الجمل في النّحو

الخليل بن أحمد الفراهيدي

الجمل في النّحو

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات استقلال
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٧٦

اسما ، والنكرة (١) / خبرا. قال القطاميّ : (٢)

قفي قبل التّفرّق ياضباعا

ولا يك موقف منك الوداعا

وقال آخر : (٣)

فإنّك لا تبالي بعد حول :

أظبي كان أمّك أم حمار؟

وقال آخر (٤)

ألا من مبلغ حسّان عنّي :

أطبّ كان ذلك أم جنون؟

وقال آخر : (٥)

كأنّ سلافة من بيت رأس

يكون مزاجها عسل وماء

وقال الفرزدق (٦) :

أسكران كان ابن المراغة إذهجا

تميما بجوف الشّام أم متساكر؟

__________________

(١) في الأصل : يجعل المعرفة ابتداء والمنكور.

(٢) ديوان القطامي ص ٣٧ والكتاب ١ : ٣٣١ والمقتضب ٤ : ٩٣ والجمل للزجاجي ص ٥٩ وشرح المفصل ٧ : ٩١ والمغني ص ٥٠٥ والهمع ١ : ١١٩ و ١٨٥ والدرر ١ : ٨٨ و ١٦٠ والأشموني ٣ : ١٧٣ والعيني ٤ : ٢٩٥ والخزانة ١ : ٣٩١ و ٤ : ٦٤. وقوله ضباعا يريد ضباعة. وهي بنت زفر بن الحارث.

(٣) خداش بن زهير. الكتاب ١ : ٢٣ والمقتضب ٤ : ٩٣ وشرح المفصل ٧ : ٩١ و ٩٤ والمغني ص ٦٥٣ والخزانة ٣ : ٢٣ و ٤ : ٦٧ و ٣٨٩ و ٤٦٤. يريد أنه لا يبالي بعد قيامه بنفسه من انتسب إليه. وسقط «وقال آخر .. أم حمار» من النسختين.

(٤) أبو قيس بن الأسلت. الكتاب ١ : ٢٣ واللسان (طبب) والخزانة ٤ : ٦٨. والطب : العلة.

(٥) حسان بن ثابت. ديوانه ص ٣ والكتاب ١ : ٢٣ والمقتضب ٤ : ٩٢ والجمل للزجاجي ص ٥٨ والمحتسب ١ : ٢٧٩ وشرح المفصل ٧ : ٩١ و ٩٣ والمغني ص ٥٠٥ و ٧٧٥ وو الهمع ١ : ١٩٩ والدرر ١ : ٨٨ والخزانة ٤ : ٤٠ و ٦٣. والسلافة : خالص الخمر.

وبيت رأس : موضع. وسقط «وقال اخر .. وماء» من النسختين.

(٦) ديوان الفرزدق ص ٤٨١ والكتاب ١ : ٢٣ و ٣١٤ والخصائص ٢ : ٣٧٥ والمغني ص ٥٤٣ والهمع ١ : ٦٧ والدرر ١ : ١١١ والخزانة ٤ : ٦٥. وفي الأصل وب : «وقال آخر». ب : «بحرف الشام». وابن المراغة : جرير.

١٢١

جعل المعرفة خبرا ، والنكرة اسما. (١)

ويقال (٢) : كان القوم صحيح أبوهم (٣) ، وأصبح القوم صحيح ومريض. والوجه : صحيحا ومريضا (٤). النصب على خبر «كان» (٥) ، والرفع على معنى : منهم صحيح ، ومنهم مريض. قال الشاعر (٦) :

فأصبح في حيث التقينا شريدهم

قتيل ومكتوف اليدين ومزعف

والمعنى : فأصبح شريدهم ، في حيث التقينا ، منهم قتيل (٧) ، ومنهم مكتوف اليدين ، ومنهم مزعف. ومثله : (٨)

فلا تجعلي ضيفيّ ضيف مقرّب

وآخر معزول عن البيت جانب

كأنّه قال : لا تجعلي [ضيفيّ] أحدهما (٩) ضيف مقرّب ، وآخر معزول.

__________________

(١) كذا. فالاسم في قول خداش وأبي قيس والفرزدق مقدم على «كان». وإلا فهو ضمير وليس بنكرة.

(٢) ب : وتقول.

(٣) ق : صحيح وسقيم.

(٤) ق : وأصبح القوم سقيم ومريض والوجه صحيحا مريضا.

(٥) هذه الجملة في الأصل بعد «ومنهم مريض».

(٦) الفرزدق. ديوانه ص ٥٢٦ والكتاب ١ : ٢٢٢ والبحر ٥ : ٤٦١ والخزانة ٢ : ٢٩٩.

وفي النسختين : «طليق». وفي الأصل : «ومزحف». ق : «مرعّف». ب : «ومرعف» هنا وفيما يلي. والمزعف : المقتول في مكانه.

(٧) ب : «طليق». ق : ومنهم طليق.

(٨) العجير السلولي. الكتاب ١ : ٢٢٢ والخزانة ٢ : ٢٩٨. وفي الأصل : «فلا تجعلن ضيفي .. جانب». ق : «خائب». والجانب : المبعد.

(٩) في الأصل : «لا تجعل أحدهما». وما بين معقوفين من ق.

١٢٢

وقد يكون «كان» في معنى (١) «جاء» ، و «خلق الله» (٢). قال الله ، تبارك وتعالى (٣) ، في «البقرة» : (٤) (وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ) أي : [وإن](٥) جاء ذو عسرة. قال الشاعر : (٦)

إذا كان الشّتاء فأدفئوني

فإنّ الشّيخ يهدمه الشّتاء

أى : إذا جاء [الشتاء](٧). قال الشاعر : (٨)

فدى لبني ذهل بن شيبان ناقتي

إذا كان يوم ذو كواكب أشهب

أي : إذا وقع (٩).

