السيّدة رقيّة بنت الإمام الحسين عليه السلام

الشيخ علي ربّاني الخلخالي

السيّدة رقيّة بنت الإمام الحسين عليه السلام

المؤلف:

الشيخ علي ربّاني الخلخالي


المترجم: الشيخ جاسم الأديب
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: انتشارات مكتب الحسين عليه السلام
المطبعة: الإعتماد
الطبعة: ٢
ISBN: 964-91933-8-3
الصفحات: ٢٩٥

الفصل الخامس عشر

السيّدة أُمّ كلثوم عليها السلام

إنّ السيّدة أُمّ كلثوم هي عمّة السيّدة رقيّة وبنت الصدّيقة فاطمة الزهراء عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه واله.

فقد ذكرها ابن عبد البرّ في «الاستيعاب» وكذا سبط ابن الجوزي في «تذكرة الخواص» حيث قال : إنّ أبناء فاطمة الزهراء كالتالي : ١ ـ الإمام الحسن عليه السلام ٢ ـ الإمام الحسين عليه السلام ٣ ـ زينب عليها السلام ٤ ـ أُمّ كلثوم عليها السلام.

كما أشار إليها العلّامة السيّد محسن الأمين في «أعيان الشيعة» وفي نهاية تعرّضه لسيرتها قال : وقد تزوّجت من عون بن جعفر الطيار رضوان الله عليه (١).

وفي الخبر : أنّه لمّا ماتت الصدّيقة الزهراء عليها السلام اجتمعت نساء بني هاشم في دارها فصرخوا صرخة واحدة كادت المدينة أن تتزعزع من صراخهنّ وهن يقلن : يا سيّدتاه ، يا بنت رسول الله ، وأقبل الناس مثل عرف الفرس إلى الإمام علي عليه السلام وهو جالس والحسن والحسين بين يديه يبكيان ، فبكى الناس وخرجت أُمّ كلثوم وعليها برقعة وتجرّ ذيالها متجلّلة برداء عليها تسحبها وهي تقول : يا أبتاه يا رسول الله الآن حقّاً فقدناك فقداً لالقاء بعد أبداً (٢).

ونقل الشيخان ـ المفيد والطوسي ـ في أماليها : أنّه لمّا ضرب أمير المؤمنين عليه السلام احتمل فادخل داره فقعدت لبابة عند رأسه وجلست أُمّ كلثوم عند رجليه ففتح عينيه

__________________

(١) رياحين الشريعة ج ٣ ص ٢٤٥.

(٢) بحار الأنوار ج ٤٣ ص ٢٩٨ ح ٢٠.

٢٤١

ونظر إليهما وقال : الرفيق الأعلى خير مستقر وأحسن مقيلاً ، فنادت أُمّ كلثوم : وا أبتاه ثمّ جاءت إلى عبدالرحمن بن ملجم وقالت : يا عدوّ الله قتلت أمير المؤمنين عليه السلام قال : إنّما قتلت أباك ، قالت : يا عدوّ الله والله إنّي لأرجو أن لا يكون عليه بأس. قال : فأراك تبكين عليه والله ضربته ضربة لو قسّمت بين أهل الكوفة لأهلكتهم.

خطبتها في الكوفة

بعد أن ذكر السيّد ابن طاووس في اللهوف خطبة بنت الإمام الحسين عليه السلام أشار إلى خطبة أُمّ كلثوم عليها السلام حيث قالت :

يا أهل الكوفة سوأة لكم ما لكم خذلتم حسيناً وقتلتموه وانتهبتم أمواله وورثتموه وسبيتم نساءه ونكبتموهنّ فتبّاً لكم وسحقاً ، ويلكم أتدرون أي دواه دهتكم؟ وأي وزر على ظهركم حملتم؟! وأي دماء سفكتموها؟! وأي أموال نهبتموها؟! وأي كريمة أصبتموها؟! وأي صبية سلبتموهنّ؟! قتلتم خير رجالات بعد النبي صلى الله عليه واله ونزعت الرحمة من قلوبكم؟! ألا إنّ حزب الله هم الفائزون وحزب الشيطان هم الخاسرون ، ثمّ قالت :

قتلتم أخي صبراً فويل لأُمّكم

ستجزون ناراً حرّها يتوقّد

سفكتم دماءً حرّم الله سفكها

وحرّمها القرآن ثمّ محمّد

ألا فابشروا بالنار أنّكم غداً

لفي سقر حقّاً يقيناً مخلّد

وإنّ لأبكي في حياتي على أخي

على خير من بعد النبي مولد

بدمع غزير مستهلّ مكفكف

على خدّ منّي دائماً ليس يجمد

التحدّي العظيم

كتب صاحب «ناسخ التواريخ» : أنّ السيّدة زينب عليها السلام عندما فرغت من خطبتها شرعت السيّدة أُمّ كلثوم عليها السلام بالحديث فقالت : يابن زياد! إن كان قرّت عينك بقتل الحسين عليه السلام فقد كانت بعين رسول الله صلى الله عليه واله قرّت برؤيته وكان يقبّله ويمصّ شفتيه ويحمله هو وأخوه على ظهره فاستعدّ غداً للجواب.

