الجمل في النّحو

الخليل بن أحمد الفراهيدي

الجمل في النّحو

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات استقلال
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٧٦

نصب «ماءه» و «سديره» على البدل من اسم «كأنّ» ، وهو «الفرات». ومثله قول الشاعر : (١)

كأنّ هندا ثناياها وبهجتها

يوم التقينا على أرحال عنّاب

أبدل «ثناياها» و «بهجتها» من «هند» فنصب. ومعناه : كأنّ هندا وكأنّ ثناياها ، وكأنّ بهجتها.

و [منه](٢) تقول (٣) : رأيت زيدا ، أخاه قائما. نصبت (٤) «زيدا» بـ «رأيت» ونصبت (٥) «أخاه» بالبدل (٦). ولو رفعته على الابتداء (٧) كان جائزا (٨). ومثله (٩) قول الشاعر ، [وهو ذو الرمّة] : (١٠)

ترى خلقها نصفا قناة قويمة

ونصفا نقا يرتجّ أو يتمرمر

__________________

(١) ق : «عتاب». وسقط «قول الشاعر» منها. والثنايا : جمع ثنية. وهي الأسنان الأربع في مقدمة الفم. والعناب : شجر ثمره أحمر.

(٢) من ق.

(٣) ب : ومثله.

(٤) في الاصل وق : نصب.

(٥) في الأصل وق : ونصب.

(٦) ب : على البدل.

(٧) في الأصل : ولو رفعت بالابتداء.

(٨) ب : لجاز.

(٩) سقطت من ق.

(١٠) ديوان ذي الرمة ص ٢٢٦ والكتاب ١ : ٢٣ والخصائص ١ : ٣٠١ وأمالي ابن الشجري ١ : ١٥٣ ق : «قال ذو الرمة». وما بين معقوفين من ب. والنقا : كثيب الرمل. ويتمرمر : يجري بعضه فوق بعض.

١٠١

نصب «نصفا» على البدل

وأما قول الآخر : (١).

تعدّون عقر النّيب أفضل مجدكم

بني ضوطرى ، لو لا الكميّ المقنّعا

فإنّه (٢) نصب (٣) «الكميّ» على إضمار كلام. كأنّه قال : «هلّا تعدّون ، فيما تعقرون ، الكميّ المقنّعا». والكميّ : الفارس الشجاع.

والمقنّع : الذي يقنّع بالسّلاح ، أي : لبس الحديد. و «لو لا» في معنى (٤) : هلّا (٥). والمضمر في الكلام كثير. ومثله (٦) قول الآخر : (٧)

وما زرتني ، في النّوم ، إلا تعلّة

كما القابس ، العجلان ، ثمّ يغيب

أي : كما يفعل القابس.

وقال الله ، جلّ وعزّ : (٨) (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ ،

__________________

(١) جرير. ديوانه ص ٣٣٨ والكامل ص ١٥٨ والخصائص ٢ : ٤٥ والجمل للزجاجي ص ٢٤٥ وأمالي ابن الشجري ٢٧٩٠١ و ٣٣٤ و ٢ : ٢١٠ وشرح المفصل ٢ : ٣٨ و ١٠٢ و ٨ : ١٤٤ و ١٤٥ والمغني ص ٣٠٤ وشرح شواهده ص ٢٢٩ وابن عقيل ٢ : ١٤٢ والهمع ١ : ١٤٨ والدرر ١ : ١٣٠ والأشموني ٤ : ٥١ والخزانة ١ : ٤٦١. والنيب : جمع ناب. وهي الناقة المسنة.

وضوطري : الرجل الضخم اللئيم لاغناء فيه.

(٢) سقطت من النسختين.

(٣) ب : نصب عقر على البدل ونصب.

(٤) ب : موضع.

(٥) زاد هنا في ق : «ومثله في المضمر» ، وفي ب : ومثله.

(٦) سقط حتى «يفعل القابس» من النسختين.

(٧) التعلة : ما يتعلل به. والقابس : طالب النار.

(٨) ق : «كقوله تعالى». ب : قوله عز وجل.

١٠٢

بِكُفْرِهِمْ) (١). معناه : (٢) حبّ العجل. ومثله : (٣) (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ) (٤) الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها) أي : سل (٥) أهل القرية ، وأهل العير. ومثله ، في «السجدة» : (٦) (وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ ، عِنْدَ رَبِّهِمْ) (٧) ، رَبَّنا ، أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا). معناه : (٨) يقولون : ربّنا [أبصرنا](٩). ومثله (١٠) ، في «الرعد» /: (١١) (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى. بَلْ) (١٢) لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً). فكفّ الخبر (١٣) وأضمر [الجواب](١٤). كأنّه قال : لسارت (١٥) الجبال ، وتقطّعت (١٦) الأرض ، وتكلّمت الموتى. فاكتفى بالأوّل (١٧) عن الجواب المضمر في الكلام.

__________________

(١) الآية ٩٣ من البقرة. وسقط «بكفرهم» من الأصل وب.

(٢) ق : أي.

(٣) الآية ٨٢ من يوسف. وجعلت هذه الآية مع التعليق عليها في ق بعد التعليق على الآية التالية.

(٤) سقطت بقية الآية من النسختين.

(٥) سقطت من ق.

(٦) الآية ١٢.

