شرح الرضيّ على الكافية - ج ١

محمّد بن الحسن الرضي الاسترآبادي

شرح الرضيّ على الكافية - ج ١

المؤلف:

محمّد بن الحسن الرضي الاسترآبادي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٣٤

قوله : «بخلاف أخويه» ، يعني النوع والعدد ، وذلك لأن النوع قد يكون نوعين فصاعدا ، وكذا قد يكون العدد اثنين فصاعدا.

* * *

٣٠١
٣٠٢

المفعول المطلق

يكون من غير لفظ فعله

قال ابن الحاجب :

«وقد يكون بغير لفظه ، نحو قعدت جلوسا».

قال الرضى :

أي قد يكون المصدر بغير لفظ الفعل ، وذلك إما مصدر أو غير مصدر ، والمصدر على ضربين ، إما أن يلاقي الفعل في الاشتقاق نحو قوله تعالى : (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً)(١) و : (وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً)(٢) ، وإما ألّا يلاقيه فيه ، نحو قعدت جلوسا.

ومذهب سيبويه في كليهما أن المصدر منصوب بفعله المقدر ، أي تبتل إليه وبتل تبتيلا ، وأنبتكم من الأرض فنبتم نباتا وقعدت وجلست جلوسا.

ومذهب المازني والمبرد والسيرافي ، أنه منصوب بالفعل الظاهر ، وهو أولى ، لأن الأصل عدم التقدير بلا ضرورة ملجئة إليه.

وأما غير المصدر فقذ ذكرنا طرفا منه ، ومن جملته الضمير الراجع إلى مضمون عامله نحو قوله :

__________________

(١) الآية ٨ من سورة المزمل.

(٢) الآية ١٧ من سورة نوح.

٣٠٣

٨١ ـ هذا سراقة للقرآن يدرسه

والمرء عند الرشا إن يلقها ذيب (١)

أي يدرس الدرس ، أو إلى غير مضمون عامله نحو : أعجبني الضرب الذي ضربته أو اسم الإشارة المشار به إلى غير مضمون عامله نحو أعجبني ضربي ، فضربت ذاك ومن غير المصدر نحو : أعطيته عطاء ، وكلمته كلاما فإنهما ليسا بمصدرين لشيء من الأفعال.

__________________

(١) البيت في هجاء رجل كان يكثر من قراءة القرآن ولكنه كان يرائي بذلك لأنه كان يقبل الرشوة من الناس ويحرص عليها. وهو من أبيات سيبويه الخمسين التي لم يعرف قائلها والبيت في سيبويه ج ١ ص ٤٢٧.

٣٠٤

حذف العامل

في المفعول المطلق جوازا ووجوبا

قال ابن الحاجب :

«وقد يحذف الفعل لقيام قرينة جوازا كقولك لمن قدم : خير»

«مقدم ، ووجوبا ، سماعا مثل : سقيا ورعيا ، وخيبة ،»

«وجدعا ، وحمدا وشكرا ، وعجبا».

قال الرضى :

اعلم أنه لا بد في الواجب الحذف والجائز من القرينة.

قوله «سماعا ... وقياسا» ، نصب على المصدر بفعل محذوف ، أي بعضه يسمع حذفه وجوبا سماعا ، ولا يقاس عليه ، وبعض يقاس عليه في وجوب الحذف قياسا.

وأقول : الذي أرى أنّ هذه المصادر وأمثالها إن لم يأت بعدها ما يبيّنها ويعيّن ما تعلقت به من فاعل أو مفعول إما بحرف جر ، أو بإضافة المصدر إليه ، فليست مما يجب حذف فعله ، بل يجوز : نحو : سقاك الله سقيا ، ورعاك الله رعيا ، وجدعك جدعا ، وشكرت شكرا وحمدت حمدا.

٣٠٥

وفي نهج البلاغة في الخطبة البكالية (١) : «نحمده على عظيم إحسانه ، ونيّر برهانه ، ونوامى فضله وامتنانه ، حمدا يكون لحقه أداء».

وأما ما بيّن فاعله بالإضافة نحو : كتاب الله ، وصبغة الله وسنة الله ووعد الله ، وحنانيك ودواليك ، أو بين مفعوله بالإضافة نحو : ضرب الرقاب وسبحان الله ولبيك وسعديك ومعاذ الله ؛ أو بيّن فاعله بحرف جر نحو : بؤسا لك أي شدة ، وسحقا لك أي بعدا ، وكذا بعدا لك ، أو بيّن مفعوله بحرف جر ، نحو : عقرا لك أي جرحا ، وجدعا لك ، والجدع قطع الأنف أو الأذن ، أو الشفة أو اليد ، وشكرا لك وحمدا لك ، وعجبا منك ، فيجب حذف الفعل في جميع هذا قياسا.

