تاريخ آل زرارة و شرح رسالة أبي غالب الزّراري

السيّد محمّد علي الموحّد الأبطحي

تاريخ آل زرارة و شرح رسالة أبي غالب الزّراري

المؤلف:

السيّد محمّد علي الموحّد الأبطحي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٣٩

مادت ، فقال : مات؟! قلت نعم ، قال : فانطلق بنا إلى قبره حتى نصلى عليه ، قلت : نعم ، فقال : لا ، ولكن نصلى عليه ههنا ، فرفع بديه يدعوا واجتهد في الدعاء وترحم عليه.

قلت : والاخبار في فضل اخوة زرارة كما تقدمت ص ٩٩ تقتضي جلالته ، بل في رواية ابن عقدة في عددهم : (كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد).

٨ ـ عبيدالله بن اعين

ذكره أبو غالب في الرسالة في اولاد اعين بن سنسن الشيباني ص ٢٩ فيما رواه عن ابن فضال فيما أنها هم إلى عشرة ، بل وفي ظاهر ما رواه باسناد آخر عن ابن عقدة الحافظ وانهم سبعة عشرة رجلا. ورواه ايضا ابن الغضائري رحمه‌الله في التكملة ص ١٠٠ وفيه ان كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد.

٩ ـ عبدالملك بن اعين الشيباني مولاهم أبو الضريس الكوفى

كان عبدالملك بن اعين رجلا ، كبير السن ، وجيها من التابعين ، ذكره الشيخ في رجاله ص ٢٣٣ وابن حجر في تقريب التهذيب ج ١ ـ ٥١٧ ، وذكره أبو غالب في الرسالة ص ٢٠ في الكبراء المعروفين من بنى أعين باسناده عن ابن فضال. وذكر اولاده : محمدا وضريسا وعليا ص ٢٣ ، وعده صريحا من اولاد اعين العشرة برواية ابن فضال كما يقتضيه بروايته عن ابن عقدة الحافظ ص ٢٩ ، وايضا برواية ابن الغضائري عنه في التكملة ص ١٠٠.

وذكره أبو الحسن على بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن اعين الزرارى ايضا في عداد العشرة من اولاد اعين ، على ما رواه ابن الغضائري باسناده عنه في التكملة ص ١٠١.

١٢١

كما ان المشايخ من اصحابنا عدوه من اولاد اعين وفقهاء اصحاب ابى جعفر المستقيمين الذين بقوا إلى ايام أبى عبدالله عليه‌السلام وماتوا في حياته. رواه ابن الغضائري باسناده عنهم في التكملة ص ٩٧ ، وايضا أبو عمرو الكشى في الرجال ص ١٠٧ ، وتقدم ص ٩٩.

وذكره البرقى في اصحاب الباقر عليه‌السلام ص ١٠ وقال : مولى بنى شيبان ، وذكره الشيخ في اصحابه ص ١٢٧ ـ ١ مع اخوته عيسى ، وعبد الجبار وقال : بنو أعين الشيباني اخوة زرارة بن اعين وحمران ، وايضا ص ١٢٨ ـ ١٥ وقال : اخو زرارة ، والد ضريس.

روى جماعة من اعلام الرواة وأجلائهم عن عبدالملك بن اعين عن أبى جعفر عليه‌السلام ذكرناهم في الطبقات ، منهم : اخوه زرارة ، وحريز بن عبدالله ، وسيف بن عميرة. وذكره الشيخ في اصحاب الصادق عليه‌السلام ص ٢٣٣ ـ ١٦٤ وقال : الشيباني الكوفى تابعي. قلت : وروى عنه عليه‌السلام ، روى عنه عنه جماعة من أعيان الرواة وثقاتهم ، ذكرناهم في طبقات اصحاب منهم : اخوه زرارة ، وبريد بن معاوية ، والفضيل بن يسار ، والحرث بن المغيرة النضرى ، وعبد الرحيم بن عتيك القصير ، وحماد بن عثمان (كما في كامل الزيارات ص ٦٠ باب ١٧).

علو شان عبدالملك بن أعين حتى عند العامة

كان عبدالملك عظيم المنزلة بعد من التابعين ، روى عنه الفريقان. قال ابن حجر العسقلاني في تقريب التهذيب ج ١ ـ ٥١٧ : عبدالملك بن اعين الكوفى ، مولى بنى شيبان ، صدوق شيعي ، له في الصحيحين حديث واحد متابعة ، من السادسة / ع. وذكره الذهبي في الكاشف ج ٢ ـ ٢٠٧ وقال : أخو حمران ، عن أبى عبد الرحمان السلمى ، وأبى وائل ، وعنه السفيانان ، شيعي صدوق ، روى

١٢٢

له خ م مقرونا بآخر. وذكره في اعتدال الميزان ج ٢ ـ ٦٥١ وقال : عو ، خ. عن ابى وائل وغيره قال أبو حاتم. صالح الحديث .. وقال أبو حاتم : من عتق الشيعة ، صالح الحديث ، حدث عنه السفيانان ، وأخرجا له مقرونا بغيره في حديث.

روايات تدل على مدح عبدالملك بن اعين

١ ـ ما تقدم ص ١٠٤ عن ابى غالب الزرارى في الرسالة ص ٢٦ عن محمد بن الحسين عن ابراهيم بن محمد بن حمران عن ابيه عن أبى عبدالله عليه‌السلام : ان اول من عرف هذا الامر عبدالملك ، عرفه من صالح بن ميثم ، ثم عرفه حمران عن أبى خالد الكابلي رحمهم‌الله.

