حاشية السّيالكوتى على كتاب المطوّل

عبد الحكيم السيالكوتي

حاشية السّيالكوتى على كتاب المطوّل

المؤلف:

عبد الحكيم السيالكوتي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: منشورات الشريف الرضي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٦٣

مطابقة وباعتبار تلازمهما فى الوجود خارجا وذهنا يكون بينهما مراعاة النظير (قوله بلفظين من نوع واحد) فيكون الطف لاجتماعهما فى النوع ايضا (قوله ايقاظا) جمع يقظ على وزن عضد او كتف بمعنى يقظان والرقود جمع راقد (قوله لا ينتفع بطاعتها الخ) الحصر مستفاد من تقديم الجار والمجرور والانتفاع الذى يحصل من الدعاء والصدقة للغير انتفاع بثمرة الطاعة لا بنفسها وكذا التضرر بالمعصية (قوله فيه اعتمال) اى كثرة عمل لان زيادة اللفظ تدل على زيادة المعنى وهذا وجه لمى للتخصيص والوجه الاتى الاشارة الى سبق رحمته تعالى بانه يثبت بالخير بمجرد العمل ويعاقب على الشر بعد كثرة العمل والقصد التام (قوله فى الجملة) اى باعتبار استلزام الاحياء للحيوة (قوله لا يعلمون ما اعد لهم فى الاخرة) ومن فى من الحيوة الدنيا اما بيانية اى لظاهر الذى هو الحيوة الدنيا او ابتدائية اى ظاهر الدنيا وهو التلذذ باللذات لمخرجة لا باطنها وهو كونها مزرعة الاخرة (قوله من ذبح المطر الارض) من الذبح بمعنى النقش فذكر الالوان كالنقش على البساط (قوله لقصد الكناية) والتورية لا لقصد الحقيقة فان ذكر الالوان لافادة اصل المعنى ليس من المحسنات ولا لقصد المجاز فانه بنصب القرينة المانعة عن ارادة الالوان لا يتحقق الجمع الا فى اللفظ دون المعنى فلا يكون من المحسنات المعنوية (قوله ولا ينفيه الخ) فانه كناية فى النسبة دون الصفة حتى يتوهم انه ليس كناية فى الثياب الحمر والحضر (قوله يتعلق احدهما الخ) وليس بينهما تناف بل يجتمعان كالرحمة والشدة فان الرحمة تكون شديدة وبهذا يمتاز عن الطباق فما قيل انه اذا كان احدهما لازما لمقابل الاخر يتحقق بينهما تناف فى الجملة لان منافى اللازم مناف للمزوم فيكون طباقا لا ملحقا به مدفوع لان اللازم قد يكون اعم (قوله لكنها مسببة عن اللبن) ومنافى السبب لا يجب ان يكون منافيا للمسبب (قوله ايهام التضاد) فهو محسن معنوى باعتبار ايهام الجمع بين الضدين والا فهو جمع فى اللفظ فقط فيكون محسنا لفظيا (قوله فيدخل فى الطباق الخ) لا يخفى ان فى الطباق حصول التوافق بعد التنافى ولذا سمى بالطباق وفى المقابلة حصول التنافى بعد التوافق ولذا سمى بالمقابلة وفى كليهما ارادة المعنيين بصورة غريبة فكل منهما محسن بانفراده واستلزام احديهما للاخرى لا يستلزم دخولها فيها فالحق مع السكاكى رحمه الله تعالى (قوله انه زهد فيما عند الله) زهد عن الشئ وفى الشى رغب عنه ولم يرده ومن فرق بين زهد فى الشئ وعن الشئ فقد اخطأ كذا فى المغرب (قوله واذا شرط الخ) اى اعتبر فيه قيد كما فى شرح المفتاح الشريفى (قوله ولم يشترط الخ) بل اعتبر الاجتماع (قوله

٥٤١

فى صفة الابل) اى المهزولة (قوله انت اسمعيلى الوعد الخ) لقوله تعالى (إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ) ولقوله تعالى (وَما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ) ولقوله تعالى (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ) ولقوله تعالى (إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (قوله على ما يقال) اى فى العرف وان لم يكن كذلك فى الحقيقة (قوله فان اللطيف يناسب الخ) اللطيف اسم من اسمائه تعالى معناه البر بعباده المحسن اليهم ان كان من لطف لطفا بالضم اى رفق كنصر او العالم بخفيات الامور ودقائقها ان كان من لطف ككرم لطفا ولطافة بمعنى دق وشئ منهما لا يناسب كونه غير مدرك للابصار الا ان يقال انه مناسب له نظرا الى المعنى الثانى باعتبار اشتماله على الدقة التى تناسب عدم كونه مدركا للابصار (قوله يناسب كونه مدركا للاشياء) اى للابصار والا فمطلق المدرك عينه لا ما يناسبه والمناسبة على ما ذكرنا بالعموم والخصوص (قوله فالنجم الخ) ففى النجم بالنسبة الى الشجر حقيقة مراعاة النظير وبالنسبة الى الشمس والقمر ايهامها ويسجدان مجاز عن انقيادهما (قوله تجل عن الرهط) من جل جلالة كضرب عظم وتعديته بعن بتضمين معنى التنزه والرهط بالسكون ويحرك جلد يشقق جوانبه من اسافله ليمكن المشى فيه يلبسه الصغار والحيض او جلد يشقق سيورا والامائى المنسوب الى الاماء جمع امة والغادة من غيد كفرح غيدا يقال امرأة غيداء وغادة ايضا اى ناعمة لينة بينة الغيد وهو النعومة وجلالتها عن الرهط كناية عن كون ملابسها رقيقة وكونها ملكة كما قال السيد لا يفهم من البيت وعقيل بالتصغير اسم قبيلة والمماليك جمع مملوك وهو العبد يعنى ان لها فى عبيدها رهطا من عقيل فيفيد كثرة عبيدها وان فيها قبيلة من عقيل وما قاله السيد من انه وصفها بكثرة قبائلها نسبا فما لا يفهم من البيت الا ان يقال كان فى كتابه فى ممالكها بدون الياء جمع مملكة وفى ممالكها حال من رهط مقدمة عليه بمعنى ان لها من عقيل رهطا حال كونها كائنة فى ممالكها فيفيد تعدد الرهط لان الرهط الواحد لا يكون لها ممالك بل مملكة* قال قدس سره انها كريمة المناسب* على صيغة المفعول من قولهم فلان يناسب فلانا فهو نسيب اى قريب يعنى كريم كل من ينسب اليه ليس فى حسب تلك المرأة امة (قوله وليس المراد الخ) فسره فى شرح المفتاح بهذا المعنى حيث قال وعن ان تركب من النوق ما هى فى الضمر والانحناء كالحوت وهو اولى ليكون فيه ايضا ايهام التناسب (قوله صفة راء) لا صفة دال وان كان قريبا منه يدل عليه ملاحظة المعنى (قوله مطرف) بكسر الميم وضمها وفتح الراء قال الفراء واصله الضم لانه فى المعنى مأخوذ من اطرف اى جعل فى طرفيه العلمان لكنهم استثقلوا الضم

