الجمل في النّحو

الخليل بن أحمد الفراهيدي

الجمل في النّحو

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات استقلال
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٧٦

قال (١) الشاعر : (٢)

لعمرك إنّي واردا بعد سبعة

لأعشى وإنّي صادرا لبصير

أي : في حال ورودي (٣) [أعشى](٤) ، وحال صدري (٥) [بصير](٦).

وإنّما صار الحال نصبا ، لأنّ الفعل يقع فيه. تقول : قدمت راكبا ، وانطلقت ماشيا ، وتكلّمت قائما. وليس بمفعول ، في [مثل](٧) قولك : لبست الثوب ، لأنّ «الثوب» ليس بحال وقع فيه الفعل. و «القيام» حال وقع فيه الفعل ، فانتصب كانتصاب الظرف ، حين وقع فيه الفعل. ولو كان الحال مفعولا كالثوب لم يجز أن يعدّى الانطلاق إليه (٨) ، لأنّ الانطلاق انفعال ، والانفعال لا يتعدّى أبدا ، لأنّك لا تقول : انطلقت الرّجل. [والحال لا يكون إلّا نكرة](٩).

والحال (١٠) في المعرفة والنكرة بحالة (١١) واحدة. تقول : قام عليّ صاحب لي راجلا. ومنه (١٢) قول الله ، عزّ وجلّ : (١٣) (قالُوا : كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ ، صَبِيًّا)؟ نصب على الحال.

__________________

(١) من هنا إلى «حرفا الطريق» أقحم في الأصل في «النصب من مصدر» ، فرددناه إلى موضعه.

(٢) في الأصل : واردا عند سلعتي.

(٣) في الأصل وب : ورد.

(٤) من ب.

(٥) في الأصل : صدر.

(٤) من ب.

(٤) من ب.

(٦) ب : أن يتعدى إليه الانطلاق.

(٧) من النسختين.

(٨) ب : وعلى أنه.

(٩) في النسختين : بحال.

(١٠) سقط حتى «على الحال» من النسختين.

(١١) الآية ٢٩ من مريم.

٤١

والنصب من الظرف

قولهم : غدا آتيك ، ويوم الجمعة (١) يفطر الناس فيه (٢) ، واليوم أزورك. قال ساعدة بن جؤيّة : (٣)

لدن بهزّ الكفّ يعسل متنه

فيه كما عسل الطّريق الثّعلب

فنصب (٤) «الطريق» [على الظرف](٥) ، لأنّ عسلان الثعلب ، وهو مشيته (٦) ، وقع في الطريق. وقال آخر ، عمرو بن كلثوم : (٧)

صددت الكأس عنّا أمّ عمرو

وكان الكأس مجراها اليمينا

فنصب «اليمين» (٨) على الظرف ، كأنّه قال : مجراها على اليمين. وقال آخر : (٩)

هبّت جنوبا فذكرى ما ذكرتكم

عند الصّفاة الّتي شرقيّ حورانا

نصب «الشّرقيّ» على الظرف ، أي : [هي شرقيّ حوران. تقول] : هو شرقيّ الدار. وإذا قلت : هو شرقيّ الدار ، وجعلته

__________________

(١) ق : الخميس.

(٢) سقطت من النسختين.

(٣) ديوان الهذليين ١ : ١٦٧ والكتاب ١ : ١٦ و ١٠٩ والخصائص ٣ : ٣١٩ وأمالي ابن الشجري ١ : ٤٢ و ٢ : ٢٤٨ والعيني ٢ : ٥٤٤ والخزانة ١ : ٤٧٤. وفي الأصل وب : «قال الشاعر». يصف ساعدة رمحا. ويعسل : يهتز ، ويضطرب. وهذا البيت مع التعليق عليه هو في ق بعد «على اليمين».

(٤) ق : نصب.

(٥) من النسختين.

(٦) ق : عدوه ومشيه.

(٧) شرح القصائد العشر ص ٣٢٣ والكتاب ١ : ١١٣ و ٢٠١ وشذور الذهب ص ٢٣٢ والهمع ١ : ٢٠١ والدرر ١ : ١٦٩. وفي الأصل : «لآخر». ق : وقال الشاعر.

(٨) في النسختين : يمينا.

(٩) جرير. ديوانه ص ٥٩٦ والكتاب ١ : ١١٣ و ٢٠١. وما : زائدة. والصفاة : الصخرة الملساء. وحوران : اسم موضع.

٤٢

اسما ، جاز الرفع (١) /. ونصب الآخر (٢) «جنوبا» على معنى : هبّت الرّيح جنوبا. وحوران لا ينصرف.

وسمّي (٣) الظرف ظرفا ، لأنّه يقع الفعل فيه (٤) ، كالشيء يجعل في الظرف. فإذا (٥) قلت : هو شرقيّ (٦) الدار ، فجعلته اسما ، جاز الرفع. ومثله قول لبيد [بن ربيعة العامريّ] : (٧)

فغدت كلا الفرجين تحسب

أنّه مولى المخافة خلفها وأمامها

رفع «خلفها» و «أمامها» لأنّه جعلهما اسما (٨) ، وهما حرفا الطريق (٩).

