تاريخ مدينة دمشق - ج ١٤

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٤

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

١٥٤٤ ـ الحسين بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله

ابن أحمد بن الحسين بن عبد الله بن أحمد بن عبدان بن أحمد

ابن زياد بن ورد أزاد بن غند بن شبّة بن أحمد بن عبد الله

أبو عبد الله الأزدي الصفار

ذكر لي ابنه أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبد الله ، أنبأني أبو محمّد عبد الله بن الحسين أنه حدّثه بالإجازة عن أبيه.

أخبرنا أبو القاسم بن عبدان ، أنا أبي أبو عبد الله الحسين بن عبد الله ، أنبأ أبي أبو محمّد عبد الله بن الحسين بن عبد الله ـ إجازة ـ أنبأ أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي ، نا أبو بكر محمّد بن خريم (١) ـ إملاء ـ في مسجد دمشق ، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم ، نا الوليد بن مسلم ، نا الأوزاعي ، عن الزهري ، عن عطاء بن يزيد الليثي ، عن أبي سعيد الخدري (٢) [أن أعرابيا](٣) سأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن المعجزة فقال : ويحك إن شأن الهجرة شديد ، فهل لك من إبل؟» قال : نعم ، قال : «فهل تؤدي صدقتها؟» قال : نعم ، قال : «فاعمل من وراء البحار فإن الله لن يترك من عملك شيئا» [٣٣٨٩].

أخبرناه عاليا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو صالح طرفة بن أحمد الحرستاني (٤) ، نا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابي ، فذكر بإسناده مثله.

سألت أبا القاسم بن عبدان عن وفاة والده فقال : توفي في يوم السبت الثاني وعشرين (٥) من شهر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ، أظن أن مولده سنة أربعمائة ، وقال غيره : الحادي والعشرين ، ودفن في مقبرة باب الصغير.

__________________

(١) بالأصل «حريم» والصواب بالخاء المعجمة ، وقد مرّ.

(٢) غير واضحة بالأصل والمثبت عن مختصر ابن منظور ٧ / ١٠٥.

(٣) اللفظتان ممحوتان بالأصل ، والزيادة المستدركة عن المختصر.

(٤) بالأصل الخرستاني ، بالخاء المعجمة ، والصواب ما أثبت «الحرستاني» بالحاء المهملة وهذه النسبة إلى حرستا ، قرية من قرى غوطة دمشق.

(٥) كذا.

٨١

١٥٤٥ ـ الحسين بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن صالح

ابن صبح بن الخشخاش بن معاوية بن سفيان المزّي

من أهل الغوطة.

سمع محمّد بن شعبة بن الفضل القرشي ، وسليمان بن عبد الرّحمن.

١٥٤٦ ـ الحسين بن عبد الله بن رواحة بن إبراهيم

ابن عبد الله بن رواحة الأنصاري الحموي الفقيه

الأديب الشاعر المجيد المحسن (١)

قدم دمشق طالب علم ، وأقام بها مدة ، فاشتغل بالفقه وسماع الحديث ، وسمع من والدي رحمه‌الله ، ومن عمي الصائن (٢) رحمه‌الله ، ومن أبي الحسن علي بن سليمان (٣) المرادي وغيرهم ، ورحل إلى مصر فمدح بها الملوك ، وسمع بالإسكندرية من الحافظ أبي طاهر بن سلفة وغيره.

كتب إلينا لما بلغه موت والدي رحمه‌الله قصيدة رثاه بها ، ثم قدم علينا فأنشدنا إياها من لفظه بجامع دمشق وهي (٤) :

ذوى (٥) السعي في نيل العلى والفضائل

مضى من إليه كان شدّ الرواحل

وقولا لساري البرق إني بعينه (٦)

بنار أسى أو دمع سحب هواطل

وتمزيق جلباب الظلام (٧) لفقده

وزحرة رعد مثل حسرة باطل

فأعلن به في البعد (٨) واستوقف الثرى

لطلّابه (٩) من قبل غلي المراجل

__________________

(١) ترجمته في معجم الأدباء ١٠ / ٤٦ والوافي بالوفيات ١٢ / ٤١٣ وفوات الوفيات ١ / ٣٧٦ وكنوه : أبا علي.

(٢) غير واضحة بالأصل والمثبت عن الوافي والفوات.

(٣) بالأصل «سلمان» والمثبت عن الوافي والفوات.

(٤) الشعر في معجم الأدباء ١٠ / ٤٨ وقد أنشدها بجامع دمشق سنة ٥٧١ ه‍.

(٥) في معجم الأدباء : ذرا.

(٦) معجم الأدباء : معينة بنار أسى أو سحب دمع هواطل.

(٧) معجم الأدباء : العزاء لفقده

بزفرة باك أو بحسرة ثاكل

(٨) معجم الأدباء : للركب.

(٩) معجم الأدباء : لقصاده من قبل طي المراحل.

٨٢

وقل غاب بدر التّمّ عن أنجم الدجى

وأشرق منهم بعده كلّ آفل

وما كان إلّا البحر غار وان يرد

سواحله لم يلق غير الجداول

وهبكم رويتم علمه عن رواته

وليس عوالي صحبه بنوازل

فقد فاتكم نور الهدى بوفاته

وفر (١) التقى منه ونجح الوسائل

وما حظّ من قد غرّه نصل صارم

رجا نصره من غمده والحمائل

ليبك عليه من رآه وإن حوى

هداه (٢) بأيام لديه قلائل

ويقضي أسا من فاته العمر (٣) عاجلا

برؤيته والفوز في كل آجل

أسفت لإرجائي قدوم أعزّة

عليه وتسويفي (٤) بعام لقابل

ولو أنهم فازوا بإدراك مثله

لأزروا على سنّ الصّبي بالأماثل

فيا لمصاب عمّ سنة أحمد

وباعدها (٥) من كل راو وناقل

خلا الشام من خير خلت كل بلدة

له من نظير في الحياة مماثل (٦)

وأصبح بعد الحافظ الدين (٧) مهملا

بلا حافظ يدعو بكاف وناقل

بعالم (٨) لما أن ثوى قلّ جاهك

ولله لما أن مضى كل خامل

خلت سنّة المختار من ذبّ ناصر

فأقرب (٩) ما غشاه بدعة جاهل

نحا للإمام الشافعي مقالة

وأصبح يثني (١٠) عنه كل مجادل

وأيّد قول الأشعري بسنة

فكانت عليه من أدلّ الدلائل

وكم قد أبان الحقّ في كل محفل

فأروى مما أروى ظماء المحافل

__________________

(١) معجم الأدباء : ونور التقى.

