الجمل في النّحو

الخليل بن أحمد الفراهيدي

الجمل في النّحو

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات استقلال
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٧٦

وقال آخر : (١)

ولو أنّا على حجر ذبحنا

جرى الدّميان بالخبر اليقين

فقال «الدميان» على الأصل. (٢) وقال الفرزدق : (٣)

هما نفثا في فيّ ، من فمويهما

على النّابح العاوي ، أشدّ رجام

وكذلك تقول (٤) : [يد ، و](٥) يدي. فإذا صاروا إلى الاثنين قالوا : يديان (٦). قال الشاعر : (٧)

فإن أذكر النّعمان ، إلّا بصالح

فإنّ له يديا عليّ ، وأنعما

وقال آخر : (٨)

__________________

(١) علي بن بدال. المقتضب ١ : ٢٣١ و ٢ : ٢٣٨ و ٣ : ١٥٣ والوحشيات ص ٨٤ والمجتنى ص ٨١ ومجالس العلماء ص ٣٢٨ وأمالي الزجاجي ص ٢٠ والمنصف ٢ : ١٤٨ وشرح المفصل ٤ : ١٥١ و ١٥٢ و ٥ : ٨٤ و ٦ : ٥ و ٩ : ٢٤ وأمالي ابن الشجري ٢ : ٣٤ والإنصاف ص ٣٥٧ والصداقة والصديق ص ١٠٦ وشرح شواهد الشافية ص ١١٣ وشرح الملوكي ص ٤٠٩ وشرح اختيارات المفضل ص ٧٦٢ وشرح بانت سعاد ص ٦٨ و ٢٠٤ وشرح ديوان المتنبي ٢ : ٨٣ و ٤ : ٩٠ والأشموني ٤ : ١١٩ والخزانة ٣ : ٣٤٩.

ق : «وقال الشاعر». ومراد الشاعر أن دمه ودم عدوه لا يختلطان لشدة التباغض.

(٢) سقط «فقال الدميان على الأصل» من ق.

(٣) ديوان الفرزدق ص ٧٧١ والكتاب ٢ : ٨٣ و ٢٠٢ والمقتضب ٣ : ١٥٨ ومجالس العلماء ص ٣٢٧ والخصائص ١ : ١٧٠ و ٣ : ١٤٧ و ٢١١ والمحتسب ٢ : ٢٣٨ والإنصاف ص ٣٤٥ والهمع ١ : ٥١ والدرر ١ : ٢٦ وشرح شواهد الشافية ص ١١٥ والخزانة ٢ : ٢٦٩ و ٣ : ٣٤٦. ق : «تفلا». يذكر إبليس وابنه والنابح : المهاجي. والرجام : المدافعة والهجاء.

(٤) سقطت من ق.

(٥) من ق.

(٦) ق : «يديان». وكلاهما صواب.

(٧) ضمرة بن ضمرة. النوادر ص ٥٣ وديوان الأعشى ص ٢٥٧ وديوان النابغة الذيباني ص ٩٨ وشرح الملوكي ص ٤١٢ وشرح المفصل ٥ : ٨٤ و ١٠ : ٥٦ والصحاح والمقاييس وأسرار البلاغة واللسان والتاج (يدي). وفي الأصل : وقال الشاعر.

(٨) صدر بيت يروى عجزه بقواف ثلاث : «تهضما» و «وتضهدا» و «تقهرا». المقتضب ١ : ٢٣٢ والمنصف ١ : ٦٤ و ٢ : ١٤٨ وأمالي ابن الشجري ٢ : ٣٥ وشرح الملوكي ص ٢٨٢ وشرح المفصل ٤ : ١٥١ و ٥ : ٨٣ و ٦ : ٥ وشرح شواهد الشافية ص ١١٣ والمخصص ١٧ : ٥٢ والأشموني ٤ : ١١٩ والصحاح واللسان والتاج (يدي) والخزانة ٢ : ٢٦٩ و ٣ : ٣٤٦. ومحلم : ملك من ملوك اليمن.

٢٢١

*يديان ، بيضاوان ، عند محلّم*

ويقولون : (١) لا أبا لك. أي : لا أب (٢) لك. هذا لغة من يكره أن يكون الاسم على حرفين. (٣)

وأما من يقول : أب ، ويثنّي (٤) ويجمع على الناقص ، فيقول (٥) : أب ، وأبان ، وأبين (٦) ، كما قال الشاعر : (٧)

فمن يك سائلا عنّي فإنّي

بمكّة مولدي وبها ربيت

وقد ربيت بها الآباء ، قبلى

فما شنئت أبيّ وما شنيت (٨)

فقال (٩) «أبيّ» ، لأنّه أراد (١٠) الجمع الناقص [أبين](١١).

فأراد أن يقول «أبين» (١٢) ، فلمّا أضاف إلى الياء أسقط (١٣) النون للإضافة. يقال : أب ، وأبين ، وأبين (١٤). وقال (١٥) الشاعر : (١٦)

__________________

(١) ق : وتقول.

(٢) في الأصل : لا أب.

(٣) ق : «هذا لم يكره أن يكون الاسم على حرف». ب : الحرف أقل من ثلاثة أحرف.

(٤) في الأصل : فيثني.

(٥) في الأصل : وقال.

(٦) سقط «وأما من يقول ... وأبين» من النسختين. وهو تكرار لما مضى في آخر الورقة ٥٣ وأول الورقة ٥٤.

(٧) قصي بن كلاب. الجمهرة ٣ : ٤٨٨ والخصائص ٢ : ٣٤٦ واللسان والتاج (ربو). وفي النسختين : «وأما قول الآخر».