٥٤٢

فكسره (قوله وهو نصب الرقيب) فما قيل العجز كانه رقيب نصب لفهم العجز (قوله فيه خطوط مستوية) فما قيل العجز والعجز كانهما خطان مستوويان فى البيت (قوله بمنزلة البيت) فى ان رعاية القافية واجبة فيهما بخلاف المصراع الا انه فرق بينهما فان البيت يكون بيتا واحدا والفقرة لا تكون فقرة بدون الاخرى (قوله حلى) بفتح الحاء وسكون اللام زيور وجمعه حلى بضم الحاء وكسرها وتشديد الياء مع كسر اللام (قوله اذا عرف الروى) اى من حيث انه روى بان يعرف القافية ايضا لان الروى آخر القافية فلا يرد ان معرفة الروى وهو النون فى الاية والميم فى البيت لا تدل على ان العجز يختلفون وحرام لجواز ان يكون مختلفون ومحرم الى ما ذكرنا اشار الشارح رحمه الله بقوله اذ لو لم يعرف ان القافية مثل سلام الخ (قوله لوقوعه فى صحبته) اى لوقوع الشئ فى صحبة الغير فى قصد المتكلم بان يكون ذكر الغير سابقا اما محققا او مقدرا وقصد المتكلم وقوع شئ فى صحبته فاندفع ما يتوهم من ان الوقوع فى صحبته بعد الذكر فكيف يكون علة له قال الشارح رحمه الله تعالى فى شرحه للمفتاح سواء كان بينهما شئ من العلاقات المعتبرة فى المجاز كاطلاق السيئة على جزاء السيئة المسبب عنها المترتب عليها او لا كاطلاق الطبخ على خياطة الجبة والقميص ومن ههنا قوى اشكال المشاكلة بانها ليست بحقيقة وهو ظاهر ولا مجاز لعدم العلاقة ولا محيص سوى التزام قسم ثالث فى الاستعمال الصحيح او القول بان الوقوع المذكور نوع من العلاقة فيكون مجازا انتهى اقول القول بكونه مجازا ينافى كونه من المحسنات البديعة وانه لا بد فى المجاز من اللزوم بين المعنيين فى الجملة فتعين الوجه الاول ولعل السر فى ذلك ان فى المشاكلة نقل المعنى من لباس الى لباس فان اللفظ بمنزلة اللباس ففيه اراءة المعنى بصورة عجيبة فيكفيه الوقوع فى الصحبة فيكون محسنا معنويا وفى المجاز نقل اللفظ من معنى الى معنى فلا بد من علاقة مصححة للانتقال والتغليب ايضا من هذا القسم اذ فيه ايضا نقل المعنى من لباس الى لباس آخر لنكتة ولذا كان وظيفة المعانى وان صرح الشارح رحمه الله فيما سبق بكونه من باب المجاز فالحقيقة والمجاز والكناية اقسام للكلمة اذا كان المقصود استعمال الكلمة فى المعنى واما اذا كان المقصود نقل المعنى من لفظ الى آخر فهو ليس شيئا منها (قوله حيث اطلق الخ) فيه اشارة الى ما فى شرح المفتاح من النفس وان اريد بها الذات والحقيقة لا تطلق على الله تعالى الا بطريق المشاكلة فاندفع ما قيل ان النفس قد يراد به الذات وقد يراد به القلب واطلاق النفس عليه تعالى بالمعنى الثانى يكون بالمشاكلة واما بالمعنى الاول فلا لان الذات تطلق عليه تعالى على انه قال فى شرح الكشاف وانت خبير

٥٤٣

بان لا اعلم ما فى ذاتك وحقيقتك ليس بكلام مرضى لان المراد لا اعلم معلومك لوقوع التعبير عن تعلم معلومى بتعلم ما فى نفسى فيكون المراد من النفس محل العلم دون الذات والحقيقة (قوله وهى الحالة الخ) لان المصدر الذى يكون على وزن فعلة بكسر الفاء يكون للحالة والنوع ولا مناة بينه وبين التأكيد لاشتماله على التأكيد (قوله اى تطهير الله) اى المراد من صبغة الله تطهير الله فهو تفسير لقوله مصدر فكان حقه التقديم الا انه لم يرض بالفصل بالتفسير بين الموصوف والصفة (قوله مؤكدا لمضمون الخ) فيكون عامله واجب الحذف كما فى وله على الف درهم اعترافا والاصل صبغنا الله صبغة ولوجوب حذفه وجه آخر وهو انه اضيف المصدر الى فاعل الفعل فان المصدر الذى يضاف الى معمول الفعل او يذكر معه يكون حذف عامله واجبا على ما فى الرضى (قوله يسمونه المعمودية) اسم الماء الذى غسل به عيسى عليه السّلام فمزجوه بماء آخر فكما اخذوا منه ماء صبوا بقدره ماء آخر (قوله وصبغنا الله) اى غمسنا الله فى الايمان الذى هو كالماء الطهور من صبغ يده فى الماء غمسها فيه او لوننا الله من صبغه كمنعه ونصره وضربه لونه لا مثل صبغتنا باحد المعنيين وكذا الحال فى الوجه الثانى (قوله بلفظ الغرس) فى اغرس ويغرس لوقوعه فى صحبة غرس الاشجار المذكور تقديرا (قوله على ان الفعل الخ) ولا يجوز ان يقرأ على صيغة الخطاب او يسند الى لفظ البين كما فى قوله تعالى (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ) اذ لم تقع المزاوجة على البين الا ان يجعل لفظ البين مقحما (قوله اى يجعل اه) فقوله فى الشرط واجزاء حال من المعنيين او صفة له وماقع فيه المزاوجة محذوف (قوله اذا ما نهى الخ) والمقصود منه انها فى ودادى على خلاف ما انا عليه فى ودادها (قوله اذا احتربت يوما الخ) الضمائر راجعة الى الفرسان فى البيت السابق والمعنى اذا تحاربت هؤلاء الفرسان وتقاتلوا ففاضت دماؤها التى يسفكونها فى القتال تذكرت ما بينهم من القرابة الجامعة لهم ففاضت دموعها اشفاقا على قطيعة الرحم يريد انهم مع كونهم اقارب تقاتلوا وتحاربوا (قوله من ان معناها الخ) لان الظاهر ان يكون فى الشرط والجزاء ظرفا لتزاوج (قوله ومنه العكس الخ) ففيه تبديل المعنى وتعكيسه او لا ثم يتبعه وقوع التبديل فى اللفظين بخلاف رد العجز على الصدر فانه ايراد اللفظين احدهما فى اول الكلام والثانى فى آخره كما فى قوله تعالى (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ) فلذا كان العكس من المحسنات المعنوية ورد العجز على الصدر من المحسنات اللفظية (قوله ومعنى وقوعه الخ) اى ليس معناه انه يقع فى شئ كأن بين الطرفين (قوله وهما لفظان واقعان فى طرفى

٥٤٤

جملتين) يريد بذلك ان وقوعهما جزئين من طرفى الجملتين اوجب كون العكس واقعا فى جملتين لاختلافهما باعتبار المسند اعنى حل ويحلون ولو لا وقوعهما فى الطرفين بل كان نفس الطرفين فيهما كان العكس بين طرفى جملة اذ لا اختلاف الا بالتقديم والتأخير فما قيل كما انهما واقعان فى طرفى جملتين واقعان نفس الطرفين ايضا فلا وجه للقول بان العكس واقع فى لفظين واقعين فى طرفى جملتين وهم (قوله ونقضه بانه قد غيرها الخ) اى نقضه بقوله بلى قائلا بانه قد غيرها الخ يدل على ذلك قوله بلى عفاها القدم وغيرها الارواح والديم وهى جمع ريح لانه فى الاصل واو قلبت بالياء لكسر ما قبلها فاذا زال الكسر عاد الى الاصل (قوله معنيان حقيقيان او مجازيان او احدهما حقيقى والاخر مجازى) لا يعتبر بينهما لزوم وانتقال من احدهما الى الاخر وبه يمتاز التورية عن المجاز والكناية وبهذا ظهر ان التورية ليست من ايراد المعنى بطرق مختلفة فى وضوح الدلالة حتى تكون من علم البيان نعم انه اذا كان المعنيان مجازيين او احدهما مجازيا كانت من علم البيان بالنسبة الى المعنى الحقيقى لهما او لاحدهما واما بالنسبة الى المعنى الذى هو تورية بالقياس اليه فلا اذ لا علاقة بينهما ولا انتقال من احدهما الى الآخر فتدبر فانه مما خفى على بعض الاذكياء (قوله قريب وبعيد) اى قريب الى الفهم لكثرة استعماله فيه وبعيد عنه فكان المعنى القريب ساتر للبعيد والبعيد خلفه وبه صارت التورية من المحسنات المعنوية فانها اراءة المعنى المقصود تحت الستر كالصورة الحسنة وحصول المعنى بعد الطلب وهو الذ فلو كان المعنيان متساويين فى الفهم لم يكن تورية بل اجمالا (قوله على قرينة خفية) حيث يذهب الوهم قبل التأمل الى ارادة المعنى القريب ولو كانت القرينة واضحة لم يكن تورية لعدم ستر القريب للبعيد (قوله ولم يقرن به الخ) فيه ان العرش مما يلايم المعنى القريب (قوله اعنى القدرة) ولافادة كمالها جمع اليد (قوله ما يلايم المعنى القريب) لان البناء وان كان يطلب القدرة لكن طلبه لليد اكثر (قوله فما تفرق) من التفريق اى ما تميز بينهما (قوله وقد يكون الخ) يشعر بان ليس فى البيت السابق كل من التوريتين ترشيحا للاخرى وليس كذلك لان ذكر الجدى والحمل كما انه ترشيح للغزالة كذلك الغزالة ترشيح للحمل والجدى الا ان يقال استعمال الجدى والحمل فى البرجين وولد البقر والغنم شائع لا تفاوت بينهما فى القرب والبعد (قوله اذا صدق) من التصديق وكذلك كذب اى اذا حصل للفتى ما يتمناه من الجد شبه حاله بحال من يخبر المخاطب بمراده فيعطيه اياه ويصدقه فى ذلك الخبر كما فى قوله صلّى الله عليه وسلّم فيصدقه

