الجمل في النّحو

الخليل بن أحمد الفراهيدي

الجمل في النّحو

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات استقلال
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٧٦

فقد ذكر الخليل أنّ خفض «بطل شجاع» بشفعة الكاف (١) في «بنيك».

و «أمس» أيضا مخفوض في الفاعل والمفعول به. تقول : أتيته أمس ، وذهب أمس بما فيه ، وكان أمس يوما مباركا ، وإنّ أمس يوم مبارك.

فإذا أدخلت عليه الألف واللام ، أو أضفته إلى شيء ، أو جعلته نكرة ، أجريته (٢). تقول : كان الأمس يوما [مباركا ، وإنّ الأمس الماضي يوم مبارك ، وكان أمسكم يوما](٣) طيّبا. قال الشاعر : (٤)

ولا يدرك الأمس ، القريب ، إذا مضى

بمرّ قطاميّ ، من الطّير ، أجدلا

وقال زهير : (٥)

وأعلم ما في اليوم ، والأمس ، قبله

ولكنّني ، عن علم ما في غد ، عمي

فأجراه.

__________________

(١) يريد : الجر بالجوار. انظر : الإفصاح ص ٣٤٣.

(٢) ب : وأما أمس فهي مخفوضة أبدا إذا لم يدخل عليها الألف واللام. وقد تنصبه بغير ألف ولام.

(٣) من ق.

(٤) القطامي : الصقر. والأجدل : الشديد.

(٥) ديوان زهير ص ٢٥ ومعاهد التنصيص ١ : ١٠٩.

١٨١

وأما قول العجّاج : (١)

لقد رأيت عجبا ، مذ أمسا

عجائزا ، مثل السّعالي ، خمسا

[يأكلن أجمعهنّ ، همسا ، همسا

لا ترك الله ، لهنّ ، ضرسا](٢)

فإنّه جعل السين حرفا ليّنا (٣) ، فصرفها إلى النصب.

ويقال (٤) : صمام أيضا ، كما قال الشاعر : (٥)

غدرت يهود ، وأسلمت جيرانها

صمّا ، لما فعلت يهود ، صمام

ترك التنوين في «يهود» ، ونوى الألف واللام فيه. لو لا ذلك لنوّن. / ومثله قول الآخر (٦) :

أصاح ، ترى بريقا ، هبّ وهنا

كنار مجوس ، تستعر استعارا

نوى الألف واللام في «مجوس». فلذلك ترك التنوين.

وأما قولهم : رجل بجال ، إذا كان كبيرا عظيما (٧) ، وامرأة

__________________

(١) ديوان العجاج ٢ : ٢٩٦ والنوادر ص ٥٧ والكتاب ٢ : ٤٤ وأسرار العربية ص ٣٢ وحياة الحيوان ٢ : ١٧ وشرح العيون ص ٢١٦ والجمل للزجاجي ص ٢٩١ وأمالي ابن الشجري ٢ : ٢٦٠ وشرح المفصل ٤ : ١٠٦ و ١٠٧ وشذور الذهب ص ٩٩ والهمع ١ : ٢٠٩ والدرر ١ : ١٧٥ والإفصاح ص ٢٣٧ والعيني ٤ : ٣٥٧ والخزانة ٣ : ٢١٩ ـ ٢٢٢. ق : «قول الآخر». والسعالي : جمع سعلاة. وهي أنثى الغول.

(٢) من ب. والهمس : أن تأكل الشيء وهي تخفيه.

(٣) انظر منتصف الورقة ٣٠. وسقطت العبارة من ب.

(٤) سقط حتى «فلذلك ترك التنوين» من النسختين.

(٥) الأسود بن يعفر. مجالس العلماء ص ٥٨٩ والأشموني ٣ : ٨١ والعيني ٤ : ١١٢ واللسان والتاج (صمم). وصما أي : صمي صما. والمعنى : زيدي. وصمام : الداهية.

(٦) البيت لامرىء القيس. ديوانه ص ١٤٧ والكتاب ٢ : ٢٨. وقيل : إن البيت مملط بين امرىء القيس والتوأم اليشكري. وفي الأصل : «بريقا». والبريق : تصغير برق للتعظيم.

والوهن : منتصف الليل.

(٧) ق : رجل حال ، أي : كبير عظيم.

١٨٢

حصان ورزان ، و [امرأة](١) ذراع (٢) ، أي : سريعة الغزل ، وفرس وساع (٣) ، وبعير ثقال (٤) اي : بطيء ، ورجل عبام [أي](٥) : عبيّ (٦) ، فهذا يتصرّف في جميع الحركات (٧).

والخفض (٨) بالأمر

قولهم : سماع ، وبصار (٩) ، ونظار ، أي : اسمع ، وأبصر (١٠) ، وانظر (١١). قال الشاعر : (١٢)

ومويلك ، زمع الكلاب ، تسبّني

فسماع ، أستاه الكلاب ، سماع

أي : اسمع (١٣). وقال آخر : (١٤)

تراكها ، من إبل ، تراكها

أما ترى الموت ، لدى أوراكها؟

__________________

(١) من ق.

(٢) في الأصل : دراع.

(٣) الوساع : السريع.

(٤) ق : سحال.

(٥) من ق.

(٦) ق : أعمى.

(٧) ق : جميع الوجوه.

(٨) في النسختين : والجر.

(٩) سقطت من النسختين.

(٩) سقطت من النسختين.

