تاريخ مدينة دمشق - ج ١٢

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٢

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٣
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنبأنا جعفر بن أحمد بن الحسين ، أنبأنا أبو علي بن شاذان ، أنبأنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي ، نبأنا ابن أبي الدنيا ، حدثني محمّد بن الحسين ، نبأنا شعيب بن محرز ، حدثني إسماعيل بن زكريا ـ وكان جارا لحبيب أبي محمّد قال : كنت إذا أمسيت سمعت بكاءه وإذا أصبحت سمعت بكاءه فأتيت أهله فقلت : ما شأنه يبكي إذا أمسى ويبكي إذا أصبح؟ قال : فقالت : يخاف والله إذا أمسى أن لا يصبح ، وإذا أصبح أن لا يمسي انتهى.

قال : وحدثني محمّد بن الحسين [أبو] العبّاس ، نبأنا أبو عبد الرحمن بن عائشة ، حدثني أبو زكريا قال : قالت امرأة حبيب : كان يقول إذا متّ في اليوم فأرسلي إلى فلان يغسلني وافعلي كذا واصنعي كذا ، فقيل لامرأته أري رؤيا؟ قالت : هذا يقوله في كل يوم انتهى.

١١٩٤ ـ حبيب بن مرّة المرّي

مرّة غطفان ، من قواد مروان بن محمّد له ذكر ، انتهى.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا عبد الوهّاب الميداني ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر ، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنبأنا محمّد بن جرير الطبري ، قال (١) : ذكر علي بن محمّد عن شيوخه قال : يبّض حبيب بن مرّة المرّي وأهل البثنيّة (٢) وأهل حوران وعبد الله بن علي يومئذ في عسكر أبي الورد الذي قتل فيه. قال الطبري (٣) : وقد حدثني أحمد بن زهير ، نبأنا عبد الوهّاب بن إبراهيم ، نبأنا أبو هاشم مخلد بن محمّد قال : كان تبيض حبيب بن مرّة وقتاله عبد الله بن علي قبل تبييض أبي الورد ، وإنما بيّض أبو الورد وعبد الله مشتغل بحرب (٤) حبيب بن مرّة المرّي بأرض البلقاء أو البثنيّة وحوران ، وكان قد لقيه عبد الله بن عليّ في جموعه فقاتله ، وكان بينه وبينه وقعات ، وكان من قواد مروان

__________________

(١) تاريخ الطبري ٧ / ٤٤٦ حوادث سنة ١٣٢.

(٢) البثنية ويقال بثنة ، بلدة معروفة بالشام ، وفي موضع آخر في البثنة قال ياقوت : ناحية من نواحي دمشق ، وقيل هي قرية بين دمشق وأذرعات.

(٣) تاريخ الطبري ٧ / ٤٤٦.

(٤) بالأصل : «مستعد لحرب» والمثبت عن الطبري.

٦١

وفرسانه ، وكان سبب تبييضه الخوف على نفسه وقومه ، فتابعته قيس وغيرهم ممن يليهم من أهل تلك الكور ، [البثنية](١) وحوران ، فلما بلغ عبد الله بن علي تبييض [أهل قنّسرين](٢) دعا حبيب بن مرّة إلى الصلح فصالحه ، وأمّنه ومن معه ، وخرج نحو قنّسرين للقاء أبي الورد ، انتهى.

قرأت في كتاب أبي الحسين الرازي ، حدثني محمّد بن أحمد بن محمّد بن غزوان ، نبأنا أحمد بن المعلى ، نبأنا نوح بن عمر بن حوي ، عن السري (٣) بن يحيى قال : ولما رجع عبد الله بن علي من قتال أبي الورد إلى دمشق أمن الناس إلّا أهل حوران ومضى إليهم في نحو من ثلاثين ألفا ، فاجتمع أهل حوران إلى حبيب بن مرّة فلما بدءوا انهزم حبيب ومن معه فركبوا البراري ، ولحق حبيب بالحجاز فمكث فيه أعواما ثم أمّنه صالح بن علي وولّاه حوران.

١١٩٥ ـ حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن وهب

ابن ثعلبة بن وائلة بن عمرو (٤) بن شيبان بن محارب بن فهر

أبو عبد الرّحمن ، ويقال : أبو مسلمة ، ويقال : أبو سلمة الفهري (٥)

هكذا نسبه الزبير في موضع ونسبه في موضع آخر ولم يذكروا هنا في نسبته ، وكذلك حكاه ابن سميع عن بعض ولد حبيب.

صحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وروى عنه (٦).

وروى عنه : زياد بن جارية التميمي ، وقزعة بن يحيى ، وجنادة بن أبي أمية ، [و] عوف بن مالك الأشجعي الصحابي ، والضحاك بن قيس ، ورغبان بن حبيب ، ومحمّد بن عبد الرحمن بن عرق اليحصبي ، وحبيب بن عبيد ، وأبو معاوية يزيد بن عبد

__________________

(١) بياض بالأصل ، والمستدرك عن تاريخ الطبري.

(٢) بياض بالأصل ، والمستدرك عن تاريخ الطبري.

(٣) الكلمة غير واضحة بالأصل ولعل الصواب ما أثبت.

(٤) بالأصل «عمر» والصواب ما أثبت تهذيب التهذيب ١ / ٤٣٧.

(٥) ترجمته في الاستيعاب ١ / ٣٢٨ وأسد الغابة ١ / ٤٤٨ والإصابة ١ / ٣٠٩ وتهذيب التهذيب ١ / ٤٣٧ والوافي بالوفيات ١١ / ٢٩٠ وسير أعلام النبلاء ٣ / ١٨٨ وبحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٦) زيد في تهذيب التهذيب : وعن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، وأبيه مسلمة ، وأبي ذر الغفاري.

٦٢

السّكوني ، ومالك بن شرحبيل ، وعبد الرحمن بن أبي أميّة الضّمري ، وعبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة.

وخرج إلى الشام مجاهدا في حياة أبي بكر ، وشهد اليرموك أميرا على بعض كراديسه ، ثم سكن دمشق وكانت داره بها عند طاحونة الثقفيين مشرفة على نهر بردى وشهد معركة صفّين مع معاوية وكان على الميسرة ، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، أنبأنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، نبأنا أبو المغيرة ، نبأنا سعيد بن عبد العزيز (١) ، نبأنا سليمان بن موسى ، عن زياد بن جارية ، عن حبيب بن مسلمة (٢) قال : شهدت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نقّل الربع في البدأة والثلث في الرجعة (٣) انتهى.

