اعدهم على ، فدخلنا ، فقال لبوا بالحج ، فان رسول الله صلىاللهعليهوآله لبى بالحج.
قلت : لا شك في ان وظيفة النائى عن مكة هو الحج تمتعا ، وان الاختلاف انما هو في وجوب الاهلال بالعمرة عند فرض الاحرام أو كفاية نية التمتع مع الاهلال بالحج تقية ، أو أسوة لان الناس مع رسول الله صلىاللهعليهوآله قد لبوا بالحج فلما نزلت العمرة تمتعوا.
فروى الشيخ في التهذيب ج ٥ ـ ٨٨ في الصحيح عن حمران بن أعين قال : دخلت على أبى جعفر عليهالسلام ، فقال لى : بما أهللت؟ فقلت بالعمرة ، فقال لى : افلا أهللت بالحج ونويت المتعة ، فصارت عمر تك كوفية وحجتك مكية ولو كنت نويت المتعة وأهللت كانت عمرتك وحجتك كوفيتين.
وص ٨٦ ح ٩١ باسناد صحيح عن حمران بن اعين قال سألت ابا جعفر عليهالسلام عن التلبية ، فقال لى لب بالحج ، فإذا دخلت مكة طفت بالبيت وصليت وأحللت.
ح ٩٢ وباسناد صحيح عن زرارة قال قلت لابي جعفر عليهالسلام : كيف اتمتع؟ قال : تأتى الوقت فتلبي بالحج فإذا دخلت مكة طفت بالبيت وصليت الركعتين خلف المقام وسعيت بين الصفا والمروة وقصرت وأحللت من كل شئ وليس لك ان تخرج من مكة حتى تحج.
تشريف ابى جعفر عليهالسلام زرارة بزيارة كتاب الامام أمير المؤمنين عليهالسلام
وكان من موضع زرارة ومنزلته عند أبى جعفر عليهالسلام انه شرفه بزيارة كتاب على عليهالسلام ، فقد كان سيدنا أمير المؤمنين عليهالسلام اول من صنف في الاسلام وكتب بخطه الشريف واملاء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كتابا كبيرا ذكرناه في كتاب فضائله وأولياته ، واشرنا في تهذيب المقال ج ١ ـ ١٥٥ عند بيان النجاشي اول من صنف في الاسلام إلى وصف الكتاب وجمعنا ما رواه ائمة اهل البيت عليهمالسلام من كتابه عليهالسلام هذا في تأليف خاص قد أفردنا له جزئين نسئل الله تعالى ان يوفقنا
لاتمامه خالصا لوجهه ويتقبله بأحسن قبوله ، وقد تشرف جماعة من اجلة اصحابهم بزيارته بنسخته التى عندهم ، ومن هؤلاء زرارة بن اعين.
ففى الكافي ج ٢ ـ ٢٥٧ باب ٧ آخر في ابطال العول : محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن حديد عن جميل بن دراج عن زرارة قال : امر أبو جعفر عليهالسلام ابا عبدالله عليهالسلام : فأقر أنى صحيفة الفرائض الحديث
وفي التهذيب ج ٩ ـ ٢٧١ ـ ٥ ـ في ميراث الوالدين والكافي ج ٢ ـ ٢٦١ باب ١٧ ـ ٣ على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير ومحمد بن عيسى عن يونس جميعا عن عمر بن اذينة عن زرارة قال : سألت ابا جعفر عليهالسلام عن الجد فقال : ما احد قال فيه الا برأيه الا أمير المؤمنين عليهالسلام قلت اصلحك الله فما قال فيه أمير المؤمنين عليهالسلام؟ فقال : إذا كان غدا فالقني حتى اقرئكه في كتاب على عليهالسلام قلت : اصلحك الله حدثنى فان حديثك احب إلى من ان تقرئنيه في كتاب فقال لى الثالثة : اسمع ما اقول لك ، إذا كان غدا فالقني حتى اقرئكه في كتاب فاتيته من الغد بعد الظهر وكانت ساعتي التى كنت اخلو به فيها بين الظهر والعصر ، وكنت أكره ان اسأله الا خاليا خشية ان يفتينى من اجل من يحضرني بالتقية ، فلما دخلت عليه اقبل على ابنه جعفر فقال اقرئ زرارة صحيفة الفرائض ثم قام لينام ، فبقيت انا وجعفر في البيت ، فقام واخرج إلى صحيفة مثل فخذ البعير فقال : لست اقرئكها حتى تجعل ان لا تحدث بما تقرأ فيها احدا ابدا حتى آذن لك ولم يقل حتى يأذن لك ابى ، فقلت : اصلحك الله لم تضيق على ولم يأمرك ابوك بذالك!؟ فقال : ما انت بناظر فيها الاعلى ما قلت لك ، فقلت فذالك لك ، وكنت رجلا عالما بالفرائض والوصايا بصيرا بها حاسبا لها البث الزمان اطلب شيئا يلقى على من الفرائض والوصايا لا اعلمه فلا اقدر عليه ، فلما القى إلى طرف الصحيفة إذا كتاب غليظ يعرف انه من كتب
الاولين فنظرت خلاف ما بايدى الناس من الصلب والامر بالمعروف الذى ليس فيه اختلاف وإذا عامته كذلك ، فقرأته حتى أتيت على آخره بخبث نفس وقلة تحفظ واسقام رأى وقلت وانا اقرأه باطل حتى اتيت على آخره ثم ادرجتها ودفعتها إليه ، فلما اصبحت لقبت ابا جعفر عليهالسلام فقال لى : اقرأت صحيفة الفرائض؟ قلت : نعم فقال : كيف رأيت ما قرأت قال قلت : باطل ليس بشئ ، هو خلاف ما عليه الناس قال : فان الذى رأيت والله يا زرارة الحق ، الذى رأيت املاء رسول الله صلىاللهعليهوآله وخط على عليهالسلام بيده فأتاني الشيطان فوسوس في صدري فقال : وما يدريه انه املاء رسول الله صلىاللهعليهوآله وخط على عليهالسلام بيده فقال لى قبل ان انطق : يا زرارة لا تشكن والشيطان والله انك شككت وكيف لا ادرى انه املاء رسول الله صلىاللهعليهوآله وخط على عليهالسلام بيده وقد حدثنى ابى عن جدى ان أمير المؤمنين عليهالسلام حدثه ذالك! قال : قلت لا كيف جعلني الله فداك وتندمت على ما فاتني من الكتاب ولو كنت قرأته وأنا اعرفه لرجوت الا يفوتنى منه حرف الحديث.
