المؤمن

الشيخ الحسين بن سعيد الكوفي الأهوازي

المؤمن

المؤلف:

الشيخ الحسين بن سعيد الكوفي الأهوازي


الموضوع : الأخلاق
الناشر: مدرسة الامام المهدي « عج »
الطبعة: ٠
الصفحات: ٨٠

ليس كما قالوا (١).

١٩ ـ عن زيد الشحام قال : قال الصادق عليه‌السلام :

ان الله عزّ وجلّ إذا أحبّ عبداً أغرى به الناس (٢).

٢٠ ـ عن أبي حمزة قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : إن الله عزّ وجلّ أخذ ميثاق المؤمن على بلايا أربع ( الاولى ) ، أيسرها عليه : مؤمن مثله يحسده ، والثانية : منافق يقفو أثره ، والثالثة ، شيطان يعرض له يفتنه ويضله ، والرابعة : كافر بالذي آمن به يرى جهاده جهادا ، فما بقاء المؤمن بعد هذا (٣) ؟!

٢١ ـ عن حمران عن أبي جعفر عليه‌السلام : ان العبد المؤمن ليكرم على الله عزّ وجل ، حتّى لو سأله الجنّة وما فيها أعطاها ايّاه ، ولم ينقص ذلك من ملكه شيء ولو سأله موضع قدمه من الدنيا حرمه ، وان العبد الكافر ليهون على الله عزّ وجلّ لو سأله الدنيا وما فيها ، أعطاها ايّاه ، ولم ينقص ذلك من ملكه شيء ، ولو سأله موضع قدمه من الجنّة حرمه.

وانّ الله عزّ وجلّ ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء ، كما يتعاهد الرجل أهله بالهدية ويحميه كما يحمي الطبيب المريض (٤).

٢٢ ـ عن أبي حمزة قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : ان لله عزّ وجلّ ضنائن (٥) من خلقه ، يضن بهم عن البلاء ، يحييهم في عافية ويرزقهم في عافية ويميتهم في

__________________

(١) رواه في مشكاة الأنوار ص ٢٨٦ عن المفضّل بن عمر باختلاف يسير في ألفاظه وأسقط منه آخره ( من كان أبغض إلى الله من أبي فلان وفلان ).

(٢) روى في مشكاة الأنوار : ص ٢٨٦ مرسلاً نحوه.

(٣) عنه في المستدرك : ٢ / ٨٨ ح ١ وأخرج في البحار : ٦٨ / ٢١٦ ح ٦ والوسائل : ٨ / ٥٢٦ ح ٢ عن الكافي : ٢ / ٢٤٩ ح ٢ بإسناده عن أبي حمزة عن أبي عبد الله (ع) عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نحوه.

(٤) أخرج نحوه في البحار : ٦٧ / ٢٢١ ح ٢٨ والوسائل : ٢ / ٩٠٩ ح ١٨ عن الكافي : ٢ / ٢٥٨ ح ٢٨ بإسناده عن الحلبي عن أبي عبد الله (ع) ، وذيله في الوسائل : ٢ / ٩٠٨ ح ٩ عن الكافي : ٢ / ٢٥٥ ح ١٧ بإسناده عن حمران مثله ، وروى ذيله أيضاً في تحف العقول : ص ٣٠٠ مرسلاً عن علي (ع) والتمحيص : ح ٥ بإسناده عن أبي عبيدة الحذاء نحوه.

(٥) الضنائن : الاشياء التي يبخل بها لنفاستها.

٢١

عافية ، [ ويبعثهم في عافية ، ويدخلهم (١) الجنّة في عافية ] (٢).

٢٣ ـ عن محمّد بن عجلان قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ان لله عزّ وجلّ من خلقه عباداً ، ما من بلية تنزل من السماء ، أو تقتير في الرزق الاساق إليهم ، ولا عافية أو سعة في الرزق إلاصرف عنهم ( و ) لو أنّ نور أحد هم قسّم بين أهل الأرض جميعاً لاكتفوا به (٣).

٢٤ ـ عن يزيد بن خليفة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ما قضى الله تبارك وتعالى لمؤمن ( من ) قضاء الا جعل له الخيرة فيما قضى (٤).

٢٥ ـ عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان الله يذود (٥) المؤمن عمّا يكره ممّا يشتهي ، كما يذود الرجل البعير عن إبله (٦) ليس منها (٧).

٢٦ ـ وعنه عليه‌السلام قال : إنّ الربّ ليتعاهد المؤمن ، فما يمرّ به أربعون صباحاً إلا تعاهده إمّا بمرض في جسده ، وإما بمصيبة في أهله وماله أو بمصيبة من مصائب الدنيا ليأجره الله عليه (٨).

٢٧ ـ عن ابن حمران (٩) قال : سمعته يقول : ما من مؤمن يمرّ به أربعون ليلة إلا وقد يذكر بشيء يؤجر عليه ، أدناه هم لا يدري من أين هو ؟ (١٠).

__________________

(١) في الكافي : يسكنهم.

(٢) روى في الكافي : ٢ / ٤٦٢ ح ١ بإسناده عن أبي حمزة مثله ، وما بين المعقوفين سقط من النسخة ـ ب ـ.

(٣) عنه في المستدرك : ١ / ١٤١ ج ٢ ، وروى مثله في التمحيص : ح ٢٧ باختلاف يسير.

(٤) أخرج في البحار : ٧١ / ١٥٨ ذ ح ٧٥ عن مشكاة الأنوار : ص ٣٣ مرسلاً مثله ، وفي ص ١٥٢ ح ٥٨ عن التمحيص ح ١٢٣ عن أبي خليفة مع اختلاف يسير.

(٥) يذود : يدفع أو يمنع.

(٦) في النسخة ـ أ ـ أهله.

(٧) أخرجه في البحار : ٦٧ / ٢٤٣ ح ٨٠ عن التمحيص : ح ١١٠ بإسناده عن عيسى بن أبي منصور باختلاف يسير ، متحد مع ح ٧٧ باختلاف يسير فراجع.

(٨) أخرج في البحار : ٦٧ / ٢٣٦ عن جامع الأخبار : ص ١٣٣ مرسلاً مثله وأورد في مشكاة الأنوار : ص ٢٩٣ نحوه. وفي هذه المصادر : ليأجره عليها وهو أنسب.

(٩) في النسخة ـ أ ـ ابن مهران.

(١٠) أخرج في البحار : ٦٧ / ٢٣٧ عن جامع الأخبار : ص ١٣٣ مرسلاً نحوه ، وروى نحوه في مشكاة الأنوار : ص ٢٩٣ مرسلاً وفي التمحيص ح ١٦ نحوه.

٢٢

٢٨ ـ وعن أبي عبد الله عليه‌السلام : لا يصير على المؤمن أربعون صباحاً إلا تعاهده الربّ تبارك وتعالى بوجع في جسده ، أو ذهاب ماله ، أو مصيبة يأجره الله عليها (١).

