الجمل في النّحو

الخليل بن أحمد الفراهيدي

الجمل في النّحو

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات استقلال
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٧٦

وأصل «الّذي» : «ذو» ، كما قال الشاعر (١) :

إذا ما جنى لم يستشرني ، بذو جنى

وليس يعرّيني الّذي هو قارف

يعني : بالذي (٢) جنى. ومثله قول الآخر (٣) :

فإنّ بيت تميم ، ذو سمعت به ،

فيه تنمّت ، وعزّت بينها مضر

ذو سمعت أي : الذي سمعت. وقال آخر (٤) :

إذا ما أتى يوم ، يفرّق بيننا

بموت ، فكن يا وهم ذو يتأخّر

أي : الذي يتأخّر.

ثم (٥) أدخلوا (٦) على «ذو» الألف والام ، للتعريف. ويلزم الياء (٧) ، كما ألزمت الكسرة في «هؤلاء» ، في كلّ وجه.

فإذا جمعوا زادوا على «الّذي» نونا ، وجعلوه (٨) اسما بمنزلة اسمين ، ضمّ أحدهما إلى الآخر. فألزمت الفتحة التي هي أخفّ

__________________

(١) ق : «هو قارب». ويعري : يعتزل ويترك. والقارف : المقترف.

(٢) ق : الذي.

(٣) النوادر ص ٦١ والأزهية ص ٣٠٣ والكامل ٢ : ١٤٥ وأمالي ابن الشجري ٢ : ٣٠٥ واللسان (ذا). ب : وعزّت بيتها.

(٤) حاتم الطائي. ديوانه ص ٨٩ وعيون الأخبار ١ : ٥٠ وديوان المعاني ٢ : ٢٢٣ وعبث الوليد ص ٢٥٦.

(٥) في الأصل : وإنما.

(٦) ق : «يدخل». ب : أدخل.

(٧) ق : «ويلزم الياء الفتحة». ب : وألزم الفتحة.

(٨) في الأصل : وجعلوا.

١٦١

الحركات (١). ولا يتغيّر (٢) «الّذين» (٣) إلى غير النصب ، في جميع الحركات.

وأما (٤) التثنية منه فإنّه مصروف. تقول : الّلذان قالا ، ورأيت الّلذين قالا ، ومررت بالّلذين قالا.

ثم جمعوا فقالوا «الّذين» في كلّ وجه ، كما قالوا في حضرموت / ومعديكرب.

والرفع بـ «حتى» إذا كان الفعل (٥) واقعا

قولهم : سرنا حتّى ندخلها (٦). [رفعت «ندخلها»](٧) ، لأنّه فعل قد مضى (٨) ، وهو واقع. فكأنّه صرف من (٩) النصب (١٠) إلى الرفع ، ووجهه : حتّى دخلناها. قال امرؤ القيس : (١١)

مطوت بهم حتّى تكلّ غزاتهم

وحتّى الجياد ما يقدن بأرسان

__________________

(١) زاد هنا في الأصل : لأن الذي من أخف الحركات.

(٢) ق : ولا تتغير.

(٣) في الأصل : «الذي». وسقطت من النسختين.

(٤) سقط حتى «ومعد يكرب» من النسختين.

(٥) سقطت من النسختين.

(٦) ق : «يدخلها» ، ب : «تدخلها» ، هنا وفيما يلي.

(٧) من النسختين.

(٨) في الأصل : لأنه قد مضى الفعل.

(٩) ب : لأنه مصروف عن.

(١٠) في الأصل : نصب.

(١١) ديوان امرىء القيس ص ٩٣ والكتاب ١ : ٤١٧ و ٢ : ٢٠٣ والمقتضب ٢ : ٤٠ والجمل للزجاجي ص ٧٨ ومعاني القرآن ١ : ١٣٣ وشرح المفصل ٥ : ٧٩ و ٨ : ١٥ و ١٩ والمغني ص ١٣٦ و ١٣٨ والهمع ٢ : ١٣٦ والدرر ٢ : ١٨٨ والخزانة ٣ : ٢٧٥. وفي النسختين : «قال الشاعر». ق : «ما يقدن». ومطا : أسرع. وقوله ما يقدن بأرسان أي : تعبت الخيل وذلت. فهي تقاد بلا أرسان.

١٦٢

رفع «تكلّ» (١) ، على معنى : حتّى (٢) كلّت. وهو واقع. وعلى هذا ، يقرأ هذا الحرف (٣) : (وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ) (٤) الرَّسُولُ) ، [بالرفع](٥) ، أي : حتّى قال : [وهو واقع](٦). ويقرأ بالنصب ، [على معنى الاستقبال](٧).

والرفع بالقسم

لا يكون (٨) إلّا بلام التأكيد ، مثل قولهم (٩) : لعمر الله ، ولعمرك. قال (١٠) أبو بكر محمد (١١) بن الحسن بن دريد الأزديّ (١٢) :

لعمر أبيك ، الخير ، ما رهط خندف

تدافعهم عنك الرّماح المداعس

__________________

(١) سقط «رفع تكل» من ق.

(٢) في الأصل : «قد». ب : لأنه أراد.

(٣) ب : وقول الله عز وجل.

(٤) الآية ٢١٤ من البقرة. وهذه قراءة نافع. والنصب قراءة الجمهور. البحر ٢ : ١٤٠.

(٥) من ب. وفيها : بالرفع وهو بمعنى حتى قال.

(٦) من ب.

