تاريخ مدينة دمشق - ج ١١

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١١

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٢٠
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

علي بن إسحاق الكاتب ، أنا أبو بكر أحمد بن بشر بن سعيد الحرقي ، حدّثنا أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزّاني ، حدّثنا أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان السّجستاني قال : سمعت مشيختنا قالوا : وعاش ثوب بن تلدة الأسدي من بني والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة عشرين ومائة سنة ، وأدرك معاوية بن أبي سفيان وقال في (١) ذلك :

وإنّ امرأ قد عاش عشرين حجّة

إلى مائتين كلها هو دائب (٢)

كرهن لأحداث المنايا وإنما

تلهّته في الدنيا مناه الكواذب

قال أبو حاتم : قال ابن الكلبي : سمعت أبي يقول : أدرك ثوب بن تلدة معاوية فدخل عليه فقال له : ما أدركت وكم عمرك؟ قال : لا أدري ، إلّا أني أدركت بني والبة ثلاث مرات ، يريد أفنيت ثلاثة قرون. قال : فكيف بصرك اليوم [قال :] أحدّ ما كان قط ، كنت أرى الشخص واحدا فأنا أراه اليوم شخصين. قال : فكيف مشيك قال : أمشي ما كنت قط ، كنت أمشي تائدا فأنا اليوم أهرول هرولة ، فقال : أدركت أمية بن عبد شمس؟ قال : نعم. وهو [أعمى (٣) وعبد له يقوده ، قال له معاوية : كفّ فقد جاء غير ما ذكرت ، ثم قال معاوية : ليس في البيت إلّا أموي ، فأنظر أي هؤلاء أشبه بأمية؟ ثم قال : هذا ، لعمرو بن سعيد بن العاص ، وهو عمرو الأشدق ، وقيل له الأشدق لأنه كان [خطيبا مفلقا] (٤) :

(٥) أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي بن كرتيلا ، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد المقرئ ، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن الخضر ، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب ، حدّثني أبو عمرو محمّد بن مروان بن عمر القرشي السّعيدي ، حدّثني محمّد بن أحمد بن سليمان الخزاعي ، حدّثني سليمان بن أبي شيخ عن يحيى بن سعيد

__________________

(١) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه.

(٢) الأول في الإصابة برواية :

وإن امرأ قد عاش تسعين حجة

إلى مائتين كلما هو ذاهب

(٣) من هنا سقط تتمة الخبر ، وقد أقحم في أثناء ترجمة ثمامة بن حزن فحذفناه من هناك وأثبتناه في موضعه هنا.

(٤) ما بين معكوفتين بياض بالأصل ، والزيادة المستدركة عن مختصر ابن منظور ٥ / ٣٥٠.

والخبر في الإصابة ١ / ٢٠٦ ومختصرا في أسد الغابة ١ / ٢٩٨ وفيهما «يقوده عبد ذكوان.

(٥) هذا الخبر أقحم في ترجمة ثمامة بن حزن ، فأخرناه إلى موضعه.

١٨١

الأموي عن محمّد بن السائب الكلبي قال : دخل ثوب بن تلدة الوالبي على معاوية فقال له : ما أدركت أعيان بني والبة لصلبه ثم أبناءهم (١) ، ثم أخبرنا في الطبقة الرابعة ولقد رأيتني وأمية بن عبد شمس نطوف بالبيت ما أدري أنا أكبر أم هو [قال :] كيف بصرك؟ قال : أبصر ما كنت بعين ، كنت أرى الهلال واحدا وأنا أراه اليوم أهلة ، قال : فكيف طعمك ، ما كنت [قال :] كنت آكل في اليوم مرة وأنا آكل اليوم مرارا قال : فكيف مشيك ، قال : أمشى ما كنت ، كنت أتبختر في مشيتي أنا اليوم أخبّ (٢) خببا قال : فضحك معاوية.

(٣) أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، حدّثنا أبو بكر بن يوسف ، حدّثنا السّري بن يحيى ، حدّثنا شعيب بن إبراهيم ، حدثنا سيف بن عمر قال : وقال ثوب بن ربيعة وهو الذي يقال له يزيد :

لقد علمت بالقادسية أنني صبور

على اللواء ، عفّ المكاسب

أخوض بسيفي غمرة الموت معلما

وأقدم إقدام امرئ غير هارب

وفوقي دلاص ذات شك

حصيه كان فيه بها عيون الجنادب

يرد الحسام الخطب حين ينالها

بعصيته عنها كهام المضارب

ونخبتي محب مثل مريح ولده

أم بها قدما نحور المرازب

فلا تسلمني أنت أفلّ فإنني

كريم الثناء في الناس مخض الضرائب

وأما تريني قل ما لي فقله

لدفع خصوم جمّة ونوائب] (٤)

إذا قل ما لي لم ألم بذي الغنى

ولكن أخشن للحوادث جانبي

وإن بلدة ناب عليّ طلابها

صرفت لأخرى [رحلتي] وركائبي

وإن بلدة ناب عليّ صلابها

صرفت لأخرى [رحلتي] وركائبي

وإن مر من دهر عليّ حوادث

تشيب النواصي بعد شيب الحواجب

قلت إذا ما الدهر أحدث نكبة

بأخضع ولاج بيوت الأقارب

١٠٥٧ ـ ثور بن معن بن يزيد بن الأخنس السّلمي

من أصحاب الضحاك بن قيس وممن دعا إلى بيعة ابن الزبير قتل مع الضحاك بمرج راهط ، له ذكر في قصة المرج.

__________________

(١) كذا.

(٢) الخبب محركة ضرب من العدو أو كالرمل أو أن ينقل الفرس أيا منه جميعا وأياسره جميعا (القاموس).

(٣) هذا الخبر أقحم في ترجمة ثمامة بن حزن.

(٤) إلى هنا انتهى السقط من الترجمة وما بين معكوفتين.

