تاريخ مدينة دمشق - ج ١١

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١١

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٢٠
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

فليبدأ أمير القوم ، أو صاحب الطعام ، أو خير القوم» [٢٧٣٨]. ثم أخذ بيد أبي عبيدة ، قال :فكانوا يرون أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان صائما.

أنبأنا أبو سعد المطرّز وأبو علي الحداد قالا : أنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا بكر بن سهل ، حدّثنا عبد الله بن يوسف التّنّيسي ، حدّثنا كلثوم بن زياد ، عن سليمان بن حبيب المحاربي قال : خرجت غازيا فلمّا مررت بحمص خرجت إلى السوق لأشتري ما لا غناء للمسافر عنه ، فلما نظرت إلى باب المسجد قلت : لو أني دخلت فركعت ركعتين فلما دخلت نظرت إلى ثابت بن معبد وابن أبي زكريا ومكحول في (١) نفر من أهل دمشق فلما رأيتهم أتيتهم فجلست إليهم فتحدثوا شيئا ثم قالوا : إنا نريد أبا أمامة الباهلي ، فقاموا وقمت معهم فدخلنا عليه ، فإذا شيخ قد رقّ وكبر ، فإذا عقله ومنطقه أفضل مما ترى من منظره ، فكان أول ما حدّثنا أن قال : إن مجلسكم هذا من بلاغ الله إياكم وحجته عليكم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد بلغ ما أرسل به وأن أصحابه قد بلّغوا ما سمعوا. فتبلّغوا (٢) ما تسمعون : كلهم ضامن على الله عزوجل ؛ رجل خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله حتى يدخل الجنة أو يرجمه بما نال من أجر أو غنيمة ورجل دخل بيته بسلام ، وذكر الثالث.

أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا ، أنا الفضيل بن يحيى ، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمد بن عقيل بن الأزهر ، حدّثنا عيسى بن أحمد ، حدّثنا بشر ، أنا سعيد ، حدّثني ثابت بن معبد قال : قال موسى عليه‌السلام : ربّ أي الناس أتقى؟ قال : الذي يذكر ولا ينسى ، قال : ربّ أي الناس أغنى؟ قال : الذي يقنع بما يؤتى ، قال : ربّ أي الناس أعلم؟ قال : الذي يأخذ من علم الناس إلى علمه ، قال : ربّ أي الناس أحكم؟ قال : الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه. قال : ربّ أي الناس أعزّ؟ قال : الذي يغفر بعد ما يقدر.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أخبرنا أحمد بن مروان ، حدّثنا إبراهيم بن نصر النّهاوندي ، حدّثنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن الأوزاعي عن ثابت بن معبد قال : ثلاثة أعين لا تمسّها النار : عين حرست

__________________

(١) بالأصل «بن».

(٢) عن مختصر ابن منظور ٥ / ٣٤٠.

١٤١

في سبيل الله ، وعين سهرت بكتاب الله ، وعين بكت في سواد الليل من خشية الله عزوجل.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ـ قراءة ـ أخبرنا أبو محمد ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ـ لفظا ـ أنا تمام بن محمد ، أنا جعفر بن محمد بن جعفر ، حدّثنا أبو زرعة قال في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام عطية بن معبد وأخوه ثابت بن معبد محاربيان.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري وأبو الفضل بن خيرون ومحمد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أخبرنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد ابن خيرون : ومحمد بن الحسن الأصبهاني قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل قال (١) : ثابت بن معبد روى عنه الأوزاعي ، منقطع.

وقال هشام بن عمّار ، حدّثنا فضل ، حدّثني الأوزاعي ، حدّثني ثابت بن معبد قال : قال لي جابر ـ رجل من محارب ـ هل راعك ما راعني؟ قلت : وما راعك؟ ـ يعني ـ قال : لقد أتى عليّ حديث ، ولو أتى آت فقال لي : يا جابر هل في قومك امرؤ سوء ، وهذا أتاني آت فقال : هل [في] قومك رجل صالح؟ لقلت : أتذكر هل فيهم امرؤ صالح.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز الكتاني ، أنا علي بن محمد بن طوق الطّبراني ، حدّثنا عبد الجبار بن محمد بن مهنى الخولاني (٢) ، حدّثنا أحمد بن سليمان ، حدّثنا يزيد بن محمد ، حدّثنا أبو مسهر ، حدّثنا هقل (٣) بن زياد ، حدّثني الأوزاعي ، حدّثني ثابت بن معبد المحاربي قال : قال جابر ـ رجل من محارب ـ يا ثابت هل أراعك ما أراعني؟ قلت : وما أراعك؟ قال : فردّه عليّ ثلاث مرات ، فقال : لقد أتى عليّ حديث ، ولو أن أتيا أتاني فقال : يا جابر هل في قومك امرؤ سوء؟ لقمت أتذكر هل فيهم (٤) امرؤ صالح؟

قال أبو (٥) علي : وثابت وعطية ابنا معبد المحاربيان من ساكني داريا روى عنهما

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ١ / ٢ / ١٦٩.

(٢) تاريخ داريا ص ١٠٣.

(٣) بالأصل «عقل» والمثبت عن ........

(٤) ثمة سقط في العبارة شوش المعنى ، وتمام عبارة الخولاني في تاريخ داريا : هل فيهم امرؤ سوء؟ وهذا أنا لو أتاني آت فقال : يا جابر هل في قومك امرؤ صالح لقمت أتذكر : هل فيهم امرؤ صالح.

(٥) كذا بالأصل ، ولعل الصواب «علي» يعني علي بن محمد بن طوق الطبراني شيخ الخولاني.

١٤٢

الأوزاعي وذكرهم (١) عبد الرّحمن بن إبراهيم في التابعين.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبا رشأ بن نظيف ـ قراءة ـ أنا أبو محمد عبد الرّحمن بن عمر بن محمد بن سعيد بن النحاس ـ بمصر ـ قال : قرئ على أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن فراس ـ بمكة ـ أنا علي بن عبد العزيز البغوي ، حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلّام ، حدّثني أبو مسهر الدمشقي عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن ثابت بن معبد المحاربي قال : وكان من كبار أهل الشام وولي هو وأخوه الساحل أربعين سنة.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم عن أبي القاسم السّميساطي أنا أبي أبو عبد الله محمد بن يحيى ، أنا أحمد بن سليمان بن زبّان ، حدّثنا هشام بن عمّار حدّثنا صدقة ، أنا ابن جابر قال : استعار (٢) رجل من القاسم بن مخيمرة نبلا يعترض لها فقال : لو أردت مني سهما ما أعطيتك قال : وكان القاسم بن مخيمرة يغزو الساحل متطوعا فلا يرجع إلّا بإذن إمام جماعة الساحل ثابت أو عطية بن معبد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب قال : وفيها يعني سنة اثنتين ومائة قدم ثابت بن معبد على البحر والمهاجر بن بشير بن الضّحّاك على أهل مصر ، فخرجوا في ذي الحجة. فكان في نسخة ابن بشر والله أعلم.

