تاريخ مدينة دمشق - ج ١٤

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٤

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

والثاني : وهو الموكل بالنعاس في المساجد ، يأتي الرجل فيلقي عليه النعاس فينيمه فيقول له : يا فلانا قد نمت ، فيقول : لا ـ فيعاد عليه فيحلف يمينا كاذبة أنه لم ينم.

والثالث : اسمه ثوبان : وهو الموكل بالأسواق ينصب فيها راية ينقص الكيل والميزان حتى لا يؤتون ما يوفون فيها حتى يغلوا فيها.

والرابع : لغو ، وهو الموكل بالويل والعويل وشق الجيوب ونتف الشعور ولطم الخدود ونعق الزان (١) وسائر ذلك من الصياح على الميت.

والخامس : نشوان ، وهو الموكل بأعجاز النساء وأحللة الرجال حتى يجمع بين الفاجرين على فجورهما.

والسادس : مشوط وهو الموكل بالهمز واللمز والنميمة والكذب والغش.

والسابع : غرور وهو الموكل بقتل النفوس التي حرّم الله عزوجل وسفك الدماء ، وانتهاك المحارم ، يأتي الرجل فيقول : أنت أحوج أم فلان كان أحوج منك؟ اركب كذا وكذا من المحارم ، اصنع كذا وكذا ، فحسن حاله ودلاه بغرور ، فتلك ذريته التي ذكر الله عزوجل في محكم كتابه : (أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً)(٢) إلى قوله : (وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً)(٣) ، فتلك ذريته التي ذكر الله عزوجل الباقية معه إلى اليوم الذي وقت لهم ، لا يموتون ولا ينتهون عن جديد الأرض ، لعنة الله عليه وعلى ذريته» [٣٣٨٢].

__________________

(١) في مختصر ابن منظور «الران».

(٢) سورة الكهف ، ٥٠ إلى ٥١.

(٣) سورة الكهف ، ٥٠ إلى ٥١.

٦١

حرف الدال فارغ

حرف الذال

[في آباء من اسمه الحسين](١)

١٥٣٤ ـ الحسين بن ذكر بن هارون بن إسحاق بن إبراهيم بن محمّد

ويقال : ابن ذكر بن إسحاق

أبو القاسم البجلي العكّاوي الأصم

سمع بدمشق سنة اثنين (٢) وسبعين وثلاثمائة ـ إملاء ـ أبا القاسم علي بن الحسن بن رجاء بن طعان ، وأبا علي بن شعيب الأنصاري ، ويوسف بن القاسم الميانجي (٣) ، وأبا محمّد المرعشي بصور ، وأبا بكر الهلالي ، وأبا الحسين محمّد بن أحمد الملطي ، وأبا الحسن علي بن محمّد بن عبد الله العجمي ، ومحمّد بن محمّد بن عبد الرّحمن.

روى عنه : أبو علي الأهوازي ، وعلي بن محمّد بن شجاع ، وأبو سعد إسماعيل بن علي السّمّان ، وهو نسبه النسب الطويل ، وأبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنا جدي أبو محمّد ، نا الحسن بن علي بن إبراهيم ، نا أبو القاسم الحسين بن ذكر بن هارون بن إسحاق البجلي بعكا ، نا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن علي الشيباني النحوي ، نا أبو الحسين علي بن إسحاق بن

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح.

(٢) كذا.

(٣) إعجامها غير واضح بالأصل وتقرأ : «المنابحي» والصواب ما أثبت «الميانجي» نسبة إلى ميانج موضع بالشام.

٦٢

بردا ، نا أبو عثمان سعيد بن عبدوس بن أبي زيدون ، نا محمّد بن يوسف الفريابي ، نا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنكم ملاقو الله حفاة ، غرلا (١) ، عراة» [٣٣٨٣].

قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمّد ، عن سهل بن بشر قال : قرأت على أبي الحسن علي بن القاسم بن أحمد المعدّل بصور ، قلت له : كتب إليك أبو القاسم الحسين بن ذكر بن محمّد العكّاوي ، قال : وحدّثني محمّد بن هارون الأنصاري ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن إبراهيم بن الأصم البجلي العكّاوي بعكا من أصل كتابه ، نا المبجل بن منصور ، عن يحيى بن عبيد الطنافسي ، عن فطر بن خليفة ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة بن اليمان (٢) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ان الله عزوجل أمرني أن أتّخذ أبا بكر وزيرا ، وعمر مشيرا ، وعثمان سندا ، وعليا ظهرا ، هؤلاء أربعة أخذ الله ميثاقهم في أمّ الكتاب ، فهم خلائف نبوّتي ، وعقدة ذمتي ، وحجتي على أمتي ، لا يحبهم إلّا مؤمن تقيّ ، ولا يبغضهم إلّا منافق فاجر ردي» [٣٣٨٤].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز قال : سمعت أبا علي الحسن بن علي المقرئ يقول : توفي ابن ذكر العكّاوي في سنة سبع عشرة وأربعمائة ، وكان قد حدّث.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، وأبو المعالي الفضل بن سهل في كتابيهما قالا : أنا سهل بن بشر ، أنا أبو علي بن بشر الأهوازي قال : مات أبو القاسم الحسين بن ذكر البجلي الشيخ الزاهد العالم الفاضل بعكا آخر نهار يوم الأربعاء ، ودفن يوم الخميس أول النهار لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر من سنة سبع عشرة وأربعمائة.

