تاريخ مدينة دمشق - ج ١١

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١١

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٢٠
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

قال : وسمعت بعض بني كلاب يقول : ليحيى إليّ ، وحيّا ما أعرفه انتهى.

وأخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أنبأنا عمر بن محمّد بن عبد الواحد ، أنبأنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن ثعلب ، قال : قرأ جويّة الأسدي : أحي.

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ، ابنا (١) البنّا ، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، عن أبي الحسن الدارقطني حينئذ.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنبأنا أبو الحسن (٢) الدارقطني قال : وأما جويّة فهو جويّة بن عبد الله بن عائذ ، ويقال : ابن عاتك الكوفي النحوي ، روى عنه ابنه أبو أناس عبد الملك بن جويّة انتهى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٣) : وأمّا جويّة ـ بضم الجيم وفتح الواو وبعدها ياء مشددة ـ فهو جويّة بن عائذ ، ويقال بن عاتك النحوي روى عنه ابنه أبو أناس عبد الملك بن جويّة. وقال ابن ماكولا في موضع آخر (٤) : أبو أناس الكوفي من القرّاء روى عنه يحيى بن آدم (٥) ونعيم بن يحيى السعدي (٦) وغيرهما ، واختلف في اسمه واسم أبيه (٧) فقال يحيى بن آدم هو عبد الملك بن جويّة ، وقال الفراء في رواية الأصم عن ابن (٨) الجهم ، عنه : جويّة بن عبد الواحد الأسدي ؛ وروى نفطويه عن ابن الجهم عنه أنّه جويّة بن أبي أناس أحد بني نصر بن (٩) معاوية ، وروي عن ثعلب : جويّة الأسدي غير منسوب.

__________________

(١) بالأصل «أنبأنا» والصواب ما أثبت وقد مرّ هذا السند كثيرا.

(٢) بالأصل «الحسين» خطأ.

(٣) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ١٧٠.

(٤) الاكمال لابن ماكولا ١ / ١١٢ ـ ١١٣.

(٥) عن الاكمال وبالأصل «أديم».

(٦) الاكمال : السعيدي.

(٧) بالأصل «أبوه».

(٨) بالأصل : «أبي».

(٩) بالأصل : «بن أبي معاوية» والصواب عن الاكمال.

٣٤١

١١٠٣ ـ جهير بن محمّد

أبو القاسم انتهى

قرأت بخط بعضهم : أنشدني أبو القاسم جهير بن محمّد بدمشق لابن كاتب المطيري :

فديتها عينا إذا أقبلت

سبح إنساني لإنسانها

٣٤٢

ذكر من اسمه جيش

١١٠٤ ـ جيش بن خمارويه بن أحمد بن طولون (١)

أبو العساكر الطولوني

[ولي] إمرة دمشق بعد قتل أبيه أبي الجيش مدة يسيرة ، ثم خرج متوجها إلى مصر فقتل قبل أن تطول مدته انتهى.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، حدثني أبو الحارث إسماعيل بن إبراهيم المرّي قال : بويع لجيش بن أبي الجيش بدمشق بعد قتل أبيه في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين ومائتين ، وخرج جيش بن خمارويه بعد قتل أبيه من دمشق راجعا إلى مصر في النصف من ذي الحجة من هذه السنة ، واستخلف على دمشق طغج بن جفّ فلما صار جيش إلى مصر وثب (٢) بعمّه أبي العشائر فقتله ، فتحرك الناس بمصر لقتلته ووقع بمصر نهب وحريق ووثب هارون بن خمارويه على جيش بن خمارويه فقتله وصار الأمر إلى هارون بن خمارويه في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين ومائتين.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو محمّد هبة الله بن أحمد ، قالا : أنبأنا عبد العزيز الكتاني ، حدثني أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، نبأنا عبد الله بن أيوب ، [حدثني] أبو محمّد الحافظ ، حدثني أبو بكر محمّد بن خروف ـ بمصر ـ حدثني أبو جعفر أحمد بن يوسف بن إبراهيم ـ المعروف بابن الداية ـ حدثني

__________________

(١) ترجمته في الوافي بالوفيات ١١ / ٢٢٩ وولاة مصر للكندي ص ٢٦٥ ـ ٢٦٦ وانظر بهامش الوافي ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٢) بالأصل : «وبثت» ولعل الصواب ما أثبت.

٣٤٣

ربيعة بن أحمد بن طولون قال (١) : لمّا توفي (٢) خمارويه قبض عليّ وعلى مضر وشيبان ابني أحمد بن طولون جيش بن خمارويه وحبسنا (٣) بدمشق ، فلمّا قفل إلى مصر حبسنا في حجرة من الميدان معه ، وكانت تأتينا في كل يوم مائدة نجتمع عليها ، وكان في الحجرة رواق وبيتان وجلوسنا في الرواق ، فوافى خادم له ، فأدخلوا أخانا مضر في البيت فانفصل عنا ، فكانت المائدة تقدم إلينا ونمنع أن نلقي إليه منها شيئا ، فأقام خمسة أيام لا يطعم ولا يستغيث (٤) ، ثم وافى إلينا من أصحاب جيش فقالوا : أما مات أخوكم بعد؟ فقلنا : ما نسمع له حسّا ، ففتحوا الباب فوجدوه حيّا ، ورام القيام فلم يصل إليه ، فرماه الثلاثة بثلاثة أسهم في مقاتله فطعن ، وكانت ليلة الجمعة وأخرجوه وأغلقوا الباب علينا ، وأقمنا يوم الجمعة والسبت لم يقدم إلينا طعام ، فظننا أنهم سلكوا بنا طريقه ، فلما كان يوم الأحد سمعنا صارخة في الدار ، وفتح باب الحجرة وأدخل إلينا جيش بن خمارويه. فقلنا : ما خبرك؟ فقال : غلب أخي على أمري. وتولى إمارة البلد هارون بن خمارويه ؛ فقلنا : الحمد لله الذي قبض يدك وأضرع خدك. فقال : ما كان عزمي إلّا أن ألحقكما بأخيكما. وأنفذ إلينا جماعتنا مائدة. فلما طعمنا بعث إلينا خادما أنّ جيشا كان قد عزم على قتلكما كما قتل أخاكما ، فاقتلاه (٥) وخذا بثأركما منه وانصرفا على أمان وبعث إلينا خدما فتسرعوا إليه فقتل ، وانصرفنا إلى منازلنا وقد كفينا عدونا ، انتهى.

