجزئي ليس هو تعقل ـ أو بالقوة الوهمية ـ [والقوة الوهمية تدرك] (١٨٩) معاني مقترنة بمتخيلات [٢٥ آ] وقد بيّن أني أشعر بذاتي وإن لم أشعر بأعضائي ولم أتخيّل جسمي.

(٢٧٩) ج ط ـ قد بان (١٩٠) أن المعنى الكلي [لا يدرك بجسم ، وبان أن المعنى الشخصي الذي تشخصه بالأعراض الهيولانية ـ نحو القدر المحدود والوضع المحدود] (١٩١) ـ لا يدرك بغير جسم ؛ ولم يبين أن الجزئي أصلا لا يدرك بغير جسم ، ولا أن الجزئي لا يقلب (١٩٢) في حكم الكلي ، بل (١٩٣) الجزئي إذا كان تشخصه (١٩٤) ليس بقدر ووضع وما يشاكلهما (١٩٥) فلا مانع عن أن يشعر به (١٩٦) بذلك الجزئي ، ولم يبين استحالة هذا في موضع.

(٢٨٠) ولا بأس بأن يكون (١٩٧) سبب ذلك الشخص هيولى (١٩٨) وأمر هيولانى بوجه ما إذا لم يكن الهيئة اللازمة المشخصة (١٩٩) نفسها هيولانية ، بل كانت من الهيئات التي تخصّ ما ليس بجسم فتشخصه (٢٠٠) إنما لا يدرك العقل (٢٠١)

__________________

(١٨٨) ل : له. عشه : أو.

(١٨٩) ل : وهي إنما يدرك. عشه : وهي تدرك ، ب : والقوة الوهمية يدرك

(١٩٠) ل : بان ان المعنى. ع : بان المعنى. ه : ان المعنى.

(١٩١) ساقط من عشه.

(١٩٢) ل ، عشه : لا ينقلب (مهملة).

(١٩٣) ب : بلى. (١٩٤) عشه : شخصه.

(١٩٥) عشه : شاكلهما. (١٩٦) «به» غير موجود في ل ، عشه. وفي هامش ب : ظ العقل. وقد جاء فى ى أيضا بعد «به» : أظنه العقل. (١٩٧) عش : ولا بأس أن يكون. ه : ولا مانع أن يكون.

(١٩٨) «الشخص هيولى» مشتبه في ل ، والاقرب أن يقرء فيها : التشخص هيولائي.

(١٩٩) ل ، عشه : الهيئة الشخصية اللازمة.

(٢٠٠) ب مهملة. ه ، ع خ ، ى : بتشخصه.

(٢٠١) «العقل» ساقطة من عشه

__________________

(٢٧٨) راجع الرقم (٦٠) إلى (٦٥).

١١٧

أو النفس العاقلة جزئيا (٢٠١) مشخصا بهيئات مقدرة هيولانية (٢٠٢).

(٢٨١) وأما (٢٠٣) ما خلا ذلك فقد يدركه ويدرك هذا أيضا إذا قشّره عن الامور المخصصة ، أو أضاف إليه الامور المخصصة مأخوذة كلية ، والامور المتجردة إما شخصيات نوع تتميّز بخواصّ وتدرك ذواتها كما هي ، وإما أفراد ليس ينقسم نوعها بمخصصات بل النوع في (٢٠٤) ذات واحدة ليست (٢٠٥) تحتاج أن تتميّز إلا بالنوعيّة ، فهذه تدرك أيضا (٢٠٦) ذواتها بنوعيتها.

ثم هاهنا نظر في أنها هل تدرك الصنف (٢٠٧) الأول بشخصيّتها.

(٢٨٢) س ط ـ كيف (٢٠٨) أعقل ذاتي؟ ـ والمعقول هو المعنى الكلي القائم بحده ، وأنا إذا عقلت ذاتي فقد تجردت ، وحينئذ أكون قائما بحدي مقام الكلي ، وكل قائم بحده مقام الكلي فإنه مجرد لا تخالطه قوة الانفعال ، فكيف يدخل حينئذ على ذاتي ما يمنعه التجرد الذي له.

(٢٨٣) ج ط ـ إن لم يسم هذا الشعور بالذات عقلا ـ بل خصّ اسم العقل بما كان من الشعور الكلي المجرد ـ كان للقائل أن يقول : «إن شعوري بذاتي غير عقل ، وإني لست أعقل ذاتي».

وإن سمي كل إدراك (٢٠٩) من مجرد القوام عقلا لم يسلم أن كل معقول لكل شيء معنى كلّي (٢١٠) قائم بحدّه ، بل لعلّه إن سلّم فإنما يسلم في المعقولات الخارجة.

(٢٨٤) على أن [٢٥ ب] حق هذا أن لا يسلم مطلقا ، فليس كل شيء (٢١١) له

__________________

(٢٠١) فى ب مشتبه ، يقرء حربا.

(٢٠٢) ل ، عشه : هيولانية مقدرة.

(٢٠٣) ل ، عشه : فأما.

(٢٠٤) «في» غير موجود في ل ، عشه.

(٢٠٥) ل : وليس.

(٢٠٦) ع : أيضا تدرك.

(٢٠٧) عشه : الا بصنف الأول.

(٢٠٨) «كيف» ساقطة من عشه

(٢٠٩) «إدراك» ساقطة من عشه.

(٢١٠) «معنى كلي» غير موجود في عشه.

(٢١١) عشه : أن يسلم مطلقا فليس شيء.