تشريفه له بزيارة قميص أمير المؤمنين عليهالسلام
ففى الكافي ج ٢ ـ ٢٠٧ ـ ١٠ باب تشمير الثياب باسناد صحيح عن زرارة بن اعين قال رأيت قميص على عليهالسلام الذى قتل فيه عند ابى جعفر عليهالسلام فإذا أسفله اثنى عشر شبرا وبدنه ثلاثة اشبار ، ورأيت فيه نضح دم.
معرفة زرارة بابى جعفر عليهالسلام
روى الشيخ في التهذيب ج ٩ ـ ١٦ ـ ٦٣ في الصحيح عن زرارة قال : والله ما رأيت مثل ابى جعفر عليهالسلام قط قال سألته الحديث.
روايته عنه عليهالسلام
قد سمع زرارة عن ابى جعفر عليهالسلام حديثا كثيرا ، وذكره البرقى والكشى والشيخ في اصحابه وروى جماعة كثيرة من اكابر اصحابه واصحاب الصادق
والكاظم عليهمالسلام وغيرهم عن زرارة عن ابى جعفر عليهالسلام ذكرناهم في طبقات اصحابه منهم :
ثعلبة بن ميمون ، حماد بن عثمان ، عمر بن اذينة ، مثنى الحناط ، سليمان ، حريز بن عبدالله ، جميل بن صالح ، ابان بن عثمان ، عبد العزيز العبدى ، هشام بن سالم ، منصور بن اذينة ، محمد بن حمران ، حماد بن عيسى ، موسى بن بكر ، الحسن بن عطية ، جميل بن دراج ، ابى ابى ليلى ، محمد بن أبى عمير ، معاوية بن وهب ، عبيد بن زرارة ، على بن رئاب ، سيف التمار ، عبدالله بن بكير ، اسماعيل الجعفي ، عبدالله بن مسكان ، على بن حديد ، على بن سعيد ، الحسن بن زرارة ، الحسين بن زرارة ، محمد بن سماعة ، مثنى بن عبد السلام ، فضيل ، نصر بن مزاحم ، يونس بن عبد الرحمان ، مثنى بن عبد الوليد الحناط ، أبان بن تغلب ، درست الواسطي ، أبو عيينة ، اسحاق بن عبد العزيز ، أبو جميلة ، على بن الزيات وغيرهم.
منزلة زرارة عند الامام ابى عبدالله الصادق عليهالسلام
كان زرارة ممن اختص بأبى عبدالله بعد ابيه عليهماالسلام ذا منزلة رفيعة ومكانة جليلة حتى ان ابا الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام عده من حوارى ابى جعفر ، وأبى عبدالله عليهماالسلام. رواه الكشى ص ٧ ـ ١٩ ترجمة سلمان باسناده عن اسباط بن سالم عنه.
وفي ترجمته ص ٨٨ ـ ٢ باسناده عن زرارة قال : اسمع والله بالحرف من جعفر بن محمد عليهماالسلام من الفتيا فأزداد به ايمانا.
وقد سمع عنه عليهالسلام شيئا كثيرا منذ اربعين عاما. فروى الصدوق (في من لا يحضره الفقيه ج ٢ ـ ٣٠٦) باسناده الصحيح في المشيخة رقم ٧١ عن زرارة قال قلت لابي عبدالله عليهالسلام : جعلني الله فداك اسألك في الحج منذ اربعين عاما فتفتيني ، فقال : يا زرارة بيت يحج قبل آدم عليهالسلام بألفى عام تريد ان تفنى مسائله في اربعين عاما. قلت : الحديث يقتضى تكرر تشرف زرارة إلى المدينة المنورة فكان كوفيا يقدمها كما يقتضى كثرة سؤاله عنه في مسائل الحج بحيث اعجبه كثرة فتاواه في
الحج ، بل يقتضى كونه حريصا على السؤال عنه عليهالسلام ايام ابيه ايضا إذ كانت وفاة ابى جعفر عليهالسلام سنة اربع عشرة ومأة.
وكان زرارة لحبه له عليهالسلام يدخل عليه ايام أبيه أبى جعفر عليهالسلام عند ما كان زرارة شابا ، ففى الكشى في ترجمته (٩٤) باسناده عن على بن رئاب قال دخل زرارة على ابي عبد الله عليهالسلام فقال : يا زرارة متأهل أنت؟ قال : لا ، قال : وما يمنعك من ذلك؟ قال : لانى لا اعلم تطيب مناكحة هؤلاء ام لا ، قال : فكيف تصبر وانت شاب؟ قال : اشترى الاماء الحديث.
قلت : الحديث بطوله يدل على انقياد زرارة لابي عبدالله عليهالسلام فيما ربما يأمره به كما يظهر من غيره فروى الكشى ايضا في ترجمته باسناده عن محمد بن أبى عمير في حديث رسالته عن ابى عبدالله عليهالسلام إلى زرراة في امر صلوته في مواقيت اصحابه قال فقال (أي زرارة) : انا والله اعلم انك لم تكذب عليه ، ولكن أمرنى بشيئ فأكره ان ادعه.