(٢) بالأصل «مداه» والمثبت عن معجم الأدباء.

(٣) معجم الأدباء : الفضل عاجلا ... في كل عاجل.

(٤) معجم الأدباء : وتسويف إلى عام قابل.

(٥) معجم الأدباء : وأحرم منها.

(٦) معجم الأدباء : بها من نظير للإمام مماثل.

(٧) معجم الأدباء : العلم شاغرا بلا حافظ يهذي به كلّ باقل.

(٨) روايته في معجم الأدباء :

وكم من نبيه ضل مذ مات جاهه

وقدم لما أن مضى كل خامل

(٩) معجم الأدباء : فأيسر ما لاقته بدعة جاهل.

(١٠) غير واضحة بالأصل والمثبت عن معجم الأدباء ، وبالأصل «عن» والمثبت «عنه» عن معجم الأدباء أيضا.

٨٣

وسدّ من التجسيم باب ضلالة

وردّ من التشبيه شبهة باطل

وإن يك قد أودى فكم من أسنّة

مركبة من قوله في عوامل (١)

وإن مال قوم واستمالوا رعاعهم

باضلالهم (٢) منه فلست بمائل

أرى الأجر في نوحي عليه ولا أرى

سوى الإثم في نوح البواكي الثواكل

وليس الذي يبكي إماما لدينه

كباك لدنياه ذهاب القبائل (٣)

أيا قلب واصله بأعظم رحمة

ويا عين أبكيه (٤) بأغزر وابل

ويا دمع طهر إثم من بات جازعا

على ذي غنى بالله عن ظهر غاسل

ويا (٥) قبر بلّغه أشدّ تحيّة

مكررة عند الضحى والأصائل

أعنّي على نوحي (٦) عليه فإنه

قريب تناءى بالثرى والجنادل

أمرت قلوب الناس حتى حويته

وكانت لنزل منه أولى المنازل

ولو لم يكن فينا السبيل لحبه

لضنى على لحديه كل باخل (٧)

مضى من حديث المصطفى كان شاغلا

له باجتهاد فيه عن كل شاغل

لقد شمل الإسلام منه رزية

وكان له بالنصح أفضل شامل

قد خلا الأعداء من عذب مشرع

من الشرع فلا يرضى له كل داخل

وفضّل بين السالفين اطّلاعه

عليهم فألقى (٨) النقض عن كل فاضل

وأصبح في علم الأسامي وغيرها

بغير مسام (٩) في الورى ومساجل

وأكمل تاريخا لجلّق جامعا

لمن (١٠) حلّها بالتيه غير كامل

__________________

(١) عوامل جمع عامل وهو صدر الرمح.

(٢) غير واضحة بالأصل والمثبت عن معجم الأدباء.

(٣) معجم الأدباء : كباك لدنياه على فقد راحل

(٤) معجم الأدباء : فاسقيه.

(٥) معجم الأدباء : وحيّي ثراه الدهر أهنى تحية.

(٦) بالأصل «نحوي على» والمثبت عن معجم الأدباء.

(٧) روايته في معجم الأدباء :

ولم لم يكن بالدمع سيل لحبه

لضنّ على لحد به كل باخل

(٨) معجم الأدباء : فذب.

(٩) معجم الأدباء : وأصبح في نقد الرجال مميزا بغير نظير.

(١٠) معجم الأدباء : لمن حلها من كل شهم وكامل.

٨٤

قاربت على بغذاذ فيه ولو يرا

ما الخطيب كان أخطب قائل (١)

أبان بوطء المصطفى أرض جلّق

وأصحابه فخرا لها غير زائل

ولو أنصفته أرؤس الناس لينقر

وقد عدمته من جناه بطائل

ولا كتبت خطا بغير ذبابه

ولا حملت أقلامها بالأنامل

ولا استمطرت غير الدموع وإن يكن

عليه جرى دمع السحاب الحوافل

وإنّ أناسا لا يفتهم دعاؤه

بعرضة خسف موشك أو زلازل (٢)

طوى الموت منه العلم والزهد والنهى

وكسب المعالي واجتناب الأراذل (٣)

وفجع منه العالمين بماجد

صبور على كيد العتاة حلاحل (٤)

وإن عبور أصاب دين محمّد

بحق لا حمى من شجاع مقاتل (٥)

حور (٦) من أحبه والحتف أشرف صائن

واتبعه منه بأعظم صائل

ولم أر نقص الأرض يوما كنقصها

بموتهما (٧) بالانطواء الفضائل

أبا القاسم الأيام قسمة حاكم

قضى بالفنا فينا قضيّة عادل

بما ذا أعزي المسلمين ولا أرى

عزاء سوى (٨) ما نلت من غير نائل

ولم تسل عنك النفس غير يقينها

بما حزت من أجر وعفو مواصل

عليك سلام الله ما انتفع الورى

بعلمك واستعلى عن المتطاول

قتل أبو علي بن رواحة شهيدا بمرج عكا في يوم الأربعاء من شهر شعبان سنة خمس مائة وخمسين.

__________________

(١) روايته في معجم الأدباء :

فأزرى بتاريخ الخطيب وقد غدا

بخطبته في الكتب أخطب قائل

(٢) هذا البيت والأبيات الأربعة قبله سقطت من معجم الأدباء.

(٣) معجم الأدباء : الرذائل.

(٤) معجم الأدباء : وأفجع فيه ... الضلال حلاحل.

