تاريخ مدينة دمشق - ج ١٤

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٤

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

١٦١٨ ـ الحسين بن محمّد بن فيرة (١) بن حيّون (٢)

أبو علي الصّدفي (٣) الأندلسي الحافظ الفقيه (٤)

من أهل سرقسطة (٥)

رحل وسمع بدمشق : نصر بن إبراهيم المقدسي ، وسهل بن بشر ، وإبراهيم بن يونس ، ومقاتل بن مطكود ، وببغداد : أبا القاسم عبد الله بن طاهر التميمي البلخي المعروف بشاهقور (٦) ، وأبا الغنائم بن أبي عثمان ، وعلي (٧) بن محمّد بن محمّد الأنباري ، وعاصم بن الحسن ، ومالك بن أحمد البانياسي ، وأبا الفضل بن خيرون ، وأبا طاهر الباقلاني ، وأبا الخطاب بن البطر ، وأبا محمّد التميمي ، وطرّاد بن محمّد الزينبي ، وأبا طاهر جعفر بن محمّد بن الفضل القرشي العبّاداني ، وأبا الفرج محمّد بن عبيد الله بن الحسن القاضي ، وأبا القاسم عبد الواحد بن علي بن فهد العلاف ، وأبا الفضل (٨) حمد بن أحمد بن الحسن الأصبهاني الفقيه ، وبالبصرة أبا القاسم عبد الملك بن علي بن خلف بن شغبة (٩) ، وبواسط : أبا المعالي محمّد بن عبد السلام بن محمّد الواسطي.

سمع منه بدمشق : أبو القاسم وأبو محمّد ابنا صابر ، وخالي القاضي أبو المعالي ، وأبو الحسن علي بن زيد بن علي.

أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي ، أنا أبو علي الحسين بن محمّد بقراءتي عليه سنة سبع وثمانين وأربعمائة بدمشق ، أنا الشيخ أبو

__________________

(١) ضبطت عن التبصير انظر ٣ / ١٠٦٤ و ١٠٨٩ وفي م : قبرة.

(٢) ضبطت عن التبصير ١ / ٢٤٤ في م : حبوان.

(٣) بالأصل «الصرمي» والمثبت عن م ومصادر ترجمته.

(٤) ترجمته في نفح الطب ٢ / ٩٠ بغية الملتمس ص ٢٥٣ وفيها «ابن فيارة» بدل «فيرة» الوافي بالوفيات ١٣ / ٤٣ وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٣٧٦ وانظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٥) سرقسطة بفتح أوله وثانيه وضم القاف ، بلدة مشهورة بالأندلس تتصل أعمالها بأعمال تطيلة.

(٦) في لابن العديم نقلا عن ابن عساكر : شاهفور.

(٧) عن هامش الأصل.

(٨) في ابن العديم : أبا الفضيل.

(٩) إعجامها غير واضح والمثبت عن ابن العديم وسير الأعلام وفي م : شعبة.

٣٢١

المعالي محمّد بن عبد السلام بن محمّد قراءة عليه بواسط ، نا الشيخ أبو الحسن علي بن محمّد بن علي بن الحسن بن خزفة الصّيدلاني ، إملاء سنة سبع وأربعمائة ، نا أبو محمّد عبد الله بن عمر بن شوذب ، نا محمّد بن أبي العوّام ، نا يزيد بن هارون ، نا أبو مالك الأشجعي ، عن ربعي بن خراش ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «المعروف كله صدقة وإنّ آخر ما تعلق به أهل الجاهلية من كلام النبوة : إذا لم تستحي (١) فاصنع ما شئت» (٢) [٣٥٩٣].

١٦١٩ ـ الحسين بن محمّد بن الوزير

أبو أحمد بن أبي الحسين

الشاهد الشّروطي الحافظ ، كاتب الميانجي (٣)

حدّث : عن أبيه ، وعن محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملّاس ، والحسن بن حبيب الحصائري.

روى عنه : عبد الوهاب الميداني ، وأبو علي الأهوازي ، وأبو نصر بن الجبّان ، وعلي الحنّائي.

أنبأنا أبو الحسن الموازيني ، أنا أبو علي الحسن بن علي الأهوازي ، أنا أبو أحمد الحسين بن محمّد بن الوزير الحافظ ، الورّاق بدمشق ، نا أبو العباس محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملّاس النّميري ، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، إملاء من كتابه ، نا سعيد بن عامر الضّبعي (٤) ، عن شعبة ، عن عبد الرّحمن بن القاسم ، عن أبيه ، قال : قالت عائشة : كان لنا ثوب فيه تصاوير فجعلته بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يصلّي فقالت : كرهه ، أو قالت : نهاني عنه ، فجعلته وسائد.

__________________

(١) كذا بالأصل وم.

(٢) مات شهيدا في سنة ٥١٤ كما أفاده في الوافي بالوفيات ١٣ / ٤٦ بعد هزيمة المسلمين «بقتندة» بلدة بثغر سرقسطة. زيد في سير الأعلام ١٩ / ٣٧٨ في شهر ربيع الأوّل ، وهو من أبناء الستين.

(٣) ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٦٣ وفي م : الحسين بن محمود.

والميانجي هو أبو بكر يوسف بن القاسم بن فارس بن سوار الميانجي والميانجي نسبة إلى ميانج ، موضع بالشام.

(٤) إعجامها غير واضح والصواب عن م ، انظر ترجمته في سير الأعلام ٩ / ٣٨٥.

٣٢٢

أخبرنا أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن الحسن بن حمزة بن الحسن العطار ـ بقراءتي عليه ـ أنا جدي القاضي أبو محمّد عبد الله ـ قراءة عليه ـ أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي ـ قراءة عليه ، أنا أبو أحمد الحسين بن الوزير الحافظ ، نا محمّد بن ملاس ، نا أحمد بن شعيب ، نا إبراهيم بن الحسن ، نا حجاج بن محمّد ، عن عمر بن ذر ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم سجد في «ص» ، وقال : سجدها داود عليه‌السلام توبة ونسجدها (١) شكرا [٣٥٩٤].