(٧) من ق. وفيها : «على معنى الاستئناف». وانظر المغني ص ١٣٤. والاستئناف يقتضي الرفع.

انظر الورقة ٤٨ وما سيرد بعد أسطر تحت عنوان «والرفع في الأفعال المستقبلة». ولعل الصواب : «على معنى الانتهاء». انظر البحر ٢ : ١٤٠.

(٨) ق : القسم لا يكون.

(٩) ب : قولك.

(١٠) سقط حتى «المداعس» من النسختين.

(١١) في الأصل : أحمد.

(١٢) المداعس : جمع مدعس. وهو الكثير الطعن.

١٦٣

وقال آخر : (١)

لعمرك ما تدري الطّوارق بالحصا ،

ولا زاجرات الطّير ، ما الله صانع؟

رفع «لعمرك» لأنّه شبّه لامه بلام الخبر ، كقوله جلّ ذكره (٢) : (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ، وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ ، وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) ، و (٣) (إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ).

والرفع في الأفعال المستقبلة

وهو (٤) الفعل المستأنف ، رفع أبدا ، إلّا أن يقع عليه حرف جازم ، أو حرف ناصب (٥). وعلامة الفعل المستقبل (٦) أن يقع في أوّل الفعل أحد هذه الحروف الأربعة ، وهي : الألف ، والتاء ، والياء ، والنون. ومعناه بالألف : أنا أخرج ، وبالتاء (٧) : أنت

__________________

(١) حميد بن ثور. ديوانه ص ١٠٦ والحيوان ٦ : ٣٢٤ و ٧ : ٢١ والفاخر ص ٩٨ وأمالي ابن الشجري ٢ : ٣٥٢ والبحر ٣ ٤٢٤ واللسان (طرق). وفي الأصل : «الضوارب بالحصا* ولا الزاجرات الطير».

(٢) الآيات ٦ ـ ٨ من العاديات. وفي الأصل : «لقوله جل ذكره». ق : «مثل قوله تعالى».

وسقطت الآيتان الأخيرتان من الأصل.

(٣) الآية ١٤ من الملك.

(٤) سقطت من ق.

(٥) في الأصل : حروف جازم أو حروف ناصب.

(٦) ق : المستأنف.

(٧) في الأصل : والتاء.

١٦٤

تخرج ، وبالياء (١) : هو يخرج ، وبالنون (٢) : نحن نخرج. فإذا وقع أحد هذه الحروف في أوّل الفعل كان رفعا أبدا.

والرفع بشكل النفي

وهو كلّ ما جاز (٣) فيه النصب بالنفي ، ثم رفعته ، فهو شكل النفي ، على ما قرؤوا (٤) : (فَلا رَفَثَ ، وَلا فُسُوقَ ، وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ). [ومعناه : ليس رفث ، وليس فسوق](٥).

وأما قول الشاعر : (٦)

فلا أب وابنا مثل مروان ، وابنه

إذا هو بالمجد ارتدى ، وتأزّرا

نوّن «ابنا» ، لأنّه لم يجىء بـ «لا» الثانية.

وأما قول الآخر : (٧)

لا نشب اليوم ، ولا خلّة

إتّسع الخرق ، على الرّاقع

__________________

(١) في الأصل : والياء.

(٢) في الأصل : والنون.

(٣) في الأصل : «وهو كل ما جاء». ب : اعلم أن كل ما جاز.

(٤) الآية ١٩٧ من البقرة. وفي النسختين : «على ما يقرأ». وهذه قراءة أبي جعفر ورويت عن عاصم. البحر ٢ : ٨٨.

(٥) من النسختين

(٦) الفرزدق. الكتاب ١ : ٣٤٩ والمقتضب ٤ : ٣٧٢ ومعاني الحروف ص ٨١ وشرح المفصل ٢ : ١٠١ و ١١٠ وشرح شواهد الكشاف ص ٢٨٠ والهمع ٢ : ١٤٣ والدرر ٢ : ١٩٧ والأشموني ٢ : ١٣ والعيني ٢ : ٣٥٥ والخزانة ٢ : ١٠٢. وفي الأصل : «لا أب وابنا مثل». ومروان : ابن الحكم. وابنه هو عبد الملك.

(٧) أنس بن العباس. الكتاب ١ : ٣٤٩ وشرح المفصل ٢ : ١٠١ و ١١٣ و ٩ : ١٣٨ والمغني ص ٢٤٩ و ٦٦٥ والأمالي ٣ : ٧٣ وابن عقيل ١ : ١٥١ وشذور الذهب ص ٨٧ والهمع ٢ : ١٤٤ و ٢١١ والدرر ٢ : ١٩٨ و ٢٣٨ والأشموني ٢ : ٩ ، والعيني ٢ : ٣٥١ و ٤ : ٥٦٧. ق : «لا نسب». وفي الأصل بالسين والشين وفوقهما «معا». وفيه : «ولا خلّة». وفي الحاشية : «الراتق». وهي رواية للبيت. انظر الكتاب ١ : ٣٠٥ (مطبوعة باريس) وذيل السمط ص ٣٧ والعيني ٢ : ٣٥١ واللسان (قمر). والنشب : المال.

١٦٥

نوّنت الاسم الثاني ، لأنّك لم تجعل «خلّة» مع «نشب» (١) اسما واحدا ، لأنّك (٢) جعلت «اليوم» (٣) بينهما ، وعلى أنّك جعلت الواو للعطف لا للنفي ، لأنّ موضع «نشب» (٤) نصب.