(٥) كذا وروايته في معجم الأدباء :

وكان غيورا ذبّ عن دين أحمد

وأدفع عنه من شجاع مقاتل

(٦) معجم الأدباء :

وأحرم منه الدين أشرف صائن

له ولدفع الزيغ أعظم صائل

(٧) معجم الأدباء : بموت إمام عالم ذي فضائل

(٨) معجم الأدباء : سوى من قد مضى من أفاضل.

٨٥

١٥٤٧ ـ الحسين بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن صالح

ابن صبيح بن الخشخاش بن معاوية بن سفيان المزّي (١)

من أهل الغوطة.

سمع من سعيد (٢) بن الفضل القرشي ، وسليمان بن عبد الرّحمن ابن بنت شرحبيل.

حدّث ابن ابنه نشبة بن جندح بن الحسين بن الحارث ، عن وجوده في كتابه في ترجمة نسبه ، وهذا مما وهم فيه تمام بن محمّد فإنه قال : الحسين بن عبد الله بن يزيد بن خالد بن صالح بن صبيح كذلك ساق نسبه أبوه أبو الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه في قرى دمشق في ترجمة ابن ابنه نشبة بن جندح.

١٥٤٨ ـ الحسين بن عبد الله بن شاكر

أبو علي السّمرقندي وراق داود بن علي الأصبهاني (٣)

سمع بدمشق : أحمد بن أبي الحواري ، وبمصر محمّد بن رمح التّجيبي ، ومحمّد بن عبد الله بن عبد الجبار ، وبالحجاز : إبراهيم بن المنذر الحزامي ، والحسين بن الحسن المروزي ، وأحمد بن محمّد بن عون القواس المكي ، وباليمن : محمّد بن يحيى بن أبي عمر العدني ، وأبا حمد محمّد بن يوسف الزّبيدي (٤) اليمانيين ، وبالمشرق : محمّد بن مهران الرازي الحبال (٥) ، وأحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري ، وبالعراق : محمّد بن المثنى الزمن (٦) ، وعمرو بن الفلاس ، وأبا كريب الهمداني ، وإبراهيم بن عبد الله بن حاتم المعروف بالهروي ، وعلي بن ميمون الرقي العطار ، وعمه أحمد بن شاكر السّمرقندي.

روى عنه أبو بكر الباغندي ، وأبو عبد الله بن مخلد ، وأبو بكر الشافعي ، وأبو

__________________

(١) مرت ترجمته قبل الترجمة السابقة ، ولم يذكر فيها هناك سوى الاسم وممن سمع ومن روى عنه.

وفيما تقدم «صبح» وهنا «صبيح».

(٢) تقدم في الترجمة السابقة : محمد بن شعبة بن الفضل القرشي.

(٣) ترجمته في تاريخ بغداد ٨ / ٥٨.

(٤) الزبيدي : بالفتح نسبة إلى زبيد ، من مدن اليمن.

(٥) كذا ، وفي تاريخ بغداد «الجمال» وانظر ترجمته في سير الأعلام ١١ / ١٤٣ وفيها «الجمال».

(٦) غير مقروءة بالأصل ، عن ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ١٢٣.

٨٦

الحسن أحمد بن محمّد بن عمر بن أبان اللبناني ، وأبو علي إسماعيل بن العباس بن محمّد الوراق ، والقاضي أبو محمّد عبد الله بن أبي زرعة القزويني الفقيه الحافظ ، وأبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة ، وأبو عمرو بن السماك.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن (١) عبد الله بن شاكر ، نا إبراهيم بن المنذر ، حدثني إبراهيم بن وهب ، أخبرني عبد الله بن الحارث ، عن بكير بن الأشج حدثه أن عبد الرّحمن بن القاسم حدثه أن أباه القاسم بن محمّد حدثه عن عائشة رضي‌الله‌عنها أنها نصبت سترا فيه تصاوير فدخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليها فنزعته (٢) ، قالت : فقطعته وسادتين.

فقال له رجل في المجلس ، يقال [له](٣) ربيعة بن عطاء مولى بني زهرة : يا عبد الرّحمن بن القاسم أما سمعت أبا محمّد يريد ابن القاسم (٤) يذكر أن عائشة قالت : فكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يرتفق عليهما ، فقال عبد الرّحمن بن القاسم : لا ، قال : بلى ، لكني قد سمعت.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن ، حدّثنا وأبو النجم بدر بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب قال (٥) : الحسين بن عبد الله بن شاكر أبو علي السّمرقندي ، سكن بغداد ، وحدّث بها عن إبراهيم بن المنذر الحزامي (٦) ، ومحمّد بن مهران الجمال ، ومحمّد بن رمح المصري ، وأحمد بن محمّد بن عون القواس المكي ، ومحمّد بن يحيى بن أبي عمر العدني ، وأبي حمة محمّد بن يوسف اليماني ، وأحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري ، روى عنه محمّد بن محمّد بن سليم (٧) الباغندي ، ومحمّد بن مخلد الدوري ، وأبو بكر الشافعي وغيره ، وذكره الدار قطني فقال : ضعيف.

قال : وأنا الحسن (٨) بن محمّد بن الخلال ، عن أبي سعد عبد الرّحمن بن محمّد

__________________

(١) كذا العبارة ، ويبدو أن ثمة سقط في السند ، فاضطربت العبارة.

(٢) في مختصر ابن منظور ٧ / ١٠٥ فنزعه.

(٣) الزيادة عن مختصر ابن منظور.

(٤) كذا «ابن القاسم» وقد مرّ أنه حدّثه عن أبيه القاسم عن عائشة.

(٥) تاريخ بغداد ٨ / ٥٨.

(٦) بالأصل «الحرامي» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٧) تاريخ بغداد : سليمان.

(٨) تاريخ بغداد ٨ / ٥٩ : الحسين بن محمد أخو الخلال.

٨٧

الإدريسي قال الحسين بن عبد الله بن شاكر السّمرقندي كان وراق داود بن علي الأصبهاني ، وكان فاضلا ثقة ، كثير الحديث حسن الرواية.

