تاريخ مدينة دمشق - ج ١٢

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٢

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٣
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

١٢١٤ ـ الحجّاج بن علاط (١) بن خالد بن نويرة (٢)

ابن حنثر (٣) بن هلال بن عبد بن ظفر بن سعد بن عمرو

ابن تميم (٤) بن بهز بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم

أبو كلاب ، ويقال : أبو محمّد ، ويقال : أبو عبد الله السّلمي البهزي (٥)

له صحبة أسلم عام خيبر ، وروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثا واحدا.

روى عنه أنس بن مالك ، وامرأة من ولده لم يقع إليّ اسمها.

وسكن المدينة ثم تحول إلى الشام ، وسكن دمشق ، وكانت له بها دار عرفت بعده بدار الخالديين ، صارت بعده إلى أنس بن الحجّاج بن علاط ونسبت إلى ولده فقيل لها دار الخالدتين ، انتهى.

ذكر أبو الحسين الرازي عن شيوخه الدمشقيين بأسانيدهم أن الدار التي في سوق الطرائف الأولة وأنت جاء من سوق الطير المعروفة بدار الخالديين دار الحجاج بن علاط السّلمي الصحابي ثم صارت لابنه خالد بن الحجّاج بن علاط أمير دمشق من قبل ـ يعني ـ بعض بني أمية ، وكان للحجّاج بن علاط ابنان فعرفت الدار والسّوق بالخالديين ، وهي الدار المحترقة اليوم ، وكان خالد بن الحجاج بن علاط ابنان خالد بن علاط أمير دمشق من قبل ـ يعني ـ بعض بني أمية وكان للحجّاج بن علاط ابنان خالد بن الحجّاج هذا ، ونصر بن الحجّاج ، فبنو الروس وبنو تبوك من أولاد يزيد بن عبد الله بن يزيد بن تميم بن حجر مولى نصر بن الحجّاج بن علاط.

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا محمّد بن علي بن الفتح ، أنبأنا عمر بن أحمد الواعظ ، نبأنا محمّد بن جعفر الأدمي ، نبأنا عبد الله بن

__________________

(١) بالأصل : «غلاظ» والمثبت عن الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة وضبطها ابن حجر بكسر المهملة وتخفيف اللام.

(٢) في أسد الغابة : «ثويرة» وفي الإصابة نص : مصغرا.

(٣) في جمهرة ابن حزم ص ٢٦٢ «جسر».

(٤) في أسد الغابة : تيم.

(٥) ترجمته في الاستيعاب ١ / ٣٤٤ هامش الإصابة ، أسد الغابة ١ / ٤٥٦ الإصابة ١ / ٣١٣ والوافي بالوفيات ١١ / ٣١٨ وبحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى.

١٠١

أحمد الدّورقي ، نبأنا يحيى بن عمر الليثي ، حدثني ابن يسار العلاطي من ولد الحجّاج بن علاط قال : حدثتني جدتي عن أمّها أنها سمعت الحجّاج بن علاط يقول : أذن لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ودائعي التي كانت بمكة أن أكذب حتى آخذها ، فأخبرتهم أن محمّدا قد أصيب فدفعت إليّ ودائعي ثم خرجت في جوف الليل حتى أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو بخيبر فأخبرته بذلك ، انتهى.

وهذا الحديث مختصر من الحديث الطويل الذي أخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، نبأنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي حينئذ.

وأخبرناه أبو الفتح المختار بن عبد الحميد ، وأبو المحاسن أسعد بن علي ، وأبو القاسم بن الحسين بن علي الزهري ، قالوا : أنبأنا أبو الحسن الداودي ، أنبأنا عبد الله بن أحمد ، أنبأنا إبراهيم بن خريم ، نبأنا عبد بن حميد حينئذ ، وأخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي ، أنبأنا أبو عمرو (١) بن حمدان حينئذ.

وأخبرتنا أمّ المجتبى العلوية ، وأمّ البهاء بنت البغدادي ، قالت : نبأنا إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنبأنا أبو يعلى ، نبأنا أبو بكر بن زنجويه ، قالوا : حدّثنا عبد الرّزّاق ، أنبأنا معمر ، قال : سمعت ثابتا يحدث عن أنس قال : لمّا افتتح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خيبر قال الحجّاج بن علاط : يا رسول الله إن لي بمكة مالا ، وإن لي بها أهلا ، وإني أريد أن آتيهم ، فأنا في حلّ إذا ما نلت منك فقلت شيئا؟ فأذن له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يقول ما شاء ، فأتى امرأته حين قدم فقال : اجمعي لي ما كان عندك فإني أريد أن أشتري من غنائم محمّد وأصحابه ، فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم قال : وفشا ذلك بمكة فانقمع المسلمون ، وأظهر المشركون فرحا وسرورا. قال : وبلغ الخبر العبّاس عليه‌السلام فعقر ، وجعل لا يستطيع أن يقوم ، قال معمر : فأخبرني عثمان الجزري عن مقسم قال : فأخذ ابنا له ، يقال له : قثم ، واستلقى فوضعه على صدره وهو يقول :

حبّي قثم شبيه ذي الأنف الأشمّ

نبيّ ذي النعم ، يرغم من رغم

__________________

(١) بالأصل «عمر» والصواب ما أثبت ، انظر الأنساب (الحيري).

١٠٢

قال ثابت عن أنس : ثم أرسل غلاما له إلى الحجّاج بن علاط : ويلك ما جئت به؟ وما ذا تقول؟ فما وعد الله تبارك وتعالى خير مما جئت به. قال الحجّاج بن علاط لغلامه : اقرأ على أبي الفضل السلام ، وقل له فليخل لي في بعض بيوته لآتيه ، فإن الخبر على ما يسرّه ، فجاء غلامه. فلما بلغ باب الدار قال : أبشر يا أبا الفضل. قال : فوثب العباس فرحا حتى قبّل بين عينيه ، فأخبره ما قال الحجّاج ، فاعتنقه ، قال : ثم جاء الحجّاج فأخبره أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد افتتح خيبر ، وغنم أموالهم ، وجرت سهام الله عزوجل في أموالهم ، واصطفى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صفية ابنة حييّ فاتّخذها لنفسه ، وخيّرها أن يعتقها وتكون زوجته أو تلحق بأهلها ، فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته ، ولكني جئت لمال كان لي هاهنا أردت أن أجمعه فأذهب به ، فاستأذنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأذن لي أن أقول ما شئت ، فاخف عني ثلاثا ، ثم اذكر ما بدا لك.

قال : فجمعت امرأته ما كان عندها من حليّ ومتاع فجمعته ودفعته إليه ، ثم انشمر به ، فلما كان بعد ثلاث أتى العبّاس امرأة الحجاج فقال : ما فعل زوجك؟ فأخبرته أنه قد ذهب يوم كذا وكذا ، وقالت لا يخزيك الله يا أبا الفضل ، لقد شقّ علينا الذي بلغك.