والمراد بالقياس أن يكون هناك ضابط كليّ ، يحذف الفعل حيث حصل ذلك الضابط ، والضابط ههنا ما ذكرنا من ذكر الفاعل والمفعول بعد المصدر مضافا إليه أو بحرف الجر ، لا لبيان النوع ، احترازا عن نحو قوله تعالى : (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ)(٢) و : (وَسَعى لَها سَعْيَها)(٣).

وإنما وجب حذف الفعل مع هذا الضابط ، لأن حق الفاعل والمفعول به أن يعمل فيهما الفعل ويتصلان به ، فاستحسن حذف الفعل في بعض المواضع إمّا إبانة لقصد الدوام واللزوم بحذف ما هو موضوع للحدوث والتجدد ، أي الفعل ، في نحو : حمدا لك ، وشكرا لك ، وعجبا منك ، ومعاذ الله ، وسبحان الله.

وإما لتقدم ما يدل عليه ، كما في قوله تعالى : (كِتابَ اللهِ عَلَيْكُمْ)(٤) ، و (صِبْغَةَ اللهِ)(٥) ، و : (وَعْدَ اللهِ)(٦) ، أو لكون الكلام مما يستحسن الفراغ منه بالسرعة ، نحو :

__________________

(١) البكالية نسبة الى بكالة. قبيلة من اليمن ؛ منها عوف البكالي حاجب سيدنا علي رضي الله عنه وفي نهج البلاغة ج ١ ص ٤٢٩ طبعة الحلبي سنة ١٩٦٣. أنه هو الذي روى هذه الخطبة.

(٢) الآية ٤٦ من سورة ابرهيم.

(٣) الآية ١٩ من سورة الاسراء

(٤) الآية ٢٤ من سورة النساء

(٥) الآية ١٣٨ من سورة البقرة.

(٦) الآية ٦ من سورة الروم.

٣٠٦

لبيك وسعديك ودواليك وهذا ذيك وهجاجيك ، فبقي المصدر مبهما لا يدرى ما تعلق به من فاعل أو مفعول ، فذكر ما هو مقصود المتكلم من أحدهما بعد المصدر ، ليختص به ، فلما بينتهما بعد المصدر بالإضافة أو بحرف الجر ، قبح اظهار الفعل ، بل لم يجز ، فلا يقال : كتب كتاب الله ووعد وعد الله ، واضربوا ضرب الرقاب ، وأسبح سبحان الله وأحمد حمدا لك ، وغفر الله غفرا لك ، وذلك لما ذكرنا من أن حق الفاعل والمفعول أن يتصلا بالفعل معمولين له ، فلما حذف الفعل لأحد الدواعي المذكورة ، وبيّن المصدر المبهم إما بالإضافة أو بحرف الجر ، فلو ظهر الفعل ، رجع الفاعل أو المفعول إلى مكانه ومركزه بعد الفعل متصلا بالفعل ومعمولا له فوزانه (١) وزان نحو قوله تعالى : (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ)(٢).

وأما قولهم : حردت حرده ، وحمدت حمده ، وقصدت قصده ونحوت نحوه ، ونحو ذلك ، فيس انتصاب الأسماء في ذلك على المصدر ، بل هو مفعول به ، على جعل المصدر بمعنى المفعول ، كقوله :

٨٢ ـ دار لسعدى اذه من هواكا (٣)

والمعنى : قصدت به جهته التي ينبغي أن يقصدها من يطلبه ؛ ويجوز أن يكون المعنى : حردته حرده الذي يليق به ، وحمدته حمده الذي ينبغي ، فيكون مضافا لبيان النوع ، كما في قوله : (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ)(٤) ، و (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ)(٥) ، وقوله تعالى (وَسَعى لَها سَعْيَها)(٦).

والجار والمجرور بعد هذه المصادر في محل الرفع على أنه خبر المبتدأ الواجب حذفه ، ليلي الفاعل أو المفعول ، المصدر الذي صار بعد حذف الفعل كأنه قائم مقام الفعل ، كما

__________________

(١) أي قياسه مثل قوله تعالى ان امرؤ هلك في حذف الفعل وجوبا لوجود ما يفسره.

(٢) الآية ١٧٦ من سورة النساء ، وتقدمت.

(٣) هذا رجز أوله : هل تعرف الدار على تبراكا. وتبراك اسم موضع. وهذا الشاهد من الشواهد الخمسين التي لم يعرف قائلوها وهو في كتاب سيبويه ج ١ ص ٩.

(٤) الآية ٤٩ سورة ابرهيم وتقدمت قريبا.

(٥) الآية ١٩ من سورة الشعراء.

(٦) الآية ١٩ من سورة الاسراء وتقدمت.