١٨٢

حدّثنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن البسري ، أنا أبو طاهر بن المخلّص ـ إجازة ـ أنا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة ، أخبرني أبي محمد بن المغيرة ، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلّام قال : سنة أربع وستين قتل ثور بن معن بن يزيد السلمي.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أبو عبد الله [أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن] (١) عمران ، حدّثنا موسى بن زكريا ، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (٢) : وفي سنة أربع وستين وقعة المرج بالشام ، قال أبو الحسن : فقتل الضحاك وقتل من فرسان قيس : [ثور] بن معن بن يزيد بن الأخنس السّلمي. وهما ابن قتيبة النميري.

١٠٥٨ ـ ثور بن يزيد بن زياد أبو خالد الكلاعي ، ويقال الرّحبي الحمصي (٣)

قرأ القرآن على يحيى بن الحارث ، وحدّث عن خالد بن معدان ، والمطعم بن المقدام ، وراشد بن سعد ، وبشر بن عبيد الله ، ورجاء بن حيوة ، وعثمان وزياد ابني أبي سوادة ، ويزيد بن شريح ، وعمر بن شريح السّهمي ، وأبي الزبير المكي ، وابن جريج ، والمثنى بن الصّبّاح ، ومحمد بن شهاب ، ونافع مولى ابن عمر [ ] (٤) الأنصاري ، والنّضر بن شفي ، والقاسم بن أبي عبد الرّحمن ، وعبد الرّحمن بن ميسرة ، وسليمان بن موسى ، ويحيى بن الحارث الذّماري ، ومحمد بن المنكدر ، وهلال بن ميمون ، وأبان بن أبي عباس ، والبراء بن عبد الرّحمن ، وعطاء بن أبي رباح ، وخالد بن المهاجر ، وعبد الرّحمن بن جبير بن نفير ، وعطاء بن السائب ، وحصين [الحميري الحبراني] (٥) وعمرو بن قيس الكندي ، وصالح بن يحيى بن المقدام ، وأبي منيب

__________________

(١) ما بين معكوفتين بياض بالأصل ، والمستدرك عن سند مماثل ، وقد مرّ كثيرا.

(٢) تاريخ خليفة بن خياط ص ٢٥٩ ـ ٢٦٠ ولم يرد فيه ذكر ثور بن معن.

ذكر الطبري ٥ / ٥٣٨ فيمن قتل سنة ٦٤ في وقع مرج راهط : وقتل ثور بن معن بن يزيد السلمي ، وهو الذي كان رد الضحاك عن رأيه.

(٣) ترجمته في تهذيب التهذيب ١ / ٣٤٤ والوافي بالوفيات ١١ / ٢٥ وسير أعلام النبلاء ٦ / ٣٤٤ وانظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٤) بياض بالأصل.

(٥) ما بين معكوفتين بياض بالأصل والزيادة المستدركة عن الكاشف للذهبي ١ / ١٧٦.

١٨٣

الجرشي ، ويونس بن سيف ، وشريح بن عبيد ، وحبيب بن عبيد ، وجنادة بن حنيفة الصّنعاني ، وأبي حميد الرّعيني ، ورجل من الحوريين ، وأبي عون.

روى عنه : محمد بن إسحاق ، وسفيان الثوري ، وابن المبارك ، ويحيى بن سعيد القطان ، وإسماعيل بن عياش ، وبقية بن الوليد ، وعيسى بن يونس ، ويحيى بن حمزة ، وصدقة بن خالد ، وعثمان بن حصن بن علاق ، ومحمد بن شعيب بن شابور ، والوليد بن مسلم ، وعبد السلام بن عبد القدوس ، وأيوب بن حسان الحرشي ، والهيثم بن حميد ، ومحمد بن عبد الرّحمن القشيري ، وبهلول بن مورق ، والوليد بن محمد الموقري ، وأبو البختري وهب بن وهب ، وقتادة بن الفضيل بن قتادة الرّهاوي ، وعتبة بن السكري الفزاري ، وسلام بن مسلم الطويل ، ولمازة بن زبّار (١) ، وعمرو بن بكر السّكسكي ، والصّلت بن الحجّاج ، وأبو عاصم النبيل ، وسعيد بن سلام العطار ، وحفص بن عمر الرازي الإمام ، ومحمد بن الزبرقان ، وسفيان بن حبيب ، والخليل بن مرّة ، وعباد بن كثير الرّملي ، والمعافى بن عمران ، ومحمد بن عبد الله بن علاثة (٢) ، وعمر بن هارون البلخي ، وعبد الله بن الحارث المخزومي ، وأصبغ بن زيد الورّاق ، ومحمد الواقدي ، ومحمد بن القاسم الأسدي ، وأبو خالد الأحمر ، ومحمد بن عيسى السّعدي المجوز.

وقدم دمشق وحج منها مع مكحول.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ـ ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ (٣) ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا الحسن بن سهل ، نا أبو عاصم النبيل عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي أمامة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا رفع العشاء من بين يديه قال : «الحمد لله كثيرا طيّبا مباركا فيه غير مكفور (٤) ولا مودّع ولا مستغنى عنه» ، أخرجه البخاري عن أبي عاصم وعن أبي نعيم عن سفيان الثوري جميعا عن ثور [٢٧٦٢].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، حدّثنا أبو بكر الشافعي ،

__________________

(١) لمازة بكسر اللام وتخفيف الميم وبالزاي ، وزبّار بفتح الزاي وتثقيل الموحدة وآخره راء. (تقريب التهذيب).

(٢) ضبطت بضم المهملة وتخفيف اللام ثم مثلثة عن تقريب التهذيب.

(٣) حلية الأولياء ٦ / ٩٧ باختلاف السند.

(٤) الحلية : غير مكفى.

