تاريخ مدينة دمشق - ج ١٢

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٢

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٣
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

١
٢

ذكر من اسمه حازم

١١٦٩ ـ حازم بن حسين

أظنه من أهل المدينة.

حدّث عن ربيعة ، عن عطاء بن يعقوب مولى ابن سباع (١) ، وعمر بن عبد العزيز ووفد عليه ، روى عنه الواقدي قيده أبو عبد الله الصوري في موضعين بالحاء المهملة ، انتهى.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيوية ، أنبأنا أحمد بن معروف إجازة ، نبأنا الحسين بن الفهم ، نبأنا محمّد بن سعد (٢) ، أنبأنا محمّد بن عمر ، حدثني حازم (٣) بن حسين قال : رأيت (٤) عمر بن عبد العزيز بخناصرة وأتي برجل شهد عليه أنه شرب خمرا بأرض العدو فجلده ثمانين.

روى عنه الواقدي أمكنة (٥) أخرى عن ربيعة بن يعقوب ، عن عمر بن عبد العزيز والله أعلم.

وروى الواقدي حديثا آخر عن حازم بن حسين ، عن عبد الكريم بن أبي أميّة فقال خازم بالخاء المعجمة ، وذلك آخر بصري والله أعلم.

__________________

(١) ضبطت عن تقريب التهذيب.

(٢) طبقات ابن سعد ٥ / ٣٥٤ في ترجمة عمر بن عبد العزيز.

(٣) في ابن سعد : «خازم» بالخاء المعجمة.

(٤) غير واضحة بالأصل ، وعليها إشارة ، والمثبت عن ابن سعد.

(٥) بالأصل «مكانه».

٣

١١٧٠ ـ حازم بن مالك بن بسطام

حدّث عن عبد العزيز بن الحصين.

روى عنه القاسم بن هاشم.

وهو وهم وإنما هو حماد بن مالك بن بسطام الحرستاني (١) الأشجعي ، وقد صحف فيه بعض الرواة. وقد روى حمّاد عن عبد العزيز ، وروى عنه القاسم بن هاشم السّمسار.

وأخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف ، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل ، نبأنا أحمد بن مروان ، نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نبأنا قاسم بن هاشم ، نبأنا حازم بن مالك بن بسطام الدمشقي ، نبأنا عبد العزيز بن الحصين ، قال : بلغني أن عيسى بن مريم قال : من كثر كذبه ذهب جماله ، ومن لا حى الرّجال سقطت كرامته ، ومن كثر همّه سقم جسده ومن ساء خلقه عذّب نفسه (٢).

١١٧١ ـ حازم بن أبي موسى

حكى عنه الوليد بن مسلم ، انتهى.

أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد ، وأبو محمّد هبة الله بن أبي الحسين الأنصاري قالا : نبأنا عبد العزيز بن أبي طاهر ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنبأنا [أبو](٣) عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي ، نبأنا محمّد بن علي بن عائذ ، نبأنا الوليد ، قال : وحدثني حازم بن أبي موسى : أنه كان فيمن سار مع سليمان بن هشام إلى حصار سنادة الجبل وخلف العسكر في سنادة السّهل قال : فحاصرنا سنادة الجبل نحوا (٤) من أربعين ليلة (٥) ليس لهم ماء إلّا صهريج فكاتبوا سليمان على أن لا يقتل منهم أحدا ولا يفرق بين أهل البيوت ، فأجابهم إلى ذلك

__________________

(١) هذه النسبة إلى حرستا ، قرية على باب دمشق قريبة منها. ذكره السمعاني وترجم له باسم «أبي مالك حماد بن مالك بن بسطام».

(٢) إشارة بالأصل إلى أن هناك بياضا مقدار سطر إلا كلمة.

(٣) سقطت من الأصل واستدركت عن الأنساب (البسري).

(٤) بالأصل «نحو».

(٥) كلمة رسمها بالأصل : «بحيرانه» تركنا مكانها بياضا.

٤

وقفلنا غدا فتأتيهم سحابة فأمطرت على مجاري الصهريج فملته ، فامتنعوا ودخلنا عنهم يأسا إلى سنادة وأمر الناس بالجهاز إلى القفل ففعلوا وأصبح الناس على ظهر يوما قد سمّاه وقال : براياته معقبا إلى داخل أرض الرّوم ليصيب عوضا مما فاته من غنائم الخمس فأتت الأجناد تتبعه وصاحوا بصوت واحد لا تريد وتوجهت الأجناد إلى القفل ، فكان ذلك أول معصية ظهرت لأهل الشام. قال حازم : وابتليت دوابّ الناس بقرحة سقطت منها حوافر الدّواب فأرحل عامة الناس.

١١٧٢ ـ حازم مولى عمر بن عبد العزيز

حدّث عن عمر بن عبد العزيز.