وأما قول عنترة : (١٠)

بني أسد هل تعلمون بلاءنا

إذا كان يوما ذا كواكب أشنعا؟

فإنّه أراد : إذا كان اليوم يوما ذا كواكب. وقال الله ، عزّ

__________________

(١) ب : موضع.

(٢) سقط «وخلق الله» من النسختين.

(٣) ق : «عز اسمه». ب : عز وجل.

(٤) الآية : ٢٨٠.

(٥) من ب. ق : إن.

(٦) الربيع بن ضبع. الجمل للزجاجي ص ٦٢ وأسرار العربية ص ١٣٥ وشذور الذهب ص ٣٥٤ والهمع ١ : ١١٦ والدرر ١ : ٨٤ واللسان (كون). ق : «وقال آخر». وجعل فيها البيت مع التعليق عليه بعد البيت الذي يليه.

(٧) من ق.

(٨) مقاس العائذي. الكتاب ١ : ٢١ والمقتضب ٤ : ٩٦ وشرح المفصل ٧ : ٩٨ واللسان (شهب). جعل لليوم كواكب وشهبة لكثرة السلاح واشتداد الحرب. ب : «يوم أو نجوم أهلّت».

(٩) سقط التفسير من النسختين.

(١٠) البيت في الكتاب ١ : ٢٢ لعمرو بن شأس. ق : «وأما قول الآخر». ب : «وقال غيره أيضا». ق : هل تعرفون.

١٢٣

وجلّ (١) ، في سورة «النساء» : (إِلَّا أَنْ تَكُونَ) (٢) [تِجارَةً) والمعنى : إلّا أن تقع تجارة. ومن قرأ](٣) : (تجارة) ، فالمعنى : إلّا أن تكون التجارة تجارة (٤). وقال لبيد بن ربيعة : (٥)

فمضى وقدّمها وكانت عادة

منه إذا هي عرّدت أقدامها

معناه : العادة عادة. وإن كان «إقدامها عادة» (٦) فقدّم وأخّر.

وتقول : كيف تكلّم من كان غائب؟ أي : من هو غائب.

قال الله ، عزّ وجلّ ، في سورة «مريم» (٧) : (كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا) أي : من هو في المهد. ونصب / «صبيّا» ، على الحال.

وتقول : مررت بقوم ، كانوا ، كرام. ألغيت «كان» وأردت : (٨)

__________________

(١) ق : تعالى.

(٢) الآية ٢٩. وفي الأصل : «يكون». ب : «تكون تجارة حاضرة». وهي من الآية ٢٨٢ من البقرة.

(٣) من النسختين.

(٤) زاد هنا في الأصل «إذا أراد النصب».

(٥) شرح القصائد العشر ص ٢٢٣ ـ ٢٢٤ والخصائص ١ : ٧ و ٢ : ٤١٥ والإنصاف ص ٧٧٢ وأمالي ابن الشجري ١ : ١٣٠. وفي الأصل : «وكانت عادة منها». وزاد بعده في ق : «إذا ما عرّدت». وهي رواية. وعرد : أحجم ومال عن الطريق. وجعل الأقدام للأتان استعارة.

(٦) يريد : وإن كانت الرواية «وكانت عادة .. إقدامها». انظر شرح القصائد العشر ص ٢٢٣ ـ ٢٢٤ والإنصاف ص ٧٧٣ وأمالي ابن الشجري ١ : ١٣٠. وفي الأصل : وإن قال قدّامها عادة.

(٧) الآية ٢٩.

(٨) ق : ألغيت كأنك أردت.

١٢٤

مررت بقوم كرام (١). قال الفرزدق : (٢).

فكيف إذا أتيت ديار قوم

وجيران لنا كانوا كرام؟

وأما قول الله ، جلّ ثناؤه (٣) ، في سورة «آل عمران» : (٤) (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ ، أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) فالمعنى (٥) : أنتم خير أمّة. وقال بعضهم : معناه : كونوا خير أمّة. وهو أصحّ ممّا (٦) فسّره المفسّرون.

وأما قولهم : «الحرب أوّل ما تكون فتيّة» (٧) أي : الحرب أوّل أحوالها [إذا كانت](٨) فتيّة. (٩) قال الشاعر (١٠).

الحرب أوّل ما تكون فتيّة

تسعى ، بزينتها ، لكلّ جهول

وقالوا : ليس القوم ذاهبين ولا مقيما أبوهم. نصب «مقيما» ، على

__________________

(١) ق : لئام.

(٢) ديوان الفرزدق ص ٨٣٥ والكتاب ١ : ٢٨٩ والجمل للزجاجي ص ٦٢ والمغني ص ٣١٧ وشرح شواهده ص ٢٣٦ وابن عقيل ١ : ١٢٢ والأشموني ١ : ٢٤٠ والتصريح ١ : ١٩٢ والعيني ٢ : ٤ والخزانة ٤ : ٣٧.

(٣) ق : «جل وعز». ب : عز وجل.

(٤) الآية ١١٠. وسقط «أخرجت للناس» من ق.

(٥) في الأصل : «المعنى». ق : أي.

(٦) في الأصل : «فيما». ب : «عندنا». وسقطت من ق ، وسقط «فسره المفسرون» من النسختين.

وانظر البحر ٣ : ٢٨ ـ ٢٩.

(٧) في الأصل : «فتيّة».

(٨) من النسختين.