كذا رواه أبو المغيرة ورواه أبو مسهر ويحيى بن سعيد وأبو أحمد محمّد بن عبد الله الزّهري وعبد الرّحمن بن مهدي ، عن سعيد ، عن مكحول ، عن زياد بن جارية.

فأمّا حديث أبي مسهر : فأخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن علي بن سلوان ، أنبأنا الفضل بن جعفر ، أنبأنا عبد الرحمن بن القاسم ، نبأنا أبو مسهر ، نبأنا سعيد بن عبد العزيز ، عن مكحول ، عن زياد بن جارية ، عن حبيب بن مسلمة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نفّل الثلاث ، انتهى.

وأمّا حديث يحيى : فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا الحسن بن علي بن أبي بكر بن مالك عن (٤) عبد الله بن أحمد (٥) ، حدثني أبي ، حدّثنا يحيى بن سعيد ، عن

__________________

(١) بالأصل «عن».

(٢) انظر مسند أحمد بن حنبل ٤ / ١٦٠.

(٣) النفل بالتحريك الغنيمة ، والنفل بالسكون وقد يحرّك : الزيادة.

وأراد بالبدأة ابتداء الغزو ، وبالرجعة : القفول منه. والمعنى : كان إذا نهضت سرية من جملة العسكر المقبل على العدو ، فأوقعت بهم نفلها الربع مما غنمت ، وإذا فعلت ذلك عند عود العسكر نفلها الثلث ، لأن الكرة الثانية أشق عليهم والخطر فيها أعظم ، وذلك لقوة الظهر عند دخولهم وضعفه عند خروجهم ، وهم في الأول أنشط وأشهى للسير والإمعان في بلاد العدو ، وهم عند القفول أضعف وأفتر وأشهى للرجوع إلى أوطانهم فزادهم لذلك (النهاية : بدأ ، نفل).

(٤) بالأصل «بن».

(٥) مسند أحمد ٤ / ١٦٠.

٦٣

سعيد بن عبد العزيز ، نبأنا مكحول ، عن زياد بن جارية ، عن حبيب بن مسلمة قال : النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نفّل الثلث انتهى.

وأمّا حديث أبي أحمد : فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران المعدّل ببغداد ، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن عمرو ، نبأنا أحمد بن الوليد ، نبأنا أبو أحمد الزّبيري ، نبأنا سعيد بن عبد العزيز التنوخي ، عن مكحول ، عن زياد بن (١) جارية التميمي ، عن حبيب بن مسلمة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نفّل الثلث انتهى.

وأمّا حديث ابن مهدي : فأخبرناه أبو القاسم الشيباني ، أنبأنا أبو علي التميمي ، أنبأنا أبو بكر القطيعي ، نبأنا عبد الله بن أحمد (٢) ، حدثني أبي ، نبأنا عبد الرحمن ، حدّثنا عن سعيد بن عبد العزيز ، عن مكحول ، عن زياد بن جارية ، عن حبيب بن مسلمة ، قال : شهدت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نفّل الثلث انتهى.

ورواه أبو إسحاق بن إبراهيم بن محمّد الفزاري ، عن سعيد ، أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، نبأنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، حدثنا محمّد بن إسحاق ، نبأنا معاوية بن عمرو ، عن أبي إسحاق الفزاري ، عن سعيد بن عبد العزيز قال : سمعت مكحولا يقول : سمعت زياد بن جارية التميمي يقول (٣) : سمعت حبيب بن مسلمة يقول : شهدت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : الثلث.

قال سعيد : وحدثني سليمان بن موسى ، عن مكحول ، عن زياد بن جارية ، عن حبيب بن مسلمة أنه قال : نفّل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في البداءة الرّبع وفي الرجعة الثلث انتهى.

أنبأنا أبو عبد الله البلخي ، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنبأنا أبو الحسين العتيقي ، أنبأنا أبو الحسن الدّارقطني ـ إجازة ـ أنبأنا عمر بن الحسن بن مالك الشيباني ، أنبأنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة ، حدثني محمّد بن سعد ، أنبأنا محمّد بن عمر ، نبأنا سعيد بن عبد العزيز ، عن مكحول ، عن زياد بن جارية (٤) ، عن حبيب بن مسلمة ،

__________________

(١) بالأصل «عن».

(٢) مسند أحمد ٤ / ١٦٠.

(٣) كذا.

(٤) بالأصل «حارثة».

٦٤

قال : شهدت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ينفل الثلث. قال الواقدي : وحبيب يوم توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ابن ثنتي عشرة سنة (١) [و] آخر غزوة غزاها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تبوك وهو ابن احدى عشرة سنة ، انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا ثابت بن بندار ، أنبأنا أبو العلاء الواسطي ، أنبأنا أبو بكر البابسيري (٢) ، أنبأنا الأحوص ، أنبأنا المفضّل ، نبأنا أبي قال : وقد أنكر بعض العلماء أن يكون حبيب بن مسلمة غزا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ( ) (٣) ويقولون إنه كان في غزاة تبوك وهي آخر غزوة غزاها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو ابن إحدى عشرة سنة ، قال أبي : وقال الواقدي : توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وحبيب بن مسلمة ابن ثنتي عشرة سنة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو [عمر] بن حيوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، نبأنا الحسين بن الفهم ، نبأنا محمّد بن سعد (٤) ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن الوليد الأزرقيّ المكّي ، نبأنا داود بن عبد الرحمن ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، عن حبيب بن مسلمة الفهري أنه أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو بالمدينة فأدركه أبوه فقال : يا نبي الله يدي ورجلي فقال له النبي صلّى الله عليه وسلّم : «ارجع معه فإنه يوشك أن يهلك» [٢٩٠٣] قال : فهلك في تلك السنة.

قال محمّد بن عمر : والذي عند أصحابنا في روايتنا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قبض وحبيب بن مسلمة ابن ثنتي عشرة سنة وأنه لم يغز معه شيئا ، وفي رواية غيرنا : أنه قد غزا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وحفظ عنه أحاديث [ورواها](٥) انتهى.

أخبرنا أعلى من هذا علي بن عبد الله الفراوي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي (٦) ، أنبأنا أبو نصر أحمد بن علي القاضي ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن المؤمّل ، أنبأنا عبدان بن

__________________

(١) انظر طبقات ابن سعد ٧ / ٤١٠ وتهذيب التهذيب ١ / ٤٣٧ وأسد الغابة ١ / ٤٤٩.

(٢) بالأصل : «الباسري» والصواب ما أثبت ، راجع الأنساب.

(٣) لفظتان غير واضحتين تركنا مكانهما بياضا.

(٤) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٠٩ ـ ٤١٠.