روى عنه : حمّاد بن سلمة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح المحاملي ، أنبأنا أبو الحسن الدّارقطني في باب حازم بالحاء : حازم مولى عمر بن عبد العزيز ، روى عن عمر بن عبد العزيز ، روى عنه حماد بن سلمة ، انتهى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (١) : أمّا حازم ـ أوله حاء مهملة وبعدها زاي ـ حازم مولى عمر بن عبد العزيز حدّث عن مولاه ، روى عنه حماد بن سلمة انتهى.

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ٢٧٧.

٥

ذكر من اسمه حامد

بالحاء والميم والدّال المهملتان

١١٧٣ ـ حامد بن أحمد بن محمّد

أبو (١) أحمد المروزي ويعرف بالزّيدي (٢) الحافظ (٣)

وإنما عرف بذلك لأنه كان يجمع حديث زيد بن أبي أنيسة ، من الحفاظ الرحالين في الحديث والكتّابين للحديث الجوالين.

سمع بخراسان والعراق ومصر ؛ وسكن طرسوس ، وقد انتقى على خيثمة بن سليمان.

وحدّث عن محمّد بن العبّاس الدمشقي ، وأبي (٤) رجاء محمّد بن حمدوية ، وأحمد بن سورة ، ومحمّد بن نصر بن شيبة المروزيين ، وعلي بن الحسن بن سالم (٥) الأصبهاني.

روى عنه : أبو بكر بن إسماعيل المستملي ، وأبو الحسن الدّارقطني ، وأبو القاسم عبد الله بن أحمد بن الثلّاج (٦).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم وأبو القاسم بن السّمرقندي ، قالا : أنبأنا أبو نضر بن طلّاب ، أنبأنا أبو الحسين بن جميع ـ بصيدا ـ ، أنبأنا حامد بن محمّد بن

__________________

(١) بالأصل «بن» والصواب ما أثبت ، عن مصادر ترجمته.

(٢) بالأصل «الزبيدي» والصواب ما أثبت باعتبار ما يلي ، وانظر مصادر ترجمته.

(٣) ترجمته في تاريخ بغداد ٨ / ١٧١ وتذكرة الحفاظ ٣ / ٩١٨ وسير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٦٩.

(٤) بالأصل : «وابن أبي رجاء» والصواب عن مصادر ترجمته.

(٥) في مصادر ترجمته : سلم.

(٦) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن سير أعلام النبلاء وتاريخ بغداد.

٦

داود (١) المروزي الزّيدي أبو أحمد الحافظ ببغداد ، نبأنا محمّد بن عمران بن موسى ، نبأنا محمّد بن يحيى القصري ، نبأنا بشر بن عفان ، عن عروة بن ثابت ، عن مطر الوراق ، عن محمّد بن سيرين ، عن أبي هريرة قال : أوصاني خليلي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بثلاث : الوتر قبل النوم ، وصيام ثلاثة أيام من كلّ شهر ، والغسل يوم الجمعة ، انتهى. كذا رواه. قال في نسبة داود ولا أراه محفوظا والله تعالى أعلم.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (٢) : نبأنا هلال بن عبد الله بن محمّد الطيبي وعلي بن محمّد بن الحسين (٣) المالكي وعبيد الله بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ الأمين ، قالوا : حدثنا محمّد بن إسماعيل الورّاق ـ إملاء ـ أنبأنا أبو أحمد حامد بن أحمد بن محمّد المروزي ، ـ قدم علينا ـ نبأنا أبو العبّاس ، محمّد بن نصر بن شيبة الفزاري المروزي ، أنبأنا أبو مالك سعيد بن هبيرة العامري ، نبأنا همّام ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله تعالى يقول كل يوم أنا ربكم العزيز ، فمن أراد عزّ الدارين فليطع العزيز» [٢٨٨٨].

أخبرنا أبو النجم أيضا ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، نبأنا محمّد بن علي الصوري ، أنبأنا محمّد بن عبد الرحمن الأزدي ، نبأنا ابن مسرور ، نبأنا أبو سعيد بن يونس حينئذ ، وكتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة ، وحدثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنبأنا عمي ، عن أبيه قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس : حامد بن محمّد المروزي يكنى أبا أحمد ويعرف بالزّيدي قدم مصر ـ زاد ابن مندة ذلك وكتاب بها فقالا : ـ وكان كتّابة للحديث ، وكان يحفظ ويفهم وكتب عنه وخرج إلى بغداد فمات بها في شهر رمضان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة فيما قرأت عليه عن أبي زكريا عبد الرّحيم بن أحمد حينئذ ، وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس ، أنبأنا أبو زكريّا حينئذ ، وأخبرنا أبو الحسين بن سلامة بن يحيى ، أنبأنا أبو الفرج سهل بن بشر ، أنبأنا رشأ بن نظيف ، قالا : نبأنا عبد العزيز بن سعيد في

__________________

(١) كذا ورد اسمه هنا بالأصل. وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى إنكاره.

(٢) تاريخ بغداد ٨ / ١٧١.