قال : أجل لا يخزيني الله ، ولم يكن بحمد الله إلّا ما أحببنا ، فتح الله خيبر على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وجرت فيها سهام الله عزوجل فاصطفى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صفية لنفسه ، فإن كانت لك حاجة إلى زوجك فالحقي به ، قالت : أظنك والله صادقا قال : فإني صادق ، الأمر على ما أخبرتك ، ثم ذهب حتى أتى مجالس قريش ، وهم يقولون إذا مرّ بهم : لا يصيبك إلّا خير (١) يا أبا الفضل ، قال : لم يصبني إلّا خير بحمد الله تعالى ، قال : أخبرني الحجّاج بن علاط أن خيبر فتحها الله تبارك وتعالى على رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وجرت فيها سهام الله ، واصطفى صفية لنفسه ، وقد سألني أن أخفي عنه ثلاثا وإنما جاء ليأخذ ماله ، وما كان له من شيء هاهنا ثم يذهب قال : فردّ الله تعالى الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين ، وخرج المسلمون من كان دخل بيته مكتئبا حتى أتوا العبّاس عليه‌السلام فأخبرهم الخبر ، فسرّ المسلمون وردّ الله تعالى ما كان من كآبة أو غيظ أو حزن على المشركين.

لفظ حديث ابن الحصين والباقين نحوه انتهى.

__________________

(١) بالأصل «خيرا».

١٠٣

وقد ذكر ابن إسحاق هذه القصة بإسناد منقطع وفيها ألفاظ تخالف هذه الألفاظ ، أخبرنا بها أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأنا رضوان بن أحمد ، أنبأنا أحمد بن عبد الجبّار ، نبأنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، قال : حدثني بعض أهل المدينة قال : لمّا أسلم الحجاج بن علاط السّلمي شهد خيبر مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال (١) : يا رسول الله إنّ لي بمكة مالا على التجار ومالا عند صاحبتي أم شيبة بنت أبي طلحة أخت ابن عبد الدار ، وأنا أتخوف إن علموا بإسلامي يذهبوا بمالي فائذن لي باللحوق به لعلّي أتخلّصه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قد فعلت» فقال : يا رسول الله إنّي لا بد لي أن أقول فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قل وأنت في حلّ» فخرج الحجاج ، [قال :] فلما انتهيت إلى ثنيّة البيضاء (٢) إذا بها نفر من قريش يتجسسون الأخبار عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد بلغهم مسيره إلى خيبر ، فلما رأوني قالوا : هذا الحجّاج وعنده الخبر. يا حجّاج أخبرنا عن القاطع فإنه قد بلغنا أنه قد سار إلى خبائر ـ وهي قرية الحجاز تجاور (ـ ـ ـ ـ) (٣) فقلت : أتاكم الخبر؟ فقالوا : فمه؟ فقلت : هزم الرجل أشر هزيمة سمعتم بها ، قتل أصحابه وأخذ محمّدا أسيرا فقالوا : لا نقتله حتى نبعث به إلى أهل مكة فيقتل بين أظهرهم بما كان قتل فيهم ، فالتبطوا (٤) إلى جانبي ناقتي يقولون جزاك الله خيرا ، والله لقد جئتنا بخبر سرّنا. ثم جاءوا فصاحوا بمكة ، وقالوا : يا معشر قريش هذا الحجاج قد جاءكم بالخبر ، محمّد أسر من بين أصحابه وقتل أصحابه ، وإنما تنتظرون أن تؤتوا به فيقتل بين أظهركم بما كان أصاب منكم ، فقلت : أعينوني على جمع مالي فإني إنما قدمت لأجمعه ثم ألحق بخيبر قبل التجار فأصيب من فرص البيع قبل [أن] تأتيهم التجار فأشتري ممّا أصيب من محمّد وأصحابه فقاموا فجمعوا مالي أحبّ (٥) جمع سمعت به قط ، وقد قلت لصاحبتي : مالي مالي لعلّي ألحق فأصيب من فرص البيع قبل [أن] تأتيهم التجار ، فدفعت إليّ مالي.

فلما استفاض ذكر ذلك بمكة أتاني العبّاس وأنا قائم في خيمة تاجر من التجار فقام

__________________

(١) الخبر في سيرة ابن هشام ٣ / ٣٥٩.

(٢) هي عقبة قرب مكة تهبطك إلى فخ وأنت مقبل من المدينة تريد مكة (معجم البلدان).

(٣) كلمة غير مقروءة بالأصل ، وفي ابن هشام : سار إلى خيبر وهي بلد يهود وريف الحجاز.

(٤) أي مشوا إلى جنبها ملازمين لها.

(٥) في ابن هشام وأسد الغابة : أحثّ جمع.

١٠٤

إلى جنبي منكسرا مهزوما مهموما حزينا ، فقال : يا حجّاج ما هذا الخبر الذي جئت به؟ فقلت : وهل عندك موضع للخبر؟ فقال : نعم ، فقلت : فاستأخر عني لا ترى معي حتى تلقاني خاليا ففعل ، ثم فصل إليّ حتى لقيني فقال : يا حجاج ما عندك من الخبر؟ فقلت : والله الذي يسرّك تركت والله ابن أخيك قد فتح الله تعالى عليه خيبر ، وأخلا من أخلا من أهلها وقتل من قتل منهم ، وصارت أموالها كلها له ولأصحابه ، وتركته عروسا على ابنة حييّ ملكهم فقال : حقّ ما تقول يا حجّاج؟ قلت : نعم والله وقد أسلمت وما جئت إلّا لآخذ مالي ثم ألحق برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأكون معه ، فأكتم عليّ الخبر ثلاثا ، فإني أخشى (١) الطلب ثم تكلم بما حدثتك فهو والله حقّ ، فانصرف عني وانطلقت.

فلمّا كان اليوم الثالث من اليوم الذي خرجت فيه لبس العبّاس حلّة ، وتخلّق ، ثم أخذ عصاه وخرج إلى المسجد حتى استلم الركن ، ونظر إليه رجال من قريش فقالوا : يا أبا الفضل هذا والله التجلّد على حرّ المصيبة ، فقال : كلا والله (٢) حلفتم به ، ولكنه قد نزل وقد فتح خيبر وصارت له ولأصحابه ، وترك عروسا على ابنة ملكهم ، فقالوا : من أتاك بهذا الخبر؟ فقال : الذي جاءكم وأخبركم به الحجّاج بن علاط ، ولقد أسلم ، وتابع محمّدا (٣) على دينه ، وما جاء إلّا ليأخذ ماله ثم يلحق به ، وهو والله فعل. فقالوا : أي عباد الله ، خدعنا عدو الله أما والله لو علمنا ، ثم لم يلبثوا أن جاءهم الخبر بذلك ، انتهى [٢٩١١].

