تاريخ مدينة دمشق - ج ١١

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١١

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٢٠
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

نبأنا عبد الرحمن بن محمّد بن سياه ، قال : سمعت أحمد بن علي بن الجارود يقول سمعت عمر بن شبة (١) يقول : حدثنا زيد بن يحيى الأنماطي قال اتّبعت شعبة في طريق فجعل يقول : حدثنا سماك بن حرب عن مري بن قطري ، عن عديّ بن حاتم قال : قلت : يا رسول الله كان أبي يفعل كذا وكذا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «التمس أبوك أمرا فأصابه» ثم جعل شعبة يقول : وأنا طلبت أمرا فأدركته فكان ما ذا [٢٨٤٤].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السّلام ، أنبأنا أبو محمّد الصريفيني (٢) ، أنبأنا أبو القاسم بن هبة الله بن حبابة ، نبأنا أبو القاسم البغوي ، أنبأنا أبو علي بن الجعد ، أنبأنا شعبة ، عن سمّاك ، قال : سمعت مري بن قطري يحدث عن عديّ بن حاتم قال : قلت : يا رسول الله إنّ أبي كان يصل الرحم ويفعل كذا وكذا ، قال : «إن أباك أراد أمرا فأدركه» يعني الذكر [٢٨٤٥].

أخبرنا أبو العز بن كادش ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نضر بن عرفة بن لؤلؤ ، نبأنا إسحاق بن عبد الله بن إبراهيم بن سلمة ، أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ومحمّد بن موسى ، قالا : أنبأنا أبو العباس الأصم ، أنبأنا إبراهيم بن مرزوق ، نبأنا عثمان بن عمر ، نبأنا شعبة ، عن سماك بن حرب ، عن مري بن قطري ، عن عديّ بن حاتم ، قال : قلت : يا رسول الله إنّ أبي كان يقري الضيف ويحب الضيافة ويذكر شيئا من مكارم الأخلاق ، قال : «إن أباك أراد أمرا فأدركه» انتهى ، قال سماك : الذكر ، انتهى [٢٨٤٦].

أخبرنا أبو العز بن كادش ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نضر بن عرفة بن لؤلؤ ، نبأنا إسحاق بن عبد الله بن إبراهيم بن سلمة الكوفي البزاز ، نبأنا محمّد بن خالد بن خداش ، قال : نبأنا محمّد بن واقد ، أنبأنا أبو نصر الناجي ، عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال : ذكر حاتم طيّىء عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ذاك رجل أراد أمرا فأدركه» كذا قال محمّد بن واقد ، وإنما هو عبيد بن واقد [٢٨٤٧].

__________________

(١) بالأصل «شيبة» والصواب ما أثبت ، ترجمته في السير ١٢ / ٣٦٩.

(٢) بالأصل «الصيرفيني» والصواب ما أثبت ، وهذه النسبة إلى صريفين.

٣٦١

أخبرناه أبو غالب بن البنّا ، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني ، أنبأنا أبو عمرو (١) يوسف بن يعقوب بن يوسف النيسابوري ، نبأنا محمّد بن عمر بن علي المقدّمي ، نبأنا عبيد بن واقد ، نبأنا أبو نصر الناجي ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، قال : ذكر حاتم طيء عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «فذاك رجل طلب أمرا فأدركه» [٢٨٤٨].

قال الدارقطني غريب من حديث عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، تفرد به أبو نصر الناجي ـ ويقال اسمه : حماد ـ عنه ، ولم يروه عنه غير عبيد بن واقد انتهى. سمّاه غير الدارقطني : شيبة ، وفرّق الحاكم أبو أحمد بين أبي نصير الباجي ولم يذكر الناجي أسماه والله أعلم.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز (٢) بن جعفر بن محمد الخرقي ، نبأنا علي بن أحمد بن سليمان الباقلاني ، نبأنا محمّد بن خالد بن خداش ، نبأنا عبيد بن قدامة ، عن أبي نضر شيبة الناجي ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر أن حاتم طيء ذكر عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ذاك رجل أراد أمرا فأدركه» انتهى [٢٨٤٩].

وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أخبرني عبد الله بن واقد عن أبي نضر الناجي عن عبد الله بن دينار عن (٣) محمّد بن لؤلؤ الورّاق ، نبأنا عبد الله بن محمّد بن ناجية ، نبأنا محمّد بن معمر وأبو أمية ، قالا : أنبأنا عبد الله بن واقد عن أبي نضر الناجي عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر أن حاتم الطّيئ ذكر عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «ذاك رجل طلب أمرا فأدركه» [٢٨٥٠].

أخبرنا أبو القاسم سهل بن إبراهيم بن أبي القاسم السبعي (٤) في كتابه ، وأخبرنا أبو علي الحسن بن علي الأنصاري عنه ، أنبأنا [أبو](٥) سعد فضل الله بن أبي الخير

__________________

(١) بالأصل «أبو عمر بن يوسف خطأ والصواب ما أثبت ، ترجمته في تاريخ بغداد ١٤ / ٣٢٠.

(٢) بالأصل : عبيد.

(٣) بالأصل «بن».

(٤) ترجمته في سير الأعلام ١٩ / ٥٢٣.

(٥) سقطت من الأصل واستدراكها لازم ، وقد ورد اسمه في السير : أبو سعيد فضل بن أبي الخير محمد بن أحمد الميهني الصوفي ، ١٧ / ٦٢٢ والميهني نسبة إلى ميهنة إحدى قرى خراسان.

٣٦٢

محمّد بن أحمد بن إبراهيم الميهني الصّوفي ، أنبأنا الإمام أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي ـ بها ـ أنبأنا أبو الحسين القاضي الأشناني ، أنبأنا الحسين بن فهم ، أنبأنا ابن سلام ـ يعني محمّد الجمحي ـ عن أبي عبيدة ـ وهو معمر بن المثنى التيمي وقد ذكر أعرابي حاتما (١) فقال : كان والله إذا قاتل غلب ، وإذا غلب أنهب ، وإذا سئل وهب ، وإذا ضرب القداح سبق ، وإذا أسر أطلق.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني ، أنبأنا سهل بن بشر ، أنبأنا عبد الله ، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسين بن عمر بصور ، أنبأنا الحسين بن محمّد بن عبيد الله الدقاق ، نبأنا محمّد بن العبّاس اليزيدي ، نبأنا الرياشي ـ يعني العبّاس بن الفضل ـ نبأنا ابن بكير ، نبأنا الهيثم بن عديّ ، عن سعيد بن سنان ، عن أبي سورة ، عن عديّ بن حاتم قال : كان حاتم يقول لنا في الجاهلية : إذا كان الشيء يكفيكه تركه فاتركه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور وعلي بن المسلّم الفقيهاني ، وأبو المعالي الحسين بن حمزة بن الشعيري قالوا : أنبأنا أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي محمد بن أحمد ، نبأنا محمّد بن جعفر الخرائطي ، نبأنا العباس بن الفضل الرّبعي ، نبأنا إسحاق بن هاشم ، عن الهيثم بن عدي ، عن ملحان بن عركز (٢) ، عن أبيه ، عن جده حبيش بن زياد ، وكان زياد قد خلف على النوار امرأة حاتم ، وكان لها من حاتم عدي وعبد الله ابنا حاتم وسفّانة ابنة حاتم ، قال إسحاق : وزعم غير الهيثم أن عديا استهامته ابنة عفزر. قال الهيثم قال ملحان : فحدثني أبي عن أبيه قال : قلت للنوّار أي أمة حدثينا ببعض أمر حاتم قالت : كل أمره كان عجبا ، ولأخبرنّكم عنه بعجب : أصابتنا سنة اقشعرت لها الأرض ، فاغبرّ لها أفق السماء ، وراحت الإبل حدباء (٣) حدابير (٤) ، وضنت المراضع على أولادها ، وجلفت (٥) السنة المال وأيقنا أنّها الهلاك ،