(٧) سقط «عند ربهم» من ق.

(٨) سقطت من ق.

(٩) من ق.

(١٠) ق : ومنه.

(١١) الآية ٣١.

(١٢) سقطت بقية الآية من النسختين.

(١٣) في النسختين : فاكتفى بالخبر.

(١٤) من ق.

(١٥) في الأصل : سارت.

(١٦) ب : أو قطعت.

(١٧) في الأصل : بالإعراب.

١٠٣

قال الشاعر : (١).

كذبتم وبيت الله لا تنكحونها

بني شاب قرناها تصرّ وتحلب

يعني : التي شاب قرناها. [فأضمر]. (٢). وقال عنترة العبسيّ. (٣)

لو كان يدري ما المحاورة اشتكى

أو كان يدري ما الكلام؟ تكلّم

أي : لقيل له : تكلّم (٤). وأما قول الآخر : (٥)

تذكّرت أرضا بها أهلها

أخوالها فيها وأعمامها

أي (٦) : تذكرت أخوالها وأعمامها. وقال الآخر : (٧)

إذا تغنّى الحمام الورق هيّجني

ولو تعزّيت عنها أمّ عمّار

نصب (٨) «أمّ عمّار» ، على معنى (٩) : هيّجني (١٠) ، فذكرت أمّ عمار.

__________________

(١) رجل من بني أسد. الكتاب ١ : ٢٥٩ و ٢ : ٧ و ٦٤ والكامل ص ٢١٧ والمقتضب ٤ : ٩ والخصائص ٢ : ٣٦٧. وفي الأصل : «تصرّ وتحلب». والقرن : الضفيرة. وتصر : تشد ضرع الناقة ليجتمع الدر. وجعل هذا البيت والذي يليه مع التعليق عليهما في ق بعد «أخوالها وأعمامها». وكذلك في ب مع إسقاط البيت الأول والتعليق عليه.

(٢) من ق.

(٣) شرح القصائد العشر ص ٣١١ والخصائص ١ : ١٢٤. وفي النسختين : «وقال الشاعر». وفي الأصل وب : «فلو كان .. ولو كان». وفي الأصل : «ما الجواب». ق : «تكلّمى».

(٤) ق : قيل له تكلمي.

عمرو بن قميئة. ديوانه ص ٦٢ والكتاب ١ : ١٤٤ والإفصاح ص ٢٧٤ و ٣٤١

(٥) والخصائص ٢ : ٤٢٧ والمحتسب ١ : ١١٦ وشرح المفصل ١ : ١٢٦ والخزانة ٢ : ٢٤٧. ب : «قول الشاعر». وفي الأصل : «تذكرت» هنا وفيما بعد.

(٦) في النسختين : أراد.

(٧) النابغة الذبياني. ديوانه ص ٢٣٥ وجمهرة أشعار العرب ص ٥٣ والكتاب ١ : ١٤٤ والخصائص ٤ : ٤٢٥ و ٤٢٨ والبحر ٤ : ٣٥٦. وفي النسختين : «وقال آخر». وفي الأصل : «تعرّبت». ب : «تغرّبت». والورق : جمع ورقاء. وهي البيضاء في سواد. وتعزى : تصبر وتسلى.

(٨) ب : فنصب.

(٩) ب : أراد.

(١٠) سقطت من ق.

١٠٤

وتقول (١) : هذا ضارب زيد وعمرا. نصبت على ضمير فعل ، كأنّك قلت : وضرب عمرا. ومثله قول الشاعر : (٢)

جئني بمثل بني بدر وإخوتهم

أو مثل أسرة منظور بن سيّار

كأنّه قال : أوهات مثل أسرة منظور. وأما قول الآخر : (٣)

قعود على الأبواب طلّاب حاجة

عوان من الحاجات أو حاجة بكرا

أي : أو يطلبون (٤) حاجة بكرا. ومثله قول الله ، جلّ ذكره (٥) ، في «الأنعام» : (وجاعل (اللَّيْلَ سَكَناً ، وَالشَّمْسَ) (٦) وَالْقَمَرَ حُسْباناً). نصب «الشمس» و «القمر» (٧) ، على معنى : وجعل الشمس والقمر حسبانا. (٨)

والنصب بالمشاركة

نحو قول عبد بني عبس : (٩)

قد سالم الحيّات منه القدما

الأفعوان والشّجاع الشّجعما

__________________

(١) سقط حتى «أوهات مثل أسرة منظور» من النسختين.

(٢) جرير. ديوانه ص ٣١٢ والكتاب ١ : ٤٨ و ٨٦ والمقتضب ٣ : ١٥٣ والمحتسب ٢ : ٧٨ وشرح المفصل ٦ : ٦٩. وفي الأصل : «أو مثل نضرة». وبنو بدر ومنظور من فزارة.

(٣) الفرزدق. ديوانه ص ٢٢٧ ومجاز القرآن ١ : ٢٠١. ب : «وقال آخر». وفي النسختين : قعودا ... طلّاب». ب : «نكرا». والعوان : المرأة الثيب. استعارها للحاجة القديمة المألوفة.

والبكر : الجديدة ليس لها مثيل.

(٤) في الأصل : «وتطلبون». ق : يطلبون.

(٥) ق : «تعالى». ب : عز وجل.

(٦) الآية ٩٦. وهذه قراءة الجمهور. البحر ٤ : ١٨٦.