٢٩ ـ وعنه عليه‌السلام قال : ما فلت المؤمن من واحدة من ثلاث ، أو جمعت عليه الثلاثة (٢) : أن يكون معه من يغلق عليه بابه في داره ، أو جار يؤذيه أو من في طريقه إلى حوائجه [ يؤذيه ظ ] ،

ولو أنّ مؤمناً على قلّة جبل لبعث الله شيطاناً يؤذيه ، ويجعل الله له من إيمانه اُنساً.

٣٠ ـ عن محمّد بن مسلم قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : المؤمن لا يمضي عليه أربعون ليلة إلا عرض له أمر يحزنه ، ويذكره به (٥) و (٦).

٣١ ـ عن أبي الصباح (٧) قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام ، فشكى إليه رجل ، فقال : عقني ولدي واخوتي (٨) وجفاني اخواني ، فقال أبو عبد الله (ع) ان للحق دولة ، وللباطل دولة ، وكل واحد منهما ذليل في دولة صاحبه وإن أدنى ما يصيب المؤمن في دولة الباطل أن يعقه ولده واخوته ، ويجفوه إخوانه ، وما من مؤمن يصيب رفاهية في دولة الباطل الا ابتلي في بدنه أو ماله أو أهله ، حتّى يخلصه الله تعالى من السعة التي كان أصابها في دولة الباطل ، ليؤخر به حظه في دولة الحقّ ، فاصبروا وابشروا (٩).

__________________

(١) رواه في التمحيص : ح ١١ عن أبي بصير نحوه.

(٢) في المصادر : ثلاث وهو أنسب.

(٣) قلّة الجبل : أعلاه ، قمته.

(٤) عنه في المستدرك : ٢ / ٧٨ ح ٧ وعن التمحيص ح ٢٨ وأخرج في البحار ٦٧ / ٢٤١ ح ٧٠ عن التمحيص عن زراره عنه (ع) وفي البحار : ٦٨ / ٢١٨ ح ٧ والوسائل : ٨ / ٤٨٥ ح ٣ عن الكافي : ٢ / ٢٤٩ ح ٣ نحوه.

(٥) أخرجه في البحار : ٦٧ / ٢١١ ح ١٤ والوسائل : ٢ / ٩٠٧ ح ٧ عن الكافي : ٢ / ٢٥٤ ح ١١ بإسناده عن محمّد بن مسلم ، وفي البحار ٦٧ ص ٢٤٢ ذ ح ٧٤ عن التمحيص ح ٥٤ مرسلاً مثله وروى في تنبيه الخواطر : ٢ / ٢٠٤ عن محمّد بن مسلم مثله.

(٦) في المصادر : يذكر به ، وفي التمحيص : يذكّره ربّه.

(٧) في الأصل : أبو الصباح.

(٨) في الأصل : والدي وما أثبتناه هو الارجح والظاهر أن السهو والتداخل بين مفردات الحديث وقع من النساخ والفعل عق لا يستعمل في اللغة والتعابير القرآنية إلا مع الوالدين.

(٩) روى في الكافي : ٢ / ٤٤٧ ح ١٢ بإسناده عن أبي الصباح الكناني نحوه.

٢٣

٣٢ ـ عن علي بن الحسين وأبي جعفر عليهما‌السلام قالا : إن المؤمن ليقال لروحه ـ وهو يغسل ـ : أيسرّك أن تردي إلى الجسد الذي كنت فيه ؟ فتقول : ما أصنع بالبلاء ، والخسران ، والغمّ ؟! (١).

٣٣ ـ وعن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يقول الله عزّ وجلّ : يا دنيا مرّي على عبدي المؤمن بأنواع البلايا ، وما هو فيه من أمر دنياه ، وضيّقي عليه في معيشته ، ولا تحلولي له فيسكن اليك (٢).

٣٤ ـ عن الصباح بن سيابة قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ما أصاب المؤمن من بلاء فبذنب ؟ قال : لا ولكن ليسمع أنينه وشكواه ، ودعاؤه الذي يكتب له بالحسنات ، وتحط عنه السيئاتُ وتدخّر له يوم القيامة (٣).

٣٥ ـ وعن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه قال : إنّ الله عزّ وجلّ ليعتذر إلى عبده المحوج ( الذي ظ ) كان في الدنيا ـ كما يعتذر الاخ إلى أخيه ـ فيقول : لا وعزّتي وجلالي ما أفقرتك لهوان كان بك علي ، فارفع هذا الغطاء ، فانظر ما عوضتك من الدنيا ، فيكشف له ، فينظر ما عوضه الله عزّ وجلّ من الدنيا ، فيقول : ما ضرني يا ربّ مع ما عوّضتني (٤).

٣٦ ـ وعن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه قال : نعم الجرعة الغيظ لن صبر عليها ، فإنّ عظيم الأجر لمع (٥) عظيم البلاء ، وما أحبّ الله قوماً إلا ابتلاهم (٦).

٣٧ ـ وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قال الله عزجل : إن من عبادي المؤمنين لعبادا لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالغنى ،

__________________

(١) أخرجه في البحار : ٦ / ٢٤٣ ح ٦٧ عن كتاب الشقاء والجلاء.

(٢) عنه في المستدرك : ١ / ١٤١ ح ٣ وأخرج في البحار : ٧٢ / ٥٢ خ ٧٣ عن التمحيص : ص ٢٢ ح ٨١ عن جابر عنه (ع) نحوه.

(٣) عنه في المستدرك : ١ / ٨٠ ح ٣٩ ب ١ وص ٣٦٥ ح ٣ ب ١٩ وفي النسخة ـ أ ـ تذخر.

(٤) أخرجه في البحار : ٧٢ / ٢٥ ح ٢٠ عن الكافي : ٢ / ٢٦٤ ح ١٨ بإسناده عن مفضل بن عمر نحوه.

(٥) في الكافي : ( لمن ).

(٦) عنه في المستدرك : ١ / ١٤٠ ح ٣٦ ، وأخرج في الوسائل : ٢ / ٩٠٨ ح ١٠ وج ٨ / ٥٢٣ ح ١ والبحار : ٧١ / ٤٠٨ ح ٢١ عن الكافي : ٢ / ١٠٩ ح ٢ بإسناده عن زيد الشحام عنه (ع) مثله ، وأورده في تنبيه الخواطر : ٢ / ١٨٩ مرسلاً والتمحيص : ح ٦ عن زيد الشحام عنه (ع) مثله.

٢٤

والسعة ، والصحّة في البدن ، فأبلوهم بالغنى والسعة والصحة في البدن ، فيصلح لهم أمر دينهم.

وقال : انّ من العباد لعباداً لا يصلح لهم أمر دينهم ، الا بالفاقة ، و المسكنة ، والسقم في أبدانهم ، [ فأبلوهم بالفقر والفاقة ، والمسكنة ، والسقم في أبدانهم ] (١) ، فيصلح لهم ( عليه ـ خ ) أمر دينهم (٢).