(٨) ق : «فما سبيت ... ولا سبيت». ب : «فما شنئت هناك». وشنأ : أبغض.

(٩) ق : «وقال». ب : أراد به.

(١٠) ب : فأراد.

(١١) من النسختين.

(١٢) سقط «فأراد أن يقول أبين» من النسختين.

(١٣) في الأصل : فأضاف إلى الياء وأسقط.

(١٤) ق : وأبين وأبين.

(١٥) سقط حتى «عبيد» من النسختين.

(١٦) أبو ذؤيب. ديوان الهذليين ١ : ٢ والمنصف ٣ : ١١٧ وشرح اختيارات المفضل ص ١٦٨٥ ـ ١٦٨٧.

٢٢٢

فأجبتها : أمّا لجسمي أنّه

أودى بنيّ ، من البلاد ، فودّعوا

أودى بنيّ ، فأعقبوني حسرة

بعد الرّقاد ، وعبرة ما تقلع

أودى : هلك. قال الشاعر : (١)

فإن أودى لبيد

فقد أودى عبيد

وقال آخر : (٢)

وإنّ لنا أبا حسن ، عليّا

أبا برّا ، ونحن له بنين

جعل النون حرف الإعراب (٣) ، لذهاب الألف واللام ، من البنية. وكان الأصل فيه (٤) «بنون». وقال (٥) آخر ، [في جمع الناقص والتامّ](٦) ، وجعل النون حرف الإعراب ، مع الألف واللام : (٧)

يوم لا ينفع البنين أبيهم

لا ، ولا الأمّهات ، هنّ سواء

أراد «أبيهم» (٨) في معنى (٩) آبائهم. وهو الجمع الناقص. (١٠)

__________________

(١) في الأصل : لبيد.

(٢) سعيد بن قيس. أوضح المسالك ١ : ٥٥ وشرح التصريح ١ : ٧٧ والمخصص ١٧ : ١٠٣ والضرائر لابن عصفور ص ٢١٩ والعيني ١ : ١٥٦ والخزانة ٣ : ٤١٣ و ٤١٨. وفي حاشية الأصل : «بنون». وفي النسختين : «أب برّ». وأبو حسن هو علي بن أبي طالب.

(٣) سقط «حرف الإعراب» من النسختين.

(٤) سقطت من ق.

(٥) جعل حتى «في معنى آبائهم» بعد «النون من البنين» في ق ، وبعد «الزيدين» في ب.

(٦) من النسختين.

(٧) سقط «وجعل النون حرف الإعراب مع الألف واللام» من النسختين.

(٨) في الأصل : بنيهم.

(٩) ب : بمعنى.

(١٠) سقط «وهو الجمع الناقص» من النسختين.

٢٢٣

ويقولون (١) أيضا : مررت بالبنين ، ورأيت البنين ، وهؤلاء البنين. (٢) فقلب (٣) الواو ياء في الرفع ، لأنّه لا يكون رفعان (٤) في بنية. قال جرير :/ (٥)

إنّي لأبكي على ابني يوسف ، أبدا

عمري ، ومثلهما في الدّين يبكيني

ما سدّحيّ ولا ميت ، مسدّهما

إلّا الخلائف من بعد النّبيّين (٦)

وهم (٧) يقولون ، على هذه اللغة : مررت بالزّيدين (٨) ، ورأيت الزّيدين. (٩) قال الحطيئة ، يهجو أمّه : (١٠)

جزاك الله شرّا ، من عجوز

ولقّاك العقوق ، من البنين

فقد سوّطت أمر بنيك ، حتّى

تركتهم أدقّ من الطّحين (١١)

لسانك مبرد ، إذ لست تبقي

ودرّك درّ جاذية دهين (١٢)

__________________

(١) في النسختين : «فقالوا في الجمع الناقص». ولعله تصحيف للجملة قبله.

(٢) في النسخ : البنين.

(٣) ب : فقالوا.

(٤) ق : «رفعا». ب : رفعا إلّا.

(٥) كذا في الأصل. ق : «قال الفرزدق». ب : «قال آخر». وينسب البيتان إلى الفرزدق.

الكامل ١ : ٣٠٣ والموشح ص ٢١ والضرائر لابن عصفور ص ٢١٩ والآلوسي ص ١٦٦ وشرح المفصل ٥ : ١٤ والهمع : ١ : ٤٩ والدرر ١ : ٢٢.

(٦) في النسختين : «ماسار ... بسيرهما». والخلائف : جمع خليفة.

(٧) في النسختين : فهم.

(٨) ب : بالزيدان.

(٩) سقط «ورأيت الزيدين» من النسختين.

(١٠) ديوان الحطيئة ص ٢٧٨ والتصحيف ص ١٣٩ والخزانة ١ : ٤١٠ واللسان والتاج (دهن) ق : وأورثك العقوق.

(١١) ق : «فقد شطّرت». وسوط : خلط وأفسد.

(١٢) في الأصل : «ميرديء فلست». ق : «جارية». والجاذية : الناقة يقل لبنها إذا نتجت.

والدهين : التي لا يدر ضرعها قطرة.

٢٢٤

فكسر النون من «البنين». وهذا وجهه وقياسه. (١) [والله أعلم](٢).

مضى تفسير وجوه الجزم (٣).