(٥) الزيادة عن ابن سعد.

(٦) دلائل النبوة للبيهقي ٦ / ٥٠٤.

٦٥

عبد الحليم (١) البيهقي ، حدثنا إبراهيم بن محمّد أبو إسحاق الشافعي قال : وأنبأنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأنا أحمد بن عبيد الصّفار ، أنبأنا [أبو] جعفر أحمد بن علي الخزاز ، أنبأنا إبراهيم بن محمّد بن العبّاس الشافعي ، قال : قرأت على داود بن عبد الرحمن العطّار ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، عن حبيب بن مسلمة الفهري : أنه أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو بالمدينة ليراه ، فأدركه أبوه ، فقال : يا رسول الله يدي ورجلي ، فقال له : «ارجع معه فإنه يوشك أن يهلك». فهلك في تلك السّنة ، انتهى. [٢٩٠٤].

أنبأنا أبو سعد المطرّز وأبو علي الحداد ، قالا : أنبأنا أبو نعيم ، أنبأنا محمّد بن إبراهيم ، نبأنا الحسين بن محمّد بن حماد ، نبأنا عبد الله بن الوليد بن هشام ، نبأنا أبو عاصم حينئذ ، قال : وحدثنا محمّد بن علي ، نبأنا محمّد بن بركة ، نبأنا يوسف بن سعيد ، نبأنا حجّاج ، قالا : عن ابن جريج ، أخبرني عبد الله بن أبي مليكة : أن حبيب بن مسلمة قدم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالمدينة غازيا ، وأنّ أباه أدركه بالمدينة ، فقال مسلمة للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا نبي الله ، إني ليس لي ولد غيره ، يقوم في مالي وضيعتي وعلى أهل بيتي ، وأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ردّه معه ، وقال : «لعلك أن يخلو لك وجهك في عامك ، فارجع يا حبيب مع أبيك». فرجع فمات مسلمة في ذلك العام ، وغزا حبيب فيه [٢٩٠٥].

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أخبرني أبو غالب محمّد بن الحسين بن إبراهيم الواسطي ، حدّثنا أبو الحسين علي بن محمّد بن علي بن خزفة (٢) ، نبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، نبأنا أحمد بن أبي خيثمة ، أنبأنا مصعب بن عبد الله قال (٣) : حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو (٤) بن شيبان بن محارب بن فهر كان شريفا قد سمع من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يقال له : حبيب الرّوم لكثرة دخوله عليهم ، انتهى.

قرأنا على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، أنبأنا أحمد بن عبيد بن الفضل ، أنبأنا محمّد بن الحسين ، أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة ، قال : سمعت

__________________

(١) بالأصل «الحكيم» والمثبت عن دلائل النبوة.

(٢) ضبطت عن التبصير ١ / ٤٢٩.

(٣) نسب قريش ص ٤٤٧.

(٤) بالأصل «عمر» والمثبت عن نسب قريش.

٦٦

أبي يقول : حبيب بن مسلمة أبو عبد الرحمن.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء ، أنبأنا أبو يعلى حينئذ ، وأخبرنا أبو سعيد بن المحاملي ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي ، قال : أنبأنا أبو القاسم الصيدلاني ، أنبأنا محمّد بن مخلد بن حفص قال : قرأت على عمر بن علي بن عمرو ، الأنصاري حدثكم الهيثم بن عديّ قال : قال ابن عيّاش : حبيب بن مسلمة يكنى أبا عبد الرحمن.

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ، ابنا (١) البنّا ، قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا أحمد بن عبيد بن الفضل ـ إجازة ـ أنبأنا محمّد بن الحسين (٢) الزّعفراني ، أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة ، أنبأنا مصعب بن عبد الله قال : حبيب بن مسلم بن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن واثلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة ، وقد سمع من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكان شريفا.

أخبرنا مصعب قال : أنكر الواقدي أن يكون سمع من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : وأنبأنا مصعب قال : حبيب بن مسلمة يقال له : حبيب الروم لكثرة دخوله عليهم انتهى (٣).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل بن خيرون ، أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، قالا : أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسن ، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد ، أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد ، نبأنا خليفة بن خياط قال : حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر يكنى أبا عبد الرحمن مات بالشام ، ويقال مات سنة سنة اثنتين (٤) وأربعين انتهى.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ،

__________________

(١) بالأصل «أنبأنا» خطأ.

(٢) بالأصل «أنبأنا أحمد ابنا محمد بن الحسن» والصواب ما أثبت ، انظر ترجمة أحمد بن عبيد بن الفضل في سير الأعلام ١٧ / ١٩٧ وفيها أنه روى عن محمد بن الحسين الزعفراني.

قال السمعاني : وظني أنه نسب إلى بيع الزعفران.

(٣) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٤٤٧.

(٤) بالأصل : اثنين.

٦٧

أنبأنا أحمد بن معروف ، نبأنا الحسين بن الفهم ، نبأنا محمّد بن سعد قال (١) : في الطبقة الخامسة : حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر. وأمّه زينب بنت نافش بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر. تحول حبيب بن مسلمة فنزل الشام ولم يزل مع معاوية بن أبي سفيان في حروبه في صفّين وغيرها ، ووجهه إلى أرمينية واليا عليها ، فمات بها سنة اثنتين (٢) وأربعين ، ولم يبلغ خمسين سنة انتهى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا الحسن بن محمّد بن يوسف ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر ، حدثنا أبو بكر بن أبي الدّنيا ، حدثنا محمّد بن سعد قال : قال : حبيب بن مسلمة الفهري قال الواقدي : مات بأرمينية سنة اثنتين (٣) وأربعين ولم يبلغ خمسين سنة. قال الواقدي : ونحن نقول إنه ولد قبل وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بسنتين ، وقال غيره ما أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وسمع منه انتهى ، وينبغي أن يكون قبل هجرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا ثابت بن بندار ، أنبأنا أبو العلاء الواسطي ، أنبأنا أبو بكر البابسيري (٤) ، أنبأنا الأحوص بن المفضّل ، نبأنا أبي قال : حبيب بن المسلمة والضحّاك بن قيس كلاهما أبو عبد الرحمن.

أخبرنا أبو محمّد بن عبد الله بن علي بن عبد الله ـ إجازة حينئذ ـ وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنبأنا أبو محمّد بن الجوهري ، أنبأنا أبو الحسين المظفر ، أنبأنا أبو علي المدائني ، أنبأنا أحمد بن عبد الله بن البرتي (٥) ، قال : وحبيب بن مسلمة بن مالك بن وهب بن ثعلبة بن واثلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر ، وأمّه أيضا فهرية من ولد وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر يكنى أبا عبد الرحمن وكان يدعى حبيب الرّوم لمجاهدته الرّوم ، يقال إنه توفي سنة اثنتين (٦) وأربعين ولم يبلغ خمسين سنة جاء عنه ثلاثة أحاديث ، انتهى.

