تاريخ آل زرارة و شرح رسالة أبي غالب الزّراري

السيّد محمّد علي الموحّد الأبطحي

تاريخ آل زرارة و شرح رسالة أبي غالب الزّراري

المؤلف:

السيّد محمّد علي الموحّد الأبطحي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٣٩

(إلى ان قال) فقال زرارة : وهذا قائم عند اصحابنا لا بختلفون فيه.

وفي الكافي ج ٢ ـ ١٠١ ـ باسناده عن على بن الحسن الطاطرى في حديث الطلاق قال : وقال الحسين : ليس الطلاق الاكما روى بكير بن اعين ... ونحوه في التهذيب ج ٨ ص ٣٧ ح ٢٩ ، والاستبصار ج ٣ ص ٢٧٨ وروى في الكافي ج ٢ ـ ٢٦٢ في ميراث الولد مع الزوج والابوين في الصحيح عن عمر بن اذينه قال قلت لزرارة : انى سمعت محمد بن مسلم وبكيرا يرويان عن أبى جعفر عليه‌السلام في زوج وابوين وابنة للزوج (إلى ان قال) قال زرارة : هذا هو الحق الحديث.

وايضا في ميراث الاخوة والاخوات مع الولد ص ٢٦٤ في الحصيح عنه عن بكير وعن محمد بن مسلم حديثا في آخره : فذكرت ذلك لزرارة ، فقال : صدقا ، هو والله الحق وذكر أبو غالب في الرسالة ص ٢٠ بكيرا من كبراء آل اعين المعروفين. وفي الكشى ص ١٢٠ ـ حدثنا حمدويه قال حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن ابى عمير عن الفضيل ، وابراهيم ابني محمد الاشعريين قال : ان ابا عبدالله عليه‌السلام لما بلغه وفاة بكير بن اعين قال : اما والله لقد انزله الله بين رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما.

وذكر الصدوق والشيخ انه مات في حياة ابى عبدالله عليه‌السلام ، وقال الصدوق في المشيخة : ولما بلغ الصادق موت بكير بن أعين قال اما والله لقد أنزله الله عزوجل بين رسوله وأمير المؤمنين عليهما‌السلام. وفي الكشى ص ١٢٠ ـ محمد بن مسعود قال حدثنى على بن الحسن عن ابيه عن ابراهيم بن محمد الاشعري عن عبيد بن زرارة ، والحسن بن جهم بن بكير عن عمه عبدالله بن بكير عن عبيد بن زرارة قال كنت عند ابى عبدالله عليه‌السلام فذكر بكير بن

١٠١

أعين ، فقال : رحم الله بكيرا ، وقد فعل ، فنظرت إليه ، وكنت يومئذ حديث السن ، فقال : انى اقول ان شاء الله.

طبقة بكير بن اعين ورواياته ومصنفاته :

قال الشيخ في الفهرست ترجمة زرارة ص ٧٤ : ولزرارة اخوة (ذكرهم باسمائهم وكناهم واولادهم وفيهم بكير ثم قال :) ولهم روايات كثيرة واصول وتصانيف سنذكر في ابوابها ان شاء الله ، ولهم ايضا روايات عن على بن الحسين والباقر والصادق عليهم‌السلام نذكر هم في كتاب الرجال ان شاء الله تعالى.

قلت : لم يذكره بالخصوص في الفهرست ، ولا في اصحاب السجاد عليه‌السلام من رجاله ولم أقف على روايته عنه نعم ذكره في رجاله في أصحاب الباقر عليه‌السلام ص ١٠٩ ـ ١٧ كما ذكره البرقى ايضا في اصحابه ص ٦ ، والكشى وأبو غالب الزرارى وغيرهم ، وذكرناه في طبقات اصحابه وروى عنه عليه‌السلام كثيرا ، وروى عنه عنه جماعة منهم : زرارة ، وحريز ، وجميل بن دراج ، وجميل بن صالح ، وعبد الرحمان بن الحجاج ، وعلى بن رئاب ، وعلى بن سعيد ، وعمر بن اذينة ، ومحمد بن أبى عمير ، وموسى بن بكير.

وذكره الشيخ في اصحاب الصادق عليه‌السلام ص ١٥٧ ـ ٤٣ وأيضا البرقى والكشى وأبو غالب وغيرهم وذكرناه في طبقات اصحابه. وروى عن بكير عن ابى عبدالله عليه‌السلام جماعة منهم : ابنه عبدالله ، والحسن بن الجهم ، والحسن بن محبوب ، وحريز وسليمان بن سالم ، وصفوان بن يحيى ، وعمر بن اذينة ، وعبد الرحمان بن الحجاج ، ومحمد بن ابى عمير ، وابو سعيد القماط.

٢ ـ حمران بن اعين أبو الحسن الشيباني الكوفى

قال الشيخ عند ذكره في اصحاب الباقر عليه‌السلام ص ١١٧ : مولاهم ، كوفى ،

١٠٢

يكنى أبا الحسن ، وقيل : أبو حمزة : تابعي. وقال البرقى في اصحابه : مولى بنى شيبان. وقال أبو غالب في الرسالة ص ٢ : فلقى عمنا حمران سيدنا وسيد العابدين على بن الحسين عليهما‌السلام ، وكان حمران من اكبر مشايخ الشيعة المفضلين الذين لا يشك فيهم ، فكان أحد حملة القرآن ، ومن يعد ويذكر اسمه في كتب القرآن ، وروى انه قرأ على ابى جعفر محمد بن على عليهما‌السلام ، وكان مع ذلك عالما بالنحو واللغة ، ولقى حمران وجدانا زرارة وبكير ابا جعفر محمد بن على وابا عبدالله جعفر بن محمد عليهما‌السلام.

وقال الشيخ في الفهرست ترجمة زرارة واخوته ص ٧٤ : ولهم ايضا روايات عن على بن الحسين والباقر والصادق عليهم‌السلام.