(٧) في الأصل : «فتيّة».

(٩) عمرو بن معد يكرب. ديوانه ص ١٤٢ والكتاب ١ : ٢٠ والمقتضب ٣ : ٢٥١ وشرح الحماسة للمرزوقي ص ٢٥٢ و ٣٦٨ و ٤٠٨ وشروح سقط الزند ص ١٦٧٨ والحماسة البصرية ١ : ١٨ والعقد ١ : ٩٤ والروض الأنف ١ : ١٨١ وغرر الخصائص ص ٢٤ وعيون الأخبار ١ : ١٢٧ ومروج الذهب ١ : ٤٣٠ وشرح نهج البلاغة ٩ : ٤١ و ١٢ : ١١٩ ومحاضرات الأدباء ٢ : ٧٦. وفي الأصل : فتيّة.

١٢٥

البدل. قال الشاعر : (١)

مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة

ولا ناعبا إلّا ببين غرابها

نصب «ناعبا» ، على البدل من خبر (٢) «ليس».

فإن قلت : كان (٣) عبد الله أبوه ، رفعت [عبد الله بـ «كان» ورفعت](٤) «أباه» ، على البدل من اسم «كان». قال الشاعر : (٥).

فما كان قيس هلكه هلك واحد

ولكنّه بنيان قوم تهدّما

رفع «هلك» الثاني (٦) ، على البدل. وإن نصب (٧) على الخبر جاز.

ويرفعون ما كان (٨) أهمّ إليهم ، لا يبالون اسما كان أم (٩) خبرا ، إذا جعلوه اسما. قال الشاعر (١٠) :

__________________

(١) الأخوص الرياحي. الكتاب ١ : ٨٣ و ١٥٤ و ٤١٨ والبيان والتبيين ٢ : ٢٦١ والخصائص ٢ : ٣٥٤ والإنصاف ص ١٩٣ و ٣٩٥ و ٥٩٥ وشرح المفصل ٢ : ٥٢ و ٥ : ٦٨ و ٧ : ٥٧ و ٨ : ٦٩ والمغني ص ٥٣١ و ٦١١ وشرح شواهده ص ٢٩٥ والأشموني ٢ : ٢٣٥ وديوان الفرزدق ص ٢٣ والخزانة ٢ : ١٤٠ و ٣ : ٥٠٧ و ٦١٣.

وفي الأصل : «مشائيم». ق : «مخلصين». والبين : الفراق.

(٢) سقطت من ق.

(٢) سقطت من ق.

(٣) من ق.

(٤) عبدة بن الطبيب. الكتاب ١ : ٧٧ والشعر والشعراء ص ٧٠٧ والجمل للزجاجي ص ٥٦ والمصون ص ١٦ والإفصاح ص ٢٨٦ وشرح المفصل ٣ : ٦٥ و ٨ : ٥٥ وشرح الحماسة للمرزوقي ص ٧٩٢ .. وفي الأصل : «وما كان». ب : «هلك واحد». وقيس : ابن عاصم المنقري.

(٥) في الأصل : «هلكه الثانية». وانظر الإفصاح ص ٢٨٦ والبحر ٣ : ١٢٣.

(٦) في الأصل : نصبت.

(٧) في الأصل : ما إذا كان.

(٨) ب : أو.

(٩) عمرو بن كلثوم ، شرح القصائد العشر ص ٣٥٣. ق : «شعر لعمرو». ب : وقال آخر.

١٢٦

وكنّا الأيمنين ، إذا التقينا

وكان الأيسرين بنو أبينا

وقال آخر : (١)

لقد علم الأقوام ما كان داءها

بثهلان إلّا الخزي ، ممّن يقودها

جعل «الخزي» اسما (٢) ، و «داءها» خبرا. قال الله ، عزّ وجلّ : (وَما كانَ) (٣) جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا : أَخْرِجُوهُمْ ، مِنْ قَرْيَتِكُمْ). و «جواب» (٤) ينصب ويرفع ، على ما فسّرته (٥) لك.

ومثله : (٦) (فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ). ترفع «عاقبتهما» وتنصب (٧).

والرفع بخبر «إنّ»

قولهم (٨) : إنّ زيدا قائم ، إنّ عبد الله خارج. ويقولون (٩) : إنّ عبد الله الظريف خارج. نصبت «عبد الله» بـ «إنّ» ، ونصبت «الظريف» لأنّه من نعته (١٠) ، ورفعت «خارجا» لأنّه خبره.

__________________

(١) الكتاب ١ : ٢٤ والمحتسب ٢ : ١١٦ وشرح المفصل ٧ : ٩٦. ب : «وقال غيره». وثهلان : اسم جبل.

(٢) في الأصل : جعل الاسم الخزي.

(٣) الآية ٨٢ من الأعراف. وفي النسختين : «فما». وسقط منهما «أخرجوهم من قريتكم».

فالآية هي ٥٦ من النحل و ٢٤ و ٢٩ من العنكبوت. وانظر البحر ٤ : ٣٣٤.

(٤) سقطت من النسختين.

(٥) ب : فسرت.

(٦) الآية ١٧ من الحشر. وانظر البحر ٨ : ٢٥٠.

(٧) في الأصل : يرفع عاقبتهما وينصب.

(٨) ب : تقول.

(٩) في الأصل وب : وتقول.

(١٠) ب : الظريف نعتا لعبد الله.

١٢٧

فإذا فصلوا بين الاسم والنعت كانوا بالخيار ، إن شاؤوا رفعوا النعت ، وإن شاؤوا نصبوه (١). [يقولون : إنّ زيدا خارج الظريف]. ويقولون (٢) : إنّ زيدا خارج الظريف.