جمل الألفات (٤)

وهى اثنان (٥) وعشرون ألفا :

ألف وصل ، وألف قطع ، وألف سنخ ، وألف استفهام (٦) ، وألف استخبار (٧) ، وألف التثنية (٨) [في حال الرفع](٩) ، وألف الضمير ، وألف الخروج والترنّم ، وألف تكون (١٠) عوضا من النون الخفيفة ، وألف النّفس ، وألف التأنيث ، وألف التعريف ، وألف الجيئة ، وألف العطيّة ، وألف تكون بدلا من الواو ، وألف التوبيخ ، وألف تكون مع اللام ، وألف الإقحام ، وألف الإلحاق بعد الواو ، وتسمّى ألف الوصل (١١) ، وألف التعجّب ،

__________________

(١) في النسختين : وهذا وجه الباب.

(٢) من ق.

(٣) سقط «مضى تفسير وجوه الجزم» من النسختين.

(٤) سقطت من النسختين.

(٥) سيورد ثلاثا وعشرين ألفا.

(٦) ق : الاستفهام.

(٧) في النسختين : الاستخبار.

(٨) ب : البنية.

(٩) من ق.

(١٠) ق : يكون.

(١١) سقط «بعد ... الوصل» من النسختين.

٢٢٥

وألف التقرير (١) ، وألف التحقيق والإيجاب ، وألف التّنبيه. (٢)

فألف الوصل

في ابتدائكها (٣) مكسورة أبدا (٤) ، نحو قولهم (٥) : استغفر الله ، استودع الله (٦) ، استحوذ ، اصطفى (٧). وكذلك إذا أخبرت عن نفسك ، في الماضي ، تقول (٨) : [اصطنعتك.](٩) ، اصطفيتك. [فإذا](١٠) عدوتها (١١) إلى ما لم يسمّ فاعله ضممت (١٢) في ابتدائكها. (١٣) تقول (١٤) : اضطرّ ، [استخرج ، استعمل](١٥)

وهي تتّصل بما قبلها من ضمّ ، وفتح ، وكسر (١٦). فتقول فيما كان متّصلا [بضمّ](١٧) : حيث ابن زيد ، وبالفتح : ليت ابن زيد ، وبالكسر : من (١٨) ابن زيد. فإذا سكن (١٩) ما قبلها قلت :

__________________

(١) زاد هنا في ق : والتوقيف.

(٢) في الأصل : «التثنية». وسقط «وألف التنبيه» من النسختين

(٣) ق : ابتدائها.

(٤) سقطت من ق.

(٥) ب : قولك.

(٦) في النسختين : استغفر استودع.

(٧) ب : اصطف.

(٨) سقطت من النسختين.

(٩) من ق.

(١٠) من النسختين.

(١١) في الأصل : «أعدوتها». ق : «عدّوها» ، ب : «عدوابها». وعدا وعدّى وأعدى : صرف وحوّل.

(١٢) ق : «ضممتها» ب : ضمّت.

(١٣) ق : ابتدائها.

(١٤) ب : نحو.

(١٥) من ق. وفي الأصل : «اخرج ادخل اخرج». ب : اخرج ادخل.

(١٦) ب : أو فتح أو كسر.

(١٠) من النسختين.

(١٧) هذا ساكن الآخر. وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين.

(١٨) في الأصل : سكنت.

٢٢٦

هذا (١) ابن زيد.

فإذا عدّوها (٢) إلى المأمور به فإن كان ثالث حروفه (٣) مضموما فالألف مضمومة ، وإن كان ثالث (٤) حروفه مكسورا فالألف مكسورة. (٥) وكذلك إذا كان ثالث حروفه (٦) مفتوحا كسروا الألف (٧) ، [أيضا](٨). وألف الوصل مثل [ألف](٩) : اذهب. وإنّما فعلوا ذلك لئلّا تشتبه (١٠) الف الوصل بألف النّفس.

وأما قولهم : اثنان (١١) ، ابن ، اسم ، فكسروا (١٢) الألف لأنّ الذي يليها ساكن. فحرّكوا الألف إلى الكسر ، لأنّ الكسرة (١٣) أخت الجزم وأخت الساكن ، كما أنّ الجزم في الأفعال نظير الجرّ في الأسماء. ومن ثمّ إذا حرّك / المجزوم ، والموقوف ، حرّك إلى الكسر. (١٤)

__________________

(١) في الأصل : هل.

(٢) في الأصل : أعدوها.

(٣) في الأصل : حرفه.

(٤) سقط «حروفه ... ثالث» من ق.

(٥) ب : كسرت الألف.

(٦) في الأصل : «حرفه». ق : «وإن كان ثالث حروفه». ب : إن كان ثالث حروفه.

(٧) ق : «فالألف مكسورة». ب : كسرت الألف.

(٨) من ق.

(٨) من ق.

(٩) في الأصل : «يشبّه». ق : «يشتبه». ب : تشبه.

(١٠) في الأصل : ابنان.

(١١) ق : كسروا.

(١٢) في الأصل وق : الكسر.

(١٣) ب : الكسرة.

٢٢٧

وأما ألف القطع

فإنّما تعرف (١) بياء (٢) «يفعل» (٣) من البنية. وهي مقطوعة في جميع أحوالها. فمن ذلك (٤) : أكرم يكرم ، وأعطى يعطي ، وأرسل يرسل. ألا ترى أنّ الياء (٥) من البنية مضمومة. وكلّ ما (٦) كانت ياء «يفعل» [منها](٧) مضمومة فالألف (٨) ألف قطع ، نحو قولهم : أكرم يكرم ، وأعطى يعطي ، وأرسل يرسل. (٩) وكلّ ما (١٠) كانت ياء «يفعل» [منها](١١) مفتوحة فألفه ألف وصل ، نحو قولك : ضرب (١٢) يضرب ، وشتم (١٣) يشتم. ألا (١٤) ترى أنّ ياء «يفعل» (١٥) من البنية مفتوحة.