٣٨ ـ وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : أخذ [ الله ] (٣) ميثاق المؤمن على ألا يصدق في مقالته ، ولا ينتصف من عدوه (٤).

٣٩ ـ وعن أبي جعفر (ع) قال : إن الله عزّ وجلّ إذا أحبّ عبداً غثّه (٥) بالبلاء غثّاً ، وثجّه (٦) بالبلاء ثجّاً ، فإذا دعاه قال : لبّيك عبدي ، لبّيك عبدي ، لئن عجلت لك ما سألت إنّي على ذلك لقادر ، ولئن ذخرت لك فما ادّخرت لك خير لك (٧).

٤٠ ـ عن أبي حمزة قال أبو عبد الله عليه‌السلام : يا ثابت (٨) إن الله إذا أحبّ عبداً غثّه بالبلاء غثّاً ، وثجّه به ثجّاً ، وانّا وايّاكم لنصبح به (٩) ونمسي (١٠).

__________________

(١) سقط من النسخة ـ ب ـ.

(٢) أخرج في البحار : ٧٢ / ٣٢٧ ح ١٢ صدره عن الكافي : ٢ / ٦٠ ح ٤ بإسناده عن داود الرقي عن أبي جعفر (ع) مثله وكلمة الفقر ليست في الكافي وهو أظهر.

(٣) ليست في الأصل ، وأثبتناها من الكافي.

(٤) أخرجه في البحار : ٦٨ / ٢١٥ ح ٥ عن الكافي : ٢ / ٢٤٩ ح ١ بإسناده عن داود بن فرقد مع زيادة في آخر الحديث.

(٥) في الكافي : غته ، بمعنى غمسه في البلاء ، وغثه : بمعنى أهزله.

(٦) ثجّه أسال عليه البلاء سيلاً.

(٧) عنه في المستدرك : ١ / ٣٦٥ ح ٤ وصدره في ص ١٤١ ح ٤ وأخرجه في الوسائل. ٢ / ٩٠٨ ح ١٥ والبحار : ٦٧ / ٢٠٨ ح ١٠ عن الكافي : ٢ / ٢٥٣ ح ٧ باسناده عن حمّاد عن أبيه عنه (ع) وفي التمحيص : ح ٢٥ بإسناده عن سدير مثله.

(٨) في النجاشيّ : ثابت بن أبي صفية دينار : أبو حمزة الثمالي.

(٩) في النسخة ـ أ ـ ( أو ).

(١٠) عنه في المستدرك : ١ / ١٤١ ح ٥ ، وأخرجه في الوسائل : ٢ / ٩٠٨ ح ١١ والبحار : ٦٧ / ٢٠٨ ح ٩ عن الكافي : ٢ / ٢٥٣ ح ٦ بإسناده عن الحسين بن علوان مثله.

٢٥

٤١ ـ وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن الحواريين شكوا إلى عيسى ما يلقون من الناس وشدّتهم عليهم ، فقال : إن المؤمنين لم يزالوا مبغضين ، و إيمانهم كحبة القمح ما أحلى مذاقها ، وأكثر عذابها (١).

٤٢ ـ عن عبد الأعلى بن أعين قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إن أردتم أن تكونوا إخواني وأصحابي فوطنوا أنفسكم على العداوة والبغضاء من الناس ، وإلا فلستم لي بأصحاب (٢).

٤٣ ـ عن محمّد بن عجلان قال : كنت عند سيدي أبي عبد الله عليه‌السلام : فشكى إليه رجل ( الحاجة ) (٣) ، فقال : اصبر فإن الله عزّ وجلّ يجعل لك فرجا ، ثم سكت ساعة ، ثم أقبل على الرجل فقال : أخبرني عن سجن الكوفة كيف هو ؟ قال : أصلحك الله ضيق منتن ، وأهله بأسوء حالة ، فقال عليه‌السلام : إنما أنت في السجن ، تريد أن تكون في سعة ؟ إمّا علمت أنّ الدنيا سجن المؤمن (٤).

٤٤ ـ عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن الله إذا أحبّ عبداً بعث إليه ملكاً فيقول : اسقمه وشدّد البلاء عليه فإذا برأ من شيء فابتله لما هو أشد منه وقوي عليه ، حتّى يذكرني ، فإني أشتهي أن أسمع دعاءه ( نداءه ـ خ ) ، وإذا أبغض عبداً وكل به ملكاً فقال : صحّحه ، وأعطه كي لا يذكرني ، فإني لا أشتهي أن أسمع صوته (٥).

٤٥ ـ وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن العبد يكون له عند ربّه درجة

__________________

(١) رواه في مشكاة الأنوار : ص ٢٨٦ مرسلاً وأسقط منه ( وشدتهم عليهم ) وفيه : أعداء ها بدل عذابها.

(٢) روى في مشكاة الأنوار : ص ٢٨٥ مرسلاً مثله.

(٣) ليست في الأصل وأثبتناها من الكافي.

(٤) أخرجه في البحار : ٦٨ / ٢١٩ ح ٩ عن الكافي : ٢ / ٢٥٠ ح ٦ بإسناده عن محمّد بن عجلان ، ورواه في تنبيه الخواطر : ٢ / ٢٠٣ مرسلاً ، والتمحيص : ح ٧٧ ، وآخر السرائر : ص ١٨٥ مثله.

(٥) أخرجه في البحار : ٩٣ / ٣٧١ ح ١٣ عن التمحيص : ح ١١١ عن سفيان بن السمط مفصلاً

٢٦

لا يبلغها بعمله فيبتلى في جسده [ أو يصاب في ماله ] (١) ، أو يصاب في ولده ، فان هو صبر بلّغه الله إيّاها (٢).

٤٦ ـ وعن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : عجباً للمؤمن ، إنّ الله لا يقضي قضاء إلا كان خيراً له ، فان ابتلي صبر ، وان اُعطي شكر (٣).

وعن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ( جاء ـ خ ) عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وذكر مثله سواء (٤).

وعن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن الله عزّ وجلّ يعطي الدنيا من يحبّ ويبغض ، ولا يعطي الآخرة الا من أحبّ ، وإن المؤمن ليسأل الربّ موضع سوط في الدنيا فلا يعطيه ايّاه ، ويسألة الآخرة فيعطيه ما شاء ، ويعطي الكافر في الدنيا ما شاء ويسأل في الآخرة موضع سوط فلا يعطيه ايّاه (٥).

٤٨ ـ وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال الله عزّ وجلّ : عبدي المؤمن لا أصرفه في شيء الا جعلت ذلك خيراً له ، فليرض بقضائي ، وليصبر على بلائي. وليشكر على نعمائي ، أكتبه (٦) في الصديقين عندي (٧).