٣٠٧

كان ولي الفعل ، والمعنى : هو لك ، أي هذا الدعاء لك ؛ وكذا كل ما قبله «من» التبيينية المبينة للمعارف نحو قوله تعالى : (وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ)(١) ؛ إن جعلنا «ما» بمعنى الذي وأما المبينة للنكرة فهي صفة لها ، كما لو جعلنا «ما» في الآية نكرة.

وقد بيّن ، أيضا ، بعض أنواع المفعول به اللازم إضمار فعله بحرف الجر (٢) نحو : مرحبا بك ، وأهلا بفلان ، أي هذا الدعاء مختص بك ، هذا إن فسّرت مرحبا بموضع الرحب ، أي أتيت موضعا رحيبا ، وإن فسّرته بالمصدر أي رحب موضعك مرحبا أي رحبا ، فهو من هذا الباب.

والجملة المفسرة المحذوفة المبتدأ ، لا محل لها لأنها مستأنفة.

ثم اعلم أن هذه المصادر مع الحال المذكورة من استحسان حذف فعلها للدواعي المذكورة ، إما أن يتوغل في حذف فعلها بحيث لا ينوى قبلها تقديرا بل يصير المصدر عوضا منه وقائما مقامه كالمصادر الصائرة أسماء أفعال ، كما يجيء في بابها ، نحو : هيهات ورويد ، وشتان ، فتبني ، لقيامها مقام المبني ، ولا يكون لها ، إذن ، محل من الإعراب كما لم يكن للفعل الذي قامت مقامه ، وبناؤها على الفتح أكثر ، إذن ، لتبقى مبنية على الإعراب الذي استحقته حال المصدرية ، فيرجع ، إذن ، في استعمال الفاعل والمفعول بعدها إلى الوجه الذي كانا يستعملان عليه مع الفعل ، لصيرورة المصدر كالفعل ، فيقال هيهات زيد.

ويجوز أن يراعى أصلها في المصدرية مع كونها أسماء أفعال فيستعمل الفاعل والمفعول بعدها استعمالهما مع المصدر ؛ قال الله تعالى : (هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ)(٣) ، فهو بمنزلة : بعدا لما توعدون استعمالا ، وأما في المعنى ، فهيهات اسم فعل ، وإلا لم يبن.

__________________

(١) الآية ٥٣ من سورة النحل. وتقدمت.

(٢) متعلق بقوله وقد بيّن.

(٣) الآية ٣٦ من سورة المؤمنون.

٣٠٨

وإما ألّا يتوغل في حذف فعلها ، بل يكون فعلها مقدرا قبلها ، لينصبها ، كالمصادر المذكورة ههنا ، وهذه المصادر كأنها قائمة مقام الفعل كالمصادر الأولى من حيث لم تستعمل أفعالها قبلها ، لكنها ليست قائمة مقام أفعالها ، إذ لو قامت مقامها لم تقدر قبلها فلم تكن تنتصب ، فبانتصابها عرفنا أن الفعل مقدر قبلها ، وببناء الأولى عرفنا قيامها مقام أفعالها.

وقد يجوز في بعض المصادر أن يستعمل الاستعمالين ، أعني يكون مصدرا واسم فعل ، نحو : رويد زيد ، ورويد زيدا ، وبله زيد وبله زيدا.

ويجوز أن يكون «حاشي» من هذا الباب ، فيكون حاشى زيد ، مصدرا مضافا ، كرويد زيد ، بدليل القراءة الشاذة «حاشا لله» منونا ، ويكون : حاشى لزيد اسم فعل مستعملا استعمال المصادر ، كما ذكرنا في هيهات لزيد.

ومن جملة المصادر القياسية المضبوطة بالضابط المذكور : مصادر لم توضع أفعالها ، نحو : دفرا له أي نتنا ، وبهرا أي تعسا ، أما بهرا بمعنى غلبة ، فله فعل مستعمل ، فهما مثل القهقرى والقرفصاء ، أعني أن جميعها مصادر لا فعل لها على مذهب سيبويه ، إلا أن الفرق بينها ، أنّ دفرا ، وبهرا ، لم يستعمل ناصبهما وبيّنا بحرف جر ، بخلاف : نحو : القرفصاء فإنه استعمل ناصبه من غير لفظه ، والناصب المقدر لدفرا وبهرا ، أيضا فعل من غير لفظهما ، والتقدير : أنتنت دفرا وتعست بهرا.

ومنها أسماء أعيان هي آلة مقامة مقام المصادر ، نحو : تربا لك وجندلا ، أي رميت رميا بترب وجندل ، فهذا مثل : ضربته سوطا ، والفرق بينهما مثل الفرق بين بهرا والقهقرى.

ومنها صفات قائمة مقام المصدر ، نحو هنيئا لك ، أي هناءة ، وعائذا بك أي عياذا وهي مثل : قم قائما أي قياما ، وتعال جائيا ، والفرق بينهما ما ذكرنا في القسمين المذكورين وقد قيل في هذا القسم إنه نصب على الحال المؤكدة ، كما قيل في : قم قائما.