١٨٤

حدّثنا محمد بن يونس ، حدّثنا حفص بن عمر ، حدّثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن عمرو قال : أرواح الشهداء في طير كزرازير ترد أنهار الجنة حتى يردّها الله عزوجل في أجسادها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصّقر ، أنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن يوسف الأصبهاني الصّنعاني ـ بمكة ـ أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله النقوي (١) ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد الدّبري (٢) ، أنا عبد الرّزّاق بن همّام عن محمد بن راشد قال : خرجنا مع مكحول إلى مكة قال : فكان ثور بن يزيد يؤذّن له ، قال : فكان يأمره أن لا ينادي بالعشاء حتى تذهب الحمرة ، ويقول هو الشفق.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل الغلّابي ، حدّثنا أبي [عن] (٣) ابن معين قال : وثور بن يزيد رحبي صليبة.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي ، أنا أبو الحسن نعمة الله بن محمد المرندي (٤) ، حدّثنا أبو مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي ، حدّثنا محمد بن أحمد بن سليمان ، أنا سفيان ، حدّثني عمي أبو بكر الحسن بن سفيان ، حدّثنا محمد بن علي ابن عمّ روّاد ابن الجراح عن محمد بن إسحاق قال : سمعت أبا عمر الضرير يقول : ثور بن يزيد أبو خالد.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمد بن يوسف ، أنا أحمد بن محمد بن عمر ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثنا محمد بن سعد قال (٥) :

__________________

(١) إعجامها غير واضح بالأصل ، والصواب ما أثبت ، وهذه النسبة إلى نقو قال السمعاني : وظني أنها قرية من قرى صنعاء اليمن.

ذكره وترجم له ، وانظر ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ١٤١.

(٢) بالأصل «الديري» والصواب «الديري» بالباء الموحدة ، وهذه النسبة إلى الدبر وهي قرية من قرى صنعاء اليمن (الأنساب) ذكره السمعاني وترجم له.

(٣) زيادة لازمة.

(٤) المرندي هذه النسبة إلى مرند بلدة من بلدان أذربيجان. (الأنساب).

(٥) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٦٧.

١٨٥

في الطبقة الرابعة من أهل الشام.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، حدّثنا محمد بن سعد قال : في الطبقة الخامسة منهم : ثور بن يزيد الكلاعي من أهل حمص ، ويكنى أبا خالد ، مات ببيت المقدس [سنة ثلاث] (١) وخمسين ومائة ـ زاد ابن الفهم : في خلافة أبي جعفر [وهو ابن بضع وستين سنة] (٢) وكان ثقة في الحديث ، ويقال : إنه [كان] (٣) قدريا ، وكان جد ثور بن يزيد قد شهد صفين مع معاوية وقتل يومئذ ، فكان ثور إذا ذكر عليا قال : لا أحب رجلا قتل جدي.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ، وحدّثني أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد ـ زاد أحمد : ومحمد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل قال (٤) : ثور بن يزيد بن خالد الكلاعي الشامي ، نسبه محمد بن إسحاق ، كناه لنا أبو عاصم ، سمع خالد بن معدان ، وراشد بن سعد. قال لي عمرو بن علي : مات سنة خمسين ومائة ، وقال لي إبراهيم بن موسى : سمعت عيسى بن يونس يقول : كان ثور من أثبتهم ، وقال يحيى بن بكير : مات سنة خمس وخمسين ومائة ببيت المقدس.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير إجازة ح ، وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد [أنا] علي بن الحسن ، أنا [أبو] عبد الله الكلابي ، أنا أحمد بن عمير قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول : في الطبقة الخامسة : ثور بن يزيد بن زياد أبو خالد الرّحبي حمصي.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا محمد بن عبد الله بن حمدون ، أنا أبو حاتم مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو خالد ثور بن يزيد الرّحبي سمع خالد بن معدان. روى عنه الثوري ويحيى بن سعيد.

__________________

(١) ما بين معكوفتين عن ابن سعد ومكانها بالأصل «وهو ابن بضع».

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن ابن سعد.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن ابن سعد.

(٤) التاريخ الكبير ١ / ٢ / ١٨١.

١٨٦

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن أبي الفضل جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم ، حدّثنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو خالد ثور بن يزيد شامي ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا القاضي أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد البابسيري ـ بواسط ـ أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلّابي قال : قال أبي : قلت ليحيى بن معين : أن ثور بن يزيد حدّث عن عطاء بن دينار فعرفه ، وقال : روى عنه سعيد بن أبي أيوب. قال أبي : وقلت ليحيى : كان ثور بن يزيد قد حدّث عن رجل يقال له عبد الرّحمن بن عائذ فقال : قد روى عنه الشاميون وهو معروف.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا الحسن بن علي التميمي ، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، حدّثنا سعد بن إبراهيم ، حدّثنا أبي عن محمد بن إسحاق ، حدّثني ثور بن يزيد الكلاعي وكان ثقة فذكر عنه حديثا.

أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد [نا عبد الله بن أحمد] (١) بن حنبل ، حدّثني أبي حدّثنا سعد (٢) بن إبراهيم ، حدّثنا أبي عن محمد بن إسحاق ، حدّثني ثور بن يزيد الكلاعي وكان ثقة بحديث ذكره.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص [بن] (٣) المفضّل ، حدّثنا أبي قال : وحدّثني أبو نضر مولى بني هاشم عن أبي أسامة أنه كان يحسن الثناء على ثور بن يزيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عديّ (٤) ، حدّثنا يوسف بن الحجّاج ، حدّثنا أبو زرعة الدمشقي قال : قلت

__________________

(١) زيادة لازمة ، وانظر تهذيب التهذيب ١ / ٣٤٥.

(٢) عن تهذيب التهذيب وبالأصل «سعيد».

(٣) مكانها بياض بالأصل.

(٤) الكامل في الضعفاء لابن عدي ٢ / ١٠٣ باختلاف.