أنبأنا أبو عبد الله الرهاوي وغيره عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو الحسن الدار قطني ، قال : حسن بن عبد الله بن شاكر السّمرقندي ضعيف ، يعرف بوراق داود الأصبهاني.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، نا وأبو النجم بدر بن عبد الله ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (١) ، أنا السمسار ، أنا الصفار ، نا ابن قانع أن الحسين بن عبد الله بن شاكر مات في سنة اثنتين وثمانين ومائتين.

وأنا محمّد بن عبد الواحد ، نا محمّد بن العباس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا اسمع قال : وتوفي الحسين بن عبد الله بن شاكر وراق داود بن علي الأصبهاني في هذه الأيام يعني في شوال سنة ثلاث وثمانين ومائتين (٢). والله تعالى أعلم.

تم الجزء المبارك بحمد الله وعونه وحسن توفيقه ، ويتلوه في الجزء الذي يليه : الحسين بن عبد الله بن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن زهير المعروف بابن أبي كامل. تم (٣).

__________________

(١) تاريخ بغداد ٨ / ٥٩.

(٢) بالأصل : «ومائتين ومائة».

(٣) إلى هنا ينتهي المجلد الرابع المخطوط من الأصل الذي نعتمده ، ويبدأ المجلد الخامس المخطوط بترجمة الحسين بن عبد الله بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن زهير ، المعروف بابن أبي كامل.

٨٨

(بسم الله الرّحمن الرحيم وبه نستعين)

١٥٤٩ ـ الحسين بن عبد الله بن محمّد بن إسحاق

ابن إبراهيم بن زهير المعروف بابن أبي كامل

أبو عبد الله القيسي (١) النصري (٢) بن الأطرابلسي المعدّل (٣)

قدم دمشق قديما وسمع بها ، ثم قدمها بعد ذلك وحدّث بها عن أبيه وخال أبيه خيثمة بن سليمان ، وأبي علي أحمد بن محمّد بن عبد الله بن عبد السلام البيروتي ، وأبي الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم ، وأبي (٤) القاسم بن أبي العقب ، وأبي يعقوب الأذرعي ، وجعفر بن محمّد بن جعفر ، وأبي الميمون بن راشد ، وأحمد بن عبد الله بن الفرج الدمشقيين ، وأبي عبد الله محمّد بن إبراهيم بن إسحاق السراج ـ نزيل بيت المقدس ـ وأبي النعمان أشعث بن محمّد بن أشعث الفارسي ، وأحمد بن محمّد بن فضالة الحمصي ، وابن قتيبة سالم بن الفضل ، وأبي علي الحصائري ، وأبي الطيب بن حميد الجواري ، وسليمان بن أحمد التميمي ، ويعقوب بن أحمد بن ثوابة ، وأبي محمّد عبد الله بن جعفر بن الورد القلا بمصر ، وانتقى عليه خلف بن محمّد الواسطي.

روى عنه : أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن الجبّان (٥) ، وأبو الحسين محمّد بن الحسين بن التّرجمان ، وعبيد بن إبراهيم بن كبينة ، وأبو الحسين بن أبي نصر ، وأبو فراس طراد بن الحسين بن حمدان ، وأبو البركات عقيل ، وأبو الحسين إبراهيم ابنا أبي الجن ، وأبو عبيد الله محمّد بن علي الصوري ، وعبد العزيز الكتاني ، وأبو المكرم حيدرة بن الحسين بن مفلح ، وأبو الحسن بن صصرى (٦) ، وعلي بن

__________________

(١) كذا بالأصل ومختصر ابن منظور ٧ / ١٠٧ وفي تذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٥٧ وسير الأعلام ١٧ / ٣٣٩ العبسي.

(٢) عن مختصر ابن منظور ، وبالأصل «النضر بن» وفي سير الأعلام : «البصري».

(٣) ترجمته في سير الأعلام وشذرات الذهب ٣ / ٢٠٠ وله ذكر في تذكرة الحفّاظ.

(٤) بالأصل «وأبو».

(٥) بالأصل «الحبّان» الصواب بالجيم ، وقد مرّ.

(٦) تقرأ بالأصل «مصري» والمثبت عن سير الأعلام.

٨٩

الخضر ، وأبو محمّد الحسن بن مكي بن الحسن بن القاسم الشيزري المقرئ ، ومحمّد بن علي بن محمّد الحداد ، وأحمد بن إبراهيم السهومي ، وأبو زكريا البخاري ، وأبو الحسن بن أبي الحديد ، وأبو العيش محمّد وأبو القاسم عبد الرّحمن ابنا علي بن أبي العيش.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان والأمير عرس الدولة أبو فراس طراد بن الحسين بن حمدان ، قالا : أنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمّد بن إسحاق بن أبي كامل الأطرابلسي ، قدم علينا ، أنا خال أبي أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي ، نا أبو جعفر محمّد بن مسلمة الواسطي ، نا موسى الطويل ، نا مالك عن (١) أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أذن سنّة على نية [صادقة](٢) لا يطلب عليها أجرا حشر يوم القيامة فأوقف على باب الجنة ، فقيل له : اشفع لمن شئت» [٣٣٩٠].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز ، حدّثني أبو (٣) علي الحسن بن علي المقرئ ، قال : توفي شيخنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن أبي كامل الأطرابلسي بأطرابلس سنة أربع عشرة وأربعمائة.

قال عبد العزيز : وكان قدم علينا دمشق وحدّث بها ، سمعت منه بعض فرائده التي خرّجها له خلف الواسطي الحافظ ، وغير ذلك ، حدّث عن أبيه ، وخيثمة بن سليمان وغيرهما ، وذكر الأهوازي : أنه مات في صفر وذكر الحداد : أن ابن أبي كامل ثقة مأمون.

١٥٥٠ ـ الحسين بن عبد الله بن يزيد بن الأزرق

أبو علي الرّقّي القطّان المالكي المعروف بالجصاص (٤)

سمع بدمشق : هشام بن عمّار ، وإبراهيم بن هشام بن يحيى ، والوليد بن عتبة ، وهشام بن خالد ، والعباس بن الوليد الخلال ، ومحمّد بن عيسى أبا جعفر النقاش ،

__________________

(١) غير غيراضحة بالأصل مطموسة وما أثبت يقتضيه السياق.