قال (١٠) الشاعر : (١١)

أمّا النّهار ففي قيد وسلسلة

واللّيل في جوف منحوت من السّاج

__________________

(١) سقط «أي .. الرفع» من النسختين. وانظر ما يرد بعد.

(٢) سقطت من النسختين.

(٣) جعل «وسمي .. في الظرف» في النسختين بعد «حرفا الطريق».

(٤) في النسختين : يقع فيه الفعل.

(٥) في الكلام تكرار لما مضى بخلاف يسير.

(٦) ق : شرقيّ.

(٧) ديوان لبيد ص ٣١١ والكتاب ١ : ٢٠٢ والمقتضب ٣ : ١٠٢ و ٤ : ٣٤١ وشذور الذهب ص ١٦١ وشرح المفصل ٢ : ٤٤ و ١٢٩ والهمع ١ : ٢١٠ والدرر ١ : ١٧٨. وما بين معقوفين من ب. وفي الأصل : «يحسب». والفرج : الواسع من الأرض. والمولى : الجالب والمسبب.

(٨) ق : اسمين.

(٩) ق : الظرف.

(١٠) سقط حتى «من است الحمل» من النسختين. وهو في الأصل بعد «في حال قيامه» في «النصب من الحال».

(١١) الكتاب ١ : ٨٠ والكامل ص ٧٠٠ والمحتسب ٢ : ١٨٤ والمقتضب ٤ : ٣٣١ والإفصاح ص ١٣٤ والبحر ٤ : ٣١٥. وضبط النهار والليل في الأصل بالضم والفتح معا. والساج : ضرب من شجر الهند.

٤٣

رفع «الليل» و «النهار» ، لأنّه جعلهما اسما ، ولم يجعلهما ظرفا. وكذلك يلزمون الشيء الفعل ، ولا فعل. وإنّما هذا على المجاز ؛ كقول الله ، جلّ وعزّ ، في «البقرة» (١) : (فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ). والتجارة لا تربح. فلمّا كان الرّبح فيها نسب الفعل إليها. ومثله : (٢) (جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ). ولا إرادة للجدار. وقال الشاعر : (٣)

لقد لمتنا يا أمّ غيلان في السّرى

ونمت وما ليل المطيّ بنائم

والليل لا ينام ، وإنّما ينام فيه. وقال آخر : (٤)

فنام ليلي ، وتجلّى همّي

وتقول : هو منّي فرسخان ، ويومان ، لأنّك تقول : بيني وبينه فرسخان. فإذا قلت : هو منّي مكان الثّريّا ، ومزجر الكلب ، نصبت لأنّك لا تقول : بيني وبينه مكان (٥) الثّريّا ، ولا مزجر (٦) الكلب. وقال الشاعر : (٧)

وأنت مكانك في وائل

مكان الثّريّا من است الحمل

__________________

(١) الآية ١٦.

(٢) الآية ٧٧ من الكهف.

(٣) جرير. ديوانه ص ٥٥٤ والكتاب ١ : ٨٠ والنقائض ص ٧٥٣ والمقتضب ٣ : ١٠٥ و ٤ : ٣٣١ والمحتسب ٢ : ١٨٤ وأمالي ابن الشجري ١ : ٣٦ و ٣٠١ والإنصاف ص ٢٤٣ والخزانة ١ : ٢٢٣. وأم غيلان : بنت جرير. والمطي : جمع مطية. وهي الناقة.

(٤) رؤبة. ديوانه ص ١٤٢ والكامل ص ٧٩ والمقتضب ٣ : ١٠٥ و ٤ : ١٤٥ والمحتسب ٢ : ١٨٤ ودلائل الإعجاز ص ١٩٢ و ٢٩٠.

(٥) في الأصل : مكان.

(٦) في الأصل : مزجر.

(٧) الأخطل. ديوانه ص ٣٣٥ والكتاب ١ : ٢٠٧ والمقتضب ٤ : ٣٥٠ والمؤتلف والمختلف ص ٨٤ والخزانة ١ : ٤١٥ و ٢٢٠ و ٤٥٨. ووائل اسم قبيلة. والثريا : نجم صغير المنظر. والحمل : برج من بروج السماء.

٤٤

والنصب بـ «إنّ» (١) وأخواتها

قولهم : إنّ زيدا في الدار. شبّهوه بالفعل الذي يتعدّى إلى مفعول ، كقولهم : ضرب زيدا عمرو ، وأخرج عمرا صالح (٢).

والنصب بخبر «كان» [وأخواتها](٣)

قولهم : كان زيد قائما. وهو ، في التّمثال (٤) ، بمنزلة المفعول به (٥) الذي تقدّم فاعله ، مثل قولهم : ضرب عبد الله زيدا.

والنصب من التفسير

قولهم : عندك خمسون رجلا. نصبت (٦) «رجلا» على التفسير.

قال الله ، عزّ وجلّ : (٧) (إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً). نصبت (٨) «نعجة» على التفسير. قال الشاعر : (٩)

فلو كنت في جبّ ثمانين قامة

ورقّيت أسباب السّماء بسلّم

نصبت «قامة» على التفسير.

__________________

(١) في الأصل : بأنّ.

(٢) سقطت الجملة من ق.

(٣) من ق.

(٤) في النسختين : التمثيل.

