تاريخ آل زرارة و شرح رسالة أبي غالب الزّراري

السيّد محمّد علي الموحّد الأبطحي

تاريخ آل زرارة و شرح رسالة أبي غالب الزّراري

المؤلف:

السيّد محمّد علي الموحّد الأبطحي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٣٩

منزل اهلها ، فجاءت إلى فاستر ضتنى واعتذرت ووافقتنى ، ولم تخالفني حتى فرق الموت بيننا. وفي رواية اخرى : وأقامت معى سنين كثيرة ورزقت منى اولادا ، وأساءت إليها اساءات واستعملت معها كل ما لا تصبر النساء عليه فما وقعت بينى وبينها شر ولا بين احد من أهلها إلى ان فرق الزمان بيننا. رواه الشيخ في حديثين طويلين في كتاب الغيبة ص ١٨٣ ـ ١١ في التوقيعات وص ١٩٧ ـ ٣٢ ويأتى ذكرهما في ترجمته ، كما ذكرنا هما في طبقات اصحاب الامام الحجة عجل الله فرجه الشريف.

المنتظرون لفرج قائم آل محمد (ص) من آل زرارة

من حسن معرفة آل زرارة بن اعين بأئمة اهل البيت عليهم‌السلام انتظارهم فرج الشيعة بظهور دولة آل محمد عليهم‌السلام بقائمهم كما ورد الحث على انتظار فرجهم في اخبار كثيرة ، ورووا عن الائمة عليهم‌السلام روايات في غيبة الامام الحجة وظهوره عند ما ملئت العالم ظلما وجورا ، وهم ممن قال الرضا عليه‌السلام لعلى بن اسباط : ولكن الله تبارك وتعالى منذ قبض نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله هلم جرا يمن بهذا الدين على اولاد الاعاجم. رواه في اصول الكافي ـ ج ١ ـ ٣٨٠ ـ ٢.

فمنهم زرارة ففى اصول الكافي ج ١ ـ ٣٣٧ ـ ٥ في الغيبة باسناده عن ابن بكير عن زرارة قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام : ان للغلام غيبة قبل ان يقوم قال قلت : ولم؟ قال : يخاف وأومأ بيده إلى بطنه ، ثم قال يا زرارة ، وهو المنتظر ، وهو الذى يشك في ولادته (إلى ان قال :) قلت : جعلت فداك ان ادركت ذلك الزمان أي شيئ أعمل؟ قال : يا زرارة إذا ادركت هذا الزمان فادع بهذا الدعاء : اللهم عرفني نفسك فانك ان لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك ، اللهم عرفني رسولك فانك ان لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فانك ان لم تعرفني حجتك ضللت عن دينى.

٢١

ثم قال يا زرارة لابد من قتل غلام بالمدينة قلت : جعلت فداك أليس يقتله الجيش السفياني؟ قال : لا ، ولكن يقتله جيش آل بنى فلان ، يجيئ حتى يدخل المدينة ، فيأخذ الغلام فيقتله ، فإذا قتله بغيا وعدوانا وظلما لا يمهلون ، فعند ذلك توقع الفرج ان شاء الله.

ورواه ايضا ص ٣٤٢ ـ ٢٩ باسناد آخر عن خالد بن نجيح عن زرارة بن أعين قال قال أبو عبدالله عليه‌السلام لابد للغلام من غيبة الحديث. قال احمد بن الهلال احد رواته : سمعت هذا الحديث منذ ست وخمسين سنة.

ورواه ص ٣٤٠ ـ ١٨ باسناد آخر عن ابن بكير عن زرارة قال سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : ان للقائم عليه‌السلام غيبة قبل ان يقوم ، انه يخاف ، وأومأ بيده إلى بطنه ، يعنى القتل

ومنهم عبيد بن زرارة. ففى اصول الكافي ج ١ ص ٣٣٧ ـ ٦ باسناده عن ابن بكير عن عبيد بن زرارة قال سمعت ابا عبدالله عليه‌السلام يقول : يفقد الناس امامهم ، يشهد الموسم ، فيراهم ، ولا يرونه.

ورواه ايضا (٣٣٩ ـ ١٢) باسناد آخر عنه عنه عن ابى عبدالله عليه‌السلام قال : للقائم غيبتان يشهد في احديهما المواسم ، برى الناس ، ولا يرونه.

قلت قد ورد في ان له عليه‌السلام غيبتين : الصغرى ، والكبرى روايات كثيرة جدا مذكورة في محلها.

ومنهم حمران بن اعين.

فروى النعماني في الغيبة باسناده عن ابن بكير عن حمران قال قلت لابي جعفر عليه‌السلام : جعلت فداك انى قد دخلت المدينة ، وفي حقوى هميان فيه ألف دينار ، وقد اعطيت الله عهدا : اننى انفقها ببابك دينارا دينارا أو تجيبني فيما

٢٢

اسألك عنه ، فقال : يا حمران سل تجب ، ولا تبعض دنانيرك ، فقلت : سألتك بقرابتك من رسول الله أنت صاحب هذا الامر ، والقائم به؟ قال : لا ، قلت : فمن هو بأبى انت وامى؟ فقال : ذاك المشرب حمرة ، الغائر العينين. المشرف الحاجبين ، عريض ما بين المنكبين ، برأسه حزاز وبوجهه أثر ، رحم الله موسى. وايضا باسناده عن محمد بن زرارة عن حمران بن اعين قال سألت أبا جعفر عليه‌السلام فقلت انت القائم؟ قال : ولدنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وانى للطالب بالدم ويفعل الله ما يشاء ثم أعدت عليه فقال : قد عرفت حيث تذهب ، صاحبك المدبح البطن ثم الحزاز برأسه ابن الارواع ، رحم الله فلانا. رواهما في البحار عنه ج ٥١ ص ٤٠ ـ ٢٠ و ٢١.