وأما ألف السّنخ (١٦)

فهي سنخ الكلمة (١٧). فإنّها تثبت في حال المضيّ والاستقبال والمضارعة. (١٨) فمن ذلك قولهم (١٩) : أمر يأمر ، وأخذ يأخذ ، وأكل

__________________

(١) ب : فتعرف.

(٢) في الأصل : ببناء.

(٣) يريد الفعل المضارع دون قيد. ولو لا ذلك لكان يفعل.

(٤) ب : تقول من ذلك.

(٥) في النسختين : ياء الفعل.

(٦) في النسخ : وكلّما.

(٧) من ق.

(٨) ق : فألفه.

(٩) سقط «نحو ... يرسل» من ق.

(٦) في النسخ : وكلّما.

(٧) من ق.

(١٠) سقطت من ق.

(١٠) سقطت من ق.

(١١) سقط حتى «مفتوحة» من ق.

(١٢) ب : ياء الفعل.

(١٣) ب : سنخ.

(١٤) سقطت «فهي سنخ الكلمة» من النسختين.

(١٥) سقطت من النسختين.

(١٦) سقط «فمن ذلك قولهم» من ق. وفيها بدلا منه : نحو.

٢٢٨

يأكل. قالوا هذا في المضموم ثالثه ، لأنّ الميم من «يأمر» ، والخاء من «يأخذ» ، والكاف من «يأكل» ، مضمومات. وقولهم في (١) المكسور ثالثه : أسر يأسر ، وأتى يأتي. وقالوا في المفتوح ثالثه : أشر يأشر ، وأمر الشيء يأمر (٢) إذا كثر ، كما قال (٣) الله تعالى : (وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا) (٤) مُتْرَفِيها).

فإذا أمرت من «أخذ» (٥) قلت : خذ وكان الأصل فيه (٦) «اؤخذ» ، فكرهوا أن يجمعوا بين همزتين (٧) مع ضمّة ، فحذفوهما (٨) ، فكان ما بقي دالّا (٩) [على ما ذهب ، و](١٠) على المعنى. ومن (١١) شأن العرب الإيجاز ، والاكتفاء بالقليل عن الكثير ، إذا كان ما بقي دالّا على المعنى.

وإذا (١٢) أمرت من «يأمر» [قلت : أومر ، بالواو](١٣).

__________________

(١) ق : «وفي». ب : «وقالوا في». وسقط «لأن الميم ... وقولهم» من النسختين.

(٢) في الأصل : أمن يأمن الشيء.

(٣) سقط حتى «مترفيها» من النسختين.

(٤) الآية ١٦ من الإسراء. وهذه قراءة الجمهور. وحكى أبو حاتم عن أبي زيد أن أمرنا بكون بمعنى كثّرنا. البحر ٦ : ١٧ ـ ٢٠.

(٥) ب : أخذ يأخذ.

(٦) سقطت من النسختين.

(٧) ب : الهمزتين.

(٨) ق : «فحذفوا». ب : فحذفوها.

(٩) في النسختين : دليلا.

(١٠) من ب. ق : على ما ألقى و.

(١١) سقط حتى «على المعنى» من النسختين.

(١٢) ب : فإذا.

(١٣) من ق. وسقط منها «وإذا بدىء بالواو».

٢٢٩

و [إذا] بدىء بالواو فمنهم (١) من يقول بالألف (٢) ، كما قال الله (٣) جلّ وعزّ ، في «طه» : (وَأْمُرْ) (٤) أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ ، وَاصْطَبِرْ عَلَيْها ، لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً). وإنّما فعلوا ذلك ، لأنّ الواو والميم مخرجهما من مكان واحد (٥) ، ففرقوا بينهما بمدّة (٦). ومنهم من يقول بالألف. (٧)

وإذا أمرت من «يأسر» قلت : ايسر (٨). فلم تذهب (٩) الياء ، [بغير ألف](١٠) ، لأنّها مكسورة ، وهي (١١) أخفّ من الواو. وكذلك (١٢) : ايت يا هذا (١٣). وتقول في «يأشر» : ايشر (١٤). ففتحت الشين من «ايشر» وهي عين الفعل ، وكسرت من «ايسر» (١٥) وهي عين الفعل [أيضا](١٦) ، لأنّ مثال «يأسر» : يفعل ، ومثال «يأشر» : يفعل. (١٧)

__________________

(١) ق : ومنهم.

(٢) ب : بألف.

(٣) ق : كما قال.

(٤) الآية ١٣٢. وفي الأصل : «وأمر». وسقط «واصطبر عليها لا نسألك رزقا» من الأصل وق.

(٥) سقطت من ق.

(٦) في الأصل : بهمزة.

(٧) الألف هنا : الهمزة. وعلى هذا تكون القراءة : واؤمر.

(٨) في الأصل : أيسر.

(٩) ق : فلم تذهب.

(١٠) من ب.

(١١) ق : فهي.

(١٢) ق : «كقولك». ب : وكقوله.

(١٣) ق : لهذا.

(١٤) ق : أيشر.

(١٥) في الأصل : ياسر.

(١٦) من ق.

(١٧) سقط «ومثال يأشر يفعل» من ق.