(١٠) ق : انظر واسمع.

(١١) اللسان (سمع). ق : «أو من يظلّ مع الكلاب». والزمع : هنات صغار في الأرساغ.

(١٢) سقط «أي اسمع» من ق.

(١٣) طفيل بن يزيد. الكتاب ١ : ١٢٤ و ٢ : ٣٧ والمقتضب ٣ : ٣٦٩ و ٤ : ٢٥٢ والكامل ص ٢٦٩ والمخصص ١٧ : ٦٣ و ٦٦ وأمالي ابن الشجري ٢ : ١١١ و ١٣٥ والإنصاف ص ٥٣٧ وشرح المفصل ٤ : ٥٠ وشذور الذهب ص ٩٠ واللسان (ترك) والخزانة ٢ : ٣٥٤ و ٤٠٩. والأوراك : جمع ورك.

١٨٣

أي : اتركها.

والخفض (١) بـ «حتّى» إذا كان على الغاية (٢)

قولهم (٣) : كلّمت القوم حتّى زيد. معناه (٤) : حتّى بلغت إلى زيد ، ومع (٥) زيد. وقال الله ، جلّ ذكره (٦) : (سَلامٌ هِيَ ، حَتَّى مَطْلَعِ) (٧) الْفَجْرِ). معناه : إلى مطلع الفجر (٨).

و «حتّى» فيه ثلاث لغات. تقول : أكلت السّمكة حتّى رأسها ، وحتّى رأسها ، وحتّى رأسها (٩). النصب : حتّى أكلت رأسها (١٠). [والرفع : حتّى بقي رأسها](١١) والخفض : حتّى وصلت إلى رأسها ، وأكلت السّمكة مع رأسها. وإن شئت قلت : «رأسها» على الابتداء (١٢). قال الشاعر : (١٣)

__________________

(١) في النسختين : والجر.

(٢) ق : للغاية.

(٣) سقطت من ق. ب : قولك.

(٤) ق : «أي». ب : بمعنى.

(٥) في النسختين : أو مع.

(٦) الآية ٥ من القدر. ق : تعالى.

(٧) هذه قراءة أبي رجاء والأعمش وابن وثاب وطلحة وابن محيصن والكسائي. وفتح اللام قراءة الجمهور. البحر ٨ : ٤٩٧ وفي ق فتح اللام وكسرها معا.

(٨) سقط «معناه إلى مطلع الفجر» من ق.

(٩) قدم في ق الرفع على النصب.

(١٠) سقط «النصب .. رأسها» من ق.

(١١) من ق. وفيها : والرفع حتى أكلت بقي رأسها.

(١٢) سقط «وإن شئت .. الابتداء» من ق.

(١٣) ابن مروان النحوي. الكتاب ١ : ٥٠ والجمل للزجاجي ص ٨١ ومعجم البلدان ١٩ : ١٣٤ وشرح المفصل ٨ : ١٩ وبغية الوعاة ص ٣٩٠ والهمع ٢ : ٢٤ و ١٣٤ والدرر ٢ : ١٦ و ١٨٨ والأشموني ٣ : ٩٧ والمغنى ص ١٣٢ و ١٣٦ و ١٣٩ والعيني ٤ : ١٣٤ والخزانة ١ : ٤٤٥ و ٤ : ١٤٠. ق : «ألقى الصحيفة .. والزاد». وضبط «نعله» في الأصل بالضم والفتح والكسر ، وفوقها «معا». والحقيبة : خرج يحمل فيه المتاع.

١٨٤

ألقى الحقيبة ، كي يخفّف رحله

والزّاد ، حتّى نعله ألقاها

و: «حتّى نعله» و «حتّى نعله ألقاها» (١). النصب : حتّى ألقى نعله (٢). والرفع : حتّى ألقي (٣) نعله. وإن شئت رفعه (٤) بالابتداء ، وألقى الفعل (٥) على الهاء والألف (٦) [التي في «ألقاها»](٧) ، كما يقرأ (٨) : (سُورَةٌ أَنْزَلْناها). ومن قرأ : (سُورَةٌ أَنْزَلْناها) نصب (٩) برجوع الفعل عليها. ومن خفض أراد : [ألقى](١٠) الحقيبة (١١) مع نعله.

و [قد] يكون (١٢) «حتّى» بمعنى الواو. قال أبو ذؤيب : (١٣)

حميت عليه الدّرع ، حتّى وجهه

من حرّها ، يوم الكريهة ، أسفع

المعنى (١٤) : ووجهه من حرّها (١٥). وإذا أوفعت (١٦) «حتّى» على

__________________

(١) سقط «وحتى نعله وحتى نعله ألقاها» من ق.

(٢) ق : حتى نعله ألقاها.

(٣) في الأصل وق : بقي.

(٤) في الأصل : رفعه.

(٥) ق : ويقال رفع نعله بالابتداء وأوقع فعله.

(٦) سقطت من ق.

(٧) من ق.

(٨) الآية ١ من النور. ق : مثل قول الله عز وجل.

(٩) ق : «ومن نصب نصب». والرفع قراءة الجمهور. والنصب قراءة عمر بن عبد العزيز ومجاهد وعيسى بن عمر الثقفي وعيسى بن عمر الهمداني وابن أبي عبلة وأبي حيوة ومحبوب عن أبي عمرو وأم الدرداء. البحر ٦ : ٤٢٧.