(٧) سقطت من ق.

(٨) سقط «والقمر حسبانا» من ق.

الكتاب ١ : ١٤٥ والمقتضب ٢ : ٢٣٨ والجمل للزجاجي ص ٢١٤ والإفصاح ص ٣٣٧ والخصائص ٢ : ٤٣٠ والمنصف ٣ : ٦٩ ومعاني القرآن ٣ : ١١ وشرح اختيارات المفضل ص ٥٤٦ والمغني ص ٦٩٩ وشرح شواهده ص ٣٢٩ وديوان العجاج ص ٨٩ والهمع ١ : ١٦٥ والدرر ١ : ١٤٤ والأشموني ٣ : ٦٧ والعيني ٤ : ٨٠ والصحاح والمحكم واللسان والتاج (شجعم) وفي الأصل وب : «قول الشاعر». وفي الأصل : «الحيات منها القدما والأفعوان» والأفعوان : ذكر الأفاعي. والشجاع : ضرب من الأفاعي. والشجعم : الطويل.

١٠٥

[وذات قرنين ضموزا ضرزما](١)

نصب «القدم» و «الشجاع» (٢) إذ كان الفعل لهما (٣) ، وكان القدم مسالمة للشجاع ، والشّجاع مسالمة للقدم.

ومنه (٤) ، وليس بعينه ، قولك : ضربت زيدا ، وعمرا أكرمت أخاه. ومثله : كنت أخاك ، وزيدا أعنتك (٥) عليه. و «كنت» بمنزلة «ضربت» وسائر الفعل. قال الله ، جلّ ذكره ، في «الأعراف». (٦) (فَرِيقاً هَدى ، وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ). نصب «فريقا» (٧) الثاني ، على المشاركة. ومنه ، في «الفرقان» : (٨) (وَعاداً ، وَثَمُودَ ، وَأَصْحابَ الرَّسِّ ، وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً. وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ ، وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً). نصب «كلّا» (٩) ، بالمشاركة. وقال في / «هل أتى» : (١٠) (يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ ، وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً). نصب «الظالمين» ، على هذا. وقال الشاعر : (١١)

__________________

(١) من ق. وفيها : «ضرزما». والضموز : الكثيرة السكوت. والضرزم : الشديدة النهش.

(٢) في الأصل : «نصب الشجاع والقدم». وانظر معاني القرآن ٣ : ١١.

(٣) ق : منهما.

(٤) سقط حتى «كان أولا» من النسختين.

(٥) في الأصل : اعتبك.

(٦) الآية ٣٠.

(٧) في الأصل : فريق.

(٨) الآيتان ٣٩ و ٤٠.

(٩) في الأصل : وكلا.

(١٠) الآية ٣١.

(١١) الربيع بن ضبع. النوادر ص ١٥٩ والكتاب ١ : ٤٦ والجمل للزجاجي ص ٥٢ والمعمرين ص ٧ والأمالي ٢ : ١٨٥ والتيجان ص ١٢١ وأمالي المرتضى ١ : ٢٥٣ وأمالي ابن الشجري ٢ : ١١٨ وشرح المفصل ٧ : ١٠٥ وحماسة البحتري ص ٢٠١ والهمع ٢ : ٥٠ والدرر ٢ : ٦٠ والعيني ٣ : ٣٩٧ والخزانة ٣ : ٣٠٨.

١٠٦

أصبحت لا أحمل السّلاح ولا

أملك رأس البعير إن نفرا

والذّئب أخشاه إن مررت به

وحدي ، وأخشى الرّياح والمطرا

نصب «الذئب» ، على أن أضمر «أخشى» الذئب ، ليكون الفعل عاملا ، كما كان أوّلا.

والنصب بالقسم

عند سقوط الواو والباء والتاء من أول القسم

تقول : الله لا أفعل [ذاك] ، يمين الله لا أزورك (١). نصبت لأنّك نزعت حرف الجرّ ، كما تقول : بحقّ لا أزورك. (٢) فإذا نزعت الباء قلت : حقّا لا أزورك. (٣) قال الشاعر : (٤)

ألا ربّ من قلبي له الله ناصح

ومن قلبه لي في الظّباء السّوانح

قال «الله» ، لأنّه (٥) أراد : والله. فلمّا أسقط الواو نصب. وقال آخر : (٦)

إذا ما الخبز تأدمه ، بزيت ،

فذاك أمانة الله الثّريد

(١) من النسختين. وانظر الكتاب ١ : ٢٩٣.

__________________

(٢) ق : يمين الله إن فعلت.

(٣) ق : كما تقول : يمين الله لا أزورك بحق لأزورك حقا لأزورنك بحق لأزورنك.

(٤) ق : لأزورنك.

(٥) ذو الرمة. ديوانه ص ٦٦٤ والكتاب ١ : ٤٧١ و ٢ : ١٤٤ وشرح المفصل ٩ : ١٠٣ والمخصص ١٣ : ١١. والسوانح : جمع سانح. وهو ما أخذ عن يمين الرامي فلم يمكنه رميه.

(٦) ب : نصب الله.

(٧) قيل : إن النحويين وضعوا هذا البيت. الكتاب ١ : ٤٣٤ و ٢ : ١٤٤ وشرح المفصل ٩ : ٩٢ و ١٠٢ و ١٠٤ واللسان (أدم). ب : «قال آخر». والثريد : ما يثرد من الخبز ويبلل.