(٥) سقطت من النسختين.

(٦) ق : نصب.

(٧) الآية ٢٣ من ص. ق : جل ذكره.

(٨) ب : نصب.

(٩) الأعشى. ديوانه ص ٩٤ والكتاب ١ : ٢٣١ وشرح المفصل ٢ : ٧٤. وفي الأصل وب : «كنت ... ورقيت». والقامة : مقدار طول الرجل. والواو ههنا بمعنى أو. والأسباب : جمع سبب. وهو الناحية.

٤٥

والنصب من التمييز

قولهم : أنت أحسن الناس وجها ، وأسمحهم كفّا. [يعني : إذا ميّزت وجها وكفّا. فنصب «وجها» و «كفّا»](١) ، على التمييز. قال الله ، عزّ وجلّ (٢) ، في «المائدة» : (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ) (٣) بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ ، مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ)؟ ومثله (٤) : (خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً ، وَخَيْرٌ مَرَدًّا) ، وما كان من نحوه. [نصب «مثوبة» و «ثوابا» و «مردّا» وما أشبهه](٥) ، على التمييز. قال جرير [بن عطيّة](٦) :

ألستم خير من ركب المطايا

وأندى العالمين بطون راح؟

نصب «البطون» (٧) ، على التمييز. وقال آخر (٨) :

لنا مرفد سبعون ألف مدجّج

فهل في معدّ مثل ذلك مرفدا؟

يعني : إذا ميّزت مرفدا (٩). وقال (١٠) آخر : (١١)

__________________

(١) في الأصل وب : فنصب الوجه.

(٢) ق : «جل ذكره». ب : تعالى.

(٣) الآية ٦٠. ق : (قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ). وهو من الآية ٧٢ من الحج. وسقط «عند الله» من الأصل.

(٤) الآية ٧٦ من مريم : وسقط «عند ربك» من الأصل وب.

(٥) من النسختين. وسقط «وما أشبهه» من ب.

(٦) من ق. والبيت في ديوان جرير ص ٩٨ والخصائص ٢ : ٤٦٣ و ٣ : ٣٦٩ وأمالي ابن الشجري ١ : ٢٦٥ وشرح المفصل ٨ : ١٢٣ والمغني ص ١١. والمطايا : جمع مطية. وهي الناقة.

(٧) ق : بطون.

(٨) كعب بن جعيل. الكتاب ١ : ٢٩٩ و ٣٥٣ وشرح المفصل ٢ : ١١٤. ق : «فوق ذلك». والمرفد : الجيش. والمدجج : اللابس السلاح. ومثل : صفة لمحذوف. والتقدير : فهل في معد مرفد مثل ذلك. وبني على الفتح لإضافته إلى مبني.

(٩) ب : نصب مرفدا على التمييز.

(١٠) سقطت بقية الفقرة من النسختين.

(١١) ذو الرمة. ديوانه ص ٤٣٦ والكامل ص ٤٦١ والخصائص ٢ : ٤١٩ وأمالي ابن الشجري

٤٦

وميّة أحسن الثّقلين خدّا

وسالفة وأحسنهم قذالا

يعني : إذا ميّزت خدّا وسالفة وقذالا. وقال آخر : (١)

فإنّكم خيار النّاس قدما

وأجلده رجالا بعد عاد

وأكثره شبابا في كهول

كأسد تبالة الشّهب الوراد (٢)

والنصب بالاستثناء

قولهم : خرج القوم إلّا زيدا ، و [قام الناس](٣) إلّا محمدا. نصبت (٤) «زيدا» و «محمدا» لأنّهما لم يشاركا الناس والقوم في فعلهم ، فأخرجا من عددهم (٥).

والنصب بالنفي

قولهم (٦) : لا مال لعبد الله ، ولا عقل لزيد ، ولا جاه لعمرو (٧). نصبت «مالا» و «عقلا» [و «جاها»](٨) ، على النفي (٩). ولا يقع النفي إلّا على نكرة (١٠). قال الشاعر : (١١)

__________________

٢ : ٩٦ وشذور الذهب ص ٤١٧ والهمع ١ : ٥٩ والدرر ١ : ٣٤ والخزانة ٤ : ١٠٨. والثقلان : الإنس والجن. والسالفة : جانب العنق. والقذال : مؤخر الرأس فوق القفا.

(١) قوله قدما أي : في الزمان القديم.

(٢) تبالة : اسم موضع. والشهب : جمع أشهب. والوراد : جمع ورد.

(٣) من ق.

(٤) ق : نصب.

(٥) سقط «فأخرجا من عددهم» من ق.

(٦) سقطت من ق.

(٧) سقطت الجملة من ق.

(٨) من ب.

(٩) ق : نصب مال وعقل بالنفي.

(١٠) جعل «ولا يقع النفي إلا على نكرة» في الأصل بعد «لعمرو».

(١١) شذور الذهب ص ١٩٧ والبحر ٢ : ٨٨. وانظر شرح شواهد المغني ص ٢٤٢. ب : لا الدار دار.

٤٧

أنكرتها بعد أعوام مضين لها

لا الدّار دارا ولا الجيران جيرانا

فنفى بالألف واللام.