أنشدني أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنشدني أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر ، أنشدني أبو نصر بن الجبّان ، أنشدنا أحمد بن الحافظ الدمشقي لنفسه :

عصيت الله في سرّ وجهر

ولم آيس من الغفران منه

وما يتحمّل الإنسان ذمّا (٢)

يضيق فسيح عفو الله عنه

كذا كان في الأصل : أحمد ، وأظنه أبا أحمد ، فقد روى عنه ابن الجبّان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، قال : سمعت أبا علي الحسن بن علي المقرئ يقول : مات أبو أحمد بن الوزير ، وهو الحسين بن محمّد الشّروطي ، وكان أصله من بغداد في سنة أربعمائة ، كان عمره مائة سنة وسنة ، حدّث عن ابن ملاس ، والحسن بن حبيب بكتاب : «الأم» لم يسمع منه إلّا بعد يسير.

وقرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي أن وفاته كانت في يوم الثلاثاء لثمان عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة أربعمائة.

١٦٢٠ ـ الحسين بن محمّد

أبو الفرج النحوي ، المعروف بالمستور (٣)

له شعر.

قرأت بخط بعض الدمشقيين ، وأظنه الحسين بن الحسين بن أبي زروان ، أنشدني

__________________

(١) بالأصل : «وسجدها» والمثبت عن م.

(٢) في المختصر : ذنبا.

(٣) ترجمته في بغية الوعاة للسيوطي ١ / ٥٤٠ أنباه الرواة للقفطي ١ / ٣٦٣ معجم الأدباء ١٠ / ١٦٣.

٣٢٣

أستاذي أبو الفرج الحسين بن محمّد المستور هذه القصيدة له بدمشق سنة خمس وثمانين وثلاثمائة (١) :

الحبّ بحر زاخر

راكبه مخاطر

جنوده المحاجر

والحدق السّواحر

ركبته على غرر

وخطر من (٢) الخطر

في واضح يحكي القمر

وكان حتفي في النّظر

حلّفته لما بدا

كغصن غبّ (٣) ندا

ريّان بالنور ارتدا

بالحسن ظل مفردا (٤)

بحق بيت المقدس

والبلد المقدّس

وبالتي لم تدنس

لا تك منك مؤيسي

بحقّ قدس مريم

والبلد (٥) المعظّم

بعادل لم يظلم

جد (٦) لفتى متيّم

بالدّير بالرهبان

بحرمة القربان

بمنزل (٧) القرآن

كن حسن الإحسان

بالطّور بالزّبور

بساكن القبور

من شاهد مشهور (٨)

اعطف على المهجور

بحرمة المسيح

وبالفتى الذّبيح

بالفسح بالتسبيح

بقّ عليّ روحي

بليلة الميلاد

وحرمة الأعياد

__________________

(١) الأبيات في معجم البلدان ١٠ / ١٦٤ ـ ١٦٦.

(٢) معجم البلدان : على خطر.

(٣) أي عقب.

(٤) مكانه في معجم البلدان : وبالبها تفرّدا.

(٥) معجم البلدان : وبطرس المعظّم.

(٦) معجم البلدان : دق لصبّ مغرم.

(٧) مكانه في معجم البلدان : ببولص ذي الشأن.

(٨) بالأصل : «مشهود» والمثبت عن معجم البلدان.

٣٢٤

ولابس السواد

اجعل رضاك زادي

وهي طويلة.

وقرأت بخطه أيضا أن أبا الفرج المستور توفي في سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة (١).

١٦٢١ ـ الحسين بن محمّد ، ويقال : ابن أحمد

أبو علي الزاهد الواعظ ، المعروف بالعطار

حدّث عن أحمد بن محمّد بن سعيد المجلي ، وأبي عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن بانيك الصوفي.

روى عنه : علي الحنّائي.

قرأت بخط علي الحنّائي أنا أبو علي الحسين بن محمّد العطار الواعظ ، نا أحمد ابن محمّد بن سعيد المجلي ، نا عمر بن علي العتكي ، حدّثني أبو عيسى الحسن بن إبراهيم المقرئ ، نا أحمد بن المبارك التمار ، عن سليم بن عيسى ، قال : غدا (٢) علينا يوما حمزة بن حبيب الزيات المقرئ ، وكأن وجهه قد نخل عليه الرماد ، فقلنا له : يا أستاذ ، أو يا أبا عمارة ، ما الذي نراه بك؟ قال : لا تسألوني ، قال : فإنا سائلوك ، قال : أريت الليلة كأني في مسجد الكوفة ، وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جالس وأمته تعرض عليه ، فجئت فإذا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جالس وأبو بكر عن يمينه ، وعمر عن يساره ، وعثمان بين يديه ، وعلي قائم على رأسه ، فقال قائل : أين عاصم بن أبي النجود؟ فأتي بشيخ (٣) فوصفه حمزة كأنه يراه ولم يكن لقيه ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا عاصم ، قال : لبيك ، قال : أنت قارئ أهل الكوفة؟ قال : كذلك يقولون يا رسول الله ، قال : فاقرأ سورة الأنعام ، وافتتح فقرأها حتى ختمها.

ثم قال القائل : أين حمزة بن حبيب الزيات؟ فمثل لي كأن مفاصلي قد بترت (٤) عن أماكنها ، فأتي بي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فوقفت بين يديه ، فقال لي : حمزة؟ فقلت : لبيك ، قال لي : أنت قارئ أهل الكوفة؟ فقلت : كذاك يقولون يا رسول الله ، قال : اجلس

__________________

(١) انظر مصادر ترجمته.

(٢) بالأصل عدا بالعين المهملة ، والمثبت عن م.

(٣) بالأصل وم : «فأتى شيخ» والمثبت عن مختصر ابن منظور.

(٤) بالأصل : «بثرت» وفي م : نثرت والصواب عن المختصر.