قلت : كان صالح بن ميثم الكوفى المشهور هو الذى قال له أبو جعفر عليه‌السلام : انى احبك واحب اباك حبا شديدا ، رواه العلامة في الخلاصة ص ٨٨.

٢ ـ ما رواه الكليني في روضة الكافي ص ٢٤٥ خبر ٤٤٩ عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن ايوب عن سيف بن عميرة عن ابى بكر الحضرمي عن عبدالملك بن أعين قال قمت من عند أبى جعفر عليه‌السلام ، فاعتمدت على يدى ، فبكيت ، فقال : مالك؟ فقلت كنت ارجو ان ادرك هذا الامر وبى قوة ، فقال : أما ترضون ان عدوكم يقتل بعضهم بعضا ، وانكم آمنون في بيوتكم ، انه لو قد كان ذلك اعطى الرجال منكم قوة اربعين رجلا ، وجعلت قلوبكم كزبر الحديد ، لو قذف بها الجبال لقلعتها ، وكنتم قوام الارض وخزانها.

٣ ـ ما رواه محمد بن الحسين الصفار في (بصائر الدرجات ج ٤ ـ ١٦٢ ـ ٢ باب ان الائمة عليهم‌السلام عند هم كتب رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما باسناد

١٢٣

موثق عن ابن بكير عن عبدالملك بن اعين قال : أرانى أبو جعفر عليه‌السلام بعض كتب على عليه‌السلام ، ثم قال لى : لاى شيئ كتبت هذه الكتب؟ قلت : ما أبين الرأى فيها ، قال : هات قلت : علم ان قائمكم يقوم يوما فاحب ان يعمل بما فيها قال : صدقت. قلت : ذكرنا عبدالملك بن أعين فيمن أراه أبو جعفر عليه‌السلام من خواص اصحابه كتاب الامام على بن ابي طالب عليه‌السلام بخطه واملاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيما جمعناه من كتاب الامام عليه‌السلام في جميع شرائع الدين.

٤ ـ ما رواه في اصول الكافي ج ١ ـ ٢٤٢ ـ ٧ في الصحيح عن فضيل بن يسار ، وبريد بن معاوية ، وزرارة ان عبدالملك بن اعين قال لابي عبدالله عليه‌السلام : ان الزيدية والمعتزلة قد أطافوا بمحمد بن عبدالله (هو الملقب بالنفس الزكية) فهل له سلطان؟ فقال : والله ان عندي لكتابين فيهما تسمية كل نبى وكل ملك يملك الارض ، لا والله ما محمد بن عبدالله في واحد منهما.

٥ ـ ما رواه في اصول الكافي ج ١ ـ ٢٦٠ ـ ٨ باب ان الائمة (ع) يعلمون متى يموتون في الصحيح عن سيف بن عميرة عن عبدالملك بن اعين عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : انزل الله تعالى النصر على الحسين عليه‌السلام حتى كان ما بين السماء والارض ، ثم خير النصر أو لقاء الله فاختار لقاء الله تعالى. ورواه ايضا في باب مولد الحسين عليه‌السلام ص ٤٦٥ نحوه.

٦ ـ ما رواه في التهذيب ج ٣ ـ ٢٣٩ ـ ٦٣٨ في الصحيح عن ابن بكير عن زرارة عن عبدالملك عن أبى جعفر عليه‌السلام قال قال : مثلك يهلك ولم يصل فريضة فرضها الله ، قال قلت : فكيف اصنع؟ قال قال صلوا جماعة ، يعنى صلوة الجمعة.

٧ ـ ما رواه الصدوق في (من لا يحضره الفيه ج ٢ ـ ١٧٥) باسناده في المشيخة رقم ٢٦٣ عن عبدالملك بن اعين قال قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : انى قد

١٢٤

ابتليت بهذا العلم (أي النجوم) فأريد الحاجة ، فإذا نظرت إلى الطالع ورأيت الطالع الشر جلست ولم اذهب فيها ، وإذا رأيت الطالع الخير ذهبت في الحاجة ، فقال لى : تقضى؟ قلت : نعم ، قال : احرق كتبك.

٨ ـ ما رواه الكشى ص ١١٧ ـ ٣ في الصحيح عن ابن ابيعمير عن على بن عطية قال قال أبو عبدالله عليه‌السلام لعبد الملك بن اعين : كيف سميت ابنك ضريسا؟ فقال : كيف سماك ابوك جعفرا؟ قال : ان جعفرا نهر في الجنة ، وضريس اسم شيطان.

٩ ـ ما رواه الصدوق (ره) في المشيخة رقم ٢٦٣ عند ذكر عبدالملك بن اعين قال : وزار الصادق عليه‌السلام قبره بالمدينة مع أصحابه.

١٠ ـ ما رواه الكشى ص ١١٧ عن حمدويه عن محمد بن عيسى عن ابن ابى نصر عن الحسن بن موسى عن زرارة قال قدم أبو عبدالله عليه‌السلام مكة فسئل عن عبدالملك بن أعين ، فقلت : مات ، قال : مات؟! قلت : نعم ، قال : فانطلق بنا إلى قبره حتى نصلى عليه ، قلت : نعم ، فقال : لا ولكن نصلى عليه ههنا ، ورفع يده ودعا له واجتهد في الدعاء وترحم عليه.

قلت : الحديث غير صريح في دفن عبدالملك بمكة ، فلا ينافى ما رواه الصدوق فلا حظ وتأمل.