١٠٣٣ ـ ثابت بن نعيم الجذامي (٣)

من أهل فلسطين وكان رأسا في أهل اليمن وغزا المغرب في أيام هشام بن عبد الملك مع حنظلة بن صفوان الكلبي ، فأفسد عليه الجند ، فشكاه حنظلة إلى هشام ، فكتب إليه يأمره بتوجيهه إليه فوجهه إليه ، فحبسه هشام حتى قدم مروان بن محمد على هشام فاستوهبه منه ، فوهبه له فأشخصه معه إلى أرمينية فولّاه وحباه ، فكفر إحسانه وعصاه في بعض أمره إذ كان يلي أرمينية ، فاعتقله مروان ثم منّ عليه وأطلقه ، وشهد بدمشق البيعة

__________________

(١) كذا ، وفي تاريخ داريا «وذكرهما».

(٢) مطموسة بالأصل ، ولعل الصواب ما أثبت.

(٣) بالأصل «الجزامي» بالزاي ، والصواب ما أثبت ، وهذه النسبة بضم الجيم وفتح الذال إلى جذام قبيلة من اليمن نزلت الشام. (انظر الأنساب).

١٤٣

لمروان بن محمد بالخلافة ، وولّاه مروان فلسطين ، ثم أن ثابتا كاتب اليمانية وراسلهم حتى خلعوا مروان ، ثم بعث مروان عسكرا إلى فلسطين فهزم ثابت وأسر جماعة من ولده ثم تلطّف له عامل مروان على فلسطين فأخذه وبعث به إلى مروان إلى دمشق فقتله وقتل بنيه بدمشق.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وغيره قالوا : أنا أبو محمد عبد العزيز بن أبي طاهر ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أبو عبد الملك حدّثنا محمد بن عائذ ، أخبرني الوليد بن مسلم قال : فقلت للشيخ القنّسريني : فمن كان على مقدمته وميمنته وميسرته وساقته يعني مروان حين غزا خزر في غزوة السائحة (١) فقال : كان على مقدمته فلان فنسيته وعلى ميمنته عبد الملك بن مروان ابنه ، وعلى ميسرته الصّقر بن صفوان الحمصي وعلى ساقيته ثابت بن نعيم الجذامي ، وهذه الغزوة كانت في أيام هشام بن عبد الملك. وولاه مروان بن محمد على الجزيرة وأرمينية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن اللّالكائي ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : قال ابن بكر : قال الليث بن سعد وفيها يعني سنة سبع وعشرين ومائة خلع ثابت بن نعيم أمير المؤمنين فيمن تبعه من أهل فلسطين فقاتله أهل الأردن فقدم إلى الهامة (٢) فقاتل زبّان بن عبد العزيز فهزمه فهرب قال : وفيها يعني سنة ثمان وعشرين ومائة أخذ ثابت بن نعيم وبنوه فقتلوا.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، أخبرنا موسى بن زكريا [عن خليفة] (٣) بن خيّاط قال (٤) : وفيها يعني سنة سبع وعشرين ومائة خلع ثابت بن نعيم وقال : أنا الأصفر القحطاني ـ ثم وجه مروان الوليد بن معاوية إلى ثابت بن نعيم وهو بالطبربة ، فحاصر أهلها فانهزم ثابت وقتل من أصحابه مقتله عظيمة [وهرب ثابت فأتى فلسطين مستخفيا] (٥) وأتبعه مروان عمرو بن

__________________

(١) وكان ذلك في سنة ١١٩ كما في تاريخ خليفة.

(٢) الهامة : موضع بتيه مصر ، وهي كورة واسعة فيها جبل ألاق (ياقوت)

(٣) زيادة للإيضاح.

(٤) تاريخ خليفة بن خياط ص ٣٧٤.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن تاريخ خليفة.

١٤٤

الوضاح وأبا الورد ، فعلم بمكانه فأخذ ، فبعث به إلى مروان بدمشق فقطع يديه (١) ورجليه.

أنبأنا أبو القاسم العلوي وأبو الوحش المقرئ عن أبي الحسن رشأ بن نظيف ، أنا أبو شعيب المكتب وأبو محمد عبد الله بن عبد الرّحمن قالا : أنا الحسن بن رشيق ، أنا أبو بشر الدولابي ، حدّثني روح بن الفرج ، حدّثنا ابن بكير حدّثني الليث قال : وفيها يعني سنة ثمان وعشرين ومائة أخذ ثابت بن نعيم وبنوه فقتلوا ، وقال بعض شعراء قيس ، وقيل : إنه ابن ميّادة :

ما للجذامي الذي أخذ رأسه

ولحيته ثم ابتغى ملكنا غرر

حذار كأن يلقاه يوما بموطن

فوارس يرديها أبو الورد والصقر

فوارس صدق لا يبالون من نوى

يجرون أرماحا عواملها سمر

هم تركوا ما بين تدمر (٢) والقفا

قفا الشام أحوارا منازلها صفر

وكوتر المهدي بمصر حياؤه

وأرماحه حتى أناخت له مصر

فما لك بالشام المقدس منزل

ولا لك في نجد ذراع ولا شبر

وما لك بين الأخشبين معرّس

بمكة إلّا حيث يرتقب الوتر

وعند الفزاري والعراقي عارض

كأن عيون القمر في بيضة الجمر

وإنّ لقيس كل يوم كريهة

وقائع مسرور بها الذئب والنسر

قرأت ذلك بخط عبد الله بن سعد القطربلي مما حكاه عن أبي الحسن المدائني ، وأبو الورد هو ابن الذهيلي بن زفر ، والفزاري : يزيد بن عمر بن هبيرة.