٣٢٥

فجلست ، ثم قال : هلم فاتل السورة التي تلاها صاحبك ، فافتتحت سورة الأنعام حتى أتيت إلى (ضَيِّقاً حَرَجاً)(١) فقلت : (حَرَجاً) فقال لي (حَرَجاً) فقلت «حرجا» فقال لي : «حرجا» فقلت : «حرجا فقال لي «حرجا» وقطّب بين عينيه ، فقلت : «حرجا».

ثم قال حمزة : أيها الناس إني أقرأتكم منذ أربعين سنة «حرجا» وإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أقرأنيها «حرجا» فاقرءوها : «حرجا» (٢).

قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي ، مات حسين العطار الواعظ المتعبد بدمشق يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة خلت من صفر سنة أربع وأربعمائة. ودفن في مقابر باب الجابية وكان له مشهد حسن.

١٦٢٢ ـ الحسين بن محمّد المسحوري

سمع بدمشق الكثير من أبي بكر الخطيب وغيره.

سمع منه بعض الغرباء.

١٦٢٣ ـ الحسين بن المبارك الطّبراني (٣)

روى : عن إسماعيل بن عياش ، وبقية بن الوليد.

روى عنه : عمر بن سنان المنبجي واجتاز بدمشق [توجهه من طبرية](٤) إلى حمص.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن حمزة أنا أصرم ابن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (٥) ، نا عمر بن سنان ، نا حسين بن المبارك الطّبراني ، أنا إسماعيل بن عياش ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : قال النبي (٦) صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليؤمّكم (٧) أحسنكم وجها ، فإنه أحرى أن يكون أحسنكم خلقا» [٣٥٩٥].

__________________

(١) سورة الأنعام ، من الآية ١٢٥.

(٢) من قوله : ثم قال : هلم فاتل السورة إلى هنا غير واضحة بالأصل فصوبنا العبارة وضبطناها عن مختصر ابن منظور ٧ / ١٧٥.

(٣) ترجمته في لسان الميزان ٢ / ٣١٣ والكامل لابن عدي ٢ / ٣٦٤ وميزان الاعتدال ١ / ٥٤٨.

(٤) عدة كلمات غير مقروءة بالأصل والمثبت عن م.

(٥) الخبر في الكامل لابن عدي ٢ / ٣٦٤.

(٦) قوله : «قال النبي» غير مقروءة بالأصل والمثبت عن م وانظر ابن عدي.

(٧) بالأصل : «ليوتكم» والمثبت عن م وانظر ابن عدي.

٣٢٦

قال : «وقوا بأموالكم عن أعراضكم ، وليصانع أحدكم بلسانه (١) عن دينه» [٣٥٩٦].

قالت : وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خير نساء أمّتي أصبحهنّ وجها ، وأقلهنّ مهورا» [٣٥٩٧].

وقال (٢) : «لا تنفع الصنيعة إلّا عند ذي حسب أو دين ، كما لا تنفع الرياضة (٣) إلّا في النجيب» [٣٥٩٨].

قال أبو أحمد : وهذا الحديث منكر المتن ، وإن كان عن إسماعيل بن عياش.

لأن (٤) إسماعيل يخلط في حديث الحجاز والعراق وهو ثبت في حديث الشام ، والبلاء في هذا (٥) الحديث من الحسين بن المبارك هذا لا من إسماعيل بن عياش.

قال : وأنبأنا ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ (٦) أنا عمر بن سنان ، نا الحسين بن مبارك ، نا إسماعيل بن عياش ، نا يحيى بن سعيد (٧) الأنصاري ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يدعو : «أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشرّ عباده (٨) ومن همزات الشياطين وأن يحضرون» [٣٥٩٩].

قال أبو أحمد : وهذا أيضا البلاء فيه (٩) من الحسين بن المبارك.

قال : وأنا أبو أحمد ، أنا عمر بن سنان ، نا الحسين بن المبارك ، نا بقية ، نا ورقاء بن عمر ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن رأس العقل التحبّب إلى الناس ، وإنّ من سعادة المرء خفّة لحيته» [٣٦٠٠].

قال أبو أحمد : وهذا أيضا منكر بهذا الإسناد وحسين ابن المبارك لا أعرف له من

__________________

(١) اللفظة غير مقروءة بالأصل والمثبت عن م وانظر ابن عدي.

(٢) قوله : «وأقلهن مهورا ، وقال» غير مقروء بالأصل والمثبت عن م وانظر ابن عدي.

(٣) قوله : «الرياضة في النجيب» غير مقروء بالأصل والصواب عن م وانظر ابن عدي.

(٤) غير واضحة بالأصل ، أثبتناها عن م وانظر ابن عدي.

(٥) قوله : «والبلاء في هذا» عن م ، وبالأصل غير مقروء.

(٦) كلمة غير مقروءة ، ولعل الصواب «ابن عدي» وفي م : قال وأنبأ أبو أحمد بن شيبان.

(٧) غير مقروءة بالأصل والمثبت عن م وانظر ابن عدي.

(٨) غير واضحة بالأصل والمثبت عن م وانظر ابن عدي.

(٩) قوله : «البلاء فيه» عن م وابن عدي ٢ / ٣٦٤ وهو غير مقروء بالأصل.

٣٢٧

الحديث غير ما ذكرته ، ولعل أن يكون له غيره ، فيكون شيئا يسيرا. وأحاديثه مناكير.

وقال أبو أحمد : حسين بن المبارك الطّبراني ، حدّث بأسانيد ومتون منكرة عن أهل الشام.

١٦٢٤ ـ الحسين بن مبشّر بن عبيد الله

أبو علي المرّي المقرئ المعروف بالكتّاني (١)

حدّث عن أبي القاسم علي بن بشرى العطار بكتاب الناسخ والمنسوخ للنّحّاس ، وعن محمّد بن يونس بن هاشم الإسكاف المقرئ ، وهو أستاذه في القراءات ، وسمع أبا محمّد بن أبي نصر ، وأبا القاسم عبد العزيز بن عثمان الفرساني (٢) ، وأبا الحسن محمّد بن علي بن محمّد بن عبد الله بن صخر بمكة ، وسعيد بن عبيد الله بن فطيس ، وغيرهم.