٢٤٢

إنّ الصدقة حرام علينا

يقول مسلم الجصّاص : دعاني ابن زياد لإصلاح دار الامارة بالكوفة ، فبينما أنا أُجصّص الأبواب وإذا أنا بالزعقات قد ارتفعت من جنبات الكوفة فأقبلت على خادم كان معنا ، فقلت : ما لي أرى الكوفة تضجّ؟ قال : الساعة أتو برأس خارجي خرج على يزيد ، فقلت : من هذا الخارجي؟ فقال : الحسين بن علي عليهما السلام قال : فتركت الخادم حتّى خرج ولطمت وجهي حتّى خشيت على عينيّي أن تذهبا وغسلت يدي من الجصّ وخرجت من ظهر القصر وأتيت إلى الكنائس. فبينما أنا واقف والناس يتوقّعون وصول السبايا والرؤوس إذ أقبلت نحو أربعين شقّة تحمل أربعين جملاً فيها الحرم والنساء وأولاد فاطمة عليهم السلام وإذا بعلي بن الحسين عليه السلام على بعير وطاء ، وأوداجه تشخب دماً ، وهو مع ذلك يبكي ويقول : يا أُمّة السوء لا سقياً لربعكم.

قال : وصار أهل الكوفة يناولون أطفال الحسين عليه السلام على المحامل بعض التمر والخبز والجوز ، فصاحت بهم أُمّ كلثوم وقالت : يا أهل الكوفة إنّ الصدقة حرام علينا.

ثمّ أنّها لمّا رأت نساء الكوفة يبكون على ما أصابهم أخرجت رأسها من المحمل وقالت لهم : يا أهل الكوفة تقتلنا رجالكم وتبكينا نساؤكم نساؤكم؟! فالحكم بيننا وبينكم الله يوم فصل القضاء (١).

استجابة دعاءها

نقل صاحب «ناسخ التواريخ» إنّ أهل البيت عليهم السلام حينما قربوا من سيبور كان فيها شيخ كبير وقد شهد عثمان بن عفّان فجمع أهل سيبور المشايخ والشبّان منهم وقال : يا قوم هذا رأس الحسين عليه السلام قتله هؤلاء اللعناء. فقالوا : والله ما يجوزوا في مدينتنا ، فقال المشايخ : يا قوم إنّ الله كره الفتنة وقد مرّ هذا الرأس في جميع البلدان ولم يعارضه أحد فدعوه يجوز في بلدكم. فقال الشبّان : والله لا كان ذلك أبداً. ثمّ عمدوا على القنطرة

__________________

(١) بحار الأنوار ج ٤٥ ص ١١٤.

٢٤٣

فقطعوها فخرجوا عليهم شاكين في السلاح. فقال لهم خولي : إليكم عنّا ، فحملوا عليه وعلى أصحابه فقاتلوهم قتالاً شديداً فقتل من أصحاب خولي لعنه الله ستمائة فارس وقتل من الشبّان خمس فوارس ، فقالت أُمّ كلثوم : ما يقال لهذه المدينة؟ فقالوا : سيبور. فقالت عليها السلام : أعذب الله شرابهم وأرخص الله أسعارهم ورفع أيدي الظلمة عنهم. قال أبو مخنف : فلو أنّ الدنيا مملوّة ظلماً وجوراً لما نالهم إلّا قسطاً وعدلاً (١).

دعاءها على أهل بعلبك

ذكر في ناسخ التواريخ : أنّ أهل البيت عليهم السلام عندما قربوا من بعلبك كتب جلاوزة ابن سعد إلى حاكم بعلبك : بأن الرؤوس التي معنا رؤوس خوارج وهؤلاء أهلهم ونساءهم أخذنا إلى يزيد فأعدّوا المدينة لقدومهم.

فأمر حاكم البلدة أن يخرج أهلها بالدفوف والمزامير تسبقهم المغنّيات فرحاً بقتل أهل البيت عليهم السلام ، آنذاك التفتت السيّدة أُمّ كلثوم عليها السلام وقالت : ما اسم هذه البلدة؟ قالوا : بعلبك ، فقالت : أباد الله تعالى خضرائهم ولا أعذب الله شرابهم ولا رفع الله أيدي الظلمة عنهم (٢).