قال الله ، [عزّ و] جلّ : (٣) (إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ ، عَلَّامُ الْغُيُوبِ). [رفع](٤) وإن شئت نصبت. والرفع أحسن.

وتقول (٥) : إنّ / زيدا خارج ومحمد. نصبت «زيدا» بـ «إنّ» ، ورفعت «خارجا» لأنّه خبره ، ورفعت «محمدا» لأنّه اسم جاء بعد خبر مرفوع (٦). وإن شئت نصبت «محمدا» ، لأنّك نسقته (٧) بالواو على «زيد». ومثله قول الله ، جلّ وعزّ (٨) ، في «التوبة» : (أَنَ) (٩) اللهَ بَرِيءٌ ، مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، وَرَسُولُهُ). رفع «رسوله» ، لأنّه جاء بعد خبر مرفوع. وإن شئت نصبت (١٠). والرفع أجود. ومثله [قوله ، عزّ وجلّ] : (١١) (وَإِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ ، وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها). [رفع ، لأنّه اسم جاء بعد خبر مرفوع. وإن شئت

__________________

(١) ب : نصبوا.

(٢) في الأصل : «وتقول». ب : يقولون.

(٣) الآية ٤٨ من سبأ. وما بين معقوفين من النسختين.

(٤) من ق. والرفع قراءة الجمهور. والنصب قراءة عيسى وابن أبي إسحاق وزيد بن علي وابن أبي عبلة وأبي حيوة وحرب عن طلحة. البحر ٧ : ٢٩٢.

(٥) ب : وإن شئت قلت.

(٦) ق : «بعد الخبر مرفوع». ب : من بعد خبر.

(٧) ب : تنسقه.

(٨) ق : «قول الله تعالى ذكره». ب : قوله.

(٩) الآية ٣. ق : «إنّ». وهي قراءة الحسن والأعرج. البحر ٥ : ٦.

(١٠) انظر البحر ٥ : ٦.

(١١) الآية ٣٢ من الجاثية. وما بين معقوفين من ق.

١٢٨

نصبت. والرفع أجود]. (١)

وأما قول الشاعر : (٢)

فمن يك أمسى بالمدينة رحله

فإنّي وقيّار بها لغريب

وقد نصبه قوم. وهو أجود. وإنما رفعه ، لأنّه توهّم [أنّه](٣) بعد الخبر ، على قوله : إنّي (٤) لغريب ، وقيّار بها (٥). ولو (٦) قلت : إنّ زيدا وعبد الله (٧) منطلقان ، لكان لحنا. وإنما جاز في الأوّل ، لأنّه توهّم أنّه اسم جاء بعد خبر (٨) مرفوع.

وعلى هذا ، [تقرأ](٩) هذه الآية ، في «المائدة» : (١٠) (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ، وَالَّذِينَ هادُوا ، وَالصَّابِئُونَ). رفع «الصّابئين» على الابتداء ، ولم يعطف على ما قبله (١١). وكذلك قرؤوا (١٢) : (وَكَتَبْنا

__________________

(١) من ق. والرفع قراءة الجمهور. والنصب قراءة حمزة ، ورويت عن الأعمش وأبي عمرو وعيسى وأبي حيوة والعبسي والمفضل. البحر ٨ : ٥١.

(٢) ضابىء البرجمي. الكتاب ١ : ٣٨ ومجالس ثعلب ص ٣١٦ و ٥٩٨ والإنصاف ص ٩٤ وشرح المفصل ٨ : ٦٨ والمغني ص ٥٣٧ و ٦٨٨ والهمع ٢ : ١٤٤ والدرر ٢ : ٢٠٠ والأشموني ١ : ٢٨٦ ومعاهد التنصيص ١ : ٦٥ والخزانة ٤ : ٨١ و ٣٢٣. والرحل : المنزل. وقيار : اسم فرس.

(٣) من ق.

(٤) في الأصل : «إنه». ق : أي.

(٥) سقطت من ق.

(٦) في الأصل : فلو.

(٧) ق : إن عبد الله وزيد.

(٨) ق : أنه خبر.

(٩) من ق. ب : «يقرأ». وسقط «هذه الآية» من ق.

(١٠) الآية ٦٩.

(١١) في الأصل : قبل.

(١٢) الآية ٤٥ من المائدة. وفي الأصل وق : يقرأ.

١٢٩

عَلَيْهِمْ ، فِيها ، أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ ، وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ) ، ثم (١) قرؤوا : (والجروح قصاص). ويقال : إنّه عطف على موضع «إنّ» ، لأنّ موضعها مبتدأ. ويقال : مقدّم ومؤخّر. قال الفرزدق : (٢)

تنحّ عن البطحاء ، إنّ جسيمها

لنا ، والجبال الباذخات الفوارع

فرفع (٣) «الجبال» ، على الابتداء ، ولم ينسق (٤). وعلى (٥) هذا ، يقرأ في «المائدة» : (وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ ، فِيها ، أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ) ، إلى آخر الآية. وقال آخر (٦) ، وهو الفرزدق : (٧)

إنّ الخلافة والنّبوّة فيهم

والمكرمات وسادة أبطالا

فنصب إتباعا. (٨)

وإنّما يجوز هذا في «إنّ» (٩) و «لكنّ». وأما (١٠) «كأنّ» ، و

__________________

(١) سقط حتى «ومؤخر» من النسختين. وزاد هنا في ق : «إلى آخره الآية ، وفي ب : إلى آخر الآية بالرفع.