(١٠) من ق.

(١١) ق : الصحيفة.

(١٢) من النسختين. وفي ب : وقد تكون.

(١٣) شرح اختيارات المفضل ص ١٧١٨. وفي الأصل : «صدئت عليه». والكريهة : الحرب.

والأسفع : الأسود مع حمرة.

(١٤) ق : معناه.

(١٥) في الأصل : «حتى حمي وجهه من حرها». ق : ووجه.

(١٦) في النسختين : وقع.

١٨٥

الأسماء جرت (١) على الفاعل والمفعول به. قال الفرزدق : (٢)

فيا عجبا ، حتّى كليب تسبّني

كأنّ أباها نهشل ، أو مجاشع

وقال آخر (٣) :

فما زالت القتلى تمجّ دماءها

بدجلة ، حتّى ماء دجلة أشكل

والخفض (٤) بالبدل

مثل قول الله ، تبارك وتعالى (٥) : (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ، صِراطِ اللهِ). خفضت «صراط» على البدل (٦). ومثله ، في «البقرة» : (٧) (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ ، قِتالٍ / فِيهِ). خفض (٨) «قتالا» بالبدل. كأنّه (٩) قال : يسألونك عن الشهر الحرام ، عن (١٠) قتال فيه. قال كثير عزّة : (١١)

__________________

(١) في النسختين : جرى.

(٢) ديوان الفرزدق ص ٥١٨ والكتاب ١ : ٤١٣ والمقتضب ٤ : ٤٠٦ ومعاني القرآن ١ : ١٣٨ والجمل للزجاجي ص ٧٨ وشرح المفصل ٨ : ١٨ و ٦٢ والهمع ٢ : ٢٤ والدرر ٢ : ١٦ والخزانة ٤ : ١٤١. ق : «فياعجبي». وكليب : رهط جرير. ونهشل ومجاشع : ابنا دارم رهط الفرزدق.

(٣) جرير. ديوانه ص ٤٥٧ وشرح المفصل ٨ : ١٨ والمغني ص ١٣٧ و ٤٣٢ والهمع ١ : ٢٤٨ و ٢ : ٢٤ والدرر ١ : ٢١٧ و ٢ : ١٦ والأشموني ٣ : ٣٠٠ والعيني ٣ : ٣٨٦ والخزانة ٤ : ١٤٢. وتمج : تقذف. والأشكل : الأحمر يخالطه بياض.

(٤) في النسختين : والجر.

(٥) الآيتان ٥٢ و ٥٣ من الشورى. ق : «الله تعالى». ب : الله عز وجل.

(٦) سقط «خفضت .. البدل» من النسختين.

(٧) الآية ٢١٧.

(٨) سقط حتى «قتال فيه» من ق.

(٩) سقط حتى «قتال فيه» من ب.

(١٠) في الأصل : وعن.

(١١) ديوان كثير ١ : ٤٦ والكتاب ١ : ٢١٥ والمقتضب ٤ : ٢٩٠ والجمل للزجاجي ص ٣٦ وشرح المفصل ٣ : ٦٨ والمغنى ص ٥٢٤ والعيني ٤ : ٢٠٤ والأشموني ٣ : ١٢٨ والخزانة ٢ : ٣٧٦. وفي الأصل : «قال الشاعر .. فشلّت».

١٨٦

وكنت كذي رجلين : رجل صحيحة

وأخرى ، رمى فيها الزّمان ، فشلّت

خفض «رجلا» بالبدل. ويروى (١) : «رجل صحيحة» ، بالرفع على الابتداء.

وأما قول الشاعر : (٢)

على حالة ، لو أنّ في القوم حاتما ،

على جوده ، ما جاد بالماء حاتم

فإنّه (٣) خفض «حاتما» لأنّه جعله بدلا من الهاء (٤). معناه : على (٥) جود حاتم ، ما جاد بالماء. (٦)

والخفض (٧) بالقسم

مثل قولك (٨) : بالله ، وو الله ، وتالله ، (٩) (وَالطُّورِ ، وَكِتابٍ مَسْطُورٍ) ، (١٠) (وَالضُّحى ، وَاللَّيْلِ إِذا سَجى) ، (١١) (وَالشَّمْسِ ، وَضُحاها) ، (١٢) (وَالْفَجْرِ ، وَلَيالٍ عَشْرٍ).

__________________

(١) ق : ويجوز

(٢) الفرزدق. ديوانه ص ٨٤٢ والكامل ص ١٣٣ والإفصاح ص ٣٣٩ والعمدة ١ : ١٧٤ وشرح المفصل ٣ : ٦٩ وشذور الذهب ص ٢٤٥ و ٤٤٢ والعيني ٤ : ١٨٦. ق. : «أما قول الآخر». ب : وقال آخر .. ما جاد بالمال.

(٣) سقطت من النسختين.

(٤) ب : المال.

(٥) في الأصل : وعلى.

(٦) ب : بالمال.

(٧) في النسختين : والجر.

(٨) سقطت من النسختين. وفيهما تقديم وتأخير في الأمثلة.

(٩) الآيتان ١ و ٢ من الطور.

(١٠) الآيتان ١ و ٢ من الضحى.

(١١) الآية ١ من الشمس.

(١٢) الآيتان ١ و ٢ من الفجر.