والنصب بـ «حتّى» وأخواتها

قولهم : (١) لا أذهب حتّى تقدم ، ولن أخرج حتّى تأتينا (٢). نصبت «تأتينا (٣)» و «تقدم» بـ «حتّى». قال الله ، جلّ وعزّ (٤) : (لا أَبْرَحُ ، حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ).

والنصب بالجواب بالفاء (٥)

[قولهم](٦) : أكرم زيدا ، فيكرمك ، وتعلّم العلم ، فينفعك. نصبت (٧) : [«يكرمك» ، و «ينفعك»](٨) ، لأنّه جواب الأمر بالفاء. [وكذلك القول في جميع أخواتها](٩). قال الله ، جلّ وعزّ (١٠) ، في «الشعراء» : (فَلا تَدْعُ) (١١) مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ ، فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ). وقال،[جلّ ذكره](١٢) ،في«الأعراف» : (١٣) (فَهَلْ

__________________

(١) زاد هنا في النسختين : لا أبرح حتى تخرج و.

(٢) سقط هذا المثال من النسختين.

(٣) في النسختين : تخرج.

(٤) الآية ٦٠ من الكهف. وفي النسختين : عز وجل.

(٥) ق : بفاء الجواب.

(٦) من ق. ب : كقولك.

(٧) ق : نصب.

(٨) الأول من ب والثاني من ق.

(٩) من النسختين.

(١٠) في النسختين : عز وجل.

(١١) الآية ٢١٣. وفي الأصل : «لا تدع» بإسقاط الفاء. ب : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ). وهو من الآية ١١ من الحديد.

(١٢) من ق.

(١٣) الآية ٥٣. وسقط «أو نرد فنعمل» من الأصل ههنا وفيما بعد.

٤٨

لَنا مِنْ شُفَعاءَ ، فَيَشْفَعُوا لَنا ، أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ)؟ [نصب «فتكون» ، لأنّه جواب النهي بالفاء ، و](١) نصب «فيشفعوا أو نردّ فنعمل» ، لأنّه جواب الاستفهام بالفاء.

وأما (٢) قوله ، في «الأنعام» : (٣) (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ، بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ ، يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ، ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ [مِنْ شَيْءٍ] ، وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ ، فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ) معناه ، والله أعلم : ولا تطرد ، فتكون من الظّالمين. تظلمهم فتطردهم. فقدّم وأخّر.

والنصب بالتعجّب

قولهم (٤) : ما أحسن زيدا ، وما أكرم عمرا! وهو ، في التّمثال (٥) ، بمنزلة الفاعل والمفعول به. كأنّه (٦) قال : شيء حسّن زيدا. وحدّ (٧) التعجّب ما يجده الإنسان من نفسه عند خروج الشيء من عادته. (٨) وقال الكوفيّون : هذا لا يقاس عليه ، لأنّ قولهم «ما أعظم الله (٩)» لا يجوز أن تقول (١٠) : شيء عظّم (١١) الله.

__________________

(١) من ق.

(٢) سقطت الفقرة من النسختين.

(٣) الآية ٥٢.

(٤) ب : نحو قولك.

(٥) سقط «في التمثال» من النسختين.

(٦) ب : وكأنه.

(٧) سقط حتى «عادته» من النسختين.

(٨) زاد هنا في ق : هذا.

(٩) زاد هنا في ب : وما أجلّه.

(١٠) في الأصل : يقال.

(١١) ق : أعظم.

٤٩

فردّ عليهم قولهم. وقال البصريّون (١) : لا يذهب القياس بحرف واحد. وقالوا (٢) : لا يجعل فاعله مفعولا ، ولا مفعوله فاعلا. ومن شأن / العرب الوسع (٣) في كلّ شيء. ومعنى «ما أعظم الله» : ما أعظم (٤) ما خلق الله ، وما أحسن ما خلق!

والنصب الذي فاعله مفعول

ومفعوله فاعل

مثل قول الله ، جلّ وعزّ (٥) ، في «آل عمران» : (٦) (قالَ : رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ ، وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ؟) والحدثان للمخلوق لا للكبر. ومثله في «مريم» : (٧) (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً). والحدثان للشّيب لا للرأس. ومعناه : وقد بلغت الكبر (٨). ومثله : (٩) (ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ ، أُولِي الْقُوَّةِ). معناه : لتنوء العصبة بمفاتحه. و [قيل] : معنى تنوء : تذهب (١٠). قال الشاعر : (١١)

__________________

(١) ق : وقيل.

(٢) ضرب على الكلام بعدها في الأصل حتى «شيء».

(٣) ق : التوسع.

(٤) ق : معناه.

(٥) ق : «تعالى». ب : عز وجل.

(٦) الآية ٤٠. وسقط «قال ربّ أنّى يكون لي غلام» من النسختين.

(٧) الآية ٤.

(٨) ق : بلغت من الكبر عتيا.

(٩) الآية ٧٦ من القصص. وليس فيها شاهد على النصب الصريح. وسقط حتى «تذهب» من النسختين.

(١٠) قيل : إن تنوء به وتنأى به لغتان بمعنى : تذهب به. انظر شرح القصائد السبع ص ٧٦ والبحر ٦ : ٧٥ والتاج (نوأ).