٤٩ ـ وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ضحك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتّى بدت نواجذه ، ثم قال : ألا تسألوني عمّا ضحكت ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : عجبت للمرء المسلم أنّه ليس من قضاء يقضيه الله له الا كان خيراً له في عاقبة أمره (٨).

__________________

(١) سقط من النسخة ـ ب ـ.

(٢) رواه في مشكاة الأنوار : ص ١٢٧ مرسلاً ، وفيه ظفره بدل بلغه.

(٣ و ٤) أخرجه في البحار : ٧٠ / ١٨٤ عن مشكاة الأنوار : ص ٢٢ مرسلاً.

(٥) رواه في مشكاة الأنوار : ص ٢٩ مرسلاً وأخرجه في البحار : ٧٢ / ٥٢ ح ٧٩ والتمحيص : ح ٩٢ بإسناده عن جميل باختلاف يسير.

(٦) في الكافي : ليشكر نعمائي اكتبه يا محمد.

(٧) أخرج في الوسائل : ٢ / ٨٩٩ ح ٢ والبحار : ٧٢ / ٣٣٠ ح ١٣ عن الكافي : ٢ / ٦١ ح ٦ بإسناده عن عمرو بن نهيك بياع الهروي ، مثله وعنه في المستدرك : ١ / ١٣٧ ح ٥.

(٨) عنه في المستدرك : ١ / ١٣٧ ح ٦ وفي البحار : ٧١ / ١٤١ ح ٣٢ عن أمالي الصدوق : ص ٤٣٩

٢٧

٥٠ ـ وقال أبو عبد الله عليه‌السلام : أنّه ليكون للعبد منزلة عند الله عزّ وجلّ ، لا يبلغها إلا بإحدى الخصلتين ، إمّا ببلية في جسمه ، أو بذهاب ماله (١).

__________________

ح ١٥ مثله رواه في تنبيه الخواطر : ٢ / ٨٦ عن سليمان بن خالد عنه (ع) ، مثله.

(١) عنه في المستدرك : ١ / ١٤١ ح ٦ وأخرجه في الوسائل : ٢ / ٩٠٧ ح ٤ والبحار : ٦٧ / ٢١٥ ح ٢٣ عن الكافي : ٢ / ٢٥٧ ح ٢٣ بإسناده عن سليمان بن خالد باختلاف يسير في متنه.

٢٨

٢ ـ باب ما خصّ الله به المؤمنين من الكرامات والثواب

٥١ ـ عن زرارة قال : سئل أبو عبد الله عليه‌السلام وأنا جالس ( عنده ) عن قول الله تعالى : ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها (١) ) أيجرى لهؤلاء ممن [ لا ] (٢) يعرف منهم هذا الأمر ؟ قال : إنما هي للمؤمنين خاصة (٣).

٥٢ ـ عن يعقوب بن شعيب قال : سمعته (٤) يقول : ليس لأحد على الله ثواب على عمل إلا للمؤمنين (٥).

٥٣ ـ وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا أحسن العبد المؤمن ضاعف الله له عمله ، لكلّ عمل سبعمائة ضعف وذلك قول الله عزّ وجلّ ( يضاعف لمن يشاء (٦) ) (٧).

٥٤ ـ وعن أبي عبد الله (٨) عليه‌السلام قال : إن المؤمن ليزهر نوره لأهل السماء كما تزهر نجوم السماء لأهل الأرض.

وقال : إن المؤمن وليّ الله يعينه ويصنع له ، ولا يقول على الله إلا الحقّ ،

__________________

(١) الأنعام / ١٦٠.

(٢) في الأصل رسم الكلمة : ( لها ولا ).

(٣) عنه في البحار : ٦٧ / ٦٤ ح ٨.

(٤) أحدهما عليهما‌السلام.

(٥) عنه في البحار : ٦٧ / ٦٤ ح ٩.

(٦) البقرة / ٢٦١.

(٧) عنه في البحار : ٦٧ / ٦٤ ح ١٠ وأخرجه في البحار : ٦٨ / ٢٤ ح ٤٢ والوسائل : ١ / ٩٠ ح ١١ عن أمالي ابن الطوسي : ص ١٤٠ وفي البحار : ٧٤ / ٤١٢ ح ٢٣ عن الثواب : ص ٢٠١ بإسناده عن أبي محمّد الوابشي مثله ، والبحار : ٧١ / ٢٤٨ ح ٨ عن تفسير العياشي : ١ / ١٤٧ عن محمّد الوابشي مثله.

(٨) في النسخة ـ أ ـ والبحار عن أحدهما (ع).

٢٩

ولا يخاف غيره.

وقال : إن المؤمنين ليلتقيان فيتصافحان ، فلا يزال الله عليهما مقبلا بوجهه ، والذنوب تتحات عن وجوههما (١) حتّى يفترقا ( يتفرقا ـ خ ) (٢).

٥٥ ـ وعن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن الله عزّ وجلّ لا يوصف ، وكيف يوصف ! وقد قال الله عزّ وجلّ : ( وَما قَدَروا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ (٣) ) فلا يوصف بقدر (٤) إلا كان أعظم من ذلك ، وإن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يوصف وكيف يوصف عبد رفعه الله عزّ وجلّ إليه وقربه منه ، وجعل طاعته في الأرض كطاعته فقال عزّ وجل : ( مَا آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهاكُمْ عَنْهُ فانْتَهُوا (٥) ) ومن أطاع هذا فقد أطاعني ، ومن عصاه فقد عصاني وفوض إليه ؟!

وإنّا لا نوصف ، وكيف يوصف قوم رفع الله عنهم الرجس ؟! ـ وهو الشرك ـ (٦) والمؤمن لا يوصف ، وان المؤمن ليلقى أخاه فيصافحه ، فلا يزال الله عزّ وجلّ ينظر إليهما ، والذنوب تتحات عن وجوههما ( جسميهما ـ خ ) كما يتحات الورق عن الشجرة (٧).

٥٦ ـ عن مالك الجهني قال : دخلت على أبي جعفر عليه‌السلام ، وقد حدّثت نفسي بأشياء ، فقال لي : يا مالك أحسن الظنّ بالله ولا تظنّ انّك مفرط في أمرك ، يا مالك : أنّه لا تقدر على صفة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله [ وكذلك لا تقدر على صفتنا ] (٨) ، وكذلك لا تقدر على صفة المؤمن ، يا مالك : إنّ المؤمن يلقى أخاه فيصافحه ، فلا يزال الله عزّ وجلّ ينظر اليهما ، والذنوب تتحات عن

__________________

(١) هكذا في الأصل.

(٢) عنه في البحار : ٦٧ / ٦٤ ح ١١ وح ١٢ ، وذيله في المستدرك : ٢ / ٩٦ ح ١٠.

(٣) الأنعام / ٩١.

(٤) في الأصل ، بقدره ، وهو تصحيف.

