تاريخ مدينة دمشق - ج ١١

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١١

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٢٠
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو طالب بن غيلان ، أنبأنا أبو بكر الشافعي ، حدّثني جنيد بن حكيم الدقاق ، نبأنا منصور بن أبي مزاحم ، نبأنا شريك ، عن عاصم ، عن أنس قال : كنّاني النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ببقلة كنت أجتنيها انتهى.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، قال (١) : الجنيد بن حكيم بن الجنيد أبو بكر الأزدي الدقاق ، وسمع أحمد بن محمّد بن أيوب ، وإبراهيم بن محمّد بن عرعرة ، وعلي بن المديني ، ومنجاب بن الحارث ، وموسى بن محمّد بن حيان ، وحامد بن يحيى البلخي ، وعبادة بن زياد ، وعبيد بن عبيدة التمار ، وأحمد بن جناب ، والقاسم (٢) بن محمّد بن أبي شيبة ، ومحمّد بن عبد الرّحمن بن سهم الأنطاكي ، وحرملة بن يحيى المصري (٣). روى عنه محمّد بن مخلد ، ومحمّد بن أحمد الحكيمي ، وإسماعيل بن محمّد الصفار ، وأبو سهل بن زياد القطان ، وأحمد بن كامل القاضي ، وأبو بكر الشافعي ، وذكره الدارقطني ، فقال : ليس بالقوي انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف ، أنبأنا أبو أحمد بن عديّ فقال : نبأنا علي بن أحمد بن مروان ، أنبأنا جنيد بن حكيم وكان من أصحاب الحديث ، نبأنا إبراهيم بن دينار ، فذكر عنه حديثا.

أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره ، عن أبي بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال : جنيد بن حكيم الدقاق ليس بالقوي انتهى.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (٤) ، أنبأنا السمسار ، أنبأنا الصفار ، نبأنا ابن قانع : أن جنيد بن حكيم الدقاق مات في سنة ثلاث وثمانين ومائتين.

١٠٩٦ ـ جنيد بن خلف بن حاجب بن الوليد بن جنيد

أبو يحيى السّمرقندي الفقيه

قدم دمشق ، وحدّث بها عن الفضل بن سهيل الأعرج ، ومؤمل بن هشام ، وأبي إسحاق إبراهيم بن محمّد الحلبي ، بالبصرة ، وإسحاق بن شاهين ، وبشر بن خالد

__________________

(١) تاريخ بغداد ٧ / ٢٤١.

(٢) بالأصل : «أبو القاسم» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٣) بالأصل : «ويحيى بن حرملة بن يحيى المقرئ» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٤) تاريخ بغداد ٧ / ٢٤١.

٣٢١

العسكري ، ومحمّد بن مشكان السّرخسي ، وزياد بن يحيى الحساني ، ويحيى بن حكيم المقوّم ، ومحمّد بن خالد بن خداش ، ومحمّد بن عبد الملك بن زنجويه ، وحوثرة بن أشرس ، ومحمّد بن نصر الهروي المروزي.

روى عنه : أبو بكر بن فطيس الورّاق ، وأبو علي بن آدم ، وأبو علي بن شعيب ، ومحمّد بن القاسم بن أبي سيف المقدسي ، وإبراهيم بن محمّد بن صالح بن سنان ، وأبو أحمد عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن الناصح ، وأحمد بن إبراهيم بن يزيد السّحّزي ، وأبو القاسم بن أبي العقب ، والحسن بن حبيب الحصائري.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن رزق الله بن عبد الله المعروف بابن أبي عمر الأسود المقرئ ، أنبأنا أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد الحميد بن آدم الفزاري بدمشق ، أنبأنا أبو يحيى الجنيد بن خلف بن حاجب بن الجنيد السّمرقندي ، قدم علينا ، أنبأنا أبو هشام المؤمل بن هشام اليشكري ، نبأنا أبو إسماعيل يحيى بن عليّة ، عن يونس ، عن الحسن ، عن أبي هريرة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «هل من رجل يأخذ مما فرض الله ورسوله كلمة أو كلمتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا فيجعلهن في طرف ردائه فيعمل بهن فيعلمهن؟» قال : قلت : أنا ، وبسطت ثوبي ، وجعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يحدّث حتى سكت فضممت ثوبي إلى صدري ، فإني لأرجو أن أكون لم أنس حديثا سمعته منه بعد ، انتهى [٢٨٢١].

١٠٩٧ ـ جنيد بن عبد الرّحمن بن عمرو بن الحارث

ابن خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن مرّة بن قيس بن عيلان

أبو يحيى المرّي (١)

من أهل دمشق ، استعمله هشام بن عبد الملك على السّند ، وخراسان فمات بها وكان من الأجواد الممدحين ولم يكن بالمحمود في حروبه ، انتهى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا تمام بن محمّد ، عن أبي بكر محمّد بن سليمان الرّبعي ، نبأنا أبو الحسين محمّد بن الفيض بن محمّد الغساني ، نبأنا بشر بن عبد الوهاب ، حدّثني جنادة بن عمرو بن الجنيد بن عبد الرّحمن

__________________

(١) ترجمته في الوافي بالوفيات ١١ / ٢٠٤ شذرات الذهب ١ / ١٥١.