٢٣٠

وألف الاستفهام

كقولهم (١) : أمحمد خارج أم زيد؟ ألبن عندك أم عسل؟ (٢) فإذا وقعت (٣) ألف الاستفهام مع ألف القطع تكونان بهمزتين (٤) في حال المضيّ. وإن شئت مددت. فمن ذلك قولهم : أأكرمت زيدا؟ وإن شئت مددت ، فقلت (٥) : آكرمت (٦) زيدا؟ [بألف واحدة](٧). كأنّهم عافوا أنّ يجمعوا بين همزتين مثلين (٨) ، فقلبوها مدّا. وقد قرىء هذا الحرف ممدودا : (٩) (أَأَنْذَرْتَهُمْ) / ـ قرأ عاصم وأبو عمرو بهمزتين (١٠) ـ والآخر : (أَأَنْتَ) (١١) قُلْتَ لِلنَّاسِ)؟ قرأه عاصم (١٢) بهمزتين. ومنهم (١٣) من قرأه بمّدة (آأنت) ، (١٤) وجميع ما يشبهه من القرآن. قال ذو الرمّة [غيلان

__________________

(١) في الأصل : «قولهم». ب : كقولك.

(٢) ق : أعندك عسل أم سمن.

(٣) ب : أوقعت.

(٤) ق : ألف الوصل يكونان همزتين.

(٥) في النسختين : وإن شئت قلت.

(٦) في الأصل : أكرمت.

(٧) من ق. والألف هنا : الهمزة.

(٨) سقطت من ق.

(٩) الآيتان ٦ من البقرة و ١٠ من يس. وانظر النشر فى القراءات العشر ١ : ٣٦٣ ـ ٣٦٤.

(١٠) سقط الاعتراض من النسختين.

(١١) الآية ١١٦ من المائدة. وفي الأصل : «أآنت». ق : «آأنت». وانظر النشر : ٣٦٣ ـ ١٤

(١٢) ق : وقرىء.

(١٣) سقط حتى «قردا» من ق.

(١٤) ب : أأنت والآخر أأنذرتهم بهمزتين.

٢٣١

ابن عقبة] : (١)

فياظبية الوعساء بين حلاحل

وبين النّقا ، آأنت أم أمّ سالم؟

وقال آخر : (٢)

وخرق إذا ما القوم أبدوا فكاهة

تذكّر : آإيّاه يعنون أم قردا؟

وقال آخر [أيضا] : (٣)

تساورت فاستشرفته فوجدته

فقلت له : آأنت زيد الأراقم؟

فإذا وقعت (٤) ألف الاستفهام مع ألف الوصل التقفت ألف الوصل بألف (٥) الاستفهام. تقول [من ذلك](٦) : أتّخذت (٧) زيدا خلّا؟ أصطنعت (٨) عمرا؟ ألا ترى كيف ذهب ألف الاستفهام بألف الوصل ، (٩) [لأنّ ألف الاستفهام أقوى من

__________________

(١) ديوان ذي الرمة ص ٦٢٢ والكتاب ٢ : ١٦٨ والمقتضب ١ : ١٦٣ والكامل ص ٤٦٢ والأمالي ٢ : ٥٨ والخصائص ٢ : ٤٥٨ والمنصف ٢ : ٤٨٢ والأزهية ص ٢١ والمفصل ص ١٦٧ وشرحه ١ : ٩٤ و ٩ : ١١٩ وأمالي ابن الشجري ١ : ٣٢٠ والجنى الداني ص ٤١٩ وشرح الملوكي ص ٣٠٨ والهمع ١ : ١٧٢ والدرر ١ : ١٤٧ وشرح شواهد الشافية ص ٣٤٧. وما بين معقوفين من ب. وفيها : «أياظبية». والوعساء : الأرض اللينة ذات الرمل. وحلاحل : اسم موضع. والنقا : التل من الرمل.

(٢) جامع بن عمرو. رصف المباني ص ٢٦ وشرح المفصل ٩ : ١١٨ و ١١٩ والهمع ١ : ١٥٥ والدرر ١ : ١٣٧ وشرح شواهد الشافية ص ٣٨ و ٣٤٩ واللسان (حزق). والرواية : «حزقّ». والحزق : القصير الضخم البطن. وفي الأصل : إيّاه.

(٣) مزرد. الأزهية ص ٢٢ وأساس البلاغة (شرف). وانظر ديوان ذي الرمة ص ٦٦٢. وفي الأصل : «تشاورت». ب : «فساورت». وما بين معقوفين منها. ق : «فناديته مستشرفا».

وتساور : اعتلى. واستشرفته : رفعت بصري أنظر إليه.

(٤) ب : أوقعت.

(٥) في الأصل : «التفقت ألف الوصل وبألف». ق : التفت ألف الوصل ألف.

(٦) من ب.

(٧) في الأصل : أتّخذت.

(٨) في الأصل : أصطنعت.

(٩) في النسختين : أذهبت ألف الوصل.

٢٣٢

ألف الوصل](١). فإذا عدوتها إلى نفسك في «أفعل» [قلت](٢) : أأتّخذ؟ (٣) وإن شئت حوّلتها مدّا فقلت : آتّخذ؟ اجتمع (٤) هناك ثلاث ألفات : ألف الوصل (٥) التي كانت في الأصل ، وألف النّفس ، وألف الاستفهام. فألف النّفس التقفت (٦) ألف الوصل. وذلك أنّها أقوى منها ، لأنّ أصل ألف النّفس التحريك ، وأصل ألف الوصل السكون. فهي كالشيء الميّت (٧) ألا تستمع إلى (٨) قوله ، [تعالى](٩) : (أَأَتَّخِذُ) (١٠) مِنْ دُونِهِ آلِهَةً)؟ وإنّما ذلك (١١) على ألفين ، وإلى قوله [تعالى] : (١٢) (أَطَّلَعَ الْغَيْبَ)؟ (١٣) (أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ)؟ (١٤) وذلك على ألف واحدة ، وذهبت الأخرى ، وهي ألف الوصل ، (١٥) لأنّ هذه أقوى من تلك لحركتها (١٦).