(٣) تاريخ بغداد : الحسن.

٧

باب الزيدي قال : أبو أحمد المروزي الزيدي الحافظ واسمه حامد بن محمّد. قال أبو زكريا البخاري فقال إنه عني بجمع حديث زيد بن أبي أنيسة نسب إليه.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (١) : أمّا الزيدي ممن ينسب إلى زيد أبو أحمد المروزي الزيدي الحافظ وهو حامد بن محمّد ، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد وأبو النجم بدر بن عبد الله ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٢) : حامد بن أحمد بن محمّد بن أحمد [أبو أحمد](٣) المروزي ، المعروف بالزّيدي كان له عناية بحديث زيد بن أبي أنيسة وجمعه وطلبه فنسب (٤) إليه ، وسكن طرسوس ثم قدم بغداد وحدّث بها عن أبي رجاء محمّد بن حمدوية ، وأحمد بن سورة ، ومحمّد بن نصر بن شيبة المراوزة ، وعن علي بن الحسن بن سالم (٥) الأصبهاني ، ومحمّد بن العبّاس الدمشقي ، روى عنه محمّد بن إسماعيل ، والدارقطني وابن الثلاج ، وكان ثقة مذكورا بالفهم وموصوفا بالحفظ ، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، حدثنا وأبو النجم الشّيحي ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (٦) ، حدثني عبيد الله بن أبي الفتح ، عن طلحة بن محمّد بن جعفر أن أبا أحمد الزّيدي الحافظ مات في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ، انتهى ، قال الخطيب : وكذلك قرأت في كتاب ابن الثلاج بخطه ، وقرأت في كتاب محمّد بن علي بن عمر بن الفياض : توفي أبو أحمد الزيدي في شهر رمضان من سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. قال الخطيب وهو القول الأصح ، وبلغني أن أبا أحمد كان مولده في سنة اثنتين (٧) وثمانين [ومائتين].

١١٧٤ ـ حامد بن سهل بن الحارث

أبو محمّد البخاري

سمع بدمشق وغيرها [هشام] بن عمّار ودحيما ، وعبد الوهّاب بن الضحاك ،

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٤ / ١٤٤ و ١٤٥ وذكره فيمن نسب إلى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم.

(٢) تاريخ بغداد ٨ / ١٧١.

(٣) الزيادة عن تاريخ بغداد.

(٤) عن تاريخ بغداد وبالأصل : فنسيت.

(٥) تاريخ بغداد : سلم.

(٦) تاريخ بغداد ٨ / ١٧١.

(٧) بالأصل : اثنين.

٨

وزهير بن عبّاد ، وعمرو بن عثمان الحمصي ، وحرملة ، والرّبيع بن سليمان ، وأحمد بن منيع ، وعيسى بن حمّاد ، ومحمّد بن عبد الأعلى الصّنعاني ، ومحمّد بن يحيى الأشعري ، وقتيبة بن سعيد ، وإبراهيم بن يوسف البلخي ، وأبا مصعب الزهري ، وأحمد بن عبدة الضّبيّ ، وعمران بن موسى الفرار.

روى عنه : أبو حاتم سهل بن السّري البخاري ، ومحمّد بن أحمد بن أبي حامد البخاري ، وأحمد بن أحمد بن حمدان ، وأبو نصر أحمد بن سهل بن حمدوية ، وخلف بن محمد الخيام ، وأحمد بن نضر بن محمّد بن أشكاب البخاريون ، وأبو عمرو محمّد بن محمّد بن صابر (١) ، انتهى.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأنا شجاع بن علي ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن أبي حامد البخاري ، نبأنا حامد بن سهل الثّغري ، نبأنا هشام بن عمّار ، نبأنا محمّد بن شعيب بن شابور ، أخبرني معاذ بن رفاعة ، عن أبي عبد الملك يعني علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة عن حمزة عن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أنه قال : يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه» ثم ذكر الحديث بطوله لم يزد عليه [٢٨٨٩].

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي بكر الخطيب ، قال : قرأت بخطّ أبي عبد الله الغنجار (٢) البخاري سمعت أبا صالح خلف بن محمّد يقول توفي حامد بن سهل سنة سبع وتسعين ومائتين (٣).

١١٧٥ ـ حامد بن محمّد بن خليل (٤) بن بحر

أبو العبّاس النّسوي

سكن دمشق ، وحدّث بها عن أبي نصر أحمد بن الحسن بن الحسين الشيرازي اللّبّاد.

__________________

(١) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٢٨.

(٢) واسمه محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٣٠٤.

(٣) زيد في سير أعلام النبلاء ترجمته ١٤ / ٥١ «وكان من أبناء الثمانين».

(٤) في مختصر ابن منظور : «حامد.» وسيأتي أثناء الترجمة «حامد» وليس «خليل».