(١١) عبيد الله بن قيس الرفيات. ديوانه ص ٥٣ وديوان الحطيئة ص ١٨٧ والأضداد لابن الأنباري ص ٨٦ والتمام ص ١٨٠ والمحتسب ٢ : ١١٨. ق : «ومن ذلك قول الشاعر».

٥٠

أسلموه في دمشق كما

أسلمت وحشيّة وهقا

ألا ترى أنّ الفعل للوهق. ومن ذلك قول جرير (١) :

مثل القنافذ هدّاجون قد بلغت

نجران ، أو بلغت سوءاتهم هجر

والسّوءات بلغت هجر. وقال أبو زبيد الطائيّ : (٢)

إليك إليك عذرة بعد عذرة

وقد يبلغ الشّرّ السّديل المشمّر

والشرّ (٣) قد يبلغ السّديل. ومن ذلك قول الآخر : (٤)

كانت عقوبة ما جنيت كما

كان الزّناء عقوبة الرّجم

[الزّناء يمدّ ويقصر. والبكاء أيضا](٥). والوجه (٦) : كما كان الرّجم عقوبة الزّناء.

__________________

وجعل البيت مع التعليق عليه في ب بعد «عقوبة الزناء». والوهق : حبل فيه أنشوطة تؤخذ به الدابة. والرواية : أسلموها.

(١) كذا. والبيت للأخطل. ديوانه ص ٢٠٩ والمحتسب ٢ : ١١٨ والجمل للزجاجي ص ٢١١ وأمالي ابن الشجري ١ : ٣٦٧ والمغني ص ٧٨١ والهمع ١ : ١٦٥ والدرر ١ : ١٤٤. وانظر الخزانة ٤ : ٥٧ وابن عقيل ١ : ١٢٢. والهداج : المضطرب المشي. ونجران وهجر : موضعان.

(٢) في الأصل «عذرة». وفي الحاشية : ويروى : «المسهّر». ق : «إليك إليك .. السّرّ .. المسهّد». والسديل : الكثير الذهاب. والمشمر : المسرع.

(٣) ق : والسر.

(٤) النابغة الجعدي. ديوانه ص ٢٣٥ ومجاز القرآن ١ : ٣٧٨ وتأويل مشكل القرآن ص ١٥٣ والصاحبي ص ١٧ والتنبيه ص ١٧٣ وأمالي المرتضى ١ : ٢١٦ والسمط ص ٣٦٨ والخزانة ١ : ١٨٤ واللسان (زني). ق : ما جنيت.

(٥) من ق.

(٦) ب : والمعنى.

٥١

والنصب من نداء النكرة الموصوفة

قولهم (١) : يا رجلا في الدار ، ويا غلاما ظريفا. نصبت لأنّك (٢) ناديت من لم تعرفه ، فوصفته بالظّرف (٣). ونحوه قول الله ، تبارك وتعالى ، في «يس» : (٤) (يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ). وقال الشاعر : (٥)

فيا راكبا إمّا عرضت فبلّغن

نداماي من نجران أن لا تلاقيا

وقال (٦) آخر : (٧)

يا ساريا باللّيل لا تخش ضلّة

سعيد بن سلم ضوء كلّ بلاد

وقال آخر : (٨)

أدارا بحزوى هجت للعين عبرة

فماء الهوى يرفضّ أو يترقرق

وقال آخر : (٩)

__________________

(١) ب : نحو قولك.

(٢) في ق ههنا خرم ورقة واحدة تنتهي بقوله «وقلبك حاذر» في آخر «النصب من التحذير».

(٣) ب : بالنعت.

(٤) الآية ٣٠. ب : قال الله عز وجل.

(٥) عبد يغوث. الكتاب ١ : ٣١٢ والمقتضب ٤ : ٢٠٤ والأمالي ٣ : ١٢٣ والجمل للزجاجي ص ١٥٨ والخصائص ٢ : ٤٤٩ وشرح اختيارات المفضل ص ٧٦٧ وشرح المفصل ١ : ١٢٧ والخزانة ١ : ٣١٣. والعيني ٣ : ٤٢ و ٤ : ٢٠٦. ب : «وقال مالك بن الريب المازني : .. بني مازن والريب أن لا تلاقيا». انظر ص ٦٢٨ من الاختيارين. ونجران : اسم موضع.

(٦) سقط حتى «تحطب» من ب.

(٧) عيون الأخبار ٢ : ٣٢ والعقد ١ : ١٩٥.

(٨) ذو الرمة. ديوانه ص ٣٨٩ والكتاب ١ : ٣١١ والجمل للزجاجي ص ١٦٠ والعيني ٤ : ٢٣٦ و ٥٧٩ والخزانة ١ : ٣١١. وحزوى : اسم موضع. ويرفض : ينصب متقرقا. ويترقرق : يذهب ويجيء فيكون له تلألؤ وحركة.

(٩) الهمع ١ : ١٤٨ والدرر ١ : ١٤١.

٥٢

فيا موقدا نارا لغيرك ضوءها

ويا حاطبا في غير حبلك تحطب

فنصب «راكبا» و «ساريا» و «موقدا» و «دارا» ، لأنّها نداء نكرة موصوفة (١).