روى عنه : نجا بن أحمد العطار ، وأبو الحسن بن طاهر النحوي.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن محمّد ، نا عبد العزيز بن أحمد ، قال : توفي أبو علي الحسين بن مبشّر الكتّاني المقرئ ، رحمه‌الله عشية يوم الأحد الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة ، ودفن يوم الاثنين وقت صلاة الظهر ، وكانت له جنازة عظيمة ، وكان في عشر التسعين وأقام خمسين سنة يقرئ في الجامع (٣) ، وحدّث بكتاب المعاني لأبي جعفر بن النّحّاس ، والناسخ والمنسوخ ، له أيضا ، حدّث بذلك عن علي بن بشرى العطار ، عن الحسين بن إبراهيم بن جابر بن أبي الزمزام الفرائضي عنه ، وحدّث بشيء يسير من الحديث عن أستاذه محمّد بن يونس الإسكاف المقرئ وغيره ، وكان من أهل الدين والتستر ، ثقة فيما روى رحمه‌الله ، وكان يذهب مذهب أحمد.

__________________

(١) ترجمته في غاية النهاية في طبقات القرّاء ١ / ٢٤٩.

(٢) هذه النسبة ـ ضبطت عن الأنساب ـ إلى فرسان قرية من قرى أصبهان ، ضبطها ابن ماكولا بكسر الفاء.

(٣) يعني في الجامع الأموي بدمشق ، كما يفهم من عبارة طبقات القرّاء.

٣٢٨

١٦٢٥ ـ الحسين بن المتوكّل وهو ابن أبي السّري

أخو محمّد بن أبي السّري العسقلاني (١)

سمع محمّد بن شعيب بن شابور ببيروت ، والحسن بن محمّد بن أعين الحرّاني ، وبشر بن شعيب بن أبي حمزة ، ومحمّد بن حميد الحمصيّين بحمص.

روى عنه : محمّد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ، والحسين بن إسحاق التّستري الدّقيقي ، وأحمد بن إسحاق بن مساور الجوهري (٢) ، ومحمّد بن سعد كاتب الواقدي.

أنبأنا أبو علي الحداد ، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا الحسين بن إسحاق ، نا الحسين بن أبي السّري العسقلاني [نا] محمّد بن شعيب ، عن يحيى بن الحارث الذّمّاري ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الغدو والرواح إلى المساجد من الجهاد في سبيل الله» [٣٦٠١].

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا أحمد بن محمود الثقفي ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قال : سمعت أحمد بن عمرو بن جابر الرّملي يقول : سمعت جعفر [بن محمّد] القلانسي ، قال : سمعت محمّد بن أبي السّري يقول : لا تكتبوا عن أخي فإنه كذاب ـ يعني الحسين بن أبي السّري (٣) ـ.

قال ابن المقرئ : وسمعت أبا عروبة يقول : هو خال أمي وهو كذاب (٤).

ذكر أبو إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرّحمن الهروي : أن الحسين بن أبي السّري العسقلاني مات سنة أربعين ومائتين.

__________________

(١) ترجمته في تهذيب التهذيب ١ / ٥٣٩ وميزان الاعتدال ١ / ٥٣٦ و ٥٤٦ وهذه النسبة إلى عسقلان الشام :

بلدة من بلاد الساحل مما يلي حد مصر. (الأنساب) ، ذكر السمعاني أخاه محمد بن أبي السري وترجم له.

(٢) في تهذيب التهذيب : أحمد بن القاسم بن مساور.

(٣) ميزان الاعتدال ١ / ٥٣٦ وتهذيب التهذيب ١ / ٥٣٩.

(٤) المصدران السابقان.

٣٢٩

١٦٢٦ ـ الحسين بن مطير (١) بن مكمّل

مولى بني أسد بن خزيمة

ثم لبني سعد بن مالك بن ثعلبة بن داود بن أسد (٢)

كان جده مكمّل عبدا فعتق ، ويقال كوتب ، وكان الحسين شاعرا محسنا أدرك الدولتين ، وكان يسكن زبالة (٣) ، وكلامه وزيّه يشبه كلام الأعراب وزيهم ، وقدم على الوليد بن يزيد.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأموي (٤) ، أنا يحيى بن علي بن يحيى ـ إجازة ـ أخبرني أبي ، عن إسحاق بن إبراهيم الموصلي ، عن مروان بن أبي حفصة ، قال : دخلت أنا وطريح بن إسماعيل الثقفي ، والحسين بن مطير الأسدي ، وعدة من الشعراء على الوليد بن يزيد ، وهو في فرش قد غاب فيها ، وإذا رجل كلما أنشد شاعر شعرا ، وقف الوليد على بيت بيت منه ، وقال : هذا أخذه من موضع كذا ، وهذا المعنى نقله من شعر فلان ، حتى أتى على أكثر الشعراء ، فقلت : من هذا؟ قالوا : حمّاد الرواية (٥) ، فلما وقفت بين يدي الوليد لأنشده ، قلت : ما كلام هذا في مجلس أمير المؤمنين وهو لحانة ، فتهانف (٦) الشيخ ثم قال : يا ابن أخي أنا رجل أكلم العامة ، وأتكلم بكلامها فذكر الحكاية.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيوية.

أنشدنا محمّد بن خلف ، حدّثني أحمد بن زهير ، أنشدني غيث الباهلي لحسين بن مطير :

__________________

(١) مطير ، تصغير مطر ، كما في الوافي بالوفيات ١٣ / ٦٣ وفي م : منظر.

(٢) ترجمته في الأغاني ١٦ / ١٧ معجم الأدباء ١٠ / ١٦٦ الوافي بالوفيات ١٣ / ٦٣ سير الأعلام النبلاء ٧ / ٨١ وانظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٣) زبالة : منزل بطريق مكة من الكوفة ، وهي قرية عامرة (ياقوت).

(٤) الأغاني ١٦ / ١٧ أخبار الحسين بن مطير ونسبه.