وذكر محمّد بن أحمد الورّاق أن الخبر بذلك وصل إلى بغداد في النصف من شهر ربيع الآخر من هذه السنة يعني سنة ثلاث (٦) وثمانين ومائتين ، وبلغني أن مدة جيش كانت تسعة أشهر ، وقيل ستة أشهر (٧).

__________________

(١) الخبر في النجوم الزاهرة ٣ / ٩٣.

(٢) في النجوم : لما قتل أخي خمارويه ودخل ابنه جيش مصر ، قبض ...

(٣) في النجوم الزاهرة : وحبسهما في حجرة معي في الميدان.

(٤) الأصل : «لا تطعم ولا تستغيث» والمثبت عن النجوم والمختصر.

(٥) عن النجوم الزاهرة وبالأصل : فاقبلا.

(٦) في الوافي : «وكانت قتلته في حدود التسعين والمائتين». كذا.

(٧) انظر في مدة ولايته : ولاة مصر للكندي ص ٢٦٦ والنجوم الزاهرة ٣ / ٩٤.

٣٤٤

١١٠٥ ـ جيش بن محمّد بن صمصامة

أبو الفتح القائد (١)

ابن أخت أبي محمّد (٢) المغربي الكتامي ، ولي دمشق من قبل خاله [أبي] محمود أمير الأمراء (٣) ، أمير جيوش المصريين بالشام في يوم الخميس ليوم بقي من ذي القعدة سنة ثلاث وستين وثلاثمائة ثم عزله في المحرّم سنة أربع وستين وولّاها بدر السمولي ثم أعاده إلى ولايتها يوم الجمعة مستهل ربيع الآخر سنة أربع وستين ثم عزل يوم الخميس لخمس خلون من رجب من هذه السنة وولّاه ما شاء الله ، ثم ولي دمشق بعد موت خاله أبي محمود سنة سبعين وثلاثمائة إلى أن وصل بلتكين التركي واليا على دمشق في ذي الحجة سنة اثنتين (٤) وسبعين ثم ولي جيش دمشق في سنة تسع وثمانين وثلاثمائة فأقام بها واليا حتى مات.

وكان سفّاكا للدّماء شديد التعدي والظلم وكان داعيا من دعاتهم يأخذ على المخدومين ، وعمّ الناس في ولايته البلاء من القتل وأخذ المال حتى لم يبق بيت بدمشق ولا بظاهرها إلّا امتلأ من جوره خلا من كان ظالما يعينه على ظلمه ، وكثر الدّعاء عليه والابتهال إلى الله تعالى في إهلاكه حتى أراح الله تعالى منه بعد أن رأى بنفسه من الجذام العبر. ( ) (٥) و ( ) (٦) انتهى.

حدثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، قال : دفع إليّ رجل يعرف بمجير الكتامي ـ شيخ من خيل المصريين ـ ورقة فيها أسماء الولاة بدمشق وكان فيها : جيش بن صمصامة سنة تسع وثمانين وثلاثمائة انتهى.

وقرأت بخط عبد المنعم بن علي بن الشحامي وفي ليلة هذا اليوم ـ وهي ليلة الاثنين يعني التاسع من شهر ربيع الآخر سنة تسعين ـ مات القائد جيش ثلث الليل

__________________

(١) ترجمته في الوافي بالوفيات ١١ / ٢٣٠ والنجوم الزاهرة ٤ / ٢٠٤ وفيها : أبو الفتوح وشذرات الذهب ٣ / ١٣٣.

(٢) في الوافي : «أبي محمود» وسيرد صوابا.

(٣) بالأصل «أمير المؤمنين» ولعل الصواب ما أثبت ، وفي النجوم الزاهرة : «أمير أمراء جيوش ...».

(٤) بالأصل «اثنين».

(٥) كلمة غير مقروءة بالأصل ، فتركنا مكانها بياضا.

(٦) كلمة غير مقروءة بالأصل ، فتركنا مكانها بياضا.

٣٤٥

وأخفي أمره يوم الخميس لاثنتي (١) عشرة خلت من شهر ربيع ، واجتمع في قصر السّلطان النبيل وجيش وابن نزال وجماعة القواد وجمعوا أشراف دمشق وشيوخها فلما اجتمعوا في القصر أخرجوا سجلا من السلطان يقول فيه : إن صاب جيشا شيء فيكون ابنه أبو عبد الله الوالي بعده ثم قام التاهرتي الشريف وقال : يا معشر الناس إن قائدكم قد مات ، وأنا أعزّيكم. فبكى الناس وعزّوا لابنه أبي عبد الله وهنئوه بالولاية انتهى.