١١ ـ ما رواه ايضا عن على بن الحسن عن على بن اسباط عن على بن الحسن بن عبدالملك بن اعين ، عن ابن بكير عن زرارة قال قال أبو عبدالله عليه‌السلام بعد موت عبدالملك بن اعين : اللهم ان ابا الضريس كنا عنده خيرتك من خلقك ، قصيره في ثقل محمد صلواتك عليه يوم القيامة ، ثم قال أبو عبدالله عليه‌السلام : أنا رأيته ، يعنى في النوم ، فتذكرت ، فقلت لا ، فقال : سبحان الله ، اين مثل ابى الضريس

١٢٥

لم يأت بعده.

قلت : وليست الرواية مرسلة كما توهم ، فان الكشى يروى عن حمدويه عن محمد بن عيسى عن ابن فضال كما في ترجمة محمد بن مسلم ص ١٠٨ ، والمقام من التعليق في السند.

١١ ـ عمران بن اعين

روى في اصول الكافي ج ١ ـ ٣٩٧ باب ان الائمة عليهم‌السلام إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم داود في الصحيح عن يحيى الحلبي عن عمران بن اعين عن جعيد الهمداني عن على بن الحسين عليهما‌السلام قال سألته بأى حكم تحكمون؟ قال : حكم آل داود ، فان أعيانا شيئ تلقانا به روح القدس.

ورواه في الوافى ج ١ ـ ١٤٩ كتاب الحجة ولكن فيه (حمران بن اعين).

وفي الروضة ص ٢٦١ ـ ٤٩٠ عن العدة عن البرقى عن اسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن بشير النبال عن عمران بن اعين قال قلت لابي جعفر عليه‌السلام : يقول الناس : تطوى لنا الارض بالليل كيف تطوى؟ قال : هكذا ، ثم عطف ثوبه قلت : هذا على ما في جامع الرواة ولكن في النسخة المطبوعة من الروضة (حمران بن اعين).

١٢ ـ عيسى بن اعين الشيباني

ذكره البرقى ص ١١ والشيخ في اصحاب الباقر عليه‌السلام ص ١٢٧ ـ ١ وقال البرقى : مولى بنى شيبان. وذكره الحسين بن عبيدالله الغضائري في التكملة ص ١٠١ في عدد بنى اعين برواية ابن داود ، ولكن في رسالة أبى غالب ص ٢٩ في هذه الرواية ذكر (موسى) بدل (عيسى). وفي التهذيب ج ٦ ـ ٣٨٠ ـ ١١١٦ في اخبار الهدية ، والفقيه ج ٣ ـ ١٩٢ عن عيسى بن اعين قال سألت ابا عبدالله عليه‌السلام عن رجل اهدى إلى رجل هدية ، وهو

١٢٦

يرجو ثوابها الحديث.

وايضا ج ٥ ـ ١٨٥ عن الكافي ج ١ ـ ٢٩٣ عن العدة عن سهل عن محمد بن عيسى بن عبيد عن ابن ابى عمير قال كان عيسى بن اعين إذا حج فصار إلى الموقف أقبل على الدعاء لاخواته حتى يفيض الناس ، قال فقلت له : تنفق مالك وتتعب بدنك حتى إذا صرت إلى الموضع الذى تبث فيه الحوائج إلى الله عزوجل أقبلت على الدعاء لاخوانك وتركت نفسك؟! قال : انى على ثقة من دعوة الملك لى ، وفي شك من الدعاء لنفسي.

وللصدوق رحمه‌الله إلى عيسى بن اعين طريق في المشيخة رقم ٣١٦ عن عبدالله بن المغيرة عنه.

وتقدم مدائح آل أعين ص ٦ ومنها ما رواه ابن الغضائري في التكملة ص ١٠٠ باسناده عن ابن عقدة الحافظ قوله : كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد. الحديث.

١٢ ـ قعنب بن اعين ذكره أبو غالب في الرسالة في غير المعروفين من ولد اعين ص ٢١ بروايته عن ابن فضال قال : وقعنب ، ومالك ، ومليك من بنى اعين غير معروفين فذلك ثمانية انفس. وفي ص ٢٩ برواية اخرى انهم عشرة قال : وكان مليك وقعنب ابنا اعين يذهبان مذهب العامة مخالفين لاخوتهم.

وذكره ابن الغضائري في تكملتها ص ٩٧ فيما رواه عن المشايخ في زرارة واخوته وقال وكان له اخوان ليسا في شيئ من هذا الامر : مالك وقعنب وايضا ص ١٠١ فيما رواه عن على بن سليمان الزرارى في عددهم ، وايضا ص ١٠٢ فيما رواه عن العقيقى وفيه : وكان ولد قعنب بالفيوم من ارض مصر.

١٢٧

قلت : وعموم ما تقدم ص ٥ في فضل آل اعين وان زرارة افقههم ، وما رواه ابن الغضائري ص ١٠٠ ان كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد ، يقتضى كونه فاضلا ، فقيها غير انه عامى مخالف لاخوته في المذهب.

وفى الكشى ص ١٢٠ في ابني اعين مالك وقعنب : قال على بن الحسن بن فضال : قعنب بن اعين أخو حمران مرجئ.

حدثنى حمدويه قال حدثنى محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن بن على بن يقطين قال كان لهم غير زرارة واخوته اخوان ليسا في شيئ من هذا الامر : مالك وقعنب. وفي الخلاصة ص ٢٤٩ عن على بن احمد العقيقى عن أبيه عن الحسن عن اشياخه ان قعنب كان مخالفا.