(٢) ديوان الفرزدق ص ٥١٨ والخزانة ٣ : ٦٦٩. ب : «وقال آخر أيضا». وفي النسختين : «قديمها». وتنح : ابعد. والجسيم : ما ارتفع من الأرض وعلاه الماء. والباذخ : العالي.

والفوارع : جمع فارع. وهو المرتفع.

(٣) في الأصل : رفع.

(٤) ق : ولم ينصب.

(٥) سقط حتى «آخر الآية» من النسختين.

(٦) ق : «الأخطل». وسقط منها «وهو الفرزدق» ، وسقط «وقال آخر وهو الفرزدق» من ب.

(٧) كذا ، والبيت لجرير برواية «وسادة أطهار». الكتاب ١ : ٢٨٦ وشرح المفصل ٨ : ٦٦ والعيني ٢ : ٢٦٣.

(٨) في الأصل : «اتّباعا». ق : أبطالا.

(٩) ق : أنّ.

(١٠) ق : «فأما». ب : وإنما يجوز في هذا النصب فأما.

١٣٠

«ليت» ، و «لعلّ» فليس إلّا النّصب في النّعت [والاسم](١) والنّسق ، تقدّم أو تأخّر. (٢) تقول (٣) : كأنّ زيدا قائم وأباك ، وليت زيدا خارج الظريف ، وليت محمدا منطلق وأباك. وإنّما صار كذلك ، لأنّ «إنّ» (٤) و «لكنّ» تحقيقان (٥) ، و «كأنّ» تشبيه ، و «لعلّ» شكّ (٦) [وربّما كانت رجاء] ، و «ليت» تمنّ.

وأما (٧) قول المتلمسّ : (٨)

أطريفة بن العبد إنّك جاهل

أبساحة الملك الهمام تمرّس؟

ألق الصّحيفة لا أبالك إنّني

أخشى عليك من الخناء النّقرس (٩)

رفع «النقرس» ، لأنّه أراد : أنا النقرس. وهو العالم (١٠). يقال : رجل نقريس نطّيس.

وأما قول الآخر (١١) / :

إنّ فيها أخيك وابن هشام

وعليها أخيك والمختارا

__________________

(١) من النسختين.

(٢) سقط «تقدم أو تأخر» من النسختين.

(٣) ق : وتقول.

(٤) في الأصل : إنّ.

(٥) ب : أنّ تحقيق ولكنّ تحقيق.

(٦) سقطت من ق. وما بين معقوفين هو من ب.

(٧) سقط حتى «الكي بالنار» من النسختين.

(٨) ديوان المتلمس ص ١٩٢ والخصائص ١ : ٣٤٥ والإفصاح ص ٢٢٩ وشرح الحماسة للمرزوقي ص ٦٥٩ واللسان (نقرس) والخزانة ٢ : ١١٩. وتمرس : تحكك.

(٩) الخناء : الهلاك. والرواية : «الحباء». والحباء : العطاء. وهو ما وعد به طرفة وكتب له في الصحيفة.

(١٠) في الأصل. العائم.

(١١) الإفصاح ص ٢٠٧.

١٣١

هذا لغز. يريد : أخي كوى (١) من الكيّ بالنار.

وأما قول الله ، تبارك وتعالى : (٢) (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ) فقد ذكر ، عن ابن عبّاس ، أنّه قال : إنّ الله ، تبارك اسمه (٣) ، أنزل القرآن بلغة كلّ حّي من أحياء العرب ، فنزلت هذه الآية بلغة (٤) بني الحارث (٥) بن كعب ، لأنّهم يجعلون المثنّى بالألف في كلّ وجه مرفوعا (٦). فيقولون : رأيت الرّجلان ، ومررت بالرّجلان ، وأتاني الرّجلان. وإنّما صار كذلك (٧) ، لأنّ الألف أخفّ بنات المدّ واللّين. قال الشاعر : (٨)

إنّ لسلمى عندنا ديوانا

أخزى فلانا وابنه فلانا

كانت عجوزا ، غبّرت زمانا

وهي ترى سيّئها إحسانا (٩)

نصرانة قد ولدت نصرانا

أعرف منها الجيد والعينانا (١٠)

ومقلتان أشبها ظبيانا (١١)

__________________

(١) في الأصل : كوي.

(٢) الآية ٦٣ من طه. ق : «الله تعالى». ب : الله عز وجل.

(٣) ق : تعالى.

(٤) انظر البحر ٦ : ٢٢٥.

(٥) : بلحارث.

(٦) سقطت من ق.

(٧) سقط «وإنما صار كذلك» من النسختين.

(٨) رؤبة. ديوانه ص ١٨٧ والنوادر ص ١٥ وشرح المفصل ٣ : ١٢٩ و ٤ : ٦٧ و ١٤٣ والهمع ١ : ٤٩ والدرر ١ : ٢١ والأشموني ١ : ٩٠ والعيني ١ : ١٨٤ والخزانة ٣ : ٣٣٧.

(٩) كان : صار. وغبر : مكث وبقي.

(١٠) في النسختين «نصرانة». والنصرانة : النصرانية.

(١١) في الأصل : «ظبيانا». ق : «طبيانا». وقيل : إن ظبيان هو اسم رجل ، وأراد : منخري ظبيان. فحذف المضاف. الخزانة ٣ : ٣٣٧.

١٣٢

رفع المثنّى في كلّ وجه (١) ، وقال «العينانا» فنصب (٢) نون الاثنين ، لأنّه جعل النون حرفا ليّنا (٣) ، فصرفها (٤) إلى النصب.

وقال بعضهم ، في هذا النحو : (٥)

بمصرعنا النّعمان يوم تألّبت

علينا تميم من شظى وصميم

تزوّد منّا بين أذناه ضربة

دعته إلى هابي التّراب ، عقيم (٦)

قال : «أذناه» ، وهو (٧) في موضع الخفض.