٣٢٢

المرّي عن أبيه عن جده الجنيد بن عبد الرّحمن قال : فصلت من حوران آخذ عطائي ، الحكاية ، وقد تقدمت في ترجمة ابن ابنه جنادة بن عمرو بن جنيد ، انتهى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنبأنا أبو الحسن السيرافي ، أنبأنا أبو عبد الرّحمن النهاوندي ، نبأنا أحمد بن عمران ، نبأنا موسى بن زكريا ، نبأنا خليفة بن خيّاط قال (١) : سنة اثنتي عشرة ومائة فيها غزا أشرس بن عبد الله السّلمي فرغانة (٢) فلقيه الزحف فأحاطت به الترك فبلغ ذلك هشام بن عبد الملك فعزله [فولى الجنيد بن عبد الرّحمن المرّي ، مرة غطفان](٣) سنة ثلاث عشرة ومائة. خرج الجنيد بن عبد الرّحمن غازيا يريد طخارستان (٤) فجاشت الترك بسمرقند ، فسار الجنيد حتى كان على أربع (٥) فراسخ من سمرقند فلقيه خاقان فاقتتلوا قتالا شديدا حتى أمسوا فتحاجزوا وكتب الجنيد إلى سورة بن أبجر من بني أبان بن دارم وهو واليه على سمرقند ، فأمره (٦) بالقدوم عليه ، فأبي فلقيه الترك قبل أن يصل إلى الجنيد فقتل سورة بن أبحر وعامة جيشه وقتل معه مجاهد بن بلعاء العنبري ، ثم لقيهم الجنيد فهزمهم الله. فيها يعني سنة أربع عشرة ومائة ، غزا (٧) الجنيد بن عبد الرّحمن الصغانيان فلم يلق كيدا وانصرف ، ثم عزله سنة خمس عشرة ومائة وولي عاصم بن إبراهيم بن يزيد الهلالي ، قال خليفة : أقرّ خالد عليها ـ يعني السّند ـ الجنيد بن عبد الرّحمن من مرة غطفان سنتين ثم عزله وولّى تميم بن زيد القيني.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن سلمان الضّبي الفضيلي ، نبأنا إسماعيل بن سعيد المعدّل ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن ديد ، أنبأنا أبو حاتم ، أنبأنا أبو عبيدة قال : دخل أبو جويرية الشاعر على خالد بن عبد الله يمدحه فقال له خالد ألست القائل :

__________________

(١) تاريخ خليفة بن خياط ص ٣٤٢.

(٢) مدينة وكورة واسعة بما وراء النهر متاخمة لبلاد تركستان.

(٣) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ خليفة.

(٤) طخارستان ولاية واسعة كبيرة تشتمل على عدة بلاد ، وهي من نواحي خراسان.

(٥) كذا.

(٦) في خليفة : يأمره.

(٧) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن خليفة.

٣٢٣

ذهب الجود والجنيد جميعا

فعلى الجود والجنيد السّلام

أصبحنا ثاويين في جوف أرض

وما تغنّى على الغصون الحمام

اذهب إلى الجود حيث دفنته فاستخرجه ، قال أبو جويرية أنا قائل هذا ، وأنا الذي أقول بعده فوثب الجيش ليدفعوه فقال خالد : دعوه لا يجمع عليه حرمانا ونمنعه من الكلام فأنشأ يقول :

لو كان يقعد فوق الشمس من كرم

قوم بأولهم أو مجدهم قعدوا

أو قلد الجود أقواما ذوي حسب

فيما يحاول من آجالهم خلدوا

قوم سنان أبوهم حين نسبتهم

طابوا أو طاب من الأولاد ما ولدوا

جن إذا فزعوا أنس إذا أمنوا

مزردون مهاليك إذا احتشدوا

محسدون على ما كان من نعم

لا ينزع الله عنهم ما له حسدوا

فخرج من عنده ولم يعطه شيئا ، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمّد بن عثمان البندار المعروف بابن السواق ، وأبو منصور بن عبد العزيز ، قالا : أنبأنا أبو الفرج ، أنا أحمد بن عمرو بن عثمان العصاري ، أنبأنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير الخواص ، أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن مسروق ، حدّثني عبد الله بن مروان بن معاوية الفزاري ، حدّثني أبو القلمّس الباهلي ، قال : كان الشعراء يغشون الجنيد بن عبد الرّحمن المرّي فقال رجل منهم يوما والجنيد مغتم : أيها الأمير ، إمّا تصلني أو تضرب لي موعدا ، فقال : موعدك الحشر. فمرّ الشاعر راجعا. فلما كان [بعد] أيام دنا من الجنيد شاعر (١) آخر فقال :

أرحني بخير منك إن كان آتيا

وإلّا فواعدني كميعاد زائل (٢)

وزائل الشاعر الأوّل الذي وعده الحشر (٣) فقال له الجنيد : ويحك ، وما وعدت زائلا؟ قال : الحشر ، فقال الجنيد لصاحب شرطه : إن فاتك زائل فهيّئ نفسك فأتبع زائل على البريد ، فلحق بالطريق بهمذان ، فردّ إلى الجنيد بمرو ، فأعطاه الجنيد مائة ألف

__________________

(١) بالأصل : «شاعرا».

(٢) في مختصر ابن منظور ٦ / ١٢٧ «زابل».

(٣) الأصل : الحشير.

٣٢٤

وأعطى المذكر به الشاعر خمسين ألفا. قال : وبين مرو وهمذان نحو من ثلاثمائة فرسخ انتهى.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن (١) الحسن الغسّاني ، عن عبد العزيز الكتاني ، أنبأنا عبد الوهّاب الميداني ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر ، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنبأنا محمّد بن جرير الطبري ، قال (٢) : ذكر علي بن محمّد عن أشياخه أن الجنيد بن عبد الرّحمن تزوج الفاضلة ابنة يزيد بن المهلب فغضب هشام على الجنيد ، وولّى عاصم بن عبد الله خراسان وكان الجنيد سقى (٣) بطنه ، فقال هشام لعاصم : إن أدركته وبه رمق فأزهق نفسه ، فقدم عاصم وقد مات الجنيد.

قال : وذكروا : أن جبلة بن أبي زراد (٤) دخل على الجنيد عائدا ، فقال : يا جبلة ، ما يقول الناس؟ قال : قلت يتوجعون للأمير ؛ قال : ليس عن [هذا سألتك](٥) ، ما يقولون؟ وأشار نحو الشام ، قال : قلت : يقدم (٦) على خراسان يزيد بن شجرة الرهاوي قال : ذاك سيّد أهل الشام ، قال : ومن؟ قلت : عصمة أو عصام ، وكنّيت عن عاصم ، قال : إن قدم عاصم فعدوّ جاهد لا مرحبا به ولا سهلا (٧) ولا أهلا. قال : فمات في مرضه ذلك في المحرّم سنة ستّ (٨) عشرة ومائة ، واستخلف عمارة بن حريم وكانت وفاته بمرو ، فقال أبو جويرية عيسى بن عصية (٩) يرثيه :

هلك الجود والجنيد جميعا

فعلى الجود والجنيد السّلام

أصبحا ثاويين في بطن مرو

ما تغنّى (١٠) على الغصون الحمام

__________________

(١) بالأصل «أبي» والصواب ما أثبت ، انظر شيوخ ابن عساكر (المطبوعة : عبد الله بن جابر ص ٦٧٦).

(٢) تاريخ الطبري ٧ / ٩٣ حوادث سنة ١١٦.

(٣) سقى بطنه أي اجتمع فيه ماء أصفر ، والسقي : ماء أصفر يقع في البطن.