قلت : ذكرنا في ترجمة محمد بن ابى عمير من كتبنا وفي ترجمة زرارة رواية ابن ابى عمير عن زرارة غير مرة ، فهذا الرواية وايضا تعدد روايته عن زرارة وغير ذلك مما ذكرناه في محله يقتضى كون محمد بن أبى عمير من اصحاب الصادق عليهالسلام وذكرناه في طبقات اصحابه وان لم يذكره الاصحاب بذلك فلاحظ.
وفي الكشى (٩٥) : قال اصحاب زرارة : فكل من ادرك زرارة بن اعين فقد أدرك أبا عبدالله عليهالسلام ، فانه مات بعد ابى عبدالله عليهالسلام بشهرين أو اقل ، وتوفى أبو عبدالله عليهالسلام وزرارة مريض مات في مرضه ذلك.
مدائح الامام الصادق عليهالسلام لزرارة بن اعين
قد وردت في المأثور من طرقنا لزرارة مدائح كثيرة من الامام ابى عبدالله
جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام تدل على منزلة عظيمة له عنده وقد احصيناها في كتابنا (اخبار الرواة) وحققنا اسانيد ما رواه الكشى منها في الشرح على رجال الكشى وتشير إليها في المقام اجمالا وهى :
١ ـ زرارة من السابقين الينا في الدنيا والآخرة
فروى الكشى في رجاله ص ٩٠ ـ ١٢ ، وكذا الشيخ المفيد في (الاختصاص ٦٦) في الصحيح عن سليمان بن خالد الاقطع عن ابى عبدالله عليهالسلام في مدح زرارة وابى بصير ، ومحمد بن مسلم ، وبريد بن معاوية العجلى قال عليهالسلام (في حديث طويل) : وهم السابقون الينا في الدنيا والسابقون الينا في الآخرة.
وفي الصحيح ايضا عن ابى عبيدة الحذاء (ص ٩٠ ـ ١١) قال سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : زرارة ، وابو بصير ، ومحمد بن مسلم ، وبريد من الذين قال الله تعالى : (والسابقون السابقون اولئك المقربون).
وفي ترجمة بريد ص ١٥٥ باسناده عن داود بن سرحان عن ابى عبدالله عليهالسلام في حديث في مدحهم : هؤلاء السابقون ، اولئك المقربون.
٢ ـ زرارة من اهل الجنة
روى الكشى ص ٨٨ ـ ١ باسناد موثق كالصحيح عن زرراة قال قال أبو عبدالله عليهالسلام : يا زرارة ان اسمك في أسامي اهل الجنة ، الحديث.
وفي ترجمة ابي بصير المرادي ص ١١٣ في الصحيح عن جميل قال : سمعت ابا عبد الله عليهالسلام يقول : بشر المخبتين بالجنة : بريد بن معاوية ... وزرارة ، اربعة بجباء ، امناء الله عى حلاله وحرامه ، لو لا هذه انقطعت آثار النبوة واندرست.
٣ ـ زرارة من نجوم شيعته
روى الكشى ص ٩١ ـ ١٣ في خبر طويل عن جميل بن دراج يأتي في مدح زرارة ونظرائه : بريد وأبى بصير ومحمد بن مسلم عن ابى عبدالله عليهالسلام قال : نجوم شيعتي احياءا وأمواتا الحديث.
٤ ـ بزرارة ونظرائه يكشف الله كل بدعة وينفى كل باطل
روى الكشى في الخبر المتقدم عن جميل عن أبى عبدالله عليهالسلام في مدح زرارة ونظرائه قال : بهم يكشف الله كل بدعة ، ينفون عن هذا الدين انتحال المبطلين وتأول الغالين الحديث.
٥ ـ زرارة من حفاظ الدين
روى الكشى ص ٩٠ ـ ١٢ في الصحيح عن سليمان بن خالد الاقطع عن أبى عبدالله عليهالسلام في مدح زرارة ونظرائه قال : هؤلاء حفاظ الدين وامناء ابى عليهالسلام على حلال الله وحرامه الحديث.
٦ ـ زرارة احد اوتاد الارض ، واعلام الدين
روى الكشى في بريد ص ١٥٥ باسناد قوى عن جميل بن دراج قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : اوتاد الارض واعلام الدين اربعة : محمد بن مسلم ، وبريد بن معاوية ، وليث بن البخترى المرادى ، وزرارة بن اعين.
٧ ـ زرارة من القوامين بالقسط والصدق
روى الكشى في بريد ص ١٥٥ باسناده عن داود بن سرحان عن أبى عبدالله عليهالسلام (في حديث) قال : ان اصحاب ابى عليهالسلام كانوا زينا أحياءا وأمواتا اعني زرارة ، ومحمد بن مسلم (إلى ان قال) : هؤلاء القوامون بالقسط ، هؤلاء القوامون بالصدق ...
٨ ـ زرارة افقه الاولين
قال أبو عمرو الكشى في تسمية الفقهاء من اصحاب أبى جعفر وأبى عبدالله عليهماالسلام ص ١٥٥ : اجتمعت العصابة على تصديق هؤلاء الاولين من أصحاب أبى جعفر ، وابى عبدالله عليهماالسلام ، وانقادوا لهم بالفقه ، فقلوا : افقه الاولين
ستة : زرارة ، ومعروف بن خربوذ ، وبريد ، وأبو بصير الاسدي ، والفضيل بن يسار ، ومحمد بن مسلم الطائفي ، قالوا : وأفقه الستة : زرارة ..
وروى في الكافي ج ٢ ـ ١٢٨ باب الظهار في الصحيح عن صفوان عن ابى عيينة عن زرارة عن أبى جعفر عليهالسلام قال قلت لابي جعفر عليهالسلام : انى ظاهرت من ام ولدلى ، ثم واقعت عليها ، ثم كفرت ، فقال عليهالسلام ، هكذا يفعل الفقيه ، إذا واقع كفر.