__________________

(١) بالأصل «حاتم».

(٢) بالأصل وفي جمهرة ابن حزم ص ٤٠٢ : «غطيف».

(٣) حدباء الناقة التي بدت حراقفها وعظم ظهرها (اللسان).

(٤) الحدابير جمع حدباء وحدبير ، وهي الناقة الضامرة (اللسان).

(٥) في المختصر : وحلق المال.

٣٦٣

فو الله إني لفي ليلة صنبرة (١) بعيدة الطرفين إذ تضاغى أصبيتنا : عبد الله وعدي وسفّانة ، فقام إلى الصبيين ، وقمت إلى الصبية فو الله ما سكتوا إلّا بعد هدأة من الليل. قالت : ثم افترشنا (٢) قطيفة لنا شامية ذات خمل ، فأنمنا الأصبية عليها ، ونمت أنا وهو [في] حجرة ، ثم أقبل على تعليمي الحديث فعرفت ما يريد ، فتناومت وما يأتيني نوم فقال : أما لها فنامت فسكتّ ، فلما تهوّرت النجوم ، وادلهمّ الليل وسكنت الأصوات وهدأت الرّجل ، إذا مشى قد رفع كسر البيت يعني مؤخره فقال : من هذا؟ قال : جارتك فلانة قال : ويلك ما لك؟ قالت : ألست أتيتك من عند أصبية يتعاوون عواء (٣) الذئاب من الجوع ، فما وجدت على أحد معوّلا إلّا عليك يا أبا عدي ، قال : أعجليهم (٤) ، قالت : فهببت (٥) إليه فقلت : ما ذا صنعت فو الله لقد تضاغى أصبيتك من الجوع فما أصبت ما تعللهم به إلّا بالنوم وتأتينا هذا الآن وأولادها ، قال : اسكتي والله لأشبعنك وإيّاهم ، وجعلت أقول : ومن أين فو الله ما أعرف شيئا ، فأقبلت المرأة تحمل اثنين ويمشي جانبها أربعة كأنها نعامة حولها رئالها ، فقام إلى فرسه حلاب فوجأ لبّته بمدية ثم قدح زنده ، ثم جمع حطبا ثم كشط عن جلده ودفع المدية إلى المرأة ثم قال : أبغي صبيانك فبغيتهم ، فاجتمعنا جميعنا على اللحم ، فقال نسوة : تأكلون دون أهل الصرم (٦) ، قالت : فجعل يأتي بيتا بيتا ويقول : يا هؤلاء هبوا وعليكم النار ، قالت : فاجتمعوا والتفع بثوبه (٧) ناحية ينظر إلينا ، ألا والله ما ذاق مزعة وإنه لأحوجهم إليه ، ثم اضطجعنا وما على الأرض منه إلّا عظم أو حافر ، فأنشأ حاتم يقول :

مهلا نوار أقلّي اللّوم والعذلا

ولا تقولي لشيء فات ما فعلا (٨)

أنبأنا أبو الفضل محمّد بن ناصر بن محمّد ، وأبو الحسن سعد الخير بن

__________________

(١) مهملة بالأصل ، والمثبت عن اللسان (صنبر) ، وهي الليلة شديدة البرد.

(٢) كلمة غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن مختصر ابن منظور ٦ / ١٣٩.

(٣) بالأصل «تعاوي» والمثبت عن المختصر.

(٤) بالأصل : أعجلتهم.

(٥) مهملة بالأصل ، ولعل الصواب ما أثبت ، وفي المختصر : فوثبت.

(٦) يريد : الأبيات المجتمعة المنقطعة عن الناس.

(٧) مهملة بالأصل ، ولعل الصواب ما أثبت ، وفي المختصر : «والنقع ببتة» وفي الأغاني ١٧ / ٣٩٥ وتقنع بكسائه.

(٨) شعراء النصرانية ١ / ١٢٧ والعقد الفريد ١ / ٢٨٩.

٣٦٤

محمّد بن سهل قالا : أنبأنا أبو الفوارس طراد بن محمّد حينئذ ، أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، قالا : أنبأنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن جعفر ، نبأنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا ، حدثني عمر بن بكير ، عن أبي عبد الرحمن الطائي عن ملحان بن عركز بن حلبس الطائي عن أبيه ، عن جده وكان أخا عديّ بن حاتم لأمه (١) قال : قيل لنوار امرأة حاتم حدّثينا عن حاتم قالت : كلّ أمره كان عجبا ، أصابتنا سنة خصّت كل شيء ، فاقشعرت لها الأرض ، واغبرت لها السّماء ، وضنّت المراضع على أولادها ، وراحت الإبل حدباء حدابير ، ما تبض بقطرة ، وحلق المال. وأنّا لفي ليلة صنبرة بعيدة ما بين الطرفين إذ تضاغى (٢) الأصبية من الجوع عبد الله وعدي وسفّانة ، فو الله إن وجدنا شيئا نعللهم به ، فقام إلى أحد الصبيين فحمله وقمت إلى الصبية فعللتها ، فو الله ما سكتا إلّا بعد هدأة من الليل ، ثم عدنا إلى الصّبي الآخر فعلّلناه حتى سكت وما كاد. ثم افترشنا قطيفة لنا شامية ذات خمل ، فأضجعنا الصّبيان عليها ونمت أنا وهو [في] حجرة ، والصّبيان بيننا ثم أقبل عليّ يعللني لأنام ، وعرفت ما يريد فتناومت فقال : ما لك أنمت؟ فسكتّ ، فقال : ما أراها إلّا قد نامت وما بي نوم ، فلما ادلهم الليل وتهوّرت النجوم وهدأت الأصوات وسكنت الرجل إذا جانب البيت قد دفع فقال : من هذا؟ فولّى ، حتى إذا قلت : قد أسحرنا فأعاد فقال : من هذا؟ قالت : جارتك فلانة يا أبا عدي (٣) ما وجدت على أحد معوّلا غيرك ، أتيتك من عند أصبية يتعاوون عواء الذئب من الجوع قال : أعجليهم عليّ. قالت النوّار : فوثبت فقلت : ما ذا صنعت فو الله لقد تضاغى أصبيتك فما وجدت ما تعلّلهم به فكيف بهذه وولدها؟ فقال : اسكتي فو الله لأشبعنك وإياهم إن شاء الله قال : فقلت : تحمل اثنين وتمشي جنبيها أربعة كأنها نعامة حولها رئالها فقام إلى فرسه فوجأ بحربته في لبّتها ثم قدح زنده وأوقد ناره ثم جاء بمدية فكشط عن جلدها ثم دفع المدية إلى المرأة ثم قال : دونك ثم قال : أبغي صبيانك فبغيتهم. ثم قال نسوة : أتأكلون شيئا دون أهل الصّرم ، فجعل يطوف فيهم