(٤) الطبري : رواد.

(٥) قسم منها مطموس بالأصل ، والمثبت بين معكوفتين عن الطبري.

(٦) الأصل «تقدم» والمثبت عن الطبري.

(٧) قوله : «ولا سهلا» ليس في الطبري.

(٨) بالأصل : «ثلاث» والمثبت عن الطبري.

(٩) في الطبري : «عصمة» وفي مختصر ابن منظور ٦ / ١٢٨ «عصبة».

(١٠) الطبري : في أرض مرو ما تغنّت.

٣٢٥

كنتما نزهة (١) الكرام فلمّا

متّ مات الندى ومات الكرام

ثم أتى [أبو] الجويرية بعد ذلك خالد بن عبد الله وامتدحه فقال له خالد ألست القائل :

هلك الجود والجنيد جميعا

فعلى الجود والجنيد السّلام

أصبحا ثاويين في بطن مرو

ما تغنّى على الغصون الحمام

كنتما نزهة (١٣) الكرام فلمّا

متّ مات الندى ومات الكرام

قال : نعم ، قال : فليس لك عندنا شيء فخرج فقال :

تظلّ لامعة الآفاق تحملنا

إلى عمارة والقود السراهيد

قصيدة امتدح بها عمارة بن حريم ابن عم الجنيد ، وعمارة هو جدّ أبي الهيذام صاحب العصبية بالشام. قال وقدم عاصم بن عبد الله فحبس عمارة بن خريم وعمال الجنيد وعذّبهم.

قال الطبري : وقال بعضهم إن الجنيد مات في سنة خمس عشرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر اللّالكائي ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا أبو علي بن صفوان ، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني الحسن بن علي البزاز ، حدّثنا أبو عمير بن النحاس ، عن ضمرة بن ربيعة قال : جاء مؤذن الجنيد بن عبد الرحمن (٢) إليه في مرضه الذي مات فيه فسلّم عليه بالإمرة فقال : يا ليتها لم تقل لنا. انتهى.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن أبي الحسين الكاتب (٣) ، أخبرني محمّد بن جعفر النحوي صهر المبرّد ، حدثني محمّد (٤) بن القاسم العجلي البرتيّ ، أنبأنا أبو هفان ، حدّثتني رقية بنت حمل عن أبيها قال : كان أبو نخيلة مدّاحا للجنيد بن عبد الرحمن المرّي ، وكان الجنيد له محبا يكثر رفده ويقرّب مجلسه ويحسن إليه فقال

__________________

(١) الأصل : «نهزت» والمثبت عن الطبري.

(٢) الأصل : «عبيد».

(٣) الخبر والأبيات في الأغاني ٢٠ / ٤٠١.

(٤) الأغاني : أحمد.

٣٢٦

فيه يرثيه وكان الجنيد مات بمرو :

لعمري لئن ركب الجنيد تحملوا

إلى الشام من مرو وراحت كتائبه (١)

لقد غادر الركب الشآمون خلفهم

فتى غطفانيا (٢) تعلل جانبه

فتى كان يسري للعدوّ كأنما

عجاج القطا في كل يوم كتائبه

وكان كأن البدر تحت لوائه

إذا سار في جيش وراحت عصائبه

١٠٩٨ ـ جوّاس بن القعطل (٣)

واسم القعطل بياض بن سويد بن الحارث الكلبي.

شاعر له شعر في ذكر يوم المرج ، مرج راهط.

حكى عن حيوة بن جوي المهري الشحري من أهل الشحر.

حكى عنه عوانة بن الحكم انتهى.

ذكر أبو جعفر أحمد بن الحارث بن المبارك الخزاز فيما رواه أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن محمّد بن عمرو الطوسي عنه قال : قال جوّاس بن القعطل الكلبي :

أرقت بدير (٤) الماطرون كأنني

لساري النجوم آخر الليل حارس

وأعرضت الشعرى العبور كأنّها

معلق قنديل علته الكنائس (٥)

ولاح سهيل عن يمين كأنّه

شهاب نحاه وجهة الريح قابس

قرأت على أبي محمّد بن السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٦) : أمّا جوّاس ـ أوّله جيم مفتوحة بعدها واو مشددة وآخره سين مهملة ـ فهو جوّاس بن بياض بن

__________________

(١) الأغاني : «ركائبه» وبهامشها عن نسخة «كتائبه».

(٢) بالأصل «غطانيا» والمثبت عن الأغاني ، وعلى هامش الأصل : «الصواب : غطفانيا».

(٣) ترجمته في المؤتلف والمختلف للآمدي ص ٧٤ وله ذكر في الأغاني ١٩ / ١٩٨ و ٢٢ / ١٥٣ والطبري في ٥ / ٥٤٢ حوادث سنة ٦٤.

(٤) مطموسة بالأصل.

(٥) هذا البيت والذي يليه في المؤتلف والمختلف للآمدي ص ٧٤.

(٦) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ٤٢٩.

٣٢٧

سويد بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عديّ بن جناب الكلبي ، شاعر إسلامي في دولة بني أميّة انتهى.

١٠٩٩ ـ جودة بن جودر بن الزحاف القرشي

دمشقي له ذكر ، فيما حكاه أبو الحسين أحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي.

١١٠٠ ـ جون بن قتادة بن الأعور بن ساعدة

ابن عوف بن كعب بن عبد شمس بن سعد

ابن زيد بن مناة بن تميم التميمي ثم العبشمي البصري (١)

قيل إن له صحبة (٢).

حدّث عن سلمة بن المحبّق ، وحكى عن الزّبير بن العوّام ، وشهد معه الجمل.

روى عنه قرّة بن الحارث (٣) البصري ، والحسن بن أبي الحسن (٤). ووفد على معاوية وقد ذكرت وفوده في ترجمة بشر بن يزيد المعروف بالحتّات (٥).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأنا شجاع بن علي ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أخبرنا سهل بن السري البخاري ، نبأنا صالح بن محمد البغدادي ، نبأنا يحيى بن أيوب ، نبأنا هشيم (٦) ، نبأنا منصور بن زاذان (٧) ، عن الحسن ، نبأنا جون بن قتادة ، قال : كنا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بعض أسفاره فمرّ بعض أصحابه بسقاء معلّق فيه ماء ، فأراد أن يشرب ، فقال صاحب السقاء : إنّه جلد ميتة ، فأمسك حتى لحقهما النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فذكروا ذلك له فقال : «اشربوا فإن دباغ الميتة طهورها» [٢٨٢٢].