ومنها أسماء أصوات قامت مقام المصادر ، كآها منك ، أي توجعا ، وواها لك أي طيبا ، وأفّا ، وأفّة لك أي كراهة ، فيقدر لجميعها أفعال بمعناها ويلزم إضمار ناصب

٣٠٩

ما كان في الأصل صوتا ، وإن لم يبيّن بالجار نحو : أيها ، أي كفّا ، وويها أي زيادة.

وذلك أن الأصوات بعيدة من الاشتقاق والتصرف ، والمصدر أصل في باب التصرف والاشتقاق ، إذ جميع أنواع الأفعال والاسماء المتصلة بها صادرة عنه (١) على الصحيح من المذهب ، فلما صار ما لا يشتق منه قائما مقام المشتق منه قطع عنه الفعل الناصب له نصب المفعول المطلق لأنه في الأغلب يكون مشتقا من مفعوله المطلق.

والأصوات القائمة مقام المصادر ، يجوز اعرابها نصبا ، إلا أن تكون على حرفين ثانيهما حرف مد ، نحو : وي لزيد ، وذلك نحو آها وواها ، وويها ، ويجوز إبقاؤها على البناء الأصلي ، نحو : «أفّ» لكما» (٢) ، وأوه على إخواني ، وآه من ذنوبي.

والظاهر أن : ويلك وويحك ، وويسك وويبك ، من هذا الباب ، وأصلها كلها : وي على ما قال الفراء ، جيء بلام الجر بعدها مفتوحة مع المضمر ، نحو : وي لك ووي له ، ثم خلط اللام بوي ، حتى صارت لام الكلمة ، كما خلط اللام بيا ، في قوله :

٨٣ ـ فخير نحن عند الناس منكم

إذا الداعي المثوّب قال يالا (٣)

فصار معربا بإتمامه ثلاثيا (٤) ، فجاز أن يدخل بعدها لام أخرى ، نحو ويلا لك ، لصيرورة الأولى لام الكلمة ، ثم نقل إلى باب المبتدأ ، فقيل ويل لك ، كما قيل في سلام عليك ، ثم جعل ويح ، وويب ، وويس ، كنايات عن ويل ، وهذا كما قالوا : قاتله الله بمعنى

__________________

(١) ومن الأدلة على ذلك تسميته مصدرا ، أي مكان الصدور لأن غيره صدر عنه كما قال الشارح. ويضطر الكوفيون الى أن يقولوا ـ على مذهبهم ـ ان كلمة (مصدر) مصدر ميمي وليست اسم مكان. وان المصدر الميمي مؤول باسم الفاعل أي الصادر عن غيره وفيه من التكلف ما لا يخفى.

(٢) الآية ١٧ من سورة الأحقاف.

(٣) المثوب معناه المستغيث الذي يدعو الناس لنصرته وأصله أنه كان يلوح بثوبه ليراه الناس فيغيثونه. وبعده :

ولم تثق العواتق من غيور

بغيرته وخلّين الحجالا

وهما بيتان أوردهما أبو زيد الأنصاري في نوادره ونسبهما إلى زهير بن مسعود الضبي كما قال البغدادي في الخزانة

(٤) أي بعد أن أصبح ثلاثيا.

٣١٠

قتله ثم استبشعوها فكنوا عنها بقاتعه وكاتعه ، ثم صار بعض الأصوات القائمة مقام المصادر قائما مقام الفعل ، فصار اسم فعل ، نحو : صه ومه ، وإيه ، وغير ذلك مما سنذكره في أسماء الأفعال ؛ كما يقوم المصدر الأصلي مقام الفعل فيصير اسم فعل على ما مرّ قبل.

ويجوز في كل صوت يدّعى صيرورته اسم فعل أن يقال ببقائه على مصدريته ، ويكون بناؤه نظرا إلى أصله حين كان صوتا ، لا لكونه اسم فعل ، فصه أنت وزيد ، نحو : ضربا أنت وزيد ، وذلك لأنا علمنا صيرورة المصادر أسماء أفعال بكونها مبنية ، كما ذكرنا ، فإذا كان لنا طريق إلى بناء هذه الأسماء غير كونها أسماء أفعال ، وهو النظر إلى أصلها فلا ضرورة تلجئنا إلى كونها أسماء أفعال.

ومن المصادر المضبوطة بالضابط المذكور ، قولهم عمرك الله وقعدك الله ، بفتح القاف ، قال المازني سمعت كسرها ممن لا أثق به ، وهما عند سيبويه ، منصوبان على المصدر ، وقد استعمل فعل عمرك ، بخلاف قعدك ، قال :

٨٤ ـ عمرّتك الله إلا ما ذكرت لنا

هل كنت جارتنا أيام ذي سلم (١)

ولا يقال : قعّدتك الله.