٥٤٥

الفرج او يكذبه والمخيلة بفتح الميم وكسر الخاء الظن كذا فى شمس العلوم والقاموس اى وان كذب الظن ما يقوله العم ويحتمل ان يكون على صيغة اسم الفاعل من التخييل اى القوة المخيلة وقيل انهما من الصدق والكذب بمعنى الثبوت والانتفاء اى اذا ثبت الجدو ان انتفى المخيلة اى المظنة اى علامة تلك المكارم (قوله انه تمثيل) اى تصوير لما صرح به فى قوله تمثيل وتصوير لعظمته وليس المراد انه استعارة تمثيلية او تشبيه تمثيلى لعدم علاقة التشبيه (قوله مما يردف الملك) بضم الميم اى السلطنة (قوله والتمحل) اى الاحتيال لصيغة التثنية فى يداه بان يراد النعمة الدنيوية والاخروية (قوله ان يتمحل) من محل به اذا سعى بالباطل ويعدى بالباء (قوله حقيقة او مجازا) اما حال عن مفرداته او خبر كان المحذوف (قوله اى بالضمير الراجع الخ) فالضمير مستعمل فى معنى آخر لكونه عبارة عن المظهر والضمير الغائب انما يقتضى تقدم ذكر المرجع لا استعماله فى معنى يراد بالمرجع فلا يلزم استعمال اللفظ فى المعنيين ولا الجمع بين الحقيقة والمجاز اذا اريد بالضمير المعنى المجازى على ما وهم (قوله اذا نزل السماء الخ) وصف الشاعر قومه بالغلبة على من عداهم من الاقوام بانهم يرعون كلاءهم من غير رضائهم (قوله بين جوانحى وضلوعى) الجلوانح الاضلاع التى تحت الترائب وهى مايلى الصدر كالضلوع مما يلى الظهر الواحد جانحة كذا فى الصحاح (قوله باحد الضميرين آه) وكلا المعنيين مجازيان للغضا فانه اسم للشجر فى البادية فى الايضاح الشجر بدل النار وحينئذ يكون المعنى الثانى حقيقيا والايقاد ينسب الى النار والى ما يوقد به (قوله وهو ذكر الخ) الضمير للف والنشر لانهما نوع واحد من المحسنات (قوله نحو ومن رحمته الخ) فان قيل قد تعين الضمير فى لتسكنوا فيه للعود الى الليل فلا يكون الآية من اللف والنشر لما سبق من اشتراط عدم التعيين فيه قلت التعيين المنفى فيما سبق من الاشتراط انما هو التعيين بحسب اللفظ والتعيين فى الاية الكريمة انما هو بحسب المعنى لا اللفظ فان ذلك الضمير صالح للعود الى النهار من حيث اللفظ فلا تعيين لفظيا اصلا كذا فى شرح المفتاح الشريفى (قوله ابن حيوش) بالحاء المهملة والياء المثناة التحتانية المشددة والشين المعجمة على وزن تنور والحقف بالكسر والسكون النقا وهو الرمل المجتمع والمعنى كيف اخرج عن حبك ودواعى الحب من حسن العينين واعتدال القامة وعظم الردف موجودة فيك (قوله اولا) اى قبل النشر فليس المراد من القولين المقولين لعدم ذكرهما قبل النشر بل القولين المذكورين فى ضمن قالوا (قوله على ما صرح به الخ) حيث اورد كلمة ثم بعد قوله ان تلف فانه يدل على ان للف يكون سابقا على النشر (قوله فلف

٥٤٦

بين الفريقين الخ) هذا واضح انما الكلام فى انه لما جمع بين الفريقين او القولين فى اللف يجب ان يذكر ما لكل فى النشر ليرد السامع الى كل فريق او قول مقوله فالظاهر الواو دون كلمة او قال الشارح رحمه الله تعالى فى شرح المفتاح وقد جرى الاستعمال فى اللف الاجمالى على ان يذكر النشر بكلمة اولا ماقع الاتفاق عليه هو احد القولين وانما الموكول الى فهم السامع هو التعيين وفيه بحث لان اللازم فى اللف والنشر الاجمالى ان يذكر ما لكل من احاد المتعدد الذى ذكره اجمالا واما كونه متفقا عليه بين احاد المتعدد فلا وان الموكول الى فهم السامع حينئذ يكون تعيين الاحد المبهم لا رد ما لكل من احاد المتعدد اليه ولو كان ما ذكره كافيا فى اللف والنشر الاجمالى لزم ان يكون قالوا لن يدخل الجنة الا احدهما منه وان شئت تفصيله فارجع الى تعليقاتنا على تفسير القاضى (قوله وهذا معنى لطف مسلكه) الذى اشار اليه صاحب الكشاف بقوله وهذا نوع من اللف لطيف المسلك الخ وقيل فى وجه لطفه انه لف مرتب على النشر معلوم منه والاعم الاغلب العكس وقيل لانه لم يصرح بالملفوف او لا بل بما يدل عليه وحين قصد ذكره حذف اللفظ الدال عليه ويرد عليهما انهما لا يوجبان لطفا لا يتهدى اليه الا النقاب المحدث ولا نسلم انه لف مرتب على النشر بل نشر مرتب على اللف المفصل ثم رتب اللف الجمل عليه ولا نسلم انه لم يصرح بالملفوف فانه صرح بالملفوف المفصل ثم ذكر الجمل اما لفظا او تقديرا وعندى وجهه ان مقتضى الظاهر ترك الواو لكونها عللا لما سبق ولذا قال من لم يتدرب علم البيان ان الواو زائدة او معطوفة على علة مقدرة فيصح عطفه على ما سبق مع بقاء التعليل وبيان اختياره على ترك العطف دقيق لا يتهدى اليه الا النقاب المحدث من علماء البيان فيقدر الفعل المعلل مشتملا على ما سبق اجمالا فيكون ما سبق قرينة على حذفه ولكونه مشتملا على ما سبق يبقى التعليل بحاله ولكونه مغايرا له بالاجمال والتفصيل يصح عطفه ولافادة هذا العطف كمال العناية بشان الاحكام السابقة حيث ذكرت او لا تفصيلا ثم ذكرت اجمالا ثم عللت من غير تعيين ثقة على فهم السامع بانه يلاحظها مرة بعد اخرى ويرد كل واحد من العلل الى ما يليق به يكون ايراد العاطف اولى من تركها (قوله شرع ذلك) اى بين قدر الفعل مؤخرا كما اختاره الفراء لان حذف المعلل يدل على كمال العناية بشان العلل وقدره القاضى مقدما كما ذهب اليه الزجاج رعاية للاصل مع عدم مقتضى التأخير (قوله وامر المرخص له) بمراعاة عدة ما افطر من غير نقصان فيه المستفاد من قوله تعالى (فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) كانه قيل فوجب

