الجمل في النّحو

الخليل بن أحمد الفراهيدي

الجمل في النّحو

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات استقلال
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٧٦

«طسّ». (١) والدليل على ذلك أنّك إذا صغّرت قلت (٢) : طسيس. فتردّه إلى السين (٣)

وكذلك تفعل العرب ، إذا اجتمع حرفان من جنس واحد جعلوا مكانه (٤) حرفا من غير ذلك الجنس. من ذلك قول (٥) الله عزّ وجلّ (٦) : (وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها). معناه : (٧) دسّسها. ومثله قوله ، [عزّ وجلّ](٨) : (ثُمَّ ذَهَبَ ، إِلى أَهْلِهِ ، يَتَمَطَّى) أي : يتمطّط. فحوّلت السين والطاء ياء (٩). قال (١٠) العجّاج : (١١)

*تقضّي البازي ، إذا البازي كسر*

أراد : تقضّض. فحوّل الضاد ياء. (١٢) [فاعلم](١٣).

__________________

(١) في النسخ : طسس.

(٢) ق : تقول.

(٣) في النسختين : فترد السين.

(٤) في النسختين : بدله.

(٥) في النسختين : مثل قول.

(٦) الآية ١٠ من الشمس. ق : «تعالى». وجعلت هذه الآية مع التعليق عليها في الأصل بعد «والطاء ياء».

(٧) ق : أي.

(٨) الآية ٣٣ من القيامة. وما بين معقوفين من ب. ق : وكذلك.

(٩) في النسختين : تاء.

(١٠) ق : كقول.

(١١) ديوان العجاج ص ١٧ والأمالي ٢ : ١٧١ والخصائص ٢ : ٩٠ والمحتسب ١ : ١٥٧ والممتع ص ٣٤٨ وشرح الملوكي ص ٢٥٠ والمخصص ١١ : ١٢٠ و ١٣ : ٢٨٩ والاقتضاب ص ٤١٣ وشرح المفصل ١٠ : ٢٥ والهمع ٢ : ١٥٧ والدرر ٢ : ٢١٣ والأشموني ١ : ٢٨٩.

وكسر : ضم جناحيه للوقوع.

(١٢) التقضض : الانقضاض. ب : تاء.

(١٣) من ب.

٢٨١

والتاء التي تكون بدلا / من الدال (١)

مثل التاء [التي](٢) في : ستّة. أصله «سدسة». والدليل على ذلك أنك إذا صغّرت (٣) ، أو نسبت ، قلت : سديس ، وسدسي. (٤) وإنّما دخلت (٥) التاء في «ستّة» ، لأنّ السّين والدال مخرجهما من مكان واحد ، فأبدلت التاء بالدال لتخفّ (٦) على اللسان في النّطق (٧).

وأما قول الله ، تبارك وتعالى (٨) : (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ ، لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)؟ فأصله (٩) «مذتكر». اجتمع (١٠) ذال وتاء ، ومخرجهما قريب بعضه من بعض. فلمّا ازدحمتا في المخرج أدغمت التاء في الذال ، فأعقبت التشديد ، فتحوّلت دالا. (١١)

والتاء التي تكون بدلا من الواو (١٢)

كالذي (١٣) يحكى عن أمّ تأبّط شرّا ، حين (١٤) ذكرت ابنها تأبّط

__________________

(١) هذا العنوان مع ما تحته في ق قبل «التاء الزائدة في الفعل المستقبل».

(٢) من ب.

(٣) ب : صغرته.

(٤) في النسخ : سديسيّ.

(٥) ق : أدخلت.

(٦) ق : فأبدلت بالدال تاء ليخف.

(٧) في الأصل : «وينطلق». ب : والنطق.

(٨) الآيات ١٧ و ٢٢ و ٣٢ و ٤٠ من القمر. وفي النسختين : عز وجل.

(٩) في الأصل : «وأصله». وفي النسختين : أصله.

(١٠) في النسختين : فاجتمع.

(١١) في الأصل : «ذالا». ق : فأدرجهما في المخرج فأدغمت في الذال وأعقبت التشديد فحوّلت دالا.

(١٢) هذا العنوان مع ما تحته في ق قبل «التاء التي تكون بدلا من الألف».

(١٣) ب : «كان». وسقطت من ق.

(١٤) سقط حتى «بكاء» من ق عدا بضع كلمات.

٢٨٢

شرّا ، [فقالت](١) : «[والله](٢) ما حملته تضعا ، ولا وضعته يتنا ، ولا أرضعته غيلا ، ولا أبتّه (٣) على مأقة». قولها : (٤) «ما حملته تضعا» أي : ما حملته وأنا حائض. وأصله (٥) «وضعا». واليتن : أن تخرج رجل المولود (٦) قبل رأسه. وهو عيب. ولا أرضعته غيلا ، والغيل (٧) : أن ترضع المرأة ولدها ، وهي حبلى (٨). ولا أبتّه على مأقة (٩) أي : لم ينم الصبيّ وهو ممتلىء (١٠) غيظا وبكاء.