(٥) الأصل : «الرواية» والصواب عن الأغاني وم.

(٦) بالأصل تقرأ : «فتهاتف» والمثبت عن الأغاني ، وبحاشيته : التهانف الضحك بالسخرية ، وقيل إنه خاص بالنساء وفي م : فتهاتف.

٣٣٠

ليهنك إني لم أطع بك واشيا

عدوّا ولم أصبح لقربك قاليا (١)

وإني لم أبخل عليك ولم أجد

لغيرك إلّا بالذي لم أباليا

ولما نزلنا [منزلا](٢) طلّه الندى

أنيقا وبستانا من النّور خاليا

أجدّ لنا طيب المكان وحسنه

منى فتمنّينا فكنت أمانيا (٣)

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، وأبو السعود بن المجلي (٤) ، قالا : أنا أبو محمّد الصّريفيني ، أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد الصّيدلاني ، نا أبو طالب علي بن أحمد الكاتب ح.

وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٥) ، أخبرني الأزهري ، نا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد المقرئ ، نا أبو طالب الكاتب ، نا أبو عكرمة عمرو بن عامر ـ وفي رواية الخطيب : كذا قال ؛ وإنما هو عامر بن عمران ، وقالا ـ : الضّبي ، نا سليمان ، قال : خرج المهدي يوما يتصيد فلقيه الحسين بن مطير فأنشده :

أضحت يمينك من جود مصوّرة

لا بل يمينك منها صورة الجود (٦)

وفي رواية الخطيب صوّر :

من حسن وجهك تضحي الأرض مشرقة

ومن بنانك يجري الماء في العود (٧)

فقال المهدي : كذبت يا فاسق ، وهل تركت في شعرك موضعا لأحد مع قولك في معن ـ زاد الخطيب : بن زائدة : ـ (٨)(٩) :

__________________

(١) بالأصل ورد نثرا.

(٢) زيادة عن م ، وانظر مختصر ابن منظور ٧ / ١٧٦ للوزن.

(٣) المختصر : الأمانيا.

(٤) الأصل «المحلي» بالحاء المهملة ، والصواب «المجلي» بالجيم. وقد مرّ.

(٥) الخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ٢٤٠ في ترجمة معن بن زائدة.

(٦) البيت في الأغاني ١٦ / ٢٣ وفيها : «صوّر» بدل «صورة» وسير أعلام النبلاء ٧ / ٨٢ ومعجم الأدباء ١٠ / ١٦٨ وتاريخ بغداد.

(٧) معجم الأدباء ١٠ / ١٦٨ سير الأعلام ٧ / ٨٢ وتاريخ بغداد.

(٨) كذا بالأصل وم ولم ترد هذه الزيادة في تاريخ بغداد ، وفيها : مع قولك في معن. ثم ذكر الأبيات.

(٩) الأبيات في تاريخ بغداد ، والأغاني ١٦ / ٢٣ ـ ٢٤ ومعجم الأدباء ١٠ / ١٦٨ ـ ١٦٩ وانظر مختصر ابن منظور ٧ / ١٧٧ فقد ذكر بحاشيته مصادر أخرى وردت فيها هذه الأبيات.

٣٣١

ألمّا بمعن ثم قولا لقبره

سقتك (١) الغوادي مربعا ثم مربعا

فيا قبر معن كنت أوّل حفرة

من الأرض خطّت للمكارم مضجعا

ويا قبر معن كيف واريت جوده

وقد كان منه البرّ والبحر مترعا

ولكن حويت (٢) الجود والجود ميّت

ولو (٣) كان حيّا ضقت حتى تصدّعا

وما كان إلّا الجود صورة وجهه

فعاش ربيعا ثم ولّى فودّعا

فلما مضى معن مضى الجود والندى

فأصبح عرنين المكارم أجدعا

فأطرق الحسين ثم قال : يا أمير المؤمنين ، وهل معن إلّا حسنة من حسناتك ، فرضي عنه وأمر له بألفي دينار.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، عن ابن المرزباني ، قال : وأنشد ابن الأعرابي لسعد زلفا وقد تروى لحسين بن مطير :

أيا ظبية الوعسا أنت شبهه

بذلفاء إلّا أن ذلفاء أجدل

فعيناك عيناها وجيدك جيدها

وشكلك إلّا أنها لا تعطل

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، أنا أحمد بن عبد الله بن طاوس ، أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي الأزهري ، أنا أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان الهمداني.

حدّثني أبو الحسن علي بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن سعيد بن بهرامان التّستري ـ بتستر ـ نا أحمد بن علي بن الحسن بن شعيب بن زياد المدائني الطّبراني ـ بمصر ـ نا إسماعيل بن يحيى المزني ، أنشدنا الشافعي بيتين لابن مطير (٤) :

وليس فتى الفتيان من راح واغتدى

لشرب صبوح أو لشرب غبوق

ولكن فتى الفتيان من راح واغتدى

لضرّ عدو أو لنفع صديق

قرأت في كتاب محمّد بن محمّد بن الحسن الديناري بخط بعض أهل الأدب عن

__________________

(١) الأغاني : سقيت.

(٢) الأغاني : وسعت.

(٣) هذا البيت والذي يليه ليسا في الأغاني.

(٤) البيتان في العقد الفريد ٣ / ١٧.

٣٣٢

علي بن الحسين الكاتب ، أنا أبو الحسن الأسدي ، نا حمّاد ـ يعني ابن إسحاق الموصلي ـ أنشدني أبي للحسين بن مطير ، وكان يستحسن هذه الأبيات كنت أراه لهجا بإنشادها :

أيا كبدا من لوعة الحب كلما

ذكرت ، ومن رفض الهوى حين يرفض

ومن زفرة تعتادني بعد زفرة

تقصف أحشائي لها حين تنهض

فمن حبها أبغضت من كنت وامقا

ومن حبها أحببت من كنت أبغض

إذا ما صرفت اليأس عنها بغيرها

أتى حبها من دونه يتعرّض

أنبأنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد وعبد الله بن أحمد ، قالا : أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن علي بن أيوب القمي ، أنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى المرزباني ، أنشدني علي بن هارون ، أنشدني عمي يحيى بن علي للحسين بن مطير الأسديّ :

قضى الحب يا أسماء أن لست زائلا

أحبك حتى يغمض العين مغمض

فحبك بلوي غير أن لا يسرني

وإن كان بلوى إنني لك مبغض

فيا ليتني أقرضت جلدا صبابتي

وأقرضني صبرا على الشوق مقرض

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلّاف في كتابه.