١٠٧

أراد : وأمانة الله. فلمّا نزع منه الواو نصب. قال (١) امرؤ القيس : (٢)

فقلت : يمين الله ما أنا بارح

ولو قطعوا رأسي ، لديك ، وأوصالي

وبعضهم يضمرون (٣) حرف القسم ويجرّون به (٤) ، فيقولون (٥) : الله لا أزورك (٦) ، كما يضمرون «ربّ» ويجرّون (٧) به.

وتقول : عمر الله ، وعمرك الله (٨). قال الشاعر : (٩)

عمرك الله أما تعرفني؟

أنا حرّاث المنايا في الفزع

ومثله «قعدك (١٠) الله» ، على معنى : نشدتك الله. ولا فعل لـ «قعدك». وأما (١١) «عمرك الله» فعلى معنى : (١٢) «عمّرتك الله»

__________________

(١) سقط حتى «وأوصالي» من النسختين.

(٢) ديوان امرىء القيس ص ٣٢ والكتاب ٢ : ١٤٧ والمقتضب ٢ : ٣٢٦ والجمل للزجاجي ص ٨٥ والخصائص ٢ : ٢٨٤ وأمالي ابن الشجري ١ : ٣٦٩ وشرح المفصل ٧ : ١١٠ و ٨ : ٣٧ و ٩ : ١٠٤ والهمع ٢ : ٣٨ والدرر ٢ : ٤٣ والعيني ٢ : ١٣ والخزانة ٤ : ٢٠٩ و ٢٣١. ب : «يمين الله أبرح قاعدا». والبارح : المغادر. والأوصال : جمع وصل. وهو العضو.

(٣) ق : يضمر.

(٤) في الأصل : «ويجرونه». وسقط «ويجرون به» من ق.

(٥) ق : فيقول.

(٦) ق : لأزورنك.

(٧) في الأصل : فيجرون.

(٨) ب : ويقولون : عمرك الله وعمره الله.

(٩) الهمع ٢ : ٤٥ والدرر ٢ : ٥٤ ق : «جوّاب». ب : «حرّاب». وفي الأصل : «القرع».

والحراث : الكثير البحث والشق والإنهاك.

(١٠) في الأصل : «قعدك». ب : عاهدتك.

(١١) ب : فأما.

(١٢) ب : فبمعنى.

١٠٨

أي : سألت الله لك طول العمر (١). و «سبحان الله» بدل من التّسبيح. وريحانه : استرزاقه. (٢) و «معاذ الله» على [معنى (٣)] : عياذا (٤) بالله. ومعنى «سبحان الله» في قولهم : نزاهة (٥) الله من السّوء.

فأما (٦) «سبّوحا قدّوسا» فنصبه (٧) على معنى : ذكرت سبّوحا قدوسا (٨).

وأما (٩) ما ينصب من المصادر ، في معنى (١٠) التعجّب ، قولهم (١١) : كرما وصلفا ، (١٢) وكرما لك (١٣) ، وطول عمر وأنف (١٤) ، أي. أكرمك الله (١٥) ، وأطول (١٦) [بعمرك و] بأنفك! ومن قرأ : (١٧) (تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) بالنّصب أراد (١٨) : وتنزيل

__________________

(١) ب : عمرا.

(٢) في الأصل : وريحانه واسترزاقه.

(٣) من ق.

(٤) في الأصل وب : عياذ.

(٥) في الأصل : براءة.

(٦) ب : وأما.

(٧) سقطت من ق.

(٨) في الأصل : وقدوسا.

(٩) من النسختين.

(١٠) سقطت من ق.

(١١) ب : «قولك». وسقطت من ق.

(١٢) الصلف : مجاوزة القدر في الظرف والبراعة.

(١٣) في الأصل : له.

(١٤) ق : كرما وكرما وصلفا وطول أنف.

(١٥) في الأصل : أكرمك.

(١٦) في الأصل : «وأطوّل». ق : أطول.

(١٧) الآية ٥ من يس. وهي قراءة طلحة والأشهب وعيسى وابن عامر وحمزة والكسائي. البحر ٧ : ٣٢٣.

(١٨) سقط حتى «الرحيم» من ق.

١٠٩

العزيز الرحيم ، على القسم. فلمّا نزع الواو [منه (١)] نصب (٢). ومن رفع (٣) فبالابتداء (٤). وكذلك قوله ، في «سبأ» : (٥) (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا : لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ. قُلْ : بَلى وَرَبِّي ، لَتَأْتِيَنَّكُمْ ، عالِمِ الْغَيْبِ) أراد : وعالم الغيب (٦). ويرفع (٧) ، على الابتداء. (٨)

وأما قوله ، في «الزمر» : (٩) (قُلِ : اللهُمَّ ، فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) نصب / [«فاطرا»] (١٠) ، لأنّه نداء مضاف ، معناه (١١) : يا فاطر السماوات (١٢). ومعنى «اللهمّ» أرادوا أن يقولوا : «يا ألله» فثقل عليهم ، فجعلوا مكان حرف النداء (١٣) الميم (١٤) ، وجعلوا الميم بدلا من حرف النداء](١٥) ، فقالوا : «اللهمّ» ، لأنّ الميم من حروف الزوائد أيضا (١٦). فأسقطوا «يا» وهو حرف النداء ، وجعلوا ميما زائدة في آخر الكلمة ، لأنّ الميم من حروف الزوائد.