١٨٧

لعبد الرّحمن بن إبراهيم من أثبت بحمص؟ قال : صفوان (١) وبحير (٢) وحريز وثور وأرطأة قلت : فأين ابن أبي مريم؟ قال : دونهم.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني ، أنا عبد العزيز الكتاني ، أنا محمد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون بن راشد ، حدّثنا أبو زرعة قال (٣) : قلت لعبد الرّحمن بن إبراهيم من الثبت بحمص؟ قال : صفوان وبحير وحريز (٤) وثور وأرطأة ، قلت : فابن أبي مريم؟ قال : دونهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمد بن هبة الله ، أنا محمد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب قال (٥) : سمعت أحمد بن صالح ـ وذكر رجال أهل الشام ـ فقال : الأوزاعي ، وذكر ابن جابر عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، وثور بن يزيد ثقة إلّا أنه كان يرى (٦) القدر ، وصفوان بن عمرو السكسكي ، وحريز (٧) بن عثمان الرّحبي ، وأبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغسّاني ، وعبد الله بن العلاء بن زبر ، وسعيد بن عبد العزيز التنوخي قال : وسألت عبد الرّحمن بن إبراهيم قلت : فثور بن يزيد؟ قال : ثور وحريز (٨) وأرطأة (٩) كلّ هؤلاء ثقة ، وكان ثور عند الناس أكبرهم ، قلت : كان أبو بكر بن أبي مريم يتخلّف عن هؤلاء؟ قال : نعم.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان عن أبي عبد الله محمد بن علي بن أحمد ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم بن محمّد ، أنا محمد بن داود بن عيسى ، حدّثنا أبو محمد عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش (١٠) ، حدّثنا أبو حفص قال : سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول : ما رأيت شاميا أوثق من ثور بن يزيد.

__________________

(١) صفوان بن عمر بن هرم السكسكي أبو عمرو الحمصي ترجمته في تهذيب التهذيب ٤ / ٤٢٩.

(٢) هو بحير بن سعد ، تقدم التعريف به.

(٣) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٩٨.

(٤) بالأصل «جرير» خطأ والصواب عن أبي زرعة.

(٥) المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٨٦.

(٦) عن المعرفة والتاريخ وبالأصل «يروي».

(٧) عن المعرفة والتاريخ ، وبالأصل : وجرير.

(٨) عن المعرفة والتاريخ ، وبالأصل : وجرير.

(٩) سقط من المعرفة والتاريخ.

(١٠) بالأصل بالحاء المهملة خطأ والصواب ما أثبت بالخاء المعجمة. ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٠٨.

١٨٨

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد [بن عدي ، ثنا أحمد] (١) بن عمير ، حدّثنا صالح بن أحمد قال : سمعت علي بن المديني يقول : سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول : ليس في نفسي عنه (٢) شيء أتتبّعه ـ يعني ثور بن يزيد.

قال : وأنا أبو أحمد قال (٣) : سمعت عبدان يقول : نا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد عن أبيه قال : قال يحيى بن سعيد : كنت عند ثور بن يزيد بمكة أكتب في ألواح إذ جاء سفيان بن حبيب فوقف عليّ فقال : من هذا؟ فسكتّ ، قال : فمسح ـ يعني عرقه ـ فوقع على الألواح فمحاها كلها ثم كتبت عنه بعده [عدة] (٤) أحاديث.

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم (٥) ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله ، حدّثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، حدّثنا الجوهري ـ يعني حاتم بن الليث ـ قال : قال إبراهيم بن موسى ـ هو الفراء الرازي ـ قال يحيى بن سعيد : كان قلبه بين عينيه ـ يعني ثور بن يزيد ـ.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله بن عمر ، أنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان ، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد قال : سمعت علي بن المديني يقول : وسمعت يحيى يقول : كان ثور عندي ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو بكر محمد بن المظفّر ، أنا أبو الحسن العتيقي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي حدّثني أبو عبد الله السلمي قال : قدم وكيع الشام فحدّثهم عن ثور فقالوا : لا نريد ثورا ، فقال وكيع : كان ثور صحيح الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ،

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، والزيادة لازمة قياسا إلى أسانيد مماثلة ، وانظر الخبر في الكامل في الضعفاء لابن عدي ٢ / ١٠٣.

(٢) ابن عدي : منه.

(٣) الكامل في الضعفاء ٢ / ١٠٢.

(٤) عن هامش الأصل ، وقد شطبت كلمة نميل إلى قراءتها «ذلك» وفي ابن عدي : «بعد ذلك أحاديث».

(٥) حلية الأولياء ٦ / ٩٣.

١٨٩

أنا أبو أحمد بن عديّ (١) ، نا موسى بن العباس ، حدّثنا العباس بن الوليد ، أخبرني يزيد بن خالد قال : سمعت وكيعا يقول : رأيت ثور بن يزيد وكان أعبد من رأيت.

قال : وحدّثنا أحمد بن عمير ، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب ، حدّثنا علي بن الحسن بن شقيق قال : سمعت ابن المبارك يقول : سألت سفيان الثوري عن الأخذ عن ثور بن يزيد قال : خذوا عنه.

وقال عمرو بن علي : ثور بن يزيد ، روى عنه الأكابر [من] (٢) أصحاب الحديث : الثوري وابن عيينة ويحيى بن سعيد.

قال : وحدّثنا الجنيدي ، حدّثنا البخاري ، حدّثني إبراهيم بن موسى قال : سمعت عيسى بن يونس يقول : كان ثور من أثبتهم.

قال : وحدّثنا محمد بن بشر القزاز ، حدّثنا أبو عمير ، حدّثنا كثير بن وليد عن عيسى بن يونس قال : قدمنا على ثور بن يزيد فإذا هو رجل جيد الحديث.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل بن الحكاك ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي ، أنا عبد الله بن أحمد ، حدّثنا محمد حدّثني إبراهيم بن موسى قال : سمعت عيسى بن يونس قال : كان ثور من أثبتهم.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون بن راشد ، أنا أبو زرعة (٣) ، حدّثنا معن بن الوليد بن هشام قال : قلت للوليد بن مسلم كان ثور بن يزيد يحفظ حديثه؟ قال : كان يحفظ حديث خالد بن معدان.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن السّقّا وأبو محمد عبد الرّحمن بن محمد بن أحمد بن بالويه قالا : أنا العباس (٤) بن محمد يقول : سمعت يحيى [يقول] ثور بن يزيد ثقة.

__________________

(١) الكامل في الضعفاء لابن عدي ٢ / ١٠٣.

(٢) زيادة عن ابن عدي ، وبالأصل : والأكابر وأصحاب.