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٠٩ ـ ٤١٠.

(٢) بالأصل : اثنين.

(٣) بالأصل : اثنين.

(٤) بالأصل «الباسري» والصواب ما أثبت.

(٥) إعجامها غير واضح بالأصل والصواب والضبط عن الأنساب.

(٦) بالأصل : اثنين.

٦٨

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي ، ثم حدثنا أبو الفضل السلامي ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون ، وأنبأنا أبو الحسين الصّيرفي وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنبأنا أبو أحمد ـ زاد ابن خيرون : وأبو الحسين قالوا : ـ أنبأنا أحمد بن عبدان ، أنبأنا محمّد بن سهل ، أنبأنا محمّد بن إسماعيل ، قال (١) : حبيب بن مسلمة الفهري القرشي نزل الشام له صحبة ، قال ابن مقاتل عن ابن المبارك ، عن سعيد بن عبد العزيز ، عن مكحول قال : صلّى حبيب على شرحبيل بن السمط انتهى.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني حدّثنا عبد العزيز الكتاني ، أنبأنا تمام البجلي ، أنبأنا جعفر بن محمّد الكندي ، أنبأنا أبو زرعة النّصري قال : حبيب بن مسلمة بن شيبان بن محارب بن فهر يكنى أبا مسلمة قديم الموت ، روى عنه بالشام جماعة منهم الضحاك بن قيس ، وزياد بن جارية ورغبان مولى حبيب ، انتهى. كذا وقع ولعله كان من بني شيبان بن محارب ، انتهى.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنبأنا أحمد بن عمير ـ إجازة حينئذ ـ وأخبرنا أبو القاسم السّوسي ، أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنبأنا أبو الحسن الربعي ، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنبأنا أحمد بن عمير ، ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول : وحبيب بن مسلمة بن شيبان بن محارب بن فهر أبو مسلمة. قال عبد الرحمن بن إبراهيم : توفي بدمشق.

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي ـ إجازة ـ أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي ، أنبأنا أبو الحسين بن المظفّر ، أنبأنا أبو محمّد بكر بن أحمد بن حفص ، نبأنا أحمد بن محمد بن عيسى قال : وقدمها ـ يعني حمص ـ حبيب بن مسلمة بن شيبان بن محارب بن فهر يكنى أبا مسلمة انتهى.

أخبرنا أبو الحسن علي [بن] المسلّم ، نبأنا عبد العزيز عن (٢) أحمد بن مسدّد بن علي بن عبد الله ، أنبأنا أبي ، أنبأنا عاصم ، أنبأنا عبد الصّمد بن سعيد القاضي ، قال في

__________________

(١) التاريخ الكبير ١ / ٢ / ٣١٠.

(٢) بالأصل «بن». والصواب ما أثبت ، وقد مرّ هذا السند ، وتقدم التعريف بعبد العزيز بن أحمد وبمسدد بن علي.

٦٩

تسمية من نزل حمص من الصّحابة : حبيب بن مسلمة الفهري القرشي. قال ابن عوف : يكنى أبا مسلمة ، ومات بدمشق.

حدّثني سليمان بن عبد الحميد البهراني ، نبأنا يزيد بن عبد ربّه الزّبيدي ، نبأنا بقية ، عن صفوان [أن] عمر بن الخطاب ولاه الخراج. وقال أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو : لحبيب بن مسلمة ولد كثير عندنا بحوران ـ جند دمشق ـ ومنزله بطرف من أطراف حوران كثير عددهم وقد كان بعضهم يصير إليّ في منزلي ، انتهى.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الله بن عبد الواحد [أنبأنا](١) شجاع بن علي ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، قال : حبيب بن مسلمة وهو ابن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر الفهري من بني فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة يكنى أبا عبد الرحمن توفي بالشام سنة اثنتين (٢) وأربعين ولم يبلغ إلى خمسين سنة.

وقال ابن وهب ، عن مكحول ، قال : سألت الفقهاء : هل كان لحبيب بن مسلمة صحبة؟ فلم يعرفوا ذلك ، فسألت قومه فأخبروني أنّه قد كانت له صحبة (٣).

أخبرنا بذلك أحمد بن عبد الله بن صفوان ، نبأنا إبراهيم بن دحيم ، عن أبيه ، عن سويد ، عن ابن وهب ، عن مكحول نسبه شباب (٤) العصفري ، وكنّاه ابن أبي خيثمة ، أخبرنا بذلك محمّد بن عيسى أبو الحارث الجوزجاني وأحمد بن مهران الفارسي ، قالا : نبأنا موسى بن زكريا ، نبأنا شباب العصفري ، روى عنه عبد الرحمن بن أبي أمية الضمري ، وقزعة بن يحيى ، وابن أبي مليكة ، وزياد بن جارية وغيرهم ، انتهى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٥) : أمّا وائلة ـ بالياء المعجمة من تحتها [ب] اثنتين وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر من ولده حبيب بن مسلمة بن

__________________

(١) بالأصل «بن» خطأ ، والصواب ما أثبت ، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المجلدة عبد الله بن جابر ص ٦٩٨) وانظر.

(٢) بالأصل : اثنين.

(٣) الخبر في تهذيب التهذيب ١ / ٤٣٧.

(٤) يعني خليفة بن خيّاط.

(٥) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ٢٩٦.

٧٠

مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقال له حبيب الرّوم لكثرة دخوله إليهم. قاله مصعب ، انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون ، أخبرنا أبو القاسم بن بشران ، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف ، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : حبيب بن مسلمة أبو عبد الرحمن ، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النقور ، أنبأنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأنا أبو بكر بن سيف ، نبأنا السّري بن يحيى ، نبأنا شعيب بن إبراهيم ، نبأنا سيف بن عمر ، قال : وحبيب بن مسلمة على كردوس يعني يوم اليرموك (١) ، انتهى.