وأكثر ما يستعملان في قسم السؤال ، فيكون جوابهما ما فيه الطلب كالأمر والنهي ، قال :

٨٥ ـ قعيدك ألّا تسمعيني ملامة

ولا تنكئي قرح الفؤاد فييجعا (٢)

__________________

(١) قوله إلا ما ذكرت : استثناء والمعنى ما أسألك إلا هذا. وقال بعضهم ان همزة الا مفتوحة وهي أداة تحضيض وما زائدة. وهو من شعر الأحوص الأنصاري وقبله :

إذ كنت أنكر من سلمى فقلت لها

لما التقينا وما بالعهد من قدم

والأوجه الاعرابية في هذا الاسلوب كثيرة أشار الشارح إلى بعضها.

(٢) هو من قصيدة لمتمم بن نويرة في رثاء أخيه مالك وهي من أحسن المراثي ، وقول الشارح : ان زائدة أي في قوله ألا تسمعيني فتكون لا ناهية ، ونكأ القرح ازالة ما عليه من قشر قبل أن يبرأ ، وييجعا بكسر الياء الأولى في المضارع وذلك أدى إلى قلب الواو ياء ، وأصله يوجع.

٣١١

و «أن» زائدة ، وقال :

٨٦ ـ أيها المنكح الثريا سهيلا

عمرك الله كيف يلتقيان (١)

هي شامية إذا ما استهلت

وسهيل إذا استهل يماني

وقد ذكر الجوهري (٢) استعمال قعدك وعمرك في القسم الذي لا سؤال فيه ، قال : يقال : قعدك لا آتيك وكذا قعيدك ، وقعدك الله لا آتيك وقعيدك الله لا آتيك ، وعمر الله ما فعلت كذا ، وعمرك الله ما فعلت كذا ؛ قال ابن يعيش (٣) : لا يستعملان إلّا في القسم.

قال الجوهري : وقد جاء عمرك الله في غير القسم ، واستشهد بقوله : «عمرك الله كيف يلتقيان» وقال : المعنى ، سألت الله أن يطيل عمرك ، ولم يرد القسم ؛ وقد ذكرنا في البيت أنه قسم السؤال.

والأصل عند سيبويه : عمّرتك الله تعميرا ، فحذف الزوائد من المصدر وأقيم مقام الفعل مضافا إلى المفعول به الأول ، وكذا قعدك الله تقديرا (٤) ومعنى : عمرتك : أعطيتك عمرا بأن سألت الله أن يعمّرك ، فلما ضمّن عمر معنى السؤال تعدى إلى المفعول الثاني ، أعني «الله» وكذا قعدتك الله وإن لم يستعمل ، أي جعلتك قاعدا متمكنا بالسؤال من الله.

وأجاز الأخفش رفع «الله» في عمرك ، ليكون فاعلا أي عمّرك الله تعميرا ، ويجوز ألّا يكون انتصابهما على المصدر ، ويكون التقدير : أسأل الله عمرك ، أي أسأل الله تعميرك وأسأل الله قعدك ، أي تقعيدك وتمكينك ، على حذف الزوائد ، وأسأل ، متعدّ إلى مفعولين ، أو يكون المعنى : أسأل بحق تعميرك الله ، أي اعتقادك بقاءه وأبديّته وبتقعيدك الله ، أي نسبتك إياه إلى القعود أي الدوام والتمكن.

__________________

(١) البيتان من شعر عمر بن أبي ربيعة المخزومي ، قالوا انه أراد بالثريا وسهيل شخصين معينين وضرب لهما المثل في البيت الثاني بالثريا وسهيل الكوكبين المعروفين.

(٢) الجوهري : اسماعيل بن حماد صاحب كتاب الصحاح المشهور من علماء القرن الرابع ..

(٣) ابن يعيش شارح مفصل الزمخشري. وتقدم ذكره. ص ٢٧١ من هذا الجزء.

(٤) أي يقال تقديره قعّدتك الله ولكن ليس له فعل مستعمل.

٣١٢

فيكون انتصابهما بحذف حرف القسم ، نحو : الله لأفعلنّ ، وهما مصدران محذوفا الزوائد مضافان إلى الفاعل ، و «الله» مفعول به للمصدرين.

ويجوز أن يكون معنى : قعدك الله بكسر القاف : بحق قعدك أي قعيدك ، أي ملازمك العالم بأحوالك وهو الله ، فالله عطف بيان لقعدك ويؤيد هذا التأويل قولهم قعيدك الله بمعناه ، فالقعد والقعيد بمعنى المقاعد ، كالحلف والحليف ، فعلي هذا ؛ مذهب سيبويه ، وهو أن نصبهما على المصدر وعلى تأويلهما بأسأل تعميرك وتقعيدك ليس معنى القسم ظاهرا فيهما ، مع أنهما لا يستعملان إلا في القسم ، كما ذكرنا ، إلا أن يقال : لما كانا للدعاء للمخاطب جريا مجرى السؤال ، لأنه قد يبتدأ السؤال بالدعاء للمسئول ، كأنه قيل : طوّل الله عمرك ، افعل لي كذا وكذا.