٩

حدّثنا عنه أبو محمّد بن الأكفاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنبأنا أبو العبّاس حامد بن محمّد بن حامد النسوي ـ بقراءتي عليه ـ أنبأنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد الشيرازي الواعظ لفظه بمصر ، نبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن أحمد بن محمّد بن الحسين بن أحمد بن محمّد بن الليث الخطيب بشيراز ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن أبي بكر أحمد بن محمّد الخرقي بأصبهان ـ إملاء ـ نا أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن عبد الكريم الرازي ، نبأنا يونس بن عبد الأعلى ، نبأنا عبد الله بن وهب ، أخبرني عمرو (١) بن الحارث أن دراجا (٢) حدّثه عن الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «من تواضع لله عزوجل درجة يرفعه الله تعالى درجة ، ومن يتكبّر على الله تعالى درجة يضعه الله تعالى درجة ، حتى يجعله في أسفل السّافلين» [٢٨٩٠].

أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو الوفاء عبد الواحد بن أحمد بن عبد الواحد ، أنبأنا أبو طاهر بن محمود ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، أنبأنا أبو العبّاس بن قتيبة نبأنا حرملة بن عبد الله بن يحيى ، أنبأنا عبد الله بن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث أن دراجا حدّثه عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «من يتواضع لله درجة يرفعه الله درجة حتى يجعله في أعلى عليين ، ومن يتكبّر على الله درجة يضعه الله درجة حتى يجعله في أسفل السّافلين» انتهى ، رواه ابن ماجة (٣) في سننه عن حرملة [٢٨٩١].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنبأنا أبو العبّاس الفسوي ، أنبأنا أبو نصر الواعظ ، أخبرتنا (٤) رابعة بنت أحمد بن الدجاج الأصبهانية ـ بها ـ أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، أنبأنا أبو يعلى ، أنبأنا محمّد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي ، نبأنا أبو إسحاق الفزاري ، عن شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمر ، قال :

__________________

(١) بالأصل «عمر» والصواب «عمرو» انظر ترجمة دراج في تهذيب ٢ / ١٢٤.

(٢) هو دراج بن سمعان ، أبو السمح المصري القاص مولى عبد الله بن عمرو ، مستقيم الحديث توفي سنة ١٢٦ (الكاشف) وتهذيب التهذيب ٢ / ١٢٤.

(٣) سنن ابن ماجة ، ٣٧ كتاب الزهد ح رقم ٤١٧٦.

(٤) بالأصل : أخبرنا.

١٠

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «رضى الله في رضى الوالد ، وسخط الله تعالى في سخط الوالد» [٢٨٩٢].

أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو عبد الله الخلال وأمّ المجتبى العلوية ، قالا : أنبأنا إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر المقرئ ، أنبأنا أبو يعلى فذكر مثله.

أخبرنا أبو بكر بن الأكفاني ، نبأنا عبد العزيز الكتاني قال : سنة أربع وستين وأربع مائة فيها توفي حامد بن محمّد الفسوي في ربيع الأوّل حدّث عن أبي نصر أحمد بن الحسين الشيرازي الواعظ الذي كان بمصر قال : أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني في موضع آخر توفي أبو العبّاس حامد بن محمّد الفسوي في شهر ربيع الأوّل سنة أربع وستين فيها مات ودفن بباب الصغير.

١١٧٦ ـ حامد بن ملهم

أبو الجيش القائد

ولي إمرة دمشق من قبل الملقب بالحاكم في سنة تسع وتسعين وثلاثمائة بعد علي بن جعفر بن فلاح ، فوليها حامد سنة وأربعة أشهر ونصف ، ثم عزل بأبي عبد الله بن محمّد بن نزال وكان ممدحا.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن محمّد بن أسد العكبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنبأنا أبو عبد الله الصّوري ، أنشدني أبو محمّد عبد المحسن بن محمّد بن أحمد الصّوري ، لنفسه في أبي الجيش حامد بن ملهم وقد جلس في مجلس ما بين بستان لدّ وبين بحيرة طبرية فقال فيه عبد المحسن :

أبلغا عني أبا الجيش أمير الجيش أمرا

إنّ لي فيك وفي مجلسك الليلة فكرا

من رأى جودك فياضا وأخلاقك زهرا

ظن بين البحر وبين البستان بستانا وبحرا

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني ممّا نقله من خطّ أبي الحسين الميداني قال : وجاءت الولاية لحامد بن ملهم تسلّم ذلك لخمس وعشرين ليلة خلت من رجب سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.

١١

١١٧٧ ـ حامد بن يوسف بن الحسين

أبو أحمد التّغلبي (١)

دخل دمشق زائرا لبيت المقدس ، وحدّث بدمشق وحلب : عن أبي عبد الله بن محمّد بن علي بن أحمد البيهقي نزيل بيت المقدس ، وأبي حكيم عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله الخبري (٢) ، وأبي الفضل محمّد بن عبد الله الآبنوسي ، وأبي بكر محمّد بن الحسن بن أبي جيد البشنوي وسمع منه ببيت المقدس ، وأبي طاهر محمّد بن أحمد بن الصقر الأنباري.