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم ، نبأنا عبد الله بن محمّد ، نبأنا أبو بكر بن أبي عاصم ، نبأنا دحيم ، نبأنا سويد بن عبد العزيز ، عن ابن (٢) وهب ، عن مكحول ، قال : سألت الفقهاء هل كانت لحبيب صحبة؟ [فلم] يثبتوا ذلك ، وسألت قومه فأخبروني أنه قد كانت له صحبة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأنا أحمد بن عبد الملك ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن السّقا ، وأبو محمّد عبد الرحمن بن محمّد ، قالا : أنبأنا أبو العبّاس الأصم قال : سمعت العبّاس بن محمّد الدوري يقول : قال يحيى وحبيب بن مسلمة ، يقولون ـ يعني أهل المدينة ـ لم يسمع من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأهل الشام يقولون قد سمع حبيب بن مسلمة من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم انتهى.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة عن (٣) عبد العزيز بن أحمد عن (٤) أبي تمام بن محمّد ، أخبرني أبي ، نبأنا محمّد بن جعفر ، نبأنا الحسن بن محمّد بن بكّار ، نبأنا أبي ، نبأنا يحيى بن حمزة عن (٥) عمرو بن مهاجر : أن حبيب بن مسلمة الفهري كانت له صحبة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) تاريخ الطبري ٣ / ٣٩٦.

(٢) بالأصل : «أبي».

(٣) بالأصل «بن» في الموضعين وفيهما جميعا خطأ ، والصواب «عن» وقد مرّ هذا السند كثيرا ، وتقدم التعريف بأعلامه.

(٤) بالأصل «بن» في الموضعين وفيهما جميعا خطأ ، والصواب «عن» وقد مرّ هذا السند كثيرا ، وتقدم التعريف بأعلامه.

(٥) بالأصل «بن» والصواب ما أثبت ، انظر ترجمة يحيى بن حمزة في سير أعلام النبلاء ٨ / ٣٥٤.

٧١

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، نبأنا ثابت بن بندار ، أنبأنا أبو العلاء الواسطي ، أنبأنا أبو بكر [البابسيري](١) [ ] ، أنبأنا الأحوص بن المفضّل ، أنبأنا أبي قال : قال الواقدي قبض النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وحبيب بن مسلمة ابن اثنتي عشرة سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، قال : قال أبو يوسف : يقول أهل المدينة لم يسمع حبيب بن المسلمة وبسر بن أرطاة من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم شيئا ، ولا صحبة لهم وأهل الشام يقولون قد سمعوا ولهم صحبة ، انتهى.

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ، ابنا (٢) البنّا ، قالا : أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنبأنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأنا أحمد بن سليمان ، نبأنا الزّبير بن بكّار ، قال : ومنهم حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر كان شريفا وكان قد سمع من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان يقال له : حبيب الرّوم من كثرة دخوله عليهم وما ينال منهم من الفتوح ، وله يقول شريح بن الحارث (٣) :

ألا كل من يدعى حبيبا ولو بدت

مروءته يفدى حبيب بني فهر

همّام يقود الخيل حتى كأنما

يطأن برضراض الحصا جاجم الجمر

وكان حبيب رجلا [تامّ](٤) البدن ، فدخل على عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فقال له عمر : إنّك لجيد القناة ، قال : إنّي جيد سنانها ، فأمر به عمر يدخل دار السّلاح ، فأدخل فأخذ منها سلاح ورحل ، وكان عثمان بن عفان بعثه هو وسلمان بن ربيعة إلى ناحية أذربيجان كان أحدهما مددا لصاحبه فاختلفوا في الفيء فتواعد بعضهم بعضا فقال رجل من أصحاب سلمان :

إن تقتلوا سلمان نقتل حبيبكم

وإن ترحلوا نحو ابن عفان نرحل (٥)

وكان معاوية قد وجهه في جيش لنصرة عثمان بن عفان حين حصر فلما بلغ وادي

__________________

(١) بياض بالأصل ، واللفظة المستدركة بين معكوفتين قياسا إلى سند مماثل ، وانظر ترجمته في الأنساب.

(٢) بالأصل «أنبأنا» والصواب ما أثبت.

(٣) الأول ـ له ـ في الاستيعاب ١ / ٣٢٩.

(٤) بياض بالأصل ، واللفظة المستدركة بين معكوفتين ، عن الزبير بن بكار في تهذيب التهذيب ١ / ٤٣٧ والإصابة ١ / ٣٠٩.

(٥) البيت في الاستيعاب ١ / ٣٢٩ وأسد الغابة ١ / ٤٤٩.

٧٢

القرى بلغه مقتل عثمان بن عفان فرجع ، وقد ذكره حسّان بن ثابت فقال (١) :

ألّا تبوءوا بحقّ الله تعترفوا

بغارة غضب من خلفها غضب (٢)

فيهم حبيب شهاب الموت (٣) يقدمهم

مشمّرا قد بدا في وجهه الغضب

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، نبأنا الحسين بن الفهم ، أنبأنا محمّد بن سعد ، أنبأنا الوليد بن مسلم ، حدثني سعيد بن عبد العزيز (٤) ، قال : استبان فضل حبيب بن مسلمة بالشام ولم يكن عمر يثبته حتى قدم عليه حاجّا فلما رآه سلّم عليه ، فقال عمر : إنك لفي قناة رجل ، قال : إي والله وفي سنانه ، قال : افتحوا له الخزائن فليأخذ ما شاء. قال : فأعرض عن الأموال وأخذ السّلاح وقال غير الوليد : ولم يزل معاوية يغزيه الرّوم فيكون له فيهم نكاية وأثر ، انتهى.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ بقراءتي عليه ـ نبأنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا [أبو] محمّد بن أبي نصر ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم القرشي ، أنبأنا ابن عائذ قال : قال الوليد : حدثنا سعيد بن عبد العزيز ، أنبأنا أبو محمّد قال : حبيب بن مسلمة كان على الصوائف في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ويبلغ عمر عنه ، ما يحب ولم يثبته معرفة ، حتى قدم عليه حبيب في حجة فسلّم عليه فقال له عمر : إنك لفي قناة رجل ، قال : إي والله وفي سنانه ، قال عمر : افتحوا له الخزائن فليأخذ ما شاء قال : ففتحوها له ، فعدل عن الأموال وأخذ السّلاح انتهى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، وأخبرنا أبو الحسن السّيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، نبأنا أحمد بن عمران ، نبأنا موسى بن زكريا ، نبأنا خليفة (٥) ، قال : عزل ـ يعني عمر ـ حين ولي خالد بن الوليد وولّى أبا عبيدة بن الجرّاح فولّى أبو عبيدة حين (٦) فتح

__________________

(١) البيتان في ديوانه ط بيروت ص ١٦ والإصابة ١ / ٣٠٩ والوافي بالوفيات ١١ / ٢٩٠.