١٨٧

ولا بدّ للقسم من جواب (١) ، كما قال الله ، جلّ وعزّ (٢) : (وَالْعَصْرِ ، إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا). جوابه «إنّ الإنسان (٣) ...». وإنّما كسرت الألف من «إنّ» للّام التي [في] «في خسر». واللام خبر (٤) القسم.

ومعنى «الإنسان» ههنا معنى النّاس (٥) ، لانّ الكثير لا يستثنى من القليل. وإنّما يستثنى القليل من الكثير. تقول (٦) : خرج القوم إلّا زيدا. ولا يجوز أن تقول : خرج (٧) زيد إلّا القوم. إلّا أنّ «الإنسان» ههنا في معنى (٨) : الناس.

فأما ما أضمر جوابه ، من القسم (٩) ، فقول الله عزّ وجلّ (١٠) ، في «النازعات» : (١١) (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً ، وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً) إلى قوله (١٢) (فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً). جواب القسم مضمر (١٣). كأنّه قال : فالمدبّرات أمرا ، إنّكم لمبعوثون (١٤). فقيل : متى؟ فقيل : (١٥)

__________________

(١) في الأصل : ولا بد من جواب القسم.

(٢) الآيتان ١ و ٢ من العصر. ق : «كما قال الله تعالى». ب : «وقول الله عز وجل». وسقط «إلّا الذين آمنوا» من الأصل وب.

(٣) سقط حتى «في خسر» من النسختين.

(٤) في الأصل : «جواب». وانظر الورقتين ٦١ و ٦٣.

(٥) في الأصل : «الأناس». ب : يعني الأناسيّ.

(٦) ق : كقولهم.

(٧) ب : جاءني.

(٨) ب : موضع.

(٩) سقط «من القسم» من ق.

(١٠) في الأصل : وأما الخفض بما أضمر جوابه فقوله تعالى.

(١١) الآيتان ١ و ٢.

(١٢) الآية ٥.

(١٣) ق : فأضمر الجواب.

(١٤) في النسختين : لتبعثون.

(١٥) الآية ٨. ق : فيقال.

١٨٨

(يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) إلى قوله (يَقُولُونَ : أَإِنَّا (١) لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ)؟ والحافرة : الطّريق الذي ذهبت (٢) فيه. يقال : رجع على حافرته (٣). يقولون : (٤) أإنّا (٥) نردّ في طريقنا الذي ذهبنا فيه؟ فقيل : نعم. فقالوا (٦) : (أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً)؟ فقيل (٧) : نعم. قالوا (٨) : (تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ).

وجواب (٩) «والضّحى» : (١٠) (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى). وجواب «والفجر» : (١١) (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ). وجواب : (١٣) (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها). وجواب (١٤) (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) :) (١٥) (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ). وجواب (١٦) (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) : (١٧) (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ).

مضى تفسير جمل الخفض (١٨)

__________________

(١) الآية ١٠. وفي الأصل : «آينّا». ق : «أينّا». وسقط «يقولون» منها.

(٢) في الأصل : ذهب.

(٣) ق : حافريه.

(٤) في الأصل وق : يقول.

(٥) في الأصل : «آنّا». ق : أنّا.

(٦) الآية ١١. وسقط حتى «نعم» من ق.

(٧) في الأصل : قيل.

(٨) الآية ١٢.

(٩) سقط حتى «جمل الخفض» من ب. وزاد هنا فيها : تم الباب.

(١٠) الآية ٣. وسقط «ربك وما قلى» من الأصل.

(١١) الآية ١٤.

(١٢) سقطت من ق.

(١٣) الآية ٩.

(١٤) الآية ١ من البروج. وسقط «ذات البروج» من ق.

(١٥) الآية ١٢.

(١٦) الآية ١ من العاديات.

(١٧) الآية ٦.

(١٨) سقطت الجملة من ق.

١٨٩

تفسير إعراب جمل الجزم

الجزم اثنا (١) عشر وجها : جزم بالأمر ، وجزم بالنّهي ، وجزم بجواب الأمر والنّهي (٢) بغير فاء ، وجزم بالمجازاة ، وجزم بخبر المجازاة ، وجزم بـ «لم» وأخواتها ، وجزم بالوقف ، / وجزم على البنية ، وجزم بردّ حركة الإعراب على ما قبلها ، وجزم بالدعاء ، وقد يجزمون بـ «لن» (٣) وأخواتها ، وجزم (٤) بالحذف.

وعلامات الجزم خمس : السّكون ، والضّمّة ، والكسرة ، والفتحة ، وإسقاط النون. فالسّكون : لم يخرج. والضّمّة : لم يدع ، ولم يغز. والكسرة : لم يقض ، ولم يرم. والفتحة : لم يتهاد (٥) ، ولم يتصاب. وسقوط النون : لم يخرجا في الاثنين ، ولم يخرجوا في الجميع.

فالجزم بالأمر

[نحو قولك : اذهب](٦) ، اخرج ، أنفق ، اضرب (٧).

والجزم بالنهي

لا تخرج ، ولا تضرب ، ولا تشتم (٨).

__________________

(١) العنوان في ق : «تفسير الجزم» ، وفي ب : جمل الجزم.

(٢) ق : «الجزم أحد». ب : وهي أحد.

(٣) ق : وجواب النهي.

(٤) في الأصل : «بإن». ولعله : بأن.

(٥) سقط حتى «في الجميع» من النسختين.

(٦) في الأصل : لم يتهاي.

(٧) من ب. والمثال من ق أيضا.