وروى الشيخ في الغيبة باسناده عن حمزة بن حمران عن ابيه عن سعيد بن جبير عن على بن الحسين عليهما‌السلام قال : القائم منا تخفى ولادته على الناس حتى يقولوا لم يولد بعد ليخرج حين يخرج ، وليس لاحد في عنقه بيعة. (البحار عنه ج ٥١ ـ ١٣٥)

وفي روضة الكافي ص ٢٩٧ ـ ٥٥٢ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى ، وابو علي الاشعري ، عن محمد بن عبد الجبار جميعا ، عن على بن حديد ، عن جميل عن زرارة ، عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : سأله حمران فقال : جعلني الله فداك لو حدثتنا متى يكون هذا الامر فسررنا به؟ فقال : يا حمران ان لك اصدقاء واخوانا ومعارف ان رجلا كان فيما مضى من العلماء الحديث بطوله.

ومنهم عبدالملك بن اعين ، ففى روضة الكافي ص ٢٤٥ ـ ٤٤٩ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن سيف بن عميرة ، عن ابى بكر الحضرمي ، عن عبدالملك بن اعين قال : قمت عند ابى جعفر عليه‌السلام فاعتمدت على يدى فبكيت ، فقال : مالك؟ فقلت : كنت ارجو ان ادرك

٢٣

هذا الامر وبى قوة ، فقال : اما ترضون ان عدوكم يقتل بعضهم بعضا وانتم آمنون في بيوتكم ، انه لو قد كان ذلك اعطى الرجال منكم قوة اربعين رجلا وجعلت قلوبكم كزبر الحديد ، لو قذف بها الجبال لقلعتها وكنتم قوام الارض وخزانها.

الادباء ، والقراء وحفاظ القرآن من آل زرارة

قد نال آل زرارة بن أعين باختصاصهم بأهل البيت عليهم‌السلام شرف حفظ القرآن وتجويده ، وقرائته حتى برز فيهم القراء والحفاظ فهم كما قال الامام الصادق عليه‌السلام للفضيل : الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة. رواه في اصول الكافي ج ٢ ص ٦٠٣

فكأن أعين والد زرارة اول من عرف منهم الادب ، فخرج بارعا أديبا ، واحسن مولاه من بنى شيبان تأديبه حتى حفظ القرآن ذكره أبو غالب في الرسالة (١٩) وكان زرارة أحد الحفاظ الضابطين. ذكره الشيخ الطوسى رحمه‌الله في كتابه (عدة الاصول ٦٢) وقال النجاشي في ترجمته : شيخ اصحابنا في زمانه ومتقدمهم. وكان قاريا ، فقيها ، متكلما ، شاعرا ، أديبا ، قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين ، صادقا فيما يرويه.

وكان اخوه حمران من اصحاب السجاد ، والباقر ، والصادق عليهم‌السلام من أكبر مشايخ الشيعة المفضلين الذين لا يشك فيهم ، احد حملة القرآن ، ومن يعد ، ويذكر اسمه في كتب القرآن (القراء) ، وروى أنه قرء على الامام ابى جعفر محمد بن على ، وأبى عبدالله جعفر بن محمد عليهما‌السلام ، ومع ذلك كان عالما بالنحو واللغة ، ذكره أبو غالب في الرسالة (٣). وقيل كما في تاريخ الكوفة : كان حمران أحد شيوخ الاقراء في الكوفة ، والامام في القرائة ، اخذ عنه الحفاظ وشيوخ

٢٤

القرائة مثل حمزة بن حبيب الزيات أحد القراء السبعة ، وأئمة القرائة وقال الشيخ في الفهرست في ترجمة زرارة : وكان حمران نحويا.

قلت : ويظهر مما رواه الكشى في ترجمة هشام بن الحكم ص ١٧٨ ـ ٢٢ انه ليس في اصحاب ابى عبدالله الصادق عليه‌السلام في علوم القرآن احد حاذق هو افضل بل ولا مثل حمران بن اعين وانه كان بمنزلة الامام الصادق عليه‌السلام في ذلك.

فروى باسناده عن هشام بن سالم قال كنا عند ابى عبدالله عليه‌السلام جماعة من اصحابه فورد رجل من اهل الشام ، فاستأذن له ، فلما دخل سلم ، فأمره أبو عبدالله عليه‌السلام بالجلوس ثم قال : حاجتك ايها الرجل؟ قال : بلغني انك عالم بكل ما تسأل عنه ، فصرت اليك لا ناظرك ، فقال أبو عبدالله عليه‌السلام : فيما ذا؟ قال : في القرآن ، وقطعه ، واسكانه ، وخفضه ، ونصبه ، ورفعه. فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : يا حمران دونك الرجل ، فقال الرجل انما اريدك لا حمران ، فقال أبو عبدالله عليه‌السلام : ان غلبت حمران فقد غلبتني فأقبل الشامي ، فسأل حمران حتى ضجر ، ومل ، وعرض وحمران يجيبه ، فقال أبو عبدالله عليه‌السلام : كيف رأيت يا شامى؟ قال : رأيته حاذقا ، ما سألته عن شيئ الا أجابنى فيه. فقال أبو عبدالله عليه‌السلام يا حمران سل الشامي ، فما تركه يكشر (١) .. إلى ان قال :

فقال الشامي : كأنك أردت ان تخبرني ان في شيعتك مثل هؤلاء الرجال؟! قال عليه‌السلام : هو ذاك ثم قال : يا أخا اهل الشام اما حمران فحرفك ، فحرت له ، فغلبك بلسانه ، وسألك عن حرف من الحق فلم تعرف الحديث.