وأما قول الأعشى : (٢)

قالت هريرة لمّا جئت زائرها

ويلي عليك وويلي منك يا رجل

[وقول كثيّر] : (٣)

ليت التّحيّة كانت لي فأشكرها

مكان [يا جمل ، حيّيت ، يا رجل]

فرفع «رجلا» وهو نكرة. وإنّما رفعه لأنّه قصده ، فسمّاه بهذا الاسم. فكأنّه جعله معرفة.

وأما قول الآخر :/ (٤)

سلام الله يا مطر عليها

وليس عليك يا مطر السّلام

فإنّه نوّن [مطرا](٥) اضطرارا. ويروى (٦) بالنصب منوّنا.

__________________

(١) ب : فنصب راكبا لأنه نكرة وهو نداء نكرة.

(٢) ديوان الأعشى ص ٤٣ والجمل للزجاجي ص ١٦٣ والمحتسب ٢ : ٢١٣ ب : ويحي عليك

(٣) ديوان كثير عزة ص ٤٥٣ والجمل للزجاجي ص ١٦٤ وشرح المفصل ١ : ١٢٩ والهمع ١ : ١٧٣ والعيني ٤ : ٢١٤ والدرر ١ : ١٤٩. وسقط بيت كثير من ب.

(٤) الأحوص. ديوانه ص ١٧٣ والكتاب ١ : ٣١٣ ومجالس ثعلب ص ٩٢ و ٢٣٩ و ٢٤٢ والمقتضب ٤ : ٢١٤ و ٢٢٤ والأغاني ١٤ : ٦١ والجمل للزجاجي ص ١٦٦ وأمالي الزجاجي ص ٨١ والمحتسب ٢ : ٩٣ وأمالي ابن الشجري ١ : ٣٤١ والإنصاف ص ٣١١ والعيني ١ : ١٠٨ و ٤ : ٢١١ والخزانة ١ : ٢٩٤ والهمع ٢ : ٨٠ والدرر ٢ : ١٠٥ ب : وأما قول الشاعر.

(٥) من ب. وفيها : فنوّن مطرا للاضطرار.

(٦) سقط حتى «على القسم» من ب.

٥٣

وأما قول الآخر : (١)

إنّي وأسطارا سطرن سطرا

لقائل : يا نصر نصرا نصرا

فإنّه أراد : أعني نصرا ، وأدعو نصرا. وقال بعضهم : كأنّه قال «يا نصر نصرا» كما تقول : صبرا وحديثا (٢) ، أي : اصبر وحدّث. ويروى : «وأسطار» بالخفض ، على القسم.

والنصب من الإغراء

قولهم : (٣) عليك زيدا ، ودونك عمرا ، ورويدك محمدا ، ورويد عمرا. [نصبته بالإغراء](٤). قال الله ، جلّ وعزّ (٥) ، في «المائدة» (٦) : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ، عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) ، [فنصب على الإغراء](٧). وقال الشاعر : (٨)

فعدّ عن الصّبى وعليك همّا

توقّش في فؤادك واختبالا

__________________

(١) رؤبة. ديوانه ص ١٧٤ والكتاب ١ : ٣٠٤ والمقتضب ٤ : ٢٠٩ والخصائص ١ : ٣٤٠ وشرح المفصل ٢ : ٣ و ٣ : ٧٢ وشذور الذهب ص ٤٣٧ و ٤٥٠ والهمع ٢ : ١٢١ والدرر ٢ : ١٥٣ والعيني ٤ : ١١٦ والخزانة ١ : ٣٢٥.

(٢) سقطت الواو من الأصل. وانظر الورقة ٩.

(٣) ب : قولك.

(٤) من ب. وسقطت منها الأمثلة الثلاثة الأخيرة.

(٥) ب : عز وجل.

(٦) الآية ١٠٥. وسقط «يا أيها الذين آمنوا» من ب.

(٧) من ب.

(٨) ذو الرمة. ديوانه ٤٣٧. ب : «فدع عنك .. توقد .. واستحالا». وعد : انصرف. وتوقش : تحرك. والاختبال : فساد العقل والجسم.

٥٤

نصب «همّا» بالإغراء. وقال آخر : (١)

رويد عليّا جدّ ما ثدي أمّه

إلينا ولكن بغضه متماين

ويغرى بـ «كذاك» (٢) أيضا. قال الشاعر : (٣)

أقول وقد تلاحقت المطايا

كذاك القول إنّ عليك عينا

نصبت «القول» بالإغراء. ومعنى الإغراء : الزم واحفظ.

والنصب من التحذير

قولهم (٤) : رأسك والحائط ، الأسد الأسد. معناه (٥) : احذر الأسد. قال الله ، عزّ وجلّ : (٦) (فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ : ناقَةَ اللهِ ، وَسُقْياها). ومعناه : احذروا ناقة الله أن (٧) تمسّوها بسوء. وقال الشاعر : (٨)

__________________

(١) المعطل الهذلي : ديوان الهذليين ٣ : ٤٦ والكتاب ١ ٢٤ والمقتضب ٣ : ٢٠٨ و ٢٧٨ وشرح المفصل ٣ : ٤٠ والأشموني ٣ : ٢٠٢ واللسان : (جدد) و (مين) وجد : قطع. وما : زائدة والمتماين : غير الصريح. يريد بيننا وبينه خؤولة ، وهو منقطع بها إلينا ، ولكن وده كاذب. وسقط «رويد .. قال الشاعر» من ب.