قلت : الظاهر ان حمران اكبر اولاد اعين حيث عده الشيخ في اصحاب الباقر والصادق عليهما‌السلام تابعيا ، وذكره ابن حجر في التقريب ج ١ ـ ١٩٨ ـ ٥٦٠ من الطبقة الخامسة ، وذكره أبو غالب والشيخ ممن لقى السجاد عليه‌السلام ، كما ربما يظهر من رواية الكشى الاتية ايضا ، ولكن لم أقف على رواية صحيحة له عن السجاد عليه‌السلام.

وكان حمران من اكابر اصحاب ابى جعفر عليه‌السلام وحواريه ووكلائه الممدوحين ذكره البرقى ، والكشى والشيخ وأبو غالب الزرارى في أصحابه. روى عنه كثيرا ، روى عنه عنه عليه‌السلام جماعة منهم : اخوه زرارة ، وابناه : حمزة ، ومحمد ، وحمزة بن حماد ، وبشير النبال ، وعبد الله بن فرقد ، وجميل بن دراج ، وأبو سعيد القماط وداود بن فرقد ، وابو بشير محمد ، وابو جميلة ، وابو ولاد الحناط ، وحمزة الزيات ، وابان بن عثمان ، وعلى بن رئاب ، وعمر بن اذينة ، وسدير الصيرفى ، والحارث بن المغيرة ، وحجر بن زائدة ، وابو خالد القماط.

١٠٣

وبقى حمران إلى زمان ابى عبدالله عليه‌السلام وكان من اصحابه المستقيمين وحواريه ، وسمع وروى عنه كثيرا ، ذكره المشايخ في اصحابه كما سيأتي.

روى عنه عنه عليه‌السلام جماعة من أكابر اصحابنا منهم : اخوه زرارة ، وابنا اخويه عبيد بن زرارة ، وعبد الله بن بكير ، ومحمد بن حمران ، وهشام بن سالم. وابو ايوب ، وعمر بن اذينة ، وحريز ، وصفوان بن يحيى ، وعلى بن رئاب ويونس بن يعقوب ، وموسى بن بكر الواسطي ، وأديم بن الحر ، وعبد الله بن سليمان وغيرهم ممن ذكرناه في ترجمته في طبقات أصحابه.

ومات في ايام الصادق عليه‌السلام كما يأتي.

معرفة حمران بن اعين بالائمة عليهم‌السلام

اتفقت الروايات على ان حمران من بدء معرفته بآل محمد عليهم‌السلام إلى وفاته كان مستقيما واضح الطريقة ، حسن المعرفة حتى مات ايام ابى عبدالله عليه‌السلام ، ولم يتغير ولا بدل ولا خان ، وقد مضى بعض ما يدل على ذلك ص ١١ إلى ١٣ في اصحاب السجاد والباقر من آل اعين وايضا في المنتظرين لفرج آل محمد ع ص ٢٢.

فمنها ما رواه الكشى في ترجمة الحكم بن عتيبة ص ١٣٧ بعد خبر ٣ عن محمد بن مسعود عن على بن الحسن بن فضال انه قال : كان الحكم من فقهاء العامة ، وكان استاد زرارة وحمران ، والطيار قبل ان يروا هذا الامر ، وقيل انه كان مرجئا. ومنها ما رواه أبو غالب في الرسالة ص ٢٦ عن محمد بن الحسين عن ابراهيم بن محمد بن حمران عن ابيه عن ابى عبدالله عليه‌السلام : ان اول من عرف هذا الامر عبدالملك ، عرفه من صالح بن ميثم ، ثم عرفه حمران عن ابى خالد الكابلي رحمهم‌الله.

قلت : وقد ذكرنا في شرح رسالة ابى غالب ما يتعلق بالحديث ص ٢٧ ، وتقدم ص ٣١ في اولاد اعين.

١٠٤

ومنها ما رواه الكشى في اخوة زرارة ص ١٠٧ بسندين صحيحين عن الحسن بن على بن يقطين قال حدثنى المشايخ ان حمران وزرارة وعبد الملك ، وبكيرا ، وعبد الرحمان بنى أعين كانوا مستقيمين ، ومات منهم اربعة في زمان أبى عبدالله عليه‌السلام ، وكانوا من أصحاب أبى جعفر عليه‌السلام وبقى زرارة إلى عهد أبى الحسن عليه‌السلام فلقى ما لقى.

ورواه الحسين بن عبيدالله الغضائري في تكملة رسالة ابى غالب في آل أعين ص ٩٧ عن المنتخبات باجازة ابن قولويه واسناده عن محمد بن مقرون الكوفى عن المشايخ من أصحابنا الحديث نحوه ولكن في آخره : وبقى زرارة إلى ان مات أبو عبدالله عليه‌السلام وكان افقههم فلقى مالقى.

ومنها ما رواه الكشى ص ـ ١١٩ عن الحسين بن الحسن بن بندار القمى عن سعد بن عبدالله القمى عن عبدالله الحجال عن صفوان قال : كان يجلس حمران مع اصحابه فلا يزال معهم في الرواية عن آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فان خلطوا في ذلك لغيره ردهم إليه ، فان صنعوا ذلك عدل ثلث مرات قام عنهم وتركهم. ومنها ان حمران كان من الوكلاء الممدوحين للائمة عليهم‌السلام ممن كان حسن الطريقة ، ولم يتغير ، ولا بدل ، ولا خان. ذكره الشيخ الطوسى في كتابه (الغيبة ص ٢٠٩). وروى ذلك بطريق معتبر عن زرارة سيأتي ان شاء الله.

وتقدم ص ٩٩ ـ في اخوة زرارة عن الكشى ص ١٠٧ خبر ثعلبة في مدحهم قول ربيعة : لم أر في أصحابك خيرا منهم ولا أهيأ. الحديث.