__________________

(١) غرلا جمع أغرل أي أقلف.

(٢) مطموسة بالأصل.

٦٣

حرف الرّاء

[في آباء من اسمه الحسين](١)

١٥٣٥ ـ الحسين بن رافع الغزنوي

قدم دمشق ، وحدّث بها عن أبي بكر الحيري.

روى عنه عبد العزيز الكتاني.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد ، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، أنا الحسين (٢) بن رافع الغزنوي ـ قراءة عليه ـ قدم علينا ، نا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، نا أبو محمّد حاجب بن أحمد الطوسي ، نا أبو عبد الرّحمن المروزي ، نا عبد الله بن المبارك ، أنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا حسد إلّا في اثنتين : رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الخير ، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها» [٣٣٨٥].

أخبرناه عاليا أبو القاسم عثمان بن محمّد بن الفضل ، وأبو سعيد شيبان بن عبد الله بن شيبان ، وأبو الفتوح بندار بن غانم بن محمّد الهجومي ، قالوا : أنبأ أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي ، نا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي بنيسابور ، فذكر بإسناده مثله سواء.

وأخبرناه أبو الحسن علي بن عبد الله بن أحمد بن علي البيهقي خطيب خسروجرد ، نا أبو القاسم إسماعيل بن زاهر النّوقاني (٣) ـ إملاء ـ نا الأستاذ الإمام أبو

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح.

(٢) بالأصل «عبد العزيز» تحريف والصواب ما أثبت ، وهو صاحب الترجمة.

(٣) بالأصل «التوقاني» والصواب «النوقاني» بالنون ، وهذه النسبة إلى نوقان وهي إحدى بلدتي طوس.

انظر ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٤٤٦.

٦٤

ظاهر الزيادي ، أنا أبو محمّد حاجب بن أحمد الطوسي فذكره مثله.

١٥٣٦ ـ الحسين بن روح

من أهل دمشق.

حدّث عن سفيان الثوري.

روى عنه أحمد بن أبي الحواري ، وقاسم بن عثمان الجوعي.

ـ في نسخة ما شافهني أبو عبد الله الأديب ـ أنبأ عبد الرّحمن بن مندة ، أنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ح.

قال : وأنا حمد بن عبد الله ـ إجازة ـ قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (١) : الحسين بن روح الدمشقي.

روى عن الثوري. روى عنه أحمد بن أبي الحواري ، وقاسم الجوعي.

__________________

(١) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٥٢.

٦٥

حرف الزاي فارغ

حرف السين

[في آباء من اسمه الحسين](١)

١٥٣٧ ـ الحسين بن سعيد بن المهنّد (٢) بن مسلمة

أبو (٣) علي الطّائي الشّيزري (٤)

حدّث عن أبي بكر الميانجي ، وأبي عبد الله بن خالويه النحوي ، وأبي الحسين أحمد بن علي بن إبراهيم الأنصاري ، وأبي يعقوب إسحاق بن زوران (٥) بن قهزاد الفقيه ، وأبي بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي حاتم (٦) الرّقّي ، وأبي الحسن المغيرة بن عمرو بن الوليد بن سليمان البزاز المكي ، وأبي الفوارس شاكر بن دعي المكي ، وأبي محمّد عبد الله بن عطية بن عبد الله بن حبيب ، والشريف أبي الحسين يحيى بن علي الريذي ، وأبي القاسم علي بن الحسن بن رجاء بن طعان.

روى عنه أبو سعد السّمّان (٧) ، وأبو الحسن الجبائي (٨) ، وأبو محمّد عبيد بن إبراهيم بن كبشة النجار ، وعلي بن الخضر السلمي ، وعلي بن محمّد بن شجاع ، وأبو محمّد عبد العزيز بن أحمد ، وأبو القاسم بن أبي العلاء.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد ، ثنا عبد العزيز التميمي ، أنا أبو علي

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح.

(٢) بالأصل «المهندس» والمثبت عن معجم البلدان «شيزر» ومختصر ابن منظور ٧ / ١٠٢.

(٣) معجم البلدان «ابن أبي علي».

(٤) ترجمته في معجم البلدان في مادة شيرز.

(٥) ضبطت بتقديم الواو ، وضم الزاي عن التبصير ٢ / ٦٤٦ وذكره : إسحاق بن زوران السيرفي الشافعي.

(٦) بالأصل «حاتم» وشحطة فوق «تم» وكتب فوقها : «مد» يعني : حامد.

(٧) معجم البلدان : السمعاني.

(٨) معجم البلدان : الجنّابي.