قرأت بخط أبي محمّد [بن] الأكفاني مما نقله من خطّ أبي الحسن بن الميداني قال : قدم جيش بن الصمصامة إلى دمشق يوم الثلاثاء لاثنتين (٢) وعشرين ليلة خلت من ذي القعدة من سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة ونزل المزّة ومات يوم الاثنين لسبع خلون من شهر ربيع الآخر سنة تسعين وثلاثمائة. وجاء كتاب بولاية من السجل موضع جيش.

١١٠٦ ـ جيش بن ميمون بن عبد الله

أبو الفتح الأطرابلسي المقرئ الكاتب

حدث بمصر عن أبي الحسين محمّد بن حمود بن عمر القاضي.

روى عنه عمر الدّهستاني.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسين الفرغولي بمرو ، قال : أنبأنا أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم بن سعدوية الدّهستاني الحافظ (٣) ، أنبأنا جيش بن ميمون بن عبد الله الأطرابلسي أبو الفتح الكاتب المقرئ بمصر ، أنبأنا [أبو] الحسين محمّد بن محمود بن عمر بن عبد الواحد الشافعي القاضي ، أخبرني أبو محمّد بن مسلم بن أحمد بن عرافة ـ برشيد ، وهو قاضيها ـ قال لي أبو سعيد بن جنادة المالكي : عرضت لي في وقت من الزمان قصة كبرت على قلبي وأنا أضيق ما كنت منها وقد استترت في البيت فحملت أنظر في دفاتري فمرّ بي فيها هذا البيت :

يستصعب الأمر أحيانا بصاحبه

وربّ مستصعب قد سهّل الله

قال فسرى عني وقمت من وقتي وخرجت إلى الطريق وعلمت أن الله تعالى قد فرّج عني قال : فما رأيت إلّا خيرا انتهى.

__________________

(١) بالأصل «لاثني».

(٢) بالأصل : «لاثنين».

(٣) ترجمته في سير الأعلام ١٩ / ٣١٧ (٢٠٢).

٣٤٦

حرف الحاء المهملة

١١٠٧ ـ حابس بن سعد (١)

ويقال : ابن ربيعة بن المنذر بن سعد بن يثربى بن عبد بن قصيّ بن قمران بن ثعلبة بن عمرو بن ثعلبة بن حيّان بن جرم ، وهو ثعلبة بن عمرو بن الغوث بن طيّ الطائي اليماني.

يقال : إنّ له صحبة ، وكان فيمن وجهه أبو بكر الصّدّيق إلى الشام ، نزل مصر ، وولّاه عمر قضاء حمص.

وحدّث عن أبي بكر الصّدّيق ، وفاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وقدم دمشق وشهد مع معاوية حرب صفّين وجعله على الرّجّالة يومئذ.

روى عنه عبد الله بن غابر (٢) وسعد بن إبراهيم انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، نبأنا يعقوب بن سفيان ، نبأنا عمرو بن عثمان ، نبأنا أحمد بن خالد الوهبي (٣) ، عن عبد الواحد بن أبي عون ، عن سعد بن إبراهيم ، عن حابس اليماني ، عن أبي بكر الصّديق (٤) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من

__________________

(١) بالأصل «سعيد» والمثبت عن الاستيعاب ١ / ٣٦٠ والإصابة ١ / ٢٧٢ وأسد الغابة ١ / ٣٧٥ الوافي بالوفيات ١١ / ٢٣٢ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٢) رسمها غير واضح بالأصل ، والمثبت عن أسد الغابة ١ / ٣٧٦.

(٣) في العبر : الذهبي.

(٤) الحديث في المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٠٨.

٣٤٧

صلّى صلاة الصّبح فهو في ذمّة الله تعالى ، فلا تخفروا الله في عهده ، فمن قتله طلبه الله حتى يكبّه في النار على وجهه» [٢٨٣٨].

أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنبأنا أبو منصور بن محمّد بن الحسين بن عبد الله البزاز ـ المعروف بابن هريسة ـ أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد البرقاني ، قال : فقلت يعني للدارقطني (١) : حابس اليماني عن أبي بكر الصّديق؟ فقال : مجهول متروك.

قرأت بخط عبد العزيز الكتاني ، ثم أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عنه ، أنبأنا علي بن الحسين الرّبعي ، أخبرني أبو علي الحسن بن علي بن عبد الله بن سعيد الكندي ـ ببعلبك ـ ، أنبأنا أبو الخليل العبّاس بن الخليل الحضرمي ـ بحمص ـ نبأنا أبو علقمة ـ يعني نصر بن خزيمة بن علقمة ـ عن محفوظ بن علقمة ، أخبرني أبي عن نصر بن علقمة ، عن أخيه محفوظ بن علقمة ، عن أبي عائذ ، قال : وقال حسين قال حابس بن سعد حدثتني (٢) فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنها أريت في منامها أنكحت أبا بكر ونكح عليّ أسماء بنت عميس وكانت بنت عميس تحت أبي بكر وتوفي أبو بكر وتوفيت فاطمة فنكح علي أسماء بنت عميس انتهى.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف [أنبأنا] الحسين بن الفهم ، أنبأنا محمّد بن سعد قال (٣) في تسمية من نزل الشام من الصّحابة والأنصار أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : حابس بن سعد الطائي انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا ثابت بن بندار ، أنبأنا أبو العلاء محمّد بن المكي ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد حينئذ ، أنبأنا الأحوص بن المفضّل ، أنبأنا أبي قال : ومنهم يعني حابسا : حابس بن سعد ولّاه عمر بن الخطاب ـ رضي الله تعالى عنه ـ القضاء انتهى.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نبأنا عبد العزيز الكتاني ، أنبأنا تمام بن محمّد ، أنبأنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد ، نبأنا أبو زرعة قال في تسمية من نزل بالشام من

__________________

(١) بالأصل «الدارقطني».