وإن شئت قلت : لا غلام ولا جارية عندك (٥). ترفع «جارية» ، على الابتداء. وأما قول الشاعر : (٦)

بها العين والآرام ، لا عدّ عندها

ولا كرع ، إلّا المغارات والرّبل

فهذا يجوز النصب والرفع (٧) / في كليهما. ومثله قول الشاعر /. (٨)

هذا ، وجدكم ، الصّغار بعينه

لا أمّ لي ، إنّ كان ذاك ، ولا أب

وفي مثله للراعي : (٩)

ما إن صرمتك ، حتّى قلت معلنة :

لا ناقة لي في هذا ، ولا جمل

ومثله قول الله ، جلّ وعزّ (١٠) : (لا لَغْوٌ فِيها ، وَلا تَأْثِيمٌ).

__________________

(١) ق : نسب.

(٢) في الأصل : إلّا أنك.

(٣) في الأصل : النون.

(١) ق : نسب.

(٤) ق : لا غلام ولا جارية لك.

(٥) البيت لذي الرمة. ديوانه ص ٤٥٨ والكتاب ١ : ٣٥٢ والأساس (كرع). ق : «قول الآخر بها العير». وفي الأصل : «لا عدّ عدّها ... والذّبل». والعين : جمع عيناء. وهي البقرة الوحشية. والآرام : جمع رئم. وهو الظبي الخالص البياض. والعد : الماء الثابت. والكرع ما تكرع فيه الواردة من ماء السماء. والمغارة : كناس الوحش. والربل : ما تربل في أصول اليبيس من الشجر.

(٦) ق : الرفع والنصب.

(٧) هني بن أحمر. الكتاب ١ : ٣٥٢ والمقتضب ٤ : ٣٧١ والجمل للزجاجي ص ٢٤٣ وشرح المفصل ٢ : ١١٠ والمغني ص ٦٥٦ وشرح شواهده ص ٣١١ وابن عقيل ١ : ١٥١ وشذور الذهب ص ٨٦ والهمع ٢ : ١٤٤ والدرر ٢ : ١٩٨ والأشموني ٢ : ٩ والخزانة ٢ : ٣٨. وسقط «قول الشاعر» من ق.

والصغار : الذل والضعة.

(٨) ديوان الراعي ص ١١٢ والكتاب ١ : ٣٥٤ وشرح شواهده ١ : ٢٩٥ وشرح المفصل ٢ : ١١١ و ١١٣ والأشموني ٢ : ١١ والتصريح ١ : ٢٤١ ونهاية الأرب ٣ : ٥٩ والعيني ٢ : ٣٣٦. وفي الأصل : «وقال آخر في مثله». ب : «قال الشاعر». ق : «وما صرمتك». وصرم : قطع وهجر.

(٩) الآية ٢٣ من الطور. ق : تعالى.

١٦٦

والرفع بـ «هل» وأخواتها من حروف الرفع (١)

مثل قولك (٢) : هل أبوك حاضر؟ وأين أبوك (٣) خارج ، وخارجا؟ وكيف أبو زيد صانع ، وصانعا؟ وإنّما جاز النصب في خبر «أين» و «كيف» ، لأنّك تقول : أين أبوك؟ وكيف زيد؟ (٤) وتسكت ، فيكون كلاما تامّا (٥) ، ثم تنصب على الاستغناء وتمام الكلام (٦). وإذا قلت : هل أبوك؟ لم يجز لك السكوت ، حتّى تقول «خارج». فليس فيه إلّا الرفع.

وتقول : هم قوم كرام. فإذا جعلت هذه الحروف فصلا بين حروف (٧) التّرائي ، وحروف (٨) «كان» ، لم تعمل (٩) شيئا ، وأجريت الكلام على أصله ، كقولك : كان عمرو هو (١٠) خيرا منك. قال الله تعالى (١١) ، في «الأنفال» (١٢) : (وَإِذْ قالُوا : اللهُمَّ ، إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَ) (١٣) مِنْ عِنْدِكَ). نصب «الحقّ» ، لأنّه خبر «كان». وقال الله ، عزّ وجلّ (١٤) ، في «الزخرف» : (١٥) (وَما ظَلَمْناهُمْ ، وَلكِنْ.

__________________

(١) سقط «من حروف الرفع» من النسختين.

(٢) ب : كقولك.

(٣) ق : «زيد». ب : أخوك.

(٤) ب : أخوك.

(٥) سقط «فيكون كلاما تاما» من النسختين.

(٦) في النسختين : على تمام الكلام والاستغناء.

(٧) يريد الأسماء المنسوخة الواقعة بعد الفعل.

(٨) ق : لم يعمل.

(٩) ق : وهو.

(١٠) ق : عز وجل.

(١١) الآية ٣٢.

(١٢) ق : «الحقّ». وهي قراءة الأعمش وزيد بن علي. البحر ٤ : ٤٨٨.

(١٣) ق : جل وعز.

(١٤) الآية ٧٦.

١٦٧

كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ). وقال ، في «الشعراء» : (آ (إِنَ) (١) لَنا لَأَجْراً ، إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ). وقال ، في «المزمل» : (٢) (تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً ، وَأَعْظَمَ أَجْراً). نصب «خيرا» و «أعظم أجرا (٣)» ، لأنّهما خبر «تجدوا» (٤) ، ونصب «أجرا» على التمييز. وقال ، عزّ وجلّ (٥) ، في «آل عمران» : (وَلا يَحْسَبَنَ) (٦) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ ، بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ، هُوَ خَيْراً لَهُمْ). نصب «خيرا» (٧) ، لأنّه خبر «يحسب» (٨).