٦٦

الحسين بن سعيد بن المهند (١) الشيزري ـ قراءة عليه ؛ نا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم ، نا الجمال وهو أحمد بن جعفر بن نصر ، نا علي بن هاشم بن مرزوق ، نا محمّد بن كثير ، عن عمرو بن قيس ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله عزوجل» ، ثم قرأ (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ)(٢) ـ يعني المتفرسين (٣) ـ [٣٣٨٦].

أخبرنا أبو محمّد أيضا ، ثنا عبد العزيز قال : توفي شيخنا أبو علي الحسين بن سعيد بن المهند الشيزري يوم الخميس السابع وعشرين من شهر رمضان سنة خمس عشرة وأربعمائة ، حدّث عن يوسف بن القاسم الميانجي (٤) القاضي ، وأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه وغيرهما ، وكان يتّهم بالتشيع ، لم أر في صلاحه وعبادته وورعه مثله.

١٥٣٨ ـ الحسين بن السفر بن إسماعيل بن سهل

ابن أنس بن مالك بن الأخطل الشاعر التغلبي

حكى عن أبيه السفر.

حكى عنه ابنه أبو الحسن علي بن الحسين حكاية تأتي في ترجمة مالك بن طوق.

١٥٣٩ ـ الحسين بن السّميدع بن إبراهيم

أبو بكر البجلي الأنطاكي (٥)

سمع بدمشق وغيرها : سليمان بن عبد الرّحمن ، ومحمّد بن المبارك الصّوري ، وموسى بن أيوب النصيبي ، ويعقوب بن كعب الحلبي ، وأحمد بن الوضاح الكوفي ،

__________________

(١) بالأصل «المهندس».

(٢) سورة الحجر الآية : ٧٥.

(٣) الحديث في النهاية لابن الأثير «فرس» قال ويقال بمعنيين ، أحدهما : ما دل ظاهر هذا الحديث عليه ، وهو ما يوقعه الله تعالى في قلوب أوليائه ، فيعلمون أحوال بعض الناس بنوع من الكرامات وإصابة الظن والحدس. والثاني : نوع يتعلّم بالدلائل والتجارب والخلق والأخلاق فتعرف به أحوال الناس ، وللناس فيه تصانيف قديمة وحديثه.

(٤) بالأصل : «المنايحي» والصواب ما أثبت.

(٥) ترجمته في تاريخ بغداد ٨ / ٥١ وبالأصل «السميذع».

٦٧

أبي الحسن ، والعكلي صاحب الهيثم بن عدي ، ومحبوب بن موسى أبي صالح الفراء ، وعبيد بن جناد الحلبي ، وخالد بن عبد السلام الصّدفي ، ومحمّد بن رمح التّجيبي المصريين ، ومؤمّل بن إهاب ، وعبد الكبير بن المعافى.

روى عنه سليمان الطّبراني ، وموسى بن عبد الرّحمن الصّبّاغ البيروتي ، وأبو جعفر محمّد بن أحمد الخلال الرّملي ، وأبو العباس الفضل بن مهاجر المقدسي ، ومحمّد بن المسيّب الأرغياني ، وأبو العباس أحمد بن إبراهيم بن جامع السكري ، وأبو علي عبد الواحد بن أحمد بن أبي الخصيب التّنّيسي ، وأبو القاسم عمر بن دينار البغدادي ، والقاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، ومحمّد بن مخلد الدوري ، وإسماعيل بن محمّد الصفا ، وأبو علي حامد بن محمّد الهروي الرفاء ، وأبو محمّد يحيى بن منصور بن يحيى قاضي نيسابور ، وأبو الحسن محمّد بن أحمد الرافعي.

أنبأنا أبو علي الحداد ، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله ، نا سليمان بن أحمد ، نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة ، نا أبي ، ح قال : ونا الحسين بن السّميدع الأنطاكي ، نا محمّد بن المبارك الصوري ، قالا : نا بقية عن (١) بحير بن سعد عن (٢) خالد بن معدان ، عن المقدام بن معدي كرب أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ما أكل أحد طعاما أحبّ إلى الله من عمل يديه» [٣٣٨٧].

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، وأبو الحسن بن سعيد قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٣) : الحسين بن السّميدع بن إبراهيم أبو بكر البجلي من أهل أنطاكية ، قدم بغداد وحدّث بها عن محمّد بن المبارك الصوري ، ومحبوب بن موسى الفراء ، وعبيد بن جناد الحلبي ، وموسى بن أيوب النصيبي ، وخالد بن عبد السلام ، ومحمّد بن رمح المصريين ، روى عنه يحيى بن محمّد بن صاعد ، والقاضي المحاملي ، ومحمّد بن مخلد ، وإسماعيل بن محمّد الصفار وغيرهم ، وكان ثقة.

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر ، أنا علي بن الخضر بن

__________________

(١) بالأصل «بن» في الموضعين وهو خطأ ، انظر ترجمته بحير بن سعد (سعيد) في تهذيب التهذيب ١ / ٢٦٦ وترجمة بقية بن الوليد فيه أيضا ١ / ٢٩٨.