وكان محمد بن عبيدالله بن احمد بن أبى غالب الزرارى اديبا وسمع ، وله كتب منها كتاب جمل البلاغة. ذكره النجاشي.

__________________

(١) ـ كشر عن اسنانه : كشف عن اسنانه ، أرعده

٢٥

وكان محمد بن الحسن القرشى البزاز أبو جدة ابى غالب الزرارى من أكابر مشايخ الشيعة ، واعلام الحديث أحد حفاظ القرآن ، وقد نقلت قرائته ، وكبرت منزلته فيها. ذكره حفيده أبو غالب في الرسالة ص ٣١.

الفقهاء والمحدثون من آل زرارة

قد برز آل زرارة بن أعين على معاصريهم في الفقه والحديث حتى خرج فيهم من يشار إليه في العلماء كافة بالفقه والحديث وعدهم ابن النديم من فقهاء الشيعه ومحدثيهم وعلمائهم ومصنفيهم في الاصول والفقه ومشايخهم الذين رووا الفقه عن الائمة عليهم‌السلام (٣ ٢٢).

وقال فيهم ابن عقدة الحافظ : كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد.

وفيهم من اجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه وأقروا له بالفقه ، وفي الاخبار ما يدل على موضعهم في الفقه فمنهم زرارة فهو أفقههم الذى أرجع الامام الصادق عليه‌السلام اصحابه إليه في الفقه ، ومعالم الدين ، وقال : لولاه لاندرست احاديث ابى عليه‌السلام. وسيأتى في ترجمته وقال ابن النديم : فكان زرارة اكبر رجال الشيعة فقها وحديثا ..

ومنهم بنو زرارة ، ومحمد بن عبدالله بن زرارة ، واخوة زرارة ، وبنو بكير ، وبنو حمران ، وبنو عبد الرحمان ، وبنو عبدالملك ، وبنو مالك ، ومن اولاد عبدالله بن زرارة : محمد ، ومن اولاد عبدالملك بن اعين : ضريس ، ومحمد ، والمثنى ، وغسان ويونس ، وعلى ، ومن اولاد حمزة بن حمران : ابراهيم ومحمد. ومن اولاد عبد الرحمان بن حمران : محمد.

وكان جد أبى غالب الزرارى من امه محمد بن الحسن القرشى البزاز المخزومى

٢٦

من رواة الحديث ، وحفاظ القرآن ، وأركان القرائة ، ومن يشار إليه وينقل عنه قرائته ، وكبرت فيها منزلته.

وكان أبو العباس محمد بن جعفر بن الحسن البزاز احد رواة الحديث ومشايخ الشيعة ، ولد سنة ست وثلثين ومأتين ومات سنة ست عشر وثلثمائة ، وكان من محله في الشيعة انه الوافد عنهم إلى المدينة عند وقوع الغيبة سنة ستين ومأتين ، وأقام بها سنة وعاد ، وقد ظهر له من امر الصاحب عليه‌السلام ما احتاج إليه.

وكان أخوه الحسن بن جعفر ايضا ممن روى الحديث الا ان عمره لم يطل فينقل عنه. ذكره أبو غالب في الرسالة ص ٣١ ثم انقرض آل اعين بابن ابى غالب الزرارى كما يأتي.

المتكلمون من آل اعين

تقدم آل أعين على بيوت الشيعة فضلا بما اكتسبوا من فنون العلوم ، ومعارف الاسلام حتى فازوا التقدم على المسلمين في جملة منها وبذلك صارت منزلتهم عظيمة وكان الكلام في عصرهم أعظم العلوم قدرا واكثرها طلابا وأركزها في القلوب موضعها وقد كان في آل اعين من المتكلمين من فاز شرف انتقدم على أقرانه.

فهذا زرارة بن أعين متكلم الشيعة في عصره قد اعترف بفضله الموافق والمخالف حتى الجاحظ العثماني كما يأتي ، ونطق بموضعه من الكلام ائمة التراجم من اصحابنا وغيرهم. قال النجاشي : كان قاريا ، فقيها ، متكلما ، شاعرا .. وقال ابن النديم : فكان زرارة اكبر رجال الشيعة فقها ، وحديثا ، ومعرفة بالكلام ، والتشيع.

وقال أبو غالب : وكان خصما ، جدلا ، لا يقوم أحد لحجته ، الا ان العبادة اشغلته عن الكلام ، والمتكلمون من الشيعة تلاميذه.

٢٧

وهذا اخوه حمران فقد دلت الروايات على موضعه من علم الكلام ، وعلى موضعه مع اقرانه من المتكلمين من المسلمين منهم هشام بن الحكم ، وهشام بن سالم ، ومؤمن الطاق أبو جعفر الاحول ، وقيس بن الماصر اعلام المسلمين في علم الكلام كما يظهر من كتب الكلام والتراجم وقد ذكرناها في كتابنا (اخبار الرواة) وان شئت فراجع اصول الكافي ج ١ ص ١٦٩ باب الاضطرار إلى الحجة ، ورجال أبى عمرو الكشى ص ١٧٦ رقم ١٨