فأما (٩) تميم فترفع (١٠) هذا كلّه ، ويجعلون المضمر مبتدأ وما بعده خبره (١١) ، كما ينشد هذا البيت : (١٢)

قالت : ألا ليتما هذا الحمام لنا

إلى حمامتنا ، أو نصفه ، فقد

فيرفعون (١٣) بـ «هذا» ، ولا يعملون «ليت». قال الشاعر [أيضا](١٤) :

__________________

(١) الآية ٤١. وفي الأصل : «آنّ» ق : «إنّ».

(٢) الآية ٢٠.

(٣) سقطت من ق.

(٤) ق : «تجدوه». ب : نصب خيرا بتجدوه.

(٥) سقط «عز وجل» من النسختين.

(٦) الآية ١٨٠. ق : «ولا تحسبنّ». وهى قراءة حمزة. البحر ٣ : ١٢٧ ـ ١٢٨.

(٧) ب : انتصبت خير.

(٨) ق : تحسبن.

(٩) في الأصل : وأما.

(١٠) في الأصل : «يرفعون». ب : يرفع.

(١١) في الأصل : خبرا.

(١٢) انظر الورقة ١٩. وفي الأصل : «قال الشاعر». ق : أو نصفه.

(١٣) ق : «يرفعون». ب : فيرفع.

(١٤) قيس بن ذريح. ديوانه ص ٨٦ والكتاب ١ : ٣٩٥ والمقتضب ٤ : ١٠٥ والأغاني ٧ : ٢٧ و ٩ : ٢٠٥ وتجريد الأغاني ١ : ١٠٧ وتزيين الأسواق ص ٥١ والجمل للزجاجي ص ١٥٤ وشرح المفصل ٣ : ١١٢ والبحر ٨ : ٢٧ و ٣٦٧. وهو برواية «أقدرا» لعروة بن الورد في ديوانه ص ٦١. وما بين معقوفين من ب. والملا : ما اتسع من الأرض.

١٦٨

تحنّ إلى ليلى ، وأنت تركتها

وكنت ، عليها بالملا ، أنت أقدر

رفع (١) «أقدر» بـ «أنت» ، ولم يلتفت إلى (٢) «كان» ، لأنّه يجب أن يكون لـ «أنت» خبر. (٣) وعلى هذا ، يقرأ من يقرأ هذا الحرف (٤) ، في «المائدة» : (٥) (فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ). رفع «الرقيب» بـ «أنت». فكلّ (٦) مضمر يجعلونه مبتدأ ، ويرفعون ما بعده على خبر المبتدأ. ومثله (٧) [قول الله تعالى] ، في «الكهف» : (إِنْ تَرَنِ) (٨) أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً).

رفع (٩) «أقلّ» بـ «أنا». وقال الشاعر :/ (١٠)

إنّي إذا ما كان أمر ، منكر ،

وازدحم الورد ، وضاق المصدر

وجدتني أنا الرّبيس ، الأكبر (١١)

و «الربيس» خبر الابتداء و «الأكبر» نعته. (١٢)

وتقول (١٣) : متى أنت وأرضك؟ ومتى أنت والجبل؟ نصبت «أرضك» ، على معنى : متى عهدك بأرضك؟ وما يمنعك من

__________________

(١) ب : فرفع.

(٢) ق : «ولم يلتفت إلى خبر». ب : ولم يعمل.

(٣) ب : «لأنه كان ينبغي أن يكون خبرا». وسقط من ق.

(٤) ق : «وعلى هذا يقرأ على الحرف». ب : وقوله.

(٥) الآية ١١٧.

(٦) في النسختين : وكل.

(٧) ق : «ومثل هذا». ومنها ما بين معقوفين.

(٨) الآية ٣٩. وفي الأصل وب : «إن ترني».

(٩) الرفع قراءة عيسى بن عمر ، والنصب قراءة الجمهور. البحر ٦ : ١٢٩.

(١٠) سقط حتى «مضى تفسير وجوه الرفع» من ب. وفيها هنا : «تم الباب». وفي الأصل : «وجاء المصدر».

والورد : القوم يسرعون إلى الحرب.

(١١) في الأصل : «الرئيس» هنا وفيما يلي. والربيس : الشجاع الداهية.

(١٢) ق : جعل المضمر مبتدأ وما بعده خبره.

(١٣) سقط حتى «والله أعلم» من ق.

١٦٩

الجبل؟ فتنصبه ، على معنى الظرف. قال الشاعر : (١)

أتوعدني ، بقومك ، يابن حجل؟

أشابات تخالون العبادا

جمعت حصن ، وعمرو

وما حصن ، وعمرو ، والجيادا؟ (٢)

أراد : وما كان حصن وعمرو مع الجياد؟ فلمّا حذف «مع» ، وأضمر «كان» ، نصب. وقال آخر (٣) :

وما أنا والشّرّ في متلف

يبرّح بالذّكر ، الضّابط؟

فكأنّه قال : كيف أكون مع الشّرّ؟

وتقول : كن أنت وزيد في موضع واحد. وإذا جاؤوا بالحروف التي ترفع لم يتكلّموا فيها إلّا الرفع ، مثل قولك : ما فعلت أنت وزيد؟ ما أنت والماء لو شربته؟ ما أنت والأسد لو لقيته؟

وأما «هذا» وأشباهه فهم ينصبون [بها] خبر المعرفة ، ويرفعون خبر النكرة. وأما قول الله ، جلّ وعزّ ، في «الأحقاف» : (٤) (قالُوا : هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا) عارض نكرة ، وممطرنا معرفة ، ولا ينعت معرفة بنكرة ، ولا نكرة بمعرفة. فهذا معناه : هذا عارض ممطر لنا. وأما قوله ، في «الأحقاف» :

__________________

(١) الكتاب ١ : ١٥٣ والمحتسب ١ : ٢١٥ و ٢ : ١٤ وأمالي ابن الشجري ١ : ٦٦ والبحر ٣ : ٥١٩ والأشابات : الأخلاط من الناس. وانظر الورقة ٧٧.