حدثنا عنه أبو القاسم بن السّوسي وكان خروجه من دمشق سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السّوسي ، أنبأنا أبو أحمد حامد بن يوسف بن الحسين التغلبي ، قدم علينا دمشق سنة اثنين وثمانين وأربعمائة ، أنبأنا أبو حكيم عبد الله بن إبراهيم الفرضي ، أنبأنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح ، أنبأنا عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ ، نبأنا عبد الله بن محمّد ، نبأنا هدبة بن خالد ، نبأنا مبارك بن فضالة ، عن ثابت ، عن أنس أن رجلا قال : يا رسول الله إني أحبّ فلانا في الله عزوجل قال : «فأخبرته»؟ قال : لا ، قال : «قم فأخبره» قال : فلقيه فقال : إني أحبّك في الله يا فلان ، فقال له : أحبّك الذي أحببتني له [٢٨٩٣].

__________________

(١) إعجامها غير واضح بالأصل ، ورسمها : التنلسبي والمثبت عن مختصر ابن منظور ٦ / ١٧٧.

(٢) انظر ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٥٥٨.

١٢

ذكر من اسمه حباب (١)

بالحاء (٢) المهملة

١١٧٨ ـ حباب (٣) الكعبي

أبو أم معمر لبنى صاحبة قيس بن ذريح ، وفد على معاوية شاكيا لقيس حتى أهدر معاوية دم قيس إذا لم يلين ، له ذكر ، انتهى.

١١٧٩ ـ حبّال (٤) بن عمر الكلبي بن عمر بن منصور بن جمهور

كان فيمن سعى في قتل الوليد بن يزيد والبيعة لابن عمّه يزيد بن الوليد ، هو من أهل قرية المزّة ، له ذكر.

١١٨٠ ـ حبّان بن عبد الله الطوسي

حدّث بجبيل من ساحل دمشق ، عن أبي بكر محمّد بن خلّاد البابلي.

روى عنه : أبو بكر محمّد بن إسحاق الرازي ، انتهى.

قرأت على أبي المكارم الأزدي ، عن نصر بن إبراهيم القرشي المقدسي ، أنبأنا عبد الله بن محمّد بن يوسف النحوي ، نبأنا عيسى بن عبد الله المصاحفي ، أخبرني علي بن جعفر بن محمّد الرازي ، نبأنا سليمان بن أحمد ، نبأنا محمّد بن إسحاق ، نبأنا حبّان بن عبد الله الطوسي بجبيل ، نبأنا أبو بكر بن خلّاد ، قال : سمعت ابن عيينة يقول لما خرج زيد بن علي أقفل أهل منصور على منصور الباب.

__________________

(١) رسمت بالأصل «خباب» والصواب ما أثبت.

(٢) بالأصل «بالخاء المعجمة».

(٣) بالأصل «جباب».

(٤) بالأصل «خبال».

١٣

١١٨١ ـ حبّان (١) بن موسى بن حبّان بن [موسى](٢)

أبو (٣) محمّد الخلالي

حدّث عن زكريا بن يحيى السّجزي ، وأبي أيّوب سليمان بن عبد الله بن عبد الرحمن.

كتب عنه أبو الحسين الرازي وروى عنه ابن ابنه أبو الفرج العبّاس بن محمّد بن حبّان ، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، نبأنا عبد العزيز بن أحمد ـ إملاء ـ نبأنا أبو الحسن علي بن الحسين الرّبعي ، الحافظ ، نبأنا أبو الفرج العبّاس بن محمّد بن حبّان (٤) بن موسى بن حبّان بن موسى ، نبأنا جدي حبّان بن موسى ، نبأنا زكريا بن يحيى السّجزي ، نبأنا أبو معمر وقتيبة ، قالا : نبأنا إسماعيل بن جعفر ، عن موسى بن عقبة ، عن أبي النضر ، عن أبي سلمة ، عن سعد أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يمسح على الخفين انتهى.

أخبرناه عاليا أبو القاسم الشّحّامي ، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (٥) ، أنبأنا أبو طاهر بن خزيمة ، أنبأنا جدي ، أنبأنا علي بن حجر ، نبأنا إسماعيل ، نبأنا موسى بن عقبة ، عن أبي النضر سالم مولى عمر بن عبيد الله بن معمر ، عن أبي سلمة بن أبي عبد الرحمن ، عن سعد بن أبي وقاص ، قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن المسح على الخفين فقال : «لا بأس به» [٢٨٩٤].

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي زكريا البخاري ، انتهى.

وحدّثنا خالي أبو المعالي القاضي ، حدثنا نصر بن إبراهيم المقدسي ، أنبأنا أبو زكريا ، حدثنا عبد الغني بن سعيد (٦) ، قال في باب حبّان بكسر الحاء حبّان بن موسى

__________________

(١) ضبطت بالقلم بالأصل بالفتح ، وتشديد الباء والضبط عن تقريب التهذيب.