(٢) بالأصل «بن» في الموضعين وهو خطأ ، انظر ترجمته بحير بن سعد (سعيد) في تهذيب التهذيب ١ / ٢٦٦ وترجمة بقية بن الوليد فيه أيضا ١ / ٢٩٨.

(٣) تاريخ بغداد ٨ / ٥١.

٦٨

سليمان السلمي ، أنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي الميداني ، نا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي ، أخبرني أبو العباس محمود بن محمّد الرافعي أن الحسين بن السّميدع الأنطاكي حدّثه قال : كتب ابن برد إلى عامل التعديل :

حتى متى أنا محبوس بما تعد

ما للمواعيد فيما بيننا أمد

أزكى المواعيد ما كانت مهيّأة

لا المطل فيها ولا التسويف والنكد

فابق عندي بالمعروف تفعله

شكرا تضمنه الأعقاب والأيد

أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال : وأنا أبو الحسن بن سعيد ، ثنا أبو بكر الخطيب ، أنا السمسار ، أنبأ الصفار نا ابن قانع : أن الحسين بن السميدع الأنطاكي مات في سنة سبع وثمانين ومائتين.

١٥٤٠ ـ الحسين بن سهل بن حريث المصري

سمع بدمشق : هشام بن عمّار.

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأ أبو نعيم.

ح وأنبأنا أبو علي وغيره قالوا : أنا أبو بكر بن ريذة (١) قالا (٢) : أنا سليمان بن أحمد ، نا الحسين بن سهل بن (٣) حريث المصري ، نا هشام بن عمّار ، نا الربيع بن بدر التميمي ، ثنا سعيد الجريري (٤) ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «في الحبلى التي تخاف على نفسها أن تفطر ، والمرضع التي تخاف على ولدها» [٣٣٨٨].

قال الطّبراني : لم يروه عن سعيد الجريري (٥) ابن بدر ، تفرد به هشام بن عمّار [عن](٦) ابن ريذة (٧).

__________________

(١) بالأصل «زبدة» خطأ والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٥٩٥ واسمه : محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم وضبطت «ريذة» عن التبصير.

(٢) كذا.

(٣) بالأصل «عن».

(٤ و ٥) بالأصل «الحريري» بالحاء المهملة خطأ والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ٦ / ١٥٣ سعيد بن إياس الجريري ، أبو مسعود البصري.

(٦) زيادة لازمة للإيضاح.

(٧) غير واضحة بالأصل والصواب ما أثبت ، وقد مرّ قبل أسطر.

٦٩

حرف السّين وحرف الصّاد فارغان

حرف الضاد

[في آباء من اسمه الحسين](١)

١٥٤١ ـ الحسين بن الضّحّاك بن ياسر ، ويقال : ابن الضّحّاك

ابن فلان بن ياسر أبو علي المعروف بالخليع الباهلي (٢)

مولى سلمان بن ربيعة الباهلي ، ويقال بل هو من باهلة (٣) عربي ليس بمولى ، وهو ابن خالة محمّد بن حازم الباهلي ، ويعرف بحسين الأشقر ، بصري المولد والمنشأ ، شاعر مدح غير واحد من الخلفاء ، وبلغني أنه سئل عن سنه فقال : لست أحفظ السنة التي ولدت فيها ، ولكني أذكر وأنا بالبصرة موت شعبة بن الحجاج سنة ستين ومائة.

حدّث عن الأمين بن الرشيد.

روى عنه : المغيرة بن محمّد المهلّبي حديثا سنورده في ترجمة الأمين إن شاء الله.

أنبأنا أبو الفضل الحسين بن الحسن الكلابي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أنبأ أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن داود الرّزّاز (٤) ـ قراءة عليه ـ أنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني الكاتب ـ قراءة عليه ـ في ذكر الديارات قال : دير مروان (٥) بنواحي

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدراكه للإيضاح.

(٢) ترجمته في الأغاني ٧ / ١٤٦ تاريخ بغداد ٨ / ٥٤ معجم الأدباء ١٠ / ٥ وفيات الأعيان ٢ / ١٦٢ الوافي بالوفيات ١٢ / ٣٧٩ سير أعلام النبلاء ١٢ / ١٩١ وانظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٣) ذكر ذلك محمد بن داود بن الجراح ، عقب صاحب الأغاني وياقوت في معجم الأدباء ـ واللفظ للأغاني ـ والصحيح أنه مولى لباهلة.

(٤) «بالأصل «الدرار» خطأ ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٣٦٩.

(٥) كذا بالأصل ، وفي معجم البلدان «دير مرّان» بالقرب من دمشق على تل مشرف على مزارع الزعفران ورياض حسنة.