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، نبأنا نصر بن إبراهيم الزاهد ، أخبرنا أبو محمّد الحسين بن محمّد بن عباس ، نبأنا أبو القاسم بن إبراهيم بن محمّد بن أحمد المناديلي ، أخبرنا أبو محمّد الحسن بن إبراهيم بن محمد ـ ـ ـ ـ ـ ـ (٤) نبأنا محمد بن عبد الواحد بن محمّد ، نبأنا محمّد بن (٥) ، أنبأنا عبد الله بن عبد الله بن الحسن بن علي بن محمد ، أنا أبو بكر بن موفق ، نبأنا أيوب بن سويد ، حدثني يحيى بن زاهد زيد الباهلي ، عن محمّد بن عبد الله الليثي عن واثلة بن الأسقع ، قال : كان إسلام الحجّاج بن علاط البهزي السّلمي أنه خرج في ركب من قومه يريد مكة ، فلما جنّ عليهم

__________________

(١) الكلمة غير واضحة بالأصل والمثبت عن ابن هشام وأسد الغابة.

(٢) بالأصل وأسد الغابة : «والذي» والمثبت عن ابن هشام.

(٣) بالأصل «محمد».

(٤) كلمة غير واضحة.

(٥) كلمة غير واضحة.

١٠٥

الليل وهم في واد وحش مخيف قفر (١). فقال (٢) له أصحابه : يا أبا كلاب ، قم فاتّخذ لنفسك ولأصحابك أمانا ، فقام الحجّاج فجعل يطوف حولهم (٣) يطوف ويكلؤهم ويقول (٤) :

أعيذ نفسي وأعيذ أصحاب (٥)

من كلّ جنيّ بهذا النّقب

حتى أءوب سالما وركب

حتى أءوب سالما وركب (٦)

قال : فسمع صوت قائل يقول : (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا ، لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ)(٧) قال : فلما قدموا مكة خبر بذلك في نادي قريش فقالوا : صدقت والله يا أبا كلاب ، صدقت والله يا أبا كلاب ، إنّ هذا ممّا يزعم محمّد أنه أنزل عليه قال : قد والله سمعته وسمعه هؤلاء معي ، فبينما هم كذلك إذ جاء العاص بن وائل فقالوا له : يا أبا هشام ، أما تسمع ما يقول أبا كلاب قال : وما يقول؟ فخبره بذلك ، فقال : وما يعجبكم من ذلك إن الذي سمع هناك هو الذي ألقاه على لسان محمد ، فنهنه ذلك القوم عني ، ولم يزدني في الأمر إلّا بصيرة ، فسألت عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبرت أنه قد خرج من مكة إلى المدينة ، فركبت راحلتي وانطلقت حتى أتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالمدينة ، فأخبرته بما سمعت فقال : «سمعت هو والله الحق ، هو [و] الله من كلام ربي عزوجل الذي أنزل عليّ ، ولقد سمعت حقا يا أبا كلاب» فقلت : يا رسول الله علّمني الإسلام ، فشهدني كلمة الإخلاص وقال : «سر إلى قومك فادعهم إلى مثل ما أدعوك إليه ، فإنه الحق» ، انتهى [٢٩١٢].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل بن خيرون حينئذ ، وأخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور ، أنبأنا أبو طاهر ، قالا : أنبأنا محمّد بن الحسن بن أحمد ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، نبأنا عمر بن أحمد بن إسحاق ،

__________________

(١) في الاستيعاب ١ / ٣٤٤ قعد.

(٢) بالأصل «فقالوا».

(٣) بالأصل «حولهم يطوف» والمثبت عن الاستيعاب وأسد الغابة.

(٤) في الاستيعاب ١ / ٣٤٥ وأسد الغابة ١ / ٤٥٧ والوافي بالوفيات ١١ / ٣١٨.

(٥) في المصادر : صحبي.

(٦) كذا ورد الشطر مكررا بالأصل ، وفي المصادر «وركبي».

(٧) سورة الرحمن ، الآية : ٣٣.

١٠٦

نبأنا خليفة بن خياط قال : ومن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان ثم من بني سليم من بني تميم بن بهز بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم ، انتهى.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا الحسن بن محمّد بن الحسين بن محمّد بن يوسف ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر ، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، أنبأنا محمّد بن سعد قال في الطبقة الثالثة : الحجّاج بن علاط السلمي قدم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو بخيبر وكان في بعض غاراته ، فأسلم وسكن المدينة ببني أمية [بن زيد](١) وبنى بها دارا ومسجدا.

أنبأنا [أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية](٢) أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن محمّد بن الفهم ، حدثنا محمّد بن سعد قال : الحجّاج بن علاط بن خالد بن ثويرة بن خنثر بن هلال بن عبد بن ظفر بن سعد بن عمرو بن بهز بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم ، وكان صاحب غارات في الجاهلية ، فجمع في بعض غاراته (٣) ، وحضر مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خيبر وكان مكثرا ، له مال معادن الذهب التي بأرض بني سليم فقال : يا رسول الله ائذن لي حتى أذهب فآخذ مالي عند امرأتي ، فإنها إن علمت بإسلامي لم أجد منه شيئا ، وكانت امرأته أمّ شيبة بنت عمير بن هاشم أخت مصعب بن عمير العبدري فأذن له فذكر الحديث.

قال محمّد بن عمر : هاجر الحجاج بن علاط وسكن المدينة ببني أميّة بن زيد وبنى بها دارا ومسجدا يعرف به ، وهو أبو نصر بن حجاج وله حديث (٤) ، انتهى.

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي في كتابه ، وأخبرنا أبو الفضل بن نصر عنه ، أنبأنا أبو محمّد بن الجوهري ، أنبأنا أبو الحسين بن المظفر ، أنبأنا أحمد بن علي بن الحسين ، أنبأنا أحمد بن عبد الله بن البرقي ، قال : ومن سليم بن منصور بن عكرمة بن

__________________

(١) الزيادة عن ابن سعد ٤ / ٢٧١.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك قياسا إلى سند مماثل.

(٣) مطموس بالأصل حوالي سطر ، ولم نجد الخبر في ترجمته في ابن سعد ٤ / ٢٦٩ فثمة قسم منها ناقص في الطبقات المطبوع.

(٤) انظر طبقات ابن سعد ٤ / ٢٧١.

١٠٧

خصفة بن قيس بن عيلان بن نصر بن الحجاج بن علاط البهزي يقول من نسب الحجاج بن علاط بن خالد بن نويرة بن هلال بن عبيد بن ظفر بن ربيعة بن عمرو بن تيم بن بهز بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم ، انتهى.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي ، ثمّ حدثنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين الطّيّوري وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ أنبأنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد ابن خيرون : ومحمّد بن الحسن ، قالا : أنبأنا أحمد بن عبدان ، أنبأنا محمد بن سهل ، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (١) : حجّاج بن علاط السّلمي حجازي له صحبة ، روى عنه أنس بن مالك ، انتهى.