(٢) حصن وعمرو : قبيلتان.

(٣) أسامة بن الحارث. شرح أشعار الهذليين ص ١٢٨٩ والكتاب ١ : ١٥٣ والجمل للزجاجي ص ٣٠٩ وشرح المفصل ٢ : ٥١ و ٥٢ والهمع ١ : ٢٢١ والدرر ١ : ١٩٠ والأشموني ٢ : ١٣٧ والعيني ٣ : ٩٣.

والرواية : «والسّير». والمتلف : المفازة يتلف سالكها. ويبرح به : يجهده. والذكر : الجمل. والضابط : القوي.

(٤) الآية ٢٤.

١٧٠

(وَهذا) (١) كِتابٌ مُصَدِّقٌ ، لِساناً عَرَبِيًّا) لأنّ العرب إذا طال كلامهم بالرفع نصبوه ، كما يقولون : هذا فارس على فرس له ذنوبا. (٢) نصب «ذنوبا» لمّا تباعد من «فرس» (٣). وكذلك يقولون : هذا رجل معه صقر صائدا به. وقال بعضهم : نصب «لسانا» بإيقاع الفعل عليه ، أي : يصدّق لسانا.

وأما قوله ، في «الأحقاف» : (٤) (وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ـ كَأَنَّهُمْ ، يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ ، لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ ـ بَلاغٌ) رفع «بلاغا» ، على معنى : ولا تستعجل. [ثمّ] قال : لهم بلاغ. (٥) وقال بعضهم : رفع (٦) «بلاغا» على إضمار : هذا بلاغ. والله أعلم.

مضى تفسير وجوه الرفع.

__________________

(١) الآية ١٢. وفي الأصل : الجاثية هذا.

(٢) الذنوب : الوافر شعر الذنب.

(٣) في الأصل : فارس.

(٤) الآية ٣٥.

(٥) انظر الورقة ٣٢.

(٦) في الأصل : يرفع.

١٧١

تفسير وجوه الخفض

وهي تسعة (١) : خفض (٢) بـ «عن» وأخواتها ، وخفض بالإضافة ، / وخفض بالجوار ، وخفض بالبنية ، وخفض بالأمر ، وخفض بـ «حتّى» [إذا كان](٣) على الغاية ، وخفض بالبدل ، وخفض بـ «منذ» الثقيلة ، وخفض بالقسم.

وعلامات (٤) الخفض [ثلاث](٥) : الكسرة ، والياء ، والفتحة. فالكسرة : مررت (٦) بزيد. والياء : (٧) مررت بأخيك. والفتحة (٨) : مررت بعثمان وعمر (٩).

فالجرّ (١٠) بـ «عن» وأخواتها

[قولك](١١) : عن محمد ، ولعبد الله (١٢). وتقول (١٣) : مررت بأكرم الرّجال. تخفض «أكرم الرجال» (١٤) بالباء الزائد (١٥) ، وهو على «أفعل». وإنّما خفضته بالإضافة. فإذا أضفت إلى «من» (١٦) لم تخفض. تقول : جئتك بأكرم من زيد. قال الله

__________________

(١) ق : «تفسير وجوه الجر». ب : جمل الجر.

(٢) ق : «والجر من تسعة أوجه». ب : وهي تسعة أوجه.

(٣) في النسختين : «جرّ». وكذلك فيما يلي من الوجوه هنا.

(٤) من ق.

(٥) في الأصل : وعلامة.

(٦) من النسختين.

(٧) سقطت من النسختين.

(٨) زاد هنا في ب : قولك.

(٩) سقطت من ق. ب : وعفان.

(١٠) في الأصل : والجر.

(١١) من ب.

(١٢) ق : نحو عن عمرو إلى محمد.

(١٣) سقط حتى «من تميم» من النسختين.

(١٤) في الأصل : الرجل.

(١٥) الزائد : ما ليس من أصل الكلمة.

(١٦) في الأصل : من.

١٧٢

تعالى ، في «النساء» (١) : (فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها ، أَوْ رُدُّوها). لم يصرف. وقال : (٢) (بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) ، فصرف «أحسن» ، لأنّ «ما» محلّ (٣) اسم ، و «من» صفة ، ولا تضاف صفة ، كما قال ذو الرمة : (٤)

بأفضل ، في البريّة ، من بلال

إذا ميّلت ، بينهما ، ميالا

نصب «بأفضل» لإضافته إلى صفة. وقال آخر : (٥)

وما فحل بأنجب من أبيكم

وما خال بأكرم من تميم

والخفض (٦) بالإضافة

قولهم (٧) : دار (٨) زيد ، وغلام عمرو. خفضت «زيدا» ، بإضافة «دار» إليه.