٥٤٧

عليه قضاء مافات مراعيا فيه عدة ما افطر (قوله ومن الترخيص الخ) المستفاد من قوله تعالى (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) او من قوله تعالى (فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) (قوله من كيفية القضاء الخ) المستفاد من اطلاق ايام اخر اى فعليه عدة من ايام اخر كيف ما تيسر متواصلا او متفاصلا (قوله اى ارادة الخ) يعنى ان الترجى مجاز عن الارادة اى اطلب على ما هو مذهب الاعتزال من ان ارادته تعالى لفعل غير امره به وجواز تخلف المراد عن الارادة وتغيير الاسلوب عن التشكر وللاشارة الى ان هذا المطوب بمنزلة المرجو لقوة الاسباب المتأخذة فى حصوله وهى ظهور كون الترخيص نعمة ولمخاطب موقنا بكمال رأفته تعالى وكرمه مع عدم فوات بركات الشهر (قوله بل هو توطئة الخ) فيه انه لا دليل فى الآية على كونه توطئة فان كلا الحكمين مذكوران باسبوب واحد لم يفرع احدهما على الاخر (قوله ليفرع الترخص الخ) اعادة من فى قوله ومن الترخيص عطفا على قوله من امر الشاهد يدل على عدم تفرعه على امر الشاهد بصوم الشهر فالاولى ترك تفريع الترخيص والاكتفاء بما بعد (قوله انه لم يقل الخ) الظاهر ان ترك من القرب المعطوف عليه بخلاف قوله ومن الترخيص (قوله وفى هذا دلالة واضحة الخ) جواب لقوله جعل قوله ولتكبر واعله آه (قوله شامل لامر الشاهد الخ) فالمعنى ولتكملوا عدة الشهر بالاداء عند عدم العذر وبالقضاء فى حال الافطار بالعذر بتحصيل خيراته ولا يفوت عنكم بركات صومه نقصت ايامه او كملت وبهذا اندفع النظر الذى ذكره الشارح رحمه الله بقوله وفيه نظر الخ (قوله على انه الخ) يمكن ان يقال ان ترك اضافة عدة لى ما فطر قرينة على انه اراد مطلق العدة لا عدة ما افطر* قال قدس سره واما الآية الكريمة الخ* فيه ان ما ذكره انما يفيد لطافة اللف والنسر الذى فى الاية بخصوصها ولا يفيد لطافة النوع والقول بان النوع عبارة عن لف يحتاج تحصيل بعض مالف فيه الى دقة النظر لا يفهم من عبارة الكشاف ولو سلم فدقة وجه التعليل تفيد احتياجه الى الفكر الغامض لا اختصاصه بالنقاب المحدث* قال قدس سره ان تعليل الامر الخ* بيان للطافة جهة المناسبة* قال قدس سره وان معلل الخ* عطف على قوله ان تعليل الامر الخ بيان لدقة وجه التعليل* قال قدس سره مستنبط من غير* اى غير المعلل يعنى ان معلله ليس مذكورا صريحا انما هو مستنبط من قوله تعالى (فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) * قال قدس وان كل واحدة من العلتين* اى لتكبروا الله على ما هديكم ولعلكم تشكرون* قال قدس سره ان الشكر اولى

٥٤٨

الخ* لان الترخيص نعمة ظاهرة واصلة الى العباد وتعليم كيفية القضاء انسب بالهداية لكون المقصود منه الخروج عن عهدة ما لزم على العباد (قوله ان يجمع بين متعدد الخ) كان الظاهر ان يجمع متعدد ادخل لفظ البين للاشارة الى ان التعدد يجب ان يكون فى الذكر فليس قولنا البنون زينة الحيوة الدنيا من الجمع (قوله ابى العتاهية) على وزن كراهية (قوله ان الشباب) صحح السكاكى رحمه الله بكسر ان على سبيل الحكاية (٧) تضمنا لما تقرر عندهم ولذا صار المصاريع ثلاثة (قوله هى ما يدعو الخ) عبر عنه بالمفسدة مبالغة (قوله ايقاع تباين الخ) ليس المراد التباين المصطلح بل المعنى اللعوى اى افتراق بين امرين مشتركين فى نوع (قوله فانه دقيق) وجه الدقة ان الاضافة فى ذكر ما لكل متحققة اجمالا والتعيين مفوض الى السامع الا ان المتبادر من اضافة ما لكل اليه ان يكون على التعيين (قوله لا يقيم على ضيم) اى ظلم اى لا يتوطن فى مواطن الظلم احد الا الاذلان (قوله فلا يرثى له) اى للوتد او لكل واحد من العير والوتد (قوله فلا يتحقق التعيين) لان المراد التعيين فى اللفظ فان التعيين بالقرينة متحقق فى اللف والنشر ايضا كما مر (قوله ولو سلم فسواء الخ) يعنى ان اسم الاشارة فيما نحن فيه اثنان فلا بد لكل منهما من مشار اليه معين فالتعيين متحقق الا ان التعيين يحتمل وجهين بخلاف اللف والنشر فان نفس التعيين منتف فيه فتدبر فانه دقيق قد خفى على بعض الناظرين (قوله الجمع مع التفريق) اورد كلمة مع اشارة الى ان المحسن اجتماعهما وكذا فيما سيأتى وانما لم يذكر اجتماع بعض المحسنات الاخر بعضها مع بعض كالطباق مع المقابلة لما بين الجمع والتفريق من المقابلة فاجتماعهما موجب لحسن زائد على كل واحد منهما (قوله من جهة الحر والاحتراق) اى حره واحتراقه وفيه اشارة الى ان المراد بحر النار حرها فى نفسها لا لغيرها فانه المناسب لتشبيه القلب بها (قوله وحتى متعلق الخ) اى عطف عليه لان الجارة لا تدخل على الفعل (قوله وقد شقيت به) من حد علم فى التاج الشقاء والشقاوة بدبخت شدن وهى كناية عن الخراب والهلاك (قوله فاعلم الخ) اعتراض بالفاء والبدع كعنب جمع بدعة كحكمة مؤنث بدع كعلم (قوله يأتى الله) كقوله تعالى (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ) والمراد امره لامتناع الاتيان على الله تعالى (قوله او يأتى اليوم) والمراد اتيان هو له فلا يلزم جعل اليوم وقتا لاتيان اليوم وحدوث الشئ بنفسه (قوله والمأذون الخ) وقع فى شرحه للمفتاح او الفاصلة وهو الموافق لتفسير القاضى وفى شرح المفتاح للعلامة الواو الواصلة

__________________

(٧) تضمينا نسخة

٥٤٩

ولكل وجه ان قصد دفع التدافع بين الآيتين فاو وان قصد بيان معنى الآيتين فالواو ويكون دفع التدافع حاصلا ضمنا (قوله وجبت له النار) هكذا فسر القاضى ومعنى وجبت ثبتت ولزمت اذ لا وجوب على الله تعالى عندنا ولا معنى للوجوب للعبد فيكون دخولهم النار والجنة مستفادا من التفريق ويكون محط الفائدة فى التقسيم القيد اعنى قوله تعالى (لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خالِدِينَ فِيها) فالظاهر على مذهب اهل السنة ان يفسر الشقى بمن له الشقاوة فى الجملة كفرا كانت او عصيانا والسعيد بمن له السعادة فى الجملة بان كان مؤمنا كما هو المتبادر وحينئذ يكون محط الفائدة قوله ففى النار مع قيوده (قوله الزفير اخراج النفس والشهيق رده) والمراد بهما الدلالة على شدة كربهم وغمهم وتشببه حالهم بحال من استولت الحرارة على قلبه (قوله اى سموات الاخرة وارضها) فى تفسير القاضى وفيه نظر لانه تشبيه بما لا يعرف اكثر الخلق وجوده ودوامه ومن عرفه فانما يعرفه بما يدل على دوام الثواب والعقاب فلا يجدى له التشبيه انتهى وفى قوله بما لا يعرف اكثر الخلق وجوده اشارة الى رد الاستدلال العقلى الذى ذكره صاحب الكشاف بقوله لانه لا بد لاهل الآخرة مما يقلهم ويظلهم اما سماء يخلقها الله او بظلهم العرش وكل ما يظلك فهو سماء بان كون المظل ضروريا لهم لا يستلزم معرفتهم به على انه ان سلم كون المقل ضروريا لحمل اثقالهم لا نسلم كون المظل ضروريا وان حمل السماء والارض على المظل والمقل خلاف المعنى الظاهر لا بد له من قرينة وفى قوله ودوامه ومن عرفه الخ اشارة الى رد الاستدلال النقلى الذى ذكره بقوله والدليل على ان لها سموات وارضا قوله تعالى (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ) وقوله تعالى (وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ) بانه انما يدل على وجود السماء والارض لها اما دوامها فلا يعرف منه وانما يعرف بدليل دوام دار الثواب فبيان دوامه بدوامها بالنسبة اليه لا يجدى نفعا (قوله ولكنه ممتد الى غير النهاية) تصريح بما علم ضمنا للاعتناء بشانه فكلمة لكن لمجرد التأكيد كما فى قولك لو جئتنى لا كرمتك لكنك لم تجئ على ما فى المغنى والاتقان (قوله فى عذاب النار) اشارة الى ان المراد بقوله ففى النار عذاب النار لا دار العقاب لقوله تعالى (لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ) فان اخراج النفس ورده انما يكون من حر النار واحراقه وبقوله تعالى (فَفِي الْجَنَّةِ) نعيم الجنة لقوله تعالى (عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) فان المناسب له نعيم الجنة مطلقا لا مطلق الدخول فيها (قوله بمعنى ان اهل النار الخ) يعنى ان مقتضى الاستثناء من الخلود فى عذاب النار ان لا يعذبوا بها فى جميع الاوقات بل ان يعذبوا فى بعضها بعذاب آخر كعذاب الزمهرير وعذاب سخط الله وخشيته واهالته