(٣) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٦٠ وتهذيب ١ / ٣٤٥ باختصار.

(٤) بالأصل «أبو العباس» خطأ والصواب ما أثبت ، وهو العباس بن محمد الدوري ، انظر تهذيب التهذيب ١ / ٣٤٥.

١٩٠

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف أنا أبو أحمد بن عدي (١) ، حدّثنا أحمد بن عمير قال : سمعت ابن عوف يقو : ثور ثقة.

قال : وقال أبو أحمد (٢) : ثور بن يزيد الكلاعي الشامي الحمصي يكنى أبا خالد و [لثور بن يزيد غير] (٣) ما ذكرت أحاديث صالحة. وقد روى عنه الثوري ، وابن عيينة ، ويحيى القطان وغيرهم من الثقات ووثقوه. ولا أرى بحديثه بأسا إذا روى عنه ثقة أو صدوق ، وله جزء (٤) من المسند لعله يبلغ مائتي حديث أو أكثر ، ولم أر في أحاديثه أنكر من هذا [الذي] ذكرته وهو مستقيم الحديث صالح في الشاميين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله بن عمر ، أنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن إسحاق ، أنا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد قال : سمعت علي بن المديني يقول : حدّثنا سفيان قال : قلت للأحوص بن حكيم : إن ثورا حدّثنا عن خالد بن معدان ، فقال : أو يفعل؟ قال علي : كأنه غمز به ، قال علي : وثور عندي أكبر من الأحوص.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أخبرنا قاضي القضاة أبو بكر الشامي ، أنا أبو الحسن العتيقي ، حدّثنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن الدّخيل ، حدّثنا أبو جعفر العقيلي (٥) ، حدّثنا محمد بن إسماعيل ، حدّثنا الحسن بن علي ، حدّثنا الربيع بن نافع أبو توبة ، حدّثنا أصحابنا قالوا : لقي ثور الأوزاعي ، فمدّ ثور يده ، فأبى الأوزاعي أن يمدّ يده وقال : يا ثور إنه لو كانت الدنيا كانت المقاربة ، ولكنه (٦) الدين ، يقول : لأنه كان قدريا.

أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أبي الحسن الدّاراني ، أنا سهل بن بشر ، أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، حدّثنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلّاب المشغرائي ، حدّثنا العباس بن الوليد بن صبح ، حدّثنا أبو مسهر ، حدّثنا أبو مسلم الفزاري قال : [ما] (٧) سمعت الأوزاعي يقول في أحد من الناس إلّا في

__________________

(١) الكامل لابن عدي ٢ / ١٠٢.

(٢) الكامل لابن عدي ٢ / ١٠٢.

(٣) ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل ، والعبارة المستدركة عن الكامل لابن عدي ٢ / ١٠٤.

(٤) عن ابن عدي وبالأصل «خبر».

(٥) الضعفاء الكبير للعقيلي ١ / ١٧٩ والخبر في سير أعلام النبلاء ٦ / ٣٤٤ نقلا عن أبي توبة الحلبي.

(٦) عن العقيلي والسير ، وبالأصل «ولكن».

(٧) سقطت من الأصل وعلى هامشه «لعله : ما».

١٩١

ثور بن يزيد ومحمد بن إسحاق قال : وقلت له يا أبا عمرو حدّثنا ثور بن يزيد ، قال : فغضب عليّ غضبة ما رأيت مثلها ، ثم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ستة لعنتهم فلعنهم الله وكلّ نبيّ يجاب : الزائد في كتاب الله ، والمكذّب بقدر الله» [٢٧٦٣]. ثور بن يزيد أحدهم ، تأخذ دينك عنه ؛ وأما محمد بن إسحاق فكان يرى الاعتزال. قال فجئت إلى كتابي الذي سمعته من ثور ومحمد بن إسحاق فألقيته في التّنّور.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا إسماعيل بن مسعدة ، أخبرنا حمزة بن يوسف ، أخبرنا أبو أحمد بن عديّ (١) ، حدّثنا أحمد بن عمير ، حدّثنا أبو عمير ، أخبرنا الوليد بن مسلم قال : قلت للأوزاعي : حدّثنا ثور بن يزيد ، قال : فقال لي : فعلها (٢)؟.

[أخبرنا] أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان وأبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم قالا : أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن المؤدب ، أنا علي بن موسى ـ إجازة ـ حدّثنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر ، أخبرنا أبو الحسن بن جوصاء ، حدّثنا أبو هبيرة محمد بن الوليد قال : سمعت أبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني يقول : حدّثني سلمة بن العيّار قال : كان الأوزاعي يسيء القول في ثلاثة : في ثور بن يزيد ، ومحمد بن إسحاق ، وزرعة بن إبراهيم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أخبرنا قاضي القضاة أبو بكر محمد بن المظفّر ، أنا أحمد بن محمد بن المظفّر ، أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي ، أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن يوسف الصّيدلاني ، حدّثنا أبو جعفر العقيلي (٣) ، حدّثنا محمد بن إسماعيل ، حدّثنا الحسن بن علي قال : سمعت يزيد بن هارون يقول : كان ثور بن يزيد قدريا.

قال : وأخبرنا أبو جعفر (٤) ، حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : سمعت أبي يقول : ثور بن يزيد الكلاعي كان يرمى (٥) بالقدر ، وكان أهل حمص نفوه وأخرجوه منها لأنه كان يرى القدر وليس به بأس. [حدّثنا عنه يحيى بن سعيد ، والوليد بن مسلم] (٦).

__________________

(١) الكامل في الضعفاء ٢ / ١٠٢.

(٢) بالأصل «فعلتها» والمثبت عن ابن عدي.

(٣) كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي ١ / ١٧٨.

(٤) كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي ١ / ١٧٨.

(٥) كذا بالأصل ، وعند العقيلي : يرى القدر.

(٦) ما بين معكوفتين لم يرد في الضعفاء الكبير للعقيلي.