وكفى دلالة على موضع حمران من الكلام ومن اعلام المسلمين من المتكلمين ما رواه في اصول الكافي ج ١ ـ ١٧١ ـ ٤ باب الاضطرار إلى الحجة باسناده عن يونس بن يعقوب قال : كنت عند أبى عبدالله عليه‌السلام ، فورد عليه رجل من اهل الشام ، فقال انى رجل صاحب كلام ، وفقه ، وفرائض ، وقد جئت لمناظرة اصحابك ، فقال : كلامك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أو من عندك؟ فقال : من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن عندي ، فقال أبو عبدالله عليه‌السلام .. إلى ان قال : ثم قال لى : اخرج إلى الباب فانظر من نرى من المتكلمين فأدخله. قال : فادخلت حمران بن اعين ، وكان يحسن الكلام ، وأدخلت الاحول ، وكان يحسن الكلام ، وأدخلت هشام بن سالم ، وكان يحسن الكلام ، وادخلت قيس بن الماصر ، وكان عندي احسنهم كلاما ، وقد تعلم الكلام من على بن الحسين عليهما‌السلام ، فلما استقربنا المجلس (إلى ان قال :)

ثم قال : يا حمران كلم الرجل ، فكلمه ، فظهر عليه حمران ثم قال : يا طاقى كلمه ، (إلى ان قال :) ثم التفت أبو عبدالله عليه‌السلام إلى حمران ، فقال تجرى الكلام على الاثر فتصيب ، والتفت إلى هشام بن سالم ، فقال : تريد الاثر ولا تعرفه ، ثم التفت إلى الاحول ، فقال : قياس ، رواغ (١) تكسر باطلا بباطل الا ان باطلك أظهر ، ثم التفت إلى قيس

__________________

١ ـ يقال للثعلب ، وللمصارع باستعمالهما المكر والحيلة في عدم الوقوع في المهالك

٢٨

ابن الماصر ، فقال : نتكلم ، وأقرب ما تكون من الخبر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أبعد ما تكون منه ، تمزج الحق مع الباطل ، وقليل الحق يكفى عن كثير الباطل ، أنت ، والاحول قفازان (١) حاذقان.

قال يونس : فظننت والله انه يقول لهشام قريبا مما قال لهما ، ثم قال : يا هشام! لا تكاد تقع ، تلوى رجليك إذ اهممت بالارض طرت ، مثلك فليتكلم الناس ، فاتق الزلة والشفاعة من ورائها ان شاء الله.

المنجمون من آل زرارة

يظهر من الروايات ان في آل زرارة من دخل في علوم النجوم وصنف فيه كما يأتي في ترجمة عبدالملك بن اعين وغيره.

المصنفون من آل زرارة بن اعين

صنف جماعة كثيرة من آل زرارة بن اعين اصولا ، وكتبا ، ورسائل في علوم القرآن ، والحديث ، والفقه ، وفنون الاسلام ، نبه على كثير منها مشايخ الشيعة وغيرهم من الجمهور في الفهرستات.

قال الشيخ في الفهرست عند ذكرهم : ولهم روايات كثيرة ، واصول وتصانيف .. فمنهم زرارة ، وبكير ، وحمران ، وعبد الرحمان ، وعبد الملك بن اعين (على ما يظهر من رواية الفقيه ، ومن ابن النديم في الفهرست) ، ورومي ، والحسن ، والحسين ، وعبد الله ، وعبيد بنو زرارة ، وعبد الله بن بكير وكتابه كثير الرواية ، وحمزة ، ومحمد ابنا حمران بن اعين ، كما يظهر من ابن النديم (٣٢٢) ، وايضا من فهرست الشيخ في زرارة ، وضريس بن عبدالملك (كما يظهر من ابن

__________________

(١) من القفز ، وهو الوثوب ، والوقوع في الحفرة ، دل الحديث على قدرتهما ومهارتهما في دخول الشبهات والخروج منها بالحذاقة.

٢٩

النديم) والحسن بن الجهم بن بكير بن اعين ، وحفيداه : محمد وعلى ابنا سليمان واحمد بن محمد بن محمد بن سليمان أبو غالب الزرارى شيخ آل اعين وبقيتهم ، وحفيده محمد بن عبيدالله بن احمد أبو طاهر الزرارى آخر من ذكر من آل اعين.

نسبة آل زرارة بن اعين

قد نسب جماعة من آل زراره بن اعين تارة إلى الشيباني ، واخرى إلى الجهمى ، وثالثة إلى البكيرى ، ورابعة إلى الزرارى مع ان جدهم (سنسن) من الفرس. وكان عجميا في بلد الروم كما تقدم عن الشيخ في الفهرست.

اما نسبتهم إلى الشيباني فكانت لاجل ولائهم لبنى شيبان كما ذكرنا تفصيله عند ذكر اعين وكان أبو غالب الزرارى رحمه‌الله يظهر منه كراهته النسبة إليهم لما اصاب آل اعين منهم بدو أمرهم وبعد ذلك كما يظهر من مواضع الرسالة.

واما نسبتهم إلى الجهمى فقال أبو غالب في الرسالة : وكنا قبل ذلك نعرف بولد الجهم. قلت : ان الجهم بن بكير بن اعين الذى نسب إليه جماعة من آل اعين وان لم يذكر في كتب التراجم الا انه يظهر من الانتساب إليه انه كان رجلا وجيها مشهورا.

واما نسبتهم إلى البكيرى (البكري) فهو بانتسابهم إلى بكير بن اعين. قال الشيخ في الفهرست : وهم البكريون وبذلك كانوا يعرفون إلى ان خرج توقيع من أبى محمد الحسن عليه‌السلام فيه ذكر ابى طاهر الزرارى : (فاما الزرارى رعاه الله) فذكروا انفسهم بذلك .. وذكر نحوه في الخلاصة.

واما نسبتهم إلى الزرارى فهو لاجل انتسابهم إلى زرارة بن اعين فقيه آل اعين الذى اجتمعت فيه خلال الفضل وبذلك تقدم على غيره. قال أبو غالب في الرسالة (١١)

٣٠

وكانت ام الحسن بن الجهم ابنة عبيد بن زرارة ومن هذه الجهة نسبنا إلى زرارة ونحن من ولد بكير ، وكنا قبل ذلك نعرف بولد الجهم.