وتاء القسم

مثل قول الله ، تبارك وتعالى : (١١) (تَاللهِ ، [لَقَدْ عَلِمْتُمْ] ما جِئْنا ، لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ) (١٢).

والتاء الزائدة في الفعل المستقبل (١٣)

أنت تخرج ، والمرأة تخرج (١٤).

__________________

(١) من ب.

(٢) من ق.

(٣) ب : ولا لمته.

(٤) في الأصل وق : قوله.

(٥) زاد هنا في الأصل : حملته.

(٦) ب : أنه يخرج الصبي رجليه.

(٧) في الأصل : غيلا والغيل.

(٨) ب : وقد حملت بغيره فهي حبلى.

(٩) في الأصل : مئقة.

(١٠) ب : لم ينم ممتلئا.

(١١) الآية ٧٣ من يوسف.

(١٢) ق : «مثل قول الله تعالى : تالله لأكيدنّ أصنامكم». انظر الآية ٥٧ من الأنبياء.

(١٣) سقط «في الفعل المستقبل» من النسختين.

(١٤) سقط «والمرأة تخرج» من النسختين ، وزاد في ب : وانت تذهب.

٢٨٣

والتاء التي تكون بدلا من الصاد

في بعض لغات طيّىء (١). يجعلون الصاد من «اللّصوص» تاء ، يقولون : لصوت. وكذلك «اللّصّ» يسمّونه : الّلصت (٢).

مضى تفسير جمل التاءات. (٣)

جمل الواوات

وهي عشرة : (٤)

واو سنخ (٥) ، وواو استئناف ، (٦) وواو عطف ، وواو (٧) في معنى «ربّ» ، وواو قسم ، وواو النداء ، وواو إقحام (٨) ، وواو إعراب (٩) ، وواو ضمير (١٠) ، وواو تتحوّل «أو» ، وواو تتحوّل ياء (١١) ، وواو (١٢) في موضع «بل» ، وواو معلولة تقع (١٣) في الأفعال والأسماء.

__________________

(١) سقط «في بعض لغات طيىء» من ق. ب : في لغة طيىء.

(٢) ب : وكذلك اللص لصت.

(٣) سقط «مضى ... التاءات» من النسختين.

(٥) سيورد أكثر من عشر. ق : «الواوات تسع». وسقط من ب.

(٦) في الأصل : «السنخ». وجعل «واو إقحام» في ق قبل «واو سنخ».

(٧) جعل هنا في بـ «واو تتحول أو» ، وزيد أيضا : واو النسق.

(٨) سقط حتى «النداء» من النسختين.

(٩) في النسختين : الإقحام.

(١٠) في النسختين : الإعراب.

(١١) في النسختين : «الضمير». وزاد هنا في ب : «دخلت مع واو الإعراب». وقد جعل «واو الإعراب وواو الضمير» في النسختين بعد «الأفعال والأسماء».

(١٢) سقط «واو تتحول ياء» من النسختين.

(١٣) في الأصل : والواو.

(١٤) في الأصل : يقع.

٢٨٤

فأما واو السّنخ (١)

فكلّ واو في اسم أو فعل ، يكون لازما في كلّ حال ، فهو (٢) واو السّنخ (٣). مثل الواو (٤) في : وهب ، وورس ، وأشباه ذلك. (٥)

واو الاستئناف

معناه (٦) الابتداء ، مثل قولهم : خرجت وزيد جالس (٧). وكلّ واو توردها (٨) في أوّل كلامك فهي (٩) واو استئناف. وإن شئت قلت : ابتداء.

وواو العطف وإن شئت قلت / واو النّسق (١٠)

وكلّ واو تعطف (١١) بها آخر الاسم على الأوّل (١٢) ، أو آخر (١٣)

__________________

(١) في النسختين : «سنخ». وسقط «فأما» من ق. وقدم عليه فيها «واو الإقحام» مع ما تحته.

(٢) في الأصل : فهي.

(٣) ب : «سنخ». وسقط «فهو واو السنخ» من ق.

(٤) ب : «واو». وسقط «الواو في» من ق.

(٥) ق : «وهب وورس وما أشبه». ب : وهب وعمرو ووزير وأشباه ذلك.

(٦) ق. أي واو.

(٧) ب : وزيد وعمرو.

(٨) سقطت من ق.

(٩) في الأصل وق : فهو.

(١٠) ق : واو العطف ويجوز واو النسق.

(١١) ق : يعطف.

(١٢) ب : بها الأسماء على أوائلها.

(١٣) في الأصل وب : وكذلك آخر.

٢٨٥

الفعل على الأوّل ، [أو آخر الظرف على الأوّل](١) ، فهي (٢) واو العطف (٣). مثل قولك (٤) : كلّمت زيدا ومحمدا ، ورأيت عمرا وبكرا. نصبت «زيدا» بإيقاع الفعل عليه ، ونصبت «محمدا» لأنّك نسقته (٥) بالواو على «زيد» (٦) ، وهو مفعول به.

وتقول : لقيني زيد ومحمد ، وكلّمني خالد وبكر. رفعت «زيدا» بفعله ، ورفعت «محمدا» لأنّك عطفته بالواو على «زيد» ، وهو فاعل.