__________________

(١) الذي في جمهرة ابن حزم ص ٤٠٢ وكان بنو عمه (أي عدي) : لأم ، وحلبس ، وملحان بنو غطيف بن حارثة بن سعد بن الحشرج ... وهم أخوة عدي بن حاتم لأمه.

ذكره في الأغاني : ملحان ابن أخي ماوية امرأة حاتم.

(٢) بالأصل «تضاغيا».

(٣) كذا ، وفي الأغاني : يا أبا سفّانة.

٣٦٥

بيتا بيتا حتى هبوا فأقبلوا عليه والتفع ببته (١) ثم اضطجع ناحية ينظر إلينا ، لا والله ما ذاق مزعة وإنه لأحوجهم إليه ، فأصبحنا وما على الأرض منه إلّا عظم أو حافر.

قال أبو عبد الرّحمن : الصّرم : الأبيات العشرة أو نحوها ينزلون في جانب انتهى.

أبو عبد الرحمن الطائي هو الهيثم بن عدي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني ، نبأنا القاضي أبو عبد الله المحاملي أنبأنا عبد الله بن أبي سعد ، حدثني ( ) (٢) بن توابة بن حميد ، عن جدي حميد قال : قالت امرأة حاتم لحاتم : يا أبا سفّانة إني لأشتهي أن آكل أنا وأنت طعاما وحدنا وليس عليه أحد ، قال : أواشتهيت ذلك؟ قالت : نعم ، قال لها : فوجّهي وبرّزي خيمتك حيث اشتهيت ، فحملت الخيمة من الجماعة على فرسخ ، وأمر بالطعام فهيّئ وهي مرخاة ستورها عليها وعليه فلما قارب نضج الطّعام كشف عن رأسه ثم قال (٣) :

فلا (٤) تطبخي قدري وسترك دونها

عليّ ما إذا تطبخين حرام

لكن بها ذاك اليفاع (٥) فأوقدي

بجزل إذا أوقدت لا بضرام

وكشف الستور ، وقدّم الطعام فدعا الناس فأكل وأكلوا فقالت : ما أتممت لي بما قلت. فأجابها بأني لا تطاوعني نفسي ، ونفسي أكرم عليّ من أن تثني عليّ هذا ، وقد سبق لي السّخاء وقال (٦) :

أمارس نفسي البخل حتى أعزّها

وأترك نفسي الجود لا أستشيرها (٧)

ولا تشتكيني جارتي ، غير أنّها

إذا غاب عنها بعلها ، لا أزورها

سيبلغها خيري ، ويرجع بعلها

إليها ، ولم تقصر عليّ ستورها

__________________

(١) البتّ كساء غليظ مهلهل ، وقيل من وبر وصوف (اللسان : بتت).

(٢) لفظة غير مقروءة بالأصل ، ورسمها «عنكم» وستأتي بعد أسطر ورسمها «غنم» كذا.

(٣) البيتان في ديوانه ط بيروت ص ٨٨.

(٤) في الديوان : لا تستري قدري إذا ما طبختها عليّ إذا ما ...

(٥) عن الديوان وبالأصل «البقاع».

(٦) الأبيات في ديوانه ص ٦٣.

(٧) البيت في الديوان :

أشاور نفس الجود حتى تطيعني

وأترك نفس البخل لا أستشيرها

٣٦٦

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمّد بن عثمان بن عمران بن سهل بن نصر بن حميد بن حامد البندار ـ المعروف بابن السّوّاق ـ وأبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد العلوي ، قالا : أنبأنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان بن أحمد بن الحسين بن جعفر ـ المعروف بابن البغل العصّاري ـ أنبأنا أبو محمّد جعفر بن نصير الخواص ، نبأنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن مسروق ، حدثني عننم (١) بن توابة بن حميد بن بشر بن سالم بن عبيد الطائي ، أخبرني أبو توابة بن حميد ، عن جدي حميد قال : قالت امرأة حاتم لحاتم يا أبا سفّانة إني لأشتهي أن آكل أنا وأنت طعاما وحدنا ليس عليه أحد. قال : أفاشتهيت ذلك؟ قالت : نعم ، فقال لها فوجهي وبرّزي خيمتك حيث اشتهيت ، فولّت الخيمة من الجماعة على فرسخ وأمرت بالطعام فهيّئ ، وهي مرخاة ستورها عليها ، فلما قارب نضج الطعام كشف عن رأسه ثم قال :

فلا تطبخي قدري وسترك دونها

عليّ إذا ما تطلبين حرام

ولكن بها ذاك اليفاع فأوقدي

بجزل إذا أوقدت لا بضرام

فكشفت الستور وقدّمت الطعام ودعا الناس وأكل وأكلوا فقالت : ما تممت لي بما قلت ، فأجابها لا تطاوعني نفسي ، ونفسي أكرم عليّ من أن تثني عليّ هذا ، وقد سبق إلى السخاء وقال :

أمارس نفسي البخل حتى أعزّها

وأترك نفسي الجود لا أستشيرها

ولا تشتكيني جارتي غير أنّها

إذا غاب عنها بعلها لا أزورها

سيبلغها خيري ويرجع بعلها

إليها ولم تقصر عليّ ستورها

أنبأنا أبو نصر بن محمّد بن الفضل بن محمود ، وأبو طاهر أحمد بن محمّد بن أحمد الأصبهانيان ، قالا : أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن عمر القزويني ، أنبأنا أبو عمر محمّد بن العبّاس بن حيّوية الخزّاز ، نبأنا أبو بكر محمّد بن خلف بن المرزبان بن بسام (٢) المحوّلي (٣) ، حدثني إسحاق بن محمّد بن أبان ، حدّثنا الوليد بن هشام القحذمي ، عن الوضاح بن معبد الطائي ، [قال :

__________________

(١) كذا بالأصل هنا ، انظر ما مرّ حولها قريبا.

(٢) غير واضحة بالأصل ، والصواب ما أثبت.

(٣) بالأصل «المخذلي» والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٤ / ٢٦٤.