١٠٥

منزلة حمران عند الامام أبى جعفر الباقر عليه‌السلام

كان حمران لعلوه في الفضائل وخلوص ايمانه وكثرة معرفته بأهل البيت عليهم‌السلام واستقامته ، عظيم المنزلة عند الامام أبى جعفر الباقر عليه‌السلام ، وكان وجيها ، قد دلت عليها الاخبار نشير إليها والله الموفق للصواب.

١ ـ فمنها ما رواه الشيخ في كتاب الغيبة ص ٢٠٩ عن شيخه الحسين بن عبيدالله عن أبى جعفر محمد بن سفيان البزوفرى عن احمد بن ادريس عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن على بن فضال عن عبدالله بن بكير عن زرارة قال قال أبو جعفر عليه‌السلام ، وذكرنا حمران بن أعين فقال : لا يرتد والله أبدا ، ثم أطرق هنيئة ، ثم قال : اجل لا يرتد والله ابدا.

٢ ـ ومنها ما رواه الكشى في ترجمته ص ١١٧ عن حمدويه عن محمد بن عيسى عن ابن أبى عمير عن هشام بن الحكم عن حجر بن زائدة عن حمران بن أعين قال قلت لابي جعفر عليه‌السلام انى اعطيت الله عهدا الا اخرج عن المدينة حتى تخبرني عما اسألك ، قال فقال لى : سل ، قال قلت : امن شيعتكم أنا؟ قال : نعم في الدنيا والاخرة.

ورواه المفيد في (الاختصاص) ص ١٩٦ عن ابن أبى عمير الحديث نحوه. ٣ ـ ومنها ما رواه ايضا ص ١١٨ ـ ٦ عن محمد بن الحسين البرنانى ، وعثمان بن حامد ، قالا حدثنا محمد بن يزداد عن محمد بن الحسين عن الحجال عن العلاء بن رزين القلاعن أبى خالد الاخرس قال قال حمران بن اعين لابي جعفر عليه‌السلام جعلت فداك حلفت الا ابرح المدينة حتى اعلم ما أنا؟ قال فقال أبو جعفر عليه‌السلام : فتريد ماذا يا حمران؟ قال : تخبرني ما أنا؟ قال : انت لنا شيعة في الدنيا والآخرة.

١٠٦

٤ ـ ومنها ما رواه ايضا في ترجمة الواقفة ص ٢٨٨ ـ ٢٤ قال : وبهذا الاسناد (محمد بن الحسن قال حدثنى أبو على) قال حدثنى ايوب بن نوح عن سعيد العطار عن حمزة الزيات قال سمعت حمران بن اعين يقول : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : أمن شيعتكم أنا؟ قال : أي والله في الدنيا والآخرة ، وما أحد من شيعتنا الا وهو مكتوب عندنا اسمه واسم أبيه الا من يتولى منهم عنا ، قال قلت : جعلت فداك أو من شيعتكم من يتولى عنكم بعد المعرفة؟ قال يا حمران نعم ، وأنت لا تدركهم الحديث.

٥ ـ ومنها ما رواه الكشى ايضا ص ١١٨ ـ ٤ عن محمد بن مسعود عن على بن الحسن بن فضال عن العباس بن عامر عن ابان بن عثمان عن الحرث بن المغيرة قال قال حمران بن أعين : ان الحكم بن عتيبة يروى عن على بن الحسين عليهما‌السلام ان علم على عليه‌السلام في آية مسألة فلا يخبرنا قال حمران : سالت ابا جعفر عليه‌السلام فقال : ان عليا عليه‌السلام كان بمنزلة صاحب سليمان ، وصاحب موسى ، ولم يكن نبيا ، ولا رسولا ، ثم قال (وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا بنى) ولا محدث قال : فعجب أبو جعفر عليه‌السلام

قلت : الحديث موثق بابن فضال فلا بأس به سندا. الا انه لا يخلو عن اضطراب متنا وهكذا رواه في مجمع الرجال ، وتنقيح المقال ايضا. ولا يبعد كون (مسألة فلا يخبرنا) مصحفا عن (قال فقال فسئله ، فلا يخبرنا) باعتبار ان الحكم قال لحمران فسئل ابا جعفر عليه‌السلام فانه لا يخبرنا ، كما يشهد بذلك رواية اخرى. والظاهر ان على بن الحسين عليه‌السلام قد اخبر الحكم بالآية ، ولكن اشارة بمورد الاحتجاج من دون تصريح ، فما عقله الحكم ، فطلب استفساره من ابى جعفر عليه‌السلام بواسطة حمران. وانما تعجب أبو جعفر عليه‌السلام من اشارة ابيه عليه‌السلام إلى الآية وكفه عن التصريح بوجه الدلالة لما يظهر من الحكم وغيره من الانحراف فيما بعد على ما تشير إليه الروايات ، وقد بقى الحكم إلى ايام الصادق عليه‌السلام وذكرنا ترجمته

١٠٧

في اصحابهم من الطبقات وفي كتابنا (اخبار الرواة) وسيظهر فيما نذكره من الاخبار وجه منع حمران عن اخبار هذه المنقبة (ان الائمة محدثون) للحكم مع ان أبا جعفر عليه‌السلام امر زرارة ان يخبرها الحكم كما في اصول الكافي ج ـ ٢٧٠ عن عبيد بن زرارة فلا حظ