(٥) الحشر / ٧.

(٦) في الكافي : الشك.

(٧) ذيله في المستدرك : ٢ / ٩٦ ح ١١.

وأخرجه في البحار : ٧٦ / ٣٠ ح ٢٦ ، وذيله في الوسائل : ٨ / ٥٥٤ ح ٣ عن الكافي : ٢ / ١٨٢ ح ١٦ بإسناده عن زرارة باختلاف يسير في متنه.

(٨) سقط من النسخة ـ ب ـ.

٣٠

وجوههما حتّى يفترقا وليس عليهما من الذنوب شيء فكيف تقدر على صفة من هو هكذا ؟ (١)

٥٧ ـ وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا التقى المؤمنان كان بينهما مائة رحمة ، تسع وتسعون لاشد هما حبّاً لصاحبه (٢).

٥٨ ـ عن أبي عبيدة (٣) قال : زاملت أبا جعفر عليه‌السلام إلى مكة ، [ فكان إذا نزل صافحني ] (٤) ، وإذا ركب صافحني ، فقلت : جعلت فداك ، كأنك ترى في هذا شيئاً ؟ فقال : نعم ، إنّ المؤمن إذا لقى أخاه فصافحه تفرّقا من غير ذنب (٥).

٥٩ ـ وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : [ فكما ] (٦) لا تقدر الخلائق على كنه صفة الله عزّ وجلّ فكذلك لا تقدر على كنه صفة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكما لا تقدر على كنه صفة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله كذلك لا تقدر على كنه صفة الإمام ، وكما لا تقدر على كنه صفة الإمام كذلك لا يقدرون على كنه صفة المؤمن (٧).

٦٠ ـ عن صفوان الجمّال قال : سمعته (٨) يقول : ما التقى مؤمنان قطّ فتصافحا إلا كان أفضلهما إيماناً أشدهما حبّاً لصاحبه.

وما التقى مؤمنان قطّ فتصافحا ، وذكر الله فيفترقا (٩) حتّى يغفر الله لهما ، إن شاء الله (١٠).

__________________

(١) عنه في المستدرك : ٢ / ٩٦ ح ١٢ وصدره في ص ٢٩٦ ح ١٥ وأخرجه في البحار : ٧٦ / ٢٦ ح ١٦ و ذيله في الوسائل : ٨ / ٥٥٤ ح ٣ عن الكافي : ٢ / ١٨٠ ح ٦ بإسناده عن مالك الجهني نحوه.

(٢) روى نحوه في تنبيه الخواطر : ٢ / ١٩٨ عن إسحاق بن عمّار ، وفي عدّة الداعي : ص ١٧٣ مرسلاً نحوه أيضاً.

(٣) في الأصل ، أبو عبيدة.

(٤) سقط من النسخة ـ ب ـ.

(٥) عنه في المستدرك : ٢ / ٩٧ ح ٤ وأخرجه في الوسائل : ٨ / ٥٥٨ ح ٢ والبحار : ٧٦ / ٢٣ ح ١١ عن الكافي : ٢ / ١٧٩ ح ١ بإسناده عن أبي عبيدة نحوه مفصلاً.

(٦) أثبتناه من البحار.

(٧) عنه في البحار : ٦٧ / ٦٥ ح ١٣ وفي نسخة ـ أ ـ تقدرون ، ولعلّ الأنسب ، لا تقدر.

(٨) يعني : أبا عبد الله (ع) كما في الكافي.

(٩) في المستدرك : فتفرقا وهو أظهر.

(١٠) عنه في المستدرك : ٢ / ٩٦ ح ١٣ وأخرج صدره مختصراً في البحار : ٦٩ / ٢٥٠ ح ٢٦ عن

٣١

٦١ ـ وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : نزل جبرئيل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا محمّد ، إنّ ربّك يقول : من أهان عبدي المؤمن فقد استقبلني بالمحاربة (١).

وما تقرّب إليّ عبدي المؤمن بمثل أداء الفرائض ، وإنه ليتنفل لي حتّى أحبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها (٢).

وما تردّدت في شيء أنا فاعله ، كترددي في موت ( فوت ـ خ ) عبدي المؤمن ، يكره الموت وأنا أكره مساءته (٣).

وإنّ من المؤمنين من لا يسعه إلا الفقر ، ولو حولته إلى الغنى كان شرّاً له ، و منهم من لا يسعه إلا الغنى ولو حولته إلى الفقر لكان شرّاً له (٤).

وإن عبدي ليسألني قضاء الحاجة ، فأمنعه إيّاها لما هو خير له (٥).

٦٢ ـ وعن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال الله عزّ وجلّ : من أهان لي وليّاً فقد ارصد لمحاربتي.

وما تقرّب إليّ عبد بمثل ما افترضت عليه ، وإنه ليتقرب إليّ بالنافلة حتّى أحبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشى بها ، إن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته.

وما تردّدت في شيء أنا فاعله كترددي في موت المؤمن ، يكره الموت (٦) [ وأنا

__________________

الكافي : ٢ / ١٢٧ ح ١٥ وفيه لأخيه بدل لصاحبه وفي البحار : ٧٤ / ٣٩٨ ح ٣٢ عن المحاسن : ١ / ٢٦٣ ح ٣٣٣ بإسنادهما عن صفوان الجمّال ، وفي الوسائل : ١١ / ٤٣٩ ح ٢ عن الكافي والمحاسن مثله.

(١) عنه في المستدرك : ١ / ١٧٧ ح ٨ وج ٢ / ٣٠٢ ح ١ وروى نحوه في مشكاة الأنوار ص ٣٢٢ مرسلاً ، متحد مع ح ١٨٦.

(٢) عنه في المستدرك : ١ / ١٧٧ ح ٨ وصدره في المستدرك : ٢ / ٣٠٢ ح ١.

(٣) عنه في المستدرك : ١ / ٨٦ ح ١.

(٤) روى نحوه من أوله إلى آخره في الكافي : ٢ / ٣٥٢ ح ٨ مع تقديم وتأخير مسندا عن أبي جعفر (ع) وأخرج قطعتيه في الوسائل : ٢ / ٦٤٤ ح ١ وقطعة منه في الوسائل : ٣ / ٥٣ ح ٦ عن الكافي.

(٥) ذكر نحوه في الجواهر السنية : ص ١٢٢.

(٦) سقط من النسخة ـ أ ـ من ذيل هذا الحديث ، كما سقط من صدر حديث ٦٣ ، والظاهر أنّه زاغ عن بصر الناسخ ، لأجل التشابه بين جزئي الحديث.

٣٢

أكره مساءته (١).