وأخبرني أبو المعمّر المبارك بن أحمد عنه ح.

وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو علي بن أبي جعفر ، وأبو الحسن بن العلّاف ، قالا : أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران ، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي ، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي ، أنشدني أبو جعفر العدوي للحسين بن مطير (١) :

أحبك يا سلمى على غير ريبة

ولا بأس في حبّ تعفّ سرائره

أحبك حبّا لا (٢) أعنّف بعده

محبّا ولكنّي إذا ليم عاذره

__________________

(١) الأبيات في معجم الأدباء ١٠ / ١٧٤ ـ ١٧٥.

(٢) معجم الأدباء : لن أعنف.

٣٣٣

وقد (١) مات قبلي أوّل الحبّ مرة

ولو متّ أضحى الحبّ قد مات آخره

قال : وأنشدني أبو جعفر للحسين بن مطير :

ونفسك أكرم عن أشاء كثيرة

فما لك نفس بعدها تستعيرها

ولا تقرب الأمر الحرام فإنه

حلاوته تفنى ويبقى مريرها (٢)

أنبأني أبو الحسن سعد الخير بن محمّد ، عن أبي عبد الله الحميدي ، أنا أبو محمّد علي بن أحمد بن سعيد الأندلسي ، نا القاضي أبو محمّد عبد الله بن الربيع ، نا أبو علي القالي ، قال : قرأت على أبي بكر بن دريد للحسين بن مطير الأسدي (٣) :

فوا عجبا للناس يستشرفونني (٤)

كأن لم يروا بعدي محبا ولا قبلي

يقولون لي : اصرم يرجع العقل كله

وصرم حبيب النّفس أذهب للعقل

فيا عجبا من حبّ من هو قاتلي

كأنّي أجازيه (٥) المودّة عن قتلي

ومن بيّنات الحبّ إن كان أهلها

أحبّ إلى قلبي وعينّي من أهلي

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، وابن السّمرقندي ، قالا : نا أبو بكر الخطيب ، أخبرني علي بن أيوب ، أنا أبو عبيد الله محمد بن عمران ، أنشدني عمر بن داود العماني ، عن أحمد بن يحيى ثعلب ، عن ابن الأعرابي للحسين بن مطير الأسدي (٦) :

أحبّك يا سلمى على غير ريبة

ولا (٧) بأس في حبّ تعفّ سرائره

ويا عاذلي لو لا نفاسة [حبّها](٨)

عليك لما باليت أنك جائره (٩)

__________________

(١) صدره في معجم الأدباء : لقد مات قبلي أول الحب فانقضى.

(٢) البيت الثاني في الأغاني ١٧ / ٢١ والوافي بالوفيات ١٣ / ٦٦ من ثلاثة أبيات. وفيهما «فلا تقرب» وفي الوافي : «فإنما» بدل «فإنه».

(٣) الأبيات في أمالي القالي ١ / ١٥٥ والوافي بالوفيات ١٣ / ٦٦.

(٤) في المصدرين : «تستشرفونني» قال أبو علي القالي : استشرفت الشيء واستكففته كلاهما أن تضع يدك على حاجبك كالذي يستظل من الشمس وينظر هل يراه.

(٥) عن أمالي القالي ، وفي الوافي : «أجزيه» وبالأصل : «أحاديه».

(٦) الأبيات في معجم الأدباء ١٠ / ١٧٤ ـ ١٧٥ وبعضها في الأغاني ١٦ / ١٦.

(٧) عجزه في الأغاني : وما خير حبّ لا تعف سرائره.

(٨) استدركت عن هامش الأصل.

(٩) في معجم الأدباء : خاسرة.

٣٣٤

أحبّك حبا لا أعنّف بعده

محبّا ولكنّي إذا ليم عاذره

بنفسي من لا بدّ أنّي ناظره (١)

ومن أنا في المبسور والعسر ذاكره

ومن قد رماه الناس حتى اتّقاهم

ببغضي إلّا ما تجنّ ضمائره (٢)

لقد مات قبلي أوّل الحبّ فانقضى

ولو متّ أضحى الحبّ قد مات آخره

وقد كان قلبي في حجاب يكنه

يحبك من دون الحجاب مباشره

ولمّا تناهى الحب في القلب واردا

أقام وسدّت بعد (٣) عنه مصادره

وأي طبيب يبري الحب بعد ما

تشربه بطن الفؤاد وظاهره

قرأت بخط أبي الحسن بن رشأ بن نظيف.

وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه.

أخبرني أبو الحسن بن عبد الرّحمن بن أحمد بن معاذ ، أنا أبو العباس أحمد بن محمد الكاتب ، أنا أبو الطيب محمد بن إسحاق بن يحيى بن الأعرابي النحوي بن الوشاء ، قال : وقال الحسين بن مطير :

وكنت إذا استودعت سرّا طويته

بحفظ إذا ما ضيّع السرّ ناشره

وإني لأرعى بالمغيبة صاحبي

حياء كما أرعاه حين أحاضره

١٦٢٧ ـ الحسين بن المظفّر بن الحسين بن جعفر بن حمدان

أبو عبد الله الهمداني

سمع عبد الوهاب الكلابي بدمشق.

وروى عنه : أبو الفضل محمد بن عثمان بن أحمد بن مزدين (٤) القومساني (٥).

أخبرنا أبو علي أحمد بن سعد بن علي العجلي الهمداني البديع ـ ببغداد ـ أنا

__________________

(١) معجم الأدباء : هاجرة.