٧٠

الشام على قلعة مشرفة على مزارع ورياض حسنة ، نزله الرشيد ، ونزله المأمون بعده ، وكان الحسين بن الضحاك مع الرشيد لما نزله فقال له فيه شعرا فقال (١) :

يا دير مران (٢) لا عرّيت من سكن

قد هجت لي حزنا (٣) يا دير مرانا

هل عند قسّك (٤) من علم فتخبرني

أم كيف يسعد (٥) وجه الصبر من بانا

سقيا ورعنا لكرخايا (٦) وساكنها

بين الجنينة (٧) والرّوحاء (٨) من كانا

حثّ المدام فإنّ الكأس مترعة

مما يهيج دواعي الشوق أحيانا

وأمر عمرو بن بانة فغنى فيه لحنين أحدها هزج والآخر رمل (٩) ، وهو الذي يغنى الآن. كذا ذكره أبو الفرج الأصبهاني.

وذكر أبو الحسن علي بن محمّد الشابستي في كتاب الديارات : أن شعر الخليع هذا قاله في دير مديان ، قال : وهذا الدير على نهر كرخايا (١٠) مغناد (١١) ، وكرخايا (١٢) نهر يشق من المحوّل الكبير ويمر على العباسية (١٣) ويشق الكرخ ويصب على دجلة. وكان قديما

__________________

(١) الشعر في الأغاني ٧ / ١٩٣ ويذكر القصة مع الخليفة المعتصم الذي نزل بدير مران وهو في طريقه إلى الشام فأكل ونشط للشرب فلما شرب أقداحا قال لحسين بن الضحاك الذي كان معه أين هذا المكان من ظهر بغداد؟ وطلب إليه أن يقول شيئا في المكان ، فقال الحسين بن الضحاك : أقول متشوقا إلى بغداد ، فقال له قل ما شئت.

والشعر في معجم البلدان «في مادة : «دير مديان».

(٢) في الأغاني ومعجم البلدان : يا دير مديان ... يا دير مديانا».

ودير مديان على نهر كرخايا قرب بغداد.

قال ياقوت بعد ذكره الأبيات : وروي غير الشابشتي (صاحب كتاب الديارات) هذا الشعر في دير مران وأنشده كذا ، والصواب ما كتب (يعني أنه قيل في دير مديان) لتقارب هذه الأمكنة المذكورة بعضها من بعض ، والله أعلم.

(٣) الأغاني ومعجم البلدان : سقما.

(٤) بالأصل «فل» كذا ، والمثبت عن المصدرين.

(٥) الأغاني : يسعف.

(٦) كرخايا نهر يشق من المحول الكبير ويمر على العباسية ويشق الكرخ ويصب في دجلة (ياقوت).

(٧) بالأصل «الحبيبة» والمثبت عن المصدرين.

(٨) الروحاء : قرية من قرى بغداد على نهر عيسى قرب السندية.

(٩) في الأغاني : لحن عمرو بن بانة في هذه الأبيات رمل ، ولحن مخارق هزج.

(١٠ و ١٢) بالأصل «كرجانا» والصواب ما أثبت ، وقد مر قريبا.

(١١) كذا ، ولم أحلها.

(١٣) بالأصل «العباسة» والمثبت عن معجم البلدان.

٧١

عامرا وكان الماء فيه جاريا ثم انطمّ وانقطع الماء عنه بالبثوق التي حدثت في الفرات والله أعلم.

وذكر أبو الفرج في موضع آخر عن الصولي عن يزيد بن محمّد المهلّبي عن عمرو بن بانة قال : خرجنا مع المعتصم إلى الشام لما غزا فنزلنا في طريقنا بدير مران ، فذكر هذه الحكاية ، وهذه أشبه بالصواب من الأولى (١).

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، وأبو الحسن بن سعيد قال : قال لنا أبو بكر الخطيب (٢) : الحسين بن الضحاك بن ياسر أبو علي البصري الشاعر المعروف بالخليع ، مولى باهلة ، خراساني الأصل ، أقام ببغداد ينادم الخلفاء دهرا طويلا ، له مع أبي نواس أخبار معروفة ، حدّثني علي بن أبي علي بن أبي عبيد الله المرزباني ، قال : أبو علي الحسين بن الضحاك بن ياسر الخليع الباهلي البصري مولّى لولد سلمان بن ربيعة الباهلي ، وهو شاعر ماجن مطبوع حسن الافتنان في فنون (٣) الشعر وأنواعه ، وبلغ سنّا عالية ، يقال : إنه ولد في سنة اثنين (٤) وستين ومائة ، ومات في سنة خمسين ومائتين ، واتصل له من مجالسة الخلفاء ما لم يتصل لأحد إلّا لإسحاق بن إبراهيم الموصلي فإنه قاربه في ذلك أو ساواه ، صحب الحسين الأمين في سنة ثمان وثمانين ومائة ، ولم يزل مع الخلفاء بعده إلى أيام المستعين.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش المقرئ عنه ، أنا [أبو] الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن سيبخت البغدادي ، نا أبو بكر محمّد بن يحيى بن العباس الصولي ، حدّثني عوف ـ يعني ابن محمّد ـ عن أبيه ، عن الحسن بن ناقد حدّثني صالح بن الرشيد قال (٥) : دخلت يوما على المأمون فقلت : يا أمير المؤمنين أحب أن تسمع مني بيتين ، قال : هات ، فأنشدته :

حمدنا الله شكرا أن (٦) حيانا

بنصرك يا أمير المؤمنينا

__________________

(١) انظر ، قال : ٧ / ١٩٢ ـ ١٩٣.