(٢) مطموسة بالأصل ، واللفظة استدركت عن مختصر ابن منظور.

(٣) بالأصل «ابن».

(٤) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٢٨٦.

٩٠

وعيسى بن هلال بن أبي عيسى السّليحي (١) الحمصي ، والمسيّب بن واضح ، وسفيان بن محمّد الفزاري ، وأبا اليسر محمّد بن الطفيل الحرّاني ، وعمر بن يزيد السّياري ، ومخلد بن مالك بن السّلميني ، وعلي بن جبيل الرّقي ، وإسحاق بن موسى الأنصاري ، وأيوب بن محمّد الوراق ، وحكيم بن سيف ، وموسى بن مروان الرقيين ، والعباس بن إسماعيل فريق ، وعبد الله بن سعد الزهري ، ومحمّد بن زريق ، ومحمّد بن شابور ، وأبا بكر عبد الرّحمن بن حمّاد الواسطي ، وسعيد بن عمرو اليشكري ، وأبا التّقي (٢) هشام بن عبد الملك اليزني (٣) ، وفتح بن سلويه.

روى عنه : أبو بكر بن المقرئ ، وأبو الحسن علي بن الحسن بن علّان الحرّاني ، وجعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، وأبو علي الحسن بن علي الحافظ ، وأبو عمرو ، ومحمّد بن أحمد بن إسحاق النيسابوريان ، ومحمّد بن الحسن بن علي اليقطيني ، وأبو بكر الشافعي البزاز ، وأبو جعفر أحمد بن إسحاق بن يزيد قاضي حلب ، وأبو بكر أحمد بن محمّد بن إسحاق السني ، وأبو الفتح محمّد بن الحسين بن أحمد الأزدي الموصلي الحافظ ، وأبو الطّيّب أحمد بن محمّد بن أبي زرعة الدمشقي ، وأبو أحمد بن عديّ ، وأبو بكر محمّد بن علي بن الحسن النقاش ، ومحمّد بن الحسين بن صالح السّبيعي الحلبي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، نا أبو بكر الشافعي ، نا حسين بن عبد الله بن الأزرق ، نا هشام بن عمّار ، نا عيسى بن يونس ، عن شعبة ، عن أبي التّيّاح (٤) ، عن أنس بن مالك ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير : «يا أبا عمير ما فعل النّغير» [٣٣٩١].

أخبرنا أبو عبد الله الخلال ، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم ، نا الحسين بن عبد الله القطان الرّقّي ـ بها ـ نا موسى بن مروان الرّقّي ، نا مروان بن معاوية الفزاري ، عن سعيد بن طريف ، قال : أخبرني عمير بن المأمون ، قال :

__________________

(١) ضبطت عن تقريب التهذيب بفتح المهملة وكسر اللام والمهملة ، ترجمته في تهذيب التهذيب.

(٢) بالأصل «النقي» والصواب ما أثبت ، وضبطت عن تقريب التهذيب انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.

(٣) البزني بفتح التحتانية والزاي ثم نون ، عن تقريب التهذيب.

(٤) بفتح أوله وتشديد ثانيه ، اسمه يزيد بن حميد الضبعي ، بصري مشهور بكنيته ، ثقة.

٩١

سمعت الحسين بن علي بن أبي طالب ، يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من أدمن الاختلاف إلى المسجد أصاب أخا مستفادا في الله ، أو علما مستظرفا (١) أو كلمة تدله على الهدى ، أو أخرى تصده عن الردى ، أو رحمة منتظرة أو يترك الذنوب حياء أو خشية» [٣٣٩٢].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، قال : وسألته يعني الدار قطني ، عن الحسين بن عبد الله بن يزيد بن الأزرق بن أبي (٢) القطان بالرّقّة ، فقال : ثقة (٣).

١٥٥١ ـ الحسين بن عبد الله بن حصينة المعرّي (٤)

شاعر مشهور.

قدم دمشق ، وحضر وفاة القاضي أبي يعلى حمزة بن الحسن بن العباس الحسيني ورثاه بقصيدة منها (٥) :

هوى الشرف العالي بموت أبي يعلى

ولا غرو أن جلّت رزية من جلّا

سيصلّى بنار الحزن من كان آمنا به

أنه في الحشر بالنار لا يصلا

تحلّت به الدنيا فحلّ به الردي

فعطّلها من ذلك الحلي من حلّا

فقدناه فقد الغيث أقلع وبله

عن الأرض لما أملت (٦) ذلك الوبلا

لقد فلّ منه الدهر حدّ مهنّد

تركنا به في كلّ حدّ له فلّا

فلست أبالي بعده أي عائر (٧)

من الناس أملا الله مدته أم لا (٨)

__________________

(١) الأصل : «مستطرقا» والمثبت عن مختصر ابن منظور ٧ / ١٠٧.

(٢) كذا بالأصل : «بن أبي القطان».

(٣) ذكر وفاته الذهبي في سير الأعلام قال : توفي في حدود سنة عشر وثلاثمائة.

(٤) ترجم له في معجم الأدباء ١٠ / ٩٠ ـ ١١٨ باسم الحسين بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبّار ، الأمير أبو الفتح المعروف بابن أبي حصينة المعري الأديب الشاعر.

قال : وتوفي بسروج في منتصف شعبان سنة ٤٥٧.

(٥) الأبيات في معجم الأدباء ١٠ / ١٠٧ ـ ١٠٨.

(٦) معجم الأدباء : أنفدت.

(٧) معجم الأدباء : عابر.

(٨) بالأصل : «أملا» والمثبت عن معجم الأدباء.

٩٢

تقل دموعي والهموم كثيرة

كذاك دخان النار إن كثرت قلّا

وآنف أن أبكي عليه (١) بعبرة

إذا لم يكن غربا من الدمع أو سجلا

كذا وجدت تسميته ونسبته وهو الحسن بن عبد الله بن أبي حصينة الذي تقدم ذكره غير نسبه.