(٢) بالأصل : حدثني.

(٣) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٣١.

٣٤٨

الصّحابة من الأنصار وقبائل اليمن : حابس بن سعد اليماني انتهى.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأ أبو القاسم بن عتّاب ، أنبأنا أحمد بن عمير ـ إجازة حينئذ ـ وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنبأنا علي بن الحسن ، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن ، أنبأنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا الحسن بن سميع في الطبقة الأولى من الصّحابة : حابس بن سعد الطائي ، انتهى.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ثمّ حدثنا أبو الفضل الحافظ ، أنبأنا أحمد بن الحسين والمبارك بن عبد الجبّار ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنبأنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن (١) الحسن ، قالا : ـ أنبأنا أحمد بن عبدان ، أنبأنا محمّد بن سهل ، أنبأنا محمد (٢) بن إسماعيل البخاري : حابس بن سعد الطائي أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى حريز عن عبد الله بن غابر ، يعدّ [في] الشاميّين انتهى.

وفي نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أحمد بن عبد الله ـ إجازة ، حينئذ ـ قال : وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنبأنا علي بن محمّد ، قالا : أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٣) : حابس بن سعد الطائي شامي ، أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو حابس اليماني قتل بصفّين ، روى عنه عبد الله بن غابر الألهاني ، سمعت أبي يقول ذلك. قال أبو محمّد : وروى حابس اليماني عن أبي بكر الصّدّيق رضي الله تعالى عنه ، روى عنه سعد بن إبراهيم.

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد بن علي النّرسي (٤) ـ في كتابه ـ أنبأنا [عمي رقة](٥) ـ قراءة ـ أنبأنا أبو طالب الزّينبي ـ قراءة ـ أنبأنا أبو القاسم التنوخي ، أنبأنا أبو الحسين بن المظفر ، أنبأنا بكر بن أحمد بن حفص ، نبأنا أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي في الطّبقة العليا التي تلي أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من أهل حمص : حابس بن

__________________

(١) بالأصل : «والحسن» والصواب «بن الحسن» قياسا إلى سند مماثل.

(٢) بالأصل «أحمد» خطأ ، وانظر التاريخ الكبير ٢ / ١ / ١٠٨ والزيادة التالية عنه.

(٣) الجرح والتعديل ٣ / ٢٩٢ (١ / ٢ / ٢٩٢).

(٤) كذا بالأصل ، وفي فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة ٧ / ٤٢٦) الزينبي.

(٥) كذا اللفظتان بالأصل وبعد اللفظة الأخيرة بياض مقدار كلمة.

٣٤٩

سعد الطائي اليماني أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وصحب أبا بكر الصّدّيق رضي الله تعالى عنهما وحدث عنه وأسند ، وقتل بصفّين مع معاوية ، قضى في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما أجمعين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسّم الفقيه ، نبأنا عبد العزيز الكتاني (١) ، أنبأنا مسدّد بن علي بن عبد الله ، أنبأنا أبو طالب ، أنبأنا أبو القاسم عبد الصّمد بن سعيد القاضي في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : حابس بن سعد (٢) اليماني ، يقال إنه أدرك عمر بن الخطاب ، وابن الحمق الخزاعي ، كان بحمص ثم ارتحل ، كذلك قال محمّد بن عوف وسليمان البهراني انتهى. كذا قال.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواجد ، أنبأنا شجاع بن علي ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، قال : حابس بن سعد الطائي عداده في الحمص ، روى عنه عبد الله بن غابر ، انتهى.

أخبرنا أبو الفتح ، أنبأنا شجاع ، أنبأنا أبو عبد الله ، أنبأنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم ، نبأنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو ، نبأنا أبو اليمان ، نبأنا حريز بن عثمان ، عن عبد الله بن غابر قال : دخل حابس بن سعد المسجد من السّحر ، وقد أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فرأى الناس يصلون في صدر المسجد. فقال المراءون : أرعبوهم فمن أرعبهم فقد أطاع الله تعالى ورسوله ، فقام الرّجل إلى رجل من خلفه فوخزه في صدر المسجد وقال : إن الملائكة تصلي من السّحر في مقدم المسجد انتهى.

أنبأنا أبو علي الحداد ، ثم أخبرني أبو مسعود الأصبهاني ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، نبأنا سليمان بن أحمد ، نبأنا أبو زرعة الدمشقي ، نبأنا أبو التّمّار ، نبأنا حريز (٣) بن عثمان ، عن عبد الله بن غابر الألهاني ، قال : جاء حابس بن سعد الطائي وقد أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فرأى الناس يصلّون في صدر المسجد فقال المراءون : وربّ الكعبة أرعبوهم فمن أرعبهم فقد أطاع الله عزوجل ورسوله ، وقال : إن الملائكة تصلّي من السّحر في صدر المسجد ، انتهى.

__________________

(١) اللفظة غير واضحة ، والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

(٢) بالأصل «سعيد» والصواب مما تقدم.

(٣) بالأصل «جرير» خطأ ، وقد مرّ صوابا قبل أسطر.

٣٥٠

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأنا أبو عبد الله النهاوندي ، نبأنا أحمد بن عمران ، نبأنا موسى بن زكريا ، نبأنا خليفة بن خيّاط ، قال : قال أبو عبيدة : وكان على رجّالة الميمنة كلهم : حابس بن سعد الطائي مع معاوية وذلك في المحرّم سنة سبع وثلاثين (١).

أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، نبأنا محمّد بن الحسن بن أحمد الباقلاني ، أنبأنا أبو علي بن شاذان ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، نبأنا إبراهيم بن الحسين الكسائي ، نبأنا يحيى بن سليمان الجعفي ، حدثني نصر بن مزاحم (٢) ، نبأنا عمر (٣) بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي الطّفيل العامري : أن حابس بن سعد الطائي كان صاحب لواء طيء من أهل الشام مع معاوية فقال في الشعر :

أما يعجبك أنّا قد كففنا

عن أهل الكوفة الموت العيان

أينهانا كتاب الله عنهم

ولا تنهاهم السّبع المثان (٤)

وقال فيه أيضا :

أما بين المنايا غير سبع

بقين من المحرّم أو ثمان

أما يعجبك أنّا قد كففنا

عن أهل الكوفة الموت العيان

أينهانا كتاب الله عنهم

ولا تنهاهم السّبع المثان

فقتل بعد ذلك مع معاوية في المحرّم سنة سبع وثلاثين انتهى.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نبأنا أبو بكر الخطيب حينئذ.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، نبأنا يعقوب بن سفيان ، نبأنا حرملة ، نبأنا ابن وهب ، عن ابن لهيعة ، عن الحارث بن يزيد ، قال : لمّا كان يوم صفّين اجتمع أبو مسلم الخولاني وحابس الطائي وربيعة الجرشي وكانوا مع معاوية فقالوا : ليدع كل إنسان

__________________

(١) تاريخ خليفة ص ١٩٦ والعبارة الأخيرة ليست في تاريخ خليفة ، وقد ورد خبر صفين فيه سنة ثمان وثلاثين.

(٢) وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص ٢٠٢ الخبر والشعر ، وانظر الفتوح لابن الأعثم الكوفي ٣ / ٢٣.

(٣) في وقعة صفين ص ٢٠٢ «عمرو».

(٤) السبع المثان : هي السور إلى سورة التوبة ، على أن تحسب التوبة والأنفال سورة واحدة ، ولذلك لم يفصل بينهما بالمصحف بالبسملة.

٣٥١

منكم بدعوة ، فقال أبو مسلم : اللهمّ اكفنا وعافنا. وقال حابس : اللهمّ اجمع بيننا وبينهم ، ثم احكم بيننا وبينهم ، وقال ربيعة : اللهم اجمع بيننا ثم ابلنا بهم وابلهم بنا ، فلما التقوا قتل حابس وفقئت عين ربيعة وعوفي أبو مسلم وقال في ذلك شاعر أهل العراق :

نحن قتلنا حابسا في عصابة

كرام ولم نترك بصفّين معصبا

قال يعقوب : كانت صفّين في شهر ربيع الأوّل سنة سبع وثلاثين.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن غانم بن أحمد بن محمّد ، أنبأنا عبد الرحمن بن مندة ، أنبأنا أبي أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا محمّد حينئذ ، وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الله بن عبد الواحد ، أنبأنا شجاع بن علي ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا محمّد بن عمرو بن إسحاق بن زبريق ، حدثني أبي ، أنبأنا نصر بن خزيمة أن أباه أخبره عن نصر بن علقمة ، عن أخيه محفوظ ، عن أبي عائذ قال : قال جبير بن نفير : أري خارجة بن جزء العذري (١) رؤيا فأتى حابس بن سعد الطائي فحدّثه بها فقال : أرأيت أنّي أتيت باب الجنة فإذا أنا بمصراعين طويلين وأنت معي وإذا حائطها من شوك طويل فذهبنا لنلج من بابها فمنعنا ، فكأنه جعل لي جناحان فطرت حتى دخلتها فإذا أنا فيها ملقى منبطح ثم رأيتك دخلت تمشي من بابها ، فقال حابس بن سعد : تلك الشهادة ، قد كنت أرجو أن أقتل شهيدا ، فأمّا أنت ستقتل شهيدا ، قال : فغزا خارجة بن جزء في البحر ثم خرق جلده حديدة سفينة انتهى.

أخبرنا. قرأت على أبي القاسم بن السّمرقندي ، عن أبي الحسن ، عن أبي القاسم يوسف بن محمّد بن المهرواني الهمداني ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحمّامي المقرئ ـ قراءة عليه ـ أنبأنا أبو صالح القاسم بن سالم الأخباري ، نبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : أخبرت عن إدريس بن قادم ، عن عمر بن ميمون ، عن أمية قال : مرّ عليّ ـ رضي الله تعالى عنه ـ برجل ـ يوم صفّين ـ مقتول ومعه الأشتر فاسترجع الأشتر فقال عليّ : مالك؟ قال : ما هذا؟ حابس اليماني عهدته مؤمنا ثم قتل على ضلالة ، قال : والآن هو مؤمن انتهى.

__________________

(١) انظر ترجمته في أسد الغابة ١ / ٥٦٠ والاستيعاب ١ / ٤٢٢ هامش الإصابة.