* * *

٣١٣
٣١٤

حذف عامل المصدر المكرر

أو المحصور

قال ابن الحاجب :

«وقياسا في مواضع ، منها ما وقع مثبتا بعد نفي أو معنى نفي داخل»

«على اسم لا يكون خبرا عنه ، أو وقع مكررا مثل : ما زيد إلا»

«أسيرا ، وما أنت إلّا سير البريد ، وإنما أنت سيرا ، وزيد سيرا»

«سيرا».

قال الرضى :

قوله «ما وقع مثبتا إلى آخره» ، هذا مصدر يجب حذف فعله ، باجتماع شيئين : أحدهما أن يكون ناصبه خبرا عن شيء لو جعلت هذا المصدر خبرا عنه ، لم يكن إلّا مجازا ، لكونه صاحب (١) ذلك المصدر ، والثاني أن يكون المصدر مكررا ، أو بعد «إلّا» أو معناها ، نحو : ما زيد إلا سيرا ، وما الدهر إلا تقلبا ، وإنما أنت سيرا ، وزيد سيرا سيرا ، والمنون (٢) تقريعا تقريعا.

__________________

(١) يعني أن «زيدا» في مثل زيد سيرا. هو صاحب السير ، وليس هو نفس السير.

(٢) أي الموت : يريد أنه يقرّع الانسان ويوبخه. بمعنى أنه يحثه دائما على العمل.

٣١٥

وكذا إن دخل على المبتدأ نواسخه ، نحو : إنّ زيدا سيرا سيرا ، ويجوز أن يكون نحو : ما كان زيد إلا سيرا ، من هذا.

وإنما وجب حذف الفعل ، لأن المقصود من مثل هذا الحصر أو التكرير وصف الشيء بدوام حصول الفعل منه ولزومه له ، ووضع الفعل على التجدد والحدوث ، وإن كان يستعمل المضارع في بعض المواضع للدوام أيضا ، نحو قولك : زيد يؤوي الطريد ويؤمن الخائف ، والله يقبض ويبسط ، وذلك ، أيضا ، لمشابهته لاسم الفاعل الذي لا دلالة فيه وضعا على الزمان ، فلما كان المراد التنصيص على الدوام واللزوم ، لم يستعمل العامل أصلا ، لكونه : إما فعلا ، وهو موضوع على التجدد ، أو اسم فاعل ، وهو مع العمل كالفعل بمشابهته فصار العامل لازم الحذف ،

فإن أرادوا زيادة المبالغة جعلوا المصدر نفسه خبرا عنه ، نحو : زيد سير سير وما زيد إلا سير كما ذكرنا في المبتدأ في قولها :

فإنما هي اقبال وادبار (١) ـ ٦٩

فينمحى ، إذن عن الكلام معنى الحدوث أصلا ، لعدم صريح الفعل وعدم المفعول المطلق الدال عليه ، ولمثل هذا المعنى ، أعني زيادة المبالغة في الدوام ، رفعوا بعض المصادر المنصوبة التي قدمنا أن فاعلها ومفعولها يبيّن بالإضافة أو حرف الجر بعد حذف الفعل لزوما ، تبينا لمعنى الدوام ، قال :

٨٧ ـ عجب لتلك قضية وإقامتي

فيكم على تلك القضية أعجب (٢)

__________________

(١) تقدم هذا الشاهد في ص ٢٥٤ من هذا الجزء.

(٢) هذا أحد أبيات قالها ضمر بن ضمرة بن جابر النهشلي ـ جاهلي ـ وله قصيدة طويلة تختلف عباراتها كثيرا. وأبرز ما فيها أنه يعتب على أمه التي كانت تؤثر أخاه عليه ، واسمه جندب ، ثم يكلفونه بالمهمات الشاقة ويستريح جندب. ولذلك يقول في هذا الشعر :

أمن السوية أن إذا استغنيتم

وأمنتم فأنا البعيد الأجنب

وإذا تكون كريهة أدعى لها

وإذا يحاس الحيس يدعى جندب

والحيس طعام يصنع من اللبن والتمر والسمن. ويحاس أي يصنع. وختمها بقوله :

هذا لعمركم الصغار بعينه

لا أم لي ان كان ذاك ولا أب

٣١٦

قال سيبويه : سمعنا بعض من يوثق به وقد قيل له كيف أصبحت ، قال : حمد لله وثناء عليه ، ومنه سلام عليك ، وويل لك.