وقد بدء نسبتهم إلى زرارة سيدنا أبو الحسن الثالث عليه‌السلام. قال أبو غالب في الرسالة : واول من نسب منا إلى زرارة جدنا سليمان ، نسبه إليه سيدنا أبو الحسن على بن محمد صاحب العسكر عليهما‌السلام ، وكان إذا ذكره في توقيعاته إلى غيره قال : (الزرارى) تورية عنه وسترا له ، ثم اتسع ذلك وسمينا به ..

اولاد اعين بن سنسن

قال أبو غالب في رسالته ص ٢٠ : فولد اعين على ما حدثنى به أبو طالب الانباري قال حدثنى محمد بن الحسن بن على بن صباح بن سلام المدائني قال حدثنى أبى ، رعمى (محمد ـ خ) قالا : حدثنا أحمد بن الحسن بن على بن فضال عن ولد أعين قال : ولد أعين : عبدالملك ، وحمران ، وزرارة ، وبكير ، وعبد الرحمان بن أعين ، هؤلاء كبراؤهم معرفون ، وقعنب ، ومالك ، ومليك من بنى أعين ، غير معروفين ، فذلك ثمانية أنفس.

ص ٢١ وبغير هذا الاسناد : ولهم أخت يقال لها : (أم الاسود) ، ويقال : انها اول من عرف هذا الامر منهم من جهة أبى خالد الكابلي.

وقال ايضا ص ٢٦ : ووجدت في كتاب الصابونى المصرى : يونس بن عبدالملك بن أعين ، وجعفر بن قعنب بن أعين ممن روى عن أبى عبدالله عليه‌السلام. وذكر في الكتاب المذكور ان ولد جعفر بالفيوم من أرض مصر.

وروى محمد بن الحسين عن ابراهيم بن محمد بن حمران عن ابى عبدالله عليه‌السلام ان اول من عرف هذا الامر عبدالملك عرفه من صالح بن ميثم ، ثم عرفه حمران عن ابى خالد الكابلي رحمهم‌الله تعالى.

٣١

وقال الشيخ في الفهرست ص ٧٤ ـ ٣٠٢ في ترجمة زرارة : ولزرارة اخوة جماعة ، منهم : حمران .. وبكير بن اعين يكنى ابا الجهم .. وعبد الرحمان بن اعين ، وعبد الملك بن اعين ..

عدد اولاد اعين

روى أبو غالب ص ٢٩ باسناده عن ابن فضال قال : وخلف اعين حمران ، وزرارة ، وبكيرا ، وعبد الملك ، وعبد الرحمان (ومالكا ـ خ) ، وموسى ، وضريسا ، ومليكا وقعنب ، وعبيدالله فذلك عشرة أنفس.

ثم قال أبو غالب : هذا من هذه الرواية ، وقد ذكرت الرواية ، ودفع الاختلاف في عدد ولد أعين ، وقد ذكرت الاصل الذى كنت أعرفه ، ومما رواه لى أبو طالب الانباري ، وما رواه لى أبو الحسن بن داود رحمه‌الله عن أبى القاسم بن قونى عن ابن فضال.

وروى لى ابن المغيرة عن أبى محمد الحسن بن حمزة العلوى عن ابى العباس احمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفى المشهور بكثرة الحديث : انهم سبعة عشر رجلا ، الا انه لم يذكر اسماءهم ومايتهم في معرفته ، ولا يشك في علمه. وقال ص ١٨ : وحدثني أبو عبدالله بن الحجاج ره ، وكان من رواة الحديث : انه قد جمع من روى الحديث من آل اعين ، فكانوا ستين رجلا.

وحدثني أبو جعفر أحمد بن محمد بن لاحق الشيباني عن مشائخه ان بنى أعين بقوا اربعين سنة ، (اربعين ـ خ) رجلا لا يموت منهم رجل الا ولد لهم فيهم غلام ، وهم على ذلك يستولون على بنى شيبان في خطة بنى اسد بن همام.

وقال ابن الغضائري في تكملته لرسالة ابى غالب في آل اعين ص ٩٩ : ووجدت ايضا فيما ذكره (رواه ، حكى خ) الحسن بن حمزة عن (بن خ ل) على

٣٢

ابن عبدالله العلوى (الحسينى ـ خ) الطبري رضي‌الله‌عنه قال : سمعت محمد بن اميذوار الطبري يقول : حضرت مجلس الحسن بن على الموسوم بالناصر صاحب طبرستان وقد روى حديثا عن حمران بن اعين قال أبو جعفر بن اميذوار : فنظر إلى الشيخ ثم اومى بيده إلى : هكذا الاخوان ، يعنى حمران وزرارة وقدر انهما أخوان فقط ، ليس لهما ثالث.

قال الحسين بن حمزة : وكنت على هذا دهرا إلى ان اجتمعت من ابى جعفر احمد بن أبى عبدالله البرقى ، ومحمد بن جعفر المؤدب فحاريتهما (بعد ـ خ) ما كان جرى لى مع أبى جعفر بن اميذوار ، فقال لى : ولا زد (لارد ـ خ) عليك ، بل هم اثنى عشر اخوة.