٣٥٢

أنبأنا أبو سعد المطرّز ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، أنبأنا سليمان بن أحمد الطّبراني ، نبأنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، نبأنا عبد الله بن أبي زياد القطواني ، نبأنا أبو داود الطّيالسي ، حدّثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون ، عن عبد الواحد قال : مرّ علي بن أبي طالب ـ يوم صفّين ـ وهو متكئ على الأشتر فمرّ بحابس اليماني ، وكان حابس من العبّاد ، فقال الأشتر : يا أمير المؤمنين حابس معهم عهدي به والله مؤمن؟! فقال علي : وهو اليوم مؤمن.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد أحمد البيهقي في كتابه ، وحدثنا أبو الحسن علي بن سليمان المرادي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ـ إجازة ـ أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن علي البيهقي ، أنبأنا (١) أبو حامد أحمد بن محمّد [بن] الحسين البيهقي الخسروجردي (٢) ، نبأنا داود بن الحسين البيهقي ، نبأنا حميد بن زنجويه ، نبأنا أحمد بن خالد ، نبأنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ، عن عبد الواحد بن أبي عون قال : مرّ علي بن أبي طالب ـ رضي الله تعالى عنه ـ وهو متكئ على الأشتر فإذا حابس اليماني مقتول ، فقال الأشتر : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، حابس اليماني معهم يا أمير المؤمنين ، عليه علامة معاوية أمّا والله لقد عهدته مؤمنا ، فقال علي بن أبي طالب ـ رضي الله تعالى عنه ـ والآن هو مؤمن. قال : وكان حابس رجلا من أهل اليمن من أهل العبادة والاجتهاد انتهى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، نبأنا أحمد بن عمران ، نبأنا موسى بن زكريا ، حدّثنا خليفة بن خيّاط في تسمية من قتل مع معاوية بصفّين حابس بن سعد الطائي انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، نبأنا عمر بن عبد الله ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا عثمان بن أحمد ، نبأنا حنبل بن إسحاق ، أنبأنا أبو بكر ، أنبأنا أبو كريب ، نبأنا وكيع ، عن علي بن صالح ، عن أبيه ، عن أبي بكر بن عمرو قال : وكان بين الجمل وبين صفين شهران ونحوه ، وكانت صفّين في سنة سبع وثلاثين.

__________________

(١) بياض بالأصل مقدار كلمة.

(٢) هذه النسبة إلى خسروجرد وهي قرية من ناحية بيهق (الأنساب).

ذكره السمعاني باسم : «أبي حامد أحمد بن الحسين بن محمد بن الحسين» وترجم له.

٣٥٣

١١٠٨ ـ حابس بن ضمرة الضّبّي

من أخص أصحاب عبد الملك بن مروان وولّاه صائفة أهل دمشق ، له ذكر.

١١٠٩ ـ حابس بن عمرة العتبي

من أخص أصحاب عبد الملك بن مروان وولاه شاتية أهل دمشق ، له ذكر انتهى.

٣٥٤

ذكر من اسمه حاتم

١١١٠ ـ حاتم بن أحمد بن الحجّاج

أبو سهل المروزي

كان رفيق أبي حاتم الرازي في رحلته إلى الشام.

حدّث عن أبي معاذ النحوي ، وهارون بن معروف ، وشريح بن يونس ، وعبيد الله بن معاذ بن معاذ.

سمع منه أبو حاتم الرازي انتهى.

وفي نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أنبأنا أبو القاسم بن مندة [أنبأنا] أحمد بن عبد الله ـ إجازة ـ قال : وأنبأنا أبو القاسم انتهى ، قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي قالا : أنبأنا أبو محمّد بن [أبي] حاتم قال (١) : حاتم بن أحمد بن الحجّاج المروزي أبو سهل (٢) رفيق أبي بالشام ، روى عن أبي معاذ النحوي ، وشريح بن يونس ، وهارون بن معروف ، وعبيد الله بن معاذ بن معاذ سمع منه أبي.

١١١١ ـ حاتم بن شقّي (٣) بن يزيد ، ويقال : مرثد ، ويقال : ابن نبيه (٤)

أبو فروة الهمداني

من أهل دمشق وهو من أهل حرب ، وهو ابن أخت يزيد بن مرثد.

__________________

(١) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٢٦١.

(٢) بالأصل «أبو سهيل» والمثبت عن الجرح.

(٣) بالأصل : «شقي» والمثبت عن الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٢٥٩ ومختصر ابن منظور ٦ / ١٣٧.

(٤) غير واضحة بالأصل وبدون نقط ، والمثبت عن المختصر.

٣٥٥

روى عن مكحول ، وعبدة بن أبي لبابة (١) ، وحسّان بن عطية ، ويزيد بن مرثد.

روى عنه الوليد بن مسلم وهشام بن عمّار ، وسليمان بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، حدّثنا أبو الفتح المقدسي وابن محمّد الكلاعي ، وأخبرنا أبو الحسن علي بن يزيد السّلمي ، حدّثنا نضر بن إبراهيم الزاهد ، قال : أنبأنا أبو الحسين بن عوف ، أنبأنا أبو علي بن منير ، نبأنا محمّد بن خريم ، نبأنا هشام بن عمّار في مشيخته الدمشقيين نبأنا أبو فروة حاتم بن شفّي الهمداني ـ ويخضب بحمرة ـ قال : رأيت مكحولا يقنت في صلاة الصبح بعد الركوع ، ويرفع يديه قليلا من تحت الرواح ، ويقول : ربّنا ولك الحمد ملء السموات وملء الأرضين السبع ، وما بينهن وملء ما فيهن من شيء بعد ، اللهمّ إيّاك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ، ونخاف عذابك الجد ، إنّ عذابك بالكافرين ملحق ، انتهى.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر ، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر الأنباري ، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن الفرج ، حدّثنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد الدولابي ، حدثني أبو القاسم يزيد بن عبد الصّمد ، أنبأنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن ، حدثني أبو فروة حاتم بن شفي بن مرثد ابن أخت يزيد بن مرثد قال : رأيت مكحولا يعتمّ على قلنسوة ، ويرخي من خلفه شبرا أو أقل من الشبر ، بعمامة بيضاء انتهى.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أنبأنا أبو القاسم ، أنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا أبو الحسن حينئذ ، قال : وأنبأنا أحمد ـ إجازة ـ قالا : أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٢) : حاتم بن شفيّ أبو فروة الهمداني دمشقي روى عنه الوليد بن مسلم ، وهشام بن عمّار سمعت أبي يقول ذلك سألت أبي عنه فقال : يكتب حديثه انتهى.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن أبي الفضل بن الحكّاك ، أنبأنا أبو نصر الوائلي ، أنبأنا الخصيب بن عبد الله ، أنبأنا أبو موسى بن أبي عبد الرحمن ، أخبرني أبي