(٢) في الأصل : وكذاك.

(٣) جرير. ديوانه ص ٥٧٩ والخصائص ٣ : ٣٧ والعيني ٤ : ٣١٩ واللسان (لحق). وفي حاشية الأصل : ويروى : «عليك القول». والمطايا : جمع مطية. وهي الناقة.

(٤) ب : قولك.

(٥) ب : أي.

(٦) الآية ١٣ من الشمس.

(٧) سقط «أن تمسوها بسوء» من ب.

(٨) مسكين الدارمي. ديوانه ص ٢٩ والكتاب ١ : ١٢٩ والخصائص ٢ : ٤٨ وشذور الذهب ص ٢٢٢ والهمع ١ : ١٧٠ و ٢ : ١٢٥ والدرر ١ : ١٤٦ و ٢ : ١٥٨ والأشموني ٣ : ١٩٢ والعيني ٤ : ٣٠٥ والخزانة ١ : ٤٠٦. بـ «لا أخ له». وهذا البيت شاهد على الإغراء لا على التحذير. فموضعه بعد بيت ذي الرمة المتقدم.

٥٥

أخاك أخاك إنّ من لا أخا له

كساع إلى الهيجا بغير سلاح

وقال آخر : (١)

فطر خالدا إن كنت تسطيع طيرة

ولا تقعن إلّا وقلبك حاذر

نصبت (٢) «خالدا» ، على التحذير.

والنصب من اسم بمنزلة اسمين

مثل قولهم (٣) : أتاني خمسة عشر رجلا ، (٤) ومررت بخمسة عشر رجلا ، وضربت خمسة عشر رجلا (٥). صار الرفع والنصب والخفض (٦) بمنزلة واحدة ، لأنّه اسم بمنزلة اسمين ، ضمّ أحدهما إلى الآخر ، فألزمت [فيهما](٧) الفتحة التي هي أخفّ الحركات. وكذلك تقول في معد يكرب ، وحضر موت ، وبعلبكّ (٨) ، [بمنزلة اسمين](٩).

قال الله ، عزّ وجلّ (١٠) ، في «المدّثّر» : (١١) (عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ). ومحلّه الرفع ، لأنّه خبر الصفة. وتقول : لقيته كفّة كفّة (١٢). وعلى

__________________

(١) معاني القرآن ٢ : ٣٢١ والضرائر لابن عصفور ص ٢٦. وفي الأصل : طيرة.

(٢) ب : «نصب». وههنا ينتهي الخرم في ق.

(٣) ب : نحو قولك.

(٤) زاد هنا في ق : ورأيت خمسة عشر رجلا.

(٥) سقط هذا المثال من ق.

(٦) ق : والجر.

(٧) من ق. ب : فألزما.

(٨) سقطت من ق.

(٩) من ق.

(١٠) ق : تعالى.

(١١) الآية ٣٠.

(١٢) لقيته كفة كفة أي : كفاحا. وذلك إذا لقيته مواجهة وكفّ كل منكما صاحبه أن يتجاوزه إلى غيره.

٥٦

هذا قال امرؤ القيس : (١)

لقد أنكرتني بعلبكّ ، وأهلها

ولابن جريج كان في حمص أنكرا

نصب «بعلبكّ» ، لأنّه اسم بمنزلة اسمين.

وأما قول الأعشى : (٢)

وكسرى شهنشاه الّذي سار ملكه

له ما اشتهى راح عتيق وزنبق

فهذه الهاء (٣) من (٤) «شهنشاه» تتبع ما بعدها (٥) ، من رفع ، ونصب ، وخفض. تقول : شهنشاه (٦) ادخل ، شهنشاه (٧) اذهب ، [شهنشاه اضرب]. فإذا وقفت قلت : شهنشاه (٨).

والنصب بخبر «مابال» وأخواتها

قولهم (٩) : ما بال زيد قائما ، ومالك (١٠) ساكتا ، وما شأنك

__________________

(١) ديوان امرىء القيس ص ٦٨ والمقتضب ٤ : ٢٣. ب : «قال الشاعر». وسقط «وعلى هذا قال امرؤ القيس» من ق. وفيها «نكرتني». وفي النسختين «ولابن جريج في قرى حمص». وبعلبك وحمص : موضعان في بلاد الشام.

(٢) ديوان الأعشى ص ٢٦٧ والمزهر ١ : ٢٩٣ واللسان والتاج (شوه). ق : «قول الأخفش». والراح : الخمر.

(٣) يريد الهاء الثانية.

(٤) في الأصل : في من.

(٥) ب : «ما قبلها». وهو مذهب آخر ذكره ابن مكتوم في تذكرته. انظر المزهر ١ : ٢٩٣.

(٦) في الأصل كسر الهاء الأولى وفتحها معا.

(٧) في الأصل كسر الهاءين. وفي ق قدم هذا المثال على الذي قبله.

(٨) في الأصل : شهنشاه قل.

(٩) ب : قولك.

(١٠) ق : وما بالك.