(٢) تاريخ بغداد ٨ / ٥٤ ـ ٥٥ (ترجمة الحسين بن الضحاك).

(٣) تاريخ بغداد : ضروب.

(٤) كذا.

(٥) الخبر في الأغاني عن محمد بن عبد الله صاحب المراكب عن أبيه عن صالح.

(٦) الأغاني : إذ حبانا.

٧٢

وأنت خليفة الرّحمن فينا (١)

جمعت سماحة وجمعت دينا

فاستحسنها المأمون فقال : لمن هي يا أبا صالح؟ قلت : لفتاك يا أمير المؤمنين الحسين بن الضحاك قال : قد أحسن ، قلت : وله يا أمير المؤمنين ما هو أجود من هذا ، قال : وما هو ، فأنشدني :

أينخل فرد الحسن فرد صفاته

عليّ وفد أفردته بهوى فرد

رأى الله عبد الله خير عباده

فملّكه والله أعلم بالعبد

قال : فوجّه إليه بخمسة آلاف درهم ، وخمس خلع.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبد الله ـ إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده ـ أنبأ أبو علي محمّد بن الحسين ، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا (٢) ، نا محمّد بن القاسم الأنباري ، حدّثنا أبي ، نا عمر بن شبّة ، حدّثني حسين الخليع قال : كنا في حلقة فجاءنا أبو نواس وعليه جبة خز ، فقلنا له : من أين لك هذه الجبة ، فكتمنا فترجمنا خبرها ، حتى وقع لنا آنفا من جهة يونس بن عمران بن جميع فانسللت من الحلقة وصرت إلى يونس فوجدت عليه جبة خز جديدا ، فقلت له : كيف أصبحت يا أبا عمران؟ فقال : بخير يرحمك الله بخير ، فقلت :

يا كريم الإخاء للإخوان

فقال : أسمعك الله خيرا فقلت :

إن لي حاجة قرأتك فيها

أنا فيها وأنت بحرسنان

فقال : اذكرها على بركة الله تعالى فقلت :

جبة من جبابك الخزّ كيما

لا يراني الشتاء حيث تراني

فقال : بسم الله خذها ، وخلعها فلبستها ورجعت إلى الحلقة ، فقال لي أبو نواس : من أين لك هذه ، فقلت : من حيث جبتك.

قال (٣) : ونا أبو النّضر العقيلي ، أنا أبو الحسن بن راهويه ، قال : صلّى يحيى بن

__________________

(١) الأغاني : حقا.

(٢) لم أعثر على الخبر في الجليس الصالح المطبوع.

(٣) الخبر والشعر في الجليس الصالح المطبوع ٢ / ٣٥٦.

٧٣

المعلّى الكاتب ، وكان في مجلس فيه أبي نواس ووالبة بن الحباب ، وعلي بن الخليل ، والحسين بن الخليع صلاة فقرأ فيها : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) فغلط ، فلما سلم ، قال أبو نواس :

أكثر يحيى غلطا

في قل هو الله أحد

فقال والبة :

قام طويلا ساكنا

حتى إذا أعيا سجد

فقال علي بن الخليل :

يزحر في محرابه

زحير حبلى للولد

فقال الحسين الخليع :

كأنما لسانه شدّ

بحبل من مسد

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصلت ، أنا أبو الفرج علي بن الحسين (١) ، حدّثني محمّد بن القاسم الأنباري النحوي ، حدّثني أبي قال : قال أبو الحسن بن الأعرابي : اجتمع أبو نواس وداود بن رزين ، وحسين بن الضحاك ، وفضل الرقاشي ، وعمرو الوراق ، وحسين بن الخيّاط (٢) في منزل عنان (٣) جارية الناطفي فتحدثوا وتناشدوا أشعار الماضين (٤) وأشعارهم في أنفسهم حتى انتصف النهار فقال بعضهم : عند من يحسن (٥) النوم؟ فقال كل واحد منهم عندي ، فقالت عنان بل قولوا في هذا المعنى أبياتا وأجيزوا إجازة حكمي عليكم بعد ذلك ، فبدأ داود بن رزين فقال :

قوموا إلى قطف (٦) لهو

وظل بيت كنين

__________________

(١) الخبر والشعر في الإماء الشواعر لأبي الفرج الأصفهاني ص ٣١.

(٢) عن الإماء الشواعر : «بن الخياط» وهو ما أثبت ، وبالأصل «بن الحناط».

(٣) بالأصل «عنا بن حارثة» كذا والصواب ما أثبت عن الإماء الشواعر.

(٤) بالأصل «الماضيين».

(٥) الإماء الشواعر : عنده من نحن اليوم؟.

(٦) الإماء الشواعر : قصف.