وكنت على هذا دهرا إلى ان اجتمعت مع أبى العباس بن عقده (في ـ خ) سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ، فجرى بينى وبينه ما تقدم ذكره ، فقال لى يا أبا محمد! هم ستة عشر اخوة ، وسماهم ، أو سبعة عشرة ، قال أبو محمد : الشك منى ، (ثم ـ خ) حدثنى عن آل اعين ، قال : كل واحد منهم كان فقيها ، يصلح أن يكون مفتى بلد ما خلا عبد الرحمان بن أعين ، فسألته عن العلة فيه ، فقال : كان يتعاطى الفتوى (الفترة ـ خ) إلى ايام الحجاج ، فلما قدم الحجاج العراق قال : لا يستقيم لنا الملك ، ومن آل اعين رجل تحت الحجر ، فاختفوا ، وتواروا ، فلما اشتد الطلب عنهم (عليهم خ) ظفر بعبد الرحمان هذا المفتى (المستفتى خ) من بين اخوته ، فادخل على الحجاج ، فلما بصربه ، قال : لم تأتوني بآل اعين وجئتموني بزبارها ، وخلى سبيله. ووجدت بخط ابى الحسن محمد بن احمد بن داود القمى ره قال حدثنى ـ (حدثنا ـ خ) أبو على محمد بن على بن همام ره (قال خ) حدثنى أبو الحسن على

٣٣

بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين المعروف بالزرارى : ان بنى أعين كانوا عشرة (اخوة ـ خ).

عبدالملك ، وعبد الاعلى ، وحمران ، وزرارة ، وعبد الرحمان ، وعيسى ، وقعنب ، وبكير ، (ومالك ـ خ) ، وضريس ، وسميع ، وانكر ان يكون فيهم مالك وقال مالك بن أعين الجهنى.

وقال ابن الغضائري في تكملة الرسالة ص ١٠١ : قال أبو الحسن على بن أحمد العقيقى في كتاب الرجال : من بنى اعين : عبيد ، والحسن ، والحسين بنو زرارة بن اعين ، وعبد الله بن بكير ، وحمزة بن حمران ، وضريس بن عبدالملك بن اعين ، وجعفر بن قعنب بن اعين ، وكان ولد قعنب بالفيوم من ارض مصر ، وبها قبر غسان بن عبدالملك بن اعين ، فهؤلاء اولادهم الذين رووا عن ابى عبدالله عليه‌السلام ، وروى ان بنى اعين أقاموا اربعين سنة رجلا كلما مات منهم رجل ولد لهم ذكر ثم قال : وهذا الحديث الذى ذكره ابن همام رحمه‌الله لم يقع لابي غالب رضي‌الله‌عنه ، ولو وقع إليه أو كان سمعه من عم ابيه لحدثنا به ، ولذكره في هذه الرسالة ، لانه كان شديد الحرص على جمع شئ من آثار اهله رحمهم‌الله. وكان ايضا سنسن جد بكير وبنى اعين وولاة بنى شيبان وانه من الروم ، وانما وجدت هذا بعد وفاته رحمه‌الله في سنة ثلث.

وقال ايضا ص ٩٧ : وجدت في (المنتخبات) التى اجازناها جعفر بن محمد بن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبدالله عن محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن بن على بن يقطين عن مروك بن عبيد عن محمد بن مقرون الكوفى قال حدثنى المشايخ من اصحابنا : ان حمران ، وزرارة ، وعبد الملك ، وبكيرا ، وعبد الرحمان بن اعين

٣٤

كانوا مستقيمين ، مات منهم اربعة في زمن أبى عبدالله عليه‌السلام ، وكانوا من اصحاب أبى جعفر عليه‌السلام ، وبقى زرارة إلى ان مات أبو عبدالله عليه‌السلام ، وكان افقههم فلقى من الناس ما لقى ، وكان له اخوان ليسا في شئ من هذا الامر : مالك ، وقعنب.

زرارة بن أعين بن سنسن أبو الحسن الشيباني الكوفى رحمه‌الله

اسمه ولقبه وكنيته

قال ابن النديم في الفهرست (٣٢٢) : زرارة لقب ، واسمه عبد ربه .. وزرارة يكنى ابا على ايضا ... وقال الشيخ في الفهرست (٧٤) : واسمه عبد ربه ، يكنى ابا الحسن ، وزرارة لقب به .. زرارة يكنى ابا على ايضا ..

وروى أبو عمرو الكشى في ترجمته (٨٨) باسناد موثق كالصحيح عن زرارة قال قال لى أبو عبدالله عليه‌السلام : يا زرارة ان اسمك في اسامى أهل الجنه بغير ألف؟ قلت : نعم ، جعلت فداك اسمى : عبد ربه ، ولكني لقبت بزرارة. قلت : وردت تكنية زرارة بابى الحسن في روايات اوردناها في كتابنا (اخبار الرواة) ، وكناه ائمة الحديث والرجال كالبرقي ، والصدوق ، والكشى ، والنجاشى ، والشيخ الطوسى وغيرهم بأبى الحسن وبها اشتهر ولكن الشيخ وابن النديم ذكرا في فهرستيهما ان زرارة يكنى ابا على ايضا. وقال أبو غالب في الرسالة (٢٤) : وكان زرارة يكنى ابا على.

وصف زرارة

قال أبو غالب في الرسالة (٢٧) : وروى ان زرارة كان وسيما جسيما ابيض فكان يخرج إلى الجمعة وعلى رأسه برنس اسود ، وبين عينيه سجادة ، وفي يده عصى ، فيقوم له الناس سماطين ، ينظرون إليه لحسن هيئته ، فربما رجع من طريقه ..

٣٥

مولد زرارة ووفاته

لم أقف على تصريح بمولده في كتبنا وكتب الجمهور ولكن الروايات دلت على انه مات بعد أبى عبدالله عليه‌السلام ، وكانت وفاته عليه‌السلام في الخامس والعشرين من شوال سنة ثمان واربعين ومأة.