قوله : «مثبتا بعد نفي» إنما شرطهما ، لأنه لو كان منفيا ، نحو : ما زيد سيرا ، أو لم يكن بعد نفي نحو : زيد سير ، لم يكن فيه معنى الحصر المفيد للدوام فلم يجب حذف الفعل ، إذ قصده (١) هو الموجب لحذف الفعل كما ذكرنا.

قوله : «داخل على اسم» صفة لنفي ، وليس دخول النفي على الاسم المذكور شرطا ، وذلك لأنه لا يجوز كما قلنا ، في نحو : ما كان زيد إلا سيرا ، وما وجدتك إلا سير البريد ، أن يكون انتصاب المصدر على أنه مفعول مطلق ، كما يجوز أن يكون ، لكونه خبر الفعلين ؛ مجازا ، فالشرط ، إذن ما ذكرنا ، أعني كون ناصبه خبرا عن شيء لا يكون هو أي المصدر خبرا عنه إلا مجازا.

قوله : «أو معنى نفي» ، يريد به ما في «إنما» من معنى الحصر ، نحو : إنما زيد سيرا.

واعلم أن هذا المصدر الذي بعد «إلا» أو معناها ، قد يكون منكرا ، كما ذكرنا ، ومعرفا ، إما بالإضافة نحو : ما زيد إلا سير البريد ، أو باللام نحو : ما زيد إلا السير ، وكذا يجيء مكررا نحو : ما زيد إلا سيرا سيرا قالوا : فحينئذ يكون حذف الفعل أوجب ، لقيام الأول مقامه.

قوله : «أو وقع مكررا» ، فيه نوع إخلال ، لأن مراده : أو وقع مكررا بعد اسم لا يكون خبرا عنه ، حتى لا يرد عليه نحو قوله تعالى : (دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا)(٢) ، ولا يعطى لفظه هذه الفائدة إلا بتكلف (٣).

__________________

(١) إذ قصده : أي قصد الدوام.

(٢) الآية ٢١ من سورة الفجر.

(٣) لأنه لم يذكر إلا كونه مكررا. مع أن المراد أن يكون مكررا بعد اسم لا يصح أن يكون هو خبرا عنه. والتكلف الذي أشار إليه الشارح هو أن يعتبر معطوفا على قوله : وقع مثبتا وأن يقدر بعده مثل المذكور بعد وقع مثبتا وهو قوله على اسم لا يكون الخ. والحق أنه تكلف لا يؤدي إلى نتيجة.

٣١٧

المصدر التفصيلي

قال ابن الحاجب :

«ومنها ما وقع تفصيلا لأثر مضمون جملة متقدمة مثل»

«قوله تعالى : (فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً)(١).

قال الرضى :

يعني بمضمون الجملة : مصدرها مضافا إلى الفاعل أو المفعول ، فمضمون «شدوا الوثاق» : شدّ الوثاق ، ويعني بأثر ذلك المضمون فائدته ومقصوده وغرضه المطلوب منه ، وسماه أثرا ، لأن الغرض من الشيء يحصل بعد حصول ذلك الشيء ، كالأثر الذي يكون بعد المؤثر.

ويعني بتفصيل ذلك الغرض بيان أنواعه المحتملة.

واعلم أن ضابط هذا القسم أن تذكر جملة طلبية أو خبرية تتضمّن مصدرا يطلب منه فوائد وأغراض ، فإذا ذكرت تلك الفوائد والأغراض بألفاظ مصادر منصوبة على أنها مفعولة مطلقة عقيب تلك الجملة ، وجب حذف أفعالها ، وذلك لأن تلك الأغراض تحصل من ذلك المصدر المضمون ، فيصح أن يقوم ما تضمّن ذلك المصدر أعني الجملة المتقدمة ، مقام ما يتضمن تلك الأغراض ، أي أفعالها الناصبة لها ، فلما صحّ ذلك ، وتكررت تلك الفوائد ، استثقل ذكر أفعالها قبلها ، فالزم قيام متضمن المصدر الذي هي أغراضه مقام متضمّناته ، فوجب حذفها ، فقوله تعالى : (فَشُدُّوا الْوَثاقَ) جملة تتضمن شد الوثاق ، والمطلوب من شد الوثاق إما قتل ، أو استرقاق ، أو منّ ، أو فداء ؛ فقد فصل الله تعالى هذا المطلوب بقوله : «فإما منا بعد وإما فداء» ، وتقول في الخبرية : زيد يكتب ، فقراءة بعد أو بيعا ، وعمرو يشتري طعاما ، فإما بيعا وإما أكلا ، ونحو ذلك.

__________________

(١) الآية ٤ من سورة محمد.