٦ ـ ومنها ما رواه الكليني في اصول الكافي ج ١ ـ ٢٧٠ باب ان الائمة محدثون في الصحيح عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن زياد بن سوقه عن الحكم بن عتيبة قال : دخلت على على بن الحسين عليهما‌السلام يوما فقال : يا حكم هل تدرى الآية التى كان على بن ابي طالب عليه‌السلام يعرف قاتله بها ، ويعرف بها الامور العظام التى كان يحدث بها الناس؟ قال الحكم فقلت في نفسي : قد وقعت على علم من علم على بن الحسين عليهما‌السلام ، اعلم بذلك تلك الامور العظام ، قال : فقلت لا والله لا اعلم ، قال ثم قلت : الآية تخبرني بها يابن رسول الله؟ قال : هو والله قول الله عز ذكره (وما ارسلنا قبلك من رسول ولا نبى) ولا محدث وكان على بن ابي طالب عليه‌السلام محدثا فقال له رجل يقادر له عبدالله بن زيد ، كان اخا على عليه‌السلام لامه : سبحان الله محدثا؟ كأنه ينكر ذلك ، فأقبل علينا أبو جعفر عليه‌السلام فقال : اما والله ان ابن امك بعد قد كان يعرف ذلك ، قال فلما قال ذلك سكت الرجل ، فقال : هي التى هلك فيها أبو الخطاب فلم يدرما تأويل المحدث والنبى. قلت : الآية : وما ارسلنا قبلك من رسول ولا نبى الا إذا تمنى القى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم (الحج ـ ٥٢) ، وليس فيها كلمة (ولا محدث) كما يدل على ذلك جملة من الروايات مما رواها القمى والكليني والصفار وغيرهم الا ان هذا الحديث وغيره ربما يوهم كونها من المصحف فحرف ، بل في رواية الكافي عن بريد عن ابى جعفر وأبى

١٠٨

عبدالله عليه‌السلام قال قلت جعلت فداك ليست هذه قرائتنا ، فما الرسول والنبى والمحدث؟ الحديث.

الا ان التأمل التام في هذه الروايات وغيرها يعطى ان ذكر (ولا محدث) ليس من باب ذكره في لفظ المصحف ، وانما هو من ذكر فرد ثالث لحكم المصحف وبيان شأن النزول على ما في الروايات وفيها دلالة على فضل على وفاطمة والحسنين عليهم‌السلام مما يطول ذكره ورواه الصفار في بصائر الدرجات ص ٣١٩ ج ٧ باب ٥ عن احمد بن محمد عن ابن محبوب الحديث إلى ان قال فقلت : وكان على بن ابي طالب محدثا؟ قال نعم ، وكل امام منا اهل البيت فهو محدث ، ولم يذكر فيه من قوله : فقال له رجل الخ.

٧ ـ ومنها ما رواه في بصائر الدرجات ص ٣٢٣ ـ ١٠ عن على بن اسماعيل عن صفوان بن يحيى عن الحرث بن المغيرة عن حمران قال حدثنا الحكم بن عتيبة عن على بن الحسين عليهما‌السلام انه قال : ان علم على عليه‌السلام في آية من القرآن قال : وكتمنا الآية. قال : فكنا نجتمع فنتدارس القرآن فلا نعرف الآية قال فدخلت على أبى جعفر عليه‌السلام فقلت له : ان الحكم بن عتيبة حدثنا عن على بن الحسين عليهما‌السلام انه قال : علم على عليه‌السلام في آية من القرآن ، وكتمنا الآية ، قال : اقرأ يا حمران ، فقرأت : (وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبى) قال فقال أبو جعفر عليه‌السلام : وما ارسلنا من رسول ولا نبى ولا محدث. قلت : وكان على عليه‌السلام محدثا؟ قال : نعم ، فجئت إلى اصحابنا فقلت قد اصبت الذى كان الحكم يكتمنا ، قال قلت قال أبو جعفر عليه‌السلام كان يقول : على عليه‌السلام محدث ، فقالوا لى : ما صنعت شيئا ، ألا سئلته : من يحدثه؟ قال : فبعد ذلك انى اتيت أبا جعفر عليه‌السلام ، فقلت :

١٠٩

اليس حدثتني ان عليا عليه‌السلام كان محدثا؟ قال : بلى قلت : من يحدثه؟ قال : ملك يحدثه ، قال قلت ، اقول : انه نبى أو رسول؟ قال : لا قال : بل مثله مثل صاحب سليمان ومثل صاحب موسى ، ومثله مثل ذى القرنين.

ورواه في ص ٣٦٦ باسناد آخر عن حمران ملخصا. وفي آخره : أو ما بلغكم انه عليه‌السلام قال : وفيكم مثله.

٨ ـ ومنها ما رواه في بصائر الدرجات ص ٣٦٦ عن ابراهيم بن هاشم عن البرقى عن صفوان عن الحرث بن المغيرة النصرى عن حمران بن اعين قال : اخبرني أبو جعفر عليه‌السلام ان عليا عليه‌السلام كان محدثا ، فقال : اصحابنا ما صنعت شيئأ ، الا سئلته : من يحدثه؟ فقضى انى لقيت ابا جعفر عليه‌السلام فقلت : الست اخبرتني ان عليا عليه‌السلام كان محدثا؟ فقال : بلى ، قلت : من كان يحدثه؟ قال : ملك ، قلت فأقول انه نبى أو رسول؟ قال : لا ، بل قل : مثله مثل صاحب سليمان ، وصاحب موسى ، ومثله مثل ذى القرنين ، اما سمعت ان عليا عليه‌السلام سئل عن ذى القرنين : أنبيا كان؟ قال : لا ، ولكن كان عبدا احب الله ، فأحبه ، وناصح لله ، فنصحه ، فهذا مثله.

ورواه ايضا باسنادين آخرين عن صفوان نحوه مع تفاوت.