٥٥٠

وهذا لا يقتضى الخروج من جهنم وكذا مقتضى الاشتثناء من الخلود فى نعيم الجنة اى الذات الجسمانية ان ينعموا بنعيم آخر من اللذات الروحانية كرضوان الله ويتلذذوا بها بحيث ينقطع عنهم اللذات الجسمانية وهو لا يقتضى خروجهم من الجنة (قوله ما هو اكبر منها) كما قال الله تعالى (وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ) (قوله مما لا يعرف كنهه الا الله تعالى) كما قال الله تعالى (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) (قوله بناء على مذهبه) من ان من دخل النار لا يخرج منها ابدا وهو الكافر وصاحب الكبيرة الغير التائب وما سواهما لا يدخل النار كما عرف فى الكلام (قوله يكفيه صرفه عن البعض) ولا يقتضى صرفه عن الكل فى وقت ما حتى يلزم خروج الكفار عن النار (قوله والتأبيد الخ) يريد ان قوله تعالى (خالِدِينَ فِيها) حال مقدرة لعدم مقارنته بالعامل فالتقدير اما الذين سعدوا ففى الجنة مقدرين الخلود فيها مادامت السموات والارض والخلود المقدر لا يقتضى سابقة الدخول بل تقديره ولاجل الاشارة الى هذا عبر عن الخلود بالتأبيد فان الخلود المقدر مرجعه التأبيد اى ثبوت الحكم السابق وهو الكون فى الجنة ابدا اى فى جميع الاوقات المستقبلة من وقت دخول اهل الجنة فيها والتأبيد من وقت معين كما ينتقض باعتبار الانتهاء كما فى الاستثناء الاول ينتقض باعتبار الابتداء لعدم بقاء التأبيد من الوقت المعين فحينئذ اندفع ما اورده السيد متابعة لصاحب الكشاف من ان الاستثناء يقتضى اخراجا من الخلود وهو لا محالة بعد الدخول لان ذلك انما هو فى الخلود المحقق دون المقدر وكذا ما اورده من انه لا دلالة فى اللفظ على المبدأ المعين فان المتبادر من الاية خلود الفريقين من وقت الدخول هذا وقد يقال فى تفسير الاستثناء وجوه اخر منها انه من قبيل (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ) و (لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى) وفيه انه انما يتجه اذا كان فى الاية قرينة على انه تعليق بالمحال كما فى الايتين ومنها انه استثناء من اصل الحكم والمستثنى زمان توقفهم فى الموقف للحساب وذلك لان ظاهره يقتضى ان يكونوا فى النار حين يأتى اليوم او مدة لبثهم فى الدنيا وفى البرزخ ان لم يقيد باليوم وفيه ضعف لفظا لتأخره عن الحال ولا مدخل له فى الاستثناء ومعنى لان استثناء زمان الوقف او مدة اللبث المذكور مما لا فائدة فيه فانه معلوم من سوق الكلام وان الابهام بقوله الا ما شاء ربك والتفخيم الذى يعطيه لا يبقى له رونق ومنها انه استثناء من قوله تعالى (لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ) وفيه مع كونه خلاف الظاهر انه لا يجرى

٥٥١

فى المقابل ومنها انه بمعنى سوى كقولك علىّ الفان الا الالف التى كانت بمعنى سوى والمعنى سوى ما شاء ربك من الزيادة التى لا آخر لها على مدة بقاء السموات والارض وفيه انه صرف للفظ الا عن معناه الحقيقى بلا صارف بخلاف القول المذكور وانه مبنى على حمل السموات والارض على هذين الجسمين المعروفين وان الظاهر على هذا المعنى ان يقال خالدين فيها ابدا كما فى النصوص الاخر ومنها ان ما بمعنى من والمخرج هو العصاة فى الاستثنائين ولا بد من القول بالاستثناء من اصل الحكم وحينئذ لا حاجة الى جعل ما بمعنى من ومنها ان الا بمعنى بعد هذا هو الاقوال المنقولة فى هذه الاية فعليك بالاعتبار (قوله واطلاق السعادة الخ) فى تفسير القاضى لا يقال فعلى هذا لم يكن قوله فمنهم شقى وسعيد تقسيما صحيحا لان من شرطه ان يكون صفة كل قسم منتفية عن قسيمه لان ذلك الشرط حيث التقسيم لانفصال حقيقى او مانع من الجمع وههنا المراد ان اهل الموقف لا يخرجون عن القسيمة وان حالهم لا تخلو عن الشقاوة والسعادة وذلك لا يمنع اجتماع الامرين فى شخص بالاعتبارين انتهى وخلاصته ان التفريق باعتبار الوصفين لا باعتبار الذات* قال قدس سره ان قلت ما وجه العطف باو الخ* فى الكشف التزويج جعل الشئ زوجا وقوله ذكرانا واناثا حال من الضمير والواو للمعية ولتركبه من القسمين السابقين لم يكرر فيه المشية وفى الكواشى ايضا انه حال والضمير راجع الى الذكور والمعنى او يجعل الذكور زوجا حال كونهم ذكورا مع الاناث والحال افاد ان زوجيتهم باعتبار ضم الاناث اليهم فذكر هذا القسم بكلمة او بدون ذكر المشية لانه كانه ليس قسما على حدة بل تركيبه من القسمين السابقين كانه قيل يهب لمن يشاء الاناث والذكور منفردين او مجتمعين ثم قيل ويجعل من يشاء عقيما فقيد بالمشية لانه قسم آخر وهذا اولى مما فى تفسير القاضى من قوله وتغيير العاطف فى الثالث لانه قسيم المشترك بين القسمين ولم يحتج اليه الرابع لا فصاحه بانه قسيم المشترك بين الاقسام الثلاثة واما الوجه الذى ذكره السيد ففيه بحث لانه على تقدير رجوع الضمير الى من يشاء يكون مفاد قوله او يزوجهم الخ انه يجعل من يشاء زوجا والمقصود انه يهبهم زوجا ولا يظهر وجه تعلق قوله ذكر انا واناثا بما قبله ومن هذا ظهر ضعف ما قيل ان ذكرانا واناثا منصوب بنزع الخافض اى يقرنهم بالذكران والاناث ولو سلم بان يكون التقدير يزوج لهم على ما فى شمس العلوم من انه يقال زوجت الابل صغيرها وكبيرها اى قرنت صغيرها مع كيرها قال الله تعالى (يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً) اى يقرن لهم ذكرانا واناثا كما قال (وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ) اى