__________________

(١) من ب.

(٢) في الأصل : نصبه.

(٣) انظر البحر ٧ : ٣٢٣.

(٤) ب : جعله ابتداء.

(٥) الآية ٣.

(٦) سقط «أراد وعالم الغيب» من ق.

(٧) هذه قراءة نافع وابن عامر ورويس وسلام والجحدري وقعنب. البحر ٧ : ٢٥٧.

(٨) ب : انتصب لانتزاعك الواو من عالم وإن رفعت فعلى الابتداء.

(٩) الآية ٤٦.

(١٠) من ب.

(١١) ق : أي.

(١٢) ب : يا فاطرا.

(١٣) ب : «مكان يا وهو حرف». وسقط ما بعده منها حتى «وجعلوا مما».

(١٤) ق : اللهم.

(١٥) من ق. وسقط ما بعده منها حتى «لأن».

(١٦) سقط حتى «مسلما» من ق. وفي النص تكرار.

١١٠

كأنّك تريد «يا ألله» ، ثم قلت (١) : «اللهمّ» ، فزدت الميم [بدلا](٢) من «يا» في أوّله. وربّما أتوا بحرف النداء والميم ، توهّموا أنها تسبيحة. قال الشاعر : (٣)

ماذا عليّ أن أقول كلّما

سبّحت أو صلّيت : يا اللهمّ ما

اردد علينا شيخنا مسلّما

و (٤) النصب بإضمار «كان»

قولهم : فعلت ذاك (٥) ، إن خيرا وإن شرّا. على معنى (٦) : إن يكن [فعلي](٧) خبرا ، وإن [يكن] شرّا. قال الشاعر : (٨)

لا تقربنّ ، الدّهر ، آل مطرّف

إن ظالما في النّاس أو مظلوما

يريد : إن كان (٩) الرّجل في الناس (١٠) ظالما أو مظلوما (١١). وقال آخر : (١٢)

__________________

(١) ب : الحروف الزوائد فكأنه يريد : يا ألله ثم قال.

(٢) من ب.

(٣) الجمل للزجاجي ص ١٧٧ والإنصاف ص ٣٤٢ والهمع ٢ : ١٥٧ والدرر : ٢ : ٢٢٠ والخزانة ١ : ٣٥٩. واللسان (أله). وفي الأصل : «يا اللهمّا». ب : وما عليك أن تقول كلما صليت أو سبحت ....

(٤) في الأصل : وأما.

(٥) ب : ذلك.

(٦) ب : بمعنى.

(٧) من ق.

(٨) ليلى الأخيلية. ديوانها ص ١٠٩ والكتاب ١ : ١٣٢ والأمالي ١ : ٢٤٨ والسمط ص ٥٦١ وأمالي ابن الشجري ١ : ٤٣١ و ٢ : ٣٤٧ والهمع ١ : ١٢١ والدرر ١ : ٩٠ وشرح الحماسة للمرزوقي ص ١٦٠٩ والعيني ٢ : ٤٧. وآل مطرف هم قوم الشاعرة.

(٩) جعل الشرح في ب بعد البيت التالي. وفيها : أراد كان.

(١٠) سقط «في الناس» من ق.

(١١) في الأصل : ومظلوما.

(١٢) عبد الله بن همام. الكتاب ١ : ١٣٢. وفي الأصل : الأمير.

١١١

فأحضرت عذري عليه الأمي

ر ، إن عاذرا لي أو تاركا

يقول : إن يكن (١) [الأمير لي عاذرا ، أو تاركا. وقد يجوز الرفع (٢) ، على : إن يكن](٣) في فعلي (٤) خير أو شرّ (٥) قال الشاعر : (٦)

فإن يك في أموالنا لا نضق به

ذراعا ، وإن صبر فنصبر للدّهر

كأنّه قال (٧) : إن يكن فيه الصبر [صبرنا](٨) أو وقع صبر (٩) وقال آخر : (١٠)

فتى ، في سبيل الله أصفر وجهه

ووجهك ممّا في القوارير أصفرا

يريد : كان أصفرا.

وأما قول امرىء القيس : (١١)

__________________

(١) ب : وكذلك إن كان.

(٢) يريد : إن خير وإن شرّ.

(٣) من النسختين.

(٤) ب : أن يكون في فعله.

(٥) في الأصل : خيرا أو شرا.

(٦) هدبة بن خشرم. ديوانه ص ٩٨ والألفاظ ص ٤٥٨ والأغاني ٢١ : ٢٨٧ وشرح لحماسة للتبريزي ٢ : ٥٠ والخزانة ٤ : ٨٦ ، والكتاب ١ : ١٣١ ومعاني القرآن ٢ : ١٠٥ وأمالي ابن الشجري ٢ : ٢٣٦ والمغني ص ٣٣٤ وشرح شواهده ص ٢٦٧. وفي الأصل : «وإن صبرا». ق : «للصبر».

(٧) ب : أراد.

(٨) من ق.

(٩) ق : ورفع صبرا.