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمّد في كتابه ، أنبأنا أبو القاسم التنوخي ، أنبأنا أبو الحسين بن المظفر ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن حفص ، نبأنا أحمد بن محمّد البغدادي في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الحجّاج بن علاط وقد بلغنا أن معاوية استعمل عبيد الله بن الحجّاج بن علاط على أرض حمص.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، نبأنا عبد العزيز بن أحمد الصّوفي ، أنبأنا مسدّد بن عبد الله بن أبي السجيس الأملوكي ، أنبأنا أبي ، نبأنا عبد الصّمد (٢) بن سعيد قال في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الحجاج بن علي السّلمي ومنزله بحمص وهي الدار المعروفة بدار الخالدين ، أخبرني بذلك المتوكل بن محمّد وقال ابن عوف : وولده خالد بن عبيد الله بن الحجاج بن علاط وبلغنا أن معاوية بن أبي سفيان استعمل عبيد الله بن الحجّاج ونصر بن الحجاج ، وله عقب بحمص انتهى.

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (٣) البنّا قالا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، عن أبي الحسن الدارقطني حينئذ ، وقرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمّد المحاملي ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال تويرة بالتاء : الحجاج بن علاط بن خالد بن نويرة بن خنثر بن هلال السّلمي من بني بهثة بن سليم

__________________

(١) التاريخ الكبير ١ / ٢ / ٣٧٠.

(٢) كذا.

(٣) بالأصل «أنبأنا» والصواب ما أثبت ، وقد مرّ هذا السند كثيرا.

١٠٨

وهو الذي جاء بفتح خيبر إلى مكة فأخبر به العبّاس بن عبد المطلب سرا وأخبر قريشا بعده علانية حتى جمع ما كان له من مال بمكة وخرج عنها وهو أبو نصر بن حجّاج الذي قالت فيه المتمنّية (١) :

هل من سبيل إلى خمر فأشربها

أو هل سبيل إلى نصر بن حجّاج (٢)

وله ولابنه أخبار معروفة ، انتهى.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي الهمذاني إجازة ، وأنبأنا أبو بكر الصفّار ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي ، أنبأنا أبو أحمد الحاكم ، قال : وأبو محمّد يقول ، ويقال : أبو عبد الله الحجّاج بن علاط بن خالد بن نويرة بن هلال بن عبيد بن ظفر بن سعد بن عمر بن تيم بن بهز بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن نصر بن نزار بن معدّ بن عدنان ، ويقال ابن علاط بن كعب بن عمرو بن بورغط بن كعب بن عمرو بن هلال بن امرئ القيس ، ويقال ابن علاط بن خالد بن نويرة بن بلال بن عبد بن مظفر بن سعد بن امرئ القيس السّلمي الحجازي ، له صحبة.

قال : وأنبأنا أبو العبّاس الثقفي ، أنبأنا عبد الرحمن بن سلمة من ولد الحجّاج بن علاط بن الحجّاج ، أبو عبد الله ، وأبو محمّد انتهى.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأنا شجاع بن علي ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، قال : الحجاج بن علاط السّلمي البهزي شهد مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم خيبر وهو أوّل من بعث بصدقته إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من معدن بني سليم ، عداده في أهل الحجاز ، روى عنه أنس بن مالك ، انتهى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٣) : أما (٤) ثويرة ـ أوّله ثاء معجمة بثلاث ـ فهو الحجاج بن علاط بن خالد بن ثويرة بن حنثر بن هلال السّلمي من بني بهثة بن سليم ، له صحبة ، وهو الذي جاء بفتح خيبر إلى مكة ، وخبره

__________________

(١) وهي أم الحجاج بن يوسف.

(٢) البيت في الاستيعاب ١ / ٣٤٥ وأسد الغابة ١ / ٤٥٦.

(٣) الاكمال لابن ماكولا ١ / ٥٦٠.

(٤) بالأصل «أنبأنا» والمثبت عن ابن ماكولا.

١٠٩

مشهور ، وهو أبو نصر بن حجاج صاحب المتمنّية ، انتهى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا محمّد بن الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، نبأنا الحسين بن الفهم ، نبأنا محمّد بن سعد (١) ، أنبأنا محمّد بن عمر ، حدثني سعيد بن عطاء بن أبي مروان ، عن أبيه عن جدّه ؛ أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما أراد أن يغزو مكة بعث الحجّاج بن علاط والعرباض بن سارية السّلميّين إلى بني سليم يأمرانهم بقدوم المدينة ، انتهى.

قال : وأنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا عبد الوهّاب بن أبي حية ، أنبأنا محمّد بن شجاع ، أنبأنا محمّد بن عمر ، حدثني سعيد بن عطاء بن أبي مروان ، عن أبيه ، عن جده قال (٢) : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعني لما أراد الخروج يغزو مكة إلى بني سليم بن الحجاج بن علاط السّلمي ثم البهزي وعرباض بن سارية.

قال الواقدي (٣) : قالوا عبّأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أصحابه وصفهم صفوفا يعني يوم حنين ووضع الرايات والألوية في أهلها فسمّى حامليها وقال : كانت في سليم ثلاث رايات راية مع العباس بن مرداس وراية مع الخفّاف بن ندبة وراية مع الحجاج بن علاط ، انتهى.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، أنبأنا أبو غالب وأبو عبد الله ، ابنا (٤) الحسن بن البنّا ، أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنبأنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأنا أحمد بن سليمان ، نبأنا الزبير بن بكّار ، حدثني أبو الحسن الأثرم ، عن أبي عبيدة ، قال : كان لواء المشركين يوم أحد مع طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار قتله علي بن أبي طالب ، وفي ذلك يقول الحجاج بن علاط السّلمي بن البهزي (٥) :

لله أيّ مذبّب عن حرمة

أعني ابن فاطمة المعمّ المخوّلا

جاءت يداك له بعاجل طعنة

تركت طليحة للجبين مجدّلا

وشددت (٦) شدّة باسل فكشفتهم

بالجرّ إذ يهوون أخول أخولا

__________________

(١) انظر طبقات ابن سعد ٤ / ٢٧١ باختلاف.

(٢) الخبر في مغازي الواقدي ٢ / ٧٩٩.

(٣) مغازي الواقدي ٢ / ٨١.

(٤) بالأصل «أنبأنا» خطأ ، والصواب ما أثبت.

(٥) الأبيات الثلاثة الأولى في سيرة ابن هشام ٣ / ١٥٩ منسوبة للحجاج بن علاط.

(٦) عن ابن هشام وبالأصل «وشدت».