(٢) الزيادة عن مختصر ابن منظور ٦ / ١٧٧.

(٣) في تهذيب التهذيب : «الكلابي ، أبو محمد الدمشقي» وفي سير أعلام النبلاء ١١ / ١١ «الكلاعي الدمشقي».

(٤) ضبطت بالأصل بالفتح.

(٥) بالأصل «الخيروردي» والصواب ما أثبت ، وقد مرّ.

(٦) بالأصل «سعد» انظر ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٢٦٨.

١٤

الدمشقي متأخر ، عن زكريا بن يحيى السّجزي ، روى عنه ابن ابنه العبّاس بن محمّد بن حبّان.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (١) : أما حبّان ـ بكسر الحاء ـ حبّان بن موسى بن حبّان أبو محمّد الدّمشقي متأخر يروي عن زكريا بن يحيى السّجزي ، حدث عنه ابن ابنه العبّاس بن محمّد بن حبّان ، انتهى.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، نبأنا بكر بن محمّد بن العمري ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال : سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة فيها مات حبّان بن موسى انتهى.

قرأت بخطّ أبي الحسين بن أحمد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه من شيوخ مدينة دمشق وهو أبو محمّد حبّان بن موسى بن حبّان بن موسى بن الكلابي مات في ربيع الأوّل سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.

١١٨٢ ـ حبة بن سلامة الكلبي

من أصحاب يزيد بن الوليد ، شهد بعض حروبه وأبلى فيها. له ذكر.

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ٣٠٧ و ٣١٠.

١٥

ذكر من اسمه حبيب

١١٨٣ ـ حبيب بن أوس بن الحارث

ابن قيس بن الأشج بن يحيى بن مزينا بن سهم

ابن خلّجان الكاتب بن مروان بن دجانة بن زبر بن سعيد

ابن كاهل بن عامر (١). ويقال : ابن عمر بن عدي بن عمرو بن طيّىء

أبو تمّام الطائي الشاعر (٢)

من أهل قرية جاسم من حوران ، مدح الخلفاء والأمراء فأحسن.

وحدّث عن صهيب بن أبي الصهباء الشاعر ، والعطّاف بن هارون ، وكرامة بن أبان العدوي ، وأبي عبد الرحمن الأموي ، وسلامة بن جابر النهدي ، ومحمّد بن خالد الشيباني.

روى عنه : خالد بن يزيد الشاعر ، وأبو العوف بن الوليد بن عبادة البختري ، وأبو بكر محمّد بن إبراهيم بن عتاب ، وأحمد بن أبي طاهر العبدوي البغدادي.

وكان أسمرا طويلا فصيحا حلو الكلام فيه تمتمة يسيرة ، وولد سنة ثمان وثمانين ومائة ، ويقال : سنة تسعين ومائة ، انتهى.

أخبرنا ( ) (٣) ، أنبأنا القاضي أبو المظفّر هنّاد بن إبراهيم بن

__________________

(١) في نسبه اختلاف ، انظر مصادر ترجمته.

(٢) ترجمته في تاريخ بغداد ٨ / ٢٤٨ الأغاني ١٦ / ٣٨٣ وفيات الأعيان ٢ / ١١ الوافي بالوفيات ١١ / ٢٩٢ سير أعلام النبلاء ١١ / ٦٣ وانظر بالحاشية فيها ثبتا بأسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمت له.

(٣) ثلاث كلمات غير واضحة ، تركنا مكانها بياضا.

١٦

نصر النّسفي ، أنبأنا عبد الحي بن عبد بن موسى الجوهري الشاعر ببخارى ، أنبأنا أبي أبو الحسن الشاعر ، حدثني أبو علي المفضل بن الفضل الشاعر ، نبأنا خالد بن يزيد الشاعر ، حدثني أبو تمام حبيب بن أوس الشاعر حدثني صهيب بن أبي الصّهباء الشاعر ، حدثني الفرزدق همام بن غالب الشاعر ، حدثني عبد الرّحمن بن ثابت الشاعر حدثني حسان بن ثابت الشاعر قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا حسّان ، اهجهم وجبريل معك» [٢٨٩٥].

وقال : «إنّ من الشعر حكمة» [٢٨٩٦ [.

وقال لي : «إذا حارب أصحابي بالسّلاح فحارب أنت باللّسان» ، انتهى [٢٨٩٧].

أخبرناه أبو القاسم بن إبراهيم وأبو الحسن بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد بن منصور ، قالا : حدثنا أبو منصور بن زريق ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (١) ، أنبأنا القاضي أبو العلاء الواسطي ـ من كتابه في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة ـ ، أنبأنا عبد الله بن موسى السّلامي الشاعر ـ بفائدة بن أبي بكير (٢) ـ حدثني أبو علي مفضل بن الفضل الشاعر ، حدثني خالد بن يزيد الشاعر ، حدثني أبو تمام حبيب بن أوس الشاعر حدثني صهيب بن أبي الصّهباء الشاعر ، حدثني الفرزدق الشاعر ، حدثني عبد الرّحمن بن حسان بن ثابت الشاعر ، حدثني أبي حسّان بن ثابت الشاعر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اهج المشركين وجبريل معك» وقال لي : «إنّ من الشعر حكمة» انتهى [٢٨٩٨].