__________________

(١) أسد الغابة ١ / ٣٧٠ الإصابة ١ / ٢٧١ تهذيب التهذيب ١ / ٣٩٧.

(٢) في تهذيب التهذيب معقبا : «ولم تثبت» وكان واضحا في الإصابة فقال : تابعي ، غلط بعض الرواة فوصل عنه حديثا أسقط اسم صحابية فذكره لذلك البغوي وغيره في الصحابة.

(٣) في تهذيب التهذيب : قرة بن خالد.

(٤) الذي بالأصل : «روى عنه قرة بن الحارث البصري الحسن بن الحسين» كذا والصواب ما أثبت ، انظر تهذيب التهذيب.

(٥) بالأصل : «الجباب» خطأ ، والصواب ما أثبت ، مرّت ترجمته.

(٦) بالأصل : «هشام» والصواب ما أثبت عن تهذيب التهذيب وأسد الغابة.

(٧) في أسد الغابة : وردان.

٣٢٨

قال ابن مندة هكذا قال هشيم ورواه جماعة عنه منهم : شجاع بن مخلد وأحمد بن منيع ، ورواه عمرو (١) والحسن بن عرفة وغيرهم عن هشيم ، عن منصور ويونس وغيرهما عن الحسن ، عن سلمة بن المحبّق وهو الصّحيح انتهى ، ولم يذكر في الإسناد جونا (٢) ورواه قتادة ، عن الحسن (٣) ، عن جون (٤) بن قتادة ، عن سلمة بن المحبّق وهو الصّحيح انتهى.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم الراوي ـ في كتابه ـ أنبأنا محمّد بن أحمد ، أنبأنا عبد الله بن محمّد بن محمّد ، أنبأنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز ، حدثني جدي وشجاع قالا : [قال] هشيم (٥) ، أنبأنا منصور ، عن الحسن ، حدّثنا جون بن قتادة التميمي ، قال : كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بعض أسفاره فمرّ بعض أصحابه بسقاء معلق فيه ماء فأراد أن يشرب ، فقال له صاحب السّقاء إنه جلد ميتة ، فأمسك حتى لحقهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فذكروا ذلك له فقال لهم : «اشربوا فإن دباغ الميتة طهورها» انتهى [٢٨٢٣].

قال عبد الله بن محمّد : هكذا حدث هشيم بهذا الحديث لم يجاوز به جون بن قتادة وليس الجون صحبة ، رواه عن هشيم ، عن منصور (٦) ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن جون ، عن سلمة بن المحبّق وهو الصّواب إن شاء الله تعالى انتهى. هذا هو المحفوظ عن هشيم في الحديث ، وهو وهم فيه فأمّا ما حكاه ابن مندة ، عن عمرو بن زرارة والحسن بن عرفة ، عن هشيم فإنما ذاك الإسناد لحديث غير هذا سنذكره فيما بعد وهذا الحديث إنما يرويه جون عن سلمة بن المحبق ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر ، قالت : أنبأنا إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، أنبأنا أبو يعلى ، نبأنا إسحاق ـ هو ابن أبي إسرائيل ـ نبأنا معاذ بن هشام ، حدثني أبي ، عن الحسن ، عن جون بن قتادة ، عن سلمة بن المحبق أن

__________________

(١) عن أسد الغابة وبالأصل «عمر».

(٢) بالأصل «جون».

(٣) بالأصل «أنس» والمثبت عن أسد الغابة.

(٤) الأصل «جوزة» والصواب ما أثبت وهو صاحب الترجمة.

(٥) بالأصل «هشام» والصواب ما أثبت عن تهذيب التهذيب وأسد الغابة.

(٦) بالأصل «هشام» والمثبت عن أسد الغابة والإصابة.

٣٢٩

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا في غزوة تبوك بماء من عند امرأة ، فقالت : ما عندي ماء إلّا في قربة غير ذكي ، فقال : «ألست دبغتها؟» قالت : نعم ، قال : «فإن دباغها طهورها ـ أو قال : ذكاتها» شك كمن وقع في هذا الحديث وقد سقط منه ذكر قتادة فإنما يرويه هشام الدستوائي ، عن قتادة ، عن الحسن [٢٨٢٤].

أخبرناه أبو عبد الله محمّد بن غانم بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد الحداد ، أنبأنا عبد الرحمن بن محمّد بن إسحاق ، أنبأنا أبو عبد الله ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن زياد ، نبأنا عبد الرحمن بن محمّد بن منصور ، نبأنا معاذ بن هشام ، حدثني أبي ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن جون بن قتادة ، عن سلمة بن المحبّق أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في غزوة تبوك ـ دعا بماء من عند امرأة فقالت : ما عندي إلّا ماء في قربة غير مذكّى لي ميتة فقال النبي عليه الصّلاة والسلام : «أليس قد دبغتها» قالت : بلى ، قال : «ذكاتها دباغها» قال أبو عبد الله بن مندة رواه بكير بن بكّار ، عن شعبة ، عن قتادة وإسناده نحوه انتهى ، وكذا رواه جماعة غير معاذ بن هشام ، عن هشام [٢٨٢٥].

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، نبأنا عبد الله بن أحمد (١) ، حدثني أبي ، نبأنا عمرو بن الهيثم وأبو داود وعبد الصمد المغني (٢) قالوا : أنبأنا هشام ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن جون بن قتادة ، عن سلمة بن المحبق أن النبي (٣) صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا بماء من قربة عند امرأة فقالت : إنها ميتة ، قال : «أليس (٤) دبغتها»؟ قالت : بلى ، قال : «دباغها ذكاتها» [٢٨٢٦].

هكذا رواه همام بن يحيى العوذي ، عن قتادة.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا ابن مالك ، نبأنا عبد الله بن مالك ، نبأنا عبد الله بن أحمد (٥) ، حدثني أبي ، نبأنا بهز ، نبأنا همّام ، نبأنا قتادة ، عن الحسن ، عن جون بن قتادة ، عن سلمة بن المحبق أنه كان مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم

__________________

(١) مسند الإمام أحمد ج ٥ / ٧.

(٢) في المسند : المعنى.

(٣) في المسند : نبي الله.

(٤) المسند : أليس قد دبغتها.

(٥) مسند أحمد ٥ / ٦.