١١٠

وعللت سيفك بالدّماء ولم تكن

لترده حزان حتى ينهلا

أنبأنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله الحسين بن ظفر بن الحسين بن يزداد ، قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنبأنا أبو بكر بن عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي ، أنبأنا أبو الحسين بن عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمة الخلال ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نبأنا جدي يعقوب ، حدثني أحمد بن شبّويه ، حدثني سليمان بن صالح ، حدثني عبد الله ـ يعني ابن المبارك ـ قال : قال جرير ـ يعني ابن خازم ـ قتل المعرض بن علاط يوم الجمل فقال أخوه الحجاج :

ألم أر يوما كان أكثر ساعيا

يلف شمال بارمتها يمينها

وسلمية تحنو على ركباتها

يقي سرجها وقع الجنوب جبينها

لقد فزعت نفسي لقتل معرّض

وعينيّ جادت بالدّموع شئونها

نعم الفتى وابن العشيرة إنّه

يوقي الأذى أعراضها ويزينها

عليم بتشريف الكرام وحقهم

وإكرامها إن اللئيم يهينها

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم ، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف ، أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن يشجب البزاز ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي ، قال : أنشدنا عوف يعني ابن محمّد الكندي ، عن أبيه للحجاج بن علاط السّلمي :

تركت الراح إذ أبصرت رشدي

ولست بعائد أبدا لراح

أأشرب شربة تزري بعقلي

وأصبح ضحكة لذوي الفلاح

معاذ الله لا أزري بعرضي

ولا أشري الخسارة بالرباح

سأترك شربها وأكفّ نفسي

وألهيها بألبان اللقاح (١)

في نسخة ما شافهني أبو عبد الله الخلّال ، أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أحمد بن عبد الله ـ إجازة ـ قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا أبو الحسين ، قالا : أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٢) : حجّاج بن علاط السّلمي حجازي له صحبة ، هو مدفون بقاليقلا (٣) من أرض الرّوم.

__________________

(١) بالأصل : «وكف نفسي ... بألبان القلاح».

(٢) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ١٦٣.

(٣) قاليقلا من مدن أرمينيا العظمى (معجم البلدان).

١١١

١٢١٥ ـ الحجّاج بن قتيبة بن مسلم الباهلي

كان أبوه أمير خراسان ثم لحق الحجّاج مروان بن محمّد وكان معه إلى أن انقضى أمره ، فهرب مع ابنيه عبد الله وعبيد الله إلى المغرب.

حكى عنه مسلمة بن بشر بن عيسى ، انتهى.

ذكر أبو محمّد عبد الله بن سعد القطربلي (١) فيما نقلته من خطه عن أبي الحسين المدائني ، عن مسلمة بن بشر بن عيسى أن الحجّاج بن قتيبة قال : كنت مع نصر بن شيبان ثم شخصت إلى مروان فلم أزل معه في أموره كلها حتى قتل ، فلمّا قتل خرجت مع ابنه فأخذ على النيل ثم أخذ على السّاحل في جمع كثير ثم إن الناس قلّوا فجعلوا يتخلفون عنه حتى قلّ من معه ، فسرنا إلى بلاد العدوّ فكانوا ربما عرضوا لنا فلا يأخذون إلّا السلاح وأكثر ذلك ما لا يعرضون لنا وأحيانا نمرّ بقوم فيسألوننا عن حالنا فنخبرهم فيصلونا ، وتفرق عنا الناس حتى بقيت أنا وأبو مروان ورجلا من أصحابه ، ومعنا أمّ مروان ابنة مروان فما سمعت لها كلمة ، وقوم ما في أيدينا فمشينا حتى تقطّعت أرجلنا وأمّ مروان معنا فما أنّت أنّة واحدة ، ولقد رأيت ابن مروان وفي يده فص أحمر ياقوت فثمنته خمسمائة دينارا فقال : وددت أن لي به دابّة أركبها وما عليه إلّا فروة قد جاء بها فهو يلقيها في عنقه في النهار ويفترشها بالليل ، ولقد أصابنا عطش فكنا ننقر بطن الدابة فنعصر روثها ثم نشرب ما خرج منه ، ثم صرنا إلى قوم فأخبرناهم عن حالنا فرقّوا لنا وحملونا فكسونا وزوّدونا ومضينا إلى جدة ، ففارقت ابن مروان بها ثم أخذ الحجّاج الأمان [من] سالم بن قتيبة ، فقال الخليفة : يا حجّاج أكنت مع مروان قال : يا أمير المؤمنين كنا مع قوم خلطونا بأنفسهم وأحسنوا إلينا فلم نكن نحمل تركهم ولا مفارقتهم إلّا عن رضى منهم ، فقال : هذا والله الوفاء.

١٢١٦ ـ الحجّاج بن معاوية بن فراس المزني

من أهل دمشق غزا الباب ببلاد أرمينية ، له ذكر ، انتهى.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نبأنا عبد العزيز الكتاني ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي

__________________

(١) بالأصل «القطرابلي» والصواب ما أثبت ، وهذه النسبة ضبطت عن الأنساب إلى قطربل ، قرية من قرى بغداد.

١١٢

نصر ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم ، نبأنا محمّد بن عائذ قال : قال أبو العبّاس ـ يعني الوليد بن مسلم ـ أخبرني من شهد ذلك اليوم يعني يوم قاتل يزيد بن أسد الخزر فقال رجل من أهل حمص يقال له نصر بن أيّوب : لو ركبت دابّة ونظر الناس إليك والعسكر ، نظرت إليهم وموضع ينبغي أن يأمر فيه بأمر أمرت فقام إليه رجل من أهل دمشق يقال له الحجاج بن معاوية بن فراس المزني فقال : إن هذا ليس بالرأي ، إن الناس إنما ينظرون إليك وأنت بإذن الله زمامهم فلو عدلت دابّتك يمينا وشمالا لم آمن هزيمة الناس وانتقاضهم عن صفوفهم ، فقبل من أسد كلامه وصدّقه وجلس بالأرض والناس كلهم رجّالة بالأرض إلّا عدة يسيرة كانت أمام يزيد بن أسد من فهم ، نحو من أربعين فارسا ، وذكر الحديث انتهى.

١٢١٧ ـ الحجّاج بن يوسف بن الحكم

ابن أبي عقيل بن مسعود بن جابر بن معتّب

ابن مالك بن كعب بن عمرو (١) بن سعد بن عوف بن ثقيف ،

واسمه قسيّ بن منبه بن بكر بن هوازن.

أبو محمد الثقفي (٢)

سمع ابن عباس ، وروى عن أنس بن مالك ، وسمرة بن جندب ، وعبد الملك بن مروان ، وأبي بردة بن أبي موسى ، انتهى.