وتقول : مررت بعمرو وزيد. خفضت «عمرا» بالباء الزائدة ، وخفضت «زيدا» لأنّك عطفته بالواو على «عمرو» ، وهو خفض بالباء الزائدة.

[وكذلك آخر الفعل ، والظرف على الأوّل. فقس على هذا](٧).

والواو (٨) التي في معنى «ربّ»

قولهم ... (٩) قال الشاعر : (١٠)

__________________

(١) من ق. وزاد هنا في ب : مثل آخر الاسم على الأول.

(٢) في الأصل : «فهو». ب : وهي.

(٣) في النسختين : عطف.

(٤) ق : كقولك.

(٥) سقط «لأنك نسقته» من النسختين.

(٦) ب : نسقا عليه.

(٧) من ب. وفيها : وكذلك آخر الحرف على ...

(٨) سقط حتى «أم سالم» من النسختين.

(٩) في الكلام انقطاع.

(١٠) في الأصل : «يشربها الفصل». والعانية : الخمرة منسوبة إلى عانة وهي بلد على شط الفرات. وتلجلج : تردد في كلامه ولم يبن.

٢٨٦

وعانيّة كالمسك ، طاب نسيمها

تلجلج منها حين يشربها الفضل

كأنّ الفتى يوما وقد ذهبت به

مذاهبه يلفى وليس له أصل (١)

معناه : وربّ عانيّة. فأضمر «ربّ» ، واكتفى بالواو.

والواو في القسم

قولهم : والله ، وتالله. وهي من حروف الخفض ، كقول الله ، جلّ اسمه : (٢) (وَالشَّمْسِ وَضُحاها) ، (٣) (وَاللَّيْلِ ، إِذا يَغْشى) ، (وَالتِّينِ ، وَالزَّيْتُونِ) (٤). فهذه واو القسم. قال الشاعر : (٥)

ووالله ما أدري وإنّي لشاكر

لكثرة ما أوليتني كيف أشكر؟

وأما واو النداء

قولهم : يا زيد ، وا زيد ، ها زيد. ومنهم من يحذف حرف النداء ويكتفي ، فيقول : زيد. قال الله ، تعالى : (٦) (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا). ومنهم من يثبت الألف ، فيقول : أزيد. قال الشاعر : (٧)

أيا ظبية الوعساء بين حلاحل

وبين النّقا ، أأنت أم أمّ سالم؟

__________________

(١) في الأصل : يلقى.

(٢) الآية ١ من الشمس.

(٣) الآية ١ من الليل.

(٤) الآية ١ من التين.

(٥) أولاني : أنعم عليّ.

(٦) الآية ٢٩ من يوسف.

(٧) انظر الورقة ٥٧.

٢٨٧

وواو الإقحام (١)

مثل قول الله ، عزّ وجلّ (٢) : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ). معناه (٣) : يصدّون. والواو [فيه واو](٤) إقحام. ومثله : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ ، وَضِياءً) (٥)). معناه (٦) : آتينا موسى وهارون الفرقان ضياء. لا موضع للواو [ههنا](٧) ، إلّا أنّها أدخلت حشوا. ومنه (٨) قول امرىء القيس : (٩)

فلمّا أجزنا ساحة الحيّ وانتحى

بنا بطن خبت ذي قفاف عقنقل

معناه : انتحى. فأدخل الواو حشوا ، وإقحاما (١٠). ومثله قول الله ، عزّ وجلّ (١١) (فَلَمَّا أَسْلَما ، وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ، وَنادَيْناهُ : أَنْ يا إِبْراهِيمُ ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا). معناه : ناديناه (١٢). والواو حشو ، على ما ذكر (١٣) سيبويه النحويّ.

__________________

(١) ق : «فأما واو الإقحام». وهذا العنوان مع ما تحته فيها قبل «فأما واو السنخ».

(٢) الآية ٢٥ من الحج. ق : كقول الله تعالى.

(٣) ق : أي.

(٤) من ب. ق : والواو واو الإقحام.

(٥) الآية ٤٨ من الأنبياء. وزاد هنا في ق : وذكرا.

(٦) سقط حتى «ضياء» من النسختين.

(٧) من ق. ب : فالواو لا موضع لها.

(٨) في الأصل : ومثله.

(٩) شرح القصائد العشر ٥٤ والمنصف ٣ : ٤١ والإنصاف ص ٤٥٧ والخزانة ٤ : ٤١٣. ق : «بطن حيّ». وأجاز : تجاوز. وانتحى : اعترض. والخبت : ما غمض من الأرض.

والقفاف : جمع قف. وهو ما غلظ من الأرض. العقنقل : المتعقد.

(١٠) زاد هنا في ب : خبت هنّ ليس هو حقف.

(١١) الآيات ١٠٣ ـ ١٠٥ من الصافات. ق : «تعالى». وسقط «وناديناه .. الرؤيا» منها.

(١٢) ق : تله للجبين.

(١٣) ق : «ما دكر». وانظر الكتاب ١ : ٤٨٠.