١٠٣٤ ـ ثابت بن هشام الكلبي المكي المرّي

أحد من كان مع يزيد بن أبي سفيان ليلة غلب على دمشق ، له ذكر :

١٠٣٥ ـ ثابت بن يحيى بن إسار

أبو عبّاد الرّازي (٣)

كاتب المأمون ، وكان يصحبه في سفره وحضره ، وأراه قدم معه دمشق ، وكان من الكفاة.

__________________

(١) عن تاريخ خليفة وبالأصل «يده».

(٢) تدمر مدينة قديمة مشهورة في برية الشام ، بينها وبين حلب خمسة أيام (ياقوت).

(٣) الوافي بالوفيات ١٠ / ٤٧٢ سير أعلام النبلاء ١٠ / ١٩٩ وفيهما «يسار» بدل «إسار» والطبري ٨ / ٦٦٠.

١٤٥

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش المقرئ عنه ، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن محمد بن سيبخت البغدادي ، حدّثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي ، حدّثنا عون بن محمد حدّثني أبي قال : سمعت أبا عباد وذكر المأمون فقال : كان والله أحد ملوك الأرض الذي يجب له هذا الاسم بالحقيقة ، ثم أنشأ يحدث قال : كان يلزم بابي رجل لا أعرفه فلما طالت ملازمته قلت له : بسوء لقائي : يا هذا ما لزومك بابي قال : طالب حاجة ، قلت وما هي؟ قال : توصلني إلى أمير المؤمنين ، أو توصل لي رقعة. قلت : ما يمكنني ما تريد في أمرك. فانصرف ولم يردّ عليّ شيئا ؛ وجعل يلزم الباب فما يفارقه ، فإذا انصرفت فرآني نشيطا تصدّى لي ، فأراني وجهه فقط ، فإن رآني بغير تلك الحال كمن ناحية فما زالت تلك حاله صابرا علينا حتى رفقت عليه. فقلت له يوما ، وقد انصرفت من الدار : مكانك ، فأقام ، فقلت للغلام : أدخل هذا الرجل ، فأدخله ، فقلت : يا هذا إني أرى لك مطالبة جميلة ، فأظن أنك ترجع إلى محتد كريم ، وأدب بارع ، قال : أما المحتد فرجل من الأعاجم ، وأما الأدب فأرجو أن تجده إن طلبته. قلت : إنّ عندي منه علما ، قال : وما هو أدام الله عزك؟ قلت : صبرك على المطالبة الجميلة ، قال : ذلك أقلّ أحوالي أعزك الله ، قال : فدخلتني له جلالة فقلت : حاجتك؟ قال : ضيعة صارت لأمير المؤمنين أيّده الله كانت لسعيد بن جابر ، وكنا شركاءه فيها فجاء وكيله فضرب منارة على حدودنا وحدوده ، وهذه ضيعة كنا نعود بفضلها على القريب والصديق ، والجار والأخ قلت : فمعك رقعة؟ قال : نعم ، فأخرج رقعة من خفّه فيها مظلمته ، فلما قرأتها ووضعتها. فقام فانصرف ، فخفّ على قلبي ، وأحببت نفعه فأدخلته على المأمون مع خمسة من أصحاب الحوائج ، فاتفق أن كان أول من يتكلم منهم ، فاستنطق رجلا فصيحا حسن العبارة لسنا (١) فقال : تكلم بحاجتك ، فتكلم فقال : يا ثابت وقّع له بقضائها ، ثم قال : ألك حاجة؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين أرض غلبني عليها ابن البختكان بالأهواز بقوة السلطان ، فأخرجها عن يدي ، ودعاني إلى أخذ بعض ثمنها. فقال : يا ثابت وقّع له بالكتاب إلى القاضي هناك يأمره بإنصافه وإخراج يد ابن البختكان من حقه وأخذها من الرجل بحكمه. ألك حاجة؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين قطيعة كان المنصور أقطعها أبي ، فأخذت من أيدينا بسبب البرامكة. قال : وقّع بردّ عليه

__________________

(١) الأصل : «لسانا» والمثبت عن مختصر ابن منظور ٥ / ٣٤١.

١٤٦

هذه موفورة وينظر ما أخرجت منذ قبضت عنهم إلى هذه الغاية ، فدفع إليهم حاصل غلاتهم. ثم قال : ألك حاجة؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ، عليّ دين قد كظّني وأذلّني بكثره وقوّى عليّ أربابه قال : وكم دينك؟ قال : أربعمائة ألف دينار ، قال : وقّع يا ثابت بقضاء دينه. قال : فسأل سبع حوائج قيمتها ألف ألف درهم فو الله ما إن زالت قدمه عن مقرّها حتى قضيت. فامتلأت غيظا وفرت فور المرجل حتى لو أمكنت من لحمه لأكلته. ثم دعا للمأمون. [وخرج] (١) فقال : يا ثابت أتعرف هذا الرجل؟ قلت : فعل الله به وفعل ، فما رأيت والله رجلا أجهل منه ولا أوقح وجها ، فقال : لا تقل ذلك فتظلمه ، فما أدري متى خاطبت رجلا هو أعقل منه ، ولا أعرف بما يخرج من رأسه ، فقصصت عليه قصته أولها وآخرها فقال : هذا من الذي قلت لك ، ثم قال : وأزيدك أخرى ولا أحسبك فهمتها ، قال : قلت : وما هي جعلني الله فداك يا أمير المؤمنين؟ قال : أما رأيت خاتمه في إصبعه اليمنى؟ قال : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) (٢) أبو عباد ثابت بن يحيى كاتب المأمون.

أخبرنا أبو الفتوح أسامة بن محمد بن زيد العلوي ، أنا أبو جعفر بن المسلمة ـ إجازة ـ قال : أجاز لنا أبو عبيد الله بن عمر بن موسى المرزباني قال عبد الله بن أبي الجزار ـ وفي نسخة الهداد ـ يقول في أبي عبّاد ثابت بن يحيى بن إسار الرازي وزير المأمون يمدحه (٣) :

إذا ما زمان السوء مال بركنه

علينا عدلناه بإحسان ثابت

كريم يفوت (٤) الناس سروا وكتبة

وليس الذي يرجوه منه بفائت

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله العكبري ، أنا أبو يعلى محمد بن الحسن بن محمد بن الفراء ، أنا أبو القاسم بن سعيد بن إسماعيل بن محمد بن سويد المعدّل ، أنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي ، حدّثني القاسم بن أحمد الكاتب قال : أخبرني حجّاج الكاتب قال : كان حفصوية الكاتب المروزي مع المأمون ففارقه بعد انكفاء المأمون إلى العراق وساءت حاله فلحق به وحجب عنه ، فسأل الحاجب أن يوصل إليه رقعة

__________________

(١) زيادة عن المختصر.