١٤ ـ مالك بن أعين بن سنسن الشيباني

ذكره الكشى في اخوة زرارة من العامة ص ١٢٠ كما تقدمت روايته في اخيه قعنب وفي الخلاصة ص ٢٦١ عن على بن احمد العقيقى عن ابيه عن احمد بن الحسن عن أشياخه انه كان مخالفا.

وذكره أبو غالب الزرارى في غير المعروفين من بنى اعين ، وابن الغضائري من الاخوين لزرارة الذين ليسا في شيئ من هذا الامر كما تقدم ذكر كلامهما في قعنب. ولكن روى في التكملة ص ١٠١ عن ابن داود القمى عن ابن همام عن أبى الحسن على بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن اعين المعروف بالزرارى انه أنكر ان يكون فيهم : مالك ، وقال : مالك بن اعين الجهنى.

قلت : ويؤيد ما رواه أبو غالب وابن الغضائري اولا ما يأتي في اولاد مالك بن اعين الشيباني من آل اعين. وايضا ما ذكره الصدوق رحمه‌الله في المشيخة رقم ٦٨ في طريقه إلى ابى محمد مالك بن أعين الجهنى ، قال : وهو عربي ، كوفى ،

١٢٨

وليس هو من آل سنسن.

وايضا ما رواه الكشى ص ١٤١ في مالك الجهنى عن حمدويه عن على بن فيروزان القمى يقول مالك بن أعين الجهنى هو ابن أعين ، وليس من اخوة زرارة ، وهو بصرى. فان بيان التمييز بينهما يقتضى وجود مالك بن أعين بن سنسن الشيباني الكوفى. وما ذكرناه في قعنب يقتضى فضل مالك وفقاهته فلاحظ.

١٤ ـ مليك بن اعين

ذكر أبو غالب في الرسالة ص ٢١ في اولاد أعين فيما رواه عن ابن فضال كما تقدم ص ٣١ : وقعنب ومالك ومليك من بنى أعين غير معروفين فذلك ثمانية انفس ، وذكره ايضا في رواية اخرى عنه ص ٢٩ فيمن خلف أعين قال : ومليكا وضريسا ، وقعنب ، وعبيدالله فذلك عشرة أنفس.

وقال ص ٢٨ : ولآل اعين من الفضائل وما روى فيهم اكثر من ان اكتبه لك ، وهو موجود في كتب الحديث.

وحدثني أبو الحسن محمد بن احمد بن داود قال حدثنا أبو القاسم على بن حبشي بن قونى قال حدثنى الحسن بن احمد بن فضال قال حدثنى جدى (جدك خ) (الحسين بن يوسف بن مهران ، قال أبو غالب رضي‌الله‌عنه : واقول أنا : انه جده لامه ، لان امه ام على ، بنت الحسين بن يوسف ، وهم اهل بيت يعرفون بيتى السفاتجى ، قال ابن فضال : وكان جدك أليفا لبنى فضالة (فضال ـ خ) وجارهم ، وقال : خرج الحسن بن على بن فضال ، فقال لى قم يا حسين حتى نمضى إلى مليك بن أعين ، فهو عليل ، وقد جائنى رسوله معه ، فقمت ، فاعتمد على يدى ، فدخلنا على مليك ، وهو يجود بنفسه ، فقال له الحسن : ما حاجتك؟ فقال : اوصى اليك

١٢٩

أو أعهد اليك؟ فقال له : ما تقول فيهما؟ فقال : ما تسمح نفسي ان اقول الاخيرا ، فضرب بيده إلى يدى ، فغلها ، (فنسلها ـ خ) وقال لى : قم يا حسين ، ثم التفت إليه ، فقال : مت أي ميتة شئت. وكان مليك وقعنب ابنا أعين يذهبان مذهب العامة مخالفين لاخوتهم.

قلت : التصريحات المتقدمة على كون مليك عاميا ، وعموم ما تقدم في فضائل آل أعين ومنها ما رواه ابن الغضائري في تكملته لرسالة ابى غالب ص ١٠٠ عن ابن عقدة الحافظ في آل أعين (كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد) ، يقتضى كون مليك بن أعين عاميا ممدوحا الا انه لم اقف على رواية له وهو في طبقة اصحاب الباقر والصادق والكاظم عليهم‌السلام ولعله لكونه عاميا لم يذكر في اصحابهم وفي رواة اصحابنا.

١٥ ـ موسى بن اعين

روى أبو غالب الزرارى في الرسالة ص ٢٩ باسناده عن ابن فضال قال : وخلف اعين .. وموسى ، ومليكا .. فذلك عشرة انفس.

قلت : واذ ثبت برواية ابى غالب من آل اعين وجوده ، وضم إليه ما ورد في بنى أعين من الفضائل ومنها كون كل واحد منهم فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد برواية ابن عقدة الحافظ ، صح ان يقال انه امامى ممدوح.

١٦ ـ ام الاسود بنت اعين روى أبو غالب في الرسالة في عدد اولاد اعين ص ٢١ : أن لهم أختا يقال لها : ام الاسود ثم قال : ويقال : أنها اول من عرف هذا الامر منهم من جهة ابى خالد الكابلي.