٩ ـ ومنها ما رواه الكشى في ترجمة حمران ص ١١٨ ـ ٧ عن حمدويه بن نصير عن محمد بن عيسى عن ابن ابى عمير عن ابن اذينة عن زرارة قال قدمت المدينة وأنا شاب أمرد ، فدخلت سرادقا لابي جعفر عليه‌السلام بمنى ، فرأيت قوما جلوسا في الفسطاط وصدر المجلس ليس فيه احد ، ورأيت رجلا جالسا ناحية يحتجم فعرفت برأيى انه أبو جعفر عليه‌السلام ، فقصدت نحوه ، فسلمت عليه ، فرد السلام على فجلست بين يديه ، والحجام خلفه ، فقال : امن بنى اعين انت؟ قلت : نعم ، أنا زرارة

١١٠

بن اعين ، فقال : انما عرفتك بالشبه ، احج حمران؟ قلت : لا ، وهو يقرئك السلام ، فقال. انه من المؤمنين حقا لا يرجع أبدا ، إذا لقيته فاقرأه منى السلام ، وقل له : لم حدثت الحكم بن عتيبة عنى : (ان الاوصياء محدثون) لا تحدثه وأشباهه بمثل هذا الحديث ، فقال زرارة الخ.

قلت : لعل وجه النهى : الاحتراز عن ضرر التحديث لمن لا يعقله ، والا فروى الكليني في هذا الباب من اصول الكافي ج ١ ـ ٢٧٠ باسناده عن عبيد بن زرارة قال ارسل أبو جعفر عليه‌السلام إلى زرارة ان يعلم الحكم بن عتيبة ان اوصياء محمد عليه وعليهم‌السلام محدثون. ومن الواضح ان التحديث اعم من التعليم فلا تغفل.

١٠ ـ ومنها ما رواه الكليني في اصول لكافى ج ٢ ـ ٤٢٣ باب تنقل احوال القلب بسندين صحيحين عن الاحول محمد بن النعمان عن سلام المستنير قال : كنت عند أبى جعفر عليه‌السلام ، فدخل عليه حمران بن أعين ، وسأله عن اشياء ، فلماهم حمران بالقيام قال لابي جعفر عليه‌السلام : الا أخبرك اطال الله بقاءك لنا وأمتعنا بك : انا نأتيك فما نخرج من عندك حتى ترق قلوبنا ، وتسلوا أنفسنا عن الدنيا ، ويهون علينا ما في ايدى الناس من هذه الاموال الحديث.

١١ ـ ومنها ما رواه ايضا في الروضة ص ٢٩٦ خبر ٥٥٢ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى ، وأبى على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار ، جميعا ، عن على بن حديد عن جميل عن زرارة عن أبى جعفر عليه‌السلام قال سأله حمران ، فقال : جعلني الله فداك لو حدثتنا : متى يكون هذا الامر ، فسررنا به؟ فقال : يا حمران ان لك صدقاء واخوانا ، ومعارف ، ان رجلا كان فيما مضى من العلماء الحديث.

١٢ ـ ومنها ما رواه الكشى في ترجمة سلمان ص ٦ باسناده عن على بن اسباط عن ابيه اسباط بن سالم قال قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام : إذا كان يوم القيامة

١١١

نادى مناد : اين حوارى محمد بن عبدالله صلى‌الله‌عليه‌وآله (إلى ان قال) ثم ينادى المنادى : اين حوارى محمد بن على ، وحواري جعفر بن محمد عليهما‌السلام فيقوم عبدالله بن شريك العامري ، وزرارة بن اعين .. وحمران بن اعين ثم ينادى اين ساير الشيعه مع ساير الائمة عليهم‌السلام يوم القيامة ، فهؤلاء المتحورة اول السابقين واول المقربين ، واول المتحورين من التابعين.

منزلة حمران عند أبى عبدالله عليه‌السلام

كان حمران عظيم المنزلة جليل القدر عند ابى عبدالله عليه‌السلام ويدل على ذلك طوائف من الروايات : الاولى ، ما صرح عليه‌السلام فيها بأنه من اهل الجنة ، مؤمن ، لا يرتد ابدا.

١ ـ منها ما روى الكشى في ترجمته ص ١١٧ ـ ٢ عن محمد عن محمد بن عيسى عن زياد الكندى عن ابى عبدالله عليه‌السلام انه قال في حمران : انه رجل من أهل الجنة. ورواه المفيد في كتاب (الاختصاص ص ١٩٦) عن محمد بن عيسى بن عبيد عن زياد بن مروان القندى عن ابى عبدالله عليه‌السلام الحديث نحوه.

٢ ـ ومنها ما رواه ايضا ص ١٢٠ ـ ١٣ عن على بن محمد عن محمد بن موسى عن محمد بن خالد عن مروك بن عبيد عمن اخبره عن هشام بن الحكم قال سمعته يقول : حمران مؤمن لا يرتد ابدا ، ثم قال : نعم الشفيع : أنا وآبائي لحمران بن أعين يوم القيامة ، نأخذه بيده ولا نزايله حتى ندخل الجنة جميعا.

ورواه المفيد في الاختصاص (١٩٦) عن أحمد بن محمد عن سعد بن عبدالله عن يعقوب بن يزيد عن مروك بن عبيد عن هشام بن الحكم عن أبى عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : نعم الشفيع أنا وآبائي الحديث.

٣ ـ ومنها ما رواه الكشى ايضا ص ١١٧ ـ ٣ في ترجمته عن محمد بن شاذان عن

١١٢

الفضل بن شاذان قال : روى عن ابن أبى عمير عن عدة من اصحابنا عن أبى عبدالله عليه‌السلام قال : كان يقول : حمران بن أعين مؤمن لا يرتد والله أبدا.

ورواه الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص (١٩٦) عن محمد بن شاذان نحوه.

٤ ـ ومنها ما رواه ايضا ص ١١٩ ـ ١٠ عن اسحاق بن محمد عن على بن داود الحداد عن حريز بن عبدالله قال كنت عند أبى عبدالله عليه‌السلام ، فدخل عليه حمران بن أعين ، وجويرية بن اسماء ، فلما خرجا قال : اما حمران فمؤمن ، واما جويرية فزنديق لا يفلح ابدا الحديث.