(٢) سورة محمد ، الآية : ٣٠.

(٣) البيتان في الوافي بالوفيات ١٠ / ٤٧٢ ونسبهما لأبي الهداهد.

(٤) الوافي : يفوق.

١٤٧

فأبى ثم سأله أن يلقيها في مجلسه حيث يراها ، فحمل فاحتمل المأمون الرقعة فإذا فيها :

هذا كتاب فتى له همم

ألقت إليك رحاه هممه

على الزمان يدي عزيمته

وهوت به من حالق قدمه

وتواكلته ذوو قرابته

وطواه عن أكفانه عدمه

أفضى إليك بحاله قلم

لو كان يعلمها بكى قلمه

فلما قرأها المأمون أطال النظر فيها فقال يحيى بن أكثم : إنك لتطيل النظر في هذه يا أمير المؤمنين فقال المأمون هذه الأبيات :

يا ليت يحيى لم تلده أكثمه

ولم تطأ أرض العراق قدمه

أي يراها لم يلقها قلمه

وأذن لحفصوية وأمر له من مال أبي عباد الكاتب بمائتي ألف درهم ، ومن مال زيد بن زبير (١) بمائة ألف درهم. فسأله أبو عباد أن يتجافى له عن مائة ألف ويأخذ مائة ألف فامتنع وهجاه فقال (٢) :

أول (٣) الأمور بضيعة وفساد

أمر تقلّده (٤) أبو عبّاد

يسطو على جلسائه بدواته

فمرمّل ومضمّخ بمداد (٥)

وكأنه من دير هزقل مفلتا (٦)

حردا يجر سلاسل الأقياد

فاشدد أمير المؤمنين وثاقه

فأصحّ منه يشد (٧) بالحداد

ثم سأله زيد أن يتجافى له عن بعض ما أمر به فأبى وهجاه فقال :

__________________

(١) كذا ، وسيأتي «خنزير».

(٢) الأبيات في الوافي بالوفيات ١٠ / ٤٧٣ منسوبة إلى دعبل الخزاعي. وهي في ديوانه ص ١٨١ وانظر تخريجها فيه.

(٣) في الديوان : أولى.

(٤) الديوان : يدبره.

(٥) البيت في ديوان دعبل :

يسطو على كتّابه بدواته

فمضمّخ بدم ونضح مداد

(٦) الديوان : مفلت حرد.

وبالأصل : «وكأنه من يرهم قل» كدا والمثبت عن الديوان ، وهزقل دير مشهور بين البصرة وعسكر مكرم.

(٧) الديوان : بقية الحداد.

١٤٨

ما كنت أحسب أن الخبز فاكهة

حتى أتيتك يا زيد بن خنزير

يا حابس الروث في أعفاج بغله

بخلا على الحبّ من لقط العصافير

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين ، أنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسن ، أنا أحمد بن محمد بن الصّلت ، حدّثنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني ، أخبرني جعفر بن قدامة قال : أخبرني ( ) (١) قال : اشترى جدي أبو عبّاد جاريته سلمى اليمامية من نخّاس مكي فقدم بها عليه ، فلما جاءه بها أراد أن يمتحنها فأنشد :

من لمحب أحب في صغره

فصار أحدوثة على كبره

من نظر شفه وأرقه فكان

مبدأ بلواه من نظره

ثم قال لها : أجيزي ما سمعت ، فقالت غير متوقفة :

لو لا التمني لمات من كمد

مدا الليالي يزيد في فكره

ما أزله سعد فيسعده

بالليل في طوله وفي قصره

الجسم يبلى فلا حراك به

والروح فيها أرى على أثره

قال ( ) (٢) : وأنشدني أبو يحيى بن أبي عباد لها ترثي جدي :

يكفي الزمان فعاله يكفي

أبقى البغيض ويرثي إلفي

يا فادحا شطر المزار به

ما التذّ بعدك بالكرى طرفي

أغفى لكي ألقاك في حلمي

ومن الكبائر ثاكل يغفي

١٠٣٦ ـ ثابت بن يزيد بن شرحبيل بن السّمط الكندي الحمصي

كان أحد الرسولين اللّذين وجههما يزيد بن عبد الملك ببيعته إلى البصرة ، وكان أميرها إذ ذاك عدي بن أرطأة ، له ذكر.

١٠٣٧ ـ ثابت بن يوسف بن الحسين أبو الحسن الورثاني (٣)

حدّث عن تمام بن محمد ، روى عنه علي الحنّائي.

__________________

(١) كلمة غير واضحة بالأصل.

(٢) كلمة غير واضحة بالأصل.

(٣) هذه النسبة إلى ورثان قرية من قرى شيراز قاله السمعاني ، وضبطت عند ياقوت بسكون الراء ، بلد هو آخر حدود أذربيجان.

١٤٩

قرأت بخط أبي الحسن ثابت بن يوسف بن الحسين الورثاني ، حدّثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله الحافظ ، حدّثنا علي بن الحسين بن محمد المقرئ ، حدّثنا بكّار بن قتيبة ، حدّثنا صفوان بن عيسى ، حدّثنا محمد بن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنما أنا لكم مثل الوالد ، فإذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ، ولا يستدبرها ، وإذا استطاب فلا يستطب بيمينه». وكان يأمر بثلاثة أحجار ، وينهى عن الرّوث والرّمّة. عبد الله هذا هو تمام بن محمد وليد الحنّائي للنزول ، ورواه عن ثابت لأجل حرف الثاء. وقد رواه تمام عن أبي الحسن بن حذلم أيضا عن بكّار [٢٧٣٩].

أخبرناه عاليا أبو الحسن علي بن المسلّم ، أنا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام من محمد ، أنا أبو الحسن بن حذلم [أنا] بكار بن قتيبة فذكر مثله.

١٠٣٨ ـ ثابت مولى سفيان ابن أبي مريم

ويقال : مولى أبي سفيان. حكى عن معاوية بن أبي سفيان ، وغزا معه أرض الروم.