روى عنه أنس بن مالك ، وثابت البناني ، وحميد الطويل ، ومالك بن دينار ، وجراد بن مجالد (٣) ، وقتيبة بن مسلم ، وسعيد بن أبي عروبة. وكانت له بدمشق آدر منها دار الزاوية التي بقرب قصر ابن أبي الحديد. وولاه عبد الملك [الحجاز](٤) فقتل ابن الزبير ، ثم عزله عنها وولاه العراق وقدم دمشق وافدا على عبد الملك (٥).

__________________

(١) بالأصل «عمر» والصواب عن بغية الطلب ٥ / ٢٠٤١ نقلا عن ابن عساكر.

(٢) ترجمته في المعارف ص ١٧٣ ووفيات الأعيان ٢ / ٢٩ وبغية الطلب لابن العديم ٥ / ٢٠٣٧ الوافي بالوفيات ١١ / ٣٠٧ سير أعلام النبلاء ٤ / ٣٤٣ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

وكانت كنيته مقحمة في وسط عامود نسبه ، فأخرناها إلى هنا.

(٣) بالأصل «جراذ بن مخالد» والمثبت عن بغية الطلب لابن العديم ٥ / ٢٠٤١.

(٤) مطموس بالأصل ، والمثبت عن بغية الطلب.

(٥) العبارة نقلها ابن العديم عن ابن عساكر وثمة سقط فيها.

١١٣

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نبأنا عبد العزيز الكتاني ، أنبأنا تمام بن محمّد ، حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن عمر بن أيّوب الحافظ ، حدثني أبو أحمد علي بن أحمد المروزي ، نبأنا محمّد بن عبدل ، نبأنا مصعب بن بشر ، نبأنا المغيرة بن مسلم ، نبأنا سالم بن قتيبة بن مسلم قال : سمعت أبي يقول : خطبنا الحجّاج بن يوسف فذكر القبر فما زال يقول إنه بيت الوحدة ، إنه بيت الغربة ، حتى بكى وبكى من حوله ، ثم قال : سمعت أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان يقول : سمعت مروان يقول في خطبته : خطبنا عثمان بن عفان فقال في خطبته : ما نظر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى قبر وذكره إلّا بكى ، انتهى [٢٩١٣].

أخبرنا أبو العلاء صاعد بن أبي الفضل بن أبي عثمان الشّعيبي (١) الماليني ـ بهراة ـ أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن أبي بكر بن أحمد السقطي ، نبأنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن محمّد (٢) بن الجارود الجارودي الحافظ ـ إملاء بهراة ـ أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد البغدادي ـ بجرجرايا (٣) ـ أنبأنا جعفر بن أحمد الدّهقان ، نبأنا أحمد بن عبد الجبّار ، نبأنا سيّار عن جعفر ، عن مالك بن دينار قال : دخلت يوما على الحجّاج فقال لي : يا أبا يحيى ألّا أحدّثك بحديث حسن عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : بلى ، فقال : حدثني أبو بردة ، عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كانت له إلى الله حاجة فليدع بها دبر [كلّ] صلاة مفروضة» (٤) ، انتهى [٢٩١٤].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين الصّيرفي وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنبأنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسين ، قالا : ـ أنبأنا أحمد بن عبدان ، أنبأنا محمّد بن سهل ، أنبأنا محمّد بن إسماعيل ، قال (٥) : حجّاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي أبو محمد ، انتهى.

__________________

(١) في بغية الطلب ٥ / ٢٠٣٨ الشعيبتي.

(٢) بالأصل «أحمد» خطأ ، والمثبت عن بغية الطلب ، وانظر ترجمته في سير الأعلام ١٤ / ٥٣٨.

(٣) بلد من أعمال النهروان الأسفل بين واسط وبغداد من الجانب الشرقي (معجم البلدان) وبالأصل : «جرجرا».

(٤) الحديث في كنز العمال ٣ / ٣٣٧٩ والزيادة السابقة عنه.

(٥) التاريخ الكبير ١ / ٢ / ٣٧٣ (ترجمة ٢٨١٦).

١١٤

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنبأنا أبو نصر الوائلي ، أنبأنا الخصيب بن عبد الله ، أنبأنا أبو موسى بن أبي عبد الرحمن ، أخبرني أبي قال : أبو محمّد حجّاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي [ليس] بثقة ولا مأمون (١).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم ، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف ، أنبأنا أبو شعيب عبد الرحمن بن محمّد وأبو محمّد [عبد الله](٢) بن عبد الرحمن ، قالا : أنبأنا الحسن بن رشيق ، أنبأنا أبو بشر الدّولابي ، نبأنا محمّد بن عبيد ، نبأنا علي بن مجاهد ، حدثني عبد الله بن محمّد بن مرة ، قال : سمعت زياد بن عبد الرحمن الكاتب يقول : ولد الحجاج بن يوسف سنة تسع وثلاثين ، انتهى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، أنبأنا مكي بن محمّد بن الغمر ، أنبأنا أبو سليمان محمّد بن عبد الله بن زبر قال : سنة أربعين فيها ولد الحجاج بن يوسف ، انتهى.

أنبأنا أبو الغنائم ، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنبأنا أبو أحمد ـ زاد أحمد ومحمّد بن الحسن ، قالا : ـ أنبأنا أحمد بن عبدان ، أنبأنا محمّد بن سهل ، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال : وقال يزيد بن عبد ربّه ، حدثنا أصحابنا عن أبي منصور ، عن [عمرو بن قيس](٣) أن الحجّاج بن يوسف سأله عن مولده قال : سنة الجماعة سنة أربعين ، فقال الحجّاج : وهو مولدي ، انتهى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنبأنا أبو الحسين السّيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، أنبأنا أحمد بن عمران ، أنبأنا موسى بن زكريا ، نبأنا خليفة بن خيّاط ، قال : وفيها يعني سنة إحدى وأربعين ولد الحجّاج بن يوسف ، انتهى.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنبأنا علي بن الحسن اللباد بن علي اللباد ، أنبأنا تمام بن محمّد ، أنبأنا أبي ، أخبرني أبو الميمون أحمد بن محمّد بن بشر القرشي ، أخبرني أبي ، نبأنا أبو الحكم ، حدثني محمّد بن إدريس الشافعي قال : سمعت من يذكر

__________________

(١) بغية الطلب ٥ / ٢٠٤٠ والزيادة عنه.

(٢) سقطت من الأصل واستدركت عن بغية الطلب ٥ / ٢٠٣٩.

(٣) مطموس بالأصل ، والمستدرك بين معكوفتين عن بغية الطلب ٥ / ٢٠٣٩.