وقد يكون «إنّ» في معنى «نعم» ، في بعض لغات العرب.

قال الشاعر : (٨).

بكرت عليّ عواذلي

يلحينني وألومهنّه

ويقلن : شيب قد عرا

ك وقد كبرت فقلت : إنّه (٩)

__________________

(١) ق : حال.

(٢) في الأصل : ونصب.

(٣) انظر آخر الورقة ٤٣.

(٤) ب : مصروفا.

(٥) هو بر الحارثي. الصاحبي ص ٢٩ وشرح المفصل ٣ : ١٢٨ و ١٠ : ١٩ وشذور الذهب ص ٤٧ والهمع ١ : ٤٠ والدرر ١ : ١٤ واللسان (صرع) و (هبو) والخزانة ٣ : ٣٣٧.

وفي الأصل وق : «وصميم» وتألب : تضافر والشظى : الأتباع والدخلاء. والصميم : الخالص النسب.

(٦) في النسختين : «هاب». وفي الأصل وق : «عقيم». والهابي : ما دق وعلا. والعقيم : الذي لا خير فيه.

(٧) ق : «قالت. أذناه» ب : فقال أذناه وهما.

(٨) عبيد الله بن قيس الرقيات. ديوانه ص ٦٦ والكتاب ١ : ٤٧٥ والبيان والتبين ٢ : ٢٧٩ وأمالي ابن الشجري ١ : ٣٢٢ وشرح المفصل ٢ : ١٣ و ٨ : ٦ و ٧٨ و ١٢٢ و ١٢٥ والمغني ص ٣٧ و ٧٢٣ واللسان (أنن) والخزانة ٤ : ٤٨٥. ق. «بكر العواذل ، في الصّبوح ، يلمنني ، وألومهنه» ولحى : لام وعذل.

(٩) في ق وحاشية الأصل : «علاك».

١٣٣

أي : نعم وأجل. وقال آخر : (١)

شاب المفارق ، إنّ إنّ ، من البلى

شيب القذال مع العذار الواصل

أي : نعم ، نعم. وقال آخر : (٢)

قالت سليمى : ليت لي بعلا يمن

يغسل عن رأسي وينسيني الحزن

وحاجة ليست لها عندي ثمن

مستورة قضاؤها منه ومنّ (٣)

قالت بنات العمّ : يا سلمى وإن

كان فقيرا معدما؟ قالت : وإن

[قالت وإن ، قالت وإن ، قالت وإن](٤)

أي : نعم.

قال الخليل بن أحمد : [وأنا](٥) أقرؤها (٦) مخفّفة ، على الأصل : (٧) (إن هذان لساحران) أي : ما هذان إلّا ساحران.

قال الشاعر (٨) :

__________________

(١) في الأصل : «سبب». ب : «من العذار». والقذال : مؤخر الرأس فوق القفا. والعذار : جانب اللحية والواصل : المتصل.

(٢) رؤبة. ديوانه ص ١٨٦ والمغني ص ٧٢٤ والهمع ٢ : ٦٢ والدرر ٢ : ٧٨ والأشموني ١ : ٣٣ و ٤ : ٢٦ والعيني ١ : ١٠٤ و ٤ : ٣٣٦ والخزانة ٣ : ٦٣٠. ق : «ثمن يغسل رأسي وينسّيني». ويمن : ينعم.

(٣) ق : «وحاجة .. مستورة». والنصب بفعل محذوف ، أي : يقضي حاجة. ومنّ أي : منّي.

(٤) من ق.

(٥) من ب.

(٦) في الأصل : أقرّوها.

(٧) سقط «على الأصل» من النسختين. وانظر البحر ٦ : ٢٢٥.

(٨) عاتكة بنت زيد. المحتسب ٢ : ٢٥٥ والإنصاف ص ٦٤١ وشرح المفصل ٨ : ٧١ و ٧٢ و ٧٦ والمغني ص ٢١ وابن عقيل ١ : ١٤٦ والهمع ١ : ١٤٢. والدرر ١ : ١١٩ والأشموني ١ : ٢٩٠ والعيني ٢ : ٤٧٨ والخزانة ٤ : ٣٤٨. ق : «غدر ... بمغرّد». وابن جرموز هو عمرو المجاشعي قاتل الزبير بن العوام. والبهمة : الجيش. والمعرد : الهارب في الحرب. وانظر أول الورقة ٦٣.

١٣٤

غدر ابن جرموز بفارس بهمة

عند اللّقاء ، ولم يكن بمعرّد

ثكلتك أمّك ، إن قتلت لمسلما

حلّت ، عليك ، عقوبة المتعمّد

أي : ما قتلت إلّا مسلمآ. وفي قراءة عائشة (١) ، رضي الله عنها (٢) / (إنّ هذين لساحران).

وأما (٣) قول الشاعر : (٤)

فلم ترعيني مثل سرب ، رأيته

خرجن علينا من زقاق ابن واقف

قال : «رأيته» ، ولم يقل «رأيتهنّ» ، لأنّ الهاء صلة ، وليست بكناية. وكذلك قول الله ، جلّ اسمه (٥) ، في سورة «الجنّ» : (٦) (قُلْ : أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ ، مِنَ الْجِنِّ). الهاء صلة ، وليست بكناية.

والرفع بـ «مذ»

و «مذ» (٧) ترفع ما بعدها ، ما كان ماضيا ، و [تخفض](٨) ما

__________________

(١) البحر ٦ : ٢٢٥.