٣٣٠

في غزوة تبوك فأتى على بيت قدّامه قربة معلقة فسأل الشراب ، فقيل إنها ميتة ، فقال : «ذكاتها دباغها» انتهى [٢٨٢٧].

تابعه عفان بن مسلم الصفّار وأبو سلمة موسى بن إسماعيل التّبوذكي ، وأبو عمر حفص بن عمر الحوضي (١) عن همّام ، ورواه شعبة بن الحجّاج ، عن قتادة فاختلف فيه عنه ، فرواه عنه بكر بن بكّار كما قال هشام وهمّام ، ورواه الأسود بن عامر شاذان عنه فلم يحفظاهم جون وقال عن رجل قد سماه.

فأمّا حديث بكر : فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف ، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (٢) ، أنبأنا علي بن إسماعيل بن حمّاد ، نبأنا أبو موسى حينئذ قال : ونبأنا أبو عروبة ، أنبأنا الحسين (٣) بن هشام الرازي ، قالا : نبأنا بكر بن بكّار ، نبأنا شعبة ، نبأنا قتادة ، عن الحسن ، عن جون بن قتادة ، عن سلمة بن المحبق أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث إلى أهل بيت فاستسقى ، فأتي بقربة فيها ماء فشرب ، فقيل : إنها ميتة ، قال : «دباغها طهورها» [٢٨٢٨].

وأمّا حديث شاذان : فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، نبأنا عبد الله بن أحمد (٤) ، حدّثنا أبي ، نبأنا أسود بن عامر ، نبأنا شعبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن رجل قد سمّاه ، عن سلمة بن المحبق أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتى على أهل بيت فاستسقى فإذا قربة فيها ماء فقالوا إنها ميتة يا رسول الله ، قال : «الأديم طهوره دباغه» انتهى [٢٨٢٩].

ورواه أبو النضر سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة فاختلف عليه فيه فروي عنه عن قتادة ، عن جون ، عن سلمة من غير ذكر الحسن وروي عن قتادة ، عن الحسن ، عن سلمة ، من غير ذكر جون.

فأمّا حديثه الذي لم يذكر فيه الحسن فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف ، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (٥) ، نبأنا يحيى بن

__________________

(١) غير واضحة بالأصل ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٠ / ٣٥٤.

(٢) الكامل في الضعفاء لابن عدي ٢ / ١٧٨.

(٣) في ابن عدي : الحسن بن يحيى بن هشام الرازي.

(٤) مسند الإمام أحمد ٥ / ٦.

(٥) الكامل لابن عدي ٢ / ١٧٨ وذكر فيه «الحسن» بين قتادة وجون.

٣٣١

محمّد بن صاعد ، نبأنا عمرو (١) بن علي ، نبأنا عبد الأعلى ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن جون بن قتادة ، عن سلمة بن المحبّق ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحوه.

وأمّا حديثه الذي لم يذكر فيه جونا فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، حدّثنا عبد الله بن أحمد (٢) ، حدثني أبي ، نبأنا محمد بن جعفر ، نبأنا سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن سلمة بن المحبق أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتى على قربة يوم حنين فدعا منها بماء وعندها امرأة ، فقالت : إنها ميتة ، فقال «سلوها أليس قد دبغت» قالت : بلى ، فأتى منها بحاجته ، فقال : «ذكاة الأديم دباغه» [٢٨٣٠].

ولجون حديث آخر مشكوك فيه ومختلف في إسناده ، أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأنا عيسى بن علي ، أنبأنا عبد الله بن محمّد ، حدثني عبد الله بن محمّد بن عبد الملك الواسطي ، نبأنا بكر بن بكار ، نبأنا شعبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن جون بن قتادة أو عن رجل ، عن سلمة بن محبّق ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم معنى حديث سلام بن مسكين انتهى يعني الذي أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأنا عيسى بن علي ، أنبأنا عبد الله بن زهير بن محمّد ، قال : أنبأنا القاسم بن سلام بن مسكين ، حدثني أبي ، قال : سألت الحسن عن الرجل يقع بجارية امرأته فقال : حدثني قبيصة بن حريث الأنصاري ، عن سلمة بن المحبّق أن رجلا من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان لا يزال يسافر ويغزو ، وإن امرأته بعثت معه جارية لها قالت : تغسل رأسك وتخدمك وتحفظ عليك ولم تجعلها له ، وإنه طال سفره في وجهه فوقع بالجارية ، فلمّا فعل أخبرت الجارية مولاتها بذلك ، غارت غيرة شديدة فغضبت فأتت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبرته بالذي صنع ، فقال لها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن كان استكرهها فهي عتيقة وعليه مثلها ، وإن كان أتاها عن طيب نفس منها ورضاها فهي له وعليه مثل ثمنها لك» ولم يقم فيه حدّا انتهى [٢٨٣١].

وقال البغوي : قد روى هذا الحديث شعبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن جون بن قتادة ، عن سلمة انتهى ، وصحيح هذا الحديث عن الحسن ، عن قبيصة بن حريث ، عن سلمة.

__________________

(١) بالأصل «عمر» والمثبت عن ابن عدي.

(٢) مسند الإمام أحمد ٥ / ٦.

٣٣٢

ورواه معمر ، عن قتادة مثل حديث سلام ، أخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، أنبأنا عبد الله بن أحمد (١) ، حدثني أبي ، نبأنا عبد الرّزّاق ، نبأنا معمر ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن قبيصة بن حريث ، عن سلمة بن المحبق قال : قضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في رجل وطئ جارية امرأته إن كان قد استكرهها فهي حرة وعليه لسيدتها مثلها وإن كانت طاوعته فهي له وعليه لسيدتها مثلها. انتهى.

رواه عمرو بن دينار عن الحسن عن رجل لم يسمّه عن سلمة ، أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأنا عيسى بن علي ، أنبأنا عبد الله بن محمّد ، أنبأنا عيّاش بن يزيد ، نبأنا سفيان ، عن عمرو (٢) ، عن الحسن ، عن رجل ، عن سلمة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثله انتهى.

ورواه عبيد الله القواريري ، عن سفيان فلم يذكر الرجل الذي لم يسم. ورواه ذلك محمّد بن سلمة الطائفي وحمّاد بن زيد ، عن عمرو بن دينار وكذلك رواه سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة بن الحسن ، وكذلك رواه أبو حرة عبد الرحمن بن واصل ومنصور بن زاذان ، ويونس بن عبيد ومبارك بن فضالة ، عن الحسن.