(٨) ق : اضرب أنفق.

(٩) ق : لا تضرب لا تخرج لا تشتم.

١٩٠

وأما (١) قول الله تعالى (٢) ، في «يونس» : (فَاسْتَقِيما ، وَلا تَتَّبِعانِ) (٣) سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) جزم «استقيما» ، لأنّه أمر (٤) ، وعلامة جزمه إسقاط النون. كان الأصل فيه (٥) «تستقيمان» ، فذهبت (٦) النون في (٧) علامة الجزم. والألف (٨) بدل من اسمين. ثم قال «ولا تتّبعانّ» بالنون ، ومحلّه الجزم لأنّه نهي ، والنون الثقيلة لا تسقط في أمر ولا نهي. وهي ثابتة أبدا ، إذا أردت توكيد الأمر والنهي ، ولا تسقط في محلّ الرفع والنصب. تقول : لا تضربنّ زيدا ، ولا تسخطنّ أباك ، ولا تخرجانّ للاثنين ، ولا تخرجنّ للجميع. وتقول : كي يعلمنّ زيد ، والقوم يخرجنّ.

والجزم بجواب الأمر والنهي وأخواتهما (٩) بغير فاء

قولهم (١٠) : أكرم زيدا يكرمك ، تعلّم العلم ينفعك. قال الله

__________________

(١) ق : فأما.

(٢) ب : قوله.

(٣) الآية ٨٩. وفي الأصل وق : «ولا تتّبعان». وهي قراءة لابن ذكوان. البحر ٥ : ١٨٧.

وتشديد النون قراءة الجمهور.

(٤) سقط «لأنه أمر» من النسختين.

(٥) ق : : وعلامة الجزم سقوط النون والأصل.

(٦) سقط حتى «يخرجنّ» من ق.

(٧) سقطت من ب.

(٨) سقط حتى «يخرجنّ» من ب.

(٩) في الأصل : «وأخواتها». وسقطت من ب. ق : والجزم بالأمر والنهي واخواتها وجوابهما.

(١٠) ب : كقولك.

١٩١

[تعالى (١) : (فَاذْكُرُونِي ، أَذْكُرْكُمْ). جزم لأنّه جواب أمر بغير فاء](٢).

[وقوله] ، جلّ ذكره : (وَنَذَرُهُمْ) (٣) ، فِي طُغْيانِهِمْ ، يَعْمَهُونَ) أي : عامهين. ومثله : (ثُمَّ ذَرْهُمْ) (٤) ، فِي خَوْضِهِمْ ، يَلْعَبُونَ) أي : لاعبين. فصرفه من منصوب إلى مرفوع.

وكذلك قوله (٥) : (فَذَرُوها ، تَأْكُلْ [فِي أَرْضِ اللهِ). جزم «تأكل» ، لأنّه جواب الأمر بغير الفاء. ويقرأ (تأكل) بالرفع على الصرف ، على معنى : ذروها آكلة](٦). فصرفه [من النصب](٧) إلى الرفع. والجزم بجواب الأمر. (٨)

قال الشاعر : (٩)

وقال رائدهم : أرسوا ، نزاولها

فكلّ حتف امرىء يجري ، بمقدار

__________________

(١) الآية ١٥٢ من البقرة. ب : عز وجل.

(٢) من النسختين. وسقط التعليق على الآية من ب.

(٣) الآية ١٨٦ من الأعراف. وهذه قراءة نافع وليس فيها أمر أو نهي .. البحر ٤ : ٤٣٣.

وفي الأصل : «فذرهم». وقد سقط حتى «إلى مرفوع» من النسختين.

(٤) الآية ٩١ من الأنعام. وفي الأصل : «فذرهم». وانظر آخر الورقة ٣٢ وأوائل الورقة ٤٨.

(٥) الآيتان ٧٣ من الأعراف و ٦٤ من هود. ق : «وأما قول الله عز وجل». وهو حتى «أنتم تنزلون» مثبت في النسختين بعد «بعمل الفاء» ، مع سقوط أكثره من ب.

(٦) من ق. وفي الأصل بدلا منه : «أي أكلها». وانظر آخر الورقة ١٣٢.

(٧) من ق.

(٨) سقط «والجزم بجواب الأمر» من النسختين.

(٩) الأخطل الكتاب ١ : ٤٥٠ وشرح المفصل ٧ : ٥٠ و ٥١ ومعاهد التنصيص ١ : ٩٢ والخزانة ٣ : ٦٥٩. وفي الأصل : «قول الشاعر ... «أرسل». ق : «تمضي لفقدان». وأرسى : وقف وأقام. ونزاول : نحاول ونعالج. والحتف : الهلاك.

١٩٢

فالمعنى : إنّا (١) نزاولها. لو لا ذلك لجزم. وقال الشاعر : (٢)

يا مال ، فالحقّ ، عنده فقفوا

تؤتون فيه الوفاء ، فاعترفوا

أراد : إنّكم (٣) تؤتون. [ولو لا ذلك لقال «تؤتوا» بالجزم ، لأنّه جواب الأمر](٤). وقال آخر : (٥)

كونوا كمن آسى أخاه ، بنفسه

نعيش جميعا ، أو نموت كلانا

رفع ، على معنى : (٦) إنّا نعيش [جميعا](٧). لو لا ذلك لجزم (٨) وقال الأعشى : (٩)

إن تركبوا فركوب الخيل عادتنا

أو تنزلون ، فإنّا معشر ، نزل

رفع [«تنزلون» على معنى](١٠) : أو أنتم (١١) تنزلون ، فإنّا (١٢) معشر نزل. وقوله ، جلّ ثناؤه : (وَنَذَرُهُمْ) (١٣) فِي طُغْيانِهِمْ ، يَعْمَهُونَ) أي : عامهين.