__________________

(١) ترجمته في سير الأعلام ٥ / ٢٢٩.

(٢) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٢٥٩.

٣٥٦

قال : أبو فروة حاتم بن شفي بن يزيد ابن أخت يزيد بن مرثد ، عن مكحول ، روى عنه أبو أيوب الدمشقي.

١١١٢ ـ حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي

ابن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل

ابن عمرو بن الغوث ، واسمه جلهمة بن أدد بن زيد

(١) ابن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب

ابن يعرب بن قحطان أبو سفّانة (٢) الطائي الجواد.

شاعر جاهلي قدم دمشق فخطب ماوية بنت حجر بن النعمان الغسّانية وقد مضى ذكر قدومه في ترجمة أوس بن حارثة انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور الكيلي ، قالا : أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ زاد الأنماطي : وأبو الفضل بن خيرون ، قالا : ـ أنبأنا محمّد بن الحسن بن أحمد ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، أنبأنا عمر بن أحمد الأهوازي ، نبأنا خليفة بن خيّاط ، قال : حاتم بن عبد الله بن الحشرج بن امرئ القيس بن عديّ بن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة [بن] جرول بن ثعلب بن عمرو بن الغوث بن طيء بن أدد بن يزيد (٣) بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ. انتهى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قالا : ذكر أن الكلبي قال : وولد الغوث بن طيء عمرا ولؤيا وقيسا وذكر جماعة ثم قال : وولد عمرو بن الغوث ثعلا وإليه العدد ، وذكر نسبا وخرج إلى نسب آخر قال : وولد ثعل بن عمرو : سلامان وجرولا ثم قال : وولد جرول بن ثعل : معاوية وربيعة وركيفا بطن ، وعتيكا. وولد ربيعة بن جرول : أبا أخزم وهو هرومة وعمرا ، فولد أبو أخزم بن ربيعة أخزم والجد (٤) ، فولد أخزم عديا ، فمن بني عدي : حاتم الجواد بن عبد الله بن سعد بن

__________________

(١) عن ابن حزم ص ٣٩٧.

(٢) سفّانة هي ابنته ، وأصل السفانة اللؤلؤة (القاموس).

(٣) كذا بالأصل ، ومرّ عن ابن حزم : زيد.

(٤) في ابن حزم ص ٤٠٢ النجد.

٣٥٧

الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم وهو هزومة بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء قال ابن ماكولا : هذا هو الصّواب ، وما اتفق عليه النسابون.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن معروف ، نبأنا الحسين بن فهم ، نبأنا محمد بن سعد ، قال : كان حاتم طيء جوادا ، أجود العرب ، قال : ويكنى [أبا] سفّانة بابنته ، انتهى.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، أنبأنا نصر بن إبراهيم المقدسي ، أنبأنا سليمان بن أيوب ، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن سليمان ، نبأنا علي بن إبراهيم ، نبأنا يزيد بن محمّد بن إياس ، قال : سمعت أحمد بن محمّد المقدسي يقول : حاتم يكنى أبا سفّانة انتهى.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي (١) ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثني أبو بكر محمّد بن عبد الله بن يوسف العماني ، نبأنا أبو سعيد عبيد بن كثير بن عبد الواحد الكوفي نبا ضرار بن صرد ، نبأنا عاصم بن حميد ، عن أبي حمزة الثّمالي ، عن عبد الرحمن بن جندب ، عن كميل بن زياد النّخعي ، قال : قال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه : يا سبحان الله ، ما أزهد كثيرا (٢) من الناس في خير (٣) ، عجبا لرجل يجيئه أخوه المسلم في حاجة ، فلا يرى نفسه للخير أهلا ، فلو كان لا يرجو ثوابا ، ولا يخشى عذابا (٤) لكان ينبغي أن يسارع في مكارم الأخلاق ، فإنها تدل على سبيل (٥) النجاح. فقام إليه رجل وقال : فداك أبي وأمي يا أمير المؤمنين. أسمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : نعم ، وما هو خير منه ، لما أتي بسبايا طيّء وقفت جارية حمراء لعساء (٦) ذلفاء (٧) عيطاء (٨) شماء الأنف ، معتدلة القامة والهامة ، درماء (٩) الكعبين ،

__________________

(١) دلائل النبوة للبيهقي ٥ / ٣٤١.

(٢) بالأصل «كثير».

(٣) بالأصل «قصر» والمثبت عن البيهقي.

(٤) في دلائل البيهقي : عقابا.

(٥) البيهقي : سبل النجاح.

(٦) لعساء : من اللعس وهو سواد يعلو شفة المرأة البيضاء ، وقيل هو سواد في حمرة (اللسان : لعس).