١٥٥٢ ـ الحسين بن عبيد الله بن أحمد بن عبدان بن أحمد

ابن زياد بن ورد أزاد بن غند بن شبة بن أحمد بن عبد الله

أبو عبد الله الصّفّار أخو عقيل

سمع : أبا (٢) الميمون بن راشد ، وأبا بكر محمّد بن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن يزيد الكوفي ، وأبا بكر محمّد بن علي الرماني ، والحسن بن الحجاج بن غالب الطّبراني الزيات.

روى عنه : ابنه أبو محمّد عبد الله بن الحسين ، وأبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر بن الجبّان.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسن بن عبدان ، أنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن الفتح الهمداني ، أنا الشيخ أبو محمّد عبد الله بن الحسين بن عبيد الله بن عبدان ، أنا أبي أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن يزيد الطائي الكوفي ، نا أبو عبد الله محمد بن أحمد الواسطي البزاز بالكوفة ، نا وهب بن بقية وعبد الحميد بن بيان ، قالا : أنا خالد ح.

وأخبرناه عاليا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن علي بيدار (٣) ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد بن النضر الديباجي ، نا أبو الحسن علي بن عبد الله بن بشر الواسطي ، نا عبد الحميد بن بيان القنّاد ، نا خالد بن يونس بن عبيد ، عن عمرو بن سعيد ، عن أبي زرعة (٤) بن عمرو بن جرير ، عن جرير ،

__________________

(١) معجم الأدباء : عليك.

(٢) بالأصل «أبو».

(٣) كذا بالأصل ، وفي فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة ٧ / ٤١٠) : البزار.

(٤) اختلفوا في اسمه ، انظر ترجمته في سير الأعلام ٥ / ٨.

٩٣

قال : بايعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على السمع والطاعة وأن أنصح لكلّ مسلم.

قال : فكان إذا باع شيئا أو اشتراه [قال](١) : أما إن الذي أخذنا منك أحب إلينا مما أعطيناك ـ وفي حديث أبي السعود : من الذي أعطيناك ـ فاختر ، واللفظ لحديث ابن عبدان.

ولد أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله في جمادى الآخرة سنة أربع وستين (٢) وثلاثمائة.

١٥٥٣ ـ الحسين بن عبيد الله بن كندي بن الشياح

سمع بدمشق سليم بن أيوب وجماعة.

سمع منه بعض الغرباء أبو (٣) عمر الدّهستاني أو غيره.

١٥٥٤ ـ الحسين بن عبد الرحيم بن الوليد بن عثمان بن جعفر

أبو عبد الله الكلابي (٤) ، الشاعر المعروف بابن أبي (٥) الزلازل

أحد بني جعفر بن كلاب.

حدّث عن أبي الحسن بن جوصا ، وأبي بكر الخرائطي ، وأبوي الطّيب محمّد بن حميد بن الحوراني الغلّابي ، وأحمد بن عبد الوهاب بن عبادل ، وأبي جعفر محمّد بن الحسن العلوي ، وأبي الحسن أحمد بن محمّد بن عمارة ، وأبي الميمون بن راشد البجلي ، وأبي القاسم الزّجاجي ، والحسن بن حبيب الحصائري ، وعلي بن الحسن بن عبد القاهر ، وأبي محمّد عبد الله بن أحمد بن زبر ، وأبي الأزهر محمّد بن محمّد بن الكوثر المحاربي ، وأحمد بن محمّد بن الفتح ، وأبي العباس محمّد بن جعفر بن ملاس النّميري ، وأبي معد عدنان بن أحمد بن طولون ، والقاضي أبي يحيى زكريا بن أحمد البلخي.

__________________

(١) الزيادة للإيضاح.

(٢) كذا بالأصل ، وفي سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.

(٣) بالأصل : أبا.

(٤) ترجمته في معجم الأدباء ١٠ / ١١٨ والوافي بالوفيات ١٢ / ٤١٩.

(٥) في الوافي : الشاعر المعروف بأبي الزلازل.

٩٤

وصنّف كتابا سماه : «أنواع الأسجاع» (١) ابتدأ في جمعه بدمشق في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة ، ذكر فيه عن شيوخه هؤلاء وغيرهم ، وما أظنه سمع منه وله شعر.

قرأت منه قطعة مدح بها بعض الأمراء ، منها (٢) :

عيد يمن مؤكّد بأمان

من تصاريف طارق الحدثان

جعل الله عيد عامك (٣) هذا

خير عيد يحويه (٤) خير زمان

ثم لا زلت في زمانك في يسر (٥)

ومن طيب عيشه في أمان

آخذا ذمّة من الدّهر لا تخفر

معقودة بأوفى ضمان

نافذ الأمر عالي العذر (٦)

محمود المساعي مؤيّد السّلطان

وهي أطول من هذا.

١٥٥٥ ـ الحسين بن عبد السلام

أبو عبد الله المصري الشاعر الملقب بالجمل (٧)

شاعر مشهور قدم دمشق وافدا على أبي الحسن بن المدبر.

روى عن بشر بن بكر.

روى عنه : عون بن محمّد.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم ، عن رشأ بن نظيف ، ونقلته من خطه ، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن محمّد بن شيخه البغدادي ، نا أبو بكر محمّد بن يحيى بن الحسين بن العباس الصولي ،

__________________

(١) وهو ما جاء من أخبار العرب مسجوعا. هو كتاب ممتع أجاد وضعه وتأليفه.

(٢) الأبيات في معجم الأدباء ١٠ / ١١٩ قالها مهنئا بعض الأمراء بالعيد ، والثلاثة الأولى في الوافي بالوفيات ١٢ / ٤١٩.

(٣) عن معجم الأدباء والوافي : وبالأصل : عامله.

(٤) الوافي : «يجريه» عجزه في معجم الأدباء :

خير عيد وذاك خير التهاني

(٥) معجم الأدباء : في صفو ومن شرب صرفه في أمان.

(٦) معجم الأدباء : القدر.

(٧) ترجمته في معجم الأدباء ١٠ / ١٢١ الوافي بالوفيات ١٢ / ٤١٩ يتيمة الدهر ط بيروت ١ / ٥١٢.