٥٧

واقفا؟ قال الله ، جلّ ذكره (١) ، في «سأل سائل» : (٢) (فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا ، قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ)؟ [وفي «المدّثّر» : (٣) (فَما لَهُمْ ، عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ)]؟ نصب «مهطعين» و «معرضين» ، لأنّهما خبر (٤) «مال» (٥). ومثله في «النساء» (٦) : (فَما لَكُمْ ، فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ)؟ لأنّه خبر «مال» (٧). قال الشاعر [الراعي](٨) :

ما بال دفّك بالفراش مذيلا؟

أقذى بعينك أم أردت رحيلا؟

نصب «مذيلا» ، لأنّه خبر (٩) «ما بال» (١٠).

والنصب من مصدر (١١) في موضع فعل (١٢)

قوله ، جلّ وعزّ (١٣) ، في «حم المؤمن» : (سُنَّتَ اللهِ ، الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ) (١٤). نصب (١٥) «سنّة الله» ، لأنّه مصدر في موضع

__________________

(١) ب : عز وجل.

(٢) الآية ٣٦.

(٣) الآية ٤٩.

(٤) ق : «بخبر». ب : على خبر.

(٥) في الأصل : «مال». ق : مابال.

(٦) الآية ٨٨.

(٧) ق : ما لكم.

(٨) من ب. والبيت في ديوان الراعي ص ٢٤ والأساس واللسان والتاج (مذل). والدف : الجنب. والمذيل : المريض الضجر.

(٩) ب : على خبر.

(١٠) ق : ما بالك.

(١١) ق : المصدر.

(١٢) ب : فعل.

(١٣) ب : «عز وجل». وسقط من ق.

(١٤) الآية ٨٥. وفي الأصل : «خلت من قبل». وهو من الآية ٢٣ من الفتح. ق : «خلت قبل». وسقط «في عباده» من ب.

(١٥) سقطت من ق.

٥٨

فعل. كأنّه قال (١) : سنّ الله سنّة (٢). فجعل في موضع «سنّ» : «سنّة» وهو مصدر ، فأضافه وأسقط التنوين للإضافة. وقال كعب بن زهير : (٣)

يسعى الوشاة بجنبيها وقيلهم :

إنّك يا بن أبي سلمى لمقتول

نصب (٤) «قيلهم» ، لأنّه مصدر في معنى (٥) : يقولون قيلا (٦).

فأضاف وأسقط التنوين.

والنصب بالأمر

قولهم (٧) : صبرا وحديثا ، أي : اصبر وحدّث. قال الله ، عزّ وجلّ ، في سورة «محمد» : (٨) (فَضَرْبَ الرِّقابِ). معناه : فاضربوا الرّقاب. ومثله ، في «الرّوم» : (٩) (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ) ، و (١٠) (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) أي : أنيبوا إليه (١١) ، وأخلصوا له الدّين. قال الشاعر :

__________________

(١) ق : موضع فعل تقديره.

(٢) سقطت من ق.

(٣) ديوان كعب ص ١٩.

(٤) ق : فنصب.

(٥) في الأصل وب : مصدر من.

(٦) في الأصل : قولا.

(٧) ب : قولك.

(٨) الآية ٤.

(٩) الآية ٣١.

(١٠) الآيات ٢٩ من الأعراف و ١٤ و ٦٥ من غافر.

(١١) ق : له.

٥٩

فدع عنك نهبا صيح في حجراته

ولكن حديثا ما حديث الرّواحل (١)؟

معناه : حدّثني [حديثا](٢).

وكذلك قولك (٣) : صبرا ، أي : اصبر [صبرا]. قال الراجز : (٤)

ملسا بذود الحمسيّ ، ملسا

ملسا به ، حتّى كأنّ الشّمسا

بالأفق الغربيّ ، تكسى الورسا

معناه : املس [املس](٥). ومثله قولهم (٦) : غفرانك لا كفرانك. قال الله ، عزّ وجلّ (٧) ، في «البقرة» : (٨) (غُفْرانَكَ ، رَبَّنا ، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) أي : اغفر لنا ، [ربّنا](٩). ومثله قول (١٠) الشاعر : (١١)

وقارك وارتئافك في نمير

فلا تعجلّ بالغضب اعجلالا

أي : توقّر وترأّف (١٢).

__________________

(١) امرؤ القيس. ديوانه ص ٩٤ والمقرب ١ : ١٩٥ والجنى الداني ص ٢٤٤ والمغني ص ١٦١ وشرح شواهده ص ٤٤٠ والهمع ٢ : ٢٩ والدرر ٢ : ٢٤ والعيني ٣ : ٣٠٧. والنهب : الإبل المنهوبة. والحجرات : الجوانب. والرواحل : جمع راحلة. وهي الناقة.

(٢) من ق.

(٣) سقطت من ق.

(٤) اللسان والتاج (ملس). والملس : السوق في خفية. والذود : القطيع من الإبل.

(٥) من ق.

(٦) سقطت من النسختين.

(٧) ق : وعلا.

(٨) الآية ٢٨٥. وسقط «وإليك المصير» من النسختين.

(٥) من ق.

(٩) ب : كقول.

(١٠) ق : «فلا تعجل على الغضب اعتجالا». ب : «ولا تعجل إلى الغضب». والاعجلال من العجلة ، مصدر اعجلّ.

(١١) سقط التفسير من ق.

٦٠