والخفض (٩) بالجوار

قولهم (١٠) : مررت برجل عجوز أمّه ، ومررت برجل طالق امرأته. خفضت «عجوزا» ، وليس من نعت «الرّجل». إلّا أنه لمّا كان من نعت «الأمّ» خفضته ، على القرب والجوار. وكذلك تقول (١١). مررت بامرأة شيخ أبوها (١٢) خفضت «شيخا» ، وهو

__________________

(١) الآية ٨٦.

(٢) الآيتان ٩٦ و ٩٧ من النحل.

(٣) انظر الورقة ٧٦.

(٤) ديوان ذي الرمة ص ٤٥٠. وفي الأصل : «من بليل .. مثلت بينهما مثالا». وبلال : ابن أبي بردة. وميلت : رجحت.

(٥) الفحل : الرجل الكريم المنجب.

(٦) في النسختين : والجر.

(٧) ب : «قولك». وسقطت من ق.

(٨) ب : غلام.

(٦) في النسختين : والجر.

(٩) ب : قولك.

(١٠) سقطت من ق.

(١١) في النسختين : «مررت برجل شيخ أبوه». وسقطت منهما بقية الفقرة.

١٧٣

من نعت «الأب». إلّا أنه لمّا جاور «امرأة» خفضت. ورفع «أباها» ، على الابتداء.

فإذا (١) قلت : مررت برجل طامث المرأة (٢) ، لم يجز ، لأنّ «رجلا» (٣) نكرة و «المرأة» معرفة ، فاختلف الحرفان (٤). ويجوز : مررت بالرّجل الطامث المرأة (٥) ، لانّه استوى اللفظان بالألف واللام (٦).

وتقول : رأيت رجلا عجوزا أمّه ، ومررت برجل ذنوب (٧) فرسه.

فإذا كان الجوار اسما ، في هذا النوع ، لم يجز الجوار ولم تخفض (٨). تقول : مررت برجل زيد أبوه ، ومررت برجل حديد بابه. رفعت «زيدا» و «حديدا» (٩) ، على الابتداء والخبر (١٠) ، ولم تخفض لأنّه اسم ، وليس بنعت.

وخفضوا بالجوار ، أيضا ، مثل قول الشاعر (١١) :

__________________

(١) في النسختين : وإذا.

(٢) في النسخ : طامث المرأة.

(٣) ب : الرجل.

(٤) ق : واختلف الطرفان.

(٥) في النسخ : المرأة.

(٦) ق : لأنه استوى الطرفان.

(٧) الذنوب : الوافر شعر الذنب. ق : ذلول.

(٨) ق : فإذا كان الجوار اسما لم يخفض على الجوار.

(٩) ب : وأباه.

(١٠) سقطت من ق.

(١١) الأزهية ص ٨٢ والبحر ٨ : ٤٨٣. ق : «ولم يخفض لأنه ليس بنعت شعر». ب : ولا تخفض لأنه ليس بنعت قال الشاعر.

١٧٤

أطوف ، بها ، لا أرى غيرها

كما طاف ، بالبيعة ، الرّاهب

خفض «الراهب» بالقرب والجوار (١) ، والوجه فيه الرفع (٢) كما قالوا : هذا (٣) جحر ضبّ خرب. خفض «خربا» ، وهو من نعت «الجحر». وإنّما خفض لقربه من «ضبّ». ومنه قول الله تعالى (٤) ، في «البروج» : (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ) ، (٥) وفي «الذاريات» (٦) : (ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) (٧)). خفض «المجيد» و «المتين» ، بالقرب والجوار (٨). ويقرأ : (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ) ، (ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) (٩) بالرفع ، على أنّه صفة لـ «ذي العرش» (١٠). [وهو محلّ النعت والصفة (١١) لله تعالى ، والنعت للمخلوق].

وقال [الله](١٢) ، جلّ وعزّ (١٣) : (وَجاؤُ ، عَلى قَمِيصِهِ ، بِدَمٍ كَذِبٍ). خفض «كذبا» على القرب والجوار ، ومجازه «كذبا» (١٤) ، على معنى (١٥) : وجاؤوا كذبا على قميصه بدم. قال الشاعر :

__________________

(١) ب : فخفض الراهب على الجوار.

(٢) سقط «والوجه فيه الرفع» من النسختين.

(٣) سقطت من النسختين.

(٤) ق : عز وجل.

(٥) الآية ١٥. وهذه قراءة الحسن وعمرو بن عبيد وابن وثاب والأعمش والمفضل عن عاصم والأخوين. البحر ٨ : ٤٥٢.

(٦) في الأصل : «ق». وفي الحاشية : صوابه والذاريات.

(٧) الآية ٥٨. وهذه قراءة الأعمش وابن وثاب. البحر ٨ : ١٤٣.

(٨) ق : لقرب الجوار.

(٩) سقط «ذو القوة المتين» من الأصل.

(١٠) ق : على الصفة.

(١١) ما بين معقوفين من ق. وفيها : والصفة.

(١٢) من ب.

(١٣) الآية ١٨ من يوسف. ق : «تعالى». ب : عز وجل.

(١٤) سقط «ومجازه كذبا» من النسختين.

(١٥) ق : معناه.