٦٣ ـ عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : يقول الله عزّ وجلّ : من أهان لي وليّاً فقد ارصد لمحاربتي ، وأنا أسرع شيء في نصرة أوليائي ،

وما تردّدت في شيء أنا فاعله كترددي في موت عبدي المؤمن إنّي لاُحبّ لقاءه فيكره الموت فأصرفه عنه ] ، وإنه ليسألني فاعطيه ، وإنه ليدعوني فأجيبه ، ولو لم يكن في الدنيا إلا عبد مؤمن لا ستغنيت به عن جميع خلقي ، ولجعلت له من إيمانه انسا لا يستوحش إلى أحد (٢).

٦٤ ـ وعن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لو كانت ذنوب المؤمن مثل رمل عالج ، ومثل زبد البحر لغفرها الله له فلا تجتروا (٣).

٦٥ ـ وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : يتوفى المؤمن مغفورا له ذنوبه [ ثم قال : إنا ] (٤) والله جميعاً (٥).

٦٦ ـ وعن أبي الصامت قال : دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام ، فقال : يا أبا الصامت ، ابشر ، ثم ابشر ، ثم ابشر ، ثم قال لي : يا أبا الصامت إن الله عزّ وجلّ يغفر للمؤمن وإن جاء بمثل ذا ومثل ذا وأومى إلى القباب قلت : وإن جاء بمثل تلك القباب ، فقال : إي والله ، ولو كان بمثل تلك القباب إي والله « مرتين » (٦).

٦٧ ـ وعن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قلت بمكّة (٧) له : إن لي حاجة ، فقال : تلقاني بمكّة ، فلقيته ، فقلت : يا بن رسول الله إن لي حاجة ؟ فقال : تلقاني بمنى ،

__________________

(١) صدره وذيله في المستدرك : ١ / ٨٦ ح ٢ وصدره في ج ٢ / ٣٠٢ ح ٢ وأخرجه في البحار : ٧٥ / ١٥٥ ح ٢٥ وصدره في الوسائل : ٨ / ٥٨٨ ح ٣ وقطعة منه في الوسائل : ٣ / ٥٣ ح ٦ عن الكافي : ٢ / ٣٥٢ ح ٧ بإسناده عن حمّاد بن بشير قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ... ، صدره مع ح ١٨٤.

(٢) عنه في البحار : ٦٧ / ٦٥ ح ١٤ ، وصدره في المستدرك : ١ / ٨٦ ح ٣ صدره متحد مع ح ١٨٥.

(٣) عنه في البحار : ٦٧ / ٦٥ ح ١٥ ، وقوله لا تجتروا : أي لا تتركوا أنفسكم تفعل ما تشاء ( انظر البحار : ٢٧ / ٥٤ ح ٧ و ١٠ ).

(٤) ما بين المعقوفين غير مذكور في نسخة البحار ، ومعناه غير واضح.

(٥) عنه في البحار : ٦٧ / ٦٥ ح ١٦.

(٦)

(٧) الظاهر زيادة لفظ ( بمكة ) فإنّه قال : تلقاني بمكة.

٣٣

فلقيته بمنى ، فقلت : يابن رسول الله إن لي حاجة ، فقال : [ هات ] (١) حاجتك فقلت : يا بن رسول الله إنّي كنت أذنبت ذنبا فيما بيني وبين الله عزّ وجلّ ، لم يطلع عليه أحد ، و اجلّك (٢) أن أستقبلك به ،

فقال : إذا كان يوم القيامة تجلّى (٣) الله عزّ وجلّ لعبده المؤمن فيوقفه على ذنوبه ذنباً ذنباً ، ثم يغفرها له ، لا يطّلع على ذلك ملك مقرّب ، ولا نبيّ مرسل.

وفي حديث آخر : ويستر عليه من ذنوبه ما يكره أن يوقفه عليه ، ثم يقول لسيئاته كوني حسنات ، وذلك قول الله عزّ وجلّ : ( فَاولئكَ ـ الّذينَ ـ يُبَدِّلُ الله سَيّئاتِهِمْ حَسَناتٍ (٤) ) (٥).

٦٨ ـ وعن أبي عبد الله عليه‌السلام : إن الكافر ليدعو [ في حاجته ] ٦ فيقول الله عزّ وجلّ : عجّلوا حاجته بغضا لصوته.

وإنّ المؤمن ليدعو في حاجته ، فيقول الله عزّ وجلّ : أخّروا حاجته شوقاً إلى صوته ، فإذا كان يوم القيامة قال الله عزّ وجلّ : دعوتني في كذا وكذا فأخّرت إجابتك وثوابك كذا وكذا ، قال : فيتمنى المؤمن أنّه لم يستجب له دعوة في الدنيا فيما يرى من حسن الثواب (٧).

٦٩ ـ وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن المؤمن إذا دعا الله عزّ وجلّ أجابه ـ فشخص بصري نحوه إعجابابها ـ قال ، فقال : إن الله واسع لخلقه (٨).

٧٠ ـ وعن ابن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن بعض أهل العلم قال : إذا مات المؤمن صعد ملكاه ، فقالا : يا ربّ مات فلان ، فيقول : انزلا ، فصليا عليه عند قبره و

__________________

(١) ما بين المعقوفين من البحار ، والظاهر أنّه ساقط والحديث دالّ عليه.

(٢) في الأصل : وأجلك أن أجلك.

(٣) في الأصل : ( يحل ) وهو تصحيف.

(٤) الفرقان / ٧٠ ، ( والذين ، ليست من أصل الآية ).

(٥) أخرجه في البحار : ٧ / ٢٥٩ ح ٥ عن كتاب الزهد : ص ٩١ ح ٢٤٥ بإسناده عن حجر بن زائدة ، عن رجل ، عنه (ع) باختلاف يسير ، ونحو ذيله في ص ٢٨٧ ح ٢ عن العيون : ٢ / ٣٢ ح ٥٧ بأسانيده. الثلاثة عن الرضا عن آبائه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وصحيفة الرضا : ص ٣١ مرسلاً.

(٦) سقطت من النسخة ـ ب ـ.

(٧) أخرجه في البحار : ٩٣ / ٣٧٤ عن عدّة الداعي : ص ١٨٨ مرسلاً من قوله ( إن المؤمن ليدعو ... )

(٨) عنه في البحار : ٦٧ / ٦٥ ح ١٧ وفيه بما بدل بها وهو أنسب.

٣٤

هلّلاني وكبّراني إلى يوم القيامة ، واكتبا ما تعملان له (١).

٧١ ـ وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن المؤمن رؤياه جزء من سبعين جزء من النبوّة ومنهم من يعطى على الثلاث (٢).

٧٢ ـ وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن الله إذا أحبّ عبداً عصمه ، [ وجعل غناه في نفسه ] (٣) ، وجعل ثوابه بين عينيه.

[ وإذا أبغضه وكله إلى نفسه ، وجعل فقره بين عينيه ] (٤) و (٥).

٧٣ ـ [ ابن أبي البلاد ] (٦) ، وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن العبد ليدعو ، فيقول الربّ عزّ وجلّ : يا جبرئيل احبسه بحاجته ، فأوقفها بين السماء والأرض شوقاً إلى صوته (٧).