__________________

(١) في الأصل : أي فإنّا.

(٢) عمرو بن امرىء القيس. الكتاب ١ : ٣٣٥ و ٤٥٠ وجمهرة أشعار العرب ص ١٢٧ وديوان حسان ص ٢٨١. وانظر الاختيارين ص ٤٩٥. ق : «وقال آخر». ومال : ترخيم مالك. وهو اسم قبيلة.

(٣) في الأصل : معناه فإنكم.

(٤) من ق.

(٥) معروف الدبيري. الكتاب ١ : ٤٥٠.

(٦) في الأصل : يعني.

(٤) من ق.

(٧) سقط «لو لا ذلك لجزم» من ق.

(٨) ديوان الأعشى ص ٤٨ والكتاب ١ : ٤٢٩ المحتسب ١ : ١٩٥ وأمالي ابن الشجري ٢ : ٣٠ والمغني ص ٧٧٣ والهمع ٢ : ٦٠ والدرر ٢ : ٧٦ والخزانة ٣ : ٦١٢. وفي الأصل : «وقال آخر». ب : «قال الشاعر». والنزل : جمع نزول. وهو الكثير النزول.

(٩) من ق. وفي الأصل : «يعني». ب : بمعنى.

(١٠) ق : وأنتم.

(١١) سقط حتى «عامهين» من النسختين.

(١٢) في الأصل : فذرهم.

١٩٣

وتقول : هل أنت خارج؟ أخرج (١) معك. جزمت «أخرج» (٢) لأنّه جواب / الاستفهام بغير فاء. قال ، الله ، جلّ ثناؤه (٣) : (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ ، تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ؟ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ). ثمّ قال في جوابه : (يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) (٤). وقال أيضا (٥) : (رَبِّ ، لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ ، فَأَصَّدَّقَ ، وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) ، [أي : هلّا أخّرتني ، فأصّدّق](٦). نصب (٧) «أصّدّق» ، لأنّه جواب الاستفهام بالفاء. ثمّ قال «وأكن» ، فجزم (٨) على [معنى](٩) : هلّا أخّرتني ... وأكن (١٠). كأنّه جعله نسقا بالواو على جواب الاستفهام ، ولم يعبأ بعمل (١١) الفاء.

والجزم بالمجازاة وخبرها (١٢)

[كقولك](١٣) : إن تزرني أزرك ، و [إن تكرمني](١٤) أكرمك ، ومن يضربني أضربه. جزمت «يضربني» لأنّه شرط ، وجزمت

__________________

(١) ب : فنخرج.

(٢) ق : أخرج جزم.

(٣) الآيتان ١٠ و ١١ من الصف. ق : «تعالى». ب : عز وجل.

(٤) الآية ١٢. وفي النسختين : «من ذنوبكم».

(٥) الآية ١٠ من المنافقون. وفي الأصل : «ومثله» ق : «قال». وسقط «ربّ» من الأصل وب ، و «أكن من الصالحين» من الأصل فقط ، و «من الصالحين» من ق فقط.

(٦) من ق.

(٧) ب : فنصب.

(٨) في الأصل وب : جزم.

(٩) من النسختين.

(١٠) سقطت الواو من الأصل.

(١١) في النسختين. ولم يعمل.

(١٢) في الأصل وب : وخبره.

(١٣) من ب.

(١٤) من ق.

١٩٤

«أضربه» لأنّه جواب المجازاة. قال الله ، تعالى (١) : (وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً). جزم (٢) «يتولّ» لأنّه شرط ، وجزم «يعذّبه» لأنّه جوابه. ومثله (٣) : (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا ، كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ ، يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً).

وتقول : إن تزرني وتكرمني أزرك وأكرمك. وهذا (٤) الفعل الذي أدخلت عليه [الواو](٥) يرفع ، وينصب ، ويجزم. فمن جزم نسقه بالواو على الأوّل ، ومن نصب فعلى القطع من الكلام [الأوّل](٦) ، ومن رفع فعلى الابتداء. قال الله ، جلّ ثناؤه (٧) : (أَوْ يُوبِقْهُنَّ ، بِما كَسَبُوا ، وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ ، وَيَعْلَمَ) (٨) الَّذِينَ يُجادِلُونَ). «يعلم» يرفع ، وينصب ، ويجزم. (٩)

قال النابغة : (١٠)

فإن يقدر ، عليك ، أبو قبيس

يمطّ بك المعيشة ، في هوان

وتخضب لحية ، غدرت وخانت ،

بأحمر ، من نجيع الجوف ، قاني (١١)

__________________

(١) الآية ١٧ من الفتح. ب : وقوله.

(٢) سقط حتى «لأنه جوابه» من النسختين.

(٣) الآية ١٦ من الفتح. ق : «وقال تعالى». وسقط «من قبل» منها.

(٤) ق : إن تزرني تكرمني وأكرمك فهذا.

(٥) من ق

(٥) من ق

(٦) الآيتان ٣٤ و ٣٥ من الشورى. ق : «قال الله تعالى». ب : وقوله.