روى عنه : أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغسّاني الحمصي.

أخبرنا أبو علي الحداد وجماعة في كتبهم قالوا : أنا أبو بكر بن ريذة (١) ، أنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا قيس بن مسلم البخاري ، حدّثنا قتيبة بن سعيد ، حدّثنا سعيد بن عبد الجبار ، أنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم ، حدّثنا ثابت مولى أبي سفيان قال : غزوت مع معاوية بن أبي سفيان أرض الروم فوقع ثابت في وحلة ، فنادى : يا عباد الله المسلمين ، فكان أول من أجاب معاوية ، فنزل ونزل الناس وقالوا : نكفي الأمير فقال : لا إنه بلغني أنه أول من يبعث جبرائيل ، فأحببت أن أكون الثاني.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون [أنا] أبو الحسين بن الطّيّوري ومحمد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد ابن خيرون : ومحمد بن الحسن الأصبهاني قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل قال (٢) : ثابت مولى سفيان بن أبي مريم سمع

__________________

(١) بالأصل «زيدة» والصواب ما أثبت ، وقد تقدم.

(٢) التاريخ الكبير ١ / ٢ / ١٦٣.

١٥٠

معاوية ، روى عنه أبو بكر بن أبي مريم ، يعد في الشاميين. وكذا حكى أبو محمد بن أبي حاتم عن أبيه (١).

١٠٣٩ ـ ثبيت بن يزيد البهراني حمصي

فارس قدم دمشق في الجيش الذي توجه إليها من حمص للطلب بدم الوليد بن يزيد ، له ذكر. حكى عنه رجل من أهل حمص.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى بن زكريا ، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (٢) : قال [أبو] خالد : قال أبو الخطاب : فحدّثني أبو علقمة الثقفي عن شيخ من أهل حمص قال : حدّثني ثبيت البهراني قال : قدم علينا الحرشي برذعة (٣) على دوابّ البريد ، فسرنا معه إلى البيلقان (٤) ومضوا (٥) نحو أذربيجان ، قال : وأقبل عسكر للخزر معهم عجل كثير عليها سبايا المسلمين والغنائم من أهل أردبيل.

قال ثبيت : فوجهني الحرشي طليعة فأتيت العسكر وهم نيام فانصرفت فأخبرته فحضّض أصحابه وسار إليهم ، فاستنقذ العجل بما فيها.

قال ثبيت فوجهني إلى مدينة البيلقان وكتب إلى هشام بن عبد الملك بذلك (٦) ، ثم أخذ (٧) عجلا كثيرة من ناحية ورثان عليها سبايا وغنائم فبيّتهم فقتل من كان معها من العدوّ ، وأدخل العجل مدينة ورثان وكتب إلى هشام بالفتح ، وتوجّه فلقي طاغية الخزر فهزمهم الله وهرب الطاغية وأحرز الحرشي ما كان معه من سبايا المسلمين وغنائمهم.

١٠٤٠ ـ ثروان أبو علي ، مولى عمر بن عبد العزيز

حكى عن عبد العزيز بن مروان.

__________________

(١) راجع الجرح والتعديل ١ / ١ / ٤٦١.

(٢) تاريخ خليفة بن خياط ص ٣٤٢.

(٣) برذعة ، بلد في أقصى أذربيجان (ياقوت) وبالأصل : بردعة.

(٤) بالأصل «البيقلان» والمثبت عن خليفة ، والبيلقان مدينة قرب الدربند ، الذي يقال له باب الأبواب ، قاله ياقوت.

(٥) بالأصل : «ومضى» والمثبت عن خليفة.

(٦) خليفة : بالفتح.

(٧) خليفة : ثم أخبر بعجل كثيرة.

١٥١

حكى عنه ضمرة بن ربيعة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت : أنا أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا محمد بن جعفر الزّرّاد ، حدّثنا عبيد الله بن سعد الزهري ، حدّثنا هارون بن معروف ، حدّثنا ضمرة قال : سمعت ثروان مولى عمر بن عبد العزيز بن مروان قال : دخل عمر بن عبد العزيز وهو غلام اصطبل أبيه فضربه فرس على وجهه ، فأتي [به] أبوه يحمل ، فجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول : لئن كنت أشجّ بني أمية إنك لسعيد ، إنما شجّ عمر بن عبد العزيز بدمشق.

كذلك ، أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل ـ إجازة ـ حدّثنا محمد بن الحسين بن محمد الزّعفراني ، نا أحمد بن زهير بن حرب ، حدّثنا منصور بن أبي مزاحم ، حدّثنا مروان بن شجاع عن سالم الأفطس أن عمر بن عبد العزيز رمحته (١) دابّة وهو غلام بدمشق ، فأتيت به أم عاصم ، فذكرت الحكاية.

١٠٤١ ـ ثريّا بن أحمد بن الحسن بن ثريا

أبو القاسم الألهاني البزّاز

حدّث عن أبي علي الحسين بن إبراهيم بن جابر بن أبي الزّمزام (٢).

روى عنه : أبو سعد إسماعيل بن علي السّمّان ، وعلي بن محمد الحنّائي ، وعبد العزيز بن أبي طاهر ، وأبو القاسم بن أبي العلاء.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز الكناني ، أنا أبو القاسم ثريا بن أحمد بن الحسن بن ثريا الألهاني ـ قراءة عليه ـ حدّثنا أبو علي الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي ، حدّثنا جعفر بن أحمد بن عاصم بن الرّوّاس ، حدّثنا هشام بن عمّار ، حدّثنا ابن عياش ، حدّثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «لا تسافر المرأة ثلاثة أيام إلّا مع ذي محرم لا تحلّ له».

قرأت على أبي محمد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (٣) : أما ثريا ـ أوله ثاء

__________________

(١) أي رفسته ، يقال : رمحه الفرس كمنع : رفسه (القاموس).

(٢) بالأصل «الرمرام» والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ١٤٠.

(٣) الاكمال لابن ماكولا ١ / ٥٥٦.

١٥٢

معجمة بثلاث [وبعد الراء ياء معجمة باثنتين من تحتها ـ ثريا] (١) بن أحمد الألهاني الدّمشقي ، حدّث عن الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي الدمشقي ، حدث عنه أبو القاسم بن أبي العلاء ، وعبد العزيز الكتاني.