٥٥٢

قدرناها له فارجاع الضمير الى من يشاء لا يقتضى ان يكون المفعول المقدر فى المرجوع اعنى هبة الذكور او الاناث معتبرا فى الراجع حتى يفسد المعنى ولو سلم فيرد عليه ان ليس المعين على البدلية كما قرره بل على انه يهب بعضهم صنفا واحدا وبعضهم صنفين وبعضهم لا يهب شيئا منهما وان ليس التقييد بالمشية مستفادا من قوله او يزوجهم ذكرانا واناثا ولو سلم فمن شاء فى حقه الذكور فقط او الاناث فقط لا يمكن فى حقه بدلهما مشية الاناث والذكور معا فان ما شاء الله كان على ما فى الحديث المرفوع نعم انه ممكن فى نفسه بالنظر الى ذاته تعالى اما بعد تعلق المشية فلا هذا فتدبر لعلك تطلع على ما هو احسن مما ذكرت* قال قدس سره هى عدم لزوم المشية الخ* فيه انه حينئذ يكون مفاد الآية امكان التزويج فى حقهم بسبب عدم لزوم المشية والمقصود وقوع التزويج (قوله لاجل المبالغة لكمال الخ) اشارة الى ان اللام صلة للمبالغة لا للاجل والمبالغة فى الكمال قد تكون مطلوبا فى نفسها وقد تكون مطلوبا للتهكم كما يقال للجبان لقيت من فلان اسدا واعلم ان الالفاظ فى التجريد مستعملة فى المعانى الحقيقية فليس هو من دواخل البلاغة لعدم تأتى الوضوح والخفأ بالدلالة الوضعية كما مر بخلاف الاستعارة لكونها مجازا يتأتى به الوضوح والخفأ فلذا كانت من دواخل البلاغة والتجريد لاجل المبالغة فى الوصف فليس داخلا فى البلاغة على ما وهم (قوله بمن التجريدية) جعل بعضهم التجريد معنى برأسه لكلمة من والاصح انها ابتدائية كما ان الباء التجريدية باه الملابسة (قوله فليتأمل) لعل وجه التأمل انه اذا كان لقاء زيد لقاء الاسد حصل المبالغة بجعله عين الاسد كما فى الاستعارة وان فاتت المبالغة الحاصلة من التجريد ومراده بقوله والغرض التشبيه ان المقصود الاصلى التشبيه (قوله ومبالغة فى اتصافها بالشدة) اى شدة العذاب فان المبالغة فى الخلود يوجب شدة العذاب فان احتمال الانقطاع يهونه (قوله منصوب) اى رواية والا فيجوز رفعه بالعطف على نحوى بحذف العائد اى فيها (قوله اذ لا معنى للانتزاع) بان يقال انتزع الله تعالى من ذاته ربا مبالغة فى ربوبيته للنبى عليه السّلام لانه يلزم الامر بالصلاة للرب المنتزع (قوله ان فى البيت) اى فى كونه من التجريد (قوله بل هو) اى اجتماعهما واقع فالمرجع مذكور معنى (قوله لنكتة الخ) لا يخفى ان النكتة المذكورة تحصل بمجرد جعل نفسه مخاطبا ولا تتوقف على التجريد فالصواب ان يقال ان اجتماعهما واقع فى صورة يكون الاسلوب المنتقل اليه دالا على صفة كما فيما نحن فيه فهو يعنى قوله كريم التفات

٥٥٣

من حيث انه انتقل من التكلم الى الغيبة وتجريد من حيث التعبير بصيغة الصفة مبالغة فى كرمه وبما ذكرنا اندفع ما ذكره السيد من ان الالتفات يقتضى الاتحاد والتجريد يقتضى التغاير ولو ادعاء فبينهما تناف لانه انما يلزم لو كان اعتبار المتنافيين من جهة واحدة* قال قدس سره بحسب اقتضاء المقام* انما قال ذلك لان نفى البخل لا يستلزم اثبات الجود لوجود الواسطة* قال قدس سره ولا دليل الخ* فيه ان البيت المذكور مثال يكفيه الاحتمال والدليل انما يلزم اذا كان شاهدا (قوله اراد بالحال الغنى) فى التاج الاسعاد يارى كردن فالمعنى فليعن النطق فى المدح ان لم يعن الغنى فى الاهداء فما قيل اى حالك وهو الفقر اذا لفقر لا يسعد الاهداء وانما يسعد الغنى وهو عار منه فتفسير الحال بالغنى ليس كما ينبغى ليس بشى (قوله وانما يدعى ذلك الخ) اشار بذلك الى ان قوله لئلا يظن الخ خارج عن التعريف بيان لغايته للفرق بينه وبين الكذب (قوله انه غير متناه) اى غير بالغ فى النهاية (قوله ادعى ان جاره الخ) الحصر مستفاد من عموم حيث مالا ولهذا الحصر صار ممتنعا عاديا (قوله مقبولان الخ) واعلم ان ما ذكره من المقبول والمردود بالنظر الى البديع واعتبارات الشعر واما بالنظر الى البيان فالكل مقبول لانها ليست مجراة على معانيها الحقيقة بل كنايات او مجازات مرسلة كانت او استعارة بالنظر الى الموارد والامثلة فقوله تعالى (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ) مجاز مركب عن كثرة صفائه ونوره وقول ابى الطيب مجاز عن كثرة الغبار فوق رؤس الجياد وقول القاضى مجاز عن طول سهره وكثرة نظره الى الكواكب وقوله اسكر بالامس لا امتناع من ان يقال انه مجاز عن سرعة سكره وولوعه وحرصه على الشرب كذا افاده بعض الناظرين والاظهر ان يقال ان المقبولة والمردودة انما هى بالنسبة الى المعنى المطابقى لا بالنظر الى ما هو المقصود اعنى ادعاء كمال الوصف (قوله الى الصحة) اى الامكان فلا يرد ان صحة كلام الله تعالى لا مزيد عليها فكيف يقال فيه ما يقربه الى الصحة (قوله ايراد حجة للمطلوب على طريقة اهل الكلام) ايراد الحجة يتعلق باداء اصل المعنى وكونه على طريقة اهل الكلام من المحسنات المعنوية فان المحاورة لا تتوقف على كونه على طريقتهم وان كان مرجعه الى ذلك (قوله وكانه اراد الخ) فان اللائق بالدعوة العامة المقدمات المشهورة لكون النفس مطاوعة لها بخلاف البرهان فانه مختص باولى الالباب الخالصة (قوله ليس قطعى الاستلزام للفساد) بمعنى الخروج عن هذا النظام المشاهد ولو اريد به عدم التكون يكون قطعى الاستلزام وتفصيله فى شرح العقائد للشارح رحمه الله تعالى (قوله موطئة للقسم) تدل على ان المذكور

٥٥٤

فى معرض الجواب جواب القسم لاجزاء الشرط (قوله اهون واسهل عليه) لا بالنظر الى ذاته تعالى اذ لا يتصور فى حقه تعالى السهولة والاسهلية بل على ما جرت عليه العادة فيما بينكم من ان كل فعل وقع من شخص مرة كان اعادته اسهل عليه لحصول الممارسة (قوله فى الامكان) اى امكان الصدور اذ الامكان الذاتى لا يمكن فيه الشدة والضعف (قوله على مقابل الحقيقى) يعنى الموجود الخارجى فتوهم انه بمعنى الموجود فى نفس الامر (قوله ولو كان الامر كما توهم) من ان الاعتبار لا يكون الا غير حقيقى (قوله اى لم تشابه) فى التاج حكى وحكاه فى فعله مانند او نشد در كار (قوله وتفوقه عليها) اى تفوق عطائك على السحاب لان صفة عطائه اختيارى كثير الاثار الواقعة فى موقعها بخلاف السحاب فانه ليس له اختيار فى نزول المطر وآثارها قليلة بالنسبة الى آثار عطائه واقعة فى غير موقعها وليس المعنى ان نائل السحاب لم يشابه نائله فلما علمت السحاب عدم المشابهة بين النائلين حمت فصبيبها الرحضاء حتى يقتضى وجود نائل السحاب او لا ليظهر له عدم المشابهة بين النائلين الموجب للحمى الموجبة للرضاء فلا يتم ان نزول المطر مطلقا عرق حماها الحادثة بسبب عطاء الممدوح (قوله لكانت علة حقيقية) اى فى العادة لان الكلام فى العلة العادية فلا يرد اعتراض السيد (قوله اى حذارى اياك) اشار الى ان الاضافة فى حذارك اضافة المصدر الى المفعول لا الى الفاعل يتعدى بنفسه يقال حذرته وبمن يقال حذرت منه كما فى المتن (قوله اى انسان عينى من الغرق) غرق انسان العين كناية عن العمى اى نجى حذارك من العمى فلا يرد ما قيل ان المناسب ان يقول تجى نفسى من الغرق لان انسان العين يغرق بدمع قليل ولا يحتاج الى ان يجاب بان انسان العين هو الساكن فى الماء الماهر فى علم الماء فاذا كان يغرق يكون كثير الماء فى الغاية (قوله اى شد النطاق الخ) النطاق فى الاصل شقة تلبسها المرأة وقد تطلق على ما تشد المرأة تلك الشقة فى وسطها ولهذا المعنى سميت اسماء بنت ابى بكر ذات النطاقين وهو المراد ههنا ولا يناسب تفسيرا نتطق بشد المنطقة لان الجوازاء مؤنث ولا يقلل للكواكب التى فى حول الجوزاء منطقة الجوزاء بل نطاقها (قوله قصد تعليلها) بنية خدمة الممدوح لا يخفى انه لا يصلح تعليل رؤية النطاق بنية خدمة الممدوح انما يصلح تعليل الانتطاق بها اللهم الا ان يجعل رؤية النطاق كناية عن وجوده (قوله مدامع) جمع مدمع الماقى وهى اطراف العين ونسبة السيلان اليها كنسبة الجريان الى النهر (قوله يعنى ساقت الريح المزن اليها) بيان لحاصل المعنى فان شفعت على صيغة المجهول معناه ضمت او جعلت مقبولة الشفاعة وقرأته على صيغة المعلوم