وفي الصحيح ايضا عن زرارة قال قلت لابي عبدالله عليهالسلام : رجل ظاهر ، ثم واقع قبل ان يكفر ، قال لى أو ليس هكذا يفعل الفقيه.
وقد وردت اخبار متفرقة في ابواب الفقه تدل على نبوغ زرارة وتقدمه في الفقه قد ذكرنا جملة منها في كتابنا (اخبار الرواة).
ويكفى اشارة لذلك حديث مناظرته مع الشامي في الفقه لما استأذن ابا عبدالله عليهالسلام وعنده جماعة من اصحابه منهم زرارة وأراد المناظرة مع الامام في العلوم فأمره بالمناظرة مع اصحابه فامتنع اولا قائلا : صرت اليك لاناظرك انما اريدك لا فلانا فاجابه : ان غلبته فقد غلبتني فدخل في المناظرة. ذكره أبو عمرو الكشى بطوله في ترجمة هشام بن الحكم ص ١٧٨ ـ ٢٢ عن هشام بن سالم وفيه : قال : اريد ان اناظرك في الفقه ، فقال أبو عبدالله عليهالسلام : يا زرارة فناظره ، فما ترك الشامي يكشر (يكسر ـ خ) الحديث إلى ان قال فقال الشامي : كانك تريد ان تخبرني ان في شيعتك مثل هؤلاء الرجال؟ قال : هو ذلك إلى ان قال : واما زرارة فقاسك فغلب قياسه قياسك الحديث ، وتقدمت الاشارة إليه في المتكلمين من آل اعين.
٩ ـ زرارة امين ابى جعفر عليهالسلام ومستودع سره وعيبة علمه
روى الكشى ص ٩٠ ـ ١٢ في الصحيح عن سليمان بن خالد الاقطع عن
ابى عبدالله عليهالسلام في مدح زرارة ونظرائه الثلثة : هؤلاء حفاظ الدين ، وامناء أبى عليهالسلام على حلال الله وحرامه الحديث. وفي خبر جميل المتقدم عنه عليهالسلام في مدحهم : كان أبى عليهالسلام أئتمنهم على حلال الله وحرامه ، وكانوا عيبة علمه وكذلك اليوم هم عندي ، هم مستودع سرى ، اصحاب أبى عليهالسلام عليهالسلام حقا الحديث.
١٠ ـ زراره ممن أحسا ذكر آل محمد عليهمالسلام بالفقه والحديث وحفظ علومهم ومصادر الاستنباط
روى الكشى ص ٩٠ ـ ١٢ باسناد صحيح عن سليمان بن خالد الاقطع قال سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : ما اجد أحدا أحيا ذكرنا واحاديث أبى عليهالسلام الا زرارة ، وابا بصير ليثا المرادى ، ومحمد بن مسلم ، وبريد بن معاوية ، ولو لا هؤلاء ما كان احد يستنبط هذا ، هؤلاء حفاظ الدين ، وأمناء أبى عليهالسلام على حلال الله وحرامه الحديث.
وايضا ص ٩٠ باسناده عن جميل عن أبى عبدالله عليهالسلام في حديث في مدح هؤلاء قال : يحيون ذكر أبى عليهالسلام ، بهم يكشف الله كل بدعة الحديث.
وايضا ص ٨٨ ـ ٣ في الصحيح عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليهالسلام في حديث قال : لو لا زرارة لظننت ان أحاديث أبى عليهالسلام ستذهب.
١١ ـ زرارة صدوق في الحديث
روى في الكافي ج ص ٢٤٧ باب ٥١ من الحج في الصحيح عن عبدالملك بن أعين قال حج جماعة من أصحابنا ، فلما قدموا المدينة دخلوا على أبى جعفر عليهالسلام فقالوا : ان زرارة امرنا أن نهل بالحج إذا احرمنا .. فقال : صدوق زرارة الحديث.
ورواه الشيخ في التهذيب ج ٨٧ ٥ باسناد صحيح آخر عنه نحوه.
وفي المواقيت ج ١ ـ ٧٥ باسناد صحيح عن زرارة في اختلافه مع اخيه حمران في تفويض المواقيت إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله وعرض قولهما على ابى عبدالله عليهالسلام : فقال أبو عبدالله عليهالسلام يا حمران صدق زرارة ، جعل الله ذلك إلى محمد صلىاللهعليهوآله الحديث. ورواه الكشى ايضا باسناد صحيح عنه نحوه ص ٩٦ ـ ٢٠.
وفي الكشى ترجمة بريد ص ١٥٥ عن داود بن سرحان عن أبى عبدالله عليهالسلام في حديث في مدح زرارة ونظرائه قال : هؤلاء القوامون بالصدق الحديث.
١٢ ـ زرارة اصدع الناس بالحق
كان زرارة كما قال أبو الحسن الرضا عليهالسلام فيه : صادعا بالحق واضح الطريقة ثابتا ركينا لا يلتوى فيزلق ولا يتفرق السبيل ، يتجلى الحق فيه ويكشف عمله عن الحق.
ففى التهذيب ج ٢ ـ ٦ ـ ١٠ ـ أحمد بن محمد بن عيسى عن يحيى بن حبيب قال سألت الرضا عليهالسلام عن افضل ما يتقرب به العباد إلى الله تعالى من الصلاة قال : ستة وأربعون ركعة فرائضه ونوافله ، قلت : هذه رواية زرارة ، قال : أو ترى أحدا كان اصدع بالحق منه؟! ورواه الكشى ص ٩٥ ـ ١٨ ـ عن محمد بن قولويه عن سعد بن عبدالله عن احمد بن محمد بن عيسى ، وعلى بن اسماعيل بن عيسى عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات عن يحيى بن محمد بن أبى حبيب قال سألت الرضا عليهالسلام الحديث.