١٠٤٢ ـ ثعلبة بن هشام بن يحيى [بن يحيى] (٢) بن قيس الغسّاني

حكى عن أبيه.

حكى عنه إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى.

١٠٤٣ ـ ثعلبة بن جعفر بن أحمد بن الحسين

أبو المعالي بن أبي محمد السّرّاج

قدم مع أبيه دمشق ؛ وسمع بها أبا بكر الخطيب ، وأبا القاسم الحنّائي ، وعبد الدائم بن الحسن ، وعبد العزيز الكتاني. ثم عاد إلى بغداد وأقام بها إلى أن توفي وبها سمعت منه.

أخبرنا أبو المعالي ثعلب بن جعفر في جماعة قالوا : أنا أبو القاسم الحنّائي ، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي ـ لفظا ـ حدّثنا أبو بكر محمد بن خريم (٣) ، حدّثنا هشام بن عمّار ، حدّثنا مالك ، حدّثني نافع عن عبد الله بن عمر : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قطع سارقا في مجنّ قيمته ثلاثة دراهم (٤).

قال لي أبو الفضل محمد بن محمد بن عطاف : سألت ثعلبة بن جعفر السّرّاج عن مولده فقال : سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة ، ومات يوم الأحد وقت العصر ، ودفن يوم الاثنين السابع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة أربع وعشرين وخمسمائة بباب بيرز ، ولم يكن الحديث من شأنه. كان بوابا لدار القاضي أبي سعد الهروي.

١٠٤٤ ـ ثقة بن عبد الرّحمن الكلبي

حكى عن خليد بن عجلان.

حكى عنه النضر بن يحيى بن معرور الكلبي ، وأبو الحسن المدائني.

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن الاكمال.

(٢) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه.

(٣) تقرأ بالأصل «حزيم» والصواب ما أثبت ، وقد مرّ.

(٤) رسمها بالأصل ناقص ، والصواب ما أثبت عن مختصر ابن منظور ٥ / ٣٤٣.

١٥٣

ذكر من اسمه ثمامة

١٠٤٥ ـ ثمامة بن حزن بن عبد الله بن سلمة

ابن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة

ابن معاوية بن بكر بن هوازن القشيري البصري (١)

أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يره ، وقيل بل له صحبة.

وحدّث عن عمر ، وعثمان ، وعائشة ، وابن عمر ، وأبي الدرداء.

روى عنه : سعيد بن إياس الجريري ، والقاسم بن الفضل الحدّاني ، والأسود بن شيبان ، وكهف والد عبد الله بن كهف القشيري. وقدم دمشق وسمع من أبي الدرداء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي وأبو الفضل أحمد [بن] الحسن بن هبة الله ، وأبو منصور علي بن علي بن عبيد الله قالوا : أنا أبو محمد الصّريفيني ح.

وأخبرنا أبو بكر بن المزرفي (٢) ، أخبرنا أبو الغنائم بن المأمون قالا : أخبرنا أبو القاسم بن حبابة ، أنا أبو القاسم البغوي ، حدّثنا علي ـ يعني ابن الجعد ـ حدّثنا ـ وفي حديث الصّريفيني ، أخبرني ـ القاسم بن الفضل عن ثمامة بن حزن القشيري قال : سألت عائشة عن النبيذ فدعت جارية حبشية فقالت : سل هذه فإنها كانت تنبذ لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣) ، فسألتها وقالا : فقالت : كنت أنتبذ ـ وقال الصّريفيني أنبذ ـ لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سقاء من اللّيل وأوكيه ـ وقال الصّريفيني : ثم أوكيه ـ فإذا أصبح شرب منه ـ زاد الصّريفيني وفي

__________________

(١) الوافي بالوفيات ١١ / ١٨ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٢) بالأصل «المززقي» خطأ والصواب ما أثبت وقد مرّ.

(٣) بعدها : «ناد بن المأمون» مقحمة ، فحذفناها.

١٥٤

الحديث كلام أكثر من هذا. لم أضبطه عن علي بن الجعد.

أخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا محمد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفّر ، حدّثنا محمد بن محمد الباغندي ثنا شيبان ، حدّثنا القاسم بن الفضل ، حدّثنا ثمامة بن حزن القشيري قال : لقيت عائشة فسألتها عن النبيذ فحدّثتني أن وفد عبد القيس سألوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن النبيذ ، فنهاهم أن يشربوا في الدّبّاء والنّقير والمزفّت والحنتم (١) ، فدعت عائشة جارية حبشية فقالت : سل هذه ، إنها كانت تنبذ لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [فسألتها فقالت : كنت أنبذ لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم] (٢) في سقاء من الليل ، وأوكيه (٣) فأعلقه ، فإذا أصبح شرب منه.

رواه مسلم (٤) عن شيبان [بن فرّوخ].

قرأت بخط أبي محمد عبد الرّحمن بن أحمد بن صابر السني ، وذكر أنه وجد بخط أبي الحسين الرازي ، حدّثنا أبو عبيد الله محمد بن يوسف بن بشر الهروي ، حدّثني الحسن بن عليل بن الحسن العنزي ، حدّثنا صالح بن عديّ ، حدّثنا محمد بن الحسن إمام مسجد جرم حدّثنا شعبة الجريري قال : سمعت ثمامة بن حزن قال : قدمت الشام فرأيت شيخا مثل قفة قال : فإذا هو يقول : أعوذ بالله من الشر ، وإذا هو أبو الدرداء.

كتب إليّ أبو الفضل محمد بن ناصر ، أنا أبو محمد بن الآبنوسي ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا محمد بن المظفّر ، أنا أبو علي المدائني ، أنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي (٥) قال : وجدت في كتاب أبي بخطه : ذكر بعض أهل النسب من بني

__________________

(١) الدباء القرع ، واحدتها دباءة ، كانوا ينتبذون فيها فتسرع الشدة في الشراب.

والمزفت إنا طلي بالزفت ، وهو نوع من القار ، ثم انتبذ فيه.

والحنتم : جرار مدهونة خضر كانت تحمل الخمر فيها إلى ثم المدينة ثم اتسع فيها فقيل للخزف كله حنتم ، واحدتها حنتمة.

والنقير : أصل النخل ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر ، والنهي واقع على ما يعمل فيه ، لا على اتخاذ النقير.

(راجع النهاية : دبب ـ حنتم ـ زفت ـ نقر).