٣٦٧

وفد حاتم](١) على النعمان بن المنذر فأكرمه وأدناه ، ثم زوّده عند انصرافه حملين ذهبا وورقا غير ما أعطاه من طرائف بلده. فرحل ، فلما أشرف على أهله تلقته أعاريب طيئ ، فقالت : يا حاتم أنت أتيت من عند الملك بالغنى ، وأتينا من عند أهالينا بالفقر. فقال حاتم : هلمّ فخذوا ما بين يدي فتوزعوه ، فوثب القوم إلى ما بين يديه من حباء النعمان فاقتسموه فخرجت إلى حاتم طريفة جاريته فقالت له : اتّق الله ، وأبق على نفسك ، فما يدع هؤلاء دينارا ولا درهما ، ولا شاة ولا بعيرا. فأنشأ حاتم يقول (٢) :

قالت طريفة ما تبقى دراهمنا

وما بنا سرف فيها ولا خرق

إن يفن ما عندنا فالله يرزقنا

ممّن سرانا ولسنا نحن نرتزق

ما يألف الدّرهم الكاري خرقتنا

إلّا يمرّ علينا ثم ينطلق

إنّا إذا اجتمعت يوما دراهمنا

ظلّت إلى سبل المعروف تستبق

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن ناصر وأبو الحسن سعد الخير بن محمد قالا : أنبأنا طراد بن محمّد الزينبي ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن جعفر ، نبأنا عبد الله بن محمّد ، قال : سمعت أبا بكر بن عياش قال : قال رجل لحاتم هل في العرب أجود منك؟ قال : كل العرب أجود مني ثم أنشأ يحدث قال : نزلت على غلام من العرب يتيم ذات ليلة ، وكانت له مائة من الغنم فذبح لي شاة وأتاني بها ، فلما قرّب إلي دماغها قلت : ما أطيب هذا الدّماغ ، قال : فذهب فلم يزل يأتيني منه حتى قلت قد اكتفيت ، قال : فلما أصبحت فإذا هو قد ذبح المائة شاة. وبقي لا شيء له. قال الرجل : فقلت : ما صنعت به؟ قال : ومتى أبلغ شكره ، ولو صنعت به كل شيء. قال : على حال؟ قال : أعطيته مائة ناقة من خيار إبلي.

قال : ونبأنا ابن أبي الدنيا ، قال : حدثنا أبو زكريا النّخعي الخثعمي عن أبي عبيدة قال : قال أبو سحيم الكلابي : ضاف بحاتم رجل في سنة فلم يقدر على بشيء فطلب من عمه قراه لم يقدر على شيء وله ناقة ليسافر عليها ، يقال لها : أفعى فعقرها ، فأطعم أضيافه قسمها وبعث إلى عياله قسمها الآخر فقال حاتم (٣) :

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور ٦ / ١٤١.

(٢) الأبيات ليست في ديوانه ولا في شعراء النصرانية.

(٣) البيتان في ديوانه من أربعة أبيات ص ٣٢.

٣٦٨

لما رأيت الناس هرت كلابهم

ضربت بسيفي ساق أقعى فخرّت

ولا ينزل المرء الكريم عياله

وأضيافه ما ساق مالا بضرّت (١)

وقال حاتم (٢) :

ولا أزرف (٣) ضيفي إن تأوّبني

ولا أداني له ما ليس بالدّاني

له المواساة عندي إن تأوّبني

وكل زاد وإن أبقيته فاني

أخبرنا أبو العز بن كادش ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أنبأنا أبو علي الجازري ، أخبرنا المعافى بن زكريا (٤) ، أنبأنا محمّد (٥) بن القاسم الأنباري ، حدثني أبي ، أنبأنا أحمد بن الحارث ، قال : قال أبو عبد الله بن الأعرابي : كان حاتم الطائي أسيرا في عنزة فقالت له امرأة يوما : قم فافصد لنا هذه الناقة وكان الفصد عندهم أن يقطع عرقا من عروق الناقة ثم يجمع الدم فيشوى ، فقام حاتم إلى الناقة فنحرها ، فلطمته المرأة ، فقال حاتم : «لو غير ذات سوار لطمتني» (٦). فذهب قوله مثلا ؛ وقال له النسوة : إنما قلنا لك افصدها ، فقال : هكذا فصدي أنه ـ قال أبو بكر : يريد أنا ، وهي لغة طيء.

وبغير هذا الإسناد في «أنا» أربع لغات : أنا (٧) قائم بإسقاط الألف في الوصل ، وأنا قائم بإثبات الألف في الوصل ، وأنه بإدخال هاء السكت ، والرابعة أخبرنا بها أبو العبّاس عن بعض النحويين عن العرب : أن قائم ، بإسكان النون يراد بها أنا قائم كما قال الشاعر :

أنا شيخ العشيرة فاعرفوني

حميدا قد تذرّيت السّناما (٨)

__________________

(١) الأصل «بضرة» يعني الشدة وضيق الحال ، وكتبت بالتاء المبسوطة اتباعا لتاء الروي.

(٢) البيتان في ديوانه ص ٩١.

(٣) أزرف : أبعد ، تأويني : رجع وعاد إليّ.

(٤) الخبر في الجليس الصالح الكافي ٣ / ٤٠ ـ ٤١.

(٥) بالأصل «أبو محمد» والصواب ما أثبت وهو أبو بكر المقرئ النحوي ، ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٢٧٤.

(٦) انظر الميداني ٢ / ١٧٤ المستقصي للزمخشري ٢ / ٢٩٧.

(٧) كذا بالأصل والجليس الصالح ، وباعتبار ما يلي «أن».

(٨) البيت لحميد بن بجدل كما في هامش الجليس الصالح ، وهامش تفسير القرطبي في تفسير آية أنا أحيي وأميت (من سورة البقرة) وورد فيه «مجدل».

والبيت فى اللسان (أتن) وفيه : سيف بدل شيخ وجميعا بدل حميدا.

٣٦٩

فنصب : «حميدا» على المدح ، وتذريت معناه ارتفعت إلى ذروة الحسب ، وذكر السنام مثلا :

قال : هذا ما قد كان أهل الجاهلية فيما ذكر يشوون الدم مخلوطا بالوبر ويأكلونه ويسمونه العلهز ، ولما قال حاتم : «لو غير ذات سوار لطمتني» فأرسلها مثلا فصارت كلمة يقولها القائل عند عدو الرقيق الحسب على من هو فوقه ، وحين يهتضم الرفيع ذا القدر من هو دونه. ويروى أن حاتما قال في هذا الخبر : هكذا فزدي أنه. وإشمام الصاد الساكنة الزاي إذا وليتها الدال لغة للعرب معروفة جيدة قد قرأ بها القرآن عدد من القراء كقوله : (يَصْدِفُونَ) (١) و (يَصْدُرُ النَّاسُ) (٢) و (يُصْدِرَ الرِّعاءُ) (٣). والذي رواه لنا (٤) أبو بكر بن الأنباري من اللغات في أنا كما روي ، وقد قراء بإثبات الألف في الوصل والوقف تعمد قراءة المدينة في مواضع عدة ، وممن روى عنه هذا نافع بن عبد الرّحمن انتهى.