(١٠) الإفصاح ص ١٨٢ ومجمع البيان ١٠ : ٤١١. وفي الأصل : «لا اصفرّ وجهه». ق : «وجهه». وما في القوارير هو الأدهان والخمر.

(١١) ديوان امرىء القيس ص ٦٦ والكتاب ١ : ٤٢٧ والمقتضب ٢ : ٢٨ والجمل للزجاجي ص ١٩٧ والخصائص ١ : ٢٣٦ وشرح المفصل ٧ : ٢٢ والأشموني ٣ : ٢٩٥ والخزانة ٣ : ٦٠١. وهذا البيت ليس فيه شاهد على إضمار «كان». وإنما هو من «النصب بحتّى وأخواتها» في الورقة ٦

١١٢

فقلت له : لا تبك عينك إنّما

نحاول ملكا ، أو نموت ، فنعذرا

فإنّه نصب ، على إضمار «أن» يعني : أو أن (١) نموت. [ونصب «نعذر» ، لأنّه نسق بالفاء على «أن نموت»](٢). وقال بعضهم : أراد : «حتّى نموت» ، لأنّ «أو» في موضع «حتّى» (٣).

وتقول : (٤) هذا تمرا (٥) أطيب منه بسرا (٦) ، أي : إذا كان تمرا أطيب منه إذا كان بسرا. فإذا خالفت الكلام قلت : هذا تمر أطيب منه العسل. وتقول : محمد فقيها أبصر (٧) منه شاعرا ، [أي : إذا كان فقيها وشاعرا](٨).

والنصب بالترائي (٩)

يكون وجهه وجه المفعول (١٠) ، بإيقاع الفعل عليه. غير أنّ النحويّين جعلوه بابا ، تنصب (١١) به الاسم والنعت والخبر. تقول (١٢) : أبصرت زيدا قائما (١٣) ، ورأيت محمدا منطلقا. وتقول : (١٤) بصر (١٥)

__________________

(١) في الأصل وق : وأن.

(٢) من ق.

(٣) ق : «قال الخليل : أو بمعنى حتى ، أي : حتى نموت».

(٤) سقط حتى «العسل» من النسختين.

(٥) التمر : اليابس من ثمر النخل. وفي الأصل : تمر.

(٦) البسر : الغض الطري من ثمر النخل.

(٧) ق : أفضل.

(٨) من ق.

(٩) ب : على الترائي.

(١٠) في الأصل : «النصب» وفوقها : «المفعول». ق : «وجه نصبه». ب : ووجهه وصف النصب.

(١١) ب : جعلوا بابا ينصب.

(١٢) في النسختين : يقولون.

(١٣) ق : خارجا.

(١٤) ق : «ويقول». ب : ويقولون.

(١٥) في النسختين : بصر.

١١٣

عيني زيدا قائما. معناه : أبصرت عيناي زيدا قائما. وكذلك (١) تقول : بصر عيني زيد قائم. رفعت «زيدا» ، لأنّه اسم مبتدأ ، ورفعت «قائما» ، لأنّه خبره. وأردت به : زيد قائم ببصر (٢) عيني. ونصبت «بصر عيني» بفقدان الخافض.

والنصب بـ «وحده»

ولا يكون «وحده» (٣) إلّا نصبا ، في كلّ / جهة (٤). تقول : مررت بزيد (٥) وحده ، ورأيت زيدا وحده ، (٦) وهذا زيد وحده. وإنّما صار كذلك ، لأنّه مصروف عن جهته. [تريد : (٧) مررت بزيد الواحد. فلمّا أسقطت (٨) الألف واللام نصبته (٩) ، لأنّه مصروف عن جهته]. (١٠)

فإذا قلت : «هو نسيج وحده» (١١) خفضته (١٢). قال الشاعر : (١٣)

جاءت به معتجرا ببرده

سفواء تردي بنسيج وحده

__________________

(١) سقطت من النسختين.

(٢) في الأصل : «يبصر». ق : «نصب». ب : بصر.

(٣) ق : «لا يكون». ب : لا يجوز.

(٤) ق : وجه.

(٥) ق : به.

(٦) زاد هنا في ق : ومررت بزيد وحده.

(٧) ب : تقول.

(٨) ب : أسقط.

(٩) ب : نصبه.

(١٠) م النسختين.

(١١) زاد هنا في ق : وعيير وحده.

(١٢) في النسختين : كسرت.

(١٣) دكين بن رجاء. اللسان (سفو) و (عجر) و (وحد). والمعتجر : الذي يلوي ثوبه على رأسه. والسفواء : البغلة السريعة.

١١٤

حكى (١) الخليل بن أحمد : يخفضونه أيضا في قولهم : جحيش وحده ، وعيير وحده ، بالكسر.

وأمّا التحثيث

فهو في معنى المصدر. إلّا أنّك تلحق به ألفا ولاما للمعرفة ، وتحثّ عليه ، نحو قولك : الخروج الخروج ، والسّير السّير ، السّحور السّحور ، الصّلاة الصّلاة. تضمر له فعلا تصدر منه هذا المصدر.