١٩٢

أخبرنا أبو الوفاء أحمد بن إبراهيم بن عبد الواحد بن أبي ذرّ الصّالحاني الأصبهاني ـ ببغداد ـ أخبرنا أبو الخير محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله ـ يعرف ثورا ـ والدي أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله.

نا سليمان بن أحمد الطّبراني ، نا يحيى بن عثمان بن صالح المصري ، نا نعيم بن حمّاد المروزي قال : قال عبد الله بن المبارك :

أيها الطالب علما

ائت حمّاد بن زيد

فاطلبنّ العلم منه

ثم قيّده بقيد

لا كثور وكجهم

وكعمرو بن عبيد (١)

قال الطّبراني : ثور بن يزيد الشامي كان قدريا ، وجهم بن صفوان صاحب الجهمية ، وعمرو بن عبيد كان معتزليا.

أنبأنا أبو على الحداد ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، حدّثنا أبو نعيم [حدّثنا] سليمان بن أحمد ، حدّثنا أبو زرعة ، حدثنا علي بن عياش عن إسماعيل بن عياش قال : قال لنا عطاء الخراساني : لا تجالسوا ثور بن يزيد ـ يعني إنه كان قدريّا.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني ، حدثنا عبد العزيز الكتاني ، أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون بن راشد ، حدثنا أبو زرعة (٢) حدّثني علي بن عياش قال : قال لي عطاء الخراساني : لا تجالس ثورا.

أنبأنا أبو سعد (٣) محمد بن محمد المطرّز وأبو علي الحسن بن أحمد ، وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله البرجي ، ثم أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد محمد الحلواني ـ بمرو ، قراءة ـ أنا أبو على الحداد قالوا : أنا أبو نعيم ، حدثنا إبراهيم بن عبيد الله ، حدثنا محمد بن هارون الثقفي ، حدثنا الجوهري ، حدثنا عبيد الله بن موسى قال : قال سفيان الثوري : اتقوا لا ينطحنكم ثور بقرنه. قال : وكان يرى رأي القدر يعني ثور بن يزيد (٤).

__________________

(١) الأبيات الثلاثة في تهذيب التهذيب ١ / ٣٤٥.

(٢) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٥٩.

(٣) بالأصل «أبو سعيد» خطأ ، والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٥٤.

(٤) الخبر في حلية الأولياء ٦ / ٩٣ باختلاف.

١٩٣

قرأنا على أبي عبد الله بن البنّا عن أبي تمام الواسطي ، أنا أحمد بن عبيد ، أنا محمد بن الحسين ، حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال : سمعت يحيى بن معين يقول : كان مكحول قدريا ثم رجع ، وثور بن يزيد أيضا قدريّ.

أخبرنا أبو محمد [بن] الأكفاني شفاها [أخبرنا] عبد العزيز [بن أحمد] لفظا ، أخبرنا عبد الوهاب بن جعفر ، أخبرنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد المؤدب ، أنا أبو بكر القاسم بن عيسى العصّار ، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب السعدي قال : وثور بن يزيد يعني يتّهم بالقدر ، سئل عنه الثوري فقال : خذوا عنه واتّقوا قرنيه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أخبرنا أبو بكر الشامي ، أخبرنا أبو الحسن العتيقي ، أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد الصّيدلاني ، حدثنا أبو جعفر العقيلي (١) ، حدثنا عبيد الله بن أحمد الكتاني (٢) الهمداني ، حدثنا سليمان [بن معبد] (٣) قال : سمعت عبد الرّزّاق يقول (٤) [سمعت (٥) سفيان سئل عن ثور بن يزيد ، فقال : خذوا عنه واحذروا قرنيه ، ثم أخذ الثوري بيد ثور فأدخله حانوتا وأغلق عليه الباب ثم خلا به. قال الثوري بعد ذلك لرجل قد رأى عليه صوف : ارم بهذا عنك ، فإنه بدعة. فقال له الرجل : ودخولك مع ثور الحانوت وإغلاقك عليك وعليه الباب بدعة.

حدثنا محمد بن عيسى قال : حدثنا عمر بن شبة ، قال : سمعت أبا عاصم يقول : قال ابن أبي داود : قد جاءكم ثور ، يقول : اتقوا لا ينطحكم بقرنيه]. ابن (٦) وداعة وجماعة كانوا يجلسون يسبّون علي بن أبي طالب ، وكان ثور بن يزيد لا يسبّ عليا وإذا لم يسب جرّوا برجله.

أخبرنا أبو محمد [بن] الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز الكتاني ، أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون بن راشد ، حدّثنا [أبو] زرعة (٧) [قال : حدّثني] (٨) علي بن عياش

__________________

(١) كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي ١ / ١٧٩ ـ ١٨٠.

(٢) في العقيلي : الكسائي الهمذاني.

(٣) بياض بالأصل والمستدرك بين معكوفتين عن العقيلي.

(٤) بعد : «يقول» بياض في المخطوط نتيجة خرم ، قدره ورقتان.

(٥) ما بين معكوفتين ، من هنا ، استكملنا تتمة الخبر عن كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي ١ / ١٨٠.

(٦) كذا وقع الخبر مبتورا بعد صفحتين بياض.

(٧) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٥٩.

(٨) ما بين معكوفتين زيادة عن أبي زرعة.

١٩٤

قال : سمعت إسماعيل بن عياش يقول : نفا (١) أسد بن وداعة ثور بن يزيد [من حمص] (٢).

أنبأنا أبو طالب الحسن بن محمد الزينبي ، أنا أبو القاسم علي بن المحسّن ، أنا أبو الحسين بن المظفّر ، أنبأنا بكر بن أحمد بن حفص ، حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، حدّثني إسماعيل بن أبان ، حدّثنا أبو مسهر ، حدّثنا عبد الله بن سالم قال : أدركت أهل حمص وقد أخرجوا ثور بن يزيد وأحرقوا داره لكلامه في القدر. قال : وحدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال : وحدّثني إسماعيل ، حدّثنا خطاب بن عثمان قال : سمعت سماك بن الحكم يقول : رأيت ثور بن يزيد يصلّي ويقبّل موضع سجوده.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أخبرنا أبو بكر الشامي ، أخبرنا أبو الحسن العتيقي ، أخبرنا يوسف بن أحمد بن يوسف ، حدّثنا أبو جعفر العقيلي (٣) ، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يذكر عن يحيى بن القطان قال : [كان] ثور إذا حدّثني بحديث عن رجل لا أعرفه ، قلت : أنت أكبر أم هذا؟ فإذا قال : هو أكبر مني كتبته ، وإذا قال هو أصغر مني لم أكتبه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أخبرنا أبو الفضل بن الحسن بن خيرون ، أخبرنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ، حدّثنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا هاشم بن محمد قال : قال الهيثم بن عديّ مات ثور بن يزيد الأرحبي سنة خمسين ومائة.