وقال العلامة رحمة الله في الخلاصة في الكنى من قسم الممدوحين ص ١٩١ :

١٣٠

ام الاسود بنت اعين ، عارفة. قاله على بن احمد العقيقى ، وهى التى اغمضت زرارة. قلت : وشاركها أخوها حمران في عرفان ولاية اهل البيت عليهم‌السلام من ابى خالد الكابلي ، الا ان عبدالملك هو اول من عرفها من صالح بن ميثم كما ذكره أبو غالب ص ٢٧ فهى اول من عرفها من اولاد اعين ، وعبد الملك كان هو اول من عرفها من رجالهم. والطبقة تقتضي كونها من كبارهم ، فقد كان أبو خالد الكابلي كنكر ، ويسمى : وردان ممن لم يرتد بعد مقتل الحسين عليه‌السلام كما رواه الكشى ص ٨١ في يحيى بن ام الطويل ، وكان طلبه الحجاج فهرب إلى مكة وأخفى نفسه فنجى ، رواه الكشى ايضا ص ٨٢ ، وكان يخدم محمد بن الحنفية ، كما رواه الكشى عن أبى جعفر عليه‌السلام ص ٨٠ في ترجمته ، ثم اختص بعلى بن الحسين عليهما‌السلام ، وكان مكرما عنده كما في روايات ذكرها في ترجمته ، وبقى إلى ايام الباقر والصادق عليهما‌السلام وذكره الشيخ في اصحابهم. توضيح : قد بلغ عدد من احصيناه من اولاد اعين ستة عشر رجلا ، زرارة واخوته ، ومع ضم اختهم ام الاسود إليهم صار العدد سبعة عشر. فهذا ما يوافق ما رواه ابن عقدة الحافظ في عدد اولاد اعين برواية ابن الغضائري ، واما برواية أبى غالب الصريحة في انهم سبعة عشر رجلا فيعوز واحد فراجع ص ٣٢. هذا تمام الكلام في اخوة زرارة من اولاد أعين ، ويقع الكلام في بنى اخوته. بنو اخوة زرارة بن أعين ١ ـ اولاد بكير اخى زرارة بن اعين قال أبو غالب في الرسالة ص ٢٢ في احفاد أعين : وولد بكير : عبدالله ، وعبد الحميد ، و

١٣١

عبدالاعلى ، والجهم بن بكير ، فذلك خمسة أنفس .. وكان بكير يكنى ابا الجهم قلت : المذكور منهم في النسخ الموجودة كما ترى : اربعة انفس.

وقال الشيخ عند ذكره في أصحاب الباقر عليه‌السلام ص ١٠٩ ـ ١٧ : وله ستة أولاد ذكور : عبدالله ، والجهم ، وعبد الحميد ، وعبد الاعلى ، وعمر ، وزيد.

وقال النجاشي في ترجمة ابنه عبدالله بن بكير ص ١٦٤ : روى عن أبى عبدالله عليه‌السلام واخوته : عبدالحميد ، والجهم وعمر ، وعبد الاعلى.

قلت : وذكر الشيخ في اصحاب الصادق عليه‌السلام ص ٢٣٠ ـ ١٢٢ : عبدالرحمن بن بكير. الكوفى وروى الصدوق في علل الشرايع ج ٢ ص ٣٩٢ باب ١٣١ باسناده عن على بن حسان عن عبد الرحمان بن بكير عن أبى عبدالله عليه‌السلام قال : ان الكبائر سبع

وكان لبكير بن أعين بنت قد تزوج بها حمزة بن حمران ، ومنعوه ان يدخل بها حتى يحلف بظهار امهات اولاده وجواربه فظاهر منهن ثم ذكر ذلك لابي عبدالله عليه‌السلام ، فقال : ليس عليك شيئ فارجع اليهن. رواه الشيخ في التهذيب ج ٨ ـ ١١.

١ ـ الجهم بن بكير بن اعين كان الجهم بن بكير في طبقة اصحاب ابى عبدالله عليه‌السلام ويظهر من النجاشي انه روى عنه ايضا قال في ترجمة اخيه عبدالله ص ١٦٤ ـ ٥٧٩ : روى عن أبى عبدالله عليه‌السلام : واخوته : عبدالحميد ، والجهم ، وعمر ..

وتزوج بابنة عبيد بن زرارة بن أعين ، فولدت له الحسن بن الجهم ، ومن هذه الجهة نسب آل بكير بن أعين إلى زرارة. قال أبو غالب في الرسالة ، ص ١١ : وكانت أم الحسن بن الجهم ابنة عبيد بن زرارة ، ومن هذه الجهة نسبنا إلى زرارة

١٣٢

ونحن ولد بكير وكنا قبل ذلك نعرف بولد الجهم.

قلت : لا يبعد كون بكير اكبر من أخيه زرارة ولذلك روى زرارة عنه ولاجله نسب آل اعين إلى بكير بن اعين كما انه يظهر موضع الجهم ومنزلته بين آل اعين وعند الشيعة من تكنية أبيه كما تقدم بأبى الجهم ومن معرفة آل اعين بولد الجهم قبل ما ينسبهم أبو الحسن العسكري عليه‌السلام إلى زرارة ، ومن معرفة دربهم بين محلتهم بدرب الجهم. كما قاله أبو غالب في الرسالة ص ١١. ولم أقف على ولدله غير الحسن. وبولده بقى آل اعين إلى عصر الغيبة.

٢ ـ زيد بن بكير بن اعين

ذكره الشيخ في اولاد بكير كما تقدم ، الا انه لم اقف على ترجمة ولا رواية له.

٣ ـ عبدالاعلى بن بكير بن اعين

ذكره المشايخ في اولاد بكير كما تقدم وظاهر النجاشي في أخيه عبدالله انه ممن روى عن ابى عبدالله عليه‌السلام. وقد وقع عبدالاعلى عن ابى عبدالله عليه‌السلام وايضا عن جماعة كثيرة في اسناد جملة من الروايات ولكنه لم يتميز انه ابن بكير أو انه عبدالاعلى بن اعين عمه أو غيره الا ان يستظهر من امارات خارجية.