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدركت عن الرواية السابقة.

(٣) أوكيه أي أشده بالوكاء وهو الخيط ، الذي يشد به رأس القربة.

(٤) صحيح مسلم ٣٦ كتاب الأشربة حديث ٢٠٠٥.

(٥) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى برقة ، بلدة تقارب تروجة من أعمال المغرب.

١٥٥

عامر أنه صحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من بني قشير : معاوية بن حيدة بن قشير ، وثمامة بن حزن بن عبد الله بن سلمة بن قشير ، وقرّة بن هبيرة بن عامر بن سلمة بن قشير ، وذكر غيرهم.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل قال (١) : قال لي علي بن نصر حدّثنا سهل بن حمّاد أبو عتاب ، حدّثنا القاسم بن الفضل ، حدّثنا ثمامة بن حزن القشيري قال : قدمت على عمر وأنا ابن خمس وثلاثين سنة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور قالا : أنا أحمد بن الحسن أبو طاهر ـ زاد الأنماطي : وأبو الفضل بن خيرون قالا : ـ أنا أبو الحسين بن عمران ، أنا أبو الحسين الأصبهاني ، أنا أبو حفص الأهوازي حدّثنا خليفة بن خيّاط قال : ومن قشير بن كعب بن عامر بن ربيعة ثمامة بن حزن ، روى عن عثمان.

أخبرنا أبو الغنائم في كتابه ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، وأبو الحسين بن الطّيّوري وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد ابن خيرون ومحمد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل قال (٢) : ثمامة بن حزن القشيري ، سمع عائشة ، سمع منه الأسود بن شيبان البصري ، والجريري ، ورأى عبد الله بن عمر ، وأبا الدرداء.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا حمد بن عبد الله إجازة ح ، قال : وأنا الحسين الفأفاء قال : أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (٣) : ثمامة بن حزن القشيري. روى عن عمر ، وعثمان ، وعائشة وابن عمر ، روى عنه الجريري ، وداود والكهف أبو عبد الله ، والقاسم بن الفضل ، والأسود بن شيبان ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح ، وأبو الحسن مكي بن أبي طالب قالا : أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : قرأت بخط مسلم بن

__________________

(١) التاريخ الكبير ١ / ٢ / ١٧٦.

(٢) التاريخ الكبير ١ / ٢ / ١٧٦.

(٣) الجرح والتعديل ١ / ١ / ٤٦٥.

١٥٦

الحجّاج ذكر من أدرك الجاهلية ولم يلق النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولكنه صحب الصحابة بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ثمامة بن حزن القشيري ، قال أبو عبد الله : فحدّثني بعض مشايخنا من الأدباء : [المخضرم] (١) : اشتقاقه من أهل الجاهلية كانوا يخضرمون آذان الإبل يقطعونها لتكون علامة لإسلامهم إن أغير عليها أو حوربوا.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن الواحد ، حدّثنا شجاع بن علي قال : قال لنا أبو عبد الله بن مندة : ثمامة بن حزن أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم روى عنه القاسم بن الفضل ، وقدم على عمر في خلافته وهو ابن خمس وثلاثين سنة. قاله القاسم بن الفضل.

أخبرنا أبو محمد السلمي قال : أجاز لنا أبو زكريا البخاري ح.

وحدّثنا خالي أبو المعالي : محمد بن يحيى القاضي ، حدّثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ، أنا أبو زكريا البخاري ، أنا عبد الغني بن سعيد الحافظ قال : حزن بالحاء والنون والزاي ، ثمامة بن حزن القشيري ، عن أبي هريرة ، وعائشة. روى عنه الجريري والقاسم بن الفضل.

أنبأنا أبو سعد المطرّز وأبو علي الحداد قالا : أنا أبو نعيم الحافظ قال : ثمامة بن حزن القشيري أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يره ، رأى عمر بن الخطاب ، وعثمان ، وعائشة. قدم على عمر في خلافته وهو ابن خمس وثلاثين (٢).

قرأت على أبي محمد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (٣) : أما حزن ـ أوله حاء مفتوحة ثم زاي ساكنة ـ [وثمامة] (٤) ابن حزن القشيري ، يروي عن عائشة وأبي هريرة ، روى عنه الجريري والقاسم بن الفضل الواسطي (٥).

حدّثنا أحمد بن علي الحافظ ، أنا أبو بكر الأشناني قال : سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : سألت يحيى بن معين عن ثمامة بن حزن؟ فقال : ثقة.

__________________

(١) زيادة مقتبسة عن مختصر ابن منظور ٥ / ٣٤٤ والإصابة ١ / ٢٠٦.

(٢) انظر الإصابة ١ / ٢٠٦ وأسد الغابة ١ / ٢٩٦.

(٣) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ٤٥٣ ـ ٤٥٤.

(٤) الزيادة عن الاكمال ٢ / ٤٥٤.

(٥) اللفظة لم ترد في الاكمال. وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ٧ / ٢٩٠ ولم ترد فيه أيضا.

١٥٧

١٠٤٦ ـ ثمامة بن عديّ القرشي (١)

أمير صنعاء ، له صحبة.

حكى عنه أبو الأشعث الصّنعاني.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا محمد بن عمرو البختري ، حدّثنا أحمد بن الوليد الفحّام ، حدّثنا كثير بن هشام ، حدّثنا النّضر بن معبد عن أبي قلابة ، حدّثني أبو الأشعث الصّنعاني أن ثمامة كان على صنعاء ، وكان من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلما جاء نعي عثمان بكى بكاء شديدا ، فلما أفاق قال : هذا حين انتزعت خلافة النبوة من آل محمد ، وصارت ملكا وجبريّة ، من غلب على كل شيء أكله.

قال ابن مندة رواه معمر ووهيب وعبد الله بن عمر وغيرهم عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث نحوه. وثمامة بن عديّ القرشي له صحبة ، كان على صنعاء الشام.

ورواه معمر بن راشد وإسماعيل بن عليّة عن أيوب عن أبي قلابة فلم يذكرا أبا الأشعث ، ورواه وهيب بن خالد عن أيوب فذكره.

أنبأناه أبو سعد المطرّز وأبو علي الحداد قالا : أنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرّزّاق ، أنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة أن رجلا من قريش يقال له ثمامة ح.