وقد كانت أمّ حاتم أيضا موصوفة بالكرم ، أخبرنا أبو الحسن ، أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو زكريا العبدي ، نبأنا شعيب بن إبراهيم البيهقي ، نبأنا محمّد وعبد الوهّاب قال : سمعت علي (٥) يقول : كانت أمّ حاتم من أسخى الناس فقيل أضعفوها جوعا لعلها ترجع وتمسك فأجيعت فقالت جعت جوعة .......... (٦).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد وعلي بن المسلّم الفقيهان وأبو المعالي بن الشعيري (٧) قالوا : أنبأنا أبو الحسن [بن أبي] الحديد ، أنبأنا جدي أبو بكر ، أنبأنا أبو محمّد جعفر الخرائطي ، أنبأنا العبّاس بن الفضل الرّبعي ، نبأنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثني حمّاد الرّاوية ومشيخة من مشيخة طيئ ، قالوا : كانت عتبة (٨) ابنة عفيف بن

__________________

(١) من الآية ٤٦ من سورة الأنعام.

(٢) سورة الزلزلة ، الآية : ٦.

(٣) سورة القصص ، الآية : ٢٣.

(٤) عن الجليس الصالح وبالأصل «أنبأنا».

(٥) بياض بالأصل في الموضعين ، في الموضع الأول مقدار كلمة ، وفي الموضع الثاني مقدار كلمتين.

(٦) بياض بالأصل في الموضعين ، في الموضع الأول مقدار كلمة ، وفي الموضع الثاني مقدار كلمتين.

(٧) إعجامها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت ، واسمه الحسين بن حمزة بن الحسين ، ابن الشعيري (فهارس شيوخ ابن عساكر ، المطبوعة ٧ / ٤٣٣).

(٨) بالأصل «عنبة» والمثبت عن الأغاني ١٧ / ٣٦٥.

٣٧٠

عمرو بن امرئ القيس أمّ حاتم طيئ ـ فهو حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس ـ لا تمسك شيئا ، سخاء وجودا ، وكان إخوتها يمنعونها فتأبى ، وكانت امرأة موسرة فحبسوها في بيت سنة يطعمونها قوتها ، لعلها تكفّ عمّا تصنع ثم أخرجوها بعد سنة ، وقد ظنّوا أنّها قد تركت ذلك الخلق فدفعوا إليها صرمة (١) من مالها وقالوا : استمتعي بها ، فأتت امرأة من هوازن وكانت تغشاها فسألتها فقالت : دونك هذه الصّرمة فقد والله مسّني (٢) من الجوع ما آليت ألّا أمنع سائلا شيئا ، ثم أنشأت تقول (٣) :

لعمري لقدما عضّني الجوع عضّة

فآليت ألّا أمنع الدّهر جائعا

فقولا لهذا اللائمي اليوم : أعفني

فإن أنت لم تفعل فعضّ الأصابعا

فما ذا عسيتم (٤) أن تقولوا لأختكم

سوى عذلكم أو منع من كان مانعا

ومهما (٥) ترون اليوم إلّا طبيعة

فكيف بتركي يا ابن أمّ الطبائعا

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني ، أنبأنا رشأ بن نظيف ، أنبأنا الحسين بن إسماعيل ، نبأنا أحمد بن مروان ، نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، قال : سمعت أحمد بن أيوب يقول : أنشد حاتم هذه الأبيات :

قليل المال يصلحه فيبقى

ولا يبقى الكثير مع الفساد

فقال : قطع الله لسانه فأين هو عن هذه الأبيات :

فلا الجود يغني المال قبل فنائه

ولا البخل في مال الشّحيح يزيد

فلا تعش اليوم بعيش مقتّر

لكلّ غد رزق يجيء جديد

أخبرنا أبو العز كادش ـ إذنا ومناولة فقرأ عليّ إسناده ـ أنبأنا أبو علي الجازري ، أنبأنا المعافى بن زكريا ، أنبأنا الحسين بن القاسم الكوكبي ، أنبأنا أبو العباس المبرد ، وأخبرني الثوري عن أبي عبيدة قال : لما بلغ حاتم طيئ قول المتلمّس :

__________________

(١) الصرمة : القطعة من الإبل ، ما بين ١٠ إلى ٣٠ ، أو إلى الخمسين والأربعين ، أو ما بين العشرة إلى الأربعين ، أو ما بين عشرة إلى بضع عشرة (القاموس).

(٢) في الأغاني : عضّني.

(٣) الأبيات في الأغاني ١٧ / ٣٦٥.

(٤) في الأغاني : فما ذا عساكم.

(٥) الأغاني : وما ذا ترون.

٣٧١

قليل المال يصلحه فيبقى

ولا يبقى الكثير مع الفساد

وحفظ المال خير من فناه

وعسف في البلاد بغير زاد

قال : ما له قطع الله لسانه حمل الناس على البخل فهلا قال :

فلا الجود يفني المال قبل فنائه

ولا البخل في مال الشحيح يزيد

فلا تلتمس مالا بعيش مقتّر

لكلّ غد رزق يعود جديد

ألم تر أن المال غاد ورائح

وأنّ الذي يعطيك غير بعيد (١)

قال القاضي أبو الفرج المعافى ولقد أحسن حاتم في قوله :

ألم تر أن المال غاد ورائح

وأنّ الذي يعطيك غير بعيد

ولو كان مسلما ، لرجي له ما أتي من هذا ما يغتبط به في معاده ، وقد أتى كتاب الله تعالى في هذا المعنى بما يعجز المخلوقين عن مساواته قال الله تعالى وجل ذكره : (وَسْئَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ) (٢) وقال جل اسمه : (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ) (٣).

أنشدنا أبو عبد الله الفراوي ، أنشدنا أبو عثمان البحيري أنشدنا محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الشيباني ، أنشدنا أبو محمد الحسن بن الحسين بن منصور لحاتم طيّىء :

وما من شيمتي شتم ابن عمي

وما أنا مخلف من يرتجيني

وكلمة حاسد من غير جرم

سمعت فقلت : مرّي فانقذيني

فعابوها عليّ ولم تعبني

ولم يعرق لها يوما جبيني

وذو وجهين يلقاني طليقا

وليس إذا تغيّب يأتسيني (٤)

ظفرت (٥) بعينه ، فكففت عنه

محافظة على حسبي وديني

كتب إليّ أبو منصور بن القشيري ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله

__________________

(١) في البيت إقواء.

(٢) سورة النساء ، الآية : ٣٢ وفيها «واسألوا».

(٣) سورة البقرة ، الآية : ١٨٦.

(٤) يقال : ائتسى به : اقتدى به ، وفي الديوان : وذي الوجهين.

(٥) الديوان : نظرت.