__________________

(١) من النسختين.

(٢) من ق.

(٣) في الأصل : أتخذ.

(٤) ب : فاجتمع.

(٥) ب : «ألف فصل». وسقط حتى «التحريك» من ق.

(٦) في الأصل : التفقت.

(٧) ب : كشيء ميت.

(٨) في الأصل : «ألا تسمع إلى». ق : ألا تسمع.

(٩) من ق.

(١٠) الآية ٢٣ من يس. وفي الأصل وق : آتّخذ.

(١١) ب : فإنها بذلك.

(١٢) الآية ٧٨ من مريم. وما بين معقوفين من ق.

(١٣) الآية ١٥٣ من الصافات.

(١٤) زاد هنا في ق : على ألفين.

(١٥) ب : وصل.

(١٦) ق : بحركتها.

٢٣٣

ثمّ اعلم أنّ ألف الاستفهام أمارتها ، يعني (١) علامتها ، «أم» نحو قول الله ، عزّ وجلّ (٢) : (أَأَنْتُمْ) (٣) أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ ، أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ)؟ وربّما أضمروا ألف الاستفهام ، واستغنوا [عنه](٤) بأمارته ، فيقولون : زيد أتاك أم عمرو؟ ومحمد (٥) عندك أم زيد؟ قال امرؤ القيس : (٦)

تروح من الحيّ ، أم تبتكر؟

وما ذا يضرّك لو تنتظر؟

وقال آخر :

فو الله ما أدري ، وإنّي لسائل :

تميم بن مرّ أم تميم بن مقبل؟

يعني : (٧) أتميم بن مرّ؟ وقال آخر [أيضا في ذلك] : (٨)

كذبتك عينك ، أم رأيت بواسط

غلس الظّلام من الحبيب خيالا؟

[وقال آخر أيضا : (٩)

أبا مالك هل لمتني مذ حضضتني

على القتل أم هل لامني لك لائم]؟

__________________

(١) سقط «أمارتها يعني» من ق.

(٢) ق : جلّ وعزّ.

(٣) الآية ٦٩ من الواقعة. ق : «أنتم». ب : أأنتم.

(٤) من ق. وتذكير الضمير العائد على الحرف أو اسمه كثير جدا في هذا الكتاب.

(٥) ق : وهند.

(٦) ديوان امرىء القيس ص ١٠٩. ب : «قال الشاعر ... إن تنتظر».

(٧) سقط حتى «خيالا» من ق ، وسقط «أتميم بن مر» من ب.

(٨) الأخطل. ديوانه ص ١٠٥ والكتاب ١ : ٤٨٤ والمقتضب ٣ : ٢٩٥ والمغني ص ٤٥ والخزانة ٤ : ٣٥٢. وما بين معقوفين من ب. وواسط : اسم موضع. والغلس : الاختلاط.

يريد اختلاط الظلام والضياء.

(٩) الجحاف بن حكيم. الكتاب ١ : ٤٨٦ وديوان الأخطل ص ٣٧ والهمع ٢ : ١٣٣ والدرر ٢ : ١٧٨. وأبو مالك هو الأخطل. وما بين معقوفين من ب. وهو استطراد وليس فيه حذف الهمزة.

٢٣٤

وقال آخر : (١)

فو الله ما أدري ، وإنّي لسائل :

بسبع رمين الجمر أم بثماني؟

يريد : أبسبع؟ فأضمر ألف الاستفهام.

وممّا نطق به / القرآن [المجيد](٢) قوله ، جلّ وعزّ : (٣) (وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً ، لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ. قُلْ : تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً ، إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ) ، ثمّ قال : (٤) (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ)؟ مجازه : أذلك خير أم من هو قانت؟ (٥)

وأما (٦) ألف الاستخبار

لا يحتاج (٧) إلى «أم». تقول : أعندك شيء (٨)؟ آنت (٩) الرّجل؟

وألف التثنية

ليّنة ، وهي أمارة الرفع ، نحو قولهم (١٠) : رجلان ،

__________________

(١) عمر بن أبي ربيعة. ديوانه ص ٢٥٨ والكتاب ١ : ٤٨٥ والمقتضب ٣ : ٣٩٤ والمحتسب ١ : ٥٠ وأمالي ابن الشجري ١ : ٢٦٦ و ٢ : ٣٣٥ وشرح المفصل ٨ : ١٥٤ والمغني ص ٧ وابن عقيل ٢ : ٦٩ والهمع ٢ : ١٣٢ والدرر ٢ : ١٧٥ والعيني ٤ : ١٤٢ والخزانة ٤ : ٤٤٧ ـ ٤٥٠. وفي الأصل : «رميت الجمر أم بثمانيا». والرواية : «وإن كنت داريا». ويروى : «وإنّي لحاسب».

(٢) من ق. وسقط «قوله .. لله» من النسختين.

(٣) الآية ٨ من الزمر.

(٤) الآية ٩. وسقط «ثم قال» من النسختين.

(٥) ق : «فجاءه بأم». ب : فجاز له بأم.

(٦) سقطت من النسختين.

(٧) ب : لا تحتاج.

(٨) ب : رجل.

(٩) في النسخ : أنت.

(١٠) في الأصل : قولك.