١١٨

حدّ ، وليس كل معقول إنما هو متصوّر بسيط ، بل قد يعقل الشيء بأحواله فيدرك حده مخلوطا بعوارضه ، وكذلك إذا عقلت ذاتي عقلت حدّا مقرونا به عارض لازم.

(٢٨٥) على أن (٢١٢) الواجب أن قولنا : «إن المعقول هو الكلّي» أي من الامور المختلطة المشترك فيها ، وإنما المعقول على الإطلاق الذي يعم (٢١٣) كل شيء ماهيّة (٢١٤) مجردة أو مقرونة بما يعقل معه ، ثم يعرض في بعض الأشياء أن تكون تلك الماهيّة كلية مشتركة فيها (٢١٥) بقوة أو فعل ، وبعضها لا يكون كذلك.

(٢٨٦) س ط ـ أحد ما يبرهن به (٢١٦) على أن وجود الجوهر الذي يدرك منا المعقولات غير منطبعة (٢١٧) في مادة جسمانية : «أن الإنسان يعقل ذاته ، وأنه لا يجوز أن يكون بيني وبين ذاتي آلة» ، وهذا البيان أيضا يستمر (٢١٨) في القوة التي تشعر مني بذاتي الجزئي ، فلم جاز هناك وأوجب (٢١٩) أن تكون القوة العقلية غير منطبعة في المادة ، ولم يجز في هذه القوة؟

(٢٨٧) ج ط ـ القوة التي تشعر مني بذاتي الجزئية (٢٢٠) هي النفس الناطقة ، قد مرّ هذا وما فيه ، وأما في الحيوانات فكلام آخر.

(٢٨٨) ثم هذا الكلام ليس ببرهان على ما ذكره (٢٢١) ، بل نمط آخر من البيان معطوف على بيان سابق ، فليتأمّله لعل هذا العقل ليس يعنى به مجرد ذلك الشعور المجمل ، [بل بعد ذلك ـ فليعن بفكره] (٢٢٢) بعد هذه الإشارة.

__________________

(٢١٢) «أن» ساقطة من عشه.

(٢١٣) عشه : الاطلاق الشيء يعم.

(٢١٤) ى : ماهيته.

(٢١٥) عشه : الماهية مشتركا فيها.

(٢١٦) عشه : ما برهن على. ل : أحد ما برهن به على.

(٢١٧) عشه ، ل : غير منطبع.

(٢١٨) عشه : مستمر.(٢١٩) ب خ : بل يوجب.

(٢٢٠) عشه : الجزئي. (٢٢١) عشه : ليس يبرهن على ما ذكر.

(٢٢٢) عشه ، ل : بل لعله يستغنى بفكره.

__________________

(٢٨٦) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٢ ، ص ١٩٣.

١١٩

(٢٨٩) س ط ـ هل تشعر الحيوانات الاخرى (٢٢٣) ـ سوى الإنسان ـ بذواتها ، وما البرهان عليه إن كان كذلك؟

(٢٩٠) ج ط ـ يحتاج أن يفكّر في ذلك ، ولعلّها تشعر بذواتها بآلات ، أو لعل هناك شعورا (٢٢٤) بأمر مشترك (٢٢٥) من الأطلال (٢٢٦) ، أو لعلّها لا تشعر إلا بما تحسّ وتتخيّل ، ولا تشعر بذواتها وقويها ولا أفعال قويها الباطنة ـ يجب أن يفكّر في هذا.

(٢٩١) س ط ـ ثمّ لي شعور بأني (٢٢٧) أبصرت ـ أعني هذا الإبصار الجزئي ـ ولا شكّ إن للحيوانات الاخر هذا الشعور إن كانت تشعر بذواتها ، فبأيّة (٢٢٨) قوة ادرك هذا المعنى وكيف الحال فيه؟

(٢٩٢) لعلّ بيني وبين إبصاري [٢٦ آ] آلة جسمانية بارزة ، وبين إبصاري لإبصاري [آلة جسمانية باطنة ، ولعلّ بين إدراكي لذاتي وبين إبصاري غيري ـ أو (٢٢٩) بين إبصاري لإبصاري] (٢٣٠) غيري (٢٣١) ـ فرقا.

ويجوز أن يتوسّط بيني وبين إبصاري غيري وبين إبصاري لإبصاري أيضا لغيري (٢٣٢) ـ الذي هو غيري ـ متوسّط ؛ ولا يجوز أن يكون بين ذاتي وإدراكي لذاتي متوسّط.

(٢٩٣) ثم هاهنا كلام طويل نسأل الله تعالى (٢٣٣) أن يوفّقنا لقضائه على وجهه بكماله ـ فما من توفيق إلا بالله جلّت عظمته.

__________________

(٢٢٣) ل ، عشه : الاخر.

(٢٢٤) عشه ، ل : شعور.

(٢٢٥) ل : يشترك.

(٢٢٦) عشه : الاطلاق. ع خ : الاطلال.

(٢٢٧) عشه : بأن. (٢٢٨) عشه : فبأى. ل : فأى.

(٢٢٩) ل : و. (٢٣٠) ساقطة من ش ، ه.

(٢٣١) ل : غير. (٢٣٢) ل : لغير الذي.

(٢٣٣) «تعالى» ساقطة من ل ، عشه.

__________________

(٢٨٩) راجع الأسفار الأربعة : ٩ / ١١١.

(٢٩١) راجع الرقم (٨٩١).

١٢٠