٢٨٨

وواو الإعراب (١)

قولهم ، في حال الرفع : أخوك ، أبوك (٢) ، والمؤمنون.

وواو الضمير

قولهم : تخرجون (٣) ، ويقومون. الواو إضمار / جمع المذكّر (٤).

فما كان في (٥) الأسماء فهو واو الإعراب ، وما كان في الأفعال فهو واو الضمير.

والواو التي تتحوّل (٦) «أو»

مثل قول الله ، جلّ وعزّ (٧) : (أَإِنَّا) (٨) لَمَبْعُوثُونَ ، أَوَ (٩) آباؤُنَا الْأَوَّلُونَ)؟ معناه : وآباؤنا الأوّلون (١٠). ومثله : (١١) (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً ، أَوْ كَفُوراً). معناه : لا تطع منهم آثما ، ولا كفورا (١٢). ومنه قول جرير : (١٣)

__________________

(١) هذا العنوان مع ما تحته في ق بعد «واو العطف» وما تحته.

(٢) ق : «أبوك وأخوك». ب : «أخوك وأبوك في حال الرفع». وسقط «والمؤمنون» من النسختين.

(٣) في الأصل : «يخرجون». وسقط «ويقومون» من ق.

(٤) ق : «ويقولون هذه إضمار جمع المذكر». ب : يقصدون إضمار جميع المذكر.

(٥) ق : «فما في». ب : كلما كان في.

(٦) ق : تحوّل.

(٧) ق : «تعالى». ب : عز وجل.

(٨) الآيات ١٦ و ١٧ من الصافات و ٤٧ و ٤٨ من الواقعة. وفي الأصل : «آنّا». ق : اءينّا.

(٩) هذه قراءة أبي جعفر وشيبه وابن عامر ونافع. البحر ٧ : ٣٥٥.

(١٠) سقطت من النسختين.

(١١) الآية ٢٤ من الإنسان.

(١٢) ق : «معناه وكفورا». وسقط «ومنه .. وكانت» من النسختين.

(١٣) ديوان جرير ص ٤١٦ وأمالي ابن الشجري ٢ : ٣١٧ والجنى الداني ص ٢٢٩ والمغني ص ٦٥ وشرح شواهده ص ١٩٦ والعيني ٢ : ٤٨٥ و ٤ : ١٤٥ والهمع ٢ : ١٣٤ والدرر ٢ : ١٨١ والأشموني ٢ : ٥٨.

٢٨٩

نال الخلافة ، أو كانت له قدرا

كما أتى ربّه موسى ، على قدر

أي : وكانت.

وأما قوله ، تعالى : (١) (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ ، أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ ، أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى) ، وما كان من هذا النحو ، فـ «أو» (٢) حرف من حروف النّسق ، وليس بمعنى الواو.

ومعنى الواو (٣) : قول النابغة أيضا (٤) :

قالت : فياليتما هذا الحمام لنا

إلى حمامتنا ، أو نصفه ، فقد

أي (٥) : ونصفه. (٦)

والواو (٧) التي تتحوّل ياء

مثل : ميزان ، وميقات ، وميعاد. وأصله الواو ، لأنّه : وزن ، ووقت ، ووعد. إلّا أنّ كلّ واو إذا انكسر ما قبلها انقلبت ياء. والدليل على ذلك أنّك إذا جمعت قلت : موازين ، ومواعيد ، ومواقيت (٨). فرددته إلى الواو. وقال الله ، جلّ اسمه : (٩) (ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ). وإنّما هو من : لون. قال الشاعر : (١٠)

__________________

(١) الآية ٣١ من الرعد.

(٢) في الأصل : فهو.

(٣) سقط «ومعنى الواو» من النسختين.

(٤) انظر الورقة ١٩. ق : «قال النابغة .. نصفه». ب : أيضا قال النابغة الذبياني .. نصفه.

(٥) ب : معناه.

(٦) ق : ونصفه.

(٧) سقط حتى «بالضمة أو الفتحة» من النسختين.

(٨) في الأصل : موازين ومواعيد ومواقيت.

(٩) الآية ٥ من الحشر.

(١٠) البحر ٨ : ٢٤٤. والقتود : جمع قتد. وهو خشب الرحل. واللينة : شجرة النخل. والقرواء : المرتفعة. وتهفو : تضطرب وتتمايل. والجنوب : الأطراف. مفردها جنب.

٢٩٠

كأن قتودي فوقها عشّ طائر

على لينة قرواء ، تهفو جنوبها

يريد : لونا من النّخل.

وإذا كانت الواو فاء الفعل ، وانكسر ما بعدها ، وانفتح ما قبلها ، حذفتها لأنّ الواو لا تثبت. مثل : وجد يجد. كان الأصل فيه «يوجد» ، فذهبت الواو لانكسار ما بعدها. ولو كانت مفتوحة لثبتت. ومثله : وزن يزن ، ووعد يعد. قال الله ، عزّ وجلّ : (١) (أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً)؟

وإذا كان الفعل على «فعل يفعل» ، مما فاؤه واو (٢) ، ففيه ثلاث (٣) لغات : لتميم لغة ، ولقيس لغة ، ولسائر العرب لغة ، ولأهل الحجاز لغة.