٢٣٥

وفرسان. (١)

وألف الضمير

تكون (٢) في الأفعال دون الأسماء ، نحو قولهم (٣) : الزّيدان (٤) [قاما] ، والعمران (٥) قعدا. [وهي ألف الضمير](٦). وألف الضمير تبنى (٧) على ألف الإعراب ، لأنّ الأسماء قبل الأفعال. وذلك أنّها لا تستغني عن الأسماء. يقولون : رجلان في الدار. ويقولون : الله ربّنا ، ومحمّد نبيّنا. فاستغنى الاسم عن الفعل. وهم إذا قالوا : قاما ، وقاموا ، لم يستغن الفعل عن الاسم (٨) ، مضمرا أو مظهرا.

وأما (٩) ألف الخروج والترنّم

لا يكون إلّا في رؤوس الآي (١٠) ، أو عند القوافي. وإنّما فعلوا ذلك ، لبعد الصوت. من ذلك قوله ، [تعالى](١١) : (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا). ومثله : (١٢) (فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) (١٣) ، (وَأَطَعْنَا

__________________

(١) سقطت من ق.

(٢) ق : يكون.

(٣) في الأصل : قولك.

(٤) سقطت من ق. وما بين معقوفين هو منها.

(٥) سقطت من ق.

(٦) من ق.

(٧) في الأصل : تثنّى.

(٨) في الأصل وب : الاسم عن الفعل.

(٩) ق : فأما.

(١٠) ق : لا تكون إلا في آخر الآية.

(١١) الآية ١٠ من الأحزاب. وما بين معقوفين من ق ، وفيها : قال الله تعالى.

(١٢) الآية ٦٧ من الأحزاب. ق : وقال.

(١٣) الآية ٦٦ من الأحزاب. وسقطت من الأصل وق.

٢٣٦

الرَّسُولَا). وقال جرير : (١)

أقلّي اللّوم ، عاذل ، والعتابا

وقولي ، إن أصبت : لقد أصابا

والباء لا يلزمه (٢) التنوين (٣) ، إذا كان في أوّله ألف ولام. ولكنّه إنّما (٤) أدخله للترنّم وبعد الصوت. وقال آخر : (٥)

كرهت ، على المواصلة ، العتابا

وأمسى الشّيب قد ورث الشّبابا

ومثله كثير. (٦)

وأما الألف التي تكون عوضا (٧) من النون الخفيفة

مثل قولك (٨) : يا زيد اضربا. ولا تتحوّل (٩) النون الخفيفة ألفا إلّا عند الوقف عليها ، كقوله تعالى : (١٠) (لَيُسْجَنَنَّ ، وَ) ليكونن (١١) (مِنَ

__________________

(١) ديوان جرير ص ٦٤ والنوادر ص ١٢٧ والكتاب ٢ : ٢٩٨ والمقتضب ١ : ٢٤٠ والخصائص ١ : ١٧١ و ٢ : ٩٦ والمنصف ١ : ٢٢٤ و ٢ : ٧٩ وأمالي ابن الشجري ٢ : ٣٩ والوافي ص ٢٢٤ و ٢٣١ والإنصاف ص ٦٥٥ وشرح المفصل ٤ : ١١٥ و ١٤٥ و ٥ : ٧ و ٩ : ٢٩ والمغني ص ٣٧٨ وابن عقيل ١ : ٢٣ والهمع ٢ : ١٥٧ والدرر ٢ : ٢١٤ والخزانة ١ : ٣٤ و ٤ : ٥٥٤.

(٢) في النسختين : لا يلزمها.

(٣) في الأصل وق : الإعراب.

(٤) سقطت من ق.

(٥) في الأصل : قال الشاعر.

(٦) سقط «ومثله كثير» من ق. ب : ومثل هذا كثير.

(٧) ق : التي هي عوض.

(٨) في الأصل : «تقول». ق : نحو قولك.

(٩) ق : ولا يتحول.

(١٠) الآية ٣٢ من يوسف. ب : كقوله عز وجل.

(١١) في النسخ : «وليكونا». وانظر البحر ٥ : ٣٠٦.

٢٣٧

الصَّاغِرِينَ). وقال الشاعر : (١)

تساور سوّارا إلى المجد والعلا

وأقسم حقّا إن فعلت ليفعلا

وقال العجّاج : (٢)

يحسبه الجاهل ، ما لم يعلما

شيخا ، على كرسيّه ، معمّما

أراد ، [والله أعلم](٣) : «ما لم يعلمن» و «ليفعلن» (٤) ، فقلب النون (٥) ألفا عند الوقف. وقال (٦) الفرزدق [بن غالب التميميّ](٧).

نبتّم نبات الخيزرانة ، في الثّرى

حديثا متى ما جاءني الخير ينفعا

وقال (٨) آخر : (٩)

__________________

(١) ليلى الأخيلية. ديوانها ص ١٠١ والكتاب ٢ : ١٥١ والمقتضب ٣ : ١١ والاقتضاب ص ٣٩٧ والعيني ١ : ٥٦٩ والخزانة ٣ : ٣٣. وفي الأصل : «وقال جرير». وسقط حتى «ليفعلا» من ق. وفي الأصل أيضا : «تساور سوّار». وتساور : تواثب. وسوار : ابن أوفى زوج ليلى.

(٢) ديوان العجاج ٢ : ٣٣١ والكتاب ٢ : ١٥٢ والنوادر ص ١٣ ومجالس ثعلب ص ٦٢١ وأمالي ابن الشجري ١ : ٣٨٤ والإنصاف ص ٦٥٣ وشرح المفصل ٩ : ٤٢ والهمع ٢ : ٧٨ والدرر ٢ : ٩٨ وأمالي الزجاجي ١٢٠ وشرح شواهد المغني ص ٣٢٩ والأشموني ٣ : ٢١٨ والعيني ٤ : ٣٢٩ والخزانة ٤ : ٥٦٩. يصف الثمال. وهو رغوة اللبن على قمع السقاء.