قال الخطيب أفدت هذا الحديث عن أبي العلاء جماعة من أصحابنا البغداديين [والغرباء مع تعجبي](٣) ، فإن عبد الله بن موسى السلامي صاحب عجائب وظرائف وكان موطنه وراء نهر جيحون ، وحدّث ببخارى وسمرقند وتلك النواحي ، ولم ألق بخراسان من سمع منه ، ولا علمت أنه قدم بغداد. فلمّا حدثني عنه أبو العلاء جوّزت أن يكون ورد إلينا حاجّا فظفر به أبو عبد الله بن بكير وسمع منه أبو العلاء منه ، ولم يتسع له

__________________

(١) الخبر في تاريخ بغداد ٣ / ٩٨ في ترجمة ١٠٩٤ محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب أبي العلاء الواسطي.

(٢) في تاريخ بغداد «ابن بكير» وانظر ترجمته في تاريخ بغداد ٨ / ١٣ وسير الأعلام ١٧ / ٨.

(٣) بالأصل بعد كلمة البغداديين إشارة إلى شيء ما ، وتبين أن ثمة نقص في العبارة ، استدركنا السقط بين معكوفتين عن تاريخ بغداد ٣ / ٩٨.

١٧

المقام حتى يروي ما يشتهر به حديثه وتظهر عندنا رواياته ، فلما كان في سنة سبع (١) وعشرين وأربعمائة وقع إليّ خريطة أبي عبد الله بن بكير كان قد جمع فيه أحاديث مسندة لجماعة من الشعراء وكتبها بخطه فوجدت في جملتها بخط ابن بكير : حدّثني الحسين (٢) بن علي بن طاهر أبو علي الصّيرفي ، أخبرنا عبد الله بن موسى السلامي الشاعر بالحديث الذي ذكرته عن أبي العلاء ، عن السلامي بعينه بسياقه ولفظه. وكان في الجزء الآخر حديث عن ابن (٣) طاهر الصيرفي أيضا عن السلامي الشاعر مشافهة وإجازة أيضا عن السلامي ذكر ابن طاهر أن السلامي أخبرهم به مناولة فأوقفت على كتاب ابن بكير جماعة من شيوخنا وأصحابنا وشرحت هذه القصة لأبي القاسم التنوخي فاجتمع مع أبي العلاء وقال له : أيّها القاضي لا ترو (٤) عن عبد الله بن موسى السلامي فإن هذا الشيخ حدّث بنواحي بخارى ولم يرد بغداد. فقال أبو العلاء ما رأيت هذا السلامي ولا أعرفه ، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن (٥) بن قبيس ، حدثنا أبو النجم بدر بن عبد الله ، أنبأنا أبو بكر الخطيب قال (٦) : حبيب بن أوس ، أبو تمام الطائي الشاعر شامي الأصل كان بمصر في حداثته (٧) يسقي الماء في المسجد الجامع ، ثم جالس الأدباء وأخذ عنهم ، وتعلم منهم ، وكان فطنا فهما ، وكان يحبّ الشعر ، فلم يزل يعانيه حتى قال الشعر فأجاد ، وشاع ذكره وسار شعره حتى بلغ المعتصم (٨) ، فحمله إليه وهو بسرّ من رأى ، فعمل أبو تمام فيه قصائد عدة ، وأجازه المعتصم ، وقدّمه على شعراء وقته وزمانه وعصره ، وقدم إلى بغداد فجالس بها الأدباء وعاشر العلماء ، وكان موصوفا بالظرف وحسن الأخلاق ، وكرم النفس. وقد روى عنه أحمد بن أبي طاهر وغيره أخبارا مسندة. وهو حبيب بن

__________________

(١) في تاريخ بغداد : تسع.

(٢) في تاريخ بغداد : الحسن.

(٣) بالأصل «أبي» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٤) بالأصل : تروي.

(٥) بالأصل «الحسين» والصواب ما أثبت ، وقد مرّ كثيرا.

(٦) تاريخ بغداد ٨ / ٢٤٨.

(٧) عن تاريخ بغداد وبالأصل «حداثة».

(٨) في تاريخ بغداد : وبلغ المعتصم خبره.