(٧) ذلفاء : من الذلف : وهو قصر الأنف وصغره (اللسان : ذلف).

(٨) عيطاء : طويلة العنق في اعتدال.

(٩) درماء الكعبين : أي المرأة التي لا تستبين كعوبها ومرافقها ، وكل ما غطاه الشحم واللحم وخفي حجمه فقد درم (القاموس : درم).

٣٥٨

خدلة الساقين ، لفاء الفخذين ، خميصة الخصرين ، ضامرة الكشحين ، مصقولة المتنين. قال : فلما رأيتها أعجبت بها ، وقلت : لأطلبنّ إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فجعلها في فيء (١) ، فلما تكلمت أنسيت جمالها لما رأيت من فصاحتها ، فقالت : يا محمّد إن رأيت أن تخلّي عنا ولا تشمت بي أحياء العرب ، فإني ابنة سيّد قومي ، وإن أبي كان يحمي الذمار ، ويفك العاني ، ويشبع الجائع ويكسو العاري ، ويقري الضيف ، ويطعم الطعام ، ويفشي السّلام ، ولم يردّ طالب حاجة قطّ ، أنا ابنة حاتم طيء ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا جارية ، هذه صفة المؤمنين ، لو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه ، خلّوا عنها ، فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق ، والله يحب مكارم الأخلاق» فقام أبو بردة بن نيار (٢) وقال : يا رسول الله ، والله يحب مكارم الأخلاق؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «والذي نفسي بيده لا يدخلنّ الجنة أحد إلّا بحسن الخلق» انتهى [٢٨٣٩].

أخبرنا القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أحمد بن أبي عثمان ، وأحمد بن محمّد بن إبراهيم القصاري ، أنبأنا خالي أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله الصّرصري ، أنبأنا عبد الله بن الحسين بن إسماعيل ، ـ إملاء ـ أنبأنا يوسف ـ يعني أبي موسى ـ نبأنا الفضل بن دكين ، نبأنا سفيان ، عن سماك بن الحارث ، عن رجل قد سمّاه ، عن عديّ بن حاتم قال : قلت : يا رسول الله إن أبي كان يفعل كذا وكذا في الجاهلية فقال : «التمس أبوك أمرا فأصابه» قال يوسف : يعني الدنيا انتهى. الرجل الذي لم يسمّه أبو نعيم الفضل بن دكين في روايته هو : مرّي بن قطري ، سماه أبو حذيفة : موسى بن مسعود المهدي ، عن سفيان الثوري انتهى.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، نبأنا عبد الله بن جعفر ، نبأنا إسماعيل بن عبد الله العبدي ، أنبأنا أبو حذيفة ، نبأنا سفيان ، عن سمّاك عن مرّي بن قطري ، عن عدي بن حاتم ، قال : قلت للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إنّ أبي كان يطعم المساكين ، ويعتق الرقاب ، فهل له في ذلك أجر؟ قال : «إن أباك التمس أمرا فأصابه».

__________________

(١) في البيهقي : يجعلها في فيئي ، وهو الأظهر.

(٢) في البيهقي : «دينار» تحريف.

٣٥٩

وأخبرناه أبو القاسم [بن] الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب (١) ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، نبأنا عبد الله بن أحمد (٢) ، حدثني أبي ، أنبأنا مؤمّل ـ هو أبي إسماعيل ـ نبأنا سفيان ، عن سمّاك بن حرب ، عن مري بن قطري ، عن عدي بن حاتم ، قال : قلت : يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم ويفعل ويفعل فهل له في ذلك يعني من أجر قال : «إنّ أباك طلب شيئا فأصابه» انتهى [٢٨٤٠].

وأخبرناه أبو القاسم الشحامي ، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (٣) ، أنبأنا الحاكم أبو أحمد ، أنبأنا أبو عروبة ، أنبأنا خالد بن مالك ، نبأنا مصعب بن ماهان ، عن سفيان ، عن سماك بن حرب ، عن مري بن قطري ، عن عدي بن حاتم ، قال : قلت للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : كان أبي يطعم المساكين ويعتق الرقاب فهل له في ذلك خير؟ قال : «التمس أبوك أمرا فأصابه». انتهى [٢٨٤١].

وكذا سماه شعبة بن الحجاج في روايته إياه عن سمّاك.

أخبرتنا به أمّ المجتبى العلوية قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، أنبأنا أبو يعلى ، أنبأنا القواريري ، حدّثنا غندر ، نبأنا شعبة ، عن سماك بن حرب قال : سمعت مري بن قطري قال : سمعت عديّ بن حاتم قال : قلت : يا نبي الله إنّ أبي كان يصل الرحم ويفعل وكذا وكذا ، قال : «إنّ أباك أراد أمرا فأدركه» يعني الذكر انتهى [٢٨٤٢].

وأخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، أنبأنا عبد الله بن أحمد (٤) ، حدثني أبي ، نبأنا محمّد بن جعفر ، نبأنا شعبة ، عن سماك بن حرب ، قال : سمعت مري بن قطري قال : سمعت عدي بن حاتم قال : قلت : يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم ويفعل كذا وكذا ، قال : «إن أباك أراد أمرا فأدركه» يعني الذكر انتهى [٢٨٤٣].

أنبأنا أبو علي الحداد ، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني ، نبأنا أبو نعيم الحافظ ،

__________________

(١) بالأصل «المهذب» والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

(٢) مسند الإمام أحمد ٤ / ٢٥٨.

(٣) بالأصل «الجرود» والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

(٤) مسند أحمد ٤ / ٢٥٨.

٣٦٠