فأمّا حديث القواريري ، عن سفيان فأخبرناه أبو القاسم السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأنا عيسى بن علي ، أنبأنا عبد الله بن محمّد ، نبأنا عبيد الله (٣) القواريري ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو ، عن الحسن ، عن سلمة بن المحبق ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثله انتهى.

وأمّا حديث الطّائفي ، فأخبرناه أبو عبد الله الخلّال ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمّد بن محمود ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، نبأنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفي سنة خمس وثلاثمائة حينئذ.

وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، وأخبرنا أبو بكر المزرفي (٤) ، أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي حينئذ.

__________________

(١) مسند أحمد ٥ / ٦.

(٢) بالأصل «عمر» والصواب «عمرو» وهو ابن دينار ، وقد مرّ في بداية الخبر.

(٣) بالأصل «عبد الله».

(٤) بالأصل «المرزقي» خطأ ، والصواب ما أثبت ، وهذه النسبة إلى المزرفة وهي قرية كبيرة ببغداد ، بغربيها ، على خمسة فراسخ منها. (الأنساب).

٣٣٣

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين النّقّور ، قالا : أنبأنا عيسى بن علي ، حدّثنا عبد الله بن محمد ، قالا : حدثنا داود بن عمرو ، نبأنا محمّد بن مسلم ـ زاد الصّوفي : الطائفي ـ عن عمرو بن دينار قال : سمعت الحسن بن [أبي] الحسن يقول : سمعت ـ وقال البغوي : عن ـ سلمة بن ربيعة بن المحبق يقول : ـ وقال البغوي قال : ـ سمعت امرأة تسأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن جارية لها خرج بها زوجها إلى سفر فأصابها فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن كان استكرهها فهي حرّة وعليه مثلها ، وإن كانت طاوعته فهي جاريته وعليه مثلها» انتهى [٢٨٣٢].

وأمّا حديث حمّاد بن زيد ، فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأنا عيسى بن علي ، أنبأنا عبد الله بن محمّد ، أنبأنا عبيد الله القواريري وأبو الربيع ، قالا : نبأنا حمّاد بن زيد ، عن عمرو بن دينار ، عن الحسن بن أبي الحسن ، عن سلمة بن محبّق : أن رجلا وقع على جارية امرأته فرفع ذلك إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «إن كانت طاوعته فهي له وعليه مثلها ، وإن كان استكرهها فهي حرة وعليه مثلها لها» [٢٨٣٣].

وأمّا حديث سعيد : فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، أنبأنا عبد الله بن أحمد (١) ، حدثني أبي ، أنبأنا عبد الله بن بكر ، حدثنا سعيد ـ يعني ابن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن سلمة بن المحبق : أن رجلا غشي جارية امرأته وهو في غزوة فرفع ذلك إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «إن كان استكرهها فهي حرة من ماله وعليه شراؤها لسيّدتها ، وإن كانت طاوعته فمثلها من ماله لسيّدتها» انتهى [٢٨٣٤].

وأمّا حديث أبي حرة ومنصور : فأخبرناه أبو سعيد عبد الله بن أسعد بن أحمد بن محمّد بن محمّد بن حيّان النسوي الطبيب ، أنبأنا أبو الفضل محمّد بن عبيد الله بن محمّد الصّرّام (٢) ، أنبأنا أبو عمر محمّد بن الحسين البسطامي ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن الجازوقاني ، نبأنا الحسن بن عرفة ، نبأنا هشيم ، عن أبي حرّة ومنصور بن زاذان ويونس بن عبيد ، عن الحسن ، عن سلمة بن المحبق : أن رجلا خرج

__________________

(١) مسند الإمام أحمد ٥ / ٦.

(٢) ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٤٨٣.

٣٣٤

في سفر فبعثت معه امرأته جارية تخدمه فوقع عليها في سفره فلما قدم ذكر ذلك لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «إن كنت استكرهتها فهي حرّة وعليك مثلها لمولاتها ، وإن كانت طاوعتك فهي أمته (١) وعليك مثلها» انتهى [٢٨٣٥].

وأمّا حديث يونس ، فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، نبأنا عبد الله بن أحمد (٢) ، حدّثني أبي ، نبأنا إسماعيل ـ يعني ابن عليّة ـ عن يونس ، عن الحسن ، عن سلمة بن المحبّق : أن رجلا خرج في غزاة ومعه جارية لامرأته فوقع بها فذكر للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «إن كان استكرهها فهي عتيقة ولها عليه مثلها ، وإن كانت طاوعته فهي أمته ولها عليه مثلها» وقال إسماعيل مرة : إنّ رجلا كان في غزوة [٢٨٣٦].

وأمّا حديث مبارك : فأخبرتناه أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت : أنبأنا إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، أنبأنا أبو يعلى ، أنبأنا عبد الرّحمن بن صالح ، أنبأنا علي بن مسهر ، عن مبارك بن فضالة ، عن الحسن ، عن سلمة بن المحبق : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سئل عن رجل وقع جارية امرأته فقال : «إن كان استكرهها فهي حرة وإنما عليه مثلها ، وإن كانت طاوعته فهي أمته ولها عليه مثلها» [٢٨٣٧].

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي (٣) الفتح بن المحاملي (٤) ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني ، نبأنا أبو بكر النيسابوري ، أنبأنا يوسف بن سعيد ، نبأنا مسلم ، نبأنا عبيد الله بن موسى ، نبأنا فضيل بن مرزوق ، حدثني شقيق بن عتبة ، عن [قرة بن الحارث](٥) ، عن جون بن قتادة ـ قال قرّة [بن] الحارث : كنت مع الأحنف ، وكان جون بن قتادة مع الزبير بن العوام ، فحدثني جون بن قتادة ـ قال : كنت مع الزبير فجاء فارس يسير وكانوا يسلمون على الزبير بالإمرة ، فقال : السّلام عليك أيّها الأمير ، فقال : وعليك السلام ، قال : هؤلاء القوم قد أتوا إلى مكان كذا وكذا ، قال : فلم أر قوما أرثّ سلاحا ولا أقلّ عددا ولا أرعب قلوبا [من](٦) قوم أتوك ثم انصرف ، قال ثم جاء فارس

__________________

(١) كذا ، ولعل الصواب «أمتك».