١٣ ـ زرارة لا يجوز رد حديثه
ان مصدق زرارة في الحديث ، ومعرفته بالحق ، ومعرفته بالحق ، وطهارته وصيانته من الكذب مدح الامام عليهالسلام له بانه لا يجوز لى رد روايته.
ففى الكشى ص ٨٨ ـ ٤ باسناد مصحح عن يونس بن عمار قال قلت لابي
عبدالله عليهالسلام : ان زرارة قد روى عن أبى جعفر عليهالسلام انه لا يرث مع الامام والاب (إلى ان قال) فقال أبو عبدالله عليهالسلام : اما ما رواه زرارة عن ابى جعفر عليهالسلام فلا يجوز لى رده الحديث.
١٤ ـ زرارة ممن أرجع إليه الامام الصادق عليهالسلام في الحديث
تقدم زرارة على علماء الحديث في عصره بكثرة الرواية وعرفان الحديث حتى انه سمع عن ابى عبدالله عليهالسلام في فقه الحج اربعين سنة كما رواه الصدوق ، وتقدم قريبا. وكان من وفور علمه بالحديث وحسن معرفته انه الذى يعرف من قبله مذهب أئمة اهل البيت في اغمض المسائل واشدها تقيه ذكرناها في (اخبار الرواة) ونشير إلى بعضها في المقام فصار زرارة مرجعا اللحديث في عصره حتى ان الامام الصادق عليهالسلام ارجع خواص اصحابه إليه.
ففى الكشى ص ٩٠ ـ ٩ باسناد صحيح عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبى عبدالله عليهالسلام قال سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يوما ودخل عليه الفيض بن المختار ، فذكر له آية من كتاب الله عزوجل يأولها أبو عبدالله عليهالسلام ، فقال له الفيض : جعلني الله فداك ما هذا الاختلاف الذى بين شيعتكم؟ قال : واى الاختلاف يا فيض؟ فقال له الفيض : انى لا جلس في حلقهم بالكوفة ، فأكاذ اشك في اختلافهم في حديثهم حتى ارجع إلى المفضل بن عمر فيوقفني من ذلك على ما يستريح إليه نفسي ، ويطمئن إليه قلبى ، فقال أبو عبدالله عليهالسلام : أجل هو كما ذكرت يا فيض ، ان الناس أو لعوا بالكذب علينا ، ان (كأن ـ ظ) الله افترض عليهم ، لا يريد منهم غيره ، وانى احدثهم بالحديث فلا يخرج من عندي حتى يتأوله على غير تأويله ، وذلك انهم لا يطلبون بحديثنا وبحبنا ما عند الله ، وانما يطلبون الدنيا ، وكل يحب ان يدعى رأسا ، انه ليس من عبد يرفع نفسه الا وضعه الله ، وما من عبد وضع نفسه الا
رفعه الله وشرفه ، فإذا أردت حديثا فعليك بهذا الجالس ، وأومى إلى رجل من اصحابه فسئلت اصحابنا عنه ، فقالوا : زرارة بن اعين.
اصول الكافي ج ١ ـ ٦٥ ـ ٥ باب اختلاف الحديث في الصحيح عن زرارة بن اعين عن أبى جعفر عليهالسلام قال سألته عن مسألة فأجابني ، ثم جائه رجل فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابنى ثم جاء رجل آخر ، فأجابه بخلاف ما أجابنى وأجاب صاحبي ، فلما خرج الرجلان قلت يابن رسول الله! رجلان من اهل العراق من شيعتكم قدما يسألان فأجبت كل واحد منهما بغير ما اجبت به صاحبه؟ فقال : يا زرارة! ان هذا خير لنا وأبقى لنا ولكم ، ولو اجتمعتم على امر واحد لصدقكم الناس علينا ، ولكان أقل لبقائنا وبقاءكم. قال : ثم قلت لابي عبدالله عليهالسلام : شيعتكم لو حملتموهم على الا سنة أو على النار لمضوا ، وهم يخرجون من عندكم مختلفين ، قال فأجابني بمثل جواب أبيه عليهالسلام.
الكشى ص ١٠١ ـ ٤١ ـ حدثنى محمد بن مسعود قال حدثنى عبدالله بن محمد بن خالد الطيالسي قال : حدثنى الحسن بن على الوشاء عن أبى خداش عن على بن اسماعيل عن أبى خالد ، وحدثني محمد بن مسعود قال : حدثنى على بن محمد القمى قال : حدثنى محمد بن احمد بن يحيى عن ابن الريان عن الحسن بن راشد عن على بن اسماعيل عن ابى خالد عن زرارة قال : قال لى زيد بن على عليهماالسلام وانا عند أبى عبدالله عليهالسلام : ما تقول يافتى في رجل من آل محمد صلىاللهعليهوآله استنصرك فقلت : ان كان مفروض الطاعة نصرته وان كان غير مفروض الطاعة فلى ان افعل ولى ان لا افعل. فلما خرج قال أبو عبدالله عليهالسلام : اخذته والله من بين يديه ومن خلفه وما تركت له مخرجا
وروى ٤٢ عن زرارة بن اعين قال : جئت إلى حلقة بالمدينة فيها عبدالله بن
محمد وربيعة الراى ، فقال عبدالله يا زرارة سل ربيعة عن شيئ مما اختلفتم فيه ، فقلت : ان الكلام يورث الضعاين ، فقال لى ربيعة الرأى : سل يا زرراة. قال : قلت : بم كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يضرب في الخمر؟ قال : بالجريد وبالنعل. فقلت : لوان رجلا اخذ اليوم شارب خمر وقدم إلى الحاكم ما كان عليه؟ قال : يضربه بالسوط لان عمر ضرب بالسوط. قال : فقال عبدالله بن محمد : يا سبحان الله يضرب رسول الله صلىاللهعليهوآله بالجريد ويضرب عمر بالسوط فيترك ما فعل رسول الله صلىاللهعليهوآله ويأخذ ما فعل عمر؟!