٩٥

حدّثني عون ـ يعني ابن محمّد ـ حدّثني الحسين (١) بن عبد السلام ـ وهو الجمل الشاعر ـ عن بشر بن بكر ، عن الأوزاعي ، قال : وحدّثني مسلمة بن عبد المجيد القيصراني ، عن ضمرة ، عن ابن شوذب ، قال : كان قوم يتعلمون الكسل فينامون تحت الكمثرى ويقولون : إن سقط في أفواهنا شيء أكلناه ، وإلّا فلا ، قال : فسقط إلى جانب أحدهم كمثراة فقال له الذي يليه : ضعها في فمي ، فقال : لو استطعت أن أضعها في فيك وضعتها في فمي.

قرأت بخط بعض المصريين ، نا القاضي أبو الطاهر محمّد بن أحمد ـ إملاء ـ حدّثني يموت بن المزرّع ، حدّثني حسين المعروف بالجمل الشاعر ، قال : كان أحمد بن المدبر بدمشق يقصده الشعراء فمن (٢) مدحه بشعر جيد (٣) أثابه ومن مدحه بشعر رديء وجّه به مع خادم له إلى الجامع ، فلم يفارقه حتى يصلي مائة ركعة ثم ينصرف. قال : فدخلت عليه فقلت (٤) :

أردنا في أبي حسن مديحا

كفى بالمدح تنتجع الولاة

فقالوا أكرم الثقلين طرّا

ومن جدواه دجلة والفراة

وقالوا يقبل المدحات لكن

جوائزه عليهن الصلاة (٥)

فقلت لهم وما يغني عيالي

صلاتي؟ إنما الشأن الزكاة

فيأمر لي بكسر الصاد منها

فتضحى لي الصّلاة هي الصّلات

قال : فقال لي : أخذت هذا من قول أبي تمام :

هنّ الحمام فإن كسرت عيافة

من حائهن فإنهن حمام (٦)

قال : قلت : نعم ، فأعطاني وأجزل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي فيما أرى ، أنا أبو الحسين بن النّقور ، نا أبو

__________________

(١) بالأصل «الحسن» خطأ ، وهو صاحب الترجمة.

(٢) بالأصل «بمن» والمثبت عن معجم الأدباء ١٠ / ١٢١.

(٣) بالأصل «خير» والمثبت عن معجم الأدباء.

(٤) الأبيات في معجم الأدباء ١٠ / ١٢١ ـ ١٢٢.

(٥) البيت في معجم الأدباء :

وقالوا يقبل الشعراء لكن

أجلّ صلات مادحه الصلاة

(٦) ديوانه ٣ / ١٥٢.

٩٦

عبيد الله الحسين بن هارون الضّبّي ، قال : وجدت في كتاب والدي ، حدّثني أبو نضلة المهلهل بن يموت بن المزرّع ، حدّثني أبي يموت ، حدّثني أبو القاسم بن المدبّر ، أن (١) أبا الحسن بن المدبّر كان إذا مدحه شاعر فلم يرض شعره أمر غلاما أن يأخذه إلى مسجد الجامع ولا يفارقه أو يصلي مائة ركعة ويطلقه ، قال : فتحامته الشعراء ثم وافاه الجمل الشاعر المصري وكان مجيدا واستأذنه في النشيد فقال له : أعرفت الشرط؟ قال : نعم ، فأنشده :

أردنا في أبي الحسن مديحا

كفى بالمدح تنتجع الولاة

فقلنا أكرم الثقلين طرا

ومن كفاه دجلة والفراة

فقالوا : يقبل المدحات لكن

جوائزه عليهن الصلاة

فقلت لهم وما يغني عيالي

صلاتي؟ إنما الشأن الزكاة

فيأمرني بكسر الصّاد منها

فتضحى لي الصّلاة هي الصلاة

قال : فاستحسنها أبو الحسن وقال : يا عيار (٢) من أين أخذت هذا؟ قال : من قول أبي تمام حبيب حيث يقول :

هنّ الحمام فإن كسرت عيافة

من حائهن فإنهن حمام

قال : أجدت وأمره (٣) بجائزة نفيسة من وقته.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي العلوي ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم ، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو الفضل بن سليم ، قالا : أنا أبو بكر الباطرقاني ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس : الحسين بن عبد السلام الشاعر المعروف بالجمل يكنى أبا عبد الله توفي في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين ومائتين ، وكان شاعرا مفلقا وقد مدح عبد الله بن طاهر لما قدم إلى مصر ومدح المأمون أيضا ، حين قدم مصر لجوب (٤) البيمارستان ، وكان هجاء ،

__________________

(١) بالأصل «أنا» والسياق يقتضي ما أثبت.

(٢) غير واضحة بالأصل ، عن مختصر ابن منظور ٧ / ١٠٩ ، والعيار : الذكي الكثير التطواف (القاموس).

(٣) كذا.

(٤) بالأصل «لحوب البيما» كذا ، والمثبت عن معجم الأدباء ١٠ / ١٢٣.

٩٧

وعلت سنّه ولد قبل سنة سبعين ومائة ، وكان شرها على الطعام وكان دنيء الملبس ، وسخ الثوب ، وكان من أهل الأدب.

١٥٥٦ ـ الحسين بن عبد الغفار بن محمّد ـ ويقال : ابن عمرو ـ

أبو علي الأزدي (١)

سمع من هشام بن عمّار ، وأبي يوسف محمّد بن أحمد الصّيدلاني الرّقّي ، وموسى بن محمّد الرّملي ، ويحيى بن سليمان الجعفي ، وأحمد بن أبي الحواري ، ودحيم ، وأبي مصعب الزهري ، وخشيش بن أصرم الفتياني (٢) ، وزهير بن عبّاد الرّواسي ، وإسحاق بن الضيف ، وهارون بن سعيد الأيلي ، وأبي يحيى زكريا بن يحيى الوقار المصري.