أنبأنا أبو طالب الزينبي ، أنا أبو القاسم التّنوخي ، أنا أبو الحسين بن المظفّر ، أنا أبو محمد بكر بن أحمد بن جعفر ، حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال : أبو خالد ثور بن يزيد الرّحبي ، بلغني أن ثور بن يزيد توفي سنة اثنتين (٤) وخمسين ومائة ، ويقال سنة خمسين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور قالا : أنا أبو طاهر أحمد بن

__________________

(١) كذا وفي أبي زرعة : أنفر.

(٢) ما بين معكوفتين زيادة عن أبي زرعة ، ومكانها بالأصل «مرض».

(٣) كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي ١ / ١٧٩.

(٤) بالأصل «اثنين».

١٩٥

الحسن ـ زاد الأنماطي : وأبو الفضل بن خيرون قالا ـ : أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد ، أنا أبو الحسين الأصبهاني ، أخبرنا أبو حفص الأهوازي ، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال : وثور بن يزيد الكلاعي من أهل حمص يكنى أبا خالد مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أخبرنا أحمد بن إسحاق النّهاوندي ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى بن زكريا ، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (١) : وثور بن يزيد يعني مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، أخبرنا يوسف بن رباح بن علي ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل ، حدّثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد ، حدّثنا معاوية بن صالح قال : ثور بن يزيد سنة ثلاث وخمسين ومائة ـ يعني ـ مات.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو القاسم بن البسري ، أخبرنا أبو طاهر المخلّص ـ إجازة ـ حدّثنا عبيد الله بن عبد الرّحمن بن محمد ، أخبرنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة ، أخبرني أبي ، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلّام قال : سنة ثلاث وخمسين ومائة فيها مات ثور بن يزيد الكلاعي بالشام.

قرأت على أبي محمد السلمي عن [أبي] محمد التميمي ، أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر ، أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال : وفيها يعني سنة ثلاث وخمسين ومائة مات ثور بن يزيد.

قرأت [على] أبي (٢) القاسم إسماعيل بن أحمد ، أخبرنا إسماعيل بن مسعدة ، أخبرنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عديّ (٣) [ثنا] (٤) الجنيدي ، حدّثنا البخاري قال : قال يحيى بن بكير مات ثور بن يزيد سنة خمس وخمسين ومائة.

أنبأنا أبو محمد [بن] الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، أخبرنا محمد بن

__________________

(١) تاريخ خليفة بن خياط ص ٤٢٧ وذكره : ثور بن زيد».

(٢) بالأصل : «قرأت أبو» كذا ، ولعل الصواب أيضا : «أخبرنا أبو القاسم» ولعل الصواب أيضا ما أثبتناه.

(٣) الكامل في الضعفاء لابن عدي ٢ / ١٠٣.

(٤) الزيادة عن ابن عدي.

١٩٦

عبيد الله بن أبي عمر وأخبرنا أبو عبد الله بن مروان ، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن محمد القرشي ، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن ، حدّثنا علي بن عبد الله التّميمي قال : ثور بن يزيد أبو خالد مات ببيت المقدس سنة خمس وخمسين ومائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أخبرنا محمد بن طاهر المقدسي ، أخبرنا مسعود بن ناصر السّجزي ، أخبرنا عبد الملك بن الحسن ، أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين الكلاباذي قال : ثور بن يزيد أبو خالد الكلاعي الشامي حمصي سمع خالد بن معدان روى عنه الثوري ، وعيسى بن يونس ، والوليد بن مسلم ، ويحيى بن حمزة ، وأبو عاصم النبيل في الأطعمة والجهاد مواضع ، مات ببيت المقدس سنة خمس وخمسين ومائة ، ويقال سنة خمس (١) وخمسين ومائة. قال الذّهلي : قال يحيى بن بكير : مات ببيت المقدس سنة خمس وخمسين ومائة. وقال أبو عيسى : مات سنة خمسين ومائة. وقال ابن سعد : مات سنة ثلاث وخمسين ومائة ، وهو ابن بضع وستين سنة.

__________________

(١) كذا.

١٩٧

[حرف الجيم] (١)

ذكر من اسمه جابر

١٠٥٩ ـ جابر بن جبير المذحجي التميمي

قيل إنه كان أميرا على رؤساء أهل اليمن الذين خرجوا من دمشق مع مسلمة بن عبد الملك [غازيا نحو] (٢) القسطنطينية ذكر ذلك عن عبد الله بن سعيد بن قيس الهمداني وقد تقدم ذلك بإسناده في ترجمة أصبغ بن الأشعث الكندي (٣).

١٠٦٠ ـ جابر بن رألان الطائي السنبسي

أحد الأعراب حكى عن أعرابيين سمعهما بالغوطة.

حكى عنه عبد الملك بن قريب الأصمعي.

أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر ، أنا الإمام أبو زكريا يحيى بن علي بن محمد بن الحسن التبريزي ، حدّثنا أبو القاسم علي بن عبيد الله الرّقّي ، حدّثني الرئيس أبو الحسن علي بن أحمد البني ، حدّثنا أبو محمد عبد الله بن صالح بن مرشد الكاتب ، حدّثنا محمد بن الحسن بن دريد ، حدّثنا عبد الرّحمن عن عمه ، حدّثني جابر بن رألان السنبسي قال : كنت بوادي الغوطة إذا وقف علينا أعرابيان بدويان يسألان : فأما أحدهما ، فما علمنا شيئا من ( ) (٤) لاستغلاق كلامه. وأما الآخر فوصل كلامه إلى كل قلب. فقال الأول : بدو شأني والذي أعجبني فيما سألتكم أن الغيث قرب منا ، ثم ذكر

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل.