وفي الكافي ج ١ ـ ١٠٤ باسناد مصحح عن حمران بن أعين قال قلت لابي جعفر عليهالسلام جعلت فداك انا نصلى مع هؤلاء يوم الجمعة وهم يصلون في الوقت ، فكيف نصنع؟ فقال : صلوا معهم ، فخرج حمران إلى زرارة فقال له : قد أمرنا أن نصلى معهم بصلاتهم ، فقال زرارة : هذا ما يكون الا بتأويل ، فقال له حمران قم حتى نسمع منه قال : فدخلنا عليه ، فقال له زرارة : ان حمران اخبرنا عنك انك أمرتنا أن نصلى معهم فانكرت ذلك ، فقال لنا كان الحسين بن على عليهالسلام يصلى معهم الركعتين ، فإذا فرغوا قام فاضاف إليها ركعتين.
١٥ ـ زرارة كان من احب الناس إلى ابى عبدالله عليهالسلام
قال الصدوق في الاكمال ص ٧٥ في الرد على الزيدية ـ حدثنا ابى رحمهالله ومحمد بن الحسن قالا حدثنا احمد بن ادريس ، ومحمد بن يحيى العطار جميعا عن محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد عن ابن ابى عمير عن ابى العباس الفضل بن عبدالملك عن أبى عبدالله عليهالسلام انه قال : اربعة احب الناس إلى احياءا وأمواتا : بريد العجلى ، وزرارة بن اعين ، ومحمد بن مسلم ، والاحول ، احب الناس إلى احياءا وامواتا.
ورواه أبو عمرو الكشى في ترجمته ص ٨٩ ـ ٨ عن حمدويه بن نصير عن
يعقوب بن يزيد الحديث بتمامه نحوه.
قال الصدوق بعد تمام الحديث ردا على الزيدية القائلين بان زرارة مات وهو لا يعرف موسى بن جعفر عليهماالسلام بالامامة طعنا في زرارة : فالصادق عليهالسلام لا يجوز ان يقول لزرارة : (انه من احب الناس) وهو لا يعرف امامة موسى بن جعفر (ع).
الكشى ص ٩١ ـ ١٤ ـ حمدويه بن نصير قال حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد قال حدثنى يونس بن عبدالرحمن عن عبدالله بن زرارة ، ومحمد بن قولويه ، والحسين بن الحسن قالوا حدثنا سعد بن عبدالله قال حدثنى هارون عن الحسن بن محبوب عن محمد بن عبدالله بن زرارة ، وابنيه : الحسن والحسين عن عبدالله بن زرارة قال قال لى أبو عبدالله عليهالسلام : اقرء منى على والدك السلام وقل له (إلى ان قال) : يرحمك الله فانك والله احب الناس إلى ، واحب اصحاب ابى عليهالسلام حيا وميتا ، فانك افضل سفن ذلك البحر القمقام الزاخر ، وان من ورائك ملكا ظلوما عضوبا يرقب عبور كل سفينة صالحة ترد من بحر الهدى ليأخذها غصبا ثم يغصبها وأهلها ، ورحمة الله عليك حيا ورضوانه عليك ميتا الحديث.
الكشى ص ٩١ ـ ص ١٣ ـ حدثنى محمد بن قولويه ، والحسين بن الحسن قالا حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنا محمد بن عبدالله المسمعى قال : حدثنى على بن حديد المدائني عن جميل بن دراج قال : دخلت على أبى عبدالله عليهالسلام فاستقبلني رجل خارج من عند أبى عبدالله عليهالسلام من اهل الكوفة من اصحابنا ، فلما دخلت على ابي عبد الله عليهالسلام قال لى : لقبت الرجل الخارج من عندي؟ فقلت : بلى هو رجل من اصحابنا من اهل الكوفة فقال : لا قدس الله روحه ولا قدس روح مثله ، انه ذكر اقواما كان ابى عليهالسلام ائتمنهم على حلال الله وحرامه وكانوا عيبة علمه وكذلك اليوم هم عندي ، هم مستودع سرى اصحاب ابى عليهالسلام حقا ، إذا
اراد الله باهل الارض سوء صرف بهم عنهم السوء ، هم نجوم شيعتي احياءا وامواتا يحيون ذكر ابى عليهالسلام ، بهم يكشف الله كل بدعة ينفون عن هذا الدين انتحال المبطلين وتأول الغالين ، ثم بكى ، فقلت : من هم؟ فقال : من عليهم صلوات الله ورحمته احياءا وامواتا بريد العجلى ، وزرارة ، وابو بصير ، ومحمد بن مسلم ، اما انه يا جميل سيبين لك امر هذا الرجل إلى قريب. قال جميل : فو الله ما كان الا قليلا حتى رأيت ذلك الرجل نسب إلى اصحاب أبى الخطاب فقلت : الله يعلم حيث يجعل رسالته ، قال جميل : وكنا نعرف اصحاب أبى الخطاب ببغض هؤلاء رحمة الله عليهم.
١٦ ـ ترحم الامام الصادق عليهالسلام وصلواته على زرارة وابلاغه السلام والتحيات روى الكشى ص ٩٠ ـ ١٠ باسناد صحيح عن ابراهيم بن عبدالحميد ، وغيره قالوا قال أبو عبدالله عليهالسلام : رحم الله زرارة الحديث. و (١٣) باسناد آخر عن جميل ين دراج في حديث طويل عن أبى عبدالله عليهالسلام في مدح زرارة ونظرائه قال : عليهم صلوات الله ورحمته احياءا وامواتا : بريد العجلى ، وزرارة ، وابو بصير ، ومحمد بن مسلم الحديث.