٤ ـ عبدالحميد بن بكير بن اعين الشيباني مولاهم الكوفى.

ذكره البرقى ص ٢٤ والشيخ في اصحاب الصادق عليه‌السلام من رجاله ص (٢٣٥ ـ ٢٠٥) ، والنجاشى في مصنفي الشيعة مع أخيه عبدالله ص ١٦٤ ـ ٥٧٩ ، فقال : روى عن أبى عبدالله عليه‌السلام ، واخوته عبدالحميد ، والجهم ، وعمر ، وعبد الاعلى.

١٣٣

روى عبدالحميد عن أبى الحسن موسى عليه‌السلام وولد عبدالحميد : محمدا ، والحسين ، وعليا رووا الحديث ...

قلت : ذكرناه في طبقات اصحاب الصادق والكاظم عليهما‌السلام وقد وقع عبدالحميد بلا عنوان زائد في اسناد جملة من الروايات عن أبى عبدالله وابى الحسن عليهما‌السلام ، وعن عبدالملك ومحمد بن مسلم وغيرهما من رواة اصحابنا ، وروى عنه جماعة منهم ابن ابى عمير وصفوان والحسن بن محبوب ، ويونس بن عبدالرحمن وغيرهم ، الا انه مشترك بين جماعة والتمييز بالراوي والمروى عنه فلاحظ.

٥ ـ عبدالله بن بكير بن اعين بن سنسن أبو على الشيباني

وزاد النجاشي في عنوانه : مولاهم. والبرقي عند ذكره في اصحاب الصادق عليه‌السلام : من موالى بنى شيبان. وابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ج ٣ ـ ٢٦٤ والذهبي في اعتدال الميزان ج ٢ ـ ٣٩٩ : الغنوى الكوفى. وفي النسخة المطبوعة من رجال الشيخ ذكره ص ٢٢٤ ـ ٢٧ وايضا ص ٢٢٦ ـ ٥٨ وزاد في الثاني : الشيباني الاصبحي ، أبو اويس المدنى بن اخت مالك القصير ، اسند عنه. ولا يبعد التصحيف.

طبقته : ذكره ابن النديم في الفهرست ص ٣٢٢ من اصحاب الكتب المصنفة في الاصول والفقه ومشايخ الشيعة الذين رووا الفقه عن الائمة عليهم‌السلام ، ومن آل زرارة بن أعين من اصحاب أبى جعفر محمد بن على عليه‌السلام.

وروى الشيخ في التهذيب ج ٧ ـ ٤٨٩ ـ ، ١٩٦٢ في زيادات فقه النكاح ، والاستبصار ج ٣ ـ ١٩٠ باسناده عن ابن فضال عن محمد بن خالد الاصم عن عبدالله بن بكير عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : إذا نعى رجل إلى اهله أو اخبروها انه قد طلقها فاعتدت ثم تزوجت فجاء زوجها الحديث.

١٣٤

قلت : كون عبدالله بن بكير بن اعين من اصحاب ابى جعفر عليه‌السلام ومن روى عنه وان امكن ، محل نظر : اولا لقوص الرواية سندا بمحمد بن خالد فلم تثبت وثاقته ، وثانيا لعدم تميز ابن بكير فيها ولعله عبداله بن بكير الجرجاني (الرجانى ـ الارجانى) الذى ذكره الكشى ص ٢٠٤ من اصحاب الباقر عليه‌السلام ، وروى عنه الاصم كما ذكرناه في الطبقات. وقال عن حمدويه : ليس هو من ولد اعين. وثالثا بما ذكره ائمة الرجال فقد عده البرقى في اصحاب الصادق عليه‌السلام ص ٢٢ ممن لم يدرك ابا جعفر عليه‌السلام ، والكشى في احداث اصحابه ، واقتصر ابن الغضائري والنجاشى والشيخ على عده من اصحاب الصادق عليه‌السلام ومن روى عنه.

فقال الكشى في تسمية الفقهاء من اصحاب ابى جعفر وأبى عبدالله عليهما‌السلام ص ١٥٥ بعد ذكره في ستة اولهم زرارة : وافقه الستة زرارة وايضا في تسمية الفهاء من اصحاب الصادق عليه‌السلام ص ٢٣٩ : ان افقه هؤلاء جميل بن دراج وهم احداث اصحاب ابى عبدالله عليه‌السلام.

وقال أبو غالب في الرسالة ص ٤ بعد ذكر زرارة ، وحمران وبكير من اصحاب الصادقين عليهما‌السلام : ولقى بعض اخوتهم وجماعة من اولادهم .. ابا عبدالله جعفر بن محمد عليهما‌السلام ورووا عنه. وذكر كنيته بأبى على ص ٢٥.

وروى ابن الغضائري في التكملة ص ١٠١ عن العقيقى بعد ذكر عبدالله بن بكير في اولاد بنى اعين قوله : فهؤلاء اولادهم الذين رووا عن ابى عبدالله عليه‌السلام. وقال النجاشي في ترجمته ـ ١٦٤ : روى عن ابى عبدالله عليه‌السلام ، واخوته عبدالحميد ، والجهم ، وعمر ، وعبد الاعلى ، روى عبدالحميد عن ابى الحسن موسى عليه‌السلام.