قالوا في مثل ذلك : وحد يوحد (٤) ، ووجع يوجع. هذه لغة أهل الحجاز. قال الله ، جلّ وعزّ : (٥) (قالُوا : لا تَوْجَلْ). قال الشاعر : (٦)

لعمرك ما أدري وإنّي لأوجل

على أيّنا تغدو المنيّة ، أوّل؟

__________________

(١) الآية ٨٦ من طه.

(٢) في الأصل : فعل يفعل مما فاؤه فاء.

(٣) كذا. وسيورد أربع لغات. وانظر اللسان والتاج (وجع) و (وجل) والمنصف ١ : ٢٠١ ـ ٢٠٣ وشرح الشافية ٣ : ٩٢ والممتع ص ٤٣٢ ـ ٤٣٣.

(٤) في الأصل : «وجد يوجد». ووحد : انفرد.

(٥) الآية ٥٣ من الحجر.

(٦) معن بن أوس. ديوانه ص ٥٧ والمقتضب ٣ : ٣٤٦ والمنصف ٣ : ٣٥ والأمالي ١ : ٢١٨ وأمالي ابن الشجري ١ : ٣٢٨ و ٢ : ٢٦٣ وشرح المفصل ٤ : ٨٧ و ٦ : ٩٨ وشذور الذهب ص ١٠٣ والأشموني ٢ : ٢٦٨ والعيني ٣ : ٤٣٩ والخزانة ٣ : ٥٠٥. وقيل : إن أوجل ههنا صفة لا فعل مضارع. انظر الخزانة : ٣ : ٥٠٥.

٢٩١

وتميم تقول : ييجع (١) ، بقلب الواو ياء. قال متمّم بن نويرة : (٢)

قعيدك ، ألّا تسمعيه ملامة

ولا تنكئي قرح الفؤاد فييجعا

وقال آخر : (٣)

بانت أميمة بالطّلاق

ونجوت من غلّ الوثاق

بانت ، فلم ييجع لها

قلبي ، ولم تدمع مآقي (٤)

وتقول [سائر العرب](٥) : أيجل ، ثمّ أوجل. (٦). تردّه إلى أصله ، لا نفتاح ما قبله

وقيس تقول : ياجل (٧) ، وتاجل.

فإذا اعتلّ عين الفعل فمنه (٨) قولهم : قل. كان الأصل فيه «أقول» ، فاعتلّت الواو ، وهو عين الفعل ، فاستثقلوا تحريكها ، فردّوها في الخلقة إلى «قول» (٩) ، ثم حذفوا الواو ، لاجتماع الساكنين.

__________________

(١) في الأصل : «يقول ييجع». وانظر شرح ديوان المفضليات ص ٥٣٩ والخزانة ١ : ٢٣٥ ونسب كسر الياء أيضا إلى بني أسد. انظر اللسان والتاج (وجع) و (وجل).

(٢) المقتضب ٢ : ٢٣٨ والمنصف ١ : ٢٠٦ وشرح ديوان المفضليات ص ٥٣٩ والكامل ١ : ٨٧ وشرح اختيارات المفضل ص ١١٨٤ واللسان والتاج (قعد) و (وجع) والخزانة ١ : ٢٣٤ و ٢ : ٢١٤ والهمع ٢ : ٤٥ والدرر ٢ : ٥٥. والبيت في الأصل مشوه. وقعيدك : حافظك ـ أي : نشدتك بالله حافظك.

(٣) شرح الحماسة للمرزوقي ص ١٨٦٨. والغل : طوق من الحديد يجعل في عنق الأسير أو يديه.

(٤) في الأصل : «فلم ييجع». والمآقي : جمع مؤق. وهو طرف العين يلي الأنف ، وهو مخرج الدمع.

(٥) انظر الكتاب ١ : ٢٥٧.

(٦) في الأصل : أيجل ثم أوجل.

(٧) في الأصل : وليس تقول يا وجل.

(٨) في الأصل : منه.

(٩) في الأصل : ردوها في الخلقة إلى قول.

٢٩٢

فإذا ثنّوا وجمعوا ردّوا الواو ، لأنّ (١) اللام قد تحرّكت بالضمّة ، [أو الفتحة].

والواو (٢) التي في موضع «بل»

قوله ، تبارك وتعالى (٣) : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ ، أَوْ يَزِيدُونَ). معناه : (٤) بل يزيدون. ومثله : (٥) (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ ، مِنْ بَعْدِ ذلِكَ ، فَهِيَ كَالْحِجارَةِ ، أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً). معناه : بل أشدّ قسوة. فلهذا ارتفع «أشدّ» ، (٦) وليس بنسق على الحجارة.

وقد تضع العرب (٧) «أم» ، في موضع «بل» ، كقول الأخطل : (٨)

كذبتك عينك أم رأيت بواسط

غلس الظّلام من الرّباب خيالا

معناه : بل رأيت [بواسط](٩). ومنه قول الله ، تبارك وتعالى (١٠) : (أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ) أي : بل أنا خير.