وفي الكشى في ترجمته (٩٥) بعد حديث رقم ١٦ عن أصحاب زرارة انه مات بعد ابى عبدالله عليه‌السلام بهشرين أو أقل ، وتوفى وزرارة مريض مات في مرضه ذلك. وقال النجاشي في ترجمته : ومات زرارة سنة خمسين ومأة. وقال الشيخ في اصحاب الصادق عليه‌السلام من رجاله : مات سنة خمسين ومأة بعد ابى عبدالله عليه‌السلام وذكره ايضا في اصحاب الكاظم عليه‌السلام.

وقال أبو غالب في الرسالة (٢٨) ، ويقال : انه عاش سبعين (تسعين ـ خ) سنة.

موضع زرارة ومكانته السامية

كان زرارة جليل القدر ، رفيع المنزلة ، عظيم الشأن في بيته وفي نظرائه وفي اصحاب الحديث ، والفقه ، والكلام ، وعلوم القرآن ، وعند الناس ، وعند الائمة عليهم‌السلام ، وذلك لتوفر الفضائل فيه.

قال أبو غالب في الرسالة (٢٧) : فكان يخرج إلى الجمعة وعلى رأسه برنس اسود وبين عينيه سجادة ، وفي يده عصا ، فيقوم له الناس سماطين ، ينظرون إليه لحسن هيئته ..

قلت : كان الجاحظ العثماني المعاند للشيعه بنصبه الذى يأبى حتى عن ذكر أئمة الشيعة عليهم‌السلام يذكر زرارة باشعاره في كتبه مع تجليل وترفيع له.

فقال أبو غالب في الرسالة (٢٤) : وذكره الجاحظ في كتاب (الحيوان) ، واورد عنه شعرا .. وروى له ايضا شعرا في كتاب (النساء) ، وذكر له بيتا في

٣٦

كتاب (العرجان الاشراف) ، ولا أدرى أصدق الجاحظ في ذلك ام لا ، وقال في كتاب الحيوان : قال زرارة بن اعين مولى بنى اسعد بن هام ، وكان رئيس الشيعة (التميمية ـ خ).

وقال ابن النديم في الفهرست (٣٣٢) : عند ذكره في فقهاء الشيعة وعلمائهم ومحدثيهم الذين رووا الفقه عن الائمة عليهم‌السلام وزرارة اكبر رجال الشيعة فقها ، وحديثا ، ومعرفة بالكلام ، والتشيع.

وقال النجاشي في ترجمته (١٣٢) : شيخ اصحابنا في زمانه ، ومتقدمهم ، وكان قاريا ، فقيها ، متكلما ، شاعرا ، اديبا ، قد اجتمعت فيه خلال الفضل ، والدين ، صادقا فيما يرويه ..

وذكره الشيخ في الفهرست ، وفي اصحاب الباقر والصادق والكاظم عليهم‌السلام من رجاله وقال في الاخير : ثقة روى عن ابى جعفر وأبى عبدالله عليهما‌السلام.

قلت : ولمكانة زرارة وجلالته وعلو منزلته في العلوم ترجمه المخالفون وان شئت فراجع لسان الميزان لابن حجر العسقلاني ج ٢ ص ٤٧٤ ، وميزان الاعتدال للذهبي ج ٢ ص ٦٩ ، وكتب اصحاب التراجم كابن ابى حاتم الرازي ، نعم ذكروه وكذلك القاضى عبد الجبار في كتابه (المغنى) ج ٢ ـ ١٨٠ بالتشيع وشدته في الرفض وضعفوه بذلك ، ورووا عنه في كتب الحديث وروى عنه ابن ابى الحديد في شرح نهج البلاغة ج ٤ ص ١٠٩.

وقال ابن ابى الحديد في الشرح ايضا ج ١٦ ـ ٢٤٦ عند ذكر رأى الشيعة في العمل بالاخبار : فأما مذهب المرتضى في خبر الواحد فانه قول انفرد به عن سائر الشيعة لان من قبله من فقهائهم ماعو لوا في الفقه الاعلى اخبار الاحاد كزرارة ، ويونس وابى بصير وابنى بابويه ، والحلبي ، وأبى جعفر القمى وغيرهم.

٣٧

منزلته عند علماء عصره

قال الكشى ص ٨٩ ـ ٦ ـ حدثنى ابراهيم بن محمد بن العباس الختلى قال : حدثنى احمد بن ادريس القمى قال : حدثنى محمد بن احمد بن يحيى عن محمد بن أبى الصهبان أو غيره عن سليمن بن داود المنقرى عن ابن أبى عمير قال : قلت لجميل بن دراج : ما احسن محضرك وأزين مجلسك! فقال : أي والله ما كنا حول زرارة بن اعين الا بمنزلة الصبيان في الكتاب حول المعلم.

وص ١٠٣ ـ ٤٥ حدثنى حمدويه قال حدثنى يعقوب بن يزيد قال حدثنى على بن حديد عن جميل بن دراج قال ما رأيت رجلا مثل زرارة بن اعين ، انا كنا نختلف إليه فما كنا حوله الا بمنزلة الصبيان في الكتاب حول المعلم فلما مضى الحديث.

وص ٨٩ ـ ٥ ـ محمد بن مسعود عن الخزاعى عن محمد بن زياد عن ابن ابى عمير عن على بن عطية عن زرارة قال : والله لو حدثت بكلما سمعته من ابى عبدالله عليه‌السلام لا نتفخت ذكور الرجال على الخشب.

منزلته عند الامام ابى جعفر الباقر عليه‌السلام

كان لزرارة عند أبى جعفر الباقر عليه‌السلام منزلة رفيعة عظيمة حتى عد من حواريه ففى الكشى ص ٧ في ترجمة سلمان في حوارى النبي الاكرم والائمة عليهم‌السلام الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه وينادون يوم القيامة بذلك باسناد عن ابى الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام في حديث طويل قال : ثم ينادى المنادى : اين حوارى محمد بن على عليه‌السلام ، وحواري جعفر بن محمد عليه‌السلام فيقوم عبدالله بن شريك العامري ، وزرارة بن اعين الحديث.