وص ٩٢ ـ ١٤ باسناد صحيح عن عبدالله بن زرارة قال قال لى أبو عبدالله عليهالسلام : اقرء منى على والدك السلام .. يرحمك الله فانك والله احب الناس إلى ، وأحب اصحاب أبى عليهالسلام حيا وميتا .. ورحمة الله عليك حيا ورحمته ورضوانه عليك ميتا ..
وص ٩٣ ـ ١٥ باسناد حسن عن الحسين بن زرارة قال قلت لابي عبدالله عليهالسلام ان أبى يقرأ عليك السلام .. فقال عليهالسلام : اقرأ اباك السلام ، وقل له : أنا والله عنك راض ، فما تبالي ما قال الناس بعد هذا.
وروى الشيخ في التهذيب ج ٢ ـ ٢٢ ، والاستبصار ج ١ ـ ٢٤٨ باسناده عن عمرو بن سعيد بن هلال عن أبى عبدالله عليهالسلام في وقت صلوة الظهر في القيظ عند ما أرسله إلى زرارة قال عليهالسلام : فأقرئه منى السلام وقل له الحديث.
منزلة زرارة عند الامام ابى الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام
قال الصدوق في الاكمال ص ٧٤ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن ابى الصهبان عن منصور بن العباس عن مروك بن عبيد عن درست بن أبى منصور الواسطي عن ابى الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام قال : ذكر بين يديه زرارة بن اعين ، فقال : والله انى لاستوهبه من ربى يوم القيامة فيهبه لى ، ويحك ان زرارة بن اعين ابغض عدونا في الله ، واحب ولينا في الله. ورواه في الكشى ص ١٠٣ ـ ٤٦ عن محمد بن قولويه عند سعد عن الحسن بن موسى بن جعفر عن أحمد بن هلال عن ابى يحيى الضرير عن درست بن أبى منصور الواسطي قال سمعت ابا الحسن عليهالسلام يقول ان زرارة شك في امامتي فاستوهبه من ربى تعالى.
وفي الكشى ترجمة سلمان ص ٦ باسناده عن اسباط بن سالم قال قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : اين حوارى محمد بن عبدالله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه (إلى ان قال :) ثم ينادى المنادى : اين حوارى محمد بن على عليهماالسلام ، وحواري جعفر بن محمد عليهماالسلام فيقوم عبدالله بن شريك العامري ، وزرارة بن اعين الحديث.
قلت : قد تشرف زرارة بزيارة ابى الحسن عليهالسلام ايام صفره ففى المحاسن باب الارز ص ٥٠٣ في الصحيح عن زرارة قال رأيت رأبة أبى الحسن عليهالسلام تلقمه الارز ، وتضربه عليه ، فغمنى ذلك فدخلت على أبى عبدالله عليهالسلام فقال : انى احسبك غمك الذى رأيت من رابة ابى الحسن عليهالسلام؟ قلت : نعم جعلت فداك الحديث.
وذكره الشيخ في اصحابه عليهالسلام وقال ثقة روى عن ابى جعفر وأبى عبدالله عليهماالسلام. وذكرناه ايضا في طبقات اصحابه عليهالسلام الا انه لم احصر له رواية عنه عليهالسلام وقد ادرك امامته اياما قليلة في مرضه الذى مات فيه ، وبعث ابنه عبيدا إلى المدينة في تحقيق امره عليهالسلام.
وروى المفيد في الارشاد ص ٢٩١ عن ابن قولويه عن الكليني عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن أبى يحيى الواسطي عن هشام بن سالم قال كنا بالمدينة بعد وفاة أبى عبدالله عليهالسلام انا ، ومحمد بن النعمان صاحب الطاق ، والناس مجتمعون على عبدالله بن جعفر انه صاحب الامر بعد ابيه ، (الحديث حتى ذكر دخولهما عليه ثم ذكر دخولهما على أبى الحسن موسى عليهالسلام ، ثم ذكر خروجه من عنده عليهالسلام إلى ان قال :) فلقينا زرارة وأبا بصير. فدخلا عليه وسمعا كلامه ، وسألاه ، وقطعا عليه ، ثم لقينا الناس الحديث.
وفي الكشى ص ١٠٤ في الصحيح عن ابن ابيعمير عن محمد بن حكيم قال قلت لابي الحسن الاول عليهالسلام ، وذكرت له زرارة وتوجيهه ابنه عبيدا إلى المدينة ، فقال أبو الحسن عليهالسلام : انى لارجو ان يكون زرارة ممن قال الله تعالى (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله).
وباسناده عن عبدالله بن زرارة في حديث مرضه قال : فأخبر بذلك أبو الحسن عليهالسلام فقال والله كان زرارة مهاجرا إلى الله تعالى.
ولكن المشهور بين اصحابنا وفي الروايات انه كان مريضا مات فيه في بدء امامته عليهالسلام ، وسيأتى ما يفيد المقام عند التعرض للطعون الواردة فيه.
منزلة زرارة عند ابى الحسن الرضا عليهالسلام
الكشى ص ٩٥ ـ ١٨ ـ حدثنى محمد بن قولويه قال حدثنى سعد بن عبدالله
قال حدثنى أبو جعفر احمد بن محمد بن عيسى ، وعلى بن اسماعيل بن عيسى عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات عن يحيى بن محمد بن ابى حبيب قال سألت الرضا عليهالسلام عن افضل ما يتقرب به العبد إلى الله من صلوته ، فقال : ست وأربعون ركعة ، فرائضه ونوافله ، فقلت : هذه رواية زرارة؟! فقال : أترى أحدا كان اصدع بحق من زرارة. وتقدم الحديث مع سند آخر في مدائحه فلاحظ.