٥ ـ ومنها ما رواه ايضا في ترجمة جويرية ص ٢٥٢ عن محمد بن مسعود عن اسحاق بن محمد البصري في حديث طويل وفي آخره : فقال : اما حمران فمؤمن لا يرجع ابدا الحديث.

٦ ـ ومنها ما رواه ايضا ص ١١٩ ـ ١١ عن يوسف بن السخت عن محمد بن جمهور عن فضالة بن ايوب عن بكير بن أعين قال حججت اول حجة فصرت إلى منى فسألت عن فسطاط أبى عبدالله عليه‌السلام فدخلت عليه ، فرأيت في الفسطاط جماعة فأقبلت انظر في وجوههم ، فلم أره فيهم ، وكان في ناحية الفسطاط يحتجم ، فقال عليه‌السلام : هلم إلى ، ثم قال : يا غلام أمن بنى أعين أنت؟ قلت : نعم ، جعلني الله فداك ، قال : أيهم أنت؟ قلت : بكير بن أعين ، فقال لى : ما فعل حمران؟ قلت : جعلت فداك ، لم يحج العام على شوق شديد منه اليك ، وهو يقرء عليك السلام ، فقال : عليك وعليه‌السلام ، حمران مؤمن من اهل الجنة ، لا يرتاب ابدا. لا والله ، لا والله ، لا تخبره.

٧ ـ ومنها ما رواه في باب الشرط في النكاح من كتاب الكافي ج ٢ ـ ٢٨ في الصحيح عن موسى بن بكر عن زرارة ان ضريسا كانت تحته بنت حمران ، فجعل لها ان لا يتزوج عليها ، والا يتسرى ابدا في حياتها ولا بعد موتها ، على ان جعلت له هي :

١١٣

ان لا تتزوج بعده ، وجعلا عليهما من الهدى ، والحج ، والبدن ، وكل ما لهما في المساكين ان لم يف كل واحد منها لصاحبه ، ثم انه أتى أبا عبدالله عليه‌السلام فذكر ذلك له فقال ان لابنة حمران لحقا ، ولن يحملنا ذلك على ان لا نقول لك الحق ، اذهب وتزوج الحديث.

ورواه الشيخ في التهذيب ج ٧ ـ ٣٧١ ـ ٦٥ والاستبصار ج ٣ ـ ٢٣١ ـ ٢ باسناد آخر عن زرارة قال قلت لابي عبدالله : ان ضريسا كانت الحديث. وفيه قال. فقال : ان لابيها حمران حقا ، ولا يحملنا ذلك الا على ان لا نقول الا الحق الحديث.

الطائفة الثانية ما دلت على ان حمران ميزان الحق والباطل

١ ـ منها ما رواه الصدوق في معاني الاخبار ص ٢١٢ باب معنى قول الصادق عليه‌السلام : الترتر حمران ـ حدثنا ابى قال حدثنا سعد بن عبدالله قال حدثنى محمد بن الحسين بن ابى الخطاب عن محمد بن سنان عن حمزة ، ومحمد ابني حمران قالا : اجتمعنا عند أبى عبدالله عليه‌السلام في جماعة من اجلة مواليه ، وفينا حمران بن اعين ، فخضنا في المناظرة ، وحمران ساكت ، فقال له أبو عبدالله عليه‌السلام : مالك لا تتكلم يا حمران؟ فقال : يا سيدى آليت على نفسي انى لا اتكلم في مجلس تكون فيه ، فقال أبو عبدالله عليه‌السلام : انى قد اذنت لك في الكلام ، فتكلم ، فقال حمران : اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، خارج من الحدين حد التعطيل وحد التشبيه ، وان الحق : القول بين القولين ، لا جبر ولا تفويض ، وان محمدا عبده ورسوله ارسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، واشهد ان الجنة حق ، وان النار حق ، وان البعث بعد الموت حق ، واشهد ان عليا حجة الله على خلقه لا يسع الناس جهله ، وأن حسنا بعده ، وان

١١٤

الحسين من بعده ، ثم على بن الحسين ، ثم محمد بن على ، ثم انت يا سيدى من بعدهم. فقال أبو عبدالله عليه‌السلام : الترتر حمران ، ثم قال : يا حمران مد المطمر بينك وبينك العالم ، قلت : يا سيدى وما المطمر؟ فقال : أنتم تسمونه خيط البناء ، فمن خالف على هذا الامر فهو زنديق. فقال حمران : وان كان علويا فاطميا؟ فقال أبو عبدالله عليه‌السلام : وان كان محمديا علويا فاطميا.

٢ ـ ومنها ما رواه عن محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم عن ابيه عن ابن أبى عمير عن عبدالله بن سنان ، قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : ليس بينكم وبين من خالفكم الا المطمر ، قلت : واى شيئ المطمر؟ قال : الذى تسمونه التر ، فمن خالفكم وجاوزه فابرؤوا منه ، وان كان علويا فاطميا.

٣ ـ ومنها ما رواه الكشى ص ١١٨ ـ ٥ عن محمد بن مسعود عن على بن الحسن عن العباس بن عامر عن ابان عن الحرث قال سمعت ابا عبدالله عليه‌السلام يقول : ان حمران كان يقول : بمد الحبل ، من جاوزه من علوى ، وغيره ، برئنا منه.

٤ ـ ومنها ما رواه ايضا ص ١١٩ ـ ١٢ عن محمد بن مسعود عن على بن محمد عن محمد بن احمد عن محمد بن موسى الهمداني عن منصور بن العباس عن مروك بن عبيد عمن رواه عن زيد الشحام قال قال لى أبو عبدالله عليه‌السلام : ما وجدت أحدا اخذ بقولى ، وأطاع أمرى ، وحذا حذو أصحاب آبائى غير رجلين رحمهما‌الله : عبدالله بن أبى يعفور ، وحمران بن أعين ، اما انها مؤمنان خالصان من شيعتنا ، أسماؤهما عندنا في كتاب اصحاب اليمين الذى أعطى الله محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله.