بل يظهر مما رواه الكشى في ترجمة زرارة ص ٨٨ ـ ٣ في الصحيح عن ابى بصير عن ابى عبدالله عليه‌السلام ان زرارة افضل من سلمان ، والمقداد والزبير الذين حلقوا رؤسهم ليقاتلوا ابا بكر وسيأتى ان شاء الله ذكره.

٣٨

وص ٢١٨ باسناد صحيح عن زرارة قال قدمت المدينة وأنا شاب امرد ، فدخلت سرادقا لابي جعفر عليه‌السلام بمنى فرأيت قوما جلوسا في الفسطاط وصدر المجلس ليس فيه احد ورأيت رجلا ناحية يحتجم فعرفت برأيى انه أبو جعفر عليه‌السلام فقصدت نحوه فسلمت عليه فرد السلم على فجلست بين يديه والحجام خلفه فقال : أمن بنى أعين أنت؟ فقلت : نعم أنا زرارة بن أعين فقال أنا عرفتك بالشبه الحديث.

وفي باب النذور من الكافي ج ٢ ـ ٣٧٣ في الصحيح عن زرارة قال ان امى كانت جعلت عليها نذرا نذرت لله عزو جل في بعض ولدها في شئ كانت تخاف عليه ان تصوم ذلك اليوم الذى يقدم فيه عليها ما بقيت فخرجت معنا إلى مكة فأشكل علينا صيامها في السفر فلم تدر تصوم أو تفطر فسئلت ابا جعفر عليه‌السلام عن ذلك فقال لا تصوم في السفر الحديث.

وفي التهذيب ج ٢ ـ ٧ باسناد صحيح عن زرارة قال قلت لابي جعفر عليه‌السلام : انى رجل تاجر أختلف وأتجر ، فكيف لى بالزوال والمحافظة على صلوة الزوال ، وكم تصلى؟ قال تصلى ثمانى ركعات الحديث.

مكانة زرارة عند ابى جعفر عليه‌السلام بفقهه وأمانته في الحديث

روى البرقى في المحاسن ج ٢ ـ ٤٦٤ ـ ٤١٨ عن أبيه عن على بن الحكم عن ابن بكير عن زرارة قال تغديت مع أبى جعفر عليه‌السلام خمسة عشر يوما بلحم.

ورواه عنه عن ابن محبوب عن على بن رئاب عن زرارة قال تغديت مع أبى جعفر عليه‌السلام في شعبان خمسة عشر يوما بلحم الحديث.

وفي ج ١ ـ ١٧١ في الصحيح عن زرارة قال قلت لابي جعفر عليه‌السلام قوله : (لا قعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم الآية) فقال أبو جعفر عليه‌السلام : يا زرارة انما صمد لك ولا صحابك فأما الآخرين فقد فرغ منهم.

٣٩

تقية ، أو لان الناس مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد لبوا بالحج فلما نزلت العمرة تمتعوا فروى الشيخ في التهذيب ج ٥ ـ ٨٨ في الصحيح عن حمران بن اعين قال : دخلت على ابى جعفر عليه‌السلام فقال لى : بما اهللت؟ فقلت : بالعمرة ، فقال لى : أفلا

وفي الكافي ج ٢ ـ ١٢٨ باب ٧٢ الظهار ـ باسناد صحيح عن صفوان قال حدثنا ابوعيينة عن زرارة قال قلت لابي جعفر عليه‌السلام : انى ظاهرت من ام ولد لى ، ثم واقعت عليها ، ثم كفرت ، فقال : هكذا يصنع الرجل الفقيه ، إذا واقع كفر.

الكافي ج ١ ـ ٢٤٧ باب ٥١ من الحج في الصحيح عن عبدالملك من اعين قال حج جماعة من اصحابنا ، فلما قدموا المدينة دخلوا على أبى جعفر عليه‌السلام فقالوا : ان زرارة أمرنا ان نهل بالحج إذا أحرمنا ، فقال لهم : تمتعوا ، فلما خرجوا من عنده دخلت عليه ، فقلت : جعلت فداك لئن لم تخبر هم بما اخبرت زرارة ليأتين الكوفة ، وليصبحن بها كذابا ، فقال : ردهم ، فدخلوا عليه ، فقال : صدق زرارة ، اما والله لا يسمع هذا بعد هذا اليوم أحد منى. ورواه الشيخ في التهذيب ج ٥ ـ ٨٧ باسناد آخر صحيح عنه نحوه.

وفي التهذيب بعد الحديث باسناد آخر صحيح عن اسماعيل الجعفي قال خرجت أنا وميسر ، وأناس من اصحابنا فقال لنا زرارة : لبوا بالحج ، فدخلنا على أبى جعفر عليه‌السلام فقلنا له : اصلحك الله انا نريد الحج ونحن قوم صرورة ، أو كلنا صرورة فكيف نصنع؟ فقال : لبوا بالعمرة ، فلما خرجنا قدم عبدالملك بن اعين ، فقلت له : الا تعجب من زرارة ، قال لنا : لبوا بالحج ، وان ابا جعفر عليه‌السلام قال لنا : لبوا بالعمرة ، فدخل عليه عبدالملك بن اعين فقال له : ان أناسا من مواليك امرهم زرارة ان يلبوا بالحج عنك ، وانهم دخلوا عليك فأمرتهم ان يلبوا بالعمرة ، فقال أبو جعفر عليه‌السلام : يريد كل انسان منهم ان يسمع على حدة ،

٤٠