(٢) مسند أحمد ج ٥ / ٦.

(٣) كررت بالأصل.

(٤) كررت بالأصل.

(٥) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل ، ولعل الصواب ما أثبت.

(٦) الزيادة عن مختصر ابن منظور ٦ / ١٣٠.

٣٣٥

فقال : السّلام [عليك](١) أيها الأمير فقال : وعليك السّلام ، قال : جاء القوم حتى نزلوا مكان كذا وكذا فسمعوا بما جمع الله تعالى لهم من العدة والقوة ، فقذف الله تبارك وتعالى في قلوبهم الرعب ، فولّوا مدبرين. فقال الزبير بن العوّام : إيه عنك الآن ، فو الله لو لم يجد ابن أبي طالب إلّا العرفج (٢) لدبّ إلينا فيه. قال : ثم انصرف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة الله بن الكلابي ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا أبو عثمان بن أحمد بن السماك ، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن البراء ، قال : قال علي بن المديني حدث سلمة بن محبق : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا بماء في غزوة تبوك فقال. رواه قتادة ، عن الحسن ، عن جون بن قتادة ، وجون هذا معروف ، وجون لم يرو عنه غير الحسن (٣) إلّا أنه معروف ، وقال علي في موضع آخر : [روى جون عن الزبير ، وسئل في موضع آخر : عن شيوخ](٤) الحسن المجهولين فذكرهم ، وذكر فيهم جون بن قتادة انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، وأبو الفضل بن خيرون حينئذ. وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، قالا : أنبأنا محمّد بن الحسن بن أحمد ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، أنبأنا أبو حفص الأهوازي ، أنبأنا خليفة بن خياط قال : جون بن قتادة بن الأعور بن عبشمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم أدرك الزبير انتهى.

حدثنا عمر رحمه‌الله تعالى لفظا ، أنبأنا أبو طالب [بن] يوسف ، أنبأنا أبو محمد الجوهري ـ قراءة على أبي عمر حينئذ ـ أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا ، قال : قرئ على أبي محمّد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا أبو الحسين بن الفهم ، نبأنا محمّد بن سعد ، قال (٥) : قتادة بن الأعور بن ساعدة بن عوف بن كعب بن عبد شمس ، وهو عبشمس ـ وليس عبد شمس إلّا في

__________________

(١) الزيادة عن مختصر ابن منظور ٦ / ١٣٠.

(٢) العرفج : شجر سهلي واحدته عرفجة (القاموس المحيط).

(٣) بالأصل «الحسين».

(٤) ما بين معكوفتين العبارة بالأصل مضطربة : «الزبير روى عنهم ابن الحسن المجهولين» ولعل الصواب ما أثبت ، والعبارة مستدركة بما يوافق عبارة الإصابة ١ / ٢٧١.

(٥) طبقات ابن سعد ٧ / ٦٢.

٣٣٦

قريش ـ بن سعد بن زيد بن مناة بن تميم صحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قبل الوفد ، وكتب له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كتابا بالشّبكة (١) موضع بالدهناء بين القنعة والعرمة ، وهو أبو الجون بن قتادة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطّيّوري وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد بن خيرون ومحمّد بن الحسن ، قالا : أنبأنا أحمد بن عبدان ، أنبأنا محمّد بن سهل ، نبأنا محمّد بن إسماعيل ، قال (٢) : جون بن قتادة التميمي ، عن سلمة بن المحبّق سمع منه حسن (٣) يعدّ في البصريين انتهى.

وفي نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أخبرنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أحمد بن عبد الله ـ إجازة ـ قال : وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنبأنا علي بن محمّد ، قالا : أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٤) : وروى عنه قتادة ، سمعت أبي يقول ذلك ، انتهى. وهذا وهم إنما يروي قتادة عن الحسن عنه ، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم السّمرقندي ، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف ، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (٥) ، نبأنا ابن أبي عصمة ، نبأنا أبو طالب أحمد بن حميد ، قال : سألت ـ يعني أحمد بن حنبل ـ عن جون بن قتادة ، فقال : لا يعرف ، وقلت : روى غير هذا الحديث؟ قال : لا.

قال ابن حميد قال ابن عدي : وجون بن قتادة لم يعرف له أحمد بن حنبل غير هذا الحديث؟ أي : غير حديث الدباغ. وقد ذكرت بذلك الإسناد حديثا آخر وما أظن أن له غيرهما ، يعني حديث بكر بن بكّار انتهى.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني ، قال : جون بن قتادة ، روى عن سلمة بن المحبّق وعن الزبير بن العوّام.

__________________

(١) الشبكة : عدة مواضع ، انظر معجم البلدان ٣ / ٣٢٢.

(٢) التاريخ الكبير ١ / ٢ / ٢٥٢.

(٣) البخاري : الحسن.

(٤) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٥٤٢.

(٥) الكامل في الضعفاء لابن عدي ٢ / ١٧٨ و ١٧٩.

٣٣٧

حدث عنه [الحسن] البصري وقرة بن الحارث ذكره البخاري فقال : جون بن قتادة ، عن سلمة بن المحبق يعد في البصريين تميمي سمع منه الحسن لا يعرف إلّا بهذا.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر ، أنبأنا أحمد بن علي بن عبيد الله بن سواد المقرئ ، والمبارك بن عبد الجبّار بن أحمد الصّيرفي فقال : أنبأنا الحسين بن علي بن عبيد الله الطّناجيري ، أنبأنا حكيم [بن] محمّد بن إبراهيم التميمي ، نبأنا القاضي أبو عبد الله عبد الملك بن يزيد بن الهيثم ، نبأنا أحمد بن هارون بن روح الحافظ في الطبقة الثامنة من الأسماء المنفردة قال : جون بن قتادة يروي عنه الحسن بن أبي الحسن (١) بصري ثقة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأنا شجاع بن علي ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، قال : جون بن قتادة ، عن سلمة بن قتادة التميمي عداده في أهل البصرة لا يصحّ له صحبة ولا رؤية ، وهم هشيم في حديثه انتهى.

أنبأنا أبو سعد المطرّز وأبو علي الحداد ، قال : قال : أنبأنا أبو نعيم الحافظ : جون بن قتادة التميمي يعد في البصريين لا يثبت له رؤية ولا صحبة ، ذكره بعض الواهمين في الصّحابة ، ونسب وهمه إلى هشيم وهو وهم ، لأن زكريا بن يحيى بن رحمويه (٢) رواه عن هشيم مجوّدا يعني يذكر سلمة بن المحبق في إسناده انتهى.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٣) : أما جون أوله جيم مفتوحة وواو ساكنة فهو جون بن قتادة يروي عن الزبير بن العوام وسلمة بن المحبق ، روى عنه الحسن وقرة بن الحارث وغيرهما.