١٨

أوس بن الحارث بن قيس بن الأشج بن يحيى بن مزينا بن سهم بن خلجان (١) بن مروان بن [دفافة بن مرّ بن](٢) سعد بن كاهل بن عمرو بن عدي بن عمر (٣) بن الحارث بن طيّىء ـ واسمه جلهم ـ بن أدد بن زيد (٤) بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ونقلته من خطه ، أنبأنا أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم الرازي ـ بالاسكندرية ـ أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم الصّوّاف ، أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن يوسف بن يحيى بن علي بن يحيى المنجم ـ بغدادي ، بمصر ـ نبأنا محمّد بن الحسن المقرئ ، نبأنا أبو الحسين أحمد بن سليمان المعبدي ، نبأنا أحمد بن أبي طاهر ، نبأنا يحيى بن صالح أبو الوليد قال : رأيت أبا تمام الطّائي حبيب بن أوس ـ بدمشق ـ غلاما يعمل مع قزاز كان أبوه خمارا بها ، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدثنا أبو النجم الشّيخي ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (٥) : أخبرني علي بن أيّوب القمي ، أنبأنا أبو عبيد الله المرزباني ، أخبرني محمّد بن يحيى الصّولي قال : قال قوم : إنّ أبا تمام هو حبيب بن تروس (٦) النصراني فغيّر فصيّر أوسا.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أنبأنا أبو علي الجازري حينئذ.

وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نبأنا وأبو النجم الشّيحي ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أحمد بن عمر بن روح النّهرواني ، قالا : نبأنا المعافى بن زكريا (٧) ، نبأنا محمّد بن محمود الخزاعي ، نبأنا علي بن الجهم ، قال : كان الشعراء يجتمعون كل جمعة في القبة المعروفة بهم من جامع المدينة ، فيتناشدون الشعر ، ويعرض كل واحد

__________________

(١) تاريخ بغداد : ملحان.

(٢) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.

(٣) تاريخ بغداد : عمرو.

(٤) بالأصل «يزيد» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٥) تاريخ بغداد ٨ / ٢٤٩.

(٦) كذا ، وفي تاريخ بغداد : «بدوس» وفي مختصر ابن منظور ٦ / ١٧٨ : تدوس.

(٧) الخبر في المجلس الصالح الكافي ٢ / ٢٦٥ وتاريخ بغداد ٨ / ٢٤٩ نقلا عن المعافى بن زكريا.

١٩

منهم على أصحابه ما أحدث [من القول](١) بعد مفارقتهم في الجمعة التي قبلها.

فبينما أنا في جمعة من تلك الجمع ، ودعبل وأبو الشيص ، وابن أبي فنن (٢) ، مجتمعون ، والناس يستمعون إنشاد بعضنا (٣) بعضا ، أبصرت شابا في أخريات الناس ، جالسا في زي الأعراب وهيئتهم فلما قطعنا الإنشاد قال لنا : قد سمعت إنشادكم منذ اليوم ، فاسمعوا إنشادي قلنا : هات ، فأنشدنا (٤) :

فحواك عين على نجواك يا مذل

حتام لا يتقضّى قولك الخطل

فإن أسمج من يشكو إليه هوى

من كان أحسن شيء عنده العذل

ما (٥) أقبلت أوجه اللّذات سافرة

مذ أدبرت باللّوى أيامنا الأول

إن شئت أن لا ترى صبرا لمصطبر

فانظر على أيّ حال أصبح الطّلل

كأنما جاد مغناه فغيره

دموعنا يوم بانوا ، فهي تنهمل

ولو ترانا وإياهم وموقفنا

في موقف البين لاستهلالنا زجل

من حرقة أطلقتها (٦) فرقة أسرت

قلبا ، ومن عذل (٧) في نحره عذل

وقد طوى الشوق في أحشائنا بقر

عين طوتهنّ في أحشائها الكلل

ثم مرّ فيها حتى انتهى إلى قوله في مدح المعتصم :

تغاير الشعر فيه إذ سهرت له

حتى ظننت قوافيه ستقتتل (٨)

قال : فعقد أبو الشّيص عند هذا البيت خنصره ثم مرّ فيها إلى آخرها ، فقلنا : زدنا فأنشدنا :

دمن ألمّ بها فقال سلام

كم حلّ عقدة صبره الإلمام (٩)

__________________

(١) الزيادة عن الجليس الصالح وتاريخ بغداد.

(٢) إعجامها غير واضح بالأصل والمثبت عن المصدرين السابقين.

(٣) بالأصل «بعضا» والمثبت عن المصدرين السابقين.

(٤) الأبيات في ديوانه ط بيروت ص ٢١٤ من قصيدة يمدح المعتصم ، والجليس الصالح وتاريخ بغداد.

(٥) هذا البيت والذي يليه سقطا من الجليس الصالح.

(٦) الجليس الصالح : أطاعتها.

(٧) الديوان : غزل.

(٨) وهو البيت الثامن عشر من القصيدة ، وبالأصل «شهدت» والمثبت «سهرت» عن المصادر.

(٩) مطلع قصيدة يمدح المأمون ، ديوانه ص ٢٦٣ وعجزه في الجليس الصالح :

كم جلّ عقد ضميره الالمام

٢٠