(٢) البيت في الديوان :

إلّا تنيبوا لأمر الله تعترفوا

بغارة عصب من خلفها عصب

(٣) في الديوان : الحرب يقدمهم مستلئما.

(٤) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٥١٣.

(٥) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ١٥٥ في تسمية عمّال عمر ـ الشامات.

(٦) بالأصل : «حتى» والمثبت عن خليفة.

٧٣

الشامات يزيد بن أبي سفيان على فلسطين وناحيتها ، وشرحبيل بن حسنة على الأردن ، وخالد بن الوليد على دمشق ، وحبيب بن مسلمة على حمص ثم عزله ، وولّى عبد الله بن قرط. ووجه عمر عياض بن غنم إلى الجزيرة ثم عزله ، وولّى حبيب بن مسلمة الفهري وضم إليه أرمينيا وأذربيجان ثم عزله وولّى عمير بن سعد الأنصاري وسعيد بن عامر بن حذيم. قال أبو عبيدة (١) : وكان على الميسرة ـ يعني يوم صفين ـ حبيب بن مسلمة الفهري ، انتهى.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نبأنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم ، أنبأنا ابن عائذ ، قال : وأنبأنا الوليد بن مسلم قال : فحدثنا إسماعيل بن عياش ، عن ابن رغبان أنه حدّثه على أن حبيب بن مسلمة غزا أرض الرّوم على جماعة في خلافة عمر بن الخطّاب فاهتم عمر بأمرهم فلما بلغه خروج حبيب ومن معه خرّ ساجدا ، انتهى.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ نبأنا عبد العزيز ، أنبأنا أبو محمّد ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم ، أنبأنا ابن عائذ ، نبأنا عبد الأعلى بن مسهر ، عن سعيد بن عبد العزيز أنه حدثه : أن حبيب بن مسلمة لقي موريان وحبيب في ستة آلاف وموريان في سبعين ألفا ، فقال حبيب : إن يصبروا وتصبروا فأنتم أولى بالله منهم ، وإن يصبروا وتجزعوا فإن الله مع الصّابرين ، ولقيهم ليلا فقال : اللهمّ ابدلنا قمرها واحبس عنا مطرها واحقن دماء أصحابي واكتبهم شهداء ، ففتح الله تعالى له. وتواعد الجلندح العبسي وعتبة بن جحدم قبة موريان فوجدوا قتيلين على بابها انتهى.

قال : وأنبأنا الوليد بن مسلم قال : فحدّثنا سعيد بن عبد العزيز : أنه بلغ الرّوم مكان حبيب بن مسلمة والمسلمين بأرمينية الرابعة (٢) في ستة آلاف من المسلمين ، فوجهوا إليهم موريان الرّومي في ثمانين ألفا ، فبلغ ذلك حبيبا ، فكتب إلى معاوية ، فكتب معاوية إلى عثمان ، فكتب عثمان إلى صاحب الكوفة يمدّه ، فأمدّه بسلمان الباهلي في ستة آلاف ، وأبطأ على حبيب المدد ، ودنا منه موريان الرومي ، فخرج مغتمّا بلقائه ، فغشي عسكره وهم يتحدثون على نيراتهم وسمع قائلا يقول لأصحابه : لو كنت ممن

__________________

(١) انظر تاريخ خليفة ص ١٩٥.

(٢) راجع بشأن أرمينيا معجم البلدان.

٧٤

يسمع حبيب مشورته لأشرت عليه بأمر يجعل الله لنا وله نصرا وفرجا إن شاء الله. فاستمع حبيب لقوله فقال أصحابه : وما مشورتك؟ [قال :] كنت مشيرا عليه ينادي في الخيول فيقدمها ثم يرتحل بعسكره يتبع خيله فتوافيهم الخيل في جوف اللّيل ، وينشب القتال ويأتيهم حبيب بسواد عسكره مع الفجر ، فيظنون أن المدد قد جاءهم فيرعبهم الله ، فيهزمهم بالرعب. فانصرف ونادى في الخيول فوجّهها في ليلة مقمرة مطيرة فقال : اللهمّ خلّ لنا قمرها واحبس عنا مطرها ، واحقن لي دماء أصحابي واكتبهم عندك شهداء. قال سعيد : فحبس الله تعالى عنهم مطرها وجلا لهم قمرها وأوقفهم (١) من السّحر. قال سعيد : وتواعد عتبة بن جحدم والجلندح العبسي حجرة موريان.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون ، أنبأنا أحمد بن نجدة ، نبأنا الحسن بن الرّبيع ، نبأنا عبد الله بن المبارك ، عن ابن أبي ذئب ، قال : بلغنا أن حبيب بن مسلمة غزا الرّوم فأخذوا رجلا فاتّهموه فأخبرهم أنه عين فقال : هذا ملك الروم في الناس. وراءهم الخيل ، فقال لأصحابه شيروا عليّ ، فقال بعضهم : نرى أن تقيم حتى تلحق بك الناس وكانوا منقطعين ، وقال بعضهم : نرى أن ترجع إلى نيترا (٢) ولا تقدم على هؤلاء ، فإنه لا طاقة لنا بهم قال : أمّا أنا فأعطي الله عهدا لا أخنس به لأخالطنهم ، فلما ارتفع النهار إذا هو بهم (٣) والأرض فحمل وحمل أصحابه وانهزم العدو وأصابوا غنائم كثيرة ، فلحق الناس الذين لم يحضروا القتال فقالوا نحن شركاؤهم في الغنيمة وقال الذين شهدوا القتال : ليس لكم نصيب معنا لأنكم لم تحضروا القتال وقال عبد الله بن الزبير وكان ممن حضر مع حبيب ليس لكم نصيب فكتب بذلك إلى معاوية ، فكتب أن اقسم بينهم كلّهم قال : وأظن معاوية كان كتب بذلك إلى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فكتب بذلك عمر. وقال الشاعر :

إن حبيبا بئس ما يواسي

وابن الزبير ذاهب الاقتناس

ليسوا بأنجاد ولا أكياس

ولا رقيقا بأمور الناس

__________________

(١) في مختصر ابن منظور ٦ / ١٩١ ووافقهم.

(٢) كذا رسمها بالأصل.

(٣) لفظتان غير واضحتين بالأصل تركنا مكانهما بياضا.