٥٥٥

من الشفاعة يخل الوزن (قوله قصد به الملايمة الخ) يعنى ان السحاب المذكور يحزن ويغنم من كثرة حزنه وخلو صدره من الغير ويطلبه فى تلك ابى او فى تلك الديار ويبكى عليه فان الديار البلاقع هى والربى واحد وهى مواضع قيام الخيبة فقوله فكان نفس ابى تمام الخ متفرع على القولين (قوله احتراز الخ) لا يخفى ان تفسير التفريع المذكور يستدعى اتحاد الحكم للمتعلقين وفى المثال المذكور الحكمان مختلفا فالمناسب ان يقول وابوه راكب (قوله من عض الكلب) الكلب على وزن الكتف (قوله وليسم آه) اى ليسم القدر المشترك بين جميع ما ذكر من تأكيد المدح بما يشبه الذم وتأكيد الذم بما يشبه المدح وغير ذلك بتأكيد الشئ بما يشبه نفيضه ويجعل هذا واحدا من المحسنات المعنوية مندرجا تحتها جمع ما ذكر وليس المراد ان يسمى تأكيد المدح بما يشبه الذم بهذا الاسم ويجعل مقابلا لتأكيد الذم بما يشبه المدح* قال قدس سره فانه ركيك جدا* لفظا ومعنى اما لفظا فلانه لا يقال ان جئتنى اكرمك على تقدير مجيئك واما معنى فلان الجزاء المذكور وجود العيب فيهم لا اثبات وجود العيب فيهم (قوله ويعقب باداة الاستثناء) لم يقل ويستثنى منها صفة مدح لعدم الاستثناء فيه حقيقة فان الاستثناء متصلا كان او منقطعا لا بد فيه من اختلاف الحكمين ايجابا وسلبا ولا اختلاف ههنا وانما يفيد التأكيد لكونه فى صورة الاستثناء واليه يشير قول الشارح رحمه الله يذكر الخ (قوله انا افصح العرب الخ) جعله ابن مالك من الضرب الاول بتأويله بالنفى اى لا نقصان فى فصاحتى الا انى من قريش (قوله وبيد) بمعنى غير اليه ذهب الجمهور وفى المغنى انه للتعليل فالمعنى انا افصح العرب لاجل انى من قريش ومعنى التعليل ان له مدخلا فى ذلك لا انه علة تامة وفى القاموس ان بيد بمعنى غير ومن اجل وعلى (قوله واصل الاستثناء فيه الخ) اى الراجح الكثير الاستعمال فى هذا الضرب ان يكون المذكور بعد اداة الاستثناء غير داخل فيما قبلها وفيه اشارة الى انه قد يكون داخلا الا انه خلاف الاصل نحو فلان له جميع المحاسن الا انه مؤمن واما فى الضرب الاول فلكون ما قبل الاداة صفة منفية والمستثنى صفة مدح يكون غير داخل فيما قبلها البتة لكنه قدر دخوله ليصير متصلا فيفيد التأكيد من وجهين (قوله فليتأمل) حتى يظهر لا عدم التنافى بينهما اذ كون الكثير الراجح فى مطلق الاستثناء الاتصال لكونه حقيقة على ما بين فى الاصول لا ينافى ان يكون الكثير الراجح فى نوع منه الانقطاع (قوله ضرب آخر) كونه ضربا آخر من جهة انه ليس المستثنى منه فيه صفة ذم منفية بل محذوف هو اعم الاشياء يقدر دخول المستثنى فيه الا ان العامل

٥٥٦

فيه معنى الذم وهو راجع الى الضرب الاول كانه قيل لا عيب فينا الا ان آمنا* قال قدس سره الظاهر انه من الضرب الاول* لان المذكور سابقا صفة ذم منفية استثنى منها صفة مدح* قال قدس سره اعتبر فيها جهتا تأكيد* جهة كونه كدعوى الشئ ببينة وجهة كون الاصل فى الاستثناء الاتصال* قال قدس سره لا يمكن الا اعتبار جهة واحدة* وهى الجهة الثانية واما الجهة الاولى فمبناها تقدير الدخول ولا يمكن ذلك فى الضرب الثانى لكون المذكور قبل الا صفة مدح مثبتة ولا عموم لها ويمكن ان يقال ان فسر (لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً) بنفى سماع اللغو كان من الضرب الاول لكون سماع اللغو صفة ذم منفية وان فسر بثبوت عدم سماع اللغو كان من الضرب الثانى لكون عدم سماع اللغو صفة مدح مثبتة* قال قدس سره ولعله اراد الخ* فيه انه يلزم اختلال تعريف الضرب الاول وتفضيله على الاطلاق والحصر بين الضربين (قوله فالاولان استثناآن) بحذف العاطف او الثالث استثناء من الثانى وكذا قوله لكنه الوبل (قوله هذا الضرب من الاستثناء) قال الزوزنى ويسمى هذا النوع الاستثناء الخداعى (قوله لان الشكاية مصرح بها) بقوله* ابى دهرنا اسعافنا فى نفوسنا* (قوله لكان اقرب) لان قوله فقلت له نعماك فيهم اتمها الخ دعاء للممدوح متضمن للتهنئة (قوله اعم من الاستتباع) هذا بالنظر الى ظاهر تعريف الاستتباع اما لو قيل ان ذكر المدح فى التعريف بطريق التمثيل لا التخصيص يكون مساويا للادماج (قوله اعد بها) اى بالاجفان اى باعتبار تحريكها وتقليبها وهو جمع جفن كفقر وهو غطاء العين من اعلى واسفل (قوله ولا بدلى من جهله) الضمير للمتكلم ففيه التفات من التكلم الى الغيبة قابل الجهل بالحلم لاستلزامه الطيش وترك الوقار (قوله ادمج فى الغزل) بالتحريك فى الصحاح مغازلة النساء محادثتهن ومراودتهن يقال غازلتها وغازلتنى والاسم الغزل (قوله الهزل الذى يراد به الجد) اى يذكر الكلام على سبيل المطايبة ويقصد منه معنى صحيح فى الحقيقة (قوله ما عد) اما امر من عديعد بمعنى احسب او من عدى يعدى اى تجاوز (قوله وهو كما سماه السكاكى الخ) كان الظاهر ان يقول وهو ما سماه السكاكى رحمه الله سوق الخ الا انه اعتبر المغايرة من حيث انه مسمى بالتجاهل ومن حيث انه مسمى بالسوق فزاد كاف التشبيه وهو كقولهم وهو كما هو المشهور كذا وهو كما سيجئ كذا وقوله لنكتة متعلق بالتجاهل وكان حقه التقديم على قوله وهو كما سماه السكاكى رحمه الله الا انه اخره ليكون بيان النكات متصلا به (قوله المع برق