(٢) ق : رحمة الله عليها.

(٣) هذه الفقرة استطراد وليست من الرفع بـ «إنّ».

(٤) عمر بن أبي ربيعة. ديوانه ص ١٣٦ والكامل ١ : ٧٦ و ٢ : ١٠٨ واللسان (زقق).

والسرب : جماعة النساء. وانظر الورقة ٦٦.

(٥) ق : قوله تعالى.

(٦) الآية ١. وسقط «نفر من الجن» من ق.

(٧) ب : وهي.

(٨) من النسختين.

١٣٥

لم يمض. تقول : ما رأيته مذ يومان ، ومذ سنتان ، ومذ [ثلاث ليال ، ومذ سنة ، ومذ شهر ، ومذ](١) ساعة. قال الشاعر : (٢)

أبا حسن ، ما زرتكم ، مذ سنيّة

من الدّهر ، إلّا والزّجاجة تقلس

وقال آخر : (٣)

لمن الدّيار ، بقنّة الحجر

أقوين ، مذ حجج ، ومذ شهر؟

فـ «مذ» ترفع ما بعدها (٤) ، حتّى تأتي بالألف واللام. فإذا جاء الحرف وفيه ألف ولام (٥) ، [وهو](٦) لم يمض (٧) ، فإن العرب (٨) تخفض بـ «مذ» حينئذ تقول : ما رأيته (٩) مذ اليوم (١٠) / ومذ (١١) الساعة. وما كان

__________________

(١) من ق.

(٢) أبو الجراح. اللسان (قلس). ق : «سنيهة». ب : «تقبس». وأبو الحسن هو الكسائي.

وتقلس : تقذف بالشراب لامتلائها.

(٣) زهير بن أبي سلمى. ديوانه ص ١١٤ والجمل للزجاجي ص ١٥٠ ومعاني الحروف ص ١٠٣ والإنصاف ص ٣٧١ وشرح المفصل ٤ : ٩٣ و ٨ : ١١ والأغاني ٦ : ٨٩ ـ ٩١ والعقد ٢ : ٢٨٨ والمغني ص ٣٧٣ والهمع ١ : ٢١٧ والدرر ١ : ١٨٦ والأشموني ٢ : ٢٢٩ والعيني ٣ : ٣١٢ والخزانة ٤ : ١٢٦ ـ ١٢٩. ق : «مذحجّ». والقنة : أعلى الجبل.

والحجر : اسم موضع. وأقوى : خلا. والحجج : جمع حجة. وهي السنة. والشهر هنا بمعنى الشهور.

(٤) ق : ما بعده.

(٥) في النسختين : الألف واللام.

(٦) من النسختين.

(٧) ب : «ماض». وفوقها عن إحدى النسخ : لم يمض.

(٨) ب : فالعرب.

(٩) في الأصل وب : ما أتيته.

(١٠) ق : «مذ اليوم». وزاد هنا فيها : وما رأيته منذ اليوم.

(١١) ق : ومذ.

١٣٦

ماضيا لا ترفعه حتّى تصفه (١). تقول : ما رأيته مذ اليوم الماضي ، وما رأيته مذ اليوم الطيّب. (٢)

وأما «منذ» الثقيلة (٣) فإنّها تخفض (٤) ما مضى ، وما لم يمض ، على كلّ حال.

والرفع بالنداء المفرد

تقول (٥) : يا زيد ، ويا عمرو ، و [يا محمد](٦) ولا يكون منوّنا (٧). قال الله ، جلّ ذكره : (٨) (يا نُوحُ ، اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا) ، (٩) (يا هُودُ ، ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ) ، (١٠) (يا لُوطُ ، إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ) ، (١١) (يا صالِحُ).

وأما (١٢) قول الشاعر : (١٣)

يا حار ، لا أرمين منكم ، بداهية

لم يلقها سوقة ، قبلي ، ولا ملك

__________________

(١) ق : تصف.

(٢) ق : اليوم الطيب.

(٣) ق : «مذ الثقيلة». ب : مثال المثقلة.

(٤) في الأصل : «فإنه تخفض». ق : فإنه يخفض.

(٥) سقطت من ق. ب : قولك.

(٦) من ق.

(٧) ق : ويا محمد غير منون.

(٨) الآية ٤٨ من هود. وفي النسختين : عز وجل.

(٩) الآية ٥٣ من هود.

(١٠) الآية ٨١ من هود. وزاد هنا في الأصل : «يا نوح». وسقط منه ومن ق «إنا رسل ربك».

(١١) الآيتان ٦٧ من الأعراف و ٦٢ من هود.

(١٢) سقط حتى «وشدده» من النسختين.

(١٣) زهير بن أبي سلمى. ديوانه ص ٨٧ والجمل للزجاجي ص ١٨٢ والعقد ٥ : ٤٩٧ وأمالي ابن الشجري ٢ : ٨٠ وشرح المفصل ٢ : ٢٢ والهمع ١ : ١٦٤ والدرر ١ : ١٦٠ والعيني ٤ : ٢٧٦. وفي الأصل : ولا ملكه.

١٣٧

خفض «حار» ، لإنّه أراد : يا حارث. فرخّم الثاء ، وترك الراء مكسورة على الأصل. وكذلك تفعل بالاسم المرخّم ، إذا نودي به ، كقول الآخر : (١)

فصالحونا جميعا ، إن بدالكم

ولا تقولوا لنا أمثالها ، عام

أراد : يا عامر. وقرؤوا هذا الحرف : (٢) (يا مال ، ليقض علينا ربك) أي : يا مالك. وقال آخر : (٣)

يا مرو إنّ مطيّتي محبوسة ،

ترجو النّجاء ، وربّها لم ييأس

أراد : يا مروان (٤). فترك الواو مفتوحة ، على الأصل.