٣٧٢

الحافظ ، أنبأنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد قال : سمعت محمد بن حفص بن محمد بن يزيد الجويني ، يقول : سمعت يعقوب بن إبراهيم الدّورقي ، يقول : قال عبد الله بن صالح بن مسلم وجدت في كتاب لأبي صالح بن مسلم قال : لما حضر مورق العجلي الوفاة دعا ابنا له فقال : يا بني إن سمعت يوما كلمة حاسد فكن كأنك لست بشاهد فإنك إن أمضيتها حيالها رجع العيب على من قالها ، وخذ في ذلك بقول حاتم طيّىء :

وما من شيمتي شتم ابن عمي

وما أنا مخلف من يرتجيني

وكلمة حاسد في غير جرم

سمعت فقلت : مري فانقذيني

فعابوها عليّ ولم تعبني

ولم يعرق لها يوما جبيني

بصرت بعينه فكففت عنه

محافظة على حسبي وديني

أخبرنا أبو القاسم [بن] السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو القاسم بن البسري ، وأبو محمد بن أبي عثمان ، قالوا : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصّلت المجبّر ، أنبأنا أبو بكر محمد بن القاسم بن السمان ، حدثني أبي ، أنبأنا أحمد بن عبيد ، عن ابن الكلبي قال : لما نزل بعبد الله بن شداد الموت دعا ابنا له يقال له محمد فأوصاه قال : قال له : يا بني إن سمعت يوما كلمة حاسد فكن كأنك لست بالشاهد فإنك إن أرضيتها حيالها رجع العيب على من قالها وقد كان يقال : إن الأديب العاقل هو الفطن المتعاقل ، فكن يا بنيّ كما قال حاتم طيّىء :

وما من شيمتي شتم ابن عمي

وما أنا مخلف من يرتجيني

وكلمة حاسد في غير جرم

سمعت فقلت : مري فانقذيني

فعابوها عليّ ولم تعبني

ولم يعرق لها يوما جبيني

وذو الوجهين يلقاني طليقا

وليس إذا تغيّب يأتليني

بصرت بعينه فصفحت عنه

محافظة على حسبي وديني

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، عن شرف بن علي بن الخضر بن عبد الله بن التمار البزاز.

أخبرنا الشريف أبو إبراهيم أحمد بن القاسم بن ميمون بن حمزة الحسيني حدثنا جدنا الشريف أبو القاسم الميمون بن حمزة بن الحسين ، نبأنا أبو جعفر الطحاوي ، نبأنا

٣٧٣

إبراهيم بن أحمد بن مروان ، أخبرني ابن أبي الشيخ ، أنشدني محمد بن الحكم الشيباني لحاتم طيّىء (١) :

إذا ما بتّ أشرب فوق ريّ (٢)

لسكر في الشراب فلا رويت

إذا ما بتّ أختل عرس جاري

ليخفيني الظلام فلا خفيت

لأفضح جارتي وأخون جاري

فلا (٣) والله أفعل ما حييت

أخبرنا أبو العز بن كادش ـ إذنا ومناولة ، وقرأ عليّ إسناده ـ أنبأنا أبو علي الجازري ، أنبأنا أبو الفرج المعافى بن زكريا ، أنشدنا أبو بكر بن الأنباري ، أنشدنا أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي لحاتم بن عبد الله :

سلي اليائس المقرور يا أم مالك

إذا ما أتاني بين ناري ومجزري

أأبسط وجهي إنه أول القرى

وأبذل معروفي له دون منكري

أخبرنا أبو الحسين بن العلاف في كتابه ، وأخبرنا عنه أبو المعمر الأنصاري حينئذ ، وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا أبو علي بن المسلّم ، وأبو الحسن بن العلاف ، قالا ؛ أنبأنا أبو القاسم بن بشران ، نبأنا أحمد بن إبراهيم بن جعفر الخرائطي ، فقال : فقال حاتم طيئ أيضا (٤) :

وإنّك إن أعطيت بطنك سؤله

وفرجك ، نالا منتهى الذم أجمعا

قال : وأنبأنا محمد بن جعفر قال : أنشدني أبي جعفر العذري ، أنشدني وريزة لحاتم طيّىء (٥) :

ما ضرّ جارا لي أجاوره

يكون لنا به سفر (٦)

أغضى إذا ما جارتي برزت

حتى يواري جارتي الخدر

__________________

(١) الأبيات في ديوانه ص ٣١.

(٢) بالأصل : «ريي» والمثبت عن الديوان.

(٣) الديوان : أأفضح جارتي ... معاذ الله.

(٤) البيت في ديوانه ص ٦٨ من أربعة أبيات ، برواية : وإنك مهما تعط بطنك.

(٥) البيتان ليس في ديوانه.

(٦) البيت في الأغاني ١٧ / ٣٨٦ برواية :

وما ضر جارا يا ابنة القوم فاعلمي

يجاورني ألا يكون له ستر

٣٧٤

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، وأبو الحسن بن أحمد الخير بن محمد ، قالا : أنبأنا طراد بن محمد الزينبي ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أحمد بن محمد بن جعفر ، نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني سليمان بن أبي شيخ ، قال : أنشدني محمد بن عثمان الطائي لحاتم (١) :

يعيبوا كريما بالجنون وما به

جنون ولكن كيد امرئ يحاوله

فاتّقيت ناري ثم أبرزت ضوأها

وأخرجت كلبي وهو في البيت داخله

فلما رآني كبّر الله وحده

وبشر جوفا كان جمّا بلابله

فقلت له أهلا وسهلا ومرحبا

رشدت ولم أقعد إليه أسائله

فقمت إلى البرك الهجان أعدها

لوجوبه حقّ نازل أنا فاعله

فخال خليلا واقنا بي بخيره

سبيلا وأملاه من التي إلى كاهله

فأطعمته من كبدها وسنامها

شواء وخير الخير ما كان عاجله

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأنا أبو عمر عبد الواحد محمد بن إسحاق ، أنبأنا الحسين بن محمد بن أحمد بن يوسف بن يوه (٢) ، نبأنا أحمد بن محمد بن عمر ، أنبأنا أبو بكر عبد الله بن محمد القرميسيني ، حدثني محمد بن صالح القرشي ، أنبأنا أبو اليقظان قال : هذه الأبيات الذي قالها حاتم أنشدنا شعبة بن الحجاج في المسجد (٣) :

أماويّ ما يغني الثراء عن الفتى

إذا خرجت (٤) يوما وضاق بها الصدر

أماويّ إمّا مانع فمبيّن

وإما عطاء لا ينهنهه الزجر

أماويّ إنّي لا أقول لسائل

إذا جاء يوما : حلّ في مالنا نذر (٥)

ألم (٦) تر ما أنفقت لم يك ضرّني

وأنّ يدي مما بخلت به صفر

ولا أظلم ابن العمّ إن كان إخوتي

شهودا وقد أزرى (٧) بإخوته الدهر

__________________

(١) الأبيات ليست في ديوانه.

(٢) ضبطت عن التبصير.