(٢) بالأصل : «نحن صائرة» وفي م : تحن ضمائره.

(٣) الأغاني : فيه.

(٤) في الوافي بالوفيات ٤ / ٨٤ ومعجم البلدان «قومسان» : مردين ، بالراء.

(٥) ترجمته في الوافي بالوفيات ٤ / ٨٤ وسير الأعلام ١٨ / ٤٣٣ والقومساني نسبة إلى قومسان من نواحي همذان.

٣٣٥

جدي أبو الفضل محمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن علي بن مزدين (١) القومساني ، أنا أبو عبد الله الحسين بن المظفر بن الحسين بن جعفر ـ بهمذان (٢) ـ أنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد ـ بدمشق ـ نا علي بن محمد الخراساني ، نا عبد الله بن عبد السلام ، نا الحسن بن عبد الصمد ، عن مسلم بن إبراهيم ، عن الحسين بن أبي جعفر ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لما عرج بي إلى السماء رأيت في السماء السابعة ثمانين ألفا (٣) من الملائكة على جبل الياقوت يستغفرون الله عزوجل لأبي بكر وعمر ، ثم عرج بي إلى السماء الخامسة فرأيت سبعين ألفا (٤) من الملائكة على جبل الياقوت يستغفرون الله لمن يستغفر لأبي بكر وعمر» [٣٦٠٢].

١٦٢٨ ـ الحسين بن المظفّر بن الحسين

أبو القاسم الهمداني

حدّث بدمشق عن أبي الفضل عبد الله بن طاهر بن ماهكة.

روى عنه : أبو عبد الله بن أبي الحديد ، وأراه الذي تقدم ذكره اختلف في كنيته ، والله أعلم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، أنا الحسن بن أحمد بن أبي الحديد ، أنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن المظفّر بن الحسين الهمداني ، نا أبو الفضل عبد الله بن طاهر بن ماهكة ، نا أبو بكر عبد الله بن أحمد بن محمد بن روزبه ، نا أبو الحسين حامد بن حمّاد بن المبارك السّرمرائي بنصيبين ، نا أبو يعقوب إسحاق بن يسار بن محمد النّصيبي ، نا أبو محمد إسماعيل بن محمد بن أبي كريمة الحرّاني ، نا سعيد بن بزيع ، قال : قال محمد بن إسحاق المطلبي صاحب المغازي : ذكر الزهد عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فقال :

إنّ المكارم أخلاق مهذبة

فالعقل أوّلها والبرّ ثانيها (٥)

__________________

(١) بالأصل هنا : «مزين» انظر الحاشية السابقة وفي م : مرذين.

(٢) بالأصل : بهمدان ، بالدال المهملة.

(٣) بالأصل «ألف» والصواب عن م.

(٤) بالأصل «ألف» والصواب عن م.

(٥) البيت في ديوانه ط بيروت ص ٢٠٧ برواية :

إن المكارم أخلاق مطهرة

فالدين أولها والعقل ثانيها

٣٣٦

فذكر قصيدة عدد (١) أبياتها اثنان وسبعون بيتا (٢).

قال : وأنشدنا أبو القاسم الحسين بن المظفر أيضا لبعضهم :

لنعم اليوم يوم السّبت حقا

لصيد إن أردت بلا امتراء

وفي الأحد البناء لأنّ فيه

تبدّا الله في خلق السماء

وفي الاثنين إن سافرت فيه

تعود إذا بنجح أو ثراء

وإن ترد الحجامة في الثّلاثا

ففي ساعاته سفك الدماء

وإن شرب امرؤ يوما دواء

فنعم اليوم يوم الأربعاء

وفي يوم الخميس قضاء حاج

ففيه الله يأذن بالقضاء

ويوم الجمعة التزويج فيه

ولذات الرجال مع النساء

قال : وذكر أبو القاسم الحسين بن المظفّر أنه وجد على نصاب سكين :

في الجبن عار وفي الإقدام مكرمة

فمن يفرّ فلا ينجو من القدر

وعلى درقة :

والحرب إن لاقيتها

فلا يكن منك الفشل

اصبر على أهوالها

لا موت إلّا بأجل

١٦٢٩ ـ الحسين بن موسى بن هارون (٣)

ولي قضاء مصر سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة من قبل الراضي بالله أو المستكفي وقدمها في جمادى الأولى.

وخرج ابن هارون (٤) إلى الشام من مصر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ، واستخلف على قضاء مصر محمد بن أحمد بن محمد الحداد الفقيه ، وقيل إنه الحسين بن عيسى ، وقد تقدم ذكره.

__________________

(١) بالأصل : «عند» والمثبت عن م.

(٢) كذا ، وفي ديوانه البيت من أبيات نسبت إليها عدتها ستة أبيات.

(٣) بالأصل «هروان» والصواب عن م ، واستهدينا في تصويبها بترجمة «الحسين بن عيسى بن هارون».

(٤) بالأصل «هروان» والصواب عن م ، واستهدينا في تصويبها بترجمة «الحسين بن عيسى بن هارون».

٣٣٧

حرف النون

[في آباء من اسمه الحسين](١)

١٦٣٠ ـ الحسين بن نصر بن المعارك

أبو علي البغدادي

صهر أحمد بن صالح المقرئ (٢)

روى عن أبي مسهر ، وفديك بن سلمان (٣) ، ونعيم بن حمّاد ، ومحمد بن يوسف الفريابي ، وعبد الرّحمن بن زياد الرصاصي ، وعمر بن يونس اليمامي ، وعبد الله بن يوسف ، ويزيد بن هارون ، وشبابة بن سوّار ، ويحيى بن حسان ، وإسحاق بن سليمان الرازي.