١١٥

أن المغيرة بن شعبة نظر إلى امرأته وهي تتخلّل من أوّل النهار فقال : والله لئن كانت باكرت الغداء إنّها لرغيبة وإن كان شيء بقي في فيها [من البارحة](١) إنها لقذرة فطلّقها فقالت : والله ما كان شيء مما ذكرت ولكني باكرت [ما تباكره](٢) الحرة من السّواك فبقيت شظيّة في فيّ قال : فقال المغيرة بن شعبة ليوسف أبي الحجّاج بن يوسف تزوّجها فإنها لخليقة أن تأتي بالرجل يسود فتزوجها. قال الشافعي : فأخبرت أن أبا الحجاج لما بنى بها واقعها فنام ، فقيل له في النوم : ما أسرع ما ألقحت بالمبير ، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي أبو بكر ، أنبأنا أبو محمّد بن زبر ، أنبأنا إسماعيل بن إسحاق ، أنبأنا نصر بن علي قال : قال : أخبرنا ابن سليمان بن حمدان ، عن أبيه قال : دخل الحجاج قرية فدعاني فقال : حج بالناس الحجاج سنة أربع وسبعين ، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي أبو بكر ، أنبأنا أبو محمّد بن زبر ، قال : نبأنا عبد الرحمن بن محمّد بن منصور ، نبأنا الأصمعي ، حدثني أبي قال : قال ابن عون : كنت إذا سمعت الحجّاج يقرأ ، عرفت أنه طال ما درس القرآن ، انتهى (٣).

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (٤) ، أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنبأنا أبو عمرو عثمان بن محمّد بن القاسم الأدمي ، أنبأنا أبو بكر عبد الله بن سليمان ، نبأنا هارون بن سليمان ويحيى بن حكيم ، قالا : حدثنا عبد الرحمن بن بكر السّهمي ، نبأنا عمر (٥) بن منخّل السّدوسي ، قال : قال مطهر بن خالد الرّبعي ، عن أبي محمّد الحمّاني قال : عملناه ـ يعني تجزئة القرآن ـ في أربعة أشهر ، وكان الحجاج يقرأه في كل ليلة ، انتهى.

أخبرنا أبو عبد الله الخلال ، أنبأنا أبو طاهر بن محمود ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، أنبأنا أبو عبيد الله أحمد بن عمرو الواسطي ، نبأنا عبد الله بن أبي سعد ، حدثني مسعود بن عمرو ، حدثني أبو عمرو النحوي ، نبأنا أبو زيد الأنصاري ، عن أبي

__________________

(١) مطموس بالأصل ، والمثبت عن بغية الطلب لابن العديم ٥ / ٢٠٣٩.

(٢) مطموس بالأصل ، والمثبت عن بغية الطلب لابن العديم ٥ / ٢٠٣٩.

(٣) الخبر في بغية الطلب ٥ / ٢٠٤١ ـ ٢٠٤٢.

(٤) بالأصل : «المرزقي» والصواب ما أثبت.

(٥) في ابن العديم ٥ / ٢٠٤٢ عمرو.

١١٦

العلاء ، قال : ما رأيت أحدا أفصح من الحسن ومن الحجاج فقلت : فأيّهما كان أفصح؟ قال : الحسن.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال : ذكر سليمان بن أبي شيخ ، عن صالح بن سليمان قال : قال عتبة بن عمرو : ما رأيت عقول الناس إلّا قريبا بعضها من بعض إلّا الحجاج وإياس بن معاوية قال : عقولهما كانت ترجح على عقول الناس (١).

أخبرتنا أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد قالت : أنبأنا أبو طاهر بن محمود الثقفي ، نبأنا أبو بكر بن المقرئ ، أنبأنا أبو الطيّب الزّرّاد (٢) ، نبأنا عبيد الله بن سعد قال : قال أبي : ودخل عبد الملك الكوفة وبعث الحجّاج بن يوسف إلى عبد الله بن الزبير ، ورجع عبد الملك إلى دمشق فحج الحجّاج على الموسم سنة اثنتين (٣) وسبعين فلم يطف بالبيت وحصر ابن الزبير قريبا (٤) من سبعة أشهر ، انتهى (٥).

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن علي ، أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن إسحاق ، نبأنا أحمد بن عمران الأشناني ، نبأنا موسى بن زكريا ، نبأنا خليفة بن خياط ، قال : سنة ثلاث وسبعين أقام الحج الحجّاج بن يوسف وقال : سنة أربع وسبعين أقام للناس الحج الحجّاج بن يوسف ، انتهى (٦).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر ، أنبأنا أبو الحسين (٧) محمّد بن أحمد بن عبد الله بالكوفة ، انتهى ، أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو الحسين الطّيّوري وأبو طاهر أحمد بن علي المقرئ ، قالا : أنبأنا أبو الفرج الحسين بن علي بن عبد الله ، قالا : أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن زيد بن علي ، أنبأنا أبو جعفر بن محمّد بن محمّد بن عقبة ، نبأنا هارون بن حاتم ، نبأنا أبو بكر بن

__________________

(١) الخبر في بغية الطلب ٥ / ٢٠٧٥.

(٢) بالأصل «الرزاز» والمثبت عن الأنساب (الزراد ـ المنبجي).

(٣) بالأصل : اثنين.

(٤) بالأصل : قريب.

(٥) الخبر في بغية الطلب ٥ / ٢٠٦٦.

(٦) انظر تاريخ خليفة بن خياط ٢٦٩ و ٢٧٠ وبغية الطلب ٥ / ٢٠٦٧.

(٧) عند ابن العديم : أبو الحسن.

١١٧

عيّاش قال (١) : ثم بايع الناس عبد الملك بن مروان فحجّ بالناس الحجّاج بن يوسف سنة ثلاث وسبعين وابن الزبير محصور ، وحج بالناس [الحجاج] سنة اثنتين (٢) وسنة ثلاث وأربع (٣) وسبعين انتهى ، ثم حج بالناس عبد الملك بن مروان سنة خمس وسبعين ، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، نبأنا يعقوب ، حدثني سلمة ، نبأنا أحمد ، نبأنا إسحاق بن عيسى ، عن أبي معشر ، قال : وكان الحجاج بن يوسف حج وابن الزبير محصور سنة اثنتين (٤) وسبعين.

قال ابن بكير : قال الليث : وحجّ عامئذ بالناس الحجّاج بن يوسف فقاتل (٥) هو وابن الزبير وأقام للناس الحج ، وفي سنة ثلاث وسبعين حجّ بالنّاس الحجّاج بن يوسف.

قال : قال يعقوب : ويقال حجّ بالناس سنة أربع وسبعين الحجّاج بن يوسف قال يعقوب : وفي سنة تسعين فتح على الحجّاج بن يوسف بخارا ، وفي سنة إحدى وتسعين وفتح على الحجّاج بن يوسف بلخ ، وفي سنة اثنتين وتسعين فتح الحجّاج بن يوسف خفان (٦) ، وفي سنة أربع وتسعين فتح الحجّاج بن يوسف [السند وبيل. وفي سنة خمس وتسعين فتح على الحجاج بن يوسف الصغد](٧) انتهى.