قلت : وظاهره اشتراكه مع اخوته في الرواية عن ابى عبدالله عليه‌السلام فقط ،

١٣٥

واختصاص عبدالحميد منهم بالرواية عن ابى الحسن عليه‌السلام وهذا يؤيد ما يأتي من ان عبدالله وان بقى بعد وفات الصادق عليه‌السلام وادرك ابا الحسن عليه‌السلام الا انه لم يرو عنه فقد كان فطيحا. وروى عبدالله بن بكير عن ابى عبدالله عليه‌السلام كثيرا ، روى عنه عنه جماعة كثيرة من الاجلة واصحاب الاجماع وغيرهم مثل محمد بن ابى عمير ، وصفوان ، والحسن بن محبوب ، وابن فضال ، وعبد الله بن المغيرة ، وعلى بن اسباط ، وعبد الله بن حماد الانصاري ، وسليمان بن سالم ، ومروان بن مسلم ، ومحمد بن خالد ، واسماعيل القصير ، واسماعيل المدائني ، واحمد بن محمد ، وعبد الله بن جبلة ، والعباس بن عامر ، ويعقوب بن يزيد الكاتب ، ومحمد بن سهل ، واحمد بن الحسن بن على بن فضال. وروى عن جماعة عن ابى عبدالله عليه‌السلام ايضا : منهم زرارة عمه ، وبكير ابوه ، وابن اخيه : حمزة بن حمران ، ومحمد بن مسلم ، ومحمد بن مروان. وبقى عبدالله بن بكير بعد وفات ابى عبدالله عليه‌السلام إلى ايام حبس ابى الحسن عليه‌السلام وقال بامامة الافطح بعد أبيه كما سيأتي ان شاء الله. فروى الشيخ في كتاب الغيبة ص ٣٧ في الرد على الواقفة من كتاب على بن احمد العلوى الموسوي قال : واخبرني أعين بن عبد الرحمان بن أعين قال : بعثنى عبدالله بن بكير إلى عبدالله الكاهلى سنة اخذ العبد الصالح عليه‌السلام زمن المهدى فقال : اقرأه السلام وسله أتاه خبر (إلى ان قال) اقرأه السلام وقل له : حدثنى أبو العيزار في مسجدكم منذ ثلاثين سنة وهو يقول : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : يقدم لصاحب هذا الامر العراق مرتين فاما الاولى فيعجل سراحه ويحسن جائزته ، واما الثانية فيحبس فيطول حبسه ، ثم يخرج من ايديهم عنوة.

١٣٦

رواياته ومصنفاته

قد تقدم ان ابن النديم عده من مشايخ الشيعة الذين رووا الفقه عن الائمة عليهم‌السلام ، وذكره ممن روى عن أبى جعفر محمد بن على عليهما‌السلام ، كما أن النجاشي والبرقي والشيخ والكشى ذكروه فيمن روى عن أبى عبدالله عليه‌السلام ، ولكنه روى عن جماعة غيرهم ايضا اشرنا إليهم في الطبقات.

وذكره الحلى في آخر السرائر ص ٤٩٠ فيمن استطرف من كتابه من المشيخة المصنفين والرواة المحصلين وذكر كتابه عن ابي عبد الله عليه‌السلام وذكره ابن النديم فيمن صنف في الاصول والفقه. وقال التجاشى في ترجمته : له كتاب كثير الرواة ، ثم رواه باسناده عن عبدالله بن جبلة عنه.

وقال الشيخ في الفهرست (١٠٦) : له كتاب رويناه .. ثم رواه باسناده عن الحسن بن على بن فضال عنه. وروى النجاشي في ترجمة الحسن بن على بن فضال (٢٧) عن الفضل بن شاذان حديث زيارته لابن فضال بالكوفة وسماعه عنه كتاب ابن بكير وغيره من الاحاديث قال : وكان يحمل كتابه ويجئ الحجرة فيقرئه على.

وله مسند رواه ابن عقدة الحافظ المشهور عنه. ذكره الشيخ في الفهرست (٢٩) في ترجمة ابن عقده عند ذكر مصنفاته ، وايضا النجاشي ص ٧٤ بطرقهما إليه. وروى النجاشي باسناده عن حميد بن زياد عن جعفر بن الهذيل في ترجمته (٩٧) كتابا عن عبدالله بن بكير. وروى أبو غالب في الرسالة ص ٦٦ ـ ٥٦ كتابه. وقد ذكرنا طرق النجاشي ، والصدوق والشيخ إلى روايات عبدالله بن بكير في الشرح على فهرست الشيخ مع تحقيق في أسانيدها.

١٣٧

وثاقته وفقاهته ومذهبه

كان عبدالله بن بكير من اعلام الحديث وثقاته اخذ عنه مشايخ الحديث ورواته من الفريقين واعترف بوثاقته اصحابنا وغيرهم. فقال أبو حاتم : كان من عتق الشيعة. وقال الساجى : من اهل الصدق ، وليس بقوى. وذكره ابن حبان في الثقات. ذكره ابن حجر في لسان الميزان ج ٣ ـ ٢٦٤ ، والذهبي في اعتدال الميزان ج ٢ ـ ٣٩٩.

وذكره الشيخ المفيد في الرسالة العددية من الفقهاء الاعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والاحكام ، الذين لا يطعن عليهم ، ولا طريق إلى ذم واحد منهم.

اقول : وعدم الطعن فيه يقتضى عدم كونه فطحيا أو رجوعه عنه كما في جماعة كثيرة من اصحاب الصادق عليه‌السلام ، فلاحظ ان النجاشي لم يطعن في مذهبه. وقال الكشى عند ذكره في الفقهاء واصحاب الاجماع من اصحاب ابى عبدالله عليه‌السلام ص ٢٣٩ : اجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عن هؤلاء وتصديقهم لما يقولون ، وأقروا لهم بالفقه من دون أولئك الستة الذين عددناهم وسميناهم ستته نفر : جميل بن دراج ، وعبد الله بن مسكان ، وعبد الله بن بكير ، وحماد بن عثمان وحماد بن عيسى ، وابان بن عثمان. قالوا وزعم أبو اسحاق الفقيه وهو ثعلبة بن ميمون : ان افقه هؤلاء جميل بن دراج ، وهم احداث اصحاب ابى عبدالله عليه‌السلام.