٧٤ ـ وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن الله عزّ وجلّ خلق طينة المؤمن من طينة الأنبياء ، فلن تخبث (٨) أبداً (٩).

٧٥ ـ عن صفوان الجمّال ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إن هلاك الرجل لَمِنْ ثلم الدين (١٠).

٧٦ ـ وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن عمل المؤمن يذهب فيمهد له في الجنّة كما يرسل الرجل بغلامه فيفرش له ، ثم تلا : ( وَمَنْ عَمِلَ صَالحاً فَلاَنْفُسِهِمْ يمهَدُونَ (١١) ) (١٢).

__________________

(١) عنه في البحار : ٦٧ / ٦٦ ح ١٨.

(٢) عنه في البحار : ٦١ / ١٩١ ح ٥٩ وفيه الثلث بدل الثلاث ، وأخرجه في ج ٦١ / ١٧٧ ح ٤٠ عن الكافي : ٨ / ٩٠ ح ٥٨ بإسناده عن هشام بن سالم ، وفيه رأي المؤمن ورؤياه وذكر نحوه ( سقط هذا الحديث من ب ).

(٣ و ٤) سقط من النسخة ـ ب ـ.

(٥) عنه في اعلام الدين : ص ٢٢٩.

(٦) هكذا في ـ أ ـ وما بين المعقوفين ليس في النسخة ـ ب ـ.

(٧) أخرج في الوسائل : ٤ / ١١١٣ ح ٧ عن عدّة الداعي : ص ٢٥ عن جابر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نحوه.

(٨) في النسخة ـ أ ـ ( تنجس ).

(٩) عنه في المستدرك : ١ / ١٦٨ ح ١ وأخرج نحوه في البحار : ٥ / ٢٢٥ ح ١ عن المحاسن ١ / ١٣٣ ح ٧ وفى البحار : ٦٧ / ٩٣ ح ١٢ عن الكافي : ٢ / ٣ ح ٣ مسنداً.

(١٠) عنه في اعلام الدين : ص ٢٧٠ وفيه : ان موت المؤمن.

(١١) الروم : ٤٤.

(١٢) عنه في البحار : ٦٧ / ٦٦ ح ٢٠.

٣٥

٧٧ ـ وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن الله يذود المؤمن عمّا يكره كما يذود الرجل البعير الغريب ، ليس من إبله ( أهله ـ البحار ) (١).

٧٨ ـ وعن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا [ أدخل الله يده فصافح ] (٢) أشدهما حبّاً لصاحبه (٣).

٧٩ ـ وعن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه قال : كما لا ينفع مع الشرك شيء ، فلا يضر مع الايمان شيء (٤).

٨٠ ـ وعن أبي جعفر عليه‌السلام قال : يقول الله عزّ وجلّ : ما تردّدت في شيء أنا فاعله كترددي على [ قبض روح عبدي ] (٥) المؤمن لأنني أحبّ لقاءه وهو يكره الموت ، فأزويه عنه ، ولو لم يكن في الأرض إلا مؤمن واحد لاكتفيت به عن جميع خلقي ، وجعلت له من إيمانه اُنساً لا يحتاج فيه إلى أحد (٦).

٨١ ـ وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ما من مؤمن يموت في غربة [ من ] (٧) الأرض فيغيب عنه بواكيه إلا بكته بقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها وبكته أثوابه ، وبكته أبواب السماء التي كان يصعد بها عمله ، وبكاه الملكان الموكلان به (٨).

٨٢ ـ وعن أحدهما عليهما‌السلام قال : إن ذنوب المؤمن مغفورة ، فيعمل المؤمن لما يستأنف ، إمّا إنها ليست إلا لأهل الايمان (٩).

٨٣ ـ عن إسحاق بن عمّار قال : سمعته (١٠) يقول : إن الله عزّ وجلّ خلق

__________________

(١) عنه في البحار : ٦٧ / ٦٦ ح ٢١ متحد مع ح ٢٥ وله تخريجات ذكرناها هناك.

(٢ و ٥ و ٧) ليس في النسخة ـ ب ـ.

(٣) عنه في المستدرك : ٢ / ٩٦ ح ١٤ ، وأخرجه في الوسائل : ٨ / ٥٥٤ ح ٦ والبحار : ٧٦ / ٢٤ ح ١٢ عن الكافي : ٢ / ١٧٩ ح ٢ بإسناده عن أبي خالد القماط ، وفيه : ( أدخل الله يده بين أيديهما ).

(٤) عنه في البحار : ٦٧ / ٦٦ ح ٢٢.

(٦) عنه في البحار : ٦٧ / ٦٦ ح ٢٣ وأخرجه في البحار : ٦ / ١٦٠ ح ٣٤ عن المحاسن : ١ / ١٥٩ ح ٩٩ بإسناده عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، وذيله في البحار : ٦٧ / ١٥٤ ح ١٣ عن الكافي : ٢ / ٢٤٥ ح ٢ بإسناده عن معلى بن خنيس عن أبي عبد الله عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله.

(٨) عنه في البحار : ٦٧ / ٦٦ ح ٢٤ ، وأخرجه في الوسائل : ٨ / ٢٥٠ ح ٣ عن المحاسن : ٢ / ٣٧٠ ح ١٢٤ والفقيه : ٢ / ٢٩٩ ح ٢٥١٠ وثواب الأعمال : ص ٢٠٢ بأسانيدهم عن أبي محمّد الوابشي باختلاف يسير.

(٩) عنه في البحار : ٦٧ / ٦٧ ح ٢٥.

(١٠) يعني : أبا عبد الله (ع) كما في الكافي.

٣٦

خلقاً ضنّ بهم عن البلاء ، خلقهم في عافية ، وأحياهم في عافية ، وأماتهم في عافية ، وأدخلهم الجنّة في عافية (١).

__________________

(١) رواه في الكافي : ٢ / ٤٦٢ ح ٢ بإسناده عن إسحاق بن عمّار مثله.

٣٧

٣ ـ باب ما جعل الله بين المؤمنين من الاخاء

٨٤ ـ عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : المؤمنون إخوة بنو أب وام ، فإذا ضرب على رجل منهم عرق سهر الآخرون (١).

٨٥ ـ وعن أحدهما عليهما‌السلام أنّه قال : المؤمن [ أخو المؤمن ] (٢) كالجسد الواحد ، إذا سقط منه شيء تداعى سائر الجسد (٣).

٨٦ ـ وعن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه قال : المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد ، إذا اشتكى شيئاً منه وجد [ ألم ] (٤) ذلك في سائر جسده لأنّ أرواحهم من روح الله تعالى ، وإنّ روح المؤمن لأشدّ اتّصالاً بروح الله من اتّصال [ شعاع ] (٥) الشمس بها (٦).