١١٠١ ـ جوهر مولى أبي تميم معدّ الملقب بالمعزّ (٤)

بعثه مولاه بجيش عظيم من المغرب إلى ديار مصر فكسر عسكر الاخشيدية

__________________

(١) بالأصل «الحسين».

(٢) في الإصابة ١ / ٢٧١ «زحمويه» وفي أسد الغابة ١ / ٣٧٠ «حمويه» وفي تهذيب التهذيب «زحمويه».

قال ابن حجر في الإصابة : وتعقبه المزي (في الأطراف) بأن كلام ابن منده صواب وأن الوهم فيه من هشيم وأن رواية زحمويه شاذة.

(٣) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ١٦٢ وبالأصل «إنما أوله جون» والمثبت عن الاكمال.

(٤) الوافي بالوفيات ١١ / ٢٢٥ وفيات الأعيان ١ / ٣٧٥ ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص ٩٠ وانظر بهامش الوافي ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

٣٣٨

فاستولى على مصر يوم الثلاثاء (١) الثاني عشر من شعبان سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة وبنى القاهرة ثم قدم (٢) مولاه أبو تميم مصر فأقام بها مدة ومات وقام بعده ابنه نزار الملقب بالعزيز فحدث فبعث جوهرا في عسكر إلى دمشق سنة خمس وستين وثلاثمائة ، وصلها فنزل بظاهرها يوم الأحد لثمان بقين من ذي القعدة فقاتلوا أهلها وأميرهم هفتكين التركي مدة ثم رحل عنها يوم الخميس الثالث من جمادى الأولى سنة ستّ (٣) وستين وثلاثمائة ولما هجم عليها الشتاء دخل عليه من قتل أصحابه واقتادوا بهم لقلة العلوفة ولحقه هفتكين إلى أرض الرّملة وجرت بينه وبينه حروب كثيرة فهرب إلى عسقلان وتحصن بها فحاصره فيها إلى أن خرج منها بأمان ولحق بمصر انتهى.

حدثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه قال : دفع إليّ رجل يعرف بمجير الكتامي ـ شيخ من عبيد المصريين ـ ورقة فيها أسماء الولاة بدمشق فكان فيها القائد جوهر في سنة ستّ وستين وثلاثمائة.

وأخبرنا الفقيه أبو الحسن أيضا قال : أنبأنا أزهر بن محمّد الحبال المقرئ قال : سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة مات جوهر يوم الخميس لعشر بقين من ذي القعدة (٤).

١١٠٢ ـ جويّة بن عائذ

ويقال : ابن عاتك ، ويقال : ابن أبي أناس ، ويقال : ابن عبد الواحد ، النّصري ـ من بني نصر بن معاوية ـ ويقال : الأسدي النحوي الكوفي (٥).

وفد على معاوية وسأله.

حكى عنه ابنه أبو نواس عبد الملك بن جويّة.

في الكتاب الذي أخبرنا ببعضه أبو بكر محمد بن نضر ، أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد ، أنبأنا أبو محمّد بن الحسن بن أحمد بن جويّة ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عمر الكتاني ، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني المفضّل بن غسّان ، حدثني نصر الذبياني ،

__________________

(١) في وفيات الأعيان : يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شعبان.

(٢) بالأصل «قدموا».

(٣) بالأصل «سنة».

(٤) وفيات الأعيان ١ / ٣٧٦ وكانت وفائه بمصر.

(٥) بغية الوعاة ١ / ٤٩٠ وفيه «ابن أبي إياس» بدل «اناس».

٣٣٩

حدثني أبو أناس (١) عبد الملك [بن] جوية النّصري عن أبيه قال : قدمت على معاوية بن أبي سفيان فقال : يا جويّة ما القرابة؟ قلت : المودة ، قال : فما السرور؟ فقلت : المواتاة. قال : فما الراحة؟ قلت : الجنة. قال : صدقت انتهى كذلك في الأصل جويّة ، والصواب جويّة كما في الترجمة انتهى ، خالفه غيره.

أنبأنا أبو المعالي الفضل بن سهل ، قال : أنبأنا سهل بن بشر الإسفرايني ، أنبأنا أبو الحسن بن الطّفّال ، أنبأنا رشيق ، أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين المضيفي الإمام ، أنبأنا عمارة بن وثيمة ، وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن الفضل ، حدثني أبو بشر الذبياني ، حدثني أبو أناس عبد الملك بن جويّة ، عن أبيه قال : قدمت على معاوية فقال لي : يا جويّة ، ما القرابة؟ قلت : المودة. قال : فما السّرور؟ قلت : المواتاة فقال : فما الراحة؟ قلت : الجنة قال : صدقت ، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنبأنا أبو بكر الخطيب حينئذ.

وأخبرنا عمرو بن أحمد بن منصور الصّفار ، أنبأنا أبو سعيد عبد الله بن عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن أحمد بن حسكويه ، قال : أنبأنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفي ، أنبأنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ، نبأنا إبراهيم بن الجهم السموي ، نبأنا الفراء في قوله تعالى : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَ) (٢) قال : القراء مجتمعون على أوحي وقرأها جويّة بن عبد الواحد الأسدي إن شاء الله تعالى (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَ) من وحيت ، فهمز الواو لأنها انضمت ، كما قال (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ) (٣) ، انتهى.

وأخبرنا أبو القاسم الواسطي ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، قال : وأخبرني أبو الحسن أحمد بن علي التمار ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن ، نبأنا إبراهيم بن عرفة ، حدثني محمّد بن الجهم ، نبأنا الفراء قال : أهل الحجاز [يقولون] : أوحيت ، وأسد : وحيت. وكان جويّة بن أبي أناس أحد بني نصر بن معاوية يقرأ : قال أوحي يزيد وحي فهمز الواو لانضمامها كما قال تعالى (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ) وقال الشاعر :

ما هيج الشوق من أطلال

أضحت قفارا كوحى الواحي

__________________

(١) تقدم : أبو نواس.

(٢) سورة الجن ، الآية الأولى.

(٣) سورة المرسلات ، الآية : ١١.

٣٤٠