(٧) في الأصل بالرفع والنصب معا.

(٨) ب : ويخفض.

(٩) ديوان النابغة الذبياني ص ١٤٩. ب : «قال الشاعر». وفي النسختين : «يحطّ» بالحاء هنا وفيما يلي. وأبو قبيس هو النعمان. ويمط : يباعد ويطيل. وانظر معاني القرآن للأخفش ص ٦٤ ـ ٦٥

(١٠) ق : «وتخضب لحية». ب : «ويخضب لحية». والنجيع : الدم.

١٩٥

[فإنّ](١) «يمطّ» (٢) محلّه الجزم. إلّا أنّه نصب ، على التضعيف. ومجازه «يمطط». فلمّا أدغم الطاء في الطاء نصب ، (٣) على (٤) التضعيف. وكلّ ما كان على هذا المثال يجوز فيه الرفع والنصب. وإذا أظهرت التضعيف جزمت ، مثل : امطط ، امدد. فإذا لم تظهر التضعيف قلت : مطّ ، مدّ. و [كذلك](٥) «تخضب» (٦) يرفع وينصب [ويجزم](٧). ومثله (٨) ، في كتاب الله : (٩) (تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ ، جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ، وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً). «يجعل» يرفع ، وينصب ، ويجزم. ومثله قول الشاعر : (١٠)

فإن لم أصدّق ظنّهم ، بتيقّن ،

فلا سقت الأوصال ، منّي ، الرّواعد

ويعلم أعدائي ، من النّاس ، أنّني

أنا الفارس ، الحامي الذّمار ، المذاود (١١)

__________________

(١) من ق.

(٢) في الأصل : يمطط.

(٣) ب : انتصب.

(٤) سقط حتى «مدّ» من النسختين.

(٥) من ب.

(٦) في الأصل بالتاء والياء معا. وزاد هنا في ب : على ما فسرته لك على أنه.

(٧) من ق.

(٨) سقط حتى «الثلاثة» من النسختين.

(٩) الآية ١٠ من الفرقان.

(١٠) الأوصال : جمع وصل. وهو المفصل. والرواعد : جمع راعدة. وهي السحابة ذات الرعد.

(١١) الذمار : ما يجب على الإنسان حمايته والذود عنه. والمذاود : المدافع والمطارد.

١٩٦

في «يعلم» الوجوه الثلاثة. (١)

و [كذلك](٢) تقول : من يأتني يكرمني (٣) آته أكرمه. تريد (٤) : من يأتني مكرما [آته مكرما](٥). ترفعه (٦) على الصّرف. ويجزم ، فتقول (٧) : من يأتني يكرمني آته أكرمه. تجزمه على البدل ، أي : من يأتني ، من (٨) يكرمني ، آته أكرمه. قال الله ، تبارك وتعالى (٩) ، في «الفرقان» (١٠) : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً ، يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ). جزم «يضاعف» (١١) على البدل. وقال الشاعر :/ (١٢)

متى تأتنا ، تلمم بنا ، في ديارنا

تجد حطبا جزلا ، ونارا ، تأجّجا

ومجازه : متى تأتنا ، متى تلمم بنا (١٣). على البدل. والإلمام هو الإتيان (١٤). وقال «تأجّج» (١٥) نصبا ، ولم يقل «تأجّجت» ، والنار

__________________

(١) كذا. والجزم يخل بالمعنى والوزن.

(٢) من ب.

(٣) في الأصل : يكرمني.

(٤) في الأصل وق : أكرمه يريد.

(٥) من ق.

(٦) في الأصل بالتاء والياء معا. ق : يرفع.

(٧) ق : وتقول.

(٨) سقطت من النسختين.

(٩) ق : «الله تعالى». ب : الله عز وجل.

(١٠) الآيتان ٦٨ و ٦٩.

(١١) ب : يلق.

(١٢) انظر آخر الورقة ٣٢.

(١٣) سقطت من ق.

(١٤) سقط «والإلمام هو الإتيان» من ق.

(١٥) ب : تأججا.

١٩٧

مؤنّثة (١) ، وإنّما أراد وقودا أو لهبا (٢) ، لأنّ المذكّر يغلب المؤنث.

وقال الحطيئة : (٣)

متى تأته ، تعشو إلى ضوء ناره

تجد خير نار ، عندها خير موقد

رفع «تعشو» ، لأنّه أراد : متى تأته عاشيا إلى ضوء ناره. فصرفه من منصوب إلى مرفوع ، كقول الله ، تعالى (٤) : (ثُمَّ ذَرْهُمْ) (٥) ، فِي خَوْضِهِمْ ، يَلْعَبُونَ) أي : لاعبين.

وتقول : إن تأتني آتيك. ترفع ، لأنّك تقدّم وتؤخّر ، تريد (٦) : آتيك إن تأتني. قال الشاعر : (٧)

يا أقرع بن حابس يا أقرع

إنّك إن يصرع أخوك تصرع

يريد : إنّك تصرع إن يصرع أخوك. فقدّم وأخّر.

وتقول : من يأتيني آتيه. المعنى : الذي يأتيني آتيه. فلا يجازى به. قال الفرزدق : (٨)

__________________

(١) في الأصل : لأن النار مؤنث.

(٢) في الأصل : ولهبا.

(٣) انظر أول الورقة ٣٣.

(٤) في الأصل : مثل قوله.