وأما الفعل الذي يتوسّط بين صفتين

فهو (٢) نصب أبدا ، كقولك : أزيد (٣) في الدار ، قائما فيها؟ ومثله قول الله ، جلّ وعزّ. (٤) (فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ ، خالِدَيْنِ فِيها). يعني أنّ «في النار» صفة (٥) و «فيها» صفة ، فوقع «خالدين» بينهما ، و «خالدين» تثنيه وهو فعل ، فلا يجوز فيه الرفع. ومن قال ، من النحويّين : «إنّ الرفع جائز» فقد لحن. (٦)

والنصب من المصادر

التي جعلوها بدلا من اللفظ الداخل على الخبر والاستفهام

__________________

(١) سقط حتى «مضى وجوه النصب» من النسختين.

(٢) في الأصل : وهو.

(٣) في الأصل : أزيدا.

(٤) الآية ١٧ من الحشر.

(٥) في الأصل : صفة.

(٦) كذا. ولحن : فطن لحجته وانتبه لها. والرفع قراءة عبد الله وزيد بن علي والأعمش وابن أبي عبلة. البحر ٨ : ٢٥٠. ولعله يريد : لحن أي : أخطأ.

١١٥

قولهم : أنت سيرا سيرا ، وما هو إلّا السّير السّير ، وما أنت إلّا شرب الإبل ، وإلّا ضرب الناس ، وإلّا ضربا الناس. ولا تنوين في «شرب» (١) ، لأنّه لا يتعدّى إلى الإبل. قال الشاعر : (٢)

ألم تعلم مسرّحي القوافي؟

فلا عيّا بهنّ ولا اجتلابا

أي : فلا أعيا بهنّ ولا أجتلب. (٣)

وأما قول الآخر : (٤)

يا صاحبيّ ، دنا الرّواح فسيرا

لا كالعشيّة زائرا ومزورا

أي : لم أر كما رأيت العشيّة زائرا.

وأما قول الله ، جلّ [وعزّ] : (٥) (وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ ، مِنَ الْأَرْضِ ، نَباتاً) أي : أنبتكم فنبتّم نباتا. قال الشاعر :

*أرى الفتى ينبت إنبات الشّجر*

أي : ينبت ، فينبته الله إنبات الشّجر.

مضى تفسير وجوه النصب.

__________________

(١) في الأصل : شرب.

(٢) جرير. ديوانه ص ٦٢ والكتاب ١ : ١١٩ و ١٦٩ والمقتضب ١ : ٧٥ و ٢ : ١٢١ والخصائص ١ : ٣٦٧ و ٣ : ٢٩٤ وأمالي ابن الشجري ١ : ٤٢. وفي الأصل : «فلا عيّابهن ولا اختلابا». والمسرّح : التسريح.

(٣) في الأصل : ولا أختلب.

(٤) كذا ، والبيت لجرير نفسه. ديوانه ص ٢٩٠ والكتاب ١ : ٣٥٣ والمقتضب ٢ : ١٥٢ ومجالس ثعلب ص ٣٢١ وشرح المفصل ٢ : ١١٤. والخزانة ٢ : ١١٤. وفي الأصل : فسيرا.

(٥) الآية ١٧ من نوح.

١١٦

وجوه الرّفع

والرفع (١) اثنان (٢) وعشرون وجها (٣) : الفاعل ، وما لم يذكر (٤) فاعله ، والمبتدأ ، وخبره (٥) ، واسم «كان» وأخواتها (٦) ، وخبر «إنّ» (٧) ، وما بعد «مذ» ، والنداء (٨) المفرد ، وخبر الصّفة ، وفقدان الناصب / ، والحمل على الموضع ، والبنية ، والحكاية ، ٦ والتّحقيق ، وخبر «الّذي ، ومن وما» ، و «حتّى» إذا كان الفعل (٩) واقعا ، والقسم ، والصّرف ، والفعل المستأنف ، وشكل النّفي ، والرفع بـ «هل» وأخواتها.

وعلامة الرفع ستّة أشياء : الضّمّة ، والواو ، والفتحة ، والألف ، والنّون ، والسّكون. فالضمّ : عبد الله ، وزيد. والواو : أخوك ، وأبوك. والفتحة : عبد الله ، في الاثنين (١٠). والألف في [قولهم](١١) : الزّيدان والعمران. والنّون [في](١٢) : يقومان ، ويقومون. والسّكون [في](١٣) : يرمي ، ويقضي ، (١٤) ويغزو ، [ويخشى](١٥).

__________________

(١) ق : تفسير.

(٢) ب : جمل الرفع.

(٣) في النسختين : أحد.

(٤) ضم المصنف بعض هذه الوجوه إلى بعض ، فكان عددها أقل.

(٥) ب : وما لم يسم.

(٦) ب : وخبر المبتدأ.

(٧) في الأصل : والأسماء في كان.

(٨) سقط حتى «وخبر» من ق.

(٩) في الأصل : ونداء.

(١٠) سقطت من النسختين.

(١١) ب : التثنيه.

(١٢) من ق.

(١٣) من ب.

(١٤) من ب.

(١٥) ق : يقضي ويرمي.

١١٧

فالرفع بالفاعل (١)

[قولك](٢) : خرج زيد ، وقام عمرو.

وما لم يذكر فاعله

ضرب زيد ، (٣) وكسي عمرو. (٤)

والمبتدأ وخبره

زيد خارج ، والمرأة منطلقة. رفعت «زيدا» بالابتداء (٥) ، ورفعت «خارجا» ، لأنه خبر الابتداء.