١٧٥

فيا معشر العزّاب ، إن حان شربكم

فلا تشربوا ، ما حجّ لله راكب (١)

شرابا ، لغزوان الخبيث ، فإنّه

يباهتكم ، منه ، بأيمان كاذب (٢)

فخفض «راكبا» ، على القرب والجوار (٣) ، ومحلّه الرفع (٤) بفعله. ومثله : (٥)

كأنّ ثبيرا ، في عرانين ودقه ،

كبير أناس ، في بجاد ، مزمّل

خفض «مزمّلا» ، وهو من نعت «كبير» (٦) وهو (٧) في محلّ رفع ، فخفضه على الجوار. وقال آخر : (٨)

كأنّما خالطت ، قدّام أعينها ،

قطنا ، بمستحصد الأوتار ، محلوج

خفض «محلوجا» ، وهو من نعت «قطن».

__________________

(١) ق : «فيا معشر الاعراب». ب : «إن جاز». والعزاب : جمع عازب. وهو الرجل ليس له زوج.

(٢) ق : «شراب ابن غزوان .. يباهيكم». ويباهت : يقذف بهتانا وكذبا.

(٣) ق : «على القرب». ب : على الجوار.

(٤) ب : وهو في محل الرفع.

(٥) البيت لامرىء القيس. ديوانه ص ٦٢ والخصائص ١ : ١٩٢ و ٣ : ٢٢١ والمغني ص ٥٦٩ و ٧٦٠ والمحتسب ٢ : ١٣٥ وأمالي ابن الشجري ١ : ٩٠ والخزانة ٢ : ٣٢٧ و ٣ : ٦٣٩.

ب : «وقال الشاعر أيضا». ق : «عرانين وبله». وثبير : اسم جبل. والعرانين : جمع عرنين.

وهو الأول. والودق : المطر. والبجاد : كساء مخطط.

(٦) في الأصل : الكبير.

(٧) سقط : «وهو .. فخفضه» من ب. وسقط «وهو .. على الجوار» من ق.

(٨) معاني القرآن ٢ : ٧٤ وأسرار العربية ص ٣٣٨ والإنصاف ص ٦٠٥. والمستحصد : المحكم الشد. والمحلوج : المندوف.

١٧٦

وأما (١) قول الشاعر : (٢)

كيف نومي ، على الفراش ، ولمّا

تشمل الشّام غارة ، شعواء؟

تذهل الشّيخ ، عن بنيه ، وتبدي

عن خدام العقيلة ، العذراء (٣)

رفع «العقيلة» ، لأنّه نوى التنوين في «خدام». وجاز له الرفع بعد التنوين.

وقد يجعلون «من» بمعنى : كذّب (٤) ، من المين ، فيشتبه على السامع ، كما قال : (٥)

وفي كتب الحجّاج أنساب معشر

تعلّمها ، منّا يزيد ومزيدا

معنى «منّا» : كذّبنا. فلذلك نصب «يزيد». وقال آخر : (٦)

إنّما أمّ خالد ، يوم جاءت

بغلة الزّينبيّ من ، قصر ، زيدا

يقال : أمّ فلان ، إذا شجّ رأسه حتّى تبلغ الشّجّة أمّ الدّماغ. فرفع «خالدا» ، لأنّه أوقع عليه فعل ما لم يسمّ فاعله. وقوله «من ، قصر ، زيدا» من : كذّب (٧). قصر : اسم منادى. كأنّه قال : كذّب (٨) ، يا قصر ، كذّب (٩) زيدا. ومثل هذا كثير. فتعرّف (١٠) ، لئلّا يشتبه عليك ، إذا ورد.

__________________

(١) سقط حتى «إذا ورد» من النسختين.

(٢) عبيد الله بن قيس الرقيات. ديوانه ص ٩٥ والمنصف ٢ : ٢٣١ وأمالي ابن الشجري ١ : ٣٨٣ وشرح المفصل ٩ : ٣٦ والإنصاف ص ٦٦١ ومعجم الشعراء ص ٤٥٠.

(٣) الخدام : جمع خدمة. وهي الساق.

(٤) في الأصل : كذّب.

(٥) الإفصاح ص ١٨٥. وفي الأصل : كما قالوا.

(٦) الإفصاح ص ١٦١.

(٧) في الأصل : كذّب.

(٧) في الأصل : كذّب.

(٨) في الاصل : كذب.

(٩) في الأصل : فتعرف.

١٧٧

والخفض (١) بالبنية

وإنّما (٢) علّة البنية للأسماء : تضاف وهي نواقص ، فإذا حذفت منها الإضافة بقيت ناقصة ، فألزمت البنية (٣) ، مثل : قطام (٤) ، ودراك ، ونزال ، وحذام ، وبداد (٥) ، ورقاش (٦). لا تزول هذه الأسماء عن الخفض (٧) إلى غيره ، من غير تنوين (٨). يقال : أتتني (٩) قطام (١٠) ، ومررت بقطام ، ورأيت قطام. وحذام (١١) لا يزول عن (١٢) الخفض إلى غيره ، من غير تنوين. / قال الشاعر : (١٣)

إذا قالت حذام فصدّقوها

فإنّ القول ما قالت حذام

وتقول : كويته وقاع ، وجاءت الخيل بداد ، أي : متبدّدين (١٤).

__________________

(١) في النسختين : والجر.

(٢) سقط حتى «البنية» من النسختين.

(٣) في الأصل : البنية.

(٤) في الأصل : «فطام» بالفاء هنا وفيما يلي.

(٥) في الأصل : «وبدار». وسقط «وحذام وبداد» من ق.

(٦) في الأصل : «ورقاس». ب : ودراك.

(٧) في النسختين : لا يزول من الخفض.

(٨) سقط «من غير تنوين» من ق.

(٩) في الأصل وق : ايتني.