وص ٩٦ باسناده عن المشرقي ، هشام بن ابراهيم الختلى قال قال لى أبو الحسن الخراساني عليهالسلام : كيف تقولون في الاستطاعة بعد يونس؟ تذهب فيها مذهب زرارة ، ومذهب زرارة هو الخطاء؟! فقلت لا الحديث.
قلت لو صحت الرواية فخطاء مذهب زرارة في الاستطاعة لا ينافى جلالته بما تقدم ذكره وسيأتى الاشارة إليها في الطعون الواردة فيه. وروى الصدوق في الاكمال ص ٧٣ عن الرضا عليهالسلام أن زرارة كان ممن يعرف أباه وسيأتى.
الروايات الذامة لآل اعين
قد وردت ذموم في آل اعين ولا يبعدان يراد بها خصوص زرارة منهم وسيأتى وجهها.
ففى الكشى ص ٩٩ ـ ٣١ حدثنى محمد بن مسعود قال حدثنى جبرئيل بن احمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن اسمعيل بن عبد الخالق عن أبى عبدالله عليهالسلام قال : ذكر عنده بنو اعين فقال : والله ما يريد بنوا اعين الا ان يكونوا على غلب.
قلت الحديث قاصر سندا بجبرئيل بن احمد فلم يرد فيه توثيق. ودلالة فان الغلبة على الحرام والباطل والظالم ليست بذنب ولا بقبيح ، فمجرد ارادتهم الغلبة لا يكون ذما لهم.
وص ٩٨ ـ ٢٨ باسناده المتقدم عن فضيل الرسان في حديث اخذ زرارة القول بالاستطاعة عن أبى عبدالله عليهالسلام قال قال عليهالسلام .. (فقلت : اللهم لو لم يكن جهنم الا
اسكرجة لوسعها آل اعين بن سنسن ، قيل : فحمران؟ قال : حمران؟ قال : حمران ليس منهم.
قلت الحديث ضعيف بغير واحد من رجال سنده. وص ١٠٢ ـ ٤٣ حدثنى حمدويه قال حدثنى ايوب عن حنان بن سدير قال كنت أنا ومعى رجل ان اسأل ابا عبدالله عليهالسلام عما قالت اليهود والنصارى والمجوس والذين اشركوا أهو مما شاء الله ان يقولوا؟ قال قال لى : ان ذامن مسائل آل اعين ليس من دينى ولا دين آبائى ، قال قلت ما معى مسألة غير هذه.
قلت : ان هذه المسألة من مسائل الاستطاعة وستأتى الاخبار فيها.
ذموم في زرارة
قد وردت ذموم في زرارة بن أعين ربما أوجبت وهم القاصرين في زرارة لكن قد حققنا الامر فيها في كتابنا في الشرح على الكشى ونشير إلى ذلك في المقام اتماما للفائدة فنقول :
ان الاخبار الدالة على ذموم في زرارة كلها قاصرة عن اثبات قدح فيه.
اما لقصورها سندا كما حققناه في الشرح فان كلها اوجلها مما رواه أبو عمرو الكشى في رجاله ولم تروها المشايخ في كتبهم.
وليس وجه قصورها ما ذكره شيخنا الشهيد الثاني رحمهالله تبعا لابن طاووس في المحكى عنهما من ان روايات القدح في طريقها محمد بن عيسى بن عبيد اليقطينى وهى قرينة عظيمة على ميل وانحراف منه على زرارة ، مع انه ضعيف في نفسه ، حتى قال : ان في اكثرها محمد بن عيسى الا حديثا واحدا مرسلا وهو خبر زياد بن ابى الحلال. قلت : وما افاده قده محل منع.
اولا فان جملة من روايات الذم ليس فيها محمد بن عيسى ولا ينحصر فيما ذكره كما حققناه في الشرح.
وثانيا ان محمد بن عيسى من رواة اخبار المدح في زرارة ايضا فلا يدل روايته الذم على ميله وانحرافه عن زرارة.
وثالثا ان محمد بن عيسى من مشايخ الحديث والمصنفين في الرجال ولو كانت روايته للذموم الواردة في زرارة دالة على ميله وانحرافه منه لاوجب توهم ذلك في جميع من قبله ومن بعده من رواة اسانيد هذه الاخبار وهو كما ترى باطل.
ورابعا انه حققنا في محله تبعا لائمة الرجال وثاقة محمد بن عيسى وجلالته وسنأتي الاشارة إلى وجه ضعف هذه الروايات سندا اشاء الله تعالى.
والى قصورها دلالة :
وإلى دلالة روايات معتبرة على ان هذه الذموم والطعون صدرت من الامام الصادق عليهالسلام في زرارة حفظا لدمه حينما احدقت به العيون واسرعت إليه الظنون. ونشير إلى هذه الطعون على تفصيلها وهى :
١ ـ لعن زرارة
الكشى ص ١٥٦ ـ ٥ حدثنى محمد بن مسعود عن جبرئيل بن احمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن مسمع كردين ابى سيار قال سمعت ابا عبدالله عليهالسلام يقول لعن الله بريدا ، ولعن الله زرارة. فلت : وهو كالضعيف بجبرئيل فلم يوثق.
وص ٩٩ ـ ٣٠ حدثنى حمدويه قال : حدثنى محمد بن عيسى عن يونس عن مسمع كردين أبى سيار قال سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : لعن الله بريدا ولعن الله زرارة.
وص ٣٤ محمد بن مسعود قال حدثنى جبرئيل بن احمد عن العبيدي عن يونس عن ابراهيم المؤمن عن عمران الزعفراني قال : سمعت ابا عبدالله عليهالسلام يقول لابي بصير : يا با بصير ـ وكنا اثنى عشر رجلا ـ ما احدث احد في الاسلام ما احدث