قلت : وقد حققنا القول في اجماع العصابة على هذا التصحيح وفي تفسيره واصحابه وكونه امارة الوثاقة في كتابنا تهذيب المقال ج ١ ـ ١٢٣.

١٣٨

وروى الكشى ص ٢٢١ في ترجمته عن محمد بن مسعود قال : عبدالله بن بكير وجماعة من الفطحية ، هم فقهاء اصحابنا ، منهم ابن بكير ، وابن فضال .. ومعوية بن حكيم ، وعد عدة من اجلة الفقهاء العلماء.

وقال أبو غالب في الرسالة ص ٦ : وكان عبدالله بن بكير فقيها ، كثير الحديث. وتقدم عن ابن النديم في الفهرست ذكر عبدالله بن بكير في اصحاب الكتب المصنفة في الاصول والفقه ، ومشايخ الشيعة الذين رووا الفقه عن الائمة عليهم‌السلام. وقال الشيخ في الفهرست ص ١٠٦ : عبدالله بن بكير فطحى المذهب الا انه ثقة له كتاب رويناه .. وقال في كتابه (عدة الاصول) في ذكر من يجوز العمل بروايته من الواقفية والفطحية ص ٥٥ : ان ما يرويه هؤلاء يجوز العمل به إذا كانوا ثقات في النقل ، وانكانوا مخطئين في الاعتقاد ، وإذا علم من اعتقادهم تمسكهم بالدين وتخرجهم من الكذب ، ووضع الاحاديث ، وهذه كانت طريقة جماعة عاصروا الائمة عليهم‌السلام نحو عبدالله بن بكير وسماعة بن مهران ونحو بنى فضال من المتأخرين عنهم وبنى سماعة ومن بشاكلهم ، فإذا علمنا ان هولاء الذين اشرنا إليهم وانكانوا مخطئين في الاعتقاد من القول بالوقف وغير ذلك ، كانوا ثقات في النقل ، فما يكون طريقه هؤلاء جاز العمل به. وقال ايضا ص ٦١ في القرائن الدالة على صحة الاخبار التى رواها الفحية ونحوهم : وجب العمل به إذا كان متخرجا في روايته موثوقا في امانته وان كان مخطئا في اصل الاعتقاد ، فلا جل ما قلناه عملت الطائفة بأخبار الفطحية مثل عبدالله بن بكير وغيره.

وقال الشيخ في التهذيب ج ٧٨ ـ ٣٥ والاستبصار ج ٣ ـ ٢٧٦ باب ان من طلق ثلث تطليقات لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره بعد ما رواه باسناده عن ابن محبوب عن عبدالله بن بكير عن زرارة بن اعين قال سمعت ابا جعفر عليه‌السلام يقول : الطلاق الذى يحبه الله تعالى

١٣٩

والذى يطلق الفقيه وهو العدل بين المرأة والرجل ان يطلقها في استقبال الطهر الحديث ما لفظه :

فهذه الرواية آكد شبهة من جميع ما تقدم من الروايات في هذا الباب ... الا ان طريقها عبدالله بن بكير ، وقد قدمنا من الاخبار : ما تضمن انه قال حين سئل عن هذه المسألة : هذا مما رزق الله من الرأى ، ولو كان سمع ذلك من زرارة لكان يقول حين سأله الحسين بن هاشم وغيره عن ذلك ، وانه هل عندك في ذلك شيئ ، كان يقول : نعم رواية زرارة ، ولا يقول : نعم رواية رفاعة ، حتى قال له السائل : ان رواية رفاعة تضمن : انه إذا كان بينهما زوج ، فقال له هو عند ذلك : هذا مما رزق الله من الرأى ، فعدل عن قوله في رواية رفاعة إلى ان قال : الزوج وغير الزوج سواء عندي ، فلما ألح عليه السائل قال : هذا مما رزق الله من الرأى ، ومن هذه صورته يجوز ان يكون اسند ذلك إلى زرارة نصرة لمذهبه الذى افتى به وانه لما رأى ان اصحابه لا يقبلون ما يقوله برأيه ، اسنده إلى من رواه عن أبى جعفر عليه‌السلام ، وليس عبدالله بن بكير ، معصوما لا يجوز هذا عليه ، بل وقع منه العدول عن اعتقاد مذهب الحق إلى اعتقاد مذهب الفطحية ما هو معروف من مذهبه ، والغلط في ذلك اعظم من الغلط في اسناد فتيا يعتقد صحته لشبهة دخلت عليه إلى بعض اصحاب الائمة عليهم‌السلام ، وإذا كان الامر على ما قلناه لم تعترض هذه الرواية ايضا ما قدمناه.

قلت : ما افاده الشيخ في التهذيب ج ٨ ـ ٣٥ ، وصا ٣ ـ ٢٧٦ في دفع الاستدلال بما رواه ابن بكير عن زرارة في المسألة محل نظر من وجوه :

الاول ـ ان الطعن في ابن بكير بجعل الحديث واسناد ما اعتقده بحسب ظنه ورأيه إلى زرارة وهو ممن عده الامام الصادق عليه‌السلام من امناء الله على الحلال

١٤٠