الطائفة الثالثة : مادلت على منزلته في العلوم فمنها : ما وردت في ارجاع المناظرة في المذهب والاحتجاج له أي حمران وكذلك الارجاع إليه في علوم القرآن وادبه كما تقدم ص ٢٤ عند ذكره

١١٥

في الادباء والقراء من آل أعين.

ومنها اذن الامام الصادق عليه‌السلام لحمران في الكلام حين ما منع جماعة من اصحابه من الكلام كما دلت عليه جملة من الروايات حيث انه عليه‌السلام حمران لمعرفته بالعلوم وحذاقته وحسن ايمانه ومنزلته عنده قد اذن له في الكلام كما تقدم فيما رواه الصدوق في معاني الاخبار باسناد كالصحيح عن ابنيه حمزة ومحمد وتقدم عند ذكر المتكلمين من آل اعين بعض ما يدل على موضعه من الكلام. وفيما رواه في اصول الكافي ج ١ ـ ١٧١ باب الاضطرار إلى الحجة باسناده عن يونس بن يعقوب في مناظرة حمران مع الشامي كما تقدم : ثم النفت أبو عبدالله عليه‌السلام إلى حمران ، فقال تجرى الكلام على الاثر فتصيب ..

ومنها قول أبى عبدالله عليه‌السلام للشامي الذى اراد الغلبة بالمناظرة معه كما رواه الكشى ص ١٧٨ ـ ٢٢ باسناده عن هشام بن سالم عنه عليه‌السلام قال : فقال أبو عبدالله عليه‌السلام : يا حمران دونك الرجل ، فقال الرجل : انما اريدك انت ، لا حمران ، فقال أبو عبدالله عليه‌السلام : ان غلبت حمران فقد غلبتني ، فأقبل الشامي يسأل حمران حتى عرض وحمران يجيبه ، فقال أبو عبدالله عليه‌السلام : كيف رأيت يا شامى؟ قال : رأيته حاذقا ، ما سئلته عن شيئى الا أجابنى فيه ، فقال أبو عبدالله عليه‌السلام : يا حمران سل الشامي ، فما تركه يكشر الحديث.

إلى ان قال الشامي : كأنك أردت ان تخبرني ان في شيعتك مثل هؤلاء الرجال؟ قال هو ذلك ، ثم قال يا اخا اهل الشام! اما حمران فحرفك فخرت له فغلبك بلسانه وسألك عن حرف من الحق فلم تعرفه الحديث.

١١٦

٣ ـ ضريس بن اعين الشيباني اخو زرارة

روى أبو غالب الزرارى في رسالته في آل اعين في عدد اولاد اعين ص ٢٩ باسناده عن ابن فضال قال : وخلف اعين : حمران وزرارة ، وعد منهم ضريسا ثم قال : قذلك عشرة انفس ، ثم اشار إلى الاختلاف في عددهم إلى سبعة عشر على رواية ابن عقدة.

وروى ابن الغضائري في تكملته للرسالة ص ١٠١ باسناده عن على بن سليمان الزرارى ان بنى اعين كانوا عشرة ، وعد منهم ضريسا ، وتقدم ص ٤. وباسناده عن ابى العباس بن عقدة حديثا في عددهم وانه سبعة عشر وفيه قوله : كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد الحديث.

قلت : لم اقف على ترجمة ولا رواية متميزة عن ضريس بن اعين ، نعم وقفنا على روايات جماعة عن ضريس عن ابى جعفر ، وأبى عبدالله عليهما‌السلام ذكرنا هم في طبقات اصحابهما ، الا انه يشترك بينه وبين ابن اخيه ضريس بن عبدالملك وغيره.

٤ ـ عبدالاعلى بن اعين بن سنسن ذكره أبو الحسن على بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن اعين الزرارى في اولاد اعين العشرة ، على ما رواه أبو عبدالله الحسين بن عبيدالله الغضائري رحمه‌الله في تكملته لرسالة أبى غالب ص ١٠١ باسناده عنه. وباسناده عن ابن عقدة حديثا في انهم سبعة عشر ، أو ستة عشر وان كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد الحديث.

قلت : والطبقة تقتضي كونه من اصحاب الباقر والصادق عليهما‌السلام الا انه لم اقف على من ذكره افي اصحابهما ولا على رواية له عنهما عليهما‌السلام أو عن غيرها

١١٧

نعم روى جماعة من اصحابنا عن عبدالاعلى ولكنه يشترك بينه وبين ابن اخيه : عبدالاعلى بن بكير بن أعين وغيرهما.

٥ ـ عبد الجبار بن اعين الشيباني ذكره الشيخ في اصحاب الباقر عليه‌السلام ص ١٢٧ وقال : اخو زرارة وحمران. ولم اقف على روايته عنه ولا عن أبى عبدالله عليه‌السلام ورواية أبى عبدالله الغضائري في التكملة ص ١٠٠ تقتضي جلالته وصلاحيته لكونه مفتى بلد.

٦ ـ عبد الرحمان بن اعين بن سنسن مولى بنى شيبان ، أبو محمد الشيباني الكوفى

ذكره أبو غالب الزرارى في رسالته ص ٢٩ فيمن خلف اعين بن سنسن من الاولاد على حديث رواه ابن فضال ، وايضا ص ٢٠ في رواية اخرى عن ابن فضال فيمن ولد اعين ، وفي هذا الحديث ذكره مع اخوته عبدالملك ، وحمران ، وزرارة وبكير من كبرائهم المعروفين ، وفي ص ٢٣ فيمن ولد من اولاد اعين.