٧٥

رواه أبو إسحاق الفزاري ، عن ابن المبارك وقال : ليستا بأنجاد.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن أحمد (١) بن عبد الله الكبريتي ، أنبأنا أبو مسلم محمّد بن علي بن محمّد النحوي ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، أنبأنا أبو عروبة ، أنبأنا المسيّب بن واضح ، نبأنا أبو إسحاق ، عن ابن المبارك ، عن أبي بكر الغسّاني ، عن عطية بن قيس ، عن راشد بن سعد قال : سارت الرّوم إلى حبيب بن مسلمة وهو بأرمينية فكتب إلى معاوية يستمده فكتب معاوية إلى عثمان فكتب عثمان إلى أمير العراق يأمره أن يمدّ حبيبا ، فأمدّه بأهل العراق وأمّر عليهم سلمان بن ربيعة الباهلي ، فساروا يريدون غياث (٢) حبيب فلم يبلغوهم حتى لقي حبيب وأصحابه [العدوّ] ففتح الله تعالى لهم ، فلما قدم سلمان وأصحابه على حبيب سألوهم أن يشركوهم في الغنيمة وقالوا قد أمددناكم ، وقال أهل الشام لم تشهدوا القتال فليس لكم معنا شيء فأبى حبيب أن يشركهم وحوى هو وأصحابه على غنيمتهم ، فتنازع أهل الشام وأهل العراق حتى كاد يكون بينهم في ذلك كون ، فقال بعض أهل العراق :

إن تقتلوا سلمان نقتل حبيبكم

وإن ترحلوا نحو ابن عفان نرحل

قال أبو بكر بن أبي فهم : فسمعت من يقول : فهي أوّل عداوة وقعت بين أهل الشام وأهل العراق كذا في هذه الرّواية.

وقد أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، نبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو بكر بن إسحاق ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن النصر ، نبأنا معاوية بن عمرو ، عن أبي إسحاق الفزاري ، أنبأنا أبو بكر الغسّاني عن عطية بن قيس وراشد بن سعد قالا : سارت الرّوم إلى حبيب فذكر مثله ، إلّا أنه قال فكتب عثمان إلى أمير العراق ، وقال : فلم يبلغوهم حتى لقي حبيب ، وقال : ليس لكم معنا شيء بغير «فا» ، وقال : حتى كاد يكون بينهم في ذلك كون ، فقال بعض أهل العراق :

إن تقتلوا سلمان نقتل حبيبكم

وإن ترحلوا نحو ابن عفان نرحل

وقال في آخره : قال أبو بكر الغسّاني : فسمعت إنها أوّل عداوة ، انتهى ، وقد

__________________

(١) كذا ورد هنا «أحمد» وفي فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة ٧ / ٤٣٨) حمد. والكبريتي مكانها بالأصل «الكرتني» والذي أثبتناه عن فهارس شيوخ ابن عساكر.

(٢) بالأصل «عتاب» والمثبت عن مختصر ابن منظور ٦ / ١٩١.

٧٦

أسقط فيه ابن المبارك ، ولا بدّ منه ، وقوله في الرواية الأولى : عن عطية عن راشد وهم ، وصوابه عن عطية وراشد كما في هذه الرّواية.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا الحسين بن صفوان البردعي ، وأخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو الحسن الحمّامي ، أنبأنا أحمد بن سلمان النّجّاد ، قالا : أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني القاسم بن هاشم ، نبأنا أبو اليمان ، نبأنا صفوان بن عمرو ، عن الأشياخ : أن حبيب بن مسلمة كان يستحب إذا لقي عدوا أو ناهض حصنا قول : لا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم. وإنه ناهض يوما حصنا فانهزم الرّوم ، فقالها المسلمون ، فانصدع الحصن.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو بكر إسحاق ، وأنبأنا أبو سعد المطرز ، أنبأنا أبو نعيم ، حدّثنا سليمان الطبراني قالا : حدّثنا بشر بن موسى ، نبأنا أبو عبد الرّحمن المقرئ ، نبأنا ابن لهيعة ، حدثني ابن هبيرة ، عن حبيب بن مسلمة الفهري ـ زاد الطبراني : وكان مستجابا ـ أنه أمّر على جيش بدرب الدّروب فلما أتى العدوّ وقال وسمعت ـ وفي حديث الطبراني : فلما لقي العدو قال للناس : سمعت ـ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم ويؤمّن بعضهم ـ وقال الطبراني : سائرهم ـ إلّا أجابهم الله تعالى». ثم إنّه حمد الله تعالى وأثنى عليه وقال : اللهمّ احقن دماءنا واجعل أجورنا أجور الشهداء. فبينما هم على ذلك إذ نزل الهنباط ـ أمير العدو ـ وقد دخل على حبيب سرادقه ، انتهى ، قال الطبراني : الهنباط بالرومية : صاحب الجيش [٢٩٠٦].

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأنا محمّد بن علي السيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، نبأنا أحمد بن عمران ، نبأنا موسى بن زكريا ، نبأنا خليفة بن خياط ، قال : وجمع يعني معاوية لحبيب بن مسلمة الفهري أذربيجان وأرمينية قال أبو خالد : قال أبو البراء لم نسمع لأرمينية بوال بعد حبيب بن مسلمة حتى بعث عبد الملك بن مروان أخاه محمّدا سنة ثلاث وسبعين (١).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، أنبأنا حمزة بن علي ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي

__________________

(١) في تاريخ خليفة ص ٢٩٨ «ثلاث وثمانين».

٧٧

نصر ، أنبأنا عمر أبو علي ، أنبأنا علي بن بكر ، أنبأنا ابن الخليل قال : أنشدني أبو زيد وهو عمر بن شبّة (١) قال : أنشدنا ابن عائشة يعني لشريح :

ألا كل من يدعى حبيبا ولو بدت

مروءته يفدى حبيب بني فهر (٢)

همّام يقود الخيل حتى كأنما

يطال برضراض الحصا جاجم الجمر

قال : ويروى :

شهاب يقود الخيل حتى يزيرها

حياض المنايا لا يثيب على وتر

تهبطن واستصعدن حتى كأنما

يطأن برضراض الحصا جاجم الجمر

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، نبأنا يعقوب ، نبأنا أبو اليمان ، نبأنا حريز (٣) بن عثمان ، عن ابن أبي عوف (٤) ، عن عبد الله بن يحيى قال : حضرت مع حبيب بن مسلمة جنازة شرحبيل بن السّمط فأقبل علينا حبيب بوجهه كالمشرف علينا ـ يقول ـ لطوله انتهى (٥).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي ، أنبأنا محمّد بن العبّاس ، أنبأنا أحمد بن معروف ، نبأنا الحسين بن الفهم ، حدثنا محمّد بن سعد ، أنبأنا علي بن محمّد يعني المدائني ، عن سليمان بن أيّوب ، عن الأسود بن قيس العبدي ، قال [لقي] الحسن بن علي حبيب بن مسلمة فقال له : يا حبيب ربّ مسير لك في غير طاعة الله تعالى ، فقال : أما مسيري إلى أبيك فليس من ذلك ، قال : بلى ، ولكنك أطعت معاوية على دنيا قليلة زائلة ، فلئن قام بك في دنياك لقد قعد بك في دينك ، ولو كنت إذ فعلت شرا قلت خيرا ، كان ذلك كما قال الله تعالى : (خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً)(٦) ولكنك كما قال الله تعالى : (كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ)(٧) ، انتهى.