٧٤

من الورد والمرزنجوش (١) والياسمين

وريح مسك ذكيّ

بجيّد الزّرجون (٢)

وقينة ذات غنج

وذات دلّ رصين

تنشد الكل ظريف

من صنعة ابن رزين

وقال أبو نواس (٣) :

لا بل إليّ تعالي

قوموا بنا بحياتي

قوموا نلذ جميعا

نقول هاك وهاتي

فإن أردتم فتاة

أتحفتكم بفتاتي

وإن هويتم (٤) غلاما

أتيتكم بمواتي

فبادروه مجونا

في كل وقت صلاتي

وقال حسين بن الضحاك (٥) :

أنا الخليع فقوموا

إلى شراب الخليع

إلى شراب لذيذ

من بعد جدي رضيع

وذي دلال رخيم

بالخندريس (٦) صريع

في رقصة جادها جيوب (٧)

غاديات الربيع

قوموا تنالوا جميعا

منال ملك رفيع

وقال الرقاشي :

لله در عقار

حلّت ببيت الرقاشي

عذراء ذات احمرار

إنّي بها لا أحاشي

__________________

(١) عن المحاسن والأضداد وبالأصل «والمرزجوش».

(٢) الزرجون : الخمر.

(٣) الأبيات في الإماء الشواعر ص ٣٢.

(٤) الإماء : أردتم.

(٥) الأبيات في الإماء الشواعر ص ٣٣.

(٦) الخندريس : الخمر.

(٧) الإماء الشواعر : صوب.

٧٥

قوموا نداماي ردوا

مشاشكم (١) ومشاشي

وناطحوني بأقداحكم

نطاح الكباش

فإن نكلت فحلّ

لكم دمي ورياشي

وقال عمرو الوراق :

قوموا إلى بيت عمرو

إلى سماع وخمر

وفشكار غانية (٢)

تطاع في كل أمر

وبيسريّ رخيم (٣)

تزهى بطرف ونحر

وقال حسين الخياط :

قضت عنان عليكم

بأن تزوروا حسينا

وأن تقروا لديه

والقصف واللهو عينا

فما رأينا كظرف الحسين

فيما رأينا

قد قرب الله منه

زينا وباعد شيئا

قوموا وقولوا أجزنا

ما قد قضيت علينا

فقالت عنان :

مهلا فديتك مهلا

عنان أحرى وأولى

بأن تنالوا لديها

أشهى الطعام وأحلا

وان عندي حراما

من الطعام (٤) وأحلا

لا تطمعوا في سوى ذا

من البرية كلّا

ثم اصدقوا بحياتي

أجاز حكمي أم لا

فقالوا جميعا : قد جاز حكمك ، فاحتبستهم ثلاثا [يقصفون](٥) عندها.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله [ابنا البنّاء](٦) قالا : أنا أبو الغنائم محمّد بن

__________________

(١) المشاش : النفس والطبيعة والعظام.

(٢) في الإماء الشواعر : «وبيشكار علينا» وفي المحاسن والأضداد : وساقيات.

(٣) الإماء الشواعر : وشادن ذي دلال.

(٤) الإماء الشواعر : من الشراب وحلّا.

(٥) زيادة عن الإماء الشواعر.

(٦) الزيادة لازمة للإيضاح.

٧٦

علي بن علي بن الدّجاجي ، أنبأ إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن محمّد بن سويد ، نا الحسين بن القاسم الكوكبي ، أنشدنا أبو بكر أحمد بن زهير بن حرب قال : أنشدنا الحسين بن الضحاك :

وأحور محسود على حسن وجهه

يزيد تماما حين يبدو على البدر

دعاني بعينيه فلما أجبته

رماني بأسباب القطيعة والهجر

وكلّفني صبرا عليه فلم أطلق

كما لم يطق موسى اصطبارا عن الخضر

شكوت الهوى يوما إليه فقال لي :

مسيلمة الكذاب جاء من القبر

أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم البنّاني ، أنا سهل بن بشر ، أنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد الله بن محمّد الكسائي ، أنا أبو الحسن علي بن عمر القاضي ، أنا إبراهيم بن علي الهجيمي ، قال : أنشدني اليزيدي عن عمه الفضل للحسين بن الضحاك :

ومسترق للحظ لم يظهر الجوى

يريد يناجيني فيمنعه الخجل

شكوت بطرفي ما أقاسي من الهوى

فأومأ بالسلام على وجل

تخبرني عيناه عما بقلبه

وقد مات من وجد وليس له حيل

فعين إلى وجه الرقيب لخوفه

وعين إلى وجه الحبيب إذا غفل

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (١) ، وأبو القاسم بن السّمرقندي ، قالا : أنا أبو الفضل بن العباس بن أحمد بن محمّد بن بكران الهاشمي.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو محمّد ، وأبو الغنائم ابنا أبي عثمان ، وأبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد ، وأبو بكر بن الطبري ، وأبو الحسن علي بن المقلد البواب ، وأبو منصور عبد الله بن عثمان بن محمّد بن دوست الشوكي.

وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، قالوا : أنا الحسين بن الحسن بن محمّد بن القاسم الغضائري ، نا الصولي قال : ومما يتعلق بهذا القول للحسين بن الضحاك الخليع :

وليلة محسدة محفوفة

بالظنون والتهم

أتت غير أنها على حتف

يرد أنفاسه إلى الكظم

__________________

(١) بالأصل «المرزقي» والصواب «المزرفي» وقد مرّ كثيرا.

٧٧

وائتني مريدا بروغه

لا وعاد من بعدها إلى نعم

أتاحني صوته ذو سدى

إحدى يديه ذباب ملتزمي

فبتّ ليلة نعمت بها

الغمر درا مقلحا بدمي

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ـ ونقلته من خطه ـ أنا أبو الفرج سهل بن بشر الإسفرايني ، أنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد الله بن محمّد الكسائي الهمذاني ، أنا أبو الحسن علي بن عمر القاضي الفقيه ، أنا إبراهيم بن علي الهجيمي.

قال : أنشدني اليزيدي عن عمه الفضل للحسين بن الضحاك :

مسترق للحظ لم يعرف الهوى

يريد يناجيني فيمنعه الخجل

شكوت بطرفي ما أقاسي من الهوى

إليه فأومأ بالسلام على وجل

تخبرني عيناه عما بقلبه

وقد مات من وجد ليس له حيل

فعين إلى وجه الرقيب لخوفه

وعين إلى وجه الحبيب إذا غفل

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (١) ، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد قراءة عليه ، أنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى المرزباني ، فيما أذن لنا في روايته عنه قال : وللحسين [بن] الضحاك (٢) :

وا بأبي (٣) مقحم بغرّته

قلت له إذ خلوت مكتتما

تحب بالله من يخصّك بالودّ

فما قال لا ولا نعما

ثم تولّى بمقلتي خجل

أراد ردّ (٤) الجواب فاحتشما

فكنت كالمبتغي (٥) بحيلته

برءا من السقم فابتدا سقما

بلغني عن أبي الفرج الأصبهاني أن الخالع عمّر عمرا طويلا حتى قارب المائة سنة ومات في خلافة المستعين أو المنتصر (٦).

__________________

(١) بالأصل «المحلي» والصواب ما أثبت وضبط عن التبصير.

(٢) الأبيات في الأغاني ٧ / ١٧٤ و ١٥ / ٢٧٠.

(٣) بالأصل : «وأتاني مفحما» والمثبت عن الأغاني ٧ / ١٧٤.

(٤) الأغاني : رجع.

(٥) مهملة بالأصل والمثبت عن الأغاني.

(٦) في وفيات الأعيان ٢ / ١٦٨ مات سنة خمسين ومائتين وقد قارب المائة سنة ، ويقال إنه ولد في سنة ١٦٢ نقلا عن تاريخ بغداد.

ومثله في سير الأعلام ١٢ / ١٩١ وفيه : وله بضع وتسعون سنة.

٧٨

حرف الطّاء

[في آباء من اسمه الحسين](١)

١٥٤٢ ـ الحسين بن طاهر

أبو علي بن الصفيفة القطان المقرئ

حكى عن أبي علي الحسين بن أحمد بن أبي حريصة.

حكى عنه أبو الحسن بن طاهر النحوي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، حدّثني أبو الحسن علي بن طاهر بن جعفر ونحن في جنازة أبي علي الحسين بن أحمد بن أبي حريصة رحمه‌الله وقال لي : قال أبو علي الحسين بن أحمد قبل موته بيومين فأنشدني :

تنفكّ تسمع ما حييت

بها لك حتى تكونه

والمرء يأمل أن يعيش

مخلدا والموت دونه (٢)

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح.

(٢) نسب البيتين محقق مختصر ابن منظور ٧ / ١٠٤ إلى خليفة بن براز ، شاعر جاهلي.

٧٩

حرف الظاء فارغ

حرف العين

[في آباء من اسمه الحسين](١)

١٥٤٣ ـ الحسين بن أبي عاصم

أبو عبد الله القرشي

كتب عنه رشأ بن نظيف.

قرأت بخط رشأ بن نظيف ، أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم المقرئ عنه قال : أنشدني الشيخ أبو عبد الله الحسين بن أبي عاصم القرشي لكشاجم :

ما الذل إلّا تحمّل المنن

فكن (٢) عزيزا إن شئت أو فهن

إذا افتقرنا على اليسير فما

العلّة في عتبنا على الزّمن

من صغرت نفسه فهمّته

أبلغ في قصده من المحن

ما كل مستحسن تقابلك

الخبرة (٣) منه بمخبر حسن

وليس كل امرئ تقلّده

يدا على حفظها بمؤتمن

كم بعت شكري (٤) على نفاسته

من الأيادي بأنزر الثّمن

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح.

(٢) بالأصل «فكن ان عزيزا» والمثبت يوافق عبارة المختصر ٧ / ١٠٤.

(٣) إعجامها مضطرب بالأصل والمثبت عن المختصر لابن منظور.

(٤) بالأصل : بغت سكرى.

٨٠