ويرخّم ثمود : «ثمو» (٥). وإنّ الاسم لا يكون على أقلّ من ثلاثة أحرف. وهو مأخوذ من الثّمد. وهو مستنقع الماء. وقال الشاعر : (٦)

أو كماء الثّمود بعد جمام

زرم الدّمع لا يؤوب نزورا

__________________

(١) النابغة الذبياني. ديوانه ص ٧١ والكتاب ١ : ٣٣٥ وأمالي ابن الشجري ٢ : ٨١ والخزانة ١ : ٢٨٦.

(٢) الآية ٧٧ من الزخرف.

(٣) الفرزدق. ديوانه ص ٤٨٢ والكتاب ١ : ٣٣٧ والجمل للزجاجي ص ١٨٥ وأمالي ابن الشجري ٢ : ٨٧ وشرح المفصل ٢ : ٢٢ والأشموني ٣ : ١٧٨ والعيني ٤ : ٢٩٢.

والنجاء : الهرب. وربها : صاحبها.

(٤) مروان : ابن الحكم.

(٥) في الأصل : «ثمو وانظر أمالي ابن الشجري ٢ : ٨٥ والهمع ١ : ١٨٤ ـ ١٨٥ والكتاب ١ : ٣٣٤.

(٦) عدي بن زيد أو زيد بن عدي. ديوان عدي ص ٦٣ واللسان (نزر) و (زرم). وفي الأصل : «أو كما الثمود .. زرم». والرواية : «المثمود». والثمود : الحوض قل ماؤه ونذر. والجمام : الامتلاء. وزرم : انقطع. والنزور : القليل.

١٣٨

وأما قول الآخر : (١) /

*يا خالد المقتول ، لا تقتل*

هو لغز. يريد : يا خال (٢) ، د المقتول. من الدّية. وقال آخر : (٣)

يا رازق الذّرّة الحمراء ، وابنتها

على خوانك ملحا ، غير مدقوق

أراد : يا راز (٤) ، قد ذرّت الحمراء. فأدغم الدال في الذال ، وشدّده.

والرفع بخبر الصفة

[تقول](٥) : لزيد مال ، ولمحمد عقل ، وعليك قميص ، وفي الدار زيد واقف. وإن شئت «واقفا» الرفع على خبر (٦) الصّفة ، والنصب على الاستغناء وتمام الكلام. ألا ترى أنّك تقول : «في الدار زيد» ، وقد تمّ كلامك. (٧) وإذا لم يتمّ كلامك فليس إلّا الرفع : بك زيد مأخوذ ، وإليك محمد قاصد. ألا ترى أنّك إذا قلت : «بك زيد» لم يكن كلاما ، حتّى تقول «مأخوذ». قال (٨)

__________________

(١) في الأصل : لا تقتل.

(٢) يا خال : ترخيم يا خالد.

(٣) الإفصاح ص ٣٠٥ و ٣٦٣. والخوان : ما يؤكل عليه.

(٤) يا راز : ترخيم يا رازيّ. وهو منسوب إلى الريّ.

(٥) من ب.

(٦) ق : بخبر.

(٧) ق : «الكلام» وتحتها : كلامك.

(٨) سقط حتى «فقر» من النسختين.

١٣٩

الشاعر : (١)

يقولون : فى حقويك ألفان درهما

وألفان دينارا فما بك من فقر

والرفع على فقدان (٢) الناصب

مثل قول (٣) الله ، عزّ وجلّ ، في «البقرة» : (٤) (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ ، لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ). معناه : ألّا (٥) تعبدوا. فلماّ أسقط حرف الناصب رفع (٦) ، فقال : لا تعبدون. ومثله (٧) ، في «البقرة» : (٨) (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ ، لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ). معناه : ألّا تسفكوا. فلماّ أسقط حرف (٩) الناصب رفع. (١٠)

قال طرفة بن العبد : (١١)

__________________

(١) الحقو : الخاصرة. ويريد ما على الحقوين من حزام.

(٢) ب : فقد.

(٣) ق : كقول.

(٤) الآية ٨٣. وزاد هنا في ب : «واذ أخذنا من النّبيّين ميثاقهم». وهو من الآية ٧ من الأحزاب.

(٥) ب : بألّا.

(٦) في الأصل : «رفعه». ب : ارتفع.

(٧) في النسختين : وقوله.

(٨) الآية ٨٤.

(٩) ق : سقط حرف.

(١٠) في النسختين : ارتفع.

(١١) شرح القصائد العشر ص ١٣٢ والكتاب ١ : ٤٥٢ ومجالس ثعلب ص ٣٨٣ والمقتضب ٢ : ٨٥ و ١٣٦ والمحتسب ٢ : ٣٣٨ وشذور الذهب ص ١٥٣ وأمالي ابن الشجري ١ : ٨٣ والإنصاف ص ٥٦٠ وشرح المفصل ٢ : ٧ و ٤ : ٢٨ و ٨ : ٥٢ والمغني ص ٤٢٩ و ٧١٣ وابن عقيل ٢ : ١٢٨ والهمع ١ : ٥ و ١٧٥ و ٢ : ١٧ والدرر ١ : ٣ و ١٥٢ و ٢ : ١٢ والعيني ٤ : ٤٠٢ والخزانة ١ : ٥٧ و ٣ : ٥٩٤ و ٦٢٥. وفي النسختين : «قال الشاعر ... أحضر». وفي الأصل : «مخلد». والوغى : الحرب.

١٤٠