٥٥٧

سرى الخ) سرى صفة برق اى ظهر بالليل والضاحى بالضاد المعجمة والحاء المهملة من الضحو (قوله فيه دلالة الخ) اى دلالة من حيث الظاهر والا فيجوز ان يكون التخصيص بالرجال مستفادا من مقابلة النساء (قوله امنزلتى سلمى الخ) خاطب منزلتى الشتاء والصيف للحبيبة وناداهما فالهمزة للنداء والرواجع جمع راجعة والتسليم مفعول يرجع المتعدى بمعنى يرد وفى بعض النسخ بدل او يدفع البكاء او يكشف العمى اى عمه العشق وتحيره والاستفهام انكارى اى لا يرجع ولا يدفع وثلاث الاثافى فاعل الفعلين على التنازع والاثافى بالتشديد والتخفيف جمع اثفية وهى ما يوضع عليه القدر اى ثلاث احجار والبلاقع جمع بلقعة وهى الارض القفر التى لا شئ فيها (قوله القول بالموجب) اى اعتراف المتكلم بما يوجبه كلام المخاطب مع نفى مقصوده وذلك اما باثبات مناط مقصوده فى شئ آخر واما يحمل لفظه فى كلامه على غير ما قصده منه (قوله اى فى التلفظ) فسر اللفظ بالتلفظ اذ لا معنى لتشابه اللفظين فى نفس اللفظ فانه يستلزم اتحادهما فيخرج منه الجناس الغير التام (قوله فى انواع الحروف) اورد لفظ الانواع تنبيها على ان الحروف انواع والا فيكفى فى الحروف (قوله وفى اعدادها الخ) الاولى عددها وهيئتها اذ ليس توافق الكلمتين فى اعداد الحروف والهيئات الا انه اورد صيغة الجمع نظرا الى المواد (قوله فان هيئة الكلمة الخ) الظاهر ان يقول فان هيئة الحرف كيفية تحصل له باعتبار الحركة والسكون اذ الكلام فى هيئات الحروف دون الكلمات ولان هيئة الكلمة يعتبر فيه تقديم بعض الحروف على بعض كما هو المشهور (قوله وهو القطيع من بقر الوحش الخ) والمعنى عيون النساء الشبيهة بقطيع البقر الوحشى جالبات للموت والعشق قتال للانسان (قوله وذى زمام الخ) اى ذى حرمة وفت بالعهد ذمته اى ذاته فان الذمة فى الاصل العهد ثم تطلق على ذات موصوفة به وهو الشائع فى اطلاقات الفقهاء ولا زمام الخ اى ليس له آبار قليلة الماء فى مسلك العرب وهو كناية عن كثرة خيراته (قوله مامات الخ) والمعنى كل كرم اندرس فانه يحيى ويتجدد عند هذا الممدوح ووقع فى ديوان مصحح له من مات من حدث الزمان والمعنى كل من مات من حوادث الزمان وابتلى بشدائده المفضية الى الموت فانه يحيى لدى يحيى بن عبد الله ويتخلص عنها ولك ان تجعل ما فى مامات نافية ومن زائدة* قال قدس سره ان هذه المطايا الخ* فالمد بمعنى الامداد والوجد بمعنى القوة وضمير عنها للمطايا على الالتفات وزل عنها بمعنى اذهب صفة

٥٥٨

منا اى امر قدر للمطايا من الاعياء والكلال والمعنى امدكم يا مطايا منازل الاحباب قوتكن لا قامتها بها بعد الوصول اليها وقد ذهب عنكن ليس بذاهب عنى لان رؤية المنازل لم تزدنى الا تذكر الاحباب والحزن على فقدانها* قال قدس سره وهو انها بقيت الخ* البقاء والبقية مستفاد من ذهاب القدر عنها ومنا عبارة عن الموت وزل عنها بمعنى لم تصبها وباقى الالفاظ على معناها السابق ولذا لم يجعل هذا الوجه عديلا للاول بقيل والمعنى الموت المقدر الذى ظهر فيكن مخائله وشدائده وزل عنكن اى لم يصبكن ليس بمقلع عنى* قال قدس سره انها وان طالت الخ* فالمد بمعنى الاطالة والوجد بمعنى الحزن والحشاشة بضم الحاء المهملة بقية الروح والارماق جمع رمق بالتحريك بقية الروح فاضافة الحشاشة للمبالغة (قوله وهذا نوع آخر الخ) فان الاول اختلاف بالحركتين والثانى اختلاف بالحركة والسكون والثالث اجتمع فيه الاختلافان (قوله جدى جهدى) بالفتح المشقة اى حظى من الدنيا اتعاب النفس فى الوصول الى المطلوب (قوله اى يمدون سواعد من ايد) فمن ابتدائية اى كائنة من ايد او تبعيضية بناء على ان السواعد بعض الايدى وانما قابله بالتبعيض بناء على انه حينئذ حرف وعلى تقدير كونها للتبعيض اسم بمعنى البعض مفعول يمدون (قوله مطرفا) نقلا من الخيل الابيض الرأس والذنب وسائرهما مخالف لهما فان آخره مخالف للباقى فى كون اللفظ اعادة كذا قيل ويجوز ان يكون وجهه انه جعل الحرف الزائد فى الاخر (قوله ووجه حسنه الخ) واما وجه الحسن الذى يعم الاقسام الثلثة فهو جمع الالفاظ المتناسبة وما ذكره الشارح رحمه الله تعالى انما يتم اذا ذكر اللفظ الذى فيه زيادة الحرف متأخرا متصلا باللفظ الناقص اما لو قدم اللفظ الذى فيه زيادة الحرف او فصل بين اللفظين نحو عواصم وعواص وايد عواص واعين عواصم فلا كما لا يخفى (قوله وهو ثلاثة اضرب الخ) جعل ضمير هو راجعا الى المضارع واحتاج الى التقدير وان كان قوله فى الاول يقتضى ارجاعه الى الحرف المدلول عليه بقوله ثم الحرفان فانه رعاية السابق واللاحق فانهما تقسيمان للجناس (قوله ليس من هذا القبيل) لان الهمزة فى ارضيتم للاستفهام وهى كلمة برأسها (قوله وبهارون اذا قلبا) آخره* ان هارون اذا ما قلبا* يجعل اللحية شيئا عجيبا* قلب هارون نوراه وهو بالسريانية موسى كذا قيل والا وجه ان قلب هارون نوره لان الالف هرون مطروح فى الكتابة (قوله من شميم عرار نجد) النجد ما خالف الغور من بلاد العرب ويسمى الغور تهامة (قوله ويجوز) اى على الوجه الاول اضافة معرج الى الساعة اضافة على الاتساع بجعل المفعول فيه مفعولا به كما

٥٥٩

فى مالك يوم الدين فيفيد استيعاب التعريج للساعة فيكون قليلا صفة مؤكدة على الوجه الثانى الاضافة بتقدير فى فلا يفيد الاستيعاب فيكون قليلا صفة مفيدة لان التعريج فى الساعة يحتمل ان يكون قليلا من الساعة وان يكون مستوعبا لها وللاشارة الى هذا المعنى قدم قليلا على ساعة لا انه اعتبر الصفة مقدمة على الاضافة على ماوهم من ظاهر عبارته (قوله اى قليل التعريج فى الساعة) على حذف المضاف او الاستخدام والا وجه ان يجعل الضمير لمعرج والتأنيث باعتبار المضاف اليه (قوله اتركانى) اشارة الى ان دعانى تثنية دع من ودع يدع (قوله افصحت بلغاتها) يقال افصح الاعجمى اذا انطلق لسانه وخلصت لغته عن اللكنة وجادت ولم يلحن وافصح به اى صرح والمراد باللغات النغمات جعل كل نغمة لغة (قوله ومفتون) من الفتن بمعنى الاحراق قال الله تعالى (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) او بمعنى الاعجاب او بمعنى الجنون والرنات جمع رنة وهى الاصوات والمثانى جمع مثنى وهو من الاعواد ما كان ذاوترين والفاء لتفصيل اهل البصرة اى فمنهم الصالحون ومنهم دون ذلك والمقصود ان البصرة مصر جامع تمت الحمد لمن منح علينا ختم طبع هذه الحاشية الجليلة* المنسوبة الى الفاضل التحرير الكامل فى البيان والتحرير (عبد الحكيم) السيالكوتى على المطول من طرف (الشركة الصحافية العثمانية) فى استانبول الفاخرة بمقر السلطنة العثمانية* فى زمن سلطاننا الاعظم* والخاقان المعظم* الا وهو السلطان ابن السلطان السلطان الغازى (عبد الحميد) خان ادام الله دولته على ممر الازمان* وكمل على المؤمنين ظل حمايته ما دار الدوران وقد طبع فى المطبعة الشركة الصحافية العثمانية وصادف ختام طبعه فى اليوم الخميس من شهر ربيع الاول لسنة احدى عشر وثلاثمائة والف من هجرة من له العز والشرف م

٥٦٠