روى عنه : أبو علي الحسن بن علي بن داود بن سليمان بن خلف ، وأبو محمّد الحسن بن رشيد ، المصري ، وأبو أحمد بن عديّ ، وأبو أحمد العباس بن الفضل بن جعفر المكي.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنا أبو الفرج سهل بن بشر ، وأبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد الطريثيثي ، قالا : أنا علي بن منير بن أحمد بن منير الخلال ، أنا الحسن بن رشيق ، نا الحسين بن عبد الغفار بن محمّد الأزدي ، نا هشام بن عمّار ، نا سعيد بن يحيى ، نا محمّد بن أبي حفصة ، عن الزهري ، عن سعيد وأبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خمس من سنن المرسلين : قصّ الشارب ، وتقليم الأظافير (٣) ، ونتف الإبط ، وحلق العانة ، والختان» [٣٣٩٣].

أخبرناه عاليا أبو محمّد هبة الله بن سهل ، وأبو القاسم تميم بن أبي سعيد ، قالا : أنا أبو سعد الجنزرودي ، أنا الحاكم أبو أحمد ، نا محمّد بن مروان ، نا هشام ، نا سعيد ، نا محمد بن أبي حفصة ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيّب ، وأبي سلمة ، عن أبي

__________________

(١) ترجمته في ميزان الاعتدال ١ / ٥٤٠ ولسان الميزان ٢ / ٢٩٥ والكامل في الضعفاء لابن عدي ٢ / ٣٦٧.

(٢) كذا بالأصل ، وفي ترجمته في تهذيب التهذيب ٢ / ٨٦ وسير الأعلام ١٢ / ٢٥٠ «النسائي» وخشيش : بالتصغير.

(٣) في مختصر ابن منظور «الأظافر» ، والظفر يجمع على الأظفار والأظافير (القاموس المحيط).

٩٨

هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خمس من الفطرة : قصّ الشارب ، وتقليم الأظفار ، ونتف الإبط ، وحلق العانة ، والختان» [٣٣٩٤].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو سعد أحمد بن محمّد الماليني ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، نا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، قالا : أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ (١) ، نا الحسين بن عبد الغفار الأزدي بمصر ، نا موسى بن محمّد الرملي ، نا أبو المليح الرّقي ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ للمساكين دولة» ، قيل : يا رسول الله وما دولتهم؟ قال : «إذا كان يوم القيامة قيل لهم : انظروا من أطعمكم في الله لقمة ، أو كساكم ثوبا ، أو سقاكم شربة [ماء](٢) فأدخلوه (٣) الجنة» [٣٣٩٥].

زاد (٤) حمزة : قال ابن عدي : وهذا حديث منكر بهذا الإسناد يرويه عن أبي المليح موسى بن محمّد وأبو المليح لا بأس به.

قال : وأنا أبو أحمد بن عدي ، قال (٥) : الحسين بن عبد الغفار ، أبو علي الأزدي كتبت عنه بمصر في الرحلتين جميعا إلى مصر ، حدّثنا عن سعيد بن عبيد (٦) ، وعبد العزيز بن مقلاص وغيرهما من كبار شيوخ مصر ، ولم يكن يحتمل سنّه لقاءهم ، وقد حدّث بأحاديث مناكير.

قال : ونا الحسن بن عبد الغفار الأزدي بمصر سنة تسع وتسعين ومائتين ، وفي سنة خمس وثلاثمائة فذكر عنه حديثا (٧).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن

__________________

(١) الخبر في الكامل لابن عدي ٦ / ٣٤٧ في ترجمة موسى بن محمد بن عطاء.

(٢) زيادة عن ابن عدي.

(٣) ابن عدي : دحّلوه.

(٤) لفظة «زاد» سقطت من الأصل زيدت فوق السطر بخط مغاير دقيق.

(٥) الكامل لابن عدي ٢ / ٣٦٧.

(٦) في ابن عدي : عفير.

(٧) هذا الخبر سقط من الكامل لابن عدي.

٩٩

يوسف ، قال : سألت أبا الحسن الدار قطني : ابن عبد الغفار بن عمرو ، أبي علي الأزدي بمصر ، فقال هذا إنه متروك (١) ، كان بلية.

١٥٥٧ ـ حسين بن عبيد الكلابي

كان في صحابة الوليد بن يزيد بن عبد الملك.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه ، أخبرني أبو الحسن عبد الرّحمن بن أحمد بن معاذ ، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد الكاتب ، أنا أبو الطيب محمّد بن إسحاق بن يحيى بن الرشا ، قال : قال أبو الحسن المدائني : خرج الوليد بن يزيد بن عبد الملك يتصيد ومعه الحسين بن عبيد الكلابي فانفردا عن الناس وانقطع الناس عنهما وتعالى النهار ، وجاع الوليد ، فمالا نحو قرية فوجدا رجلا فاستطعماه فجاء بخبز شعير وربيثاء وزيت وكرّاث فأكلا ، فقال الحسين (٢) بن عبيد :

إن من يطعم الربيثا مع الزّيت

بخبز الشعير والكرّاث

لحقيق بلطمة أو ثبنتين

لقبح الصّنيع أو بثلاث (٣)

فقال الوليد : اسكت قبحك الله ، فإن الجود بذل المجهود ألا قلت :

لحقيق ببدرة أو بثنتين لحسن الصنيع أو بثلاث فأقاما حتى لحقهما الناس ، فأمر للرجل بثلاث بدر (٤).

١٥٥٨ ـ الحسين بن عثمان بن أحمد بن عيسى

أبو عبد الله اليبرودي (٥)

سمع أبا القاسم بن أبي العقب ، وأبا عبد الله بن مروان ، وأبا عبد الله الحسين بن

__________________

(١) انظر ميزان الاعتدال ١ / ٥٤٠.

(٢) بالأصل «الحسن» خطأ ، وهو صاحب الترجمة.

(٣) ورد البيتان بالأصل نثرا.

(٤) البدر جمع بدرة : هي كيس فيه ألف أو عشرة آلاف درهم أو سبعة آلاف دينار (قاموس).

(٥) ترجمته في معجم البلدان «يبرود» وهي قرية من قرى بيت المقدس قال ياقوت : وإليها ينسب ، والله أعلم ، الحسين بن عثمان بن أحمد بن عيسى.

١٠٠