__________________

(١) بالأصل «شيبة» والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ٣٦٩.

(٢) البيت الأول في الاستيعاب ١ / ٣٢٩.

(٣) بالأصل «جريز» والصواب ما أثبت «جريز».

(٤) اسمه : عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي.

(٥) الخبر في طبقات ابن سعد ٧ / ٤٤٥ في ترجمة شرحبيل بن السمط.

(٦) سورة التوبة ، الآية : ١٠٢.

(٧) سورة المطففين ، الآية : ١٤.

٧٨

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن أحمد بن الحسن البروجردي ، أنبأنا أبو سعد علي بن عبد الله بن باكوية الشيرازي ، نبأنا محمّد بن سليمان ، نبأنا محمّد بن حميد ، نبأنا أبو سعد علي بن عبد الله بن أبي صادق الخيري ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن باكوية الشيرازي ، أنبأنا محمّد بن سليمان ، نبأنا حميد بن محمّد بن نصير ، حدّثنا سويد بن عبد العزيز ، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز ، قال : دخل الضحاك بن قيس على حبيب بن مسلمة في مرضه الذي قبض فيه فقال : ما كان بدء (١) مرضك؟ قال : دخلت الحمّام فأوتيت غفلة ، فجعلت على نفسي ألّا أخرج منه حتى أذكر الله تعالى كذا وكذا مرة ، فمرضت انتهى.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، نبأنا عبد العزيز بن أحمد التميمي ، أنبأنا مسدّد بن علي ، أنبأنا أبي ، أنبأنا عبد الصّمد بن سعيد ، حدّثني سليمان بن عبد الحميد ، نبأنا يزيد بن عبد ربّه ، حدثني الوليد بن المسلم ، حدثني سعيد (٢) بن عبد العزيز قال : قيل لحبيب بن مسلمة ما كان بدوّ علتك في مرضه الذي مات فيه قال : دخلت الحمّام فأطلت المكث فيه ، انتهى.

قال : وأخبرني محمّد بن عمير عن ابن سميع ، عن دحيم : أنه توفي بدمشق.

أنبأنا أبو سعد المطرّز وأبو علي الحداد ، قالا : أنبأنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، أنبأنا عبد الله بن محمّد ، نبأنا أحمد بن عمرو بن الضحاك ، نبأنا عمرو بن عثمان ، نبأنا بقية ، عن صفوان بن عمرو ، حدثني أبو (٣) سلمة عبد الرحمن بن فضالة الحضرمي ، عن ابن رغبان : أن حبيب بن مسلمة دخل العليا بحمص فقال : وهذا من نعيم ما ينعم به أهل الدنيا ولو مكثت فيه ساعة لهلكت ، ما أنا بخارج منه حتى أستغفر الله تعالى فيه ألف مرة ، قال : فما فرغ حتى ألقى الماء على وجهه مرارا. وأري رجل في منامه رؤيا فقيل له بشّر حبيبا حبيب الله بالوصيفين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا ثابت بن بندار ، أنبأنا محمّد بن علي الواسطي ، أنبأنا محمّد بن أحمد البابسيري ، أنبأنا الأحوص بن المفضّل ، أنبأنا أبي

__________________

(١) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن مختصر ابن منظور ٦ / ١٩٢.

(٢) بالأصل «سعد» خطأ ، وقد مرّ.

(٣) بالأصل «أبي».

٧٩

قال : قال أبو زكريا : ومات حبيب بن مسلمة في خلافة معاوية ، انتهى.

أنبأنا أبو سعد وأبو علي ، قالا : أنبأنا أبو نعيم قال : وأنبأنا سليمان بن أحمد ، أنبأنا [أبو] الزنباع (١) ، نبأنا يحيى بن بكير قال : توفي حبيب بن مسلمة سنة اثنتين (٢) وأربعين ، وسنّه (٣) خمسون سنة ، انتهى.

قال : وأنبأنا أبو حامد بن حبلة ، نبأنا محمّد بن إسحاق ، أخبرني أبو يونس المديني ، نبأنا إبراهيم بن المنذر قال : حبيب بن مسلمة الفهري مات بأرمينية سنة اثنتين (٤) وأربعين ولم يبلغ خمسين ، وذكر الواقدي في كتاب الصّوائف أن حبيبا مات بدمشق فالله تعالى أعلم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التيمي ، أنبأنا مكي بن محمّد بن الغمر ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر ، قال : قال الهيثم بن عديّ فيها يعني سنة إحدى وأربعين مات عثمان بن طلحة وصفوان بن أمية وحبيب بن مسلمة وأبو بردة [بن نيار](٥) ورفاعة (٦) بن رافع ، وذكر أنه أخبره بذلك أبوه عن أحمد بن عبد بن ناصح عن الهيثم انتهى ، تابعه المدائني على وفاة حبيب بن مسلمة ، انتهى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنبأنا [أبو] الحسن السّيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، نبأنا أحمد بن عمران ، نبأنا موسى بن زكريا ، نبأنا خليفة بن خياط قال : وفيها ـ يعني سنة اثنتين وأربعين ـ مات حبيب بن مسلمة الفهري في أرض أرمينية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد ، أنبأنا أبو طاهر المخلّص ـ إجازة ـ أنبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن السّكري ، أخبرنا عبد الرحمن بن محمّد بن المغيرة ، حدثني [أبو] عبيد القاسم بن سلام قال : سنة اثنتين (٧) وأربعين توفي فيها حبيب بن مسلمة الفهري ، انتهى.

__________________

(١) اللفظة غير واضحة بالأصل ، والزيادة لازمة ، انظر ترجمة سليمان بن أحمد في سير الأعلام ١٦ / ١٢٠ وفيها أنه روى عن أبي الزنباع روح بن الفرج القطان.

(٢) بالأصل : اثنين.

(٣) بالأصل : «أو سنته».

(٤) بالأصل : اثنين.

(٥) بياض بالأصل ، والمستدرك بين معكوفتين عن تاريخ خليفة ص ٢٠٥.

(٦) بالأصل : «ورقاع» والصواب ما أثبت.

(٧) بالأصل : اثنين.

٨٠