(١٠) ق : «حذام» هنا وفيما يلي من المثالين.

(١١) سقطت من ق.

(١٢) ق : من.

(١٣) لجيم بن صعب. الخصائص ٢ : ١٧٨ وأمالي ابن الشجري ٢ : ١١٥ وشرح المفصل ٤ : ٦٤ والمغني ص ٢٤٣ وابن عقيل ١ : ٦٣ وشذور الذهب ص ٩٥ والأشموني ٣ : ٢٦٨ واللسان والتاج (حذم) و (رقش) والعيني ٣ : ٣٧٠. وسقط حتى «وتقول» من ق.

(١٤) ق : «وجاءت سواقها». وأثبت هاهنا فيها «وقال عمرو .. قطي وحسبي». وهو وارد بعد.

١٧٨

قال الشاعر : (١)

كنّا ثمانية ، وكانوا جحفلا

لجبا ، فشلّوا بالرّماح ، بداد

أي : متبدّدين (٢). وإنّما (٣)

خفضها لمّا فتح أوّلها ، مثل (٤)

نزال. وتراك هو من التّرك (٥). وقال آخر (٦) :

وكنت إذا منيت ، بخصم سوء ،

دلفت له ، فأكويه ، وقاع

وهي الدائرتان على جاعرتي (٧) الحمار.

ويقال : انصبّ عليهم من طمار. وهو المكان المرتفع. قال الشاعر : (٨)

فإن كنت لا تدرين ما الموت؟ فانظري

إلى هانىء ، في السّوق ، وابن عقيل

__________________

(١) حسان بن ثابت. ديوانه ص ١٠٨ واللسان (بدد) والخزانة ٣ : ٨٠. ب : «وقال آخر».

وفي ق عن إحدى النسخ أن الرواية : «كانوا ثمانية». وفي الأصل : «فشلّوا». ب : «فسلّوا» بالسين وتحتها ثلاث نقط. والجحفل : الجيش الكبير. واللجب : ذو الجلبة. وشل : طرد.

(٢) في النسختين : متفرقين.

(٣) سقط حتى «من الترك» من ق.

(٤) في الأصل : وهو.

(٥) ب : مثل نزال انزل واترك.

(٦) عوف بن الأحوص. النوادر ص ١٥١ والمخصص ٦ : ١٦٥ و ١٧ : ٦٩ وشرح المفصل ٤ : ٥٩ والتهذيب واللسان والتاج (وقع). ب : «وقال الآخر». ق : «إذا بليت». ومني : بلي. ودلف له : تقدم إليه وأسرع.

(٧) ق : «حافري». والجاعرة : حرف الورك المشرف على الفخذ.

(٨) سليم بن سلام. تاريخ الطبري ٦ : ١٩٦ والمخصص ١٧ : ٦٩ وشرح المفصل ٤ : ٦٠ ومعجم البلدان (طمار) واللسان (طمر). وهانىء : ابن عروة المرادي. وابن عقيل هو مسلم بن عقيل.

١٧٩

إلى بطل ، قد عفّر السّيف خدّه

وآخر ، يهوي من طمار ، قتيل (١)

قال «طمار» بالكسر (٢). [ويقال : «طمار» بالنصب](٣).

ويقال : نزلت على الناس بوار (٤). وأنشد : (٥)

قتلت ، فكان تباغيا ، وتظالما

إنّ التّظالم ، في الصّديق ، بوار

فكان أوّل ما أثبت تهارشت

أولاد عرج ، عند كلّ وجار (٦)

فقال «بوار» ، ومحلّه الرفع.

ومنه قول (٧) عمرو بن معد يكرب (٨) :

أطلت فراطهم ، حتّى إذا ما

قتلت سراتهم كانت قطاط

أي : قطي (٩) وحسبي.

وأما (١٠) قول الآخر : (١١)

يا أمّ عائشة ، لن تراعي

كلّ بنيك بطل ، شجاع

__________________

(١) ق : «وجهه* وآخر». وعفره : مرغه في التراب.

(٢) سقط «قال طمار بالكسر» من ق.

(٣) من ق.

(٤) بوار : اسم الهلكة. ق : نزلت بوار على الناس.

(٥) لأبي مكعت الحارث بن عمرو. المخصص ١٧ : ٦٩ واللسان والتاج (فور) و (عرج). ق : «تظالما وتباغيا* إنّ المظالم». والمقتولة جارية لضرار بن فضالة اسمها أنيسة.

(٦) في الأصل : «أتيت». ق : «أولاد عرج عليك عند وجار». والعرب لا تصرف «عرج» ، تجعله معرفة بمعنى الضباع. وتهارش : تواثب وتقاتل. والوجار : جحر الضبع.

(٧) ق : وقال.

(٨) ديوان عمرو ص ١٢٤ وشرح المفصل ٤ : ٥٨ و ٦١ وما بنته العرب على فعال ص ٦٠ والجمهرة ١ : ١٠٨ والتهذيب واللسان والتاج (فرط) و (قطط) والخزانة ٣ : ٧٥. ق : «كانوا قطاط». والفراط : الإمهال. والسراة : جمع سري. وهو الشريف. والضمير في «كانت» يعود على الفعلة المفهومة من قوله «قتلت سراتهم». وقطاط معدولة عن قاطّة أي : كافية.

(٩) في الأصل : قطّي.

(١٠) سقط حتى «في بنيك» من النسختين.

(١١) في الأصل : «يا أمس عائش .. كلّ».

١٨٠