(٥) الآية ٩١ من الأنعام. وهي ليست في ب. وفي الأصل وق : «فذرهم». وانظر آخر الورقة ٣٢ ومنتصف الورقة ٤٦.

(٦) ق : يريد.

(٧) جرير بن عبد الله. الكتاب ١ : ٤٣٦ والمقتضب ٢ : ٧٢ وأمالي ابن الشجري ١ : ٨٤ والإنصاف ص ٦٢٣ وشرح المفصل ٨ : ١٥٧ والمغني ص ٦١٠ وابن عقيل ٢ : ١٣٢ والهمع ١ : ٧٢ و ٢ : ٦١ والدرر ١ : ٤٧ و ٢ : ٧٧ والأشموني ٤ : ١٨ والعيني ٤ : ٤٣٠ والخزانة ٣ : ٣٩٦ و ٦٤٣ و ٤ : ٤٥١.

(٨) ديوان الفرزدق ص ٢٤٤ والكتاب ١ : ٤٣٨. والذروة : الرأس. والحفاف : الجانب.

١٩٨

ومن يميل أمال السّيف ذروته

حيث التقى ، من حفافي رأسه ، الشّعر

أي : الذي يميل.

وقال آخر : (١)

فقيل : تحمّل فوق طوقك ، إنّها

مطبّعة ، من يأتها لا يضيرها

معناه : لا يضيرها من يأتها. (٢)

وأما (٣) قول الله ، جلّ وعزّ ، في «البقرة» (٤) : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً ، فَيُضاعِفَهُ) نصب «فيضاعفه» على جواب الاستفهام. ومن رفع جعل «من» حرفا من حروف المجازاة (٥) ، وجعل جوابه في الفاء ، ورفع «يضاعفه» لأنّه فعل مستأنف في أوّله الياء.

وأما قول الله ، عزّ وجلّ : (٦) (إِنَّما أَمْرُهُ ، إِذا أَرادَ شَيْئاً ، أَنْ يَقُولَ لَهُ : كُنْ فَيَكُونُ) رفع ، لأنّه ليس بجواب ولا مجازاة. إنّما هو خبر ، معناه : إذا أراد الله شيئا قال له : كن. فكان. كقولك : أردت أن أخرج. فيخرج معي زيد.

__________________

(١) أبو ذؤيب. ديوان الهذليين ١ : ١٥٤ والكتاب ١ : ٤٣٨ والمقتضب ٢ : ٧٢ وشرح المفصل ٨ : ١٥٨ والأشموني ٤ : ١٨ والعيني ٤ : ٤٣١ والخزانة ٣ : ٦٤٧ ، بصف قرية. والمطبعة الملأى طعاما.

(٢) ق : مجازه لا يضيرها الذي يأتيها.

(٣) سقط حتى «معي زيد» من النسختين.

(٤) الآية ٢٤٥. وقرأ ابن عامر وعاصم بالنصب ، وسائر القراء بالرفع. البحر ٢ : ٢٥٢.

(٥) كذا.

(٦) الآية ٨٢ من يس.

١٩٩

وتقول : من يزرني فأكرمه ، وإن تزرني فأزورك. رفعت «أكرمه» (١) و «أزورك» ، لأنّ الفاء التقفت (٢) الجواب ، فارتفع الجواب (٣). وارتفع «أكرمه» بالألف الحادثة في أوّله. قال الله ، تبارك وتعالى (٤) : (وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ ، وَيَسْتَكْبِرْ ، فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً). جزم «يستكبر» ، لأنّه عطفه بالواو (٥) على الأوّل ، وصار (٦) الجواب داخلا في الفاء التي (٧) في «فسيحشرهم» (٨). وارتفع «يحشرهم» (٩) لأنّه فعل مستقبل.

قال الله (١٠) ، جلّ وعزّ (١١) ، في «آل عمران» : (وَإِنْ تَصْبِرُوا ، / وَتَتَّقُوا ، لا يَضُرُّكُمْ) (١٢) كَيْدُهُمْ شَيْئاً). من جزم فعلى الجزاء ، ومن رفع فعلى إضمار (١٣) الفاء ، ومن نصب فعلى التضعيف. و «لا» لا

__________________

(١) في الأصل : فأكرمه.

(٢) ق : اكتفت.

(٣) في الأصل : «وارتفع الجواب». وسقط هذا من ق. وانظر الكتاب ١ : ٤٣٧.

(٤) الآية ١٧٢ من النساء. ق : «الله تعالى». ب : الله عز وجل.

(٥) سقطت من ق.

(٦) ب : فجعل.

(٧) سقط «التي في» من ب ، و «التي في فسيحشرهم» من ق.

(٨) في الأصل بالنون. وهي قراءة الحسن. البحر ٣ : ٤٠٥.

(٩) في الأصل وق بالنون. ب : فسيحشرهم.

(١٠) ب : وقوله.

(١١) ق : عز وجل.

(١٢) الآية ١٢٠. وهذه قراءة الكوفيين وابن عامر. والفتح رواه أبو زيد عن المفضل عن عاصم.

وفي الأصل : «لا يضركم». وهي قراءة الحرميين وأبي عمرو وحمزة. البحر ٣ : ٤٣. ولكنها لا تناسب ذكر التضعيف بعد. ق : «لا يضرّكم». انظر المحتسب ١ : ٢٢٠.

(١٣) ب : إضماره.

٢٠٠