٣١٨

المصدر التشبيهي

قال ابن الحاجب :

«ومنها ما وقع للتشبيه ، علاجا بعد جملة مشتملة على اسم»

«بمعناه وصاحبه ، مثل : مررت بزيد فإذا له صوت ، صوت»

«حمار ، وصراخ صراخ الثكلى».

قال الرضى :

يعني أن قوله : صوت حمار مصدر فائدته التشبيه ، إذ المعنى : مثل صوت حمار قوله : «بعد جملة» ، يعني بها نحو : له صوت ، وهذه الجملة مشتملة على اسم بمعنى هذا المصدر المنصوب ، وهو المبتدأ المرفوع ، وهي مشتملة ، أيضا على صاحب ذلك الاسم ، أي الذي قام به ذلك الحدث ، وهو الضمير المجرور باللام في مسألتنا ، وكان ينبغي أن يضم إليه شرطا آخر ، وهو أن يكون معنى ذلك الاسم المضمون للجملة الذي هو بمعنى المصدر المنصوب ، عارضا لصاحبه غير لازم ، حتى يخرج نحو قولهم : له علم علم الفقهاء ، وله هدى هدى الصلحاء ، فإن الثاني ، إذن ، يكون مرفوعا لا غير ، لأن الجملة المتقدمة ؛ لا تدل إذن ، على معنى الفعل ، أعني على الحدث.

وأكثر النحاة على أن هذا المصدر منصوب بفعل مقدر بين الجملة المتقدمة والمصدر ، يدل عليه الجملة المتقدمة دلالة تامة مغنية عنه ، فلهذا وجب حذفه ، فالأصل : له صوت يصوته صوت حمار ، أي تصويت حمار فأقيم الاسم مقام المصدر كما في أعطى عطاء ، وكلّم كلاما ، وظاهر كلام سيبويه ، أن المصدر منصوب بقوله : له صوت ، لا بفعل مقدر.

قال سيبويه (١) : وإنما انتصب لأنك مررت به في حال تصويت ومعالجة ، يعني أن

__________________

(١) كتاب سيبويه ج ١ ص ١٧٨

٣١٩

هذه الجملة الاسمية بمعنى الفعل والفاعل ، فهي بمعنى يصوت ، لأنها تدل على المصدر الحادث وعلى ما قام به ذلك المصدر ، وقد اقترن بالجملة ما دل على زمان ذلك المصدر الحادث أي الحال الماضية ، وهو لفظ مررت ، في مسألتنا ، فالمجموع كالفعل والفاعل وهذا وجه قويّ.

وقد قيل إن العامل في المصدر المنصوب : الاسم الذي بمعناه في الجملة المتقدمة ، لأن المعنى : فإذا له تصويت والتصويت مصدر يعمل عمل فعله إذا لم يكن مفعولا مطلقا ، كما يجيء في باب المصدر (١) ، فهو كما تقول عجبت من ضربك ضرب الأمير ، وكقولك : ضربك ضرب زيد خير من ضرب عمرو ضربه.

وفي هذا تردد ، لأن المصدر عندهم لا يعمل عمل الفعل إلا إذا صح تقديره بأن وفعل منه ، ويسمج ، لو قلت : مررت فإذا له أن يصرخ صراخ الثكلى ، بمعنى له صراخ فإنه قطع بحصول الفعل (٢).

وعلى الوجهين الآخرين لا يكون من هذا الباب ، لأن عامله ظاهر ويجوز أن يدّعي القول الثاني من هذه الأقوال الثلاثة في نحو قوله تعالى : (صُنْعَ اللهِ)(٣) ، و (وَعْدَ اللهِ)(٤) و (كِتابَ اللهِ)(٥) ، وصبغة الله (٦) لأن قبلها ما يؤدي معنى أفعالها ، فيقال : هذه المصادر منصوبة بالمذكورة قبلها ، لقيامها مقام أفعالها.

وأجاز غير سيبويه رفع هذا المصدر المنصوب أعني نحو : صوت حمار وصراخ الثكلى ، إما على البدل وإما على الوصف وذلك على أحد وجهين : قال الخليل (٧) : على حذف المضاف ،

__________________

(١) المراد باب المصدر من هذا الكتاب فقد تحدث فيه عن المصدر واعماله عمل الفعل. وأما باب المصدر من جهة أوزانه المختلفة فهو في شرحه على الشافية لابن الحاجب أيضا.

(٢) يعني أن جملة له أن يصوت أو يصرخ لا تعطي قطعا بحصول الفعل بخلاف له صراخ.

(٣) الآية ٨٨ من سورة النحل

(٤) الآية ٥ من سورة الروم.

(٥) الآية ٢٤ من سورة النساء

(٦) الآية ١٣٨ من سورة البقرة وتقدم معظم ما هنا.

(٧) هذا منقول عن الخليل في كتاب سيبويه ج ١ ص ١٨١.

٣٢٠