__________________

(١) في الأصل : ولأن.

(٢) كذا. والآيتان التاليتان فيهما «أو» لا الواو. ق : «الواو التي بمعنى بل». ب : «والواو في معنى بل». وهذا العنوان مع ما تحته في ق بعد «أي نصفه».

(٣) الآية ١٤٧ من الصافات. ق : «قوله تعالى». ب : قوله عز وجل.

(٤) ب : يعني.

(٥) الآية ٧٤ من البقرة.

(٦) ق : فلهذا أشد ارتفع.

(٧) ب : وقد توضع.

(٨) انظر الورقة ٥٧. ب : كما قال الأخطل التغلبي :

(٩) من ب.

(١٠) الآية ١٥٢ من الزخرف. ق : قول الله تعالى.

٢٩٣

والواو المعلولة

تقع في الأسماء والأفعال. فإذا وجدت الأسماء [والأفعال] ، وفيها واو أو ياء ، فلم تثبت (١) إذا رددت الاسم والفعل إلى «فعلت» ، (٢) فذلك الاسم والفعل معتلّ (٣). مثل : أقول ، وأعوذ (٤) ، وتقول ، وتكيل (٥) ، هذه أفعال معتلّة.

والدليل على ذلك أنّك إذا رددتها إلى «فعلت» لم تثبت الواو والياء ، للعلّة التي أخبرتك. ألا ترى أنك إذا قلت : فعلت ، من «يقول» قلت (٦) : [«قلت»]. فينقص عن (٧) الأصل ، لأنّ «فعلت» في الفعل الصحيح أربعة أحرف ، و «قلت» ثلاثة أحرف.

والفعل الصحيح الذي لا يذهب عند «فعلت» منه شيء ، ولا تنتقل حركته إلى حركة (٨) ولا سكون ، بعضها إلى موضع بعض ، مثلما يتحرّك (٩) في قولك : «يقول». فالياء (١٠) متحرّكة ،

__________________

(١) في الأصل : فلم يثبت.

(٢) في الأصل : «فعلت» بفتح التاء هنا وفيما يلي. ق : «فإذا وجدت اسما أو فعلا ثبتت واوا أو ياء إذا زدت إلى فعلت لم تثبت الياء والواو». ب : فإذا وجدت اسما أو فعلا يبنى فيه واو أو ياء فلم تثبت وذلك إذا رددت إلى فعلت.

(٣) في الأصل : المعتل.

(٤) ق : «مثل أعوذ». ب : مثل أعور.

(٥) ق : ونكيل.

(٦) في الأصل : «تقول قلت». ق : «تقول تقول». وما بين معقوفين من النسختين.

(٧) في الأصل : «فينقص على». ق : فسقط عن.

(٨) ق : «ولا ينتقل حركته». ب : ولا تنتقل حركته.

(٩) في الأصل : بعضها إلى موضع بعض مثلما يتحرك.

(١٠) ق : «والباء». وفي الأصل : «تقول والتاء». ب : تقول فالتاء.

٢٩٤

والقاف متحرّكة ، والواو ساكنة ، و «يقول» (١) : يفعل. فقد انتقل (٢) سكون الواو إلى الفاء (٣) ، وتحرّكت العين (٤) وهي (٥) في موضع الواو من «يقول». ولو كان الفعل (٦) صحيحا لم يتغيّر ، كقولك : يضرب ، ويشتم ، ويخرج ، ويدخل. (٧)

فهذا فعل مضمر (٨) ، لأنّك إذا قلت : ضربت [وشتمت] ، فـ «فعلت» (٩) لم يتغيّر منه شيء. وهو قياسه. (١٠)

مضى تفسير الواوات. (١١)

تفسير جمل اللام ألفات (١٢)

وهي ثلاث عشرة : (١٣)

لا نهي ، ولا جحد ، ولا استثناء ، ولا تحقيق ، ولا في موضع

__________________

(١) في النسختين : تقول.

(٢) في الأصل : انتقلت.

(٣) ب : انتقل عن سكون الواو الفاء.

(٤) يريد عين «يفعل». ب : وتحولت العين.

(٥) في الأصل : وهو.

(٦) ق : «فعلا». ب : من فعل تقول ولو كان فعلا.

(٧) سقط «ويخرج ويدخل» من ق.

(٨) يريد أنه حذف بعضه. وهو يقصد الفعل المعتل. ق : «مختصّ». ب : مختصر.

(٩) في الأصل : «وفعلت». ق : «لأنك تقول ضربت وشتمت». ب : لأنك تقول إذا قلت ضربت وفعلت.

(١٠) في الأصل : «قائم». ولعل الصواب : «تامّ». وبعده في ب : تم الباب.

(١١) سقط «مضى تفسير الواوات» من النسختين.

(١٢) من ب. والعنوان فيها : «جمل اللام ألفات». ق : لام الألفات.

(١٣) ق : «وهي ثلاثة عشر». ب : هي اثنتا عشرة.