وحدّثناه أبو حامد أحمد بن محمد ، حدّثنا محمد بن إسحاق ، حدّثنا عمر بن زرارة ، حدّثنا إسماعيل عن أيوب عن أبي قلابة : أن رجلا من قريش يقال له ثمامة كان على صنعاء ، فلما جاء قتل عثمان بكى فأطال البكاء ، فلما أفاق قال : اليوم انتزعت النبوة. أو قال : خلافة النبوة من أمة محمد ، وصارت ملكا وجبرية من غلب على شيء أكله.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل محمد بن ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطّيّوري وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد ابن خيرون : ومحمد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن

__________________

(١) الاستيعاب ١ / ٢٠٣ هامش الإصابة ، أسد الغابة ١ / ٢٩٦ الإصابة ١ / ٢٠٣ قال أبو عمر في الاستيعاب : لا أدري من أي قريش هو.

١٥٨

سهل ، أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (١) : قال لنا موسى ، حدّثنا وهيب ، حدّثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث أن ثمامة القرشي كان على صنعاء ، وله صحبة ، فلما جاءه قتل عثمان بكى فأطال ، فقال : اليوم نزعت الخلافة من أمة محمد وصارت ملكا وجبرية ، من غلب على شيء أكله. قال البخاري : ثمامة بن عديّ القرشي ، وكان على صنعاء.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز الكتاني ، أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر ، أخبرنا أبو الميمون بن راشد ، حدّثنا أبو زرعة الدمشقي (٢) ، حدّثنا أبو نعيم حدّثنا أبو قحذم (٣) عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصّنعاني قال : كنت شاهدا (٤) ثمامة حين جاء قتل عثمان.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أخبرنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى بن زكريا ، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (٥) في تسمية عمال عثمان ـ رضي‌الله‌عنه ـ وعلى اليمن يعلى بن أمية من بلعدوية وأمه منية ، وكان على صنعاء حين قتل عثمان رجل يقال له ثمامة ، وهذا القول من خليفة يدل على أنها صنعاء اليمن ، وذلك هو الصواب.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أنا عبد الرّحمن بن مندة ، أنا حمد بن عبد الله إجازة ح وقال : وأنا الحسين بن سلمة ، أنا علي بن محمد قالا : أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (٦) : ثمامة بن عديّ القرشي شامي وكان على صنعاء له صحبة ، روى أبو (٧) قلابة عن أبي الأشعث الصّنعاني عنه ، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو سعد المطرّز وأبو علي الحداد قالا : أنا أبو نعيم الحافظ قال : ثمامة بن

__________________

(١) التاريخ الكبير ١ / ٢ / ١٧٦.

(٢) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٦٣٠.

(٣) رسمها غير واضح بالأصل ، والمثبت عن تاريخ أبي زرعة.

(٤) هو النضر بن معبد ، انظر الكنى لمسلم.

وأبو قلابة اسمه عبد الله بن زيد الجرمي ، انظر الكنى لمسلم وتقريب التهذيب.

(٥) تاريخ خليفة بن خياط ص ١٧٩.

(٦) الجرح والتعديل ١ / ١ / ٤٦٥.

(٧) بالأصل «أبي».

١٥٩

عديّ القرشي له صحبة كان على صنعاء الشام ، واليا من قبل عثمان ، روى عنه أبو الأشعث الصّنعاني.

١٠٤٧ ـ ثمامة بن يزيد الأزدي

ولي قضاء دمشق في صدر خلافة أبي جعفر ، ولّاه صالح بن علي بن عبد الله بن عباس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصّقر ، أنا أبو الفتح منصور بن علي بن عبد الله الطّرسوسي ، حدّثنا الحسن بن رشيق ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سلام البغدادي أبو بكر ، حدّثنا داود بن رشيد أبو الفضل ، حدّثنا الوليد بن مسلم (١) حدّثنا خالد بن يزيد عن أبيه أن أبا الدرداء كان يقضي على أهل دمشق ، وأنه لما احتضر أتاه معاوية عائدا له فقال : من ترى لهذا الأمر بعدك؟ قال : فضالة بن أبي (٢) عبيد ، فلما توفي أبو الدرداء قال معاوية لفضالة بن أبي (٣) عبيد قد وليتك القضاء قال : فاستعفى منه ، قال : فقال له معاوية : والله ما حابيتك بها ، ولكني استترت بك من النار فاستتر منها ما استطعت. قال : وقال غير ابن أبي مالك : فولي فضالة بن عبيد ثم من بعد فضالة أبو إدريس الخولاني ثم زرعة بن ثوب (٤) المقرائي ثم عبد الرّحمن بن الخشخاش (٥) العذري لعمر بن عبد العزيز ، ثم نمير بن أوس الأشعري لهشام ، ثم يزيد بن أبي مالك الهمداني لهشام ، ثم الحارث بن محمد الأشعري لهشام ، ثم يزيد بن أبي مالك الهمداني لهشام ، ثم الحارث بن محمد الأشعري (٦) ، ثم سالم بن عبد الله المحاربي ، ثم محمد بن لبيد الأسدي (٧) ، ثم ثمامة بن يزيد الأزدي ثم المساور الخراساني لأبي جعفر ، ثم ثمامة بن يزيد ثانية ثم سلمة بن عمرو ثم يحيى بن حمزة

__________________

(١) الخبر في أخبار القضاة لوكيع ٣ / ١٩٩ وسير أعلام النبلاء ٣ / ١١٣ ترجمة فضالة.

(٢) أخبار القضاة : فضالة بن عبيد. وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ٣ / ١١٣.

(٣) أخبار القضاة : فضالة بن عبيد. وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ٣ / ١١٣.

(٤) كذا بالأصل وفي أخبار القضاة ٣ / ٢٠٢ «زرعة بن أيوب المعري».

(٥) في قضاة وكيع : «الحسحاس» وذكره بعد عبد الرحمن بن قيس ، وقبله عبد الله بن عامر اليحصبي وهذا تولى القضاء بعد زرعة.

(٦) كذا كرر الاسمان بالأصل ، وانظر هنا قضاة وكيع ٣ / ٢٠٦ ـ ٢٠٧ ، فقد ولي القضاء بعده وقبل سالم أربعة قضاة.

(٧) في وكيع : الأسلمي ، وذكر ولايته القضاء قبل سالم ، انظر قضاة وكيع ٣ / ٢٠٧.

١٦٠