(٣) من ب.

(٤) سقطت من ق. ب : وينفعن.

(٥) في النسختين : فقلبها.

(٦) سقط حتى «والله أعلم» من ق.

(٧) كذا. والبيت للنجاشي. الكتاب ٢ : ١٥٢ والهمع ٢ : ٧٨ والدرر ٢ : ٩٧ والأشموني ٣ : ٢٢٠ والعيني ٤ : ٣٤٤ والخزانة ٤ : ٥٦٣. وما بين معقوفين من ب. وفيها : قديما متى ما يأتك.

(٨) سقط حتى «والله أعلم» من ب.

(٩) طرفة بن العبد. ديوانه ص ١٩٥ والنوادر ص ١٣ والخصائص ١ : ١٢٦ والمحتسب ٢ : ٩٤ والإنصاف ص ٥٦٨ وشرح المفصل ٩ : ٤٤ والمغني ص ٧١٥ والهمع ٢ : ٧٩ والدرر ٢ : ١٠٣ والأشموني ٣ : ٢٢٨ والعيني ٤ : ٣٣٧. والطارق : الآتي ليلا. والقونس : ما بين أذني الفرس.

٢٣٨

اضرب عنك الهموم ، طارقها

ضربك بالسّوط قونس الفرس

كأنّه أراد «اضربن» ، فأسقط النون لثقله ، وترك الباء مفتوحا.

وزعموا أنّ قول الله ، تبارك وتعالى : (١) (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ) / معناه : ألقين ، للواحد بالنون. ومثله قول الشاعر : (٢)

يا هند ، ما أسرع ما تسعسعا!

فقلت : يا هنّاد ، لو ما ، أو دعا

أي : لو من أو دعن ، للواحد. ومثله قول امرىء القيس : (٣)

قفانبك من ذكرى حبيب ومنزل

بسقط اللّوى بين الدّخول فحومل

معناه : قفن. والله أعلم.

و [أما](٤) ألف النّفس

[فهي](٥) مفتوحة أبدا (٦) ، [فيما كان ياء «يفعل» منها مفتوحة] ، نحو قولك (٧) : أنا أضرب ، أنا أخرج ، أنا أكتب ، لأنّك تقول : يضرب ، ويخرج ، ويكتب. وتقول في الماضي :

__________________

(١) الآية ٢٤ من ق.

(٢) رؤبة. ديوانه ص ٨٨ واللسان (سعسع). وفي الأصل : «يا هند لوما». والتصويب من الديوان. وتسعسع : قارب الخطو واضطرب من الهرم.

(٣) شرح القصائد العشر ص ٢٠ والكتاب ٢ : ٢٩٨ ومجالس ثعلب ص ١٢٧ ومجالس العلماء ص ٢٧٣ والمنصف ١ : ٢٢٤ والمحتسب ٢ : ٤٩ ودلائل الإعجاز ص ٢٦٥ و ٢٣٤ و ٢٥٩ و ٢٩٢ وأمالي ابن الشجري ٢ : ٣٩ والإنصاف ص ٦٥٦ وشرح المفصل ٤ : ١٥ و ٩ : ٣٣ و ٧٨ و ٨٩ و ١٠ : ٢١ والمغني ص ١٧٤ و ٣٩٤ والهمع ٢ : ١٢٩ والدرر ٢ : ١٦٦ والأشموني ٣ : ٣٠٩ والعيني ٤ : ٤١٤ والخزانة ٤ : ٣٩٧ وشرح شواهد الشافية ص ٢٤٢ والسقط : ما تساقط من الرمل. واللوى : مسترق الرمل. والدخول وحومل : موضعان.

(٤) من ب.

(٤) من ب.

(٥) سقطت من النسختين. وما بين معقوفين هو منهما.

(٦) سقطت من النسختين.

٢٣٩

اكتتبت (١) ، [اكتسبت](٢) ، انتسخت (٣) ، فتكسر الألف ، (٤) لأنّها صارت (٥) ألف الوصل. وتقول في المستقبل : أكتتب (٦) ، وأنتسخ. فتفتح (٧) الألف ، لأنّها ألف النّفس.

وما كان ياء «يفعل» (٨) مضمومة (٩) فألف النّفس منها مضمومة. تقول من ذلك : أنا أكرم ، أنا أرسل ، أنا أنفق ، أنا أعطي (١٠). [وإنّما](١١) ضممت الألف ، لأنّها ألف النّفس ، ولأنّ ياء (١٢) «يفعل» من هذه الأفعال مضمومة. تقول : يكرم ، ويعطي ، ويرسل ، وينفق. (١٣)

وأما (١٤) ألف التأنيث

فمثل (١٥) : حمراء ، وصفراء (١٦) ، وخضراء. ألحقت في آخر

__________________

(١) ق : «اكتتب». ب : اكتفيت.

(٢) من ب.

(٣) ق : انتسخ.

(٤) في الأصل : فانكسرت الألف.

(٥) ق : لأنه صار.

(٦) ب : أكتسب.

(٧) في الأصل : «تفتح». ق : فتحت.

(٨) يريد الفعل المضارع دون قيد. ولو لا ذلك لكان يفعل.

(٩) في النسختين : مضموما.

(١٠) في النسختين : تقول أكرم أرسل أنفق أعطي.

(١١) من ق.

(١٢) في النسختين : ضممت ألف النفس لأن ياء.

(١٣) سقطت واوات العطف من النسختين.

(١٤) سقطت من ق.

(١٥) ب : «مثل». وسقطت من ق.

(١٦) في النسختين : وسوداء.

٢٤٠