وقدم دمشق ، وحدّث عنه من أهلها : أبو الحسن بن جوصا ، وأبو الحارث أحمد بن سعيد ، وعلي بن محمد بن علي بن الخراساني ، وأبو زكريا يحيى بن عبد الرّحمن بن عمّارة الدّقاني (٤) الدمشقيون ، وأبو جعفر الطحاوي ، وأبو طاهر عبد الواحد بن عبد الجبار ، وأبو العباس محمد بن عبد الله اليافونيان (٥) ، وأبو بكر بن خزيمة ، وأبو محمد بن أبي حاتم الرازي ، وأبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدولابي ، وأبو علي محمد بن محمد بن الأشعث.

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وزيادتها لازمة.

(٢) ترجمته في تاريخ بغداد ٨ / ١٤٣ سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٧٦.

(٣) في سير الأعلام : سليمان.

(٤) بالأصل : «الدفاني» والصواب الدقاني كما في اللباب وهذه النسبة إلى دقانية من قرى غوطة دمشق.

ذكره وترجم له في اللباب ومعجم البلدان دقانية وفي م : الرقاني.

(٥) إعجامها غير واضح والصواب ما أثبت ، وهذه النسبة إلى يافا وهي من بلاد ساحل الشام وفي م : الياقوتيان.

٣٣٨

أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي ، أنا أبو القاسم السّميساطي ح.

ثم أخبرنا نصر بن أحمد ، أنا سهل بن بشر ، أنا رشأ بن نظيف ، قالا : أنا عبد الوهاب الكلابي ، نا أبو الحسن بن جوصا ، نا محمّد بن خلف بن عمار بن غزوان وسعيد بن أبي زيدون ، والحسين بن نصر بن المعارك وأبو سالم إسماعيل بن حصن ، قالوا : حدّثنا فديك بن سلمان (١) ، نا الأوزاعي ، عن الزهري ، عن صالح بن بشير بن فديك ، قال : خرج فديك إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله ، إنهم يزعمون أنه من لم يهاجر هلك ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا فديك أقم الصّلاة ، وأدّ الزكاة ، واهجر السوء واسكن من أرض قومك حيث شئت تكن مهاجرا». نسق الحديث عن سعيد بن أبي زيدون [٣٦٠٣].

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن ، نا وأبو النجم بدر بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا البرقاني ، قال : قرأنا على محمد بن المظفر ، حدثكم أبو جعفر أحمد بن سلامة الطحاوي ـ من أصل كتابه ـ نا الحسين بن نصر بن معارك ، نا عبد الرّحمن بن زياد ، نا شعبة ، عن عمرو بن دينار ، قال : سمعت ابن عمر يخبر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه نهى عن الورس والزعفران ، قلنا : للمحرم؟ قال : نعم ، قال ابن مظفر : المحفوظ عبد الله بن زبيد (٣).

أخبرناه على الصواب عاليا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني ، أنا أبو سليمان بن أبي نصر ، أنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي ، نا أبو خليفة الفضل بن الحباب ، نا أبو الوليد والحوضي ، عن شعبة ، عن عبد الله بن دنير (٤) ، قال : سمعت ابن عمر يقول : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الورس والزعفران ، يعني للمحرم [٣٦٠٤].

__________________

(١) في سير الأعلام : سليمان.

(٢) تاريخ بغداد ٨ / ١٤٣.

(٣) في تاريخ بغداد : «دينار.» وهو الصواب ، انظر ترجمة عبد الله بن دينار في تهذيب التهذيب ٣ / ١٣٣ ورد فيها روى عن ابن عمر ... روى عنه شعبة وانظر ترجمته في سير الأعلام ٥ / ٢٥٣.

أما عمرو بن دينار ، بصري ، روى عن سالم بن عبد الله بن عمر ، ولم يرد في ترجمته أن شعبة روى عنه ، انظر تهذيب التهذيب ٤ / ٣٣٦.

(٤) كذا وقع بالأصل هنا. انظر الحاشية السابقة واللفظة سقطت من م. وتتمة الخبر ليس في م.

٣٣٩

رواه أحمد بن حنبل (١) ، عن غندر ، وحجاج بن محمد الأعور ، عن شعبة.

قرأت في بعض الكتب البريد ، نا شبابة بن سوّار ، فذكر حديثا.

في نسخة ما أجاز لي أبو عبد الله الخلال ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا حمد بن عبد الله إجازة ح ، قال : وأنا الحسين بن سلمة ، أنا علي بن محمد ، قالا : أنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، قال (٢) : الحسين بن نصر المصري ، روى عن مصعب بن المقدام ، وإسحاق بن سليمان ، وهاشم بن القاسم ، وأبي نعيم ، سمعت منه بمصر ، ومحله الصدق.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، وأبو النجم بدر بن عبد الله ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٣) : الحسين بن نصر بن المعارك أبو علي ، سكن مصر ، وحدّث بها ، عن عبد الرّحمن بن زياد الرصاصي ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، ونعيم بن حمّاد ، روى عنه أبو جعفر الطحاوي ، ومحمد بن [محمد بن](٤) الأشعث ، وغيرهما من المصريين.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب (٥) ، نا محمد بن علي الصوري ، أنا محمد بن عبد الرّحمن الأزدي ، نا عبد الواحد بن محمد بن مسور (٦) ، نا أبو سعيد بن يونس ، قال ح.

وكتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة ، وحدّثني أبو بكر محمد بن شجاع عنه ، أنا عمي أبو القاسم ، عن أبيه أبي عبد الله ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس : الحسين بن نصر بن المعارك ، يكنى أبا علي بغدادي قدم إلى مصر ، وحدّث بها توفي بمصر يوم الجمعة لأربع وعشرين يوما خلون من شعبان سنة إحدى وستين ومائتين ، وكان ثقة ثبتا.

قرأت على أبي محمد السّلمي ، عن أبي محمد التميمي ، أنا مكي بن محمد بن

__________________

(١) راجع مسند أحمد ٢ / ٤٧ ، ٥٢ الطبعة الأولى.

(٢) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٦٦.

(٣) تاريخ بغداد ٨ / ١٤٣.

(٤) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد وفي م : محمد بن أحمد بن الأشعث.

(٥) المصدر السابق ، الجزء والصفحة.

(٦) في تاريخ بغداد : مسرور.

٣٤٠