وذكره أبو عبدالله الغضائري في تكملته للرسالة ص ٩٨ مع اخوته : ممن كانوا مستقيمين وماتوا في حياة ابى عبدالله عليه‌السلام كما تقدمت روايته ص ٣٥ ورواه الكشى نحوه وزاد فيه ، وكانوا من اصحاب ابى جعفر عليه‌السلام كما تقدمت ص ٩٩. وذكره البرقى ص ١ ، والشيخ ص ١٢٨ ـ ٢٠ في اصحاب الباقر عليه‌السلام. وذكره النجاشي في مصنفي الشيعة ص ٧٧ وقال : روى عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما‌السلام ، وهو قليل الحديث ، له كتاب رواه على بن النعمان ، اخبرنا الخ. قلت : روى جماعة عن عبد الرحمان بن اعين عن ابى جعفر عليه‌السلام منهم ابان ، وحماد بن عثمان ، وموسى بن بكر ، ومحمد بن سنان ، ذكرناهم في طبقات أصحابه. وكان من اصحاب الصادق عليه‌السلام ومن روى عنه ، ذكره الشيخ في اصحابه

١١٨

ص ٢٣١ ـ ١٢٨ وقال : يكنى أبا محمد ، بقى بعد ابى عبدالله عليه‌السلام.

قلت : روى عنه عنه عليه‌السلام جماعة منهم : ابن أخيه عبدالله بن بكير ، وحماد ، وأبان ، وأبو نعيم ، ذكرناهم في الطبقات. وروى الصدوق في (من لا يحضره الفقيه ج ٤ ـ ٢٤٣) باسناده عن محمد بن سنان عن عبد الرحمان بن اعين عن أبى جعفر عليه‌السلام في ميراث المسلم عن النصراني : قال ان الله عزوجل لم يزدنا بالاسلام الا عزا ، فنحن نرثهم ولا يرثونا. ورواه الشيخ في التهذيب ج ٩ ـ ٣٧٠ ـ ١٣٢١ باسناده عن ابان عنه نحوه مع تفاوت.

وروى الكشى ص ٩ باسناده عن حماد بن عثمان عن عبد الرحمان بن أعين عنه مدح سلمان الفارسى قال سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : كان سلمان من المتوسمين.

وروى في التهذيب ج ٥ ـ ٤٨٣ في الصحيح عن حماد عن عبد الرحمان بن أعين قال : حججنا سنة ومعنا صبيان فعزت الاضاحي فأصبنا شاة بعد شاة فذبحنا لا نفسنا وتركنا صبياننا قال فأتى بكير أبا عبدالله عليه‌السلام فسأله فقال : انما كان ينبغى ان تذبحوا عن الصبيان وتصوموا أنتم عن انفسكم الحديث. ورواه بسند آخر عن ابى نعيم عن عبد الرحمان بن اعين نحوه ص ٢٣٧ ـ ٨٠١.

قلت : ظاهر ما تقدم عن الكشى ، وابن الغضائري ان عبد الرحمان وساير اخوته المستقيمين ماتوا في حياة أبى عبدالله عليه‌السلام غير زرارة ، الا ان الشيخ صرح في اصحاب الصادق عليه‌السلام بان عبد الرحمان بقى بعده ، وعلى ذلك ذكرناه في اصحاب الكاظم عليه‌السلام ايضا لما رواه الشيخ في التهذيب ج ٥ ـ ٣٣ ـ ١٠٠ في الصحيح عن صفوان بن يحيى عن عبد الرحمان بن الحجاج ، وعبد الرحمان بن أعين قالا : سألنا ابا الحسن موسى عليه‌السلام عن رجل من أهل مكة خرج إلى بعض الامصار ثم رجع فمر ببعض المواقيت الحديث.

١١٩

وروى أبو عبدالله الحسين بن عبيدالله الغضائري في تكملته لرسالة أبى غالب ص ٩٩ باسناده عنابى العباس بن عقدة الحافظ حديثا في عدد اولاد اعين وانهم سبعة عشر وفيه قال : كل واحد منهم كان فقيها يصلح ان يكون مفتى بلد ما خلا عبد الرحمان بن اعين ، فسئلته عن العلة فيه فقال : يتعاطى الفتوى إلى ايام الحجاج فلما قدم الحجاج إلى العراق قال : لا يستقيم لنا الملك ، ومن آل اعين رجل تحت الحجر ، فاختفوا ، وتواروا ، فلما اشتد الطلب عليهم ظفر بعبد الرحمان هذا المفتى من بين اخوته ، فدخل على الحجاج ، فلما بصربه قال : لم تأتوني بآل اعين ، وجئتموني بزبارها. وخلى سبيله.

٧ ـ عبدالله بن اعين

روى عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما‌السلام ، ومات في ايام الصادق عليه‌السلام ، فدعا له وترحم عليه. روى عنه عبدالله بن بكير وموسى بن بكر.

وفي الكافي ج ٢ ـ ٢٧٦ ، والتهذيب ج ٩ ـ ٣٦٦ باسناديهما عن موسى بن بكر عن عبدالله بن اعين قال قلت لابي جعفر عليه‌السلام : جعلت فداك النصراني يموت وله ابن مسلم أيرثه؟ قال فقال نعم ، ان الله عزوجل لم يزده بالاسلام الا عزا ، فنحن نرثهم ولا يرثونا.

وفي ثواب التمجيد من كتاب المحاسن للبرقي ص ٣٨ عن ابن فضال عن عبدالله بن بكير عن عبدالله بن أعين عن أبى عبدالله عليه‌السلام قال : ان الله يمجد نفسه في كل يوم الحديث.

وفي التهذيب ج ٣ ـ ص ٢٠٢ ـ ٤٧٢ وفي الاستبصار ج ١ ـ ٤٨٣ باسناده عن جعفر بن عيسى قال : قدم أبو عبدالله عليه‌السلام مكة ، فسألني عن عبدالله بن اعين فقلت :

١٢٠