٨٧ ـ عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : تنفست بين يديه ، ثم قلت : يا ابن رسول الله هم يصيبني من غير مصيبة تصيبني ، أو أمر ينزل بي ، حتّى تعرف ذلك أهلي في وجهي ، ويعرفه صديقي ، فقال : نعم ، يا جابر ، قلت : ما ذلك يا ابن رسول الله ؟

__________________

(١) عنه في البحار : ٧٤ / ٢٦٤ ح ٤ وعن الكافي : ٢ / ١٦٥ ح ١ بإسناده عن المفضّل بن عمر.

(٢) ليس في الأصل ، وأثبتناه من البحار.

(٣) عنه في البحار : ٧٤ / ٢٧٣ ح ١٥ ، وقد سقط هذا الحديث من النسخة ـ ب ـ.

(٤) ما بين المعقوفين موجود في غير هذا الكتاب من المصادر.

(٥) سقط من النسخة ـ ب ـ.

(٦) عنه في البحار : ٧٤ / ٢٦٨ ح ٨ وعن الكافي : ٢ / ١٦٦ ح ٤ بإسناده عن أبي بصير مع اختلاف يسير وفيه : أرواحهما من روح واحدة بدل لأنّ أرواحهم من روح الله ، وفي ص ٢٧٧ ح ٩ عن الإختصاص : ص ٢٦ مرسلاً مثله وفي البحار : ٦١ / ١٤٨ ح ٢٥ عن الكافي والإختصاص ، ورواه في مصادقة الأخوان : ص ٣٠ ح ٢ مثله.

٣٨

قال : وما تصنع به ؟ قلت : أحبّ أن أعلمه ، فقال : يا جابر إن الله عزّ وجلّ خلق المؤمنين من طين الجنان ، وأجرى بهم من ريح (١) الجنّة روحه ، فكذلك المؤمن أخو المؤمن لأبيه واُمّه ، فإذا أصاب روحاً من تلك الأرواح في بلدة من البلدان شيء حزنت ( حزبت ـ خ ) هذه الأرواح لأنّها منها (٢).

٨٨ ـ وعن أبي جعفر عليه‌السلام قال : المؤمن أخو المؤمن لأبيه واُمّه لأنّ الله عزّ وجلّ خلق المؤمنين من طين الجنان ، وأجرى في صورهم من ريح الجنان ، فلذلك هم إخوة لأب واُمّ (٣).

٨٩ ـ وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الأرواح جنود مجندة تلتقي فتتشام كما تتشام الخيل ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف ، ولو أن مؤمناً جاء إلى مسجد فيه اناس كثير ليس فيهم إلا مؤمن واحد لمالت روحه إلى ذلك المؤمن حتّى يجلس إليه (٤).

٩٠ ـ وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لا والله لا يكون [ المؤمن ] (٥) مؤمناً أبداً حتّى يكون لأخيه مثل الجسد إذا ضرب عليه عرق واحد تداعت له سائر عروقه (٦).

٩١ ـ وعنه عليه‌السلام قال : لكلّ شيء شيء يستريح إليه ، وإن المؤمن يستريح إلى أخيه المؤمن كما يستريح الطير إلى شكله (٧).

٩٢ ـ وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : المؤمنون في تبارهم ، وتراحمهم ، وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى تداعى له سائره بالسهر والحمى (٨).

__________________

(١) في النسخة ـ ب ـ ( روح ).

(٢) عنه في البحار : ٧٤ / ٢٦٦ ح ٦ وفي ص ٢٦٥ ح ٥ وج ٦٧ / ٧٥ ح ١١ عن الكافي : ٢ / ١٦٦ ح ٢ و أخرجه في البحار : ٦١ / ١٤٧ ح ٢٣ والبحار : ٧٤ / ٢٧٦ عن المحاسن : ١ / ١٣٣ ح ١٠ بإسنادهما عن جابر الجعفي نحوه.

(٣) أخرجه عنه وعن الكافي : ٢ / ١٦٦ ح ٧ بإسناده عن أبي حمزة باختلاف يسير في البحار : ٧٤ / ٢٧١ ح ١١ وفي : ص ٢٧٦ ح ٨ عن المحاسن : ١ / ١٣٤ ح ١٢ بإسناده عن أبي حمزة الثمالي نحوه.

(٤) عنه في البحار : ٧٤ / ٢٧٣ ح ١٦.

(٥) ليس في النسخة ـ ب ـ.

(٦) عنه في المستدرك : ٢ / ٩٣ ح ١٠ والبحار : ٧٤ / ٢٧٤ ح ١٧ وفي ص ٢٣٣ ح ٣٠ عن خط محمّد ابن علي الجباعي نقلاً عن خط الشهيد عن كتاب المؤمن وكذا : ح ٩١ و ٩٢ و ٩٣.

(٧) عنه في البحار : ٧٤ / ٢٧٤ ح ١٨.

(٨) عنه في البحار : ٧٤ / ٢٧٤ ح ١٩ والمستدرك : ٢ / ٤١٠.

٣٩

٤ ـ باب حقّ المؤمن على أخيه

٩٣ ـ عن المعلّى بن خنيس قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام ما حقّ المؤمن على المؤمن ؟ قال : إنّي عليك شفيق ، إنّي أخاف أن تعلم ولا تعمل وتضيع و لا تحفظ قال : فقلت : لاحول ولا قوة إلا بالله.

قال للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة ، وليس منها حقّ إلا وهو واجب على أخيه إن ضيع منها حقّاً خرج من ولاية الله ، وترك طاعته ، ولم يكن له فيها نصيب.

أيسر حقّ منها : أن تحب له ما تحب لنفسك ، وأن تكره له ما تكرهه لنفسك ،

والثاني : أن تعينه بنفسك ومالك ولسانك ويديك ورجليك ،

والثالث : أن تتّبع رضاه ، وتجتنب سخطه ، وتطيع أمره ،

والرابع : أن تكون عينه ودليله ومرآته ،

والخامس : أن لا تشبع ويجوع ، وتروى ويظمأ ، وتكتسي ويعرى ،

والسادس : أن يكون لك خادم [ وليس له خادم ] (١) ولك امرأة تقوم عليك وليس له امرأة تقوم عليه ، أن تبعث خادمك يغسل ثيابه ، ويصنع طعامه ويهيء فراشه.

والسابع : أن تبر قسمه ، وتجيب دعوته ، وتعود مرضته ، وتشهد جنازته ، وإن كانت له حاجة تبادر مبادرة إلى قضائها ، ولا تكلفه أن يسألكها ، فإذا فعلت ذلك ، وصلت ولايتك لولايته [ ، وولايته بولايتك.

وعن المعلّى مثله ، وقال في حديثه : فإذا جعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته ] (٢)

__________________

(١) سقط من النسخة ـ ب ـ.

(٢) ما بين المعقوفين سقط من النسخة ـ أ ـ.

٤٠