واسم «كان» وأخواتها (٦)

تقول : (٧) كان عبد الله شاخصا. رفعت «عبد الله» بـ «كان» ، ونصبت «شاخصا» ، لأنّه خبر «كان». ولا بدّ لـ «كان» من خبر.

وقد يجعل (٨) «كان» في معنى (٩) «يكون». ومنه قول الله تعالى (١٠) ، في «سأل سائل» : (فِي يَوْمٍ ، كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ

__________________

(١) في الاصل : بالفعل.

(٢) من ب.

(٣) في الأصل : عمرو.

(٤) في الأصل : زيد.

(٥) ق : لأنه مبتدأ.

(٦) في الأصل وب : والأسماء في كان.

(٧) سقطت من ق.

(٨) في الأصل : «وقد يكون». ب : يجعل.

(٩) ب : موضع.

(١٠) ق : «جل وعز». ب : عز وجل.

١١٨

سَنَةٍ). (١) والمعنى (٢) : «يكون». قال الشاعر : (٣)

فإنّي لآتيكم بشكري ما مضى

من العرف واستيجاب ما كان في غد

والمعنى : يكون في غد.

وقد يرفعون بـ «كان» الاسم والخبر ، فيقولون (٤) : كان زيد قائم. وقال الشاعر [في ذلك] : (٥)

إذا ما المرء كان أبوه عبس

فحسبك ما تريد من الكلام

رفع [الأب](٦) على الابتداء ، و [عبس] خبره ، ولم يعبأ (٧) ب.

«كان». وقال آخر : (٨)

إذا متّ كان النّاس صنفان : شامت

وآخر مثن بالّذي كنت أصنع

__________________

(١) الآية ٤. وسقط «ألف سنة» من ق.

(٢) ب : ومعناه.

(٣) الطرماح. ديوانه ص ١٤٦ وشرح القصائد السبع ص ٤٢٢ والخصائص ٣ : ٣٣١ وأمالي ابن الشجري ١ : ٤٥ و ٣٠ و ٢ : ١٧٦. وفي النسخ : «وإنيّ». وقبل البيت شرط يقتضي الجواب. ب : «شكّر .. واستيجاب». والعرف المعروف.

(٤) في الأصل : «تقول». ق : يقولون.

(٥) رجل من عبس. الكتاب ١ : ٣٩٦ واللسان (نصر) و (مني). وما بين معقوفين من ب. وفيها : «إلى الكلام». يريد أن.

منتهى البلاغة والفصاحة في بني عبس.

(٦) من النسختين.

(٧) ب : ولم يعبأ.

(٨) العجير السلولي. الكتاب ١ : ٣٦ والنوادر ص ١٥٦ والجمل للزجاجي ص ٦٣ وأمالي ابن الشجري ٢ : ٣٣٩ وشرح المفصل ١ : ٧٧ و ٣ : ١١٦ و ٧ : ١٠٠ والهمع ١ : ٦٧ و ١١١ والدرر ١ : ٤٦ و ٨٠ والأشموني ١ : ١٢٩ والعيني ٢ : ٨٥. وفي الأصل وب : «كنت أفعل». ق : «نصفان». ب : نصفان ... آس.

١١٩

وقال آخر : (١)

وهي الشّفاء لدائي لو ظفرت بها

وليس منها شفاء الدّاء مبذول

[فكأنّهم قالوا : كان الأمر والشأن : [الناس] صنفان ، وشفاء الداء مبذول](٢) ، وما أشبه ذلك.

وإذا عدّوها إلى مفعول قالوا : كنت زيدا ، وكانني (٣) زيد. فهذا مثل : ضربت زيدا ، وضربني زيد (٤). وقالوا في مثل : «إذا لم تكنهم (٥) فمن ذا يكونهم»؟ قال الشاعر : (٦)

فإن لم يكنها ، أو تكنه ، فإنّه

أخوها ، غذته أمّه ، بلبانها

وربّما جعلوا النكرة اسما ، والمعرفة خبرا (٧) ، فيقولون : كان رجل عمرا. إلّا أنّ (٨) النكرة أشدّ تمكّنا من المعرفة ، لأنّ أصل الأشياء (٩) نكرة ، ويدخل عليها التعريف. والوجه أن تجعل المعرفة

__________________

(١) هشام أخو ذي الرمة. الكتاب ١ : ٣٦ و ٧٣ والمقتضب ٤ : ١٠١ والجمل للزجاجي ص ٦٤ وشرح المفصل ٣ : ١١٦ والمغني ص ٣٢٧ والهمع ١ : ١١١ والدرر ١ : ٨٠.

(٢) من ق. وفيها : والشأن نصفان.

(٣) في الأصل : «وكأنني». ب : وكأنّي.

(٤) في الأصل : وكلمني محمد.

(٥) في الكتاب ١ : ٢١ : إذا لم نكنهم.

(٦) أبو الأسود الدؤلي. ديوانه ص ٧٢ والكتاب ١ : ٢١ والمقتضب ٣ : ٩٨ والإنصاف ص ٨٢٣ وشرح المفصل ٣ : ١١٧ والأشموني ٣ : ١١٨ والعيني ١ : ٣١٠ والخزانة ٢ : ٤٢٦. يذكر نبيذ الزبيب ويجعله أخا الخمر.

(٧) في النسختين : خبره.

(٨) في الأصل وق : لأنّ.

(٩) ب : لأنّ الأصل.

١٢٠