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ، ابنا (٨) البنّا ، قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا أحمد بن عبيد بن بيري ـ إجازة حينئذ ـ قالا : أنبأنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد في كتابه ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن خزفة (٩)

__________________

(١) انظر بغية الطلب ٥ / ٢٠٦٧.

(٢) بالأصل : اثنين.

(٣) بالأصل : وأربعة.

(٤) بالأصل : اثنين.

(٥) بالأصل : «فقابل» والمثبت عن ابن العديم.

(٦) كذا ، وخفان : موضع قرب الكوفة.

(٧) ما بين معكوفتين زيادة عن بغية الطلب ٥ / ٢٠٦٨ ، ولعل الصواب : السند والدبيل.

(٨) بالأصل : «أنبأنا» والصواب ما أثبت.

(٩) ضبطت عن التبصير ١ / ٤٢٩.

١١٨

الصّيدلاني ، قالا : أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن الحسين الزّعفراني.

أخبرنا أبو القاسم علي (١) بن إبراهيم ، أنبأنا أبو الحسن (٢) رشأ بن نظيف ، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل ، أنبأنا أحمد بن مروان المالكي ، أنبأنا إبراهيم الحربي ، أنبأنا أبو سلمة حمّاد بن سلمة ، نبأنا علي بن زيد (٣) قال : قيل لسعيد بن المسيّب : ما بال الحجاج لا يهيجك كما يهيج الناس؟ قال : لأنه دخل المسجد مع أبيه فصلى [فأساء صلاته فحصبته](٤) فقال الحجّاج : لا أزال أحسن صلاتي لأنه (٥) حصبه سعيد.

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله [ابنا](٦) البنا ، قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا أحمد بن عبيد بن بيري إجازة حينئذ ، قالا : أنبأنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد في كتابه ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن خزفة الصّيدلاني ، قال : أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن الحسين الزعفراني ، نبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة ، نبأنا يحيى بن أيّوب ، نبأنا أبو عبد الله بن كثير بن أخي إسماعيل بن جعفر المديني : أن الحجّاج بن يوسف صلّى مرّة إلى جنب سعيد بن المسيّب ، قال : فجعل يرفع قبل الإمام ويضع قبله ، فلمّا سلّم الإمام أخذ سعيد بثوب الحجّاج ، قال : وسعيد في شيء من الذكر كان يقوله بعد ما يصلّي قال : فجعل الحجّاج يحدثه عن ثوبه ليقوم فينصرف ، قال : وسعيد يجذبه ليجلسه ، قال : حتى فرغ سعيد ممّا كان يقول من الذكر قال : ثم رجع بين نعليه فرفعهما إلى ـ أو على ـ الحجّاج وقال : يا سارق ، يا خائن ، تصلّي هذه الصّلاة لقد هممت أن أضرب بهما وجهك ، قال : ثم مضى الحجّاج ، قال : وكان حاجّا ففرغ من حجّه ورجع إلى الشام ، قال : ثم رجع واليا على المدينة ، فلما دخلها مضى كما هو إلى المسجد قاصدا نحو مجلس سعيد بن المسيّب ، فقال الناس : ما جاء إلّا لينتقم منه قال : فجاء فجلس بين يدي سعيد فقال له : أنت صاحب الكلمات قال : فضرب سعيد صدر

__________________

(١) بالأصل : «أبو القاسم بن السمرقندي علي بن إبراهيم» والصواب ما أثبت ، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة ٧ / ٤٣٦).

(٢) بالأصل «الحسين» والصواب ما أثبت ، ترجمته في معرفة القرّاء الكبار.

(٣) بالأصل : «زبر» والصواب ما أثبت.

(٤) ما بين معكوفتين زيادة عن ابن العديم ٥ / ٢٠٨٩.

(٥) في ابن العديم ؛ ما حصبني سعيد.

(٦) زيادة لازمة للإيضاح.

١١٩

نفسه ـ زاد ابن خزفة : بيده ـ وقال : أنا صاحبهما ، فقال له الحجّاج : جزاك الله من معلم ومؤدّب خيرا ، ما صليت بعدك صلاة إلّا وأنا أذكر قولك ، قال : ثم قام فمضى ، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا عمر بن عبيد الله ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا عثمان بن أحمد بن حنبل ، نبأنا حنبل بن إسحاق ، نبأنا الحميدي ، نبأنا سفيان قال : كانوا يرمون بالمنجنيق من أبي قبيس (١) ، وهم يرتجزون ويقولون :

خطارة مثل الفنيق المزبد

أرمي بها عوّاذ (٢) هذا المسجد

قال : فجاءت صاعقة فأحرقتهم جميعا ، فامتنع الناس من الرمي ، فخطبهم الحجّاج فقال : ألم تعلموا أن بني إسرائيل كانوا إذا قربوا قربانا فجاءت نار فأكلتها علموا أنه قد تقبّل منهم ، وإن لم تأكلها قالوا لم تقبل لم يزل يخدعهم حتى عادوا فرموا ، انتهى (٣).

أخبرنا أبو السّعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (٤) ، أنبأنا عبد المحسن بن محمّد بن علي ـ لفظا ـ أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن محمّد الدهقان ، نبأنا أبو جعفر أحمد بن الحسن البردعي ، نبأنا أبو هريرة أحمد بن عبد الله بن أبي العصام يموت ابن المزرع بن يموت ، نبأنا الرّياشي ، نبأنا الأصمعي وأبو زيد ، عن معاذ بن العلاء أخي أبي عمرو بن العلاء ، قال : لما قتل الحجّاج بن يوسف ابن الزبير ارتجت مكة بالبكاء ، فأمر بالناس فاجتمعوا في المسجد ثم صعد المنبر فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال بعقب حمد ربّه : يا أهل مكة بلغني إكباركم واستفظاعكم قتل ابن الزبير ، ألا وإن ابن الزبير كان من أخيار هذه الأمة ، حتى رغب في الخلافة ونازع فيها أهلها ، فخلع طاعة الله واستكنّ بحرم الله ، ولو كان شيء مانع العصاة لمنعت آدم حرمة الجنة ، لأن الله تعالى خلقه بيده ونفخ فيه من روحه ، وأسجد له ملائكته ، وأباحه كرامته [و] أسكنه جنته فلما أخطأ أخرجه من الجنة بخطيئته ، وآدم على الله تعالى أكرم من ابن الزبير ، والجنة أعظم حرمة من الكعبة ، اذكروا الله يذكركم.

__________________

(١) يريد أثناء حصار الحجاج لابن الزبير ، وكان الأخير اعتصم ولاذ بمكة.

(٢) في ابن العديم : عراز.

(٣) الخبر في بغية الطلب ٥ / ٢٠٤٥ ـ ٢٠٤٦.

(٤) إعجامها غير واضح بالأصل ، والمثبت والضبط عن التبصير.

١٢٠