٢٩٥

الواو ، ولا في موضع غير (١) ، ولا حشو / ، ولا صلة ، ولا نسق ، ولا في معنى «لكن» ولا في موضع «لم» (٢) ، ولا للتبرئة ، (٣) ولا في موصع (٤) «ليس».

فلا النهي (٥)

لا تخرج (٦) ، ولا تضرب ، [ولا تشتم ، ولا تقم](٧). والنهي جزم أبدا.

ولا الجحد (٨)

[نحو](٩) قول الله ، تبارك وتعالى (١٠) : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ ، جَهْدَ أَيْمانِهِمْ ، لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ. بَلى). رفع «يبعث» ، لأنّه فعل مستقبل ، وهو جحد. ومثله : (لا يَتَّخِذِ (١١) الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ ، مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ). «يتّخذ» رفع ، لأنّه فعل مستقبل ، و «لا» في معنى الجحد (١٢). ومن قرأ «لا يتّخذ المؤمنون

__________________

(١) ق : غير.

(٢) ب : لن.

(٣) في الأصل «ولا للتبرئة» بعد «لكن». وسيجمع المؤلف بين التبرئة ومعنى «ليس» بعد.

(٤) ب : معنى.

(٥) في النسخ : فالنهي.

(٦) ق : لا يخرج.

(٧) من ب. وسقط «ولا تضرب» من ق.

(٨) في النسختين : والجحد.

(٩) من النسختين.

(١٠) الآية ٣٨ من النحل. ق : «الله تعالى». ب : «الله عز وجل». وسقط «بلى» من الأصل.

(١١) الآية ٢٨ من آل عمران. وهذه قراءة الضبي. والجزم قراءة الجمهور. البحر ٢ : ٤٢٢. ق : لا يتخذ.

(١٢) ق : وهو جحد.

٢٩٦

الكافرين» (١) فإنّه نهي ، وهو جزم. وإنّما كسر (٢) ، لاستقبال الألف واللام.

وإلّا استثناء (٣)

خرج (٤) القوم إلّا زيدا ، وقدم القوم إلّا محمدا. والمستثنى إذا لم يكن له (٥) شركة في فعل القوم فهو نصب. ألا ترى [أنّك تقول : خرج القوم إلّا زيدا ، و [قدم القوم إلّا] محمدا ، حين أخرجا من عدد القوم على معنى الاستثناء. ألا ترى](٦) أنّ زيدا (٧) لم يخرج ، ومحمدا لم يقدم. فلذلك انتصبا. (٨)

وإلّا تحقيق (٩)

ما خرج (١٠) من القوم إلّا زيد ، وما قدم من القوم إلّا محمد (١١). رفعت «زيدا» و «محمدا» (١٢) ، لأنّ لهما الفعل (١٣). قال الله ، تعالى : (١٤) (وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ ، إِلَّا أَنْفُسُهُمْ). رفع

__________________

(١) ب : «لا تتخذ المؤمنين». وسقط «الكافرين» من الأصل.

(٢) ق : «كسرت». ب : كسرت.

(٣) ق : «والاستثناء». ب : ولا استثناء.

(٤) سقط حتى «والمستثنى» من النسختين.

(٥) سقطت من النسختين.

(٦) من ق وبعضه في ب. وسقط «ألا ترى» من ق.

(٧) سقطت من النسختين.

(٨) في النسختين : انتصب.

(٩) ق : «ولا للتحقيق». ب : والتحقيق.

(١٠) ق : والتحقيق ما خرج.

(١١) سقط «وما قدم .. محمد» من ق.

(١٢) سقطت من ق.

(١٣) ق : «له الفعل». ب : لهما الفعلين.

(١٤) الآية ٦ من النور. ب : عز وجل.

٢٩٧

[«الشهداء» على معنى اسم «يكن» ، ورفع](١) «أنفسهم» على التحقيق ، (٢) لأنّهم هم الشهداء. وكذلك تقول (٣) : لا إله / إلّا الله ، ولا رجل إلّا زيد ، [وما في الدار إلّا محمد ، وما جاءنى إلّا أبوك](٤). رفعت (٥) «زيدا» على التحقيق ، وعلى أنّه لا يجوز قولك «لا رجل». حتّى تقول «إلّا زيد». وإنّما رفعت على التحقيق.

وإذا قدّمت المستثنى على حرف التحقيق (٦) نصبت ما قبله (٧) ، ورفعت ما بعده (٨). تقول (٩) : مالي إلّا أباك صديق. قال الشاعر : (١٠)

ومالي ، إلّا آل أحمد ، شيعة

ومالي ، إلّا مشعب الحقّ ، مشعب

وقال آخر : (١١)

والنّاس إلب علينا فيك ليس لنا

إلّا السّيوف وأطراف القنا وزر

نصب (١٢) «السيوف» و «أطراف القنا» ، لأنّه قدّم المستثنى ،

__________________

(١) من ق.

(٢) ب : رفع الشهداء على التحقيق.

(٣) ق : قول.

(٤) من ب.

(٥) سقط حتى «إلا توكيدا» من النسختين.

(٦) كذا.

(٦) كذا.

(٦) كذا.

(٧) في الأصل : وتقول.