(٢) ما بين معكوفتين بياض بالأصل ولعل ما استدركناه الصواب ، ومكان العبارة : عبد الملك والقسطنطينة.

(٣) الذي ورد في ترجمة أصبغ بن الأشعث : جابر بن قيس المذحجي.

(٤) لفظتان غير مقروءتين.

١٩٨

قال : فالسحاب وسط الريان ، ( ) (١) وارتجس ريقه واتصلت صواعقه ولاحت بوارقه ، وتوالت علينا سنون خداعه (٢) مناعة طالت الجدب ومنعت الخصب فهلموا بشيء يسهل العسير ، ويجبر الكسير قولا قوله هلموا بشيء ما درينا غرضه.

وأما الثاني فكأنه قال : يا مسلمين رحم الله من سمع كلامي وقدم لنفسه معادا من مقامي ، إن الحياز أجر من كلامكم والفقر داع إلى أخياركم ، ولا اختيار مع الاضطرار. والدعاء أحد الصدقتين ، فرحم الله امرأ حاد بمير أو دعا بخير. فقلت : يا أعرابي ما أفصحك ، فمن أي قبيل أنت؟ قال : اللهم اغفر ، سوء الاكتساب يمنع من الانتساب.

١٠٦١ ـ جابر بن سمرة بن جنادة بن جندب

أبو خالد ، ويقال : أبو عبد الله السّوائي (٣)

صحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وروى عنه أحاديث ، وعن عمر بن الخطاب ، وسعد بن أبي وقاص ، وأبي أيوب الأنصاري ، وشهد خطبة عمر بالجابية وسكن الكوفة.

روى عنه : الشعبي ، وعبد الملك بن عمير ، وتميم بن طرفة ، وعبد الله بن القبطية ، وسماك [بن حرب] (٤) ، وأبو خالد الوالبي.

أخبرنا أبو القاسم هبة بن محمد وأبو غالب بن البنّا وأبو نصر بن رضوان وأبو علي بن السبط قالوا : أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو بكر بن مالك ، حدّثنا بشر بن موسى الأسدي ، حدّثنا خلف بن الوليد ، حدّثنا إسرائيل ـ وهو ابن يونس ـ عن سماك قال : سمعت جابر بن سمرة يقول : صلى بنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلاة الفجر فجعل يهوي بيده بين يديه وهو في الصلاة ، فسأله القوم حين انصرف فقال : «إنّ الشيطان جاءني يلقي عليّ شرر

__________________

(١) لفظتان غير مقروءتين.

(٢) بياض بالأصل.

(٣) سمرة بفتح السين المهملة وضم الميم ، وجنادة : بضم الجيم وبعدها نون ، والسوائي : بضم السين (الضبط بالنص عن الوافي).

والسوائي نسبة إلى سواءة بن عامر بن صعصعة.

وترجمته في الاستيعاب ١ / ٢٢٤ هامش الإصابة ، أسد الغابة ١ / ٣٠٤ والإصابة ١ / ٢١٢ والوافي بالوفيات ١٠ / ٢٧ وسير الأعلام ٣ / ١٨٦ وانظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٤) بياض بالأصل ، والمستدرك بين معكوفتين عن أسد الغابة والوافي بالوفيات.

١٩٩

النار ليفتنني فتناولته ، فلو أخذته ما انفلت مني حتى يناط بسارية من سواري المسجد ينظر إليه ولدان أهل المدينة» [٢٧٦٤].

قال : وحدّثنا بشر بن موسى الأسدي ، حدّثنا خلف بن الوليد عن إسرائيل عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة يقول : مات رجل على عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأتاه رجل ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لم يمت» ، فأتاه الثانية فقال مثل ذلك ، ثم أتاه الثالثة فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كيف مات»؟ [قال :] نحر نفسه [بمشقص] (١) من عنده ، فلم يصلّ عليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وبه قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلّي نحوا من صلاتكم ، ولكنه كان يخفف الصلاة ، كان يقرأ في صلاة الفجر بالواقعة ونحوها من السّور.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد ، حدّثنا أبو محمد الخلّال ـ املاء ـ حدّثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي ، حدّثنا الفضل بن الحبّاب (٢) ـ بالبصرة ـ حدّثنا أبو الوليد الطّيالسي ، حدّثنا زياد بن خيثمة ، حدّثنا سماك بن حرب عن جابر بن سمرة : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقرأ في الصبح بقاف والقرآن المجيد ، ورأيت صلاته بعد تخفيفا [٢٧٦٥].

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصّيرفي ، أخبرنا منصور بن الحسين وأحمد بن محمود قالا : أنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثني أبو حاتم أحمد بن الحسن بن هارون الرازي ـ بأصبهان ـ حدّثنا أحمد بن محمد بن أوس ، حدّثنا عبد الحميد بن عصام الجرجاني ، حدّثنا أبو داود ، حدّثنا شعبة عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال : خطبنا عمر بالجابية فذكر نحو حديث جرير بن حازم عن عبد الملك لم يزد على هذا.

أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن بن البنّا ، أنا أبو سعد المظفّر بن الحسن بن السبط ، حدّثنا جدي الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن لال ، حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن أوس المقرئ ، حدّثنا عبد الحميد بن عصام ، حدّثنا أبو داود الطيالسي ، أخبرنا شعبة عن عبد الملك بن عمير قال : سمعت جابر بن سمرة قال : خطبنا عمر بالجابية فقال :

__________________

(١) بياض بالأصل ، والمستدرك بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور ٥ / ٣٥٥.

(٢) بالأصل «الجياب» والصواب ما أثبت ، وانظر ترجمته في سير الأعلام ١٤ / ٧.

٢٠٠