(٣) الأبيات في ديوانه ص ٥٠ والأغاني ١٧ / ٤٨٣ ـ ٣٨٥.

(٤) الديوان : «إذا حشرجت نفس» ، الأغاني : «حشرجت يوما».

(٥) الديوان : «نزر» وفي الأغاني : النذر.

(٦) في الديوان : «ترى أنا ما أهلكت لم بك ضرني» وفي الأغاني : أنفقت.

(٧) الأغاني والديوان : أودى.

٣٧٥

ومولى كذا البطر قاومت واه

وإن كان محنى الضلوع عليّ عمر

قال : وأنبأنا عبد الله بن محمد القرشي ، حدثني أبو جعفر محمد بن عبد الله الأزدي ، عن أبي عبد الرّحمن الطائي ، عن أبي سورة بن السبنسي من طيء قال : كانت النّوارة تعاتب حاتم على إنفاقه وتحننه على ولده ، وكانت ماوية مكبوتة لم تلد له فكانت تحضه على نفسها فقال حاتم (١) :

أماويّ قد طال التّجنّب والهجر

وقد عذرتني من طلابك (٢) عذر

أماويّ إمّا مانع فمبيّن

وإما عطاء لا ينهنهه الزجر

فقد علم الأقوام لو أن حاتما

أراد ثراء المال ، كان له وفر

إذا أنا دلاني الذين أحبهم

بملحودة زلج جوانبها غبر

وراحوا عجالا ينفضون أكفّهم

يقولون قد دمى أنا ملنا الحفر (٣)

أماوي ما يغني الثراء عن الفتى

إذا حشرجت يوما وضاق به (٤) الصدر

أماويّ إنّ المال غاد ورائح

ويبقى ، من المال ، الأحاديث والذكر

ولا أشتم ابن العمّ إن كان إخوتي

شهودا وقد أودى بإخوته الدهر

ولا آخذ المولى لسوء بلائه

وإن كان محنيّ الضلوع على غمر (٥)

وعشنا (٦) مع الأقوام بالفقر والغنى

وكلّا سقانيه من كأسه الدهر

فما زاد يا ماويّ (٧) على ذي قرابة

غنانا ولا أزرى بأحسابنا الفقر

أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا القاضي ، أنبأنا أبو عاصم الفضل بن يحيى الفضيلي ، أنبأنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي بشر ، أنبأنا أبو

__________________

(١) الأبيات في ديوانه ص ٥٠ وفي الأغاني ١٧ / ٣٨٤ ـ ٣٨٥.

(٢) مطموسة بالأصل والمثبت عن الديوان ، وفيه : «طلابكم» وفي الأغاني : في طلابكم.

(٣) البيت بالأصل :

وأموا ثقالا ينفضون أكفهم

وكلهم دمى أنامله لم تحفر

(٤) الديوان : إذا حشرجت نفس وضاق بها الصدر.

(٥) البيت في شعراء النصرانية ١ / ١٣٢ من قصيدة مجرورة الروي مطلعها :

بكيت وما يبكيك من طلل قفر

بسقف اللوى بين عموران فالغمر

(٦) الديوان :

كسينا صروف الدهر لينا وغلظة

وكلّا سقاناه بكأسيهما الدهر

(٧) الديوان : فما زاد بأوا على ذي قرابة.

٣٧٦

عبد الله محمد بن عقيل بن الأزهر البلخي ، أنبأنا أبو العباس بن الفضل بن يوسف الفضيلي ، أنبأنا عبد الله بن جميلة ، نبأنا معاوية بن حماد ، عن نجم ، عن أبي جعفر قال : اليأس مما في أيدي الناس ، غناء المؤمن دينه وعرضه ، ثم قال أما سمعت قول حاتم :

إذا تباعدت اليأس ألفيته الغنى

إذا عرفته النفس والطمع الفقر

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو الحسين هلال بن المحسن الكاتب ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الجوامع الخزاز ، نبأنا محمد بن القاسم الأنباري ، حدثني أبي عن العباس بن ميمون ، عن أبي عدنان عن الهيثم بن عديّ ، عن ملحان بن عرطي (١) بن عدي بن حاتم ، عن أبيه عن جده قال : شهدت حاتما يكيد بنفسه ، فقال لي : أي بني ، إني أعهدك من نفسي ثلاث خلال : والله ما خاتلت جارة لي لريبة قطّ ، ولا ائتمنت على أمانة إلّا أدّيتها ، ولا أتي أحد قط من قبلي بسوء.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور ، وعلي بن المسلّم الفقيهان ، وأبو المعالي الشّعيري قالا : أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي أبو بكر ، أنبأنا أبو بكر الخرائطي ، نبأنا علي بن عبد الرّحمن بن ( ) (٢) العذري ، نبأنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، عن أبي مسكين ـ يعني جعفر بن المحرز بن الوليد ، والوليد مولى أبي هريرة ، عن محرز بن أبي هريرة قال : مرّ نفر من عبد القيس بقبر حاتم طيّىء ونزلوا قريبا منه ، فقام إليه بعضهم فجعل يركض قبره برجله ويقول : يا أبا الجعراء أقرنا ، فقال له بعض أصحابه : ما تخاطب من رمّة قد بليت وأجنّهم الليل فنوّموا.

فقام صاحب القول فزعا فقال : يا قوم عليكم مطيكم ، فإن حاتما أتاني في النوم وأنشدني شعرا وقد حفظته يقول (٣) :

أبا خيبري وأنت امرؤ

ظلوم (٤) العشيرة شتّامها

__________________

(١) كذا ، وقد مرّ «عرطز».

(٢) لفظة غير واضحة بالأصل تركنا مكانها بياضا.

(٣) الأبيات في ديوانه ص ٨٩ والأغاني ١٧ / ٣٧٥.

(٤) الديوان : حسود.

٣٧٧

أتيت (١) بصحبك تبغي القرى

لذي حفرة صخب هامها

تبغّي لي الذنب عند المبيت (٢)

وحولك طيّىء وأنعامها

فإنا (٣) سنشبع أضيافنا

ويأتي المطي فنعتامها

وقال أيضا مثل قوله الأول وهو قوله :

ما تخاطب من رمّة قد بليت

وأجنّهم الليل فنوموا

قال : وإذا ناقة صاحب القول تكوس (٤) عقيرا فنحروها ، وباتوا يشتوون ويأكلون ، فقالوا : والله لقد أضافنا حاتم حيا وميتا.