(٨) الكميت. المقتضب ٤ : ٣٩٨ ومجالس ثعلب ص ٦٠ والأغاني ٥ : ١١٩ والإنصاف ص ٢٧٥ والجمل للزجاجي ص ٢٣٨ وشرح المفصل ٢ : ٧٩ وشذور الذهب ص ٣٦٣ والأشموني ٢ : ١٤٩ والعيني ٣ : ١١١ والخزانة ٢ : ٢٠٧. والمشعب : الطريق.

(٩) كعب بن مالك. الكتاب ١ : ٣٧١ والمقتضب ٤ : ٣٩٧ والإنصاف ص ٢٧٦ وشرح المفصل ٢ : ٧٩. والإلب : المجتمعون على العداوة. والوزر : الملجأ.

(١٠) في الأصل : يصف.

٢٩٨

وعلى أنّ «إلّا» في معنى «لكنّ» ، لأنّ «لكنّ» تحقيق و «إلّا» تحقيق.

فأما قول الآخر : (١)

والحرب لا يبقى ، لجا

حمها ، التّخيّل ، والمراح

إلّا الفتى الصّبّار ، في النّ

جدات ، والفرس الوقاح (٢)

يعني : إلّا أن يكون الفتى الصبّار والفرس. ومثله : (٣)

عشيّة لا تغني الرّماح ، مكانها

ولا النّبل إلّا المشرفيّ المصمّم

يعني : إلّا أن يكون.

فأما قول الآخر : (٤)

ما رام سرّك إنسان ، فيعلمه ،

إلّا الصّحيفة ، والهادي ، والقلما

 ... وإنّما أخبرتك بـ «لكن» (٥) ، لأنّه خارج من الكلام الأوّل. ومثله قول الله ، تبارك وتعالى : (٦) (وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى ، إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى). فهذا استثناء من غير لفظه أيضا. ومثله : (٧) (قُلْ : لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ ،

__________________

(١) سعد بن مالك. الكتاب ١ : ٣٦٦ وشرح الحماسه للمرزوقي ص ٥٠١ والخصائص ٢ : ٢٥٢ والمحتسب ٢ : ٣٢٦ والخزانه ١ : ٢٢٥ و ٢ : ٤ وفي الأصل : «لصاحبها».

والجاحم : المتقد. والتخيل : والخيلاء. والمراح : النشاط.

(٢) النجدة : الشدة. والوقاح : الصلب الحافر.

(٣) لضرار بن الأزور. الكتاب ١ : ٣٦٦ والأشموني ٢ : ١٤٧. والعيني ٣ : ١٠٩ والخزانة ٢ : ٥. وتغني : تنفع. ومكانها أي : في مكان الحرب. والمشرفي : السيف المنسوب إلى مشارف الشام. والمصمم : الماضي في العظم.

(٤) سقط جواب أما. وفي الأصل : «والحادي». والهادي هو الله سبحانه.

(٥) كذا بالسكون. وهو صحيح فيما يلي.

(٦) الآية ٢٠ من الليل.

(٧) الآية ٦٥ من النمل.

٢٩٩

إِلَّا اللهُ) أي : أحد إلّا الله. وأما قوله : (١) (لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ ، إِلَّا مَنْ رَحِمَ) يعني : لكن من رحم. وكذلك : (٢) (لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ ، مِنَ الْقَوْلِ ، إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) أي : لكن من ظلم.

وتقول : ما أتاني إلّا زيد أبو عمرو ، إذا كان زيد هو أبو عمرو. وجاز على البدل ، كما قال الشاعر : (٣)

ما كان من شيخك إلّا عمله

إلّا رسيمه ، وإلّا رمله

لأنّ «الرّسيم» هو «العمل». (٤) فأعاد ، لأنّه ما زاده الّا توكيدا.

وإلّا (٥) بمعنى الواو

مثل قول الشاعر : (٦)

وكلّ أخ مفارقه أخوه

لعمر أبيك ، إلّا الفرقدان

معناه : والفرقدان [يفترقان](٧). ومثله قول الله ، تبارك

__________________

(١) الآية ٤٣ من هود.

(٢) الآية ١٤٨ من النساء.

(٣) الكتاب ١ : ٣٧٤ والوافي ص ١٢٠ والقسطاس ص ١٠٠ وابن عقيل ١ : ٥٣٣ وأوضح المسالك ٢ : ٦٧ والأشموني ٢ : ١٥١ والتصريح ١ : ٣٥٦ والهمع ١ : ٢٢٧ والدرر ١ : ١٩٣ والعيني ٣ : ١١٧ ، والرواية : «مالك من». وفي الأصل : «إلّا عمله* إلّا رسيماه وإلّا رمله».

والشيخ : الجمل المسن. والرسيم : سير مؤثر في الأرض. والرمل : سير بين المشي والعدو.

(٤) في الأصل : لأن الرّسيم هو الرمل.

(٥) ق : «ولا». وسقط من ب.

(٦) انظر الورقة ٣٦. ب : كما قال الشاعر.

(٧) من النسختين.

٣٠٠