قال أبو مسكين عن ياسين بن بسطام قال : حقق هذا الحديث عند العرب قول ابن دارة الغطفاني : وأتى عدي بن حاتم ليمتدحه فقال له : أخبرك بما لي ، فإن رضيت فقل. قال : فما مالك؟ قال : مائتا صائية (٥) وعبد وأمة وفرس وسلاح ، فذلك كله لك إلّا الفرس والسلاح ، فإنهما في سبيل الله تبارك وتعالى ، قال : قد رضيت قال : فقل : فقال ابن دارة :

أبوك أبو سفّانة الخير لم يزل

لدن شبّ حتى مات في الخير راغبا

به تضرب الأمثال في الشعر ميتا

وكان له إذا كان حيا مصاحبا

قرى قبره الأضياف إذ نزلوا به

ولم يقر قبر قبله الدهر راكبا

وأصبح القوم وأردفوا صاحبهم وساروا ، فإذا رجل ينوّه بهم راكبا على جمل يقود آخر ، فقال : أيكم أبو البختري؟ قال : أنا ، قال : إنّ حاتما أتاني في النوم فأخبرني أنه قرى أصحابك ناقتك ، وأمرني أن أحملك ، وهذا بعير فخذه فدفعه إليه ، انتهى.

__________________

(١) البيت في الديوان :

فما ذا أردت إلى رمة

بدوّيّة ، صخب هامها

(٢) الديوان والأغاني : تبغي أذاها وإعسارها.

(٣) الديوان :

وإنا لنطعم أضيافنا

من الكوم بالسيف نعتامها

(٤) تكوس ، يقال : كاس البعير إذا مشى على ثلاث قوائم وهو معرقب (اللسان : كوس).

(٥) صائية : الصائي هو كل مال من الحيوان مثل الرقيق والدواب (اللسان : صأي).

٣٧٨

١١١٣ ـ حاتم بن النعمان بن عمر بن عمارة (١) بن عبد العزيز (٢)

ابن عبد العزّى بن عامر بن عمرو بن ثعلبة بن عمر بن قتيبة بن معن بن مالك

ابن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان الباهلي

شهد مع معاوية صفين ، وكان أميرا على بعض العسكر ، وكان حاتم هذا سيد بني باهلة (٣) بالجزيرة ، وهو الذي افتتح مرو في زمن عبد الله بن عامر ، انتهى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنبأنا أبو الحسين الشيرازي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، أنبأنا أحمد بن عمران ، نبأنا موسى بن زكريا ، نبأنا خليفة بن خيّاط قال (٤) : وكان الذي صالح أهل مرو حاتم بن النعمان الباهلي بعثه ابن عامر في خلافة عثمان ، وقال : سنة إحدى وثلاثين فيها : أحرم ابن عامر من نيسابور ، واستخلف قيس بن الهيثم وحده ، يعني على خراسان انتهى.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، أنا أبو بكر الخطيب ، وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، نبأنا يعقوب بن سفيان ، حدثني عمران بن الحسين ، نبأنا سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، قال : وبعث يعني عبد الله بن عامر بن كريز من نيسابور حاتم بن النعمان الباهلي إلى مرو فصالحوا أهلها وفتحوه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي محمد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد قال : قالوا : ثم توجه ابن عامر نحو مرو فوجه إليها حاتم بن النعمان الباهلي ، ونافع بن خالد الطاحي ، فافتتحاها كل واحد منهما على نصف المدينة ، وافتتحا رستاقها عنوة ، وفتحا المدينة صلحا ، انتهى.

__________________

(١) غير واضحة بالأصل والمثبت عن ابن حزم ص ٢٤٥.

(٢) لم ترد في عامود نسبه في ابن حزم ، جاء فيه : حاتم بن النعمان بن عمرو بن جابر بن عمارة بن عبد العزى.

(٣) رسمها بالأصل يقرأ : «هائلة» ولعل الصواب ما أثبت ، وباهلة أم سعد مناة بن مالك بن أعصر ، وقد خلف معن بن مالك على باهلة بعد أبيه فولدت له أولادا ، نسبوا جميعا إليها ، وهي باهلة بنت صعب بن سعد العشيرة (جمهرة ابن حزم ص ٢٤٥).

(٤) راجع تاريخ خليفة ص ١٦٥ و ١٦٦.

٣٧٩

وقال أبو اليقظان عامر بن حفص بن قادم العجيفي : ومن بني غنيّ بن أعصر بن سعد : مرثد بن أبي مرثد شهد بدرا ، وهما حليفا حمزة بن عبد المطلب فقال الشاعر :

أبو مرثد (١) منا المطيب وابنه

أنيس وسلمان الأمير وحاتم

أنيس بن أبي مرثد ، وسلمان بن ربيعة الباهلي ، وحاتم بن النعمان الباهلي.

أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني ، أنبأنا أبو علي بن شاذان ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي ، نبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي ، نبأنا يحيى بن سليمان الجعفي ، حدثني نصر ـ يعني ـ ابن مزاحم (٢) ، نبأنا عمر (٣) بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر محمد بن علي وزيد بن الحسين (٤) بن علي (ورجل (٥) قد سماه بعضهم زيدا لكلمته فذكر الحديث) (٦) ، إلى أن قال : وان معاوية استعمل على أصحابه يومئذ فجعل على الخيل عبيد الله بن عمر بن الخطاب ، وعلى الرّجّالة مسلم بن عقبة المرّي ، وعلى الميمنة عبد الله بن عمرو بن العاص ، وعلى الميسرة حبيب بن مسلمة [الفهري] ، وأعطى اللواء عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد ، وجعل على أهل دمشق ـ وهم القلب ـ الضحاك بن القيس الفهري ، وعلى أهل حمص ـ وهم الميمنة ـ ذا (٧) الكلاع الحميري ، وعلى أهل قنّسرين (٨) وهم في الميمنة زفر بن الحارث القيسي ، وعلى أهل الأردن ـ وهم في الميسرة ـ سفيان بن عمرو ، أبا (٩) الأعور السلمي ، وعلى أهل فلسطين وهم في الميسرة [أيضا] مسلمة بن مخلد ، [وعلى أهل دمشق بسر بن أرطأة](١٠) ، وعلى رجالة

__________________

(١) اسمه كنار بن حصن من المهاجرين الأولين ، بقي إلى أيام عثمان (ابن حزم ص ٢٤٧).

(٢) وقعة صفّين لنصر بن مزاحم ص ٢٠٤ وما بعدها.

(٣) في وقعة صفّين : عمرو.

(٤) في وقعة صفّين : حسن.

(٥) العبارة في وقعة صفّين : «وزيد بن حسن ، ومحمد بن المطلب أن عليّا ومعاوية عقدا الألوية وأمّرا الأمراء ...».

(٦) العبارة في وقعة صفّين : «وزيد بن حسن ، ومحمد بن المطلب أن عليّا ومعاوية عقدا الألوية وأمّرا الأمراء ...».

(٧) بالأصل : ذو.

(٨) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن وقعة صفّين.

(٩) بالأصل «وأبا» وفي وقعة صفّين : «سفيان بن عمرو السلمي» وفي جمهرة ابن حزم ص ٢٦٤ أبو الأعور السلمي وهو عمرو بن سفيان بن عبد شمس بن سعد بن خائف ... من قواد معاوية.

(١٠) ما بين معكوفتين سقط من وقعة صفّين ، وفي تاريخ خليفة ص ١٩٤ ذكره على رجالة أهل دمشق.

٣٨٠