وصيّتها لشمر اللعين

ذكر السيّد ابن طاووس في اللهوف فقال : فلمّا قربوا ـ أي أهل البيت عليهم السلام ـ من دمشق دنت أُمّ كلثوم عليها السلام من الشمر وكان من جملتهم ، فقالت له : لي إليك حاجة؛ فقال : ما حاجتك؟

فقالت : إذا دخلت بنا البلد فاحملنا إلى درب قليل النظّارة ، وتقدّم إليهم أن يخرجوا هذه الرؤوس من بين المحامل وينحّونا عنها فقد خزينا من كثرة النظر إلينا ونحن في هذه الحال ، فأمر في جواب سؤالها أن تجعل الرؤوس على الرماح في أوساط

__________________

(١) مقتل أبي مخنف ص ١٢٥ ـ ١٢٦.

(٢) اكسير العبادات في أسرار الشهادات ج ٣ ص ١٣٧.

٢٤٤

المحامل بغياً منه وكفراً ، وسلك بهم بين النظّارة على تلك الصفة حتّى أتى بهم باب دمشق فوقفوا على درج باب المسجد الجامع حيث يقام السبي.

يقول مؤلّف «ناسخ التواريخ» : إنّ الشمر اللعين كان يفتخر بحمله رأس سيّد الشهداء عليه السلام ويقول : أنا صاحب الرمح الطويل ، أنا قاتل الدين الأصيل ، أنا قتلت ابن سيّد الوصيين ، وأتيت برأسه إلى يزيد أمير المؤمنين.

ولمّا سمعته السيّدة أُمّ كلثوم يفتخر بذلك قالت : يا لعين وابن اللعين ، ألا لعنة الله على الظالمين ويا ويلك أتفتخر على يزيد الملعون بن الملعون بقتل من ناغاه في المهد جبرئيل ومن اسمه مكتبو على سرادق عرش الجليل ، ومن ختم الله بجدّه المرسلين وقمع بأبيه المشركين ، فأين منل جدّي محمّد المصطفى وأبي المرتضى وأُمّي فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

ولمّا سمع خولي كلامها قال : تأبين الشجاعة وأنت بنت الشجاع.

الرجوع إلى المدينة

ذكر العلّامة المجلسي قدس سره في البحار وغيره : أنّ أهل البيت عليهم السلام عندما رجعو إلى المدينة وشاهدوا جدرانها تأوّهت السيّدة أُمّ كلثوم وبكت بدمع يحرق القلوب وأنشدت :

مدينة جدّنا لا تقبلينا

فبالحسرات والأحزان جئنا

ألا أخبر رسول الله عنّا

بأنّا قد فجعنا في أخينا

وقد نسب أرباب المقاتل مجموعة من الأبيات للسيّدة أُمّ كلثوم عليها السلام انتخبنا منها هذين البيتين.

ونقل أنّها ذهبت إلى قبر أُمّها فاطمة عليها السلام شاكية باكية تصيح واحسيناه وتقول :

أفاطم لو نظرت إلى السبايا

بناتك في البلاد مشتّتينا

أفاطم لو نظرت إلى الحيارى

ولو أبصرت زين العابدينا

أفاطم لو رأيت بتنا سهارى

ومن سهر الميالي قد عيينا

فلو دامت حياتك لم تزالي

إلى يوم القيامة تندبينا

٢٤٥

الوفاة الأليمة

نقل في «بحر المصائب» أنّ السيّدة أُمّ كلثوم عليها السلام عندما رجعت إلى المدينة بعد فاجعة كربلاء لم تعش سوى أربعة أشهر ثمّ ماتت مظلومة.

وإذا قلنا بقول العلّامة الحلّي في «منهاج الصلاح» والشيخ الكفعمي في «المصباح» والمفيد في «الإرشاد» أنّ دخول أهل البيت عليهم السلام المدينة كان في العشرين من شهر صفر المظفّر فإنّ تاريخ وفاة هذه السيّدة الجليلة يكون في أواخر شهر جمادى الآخرة سنة ٦٢ ه والله العالم.

أمّا مدفنها فهو في المدينة ولم يذكر أنّ هناك أُمّ كلثوم دفنت في غير المدينة فسلام الله عليها وعلى جدّها وأُمّها وأبيها وأخويها (١).

__________________

(١) رياحين الشريعة ج ٣ ص ٢٥٦.

٢٤٦

الفصل السادس عشر

السيّدة سكينة بنت الإمام الحسين عليه السلام

وأُمّها الرباب ابنة امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر ، وقد نسب إلى الإمام الحسين عليه السلام أنّه أنشد بحقّها الأبيات التالية :

لعمرك إنّني لأُحبّ داراً

تضيّفها سكينة والرباب

أُحبّهما وأبذل بعد مالي

وليس للائمي بها عتاب

ولست لهم وإن عتبوا مطيعاً

حياتي أو يغيّبني التراب

وقيل : إنّ الأصبغ عبدالعزيز بن مروان بن الحكم خطبها ، وقد أخذوها إلى مصر إلّا أنّها لمّا وصلت كان الأصبغ قد مات.

وقد عبّر عنها سيّد الشهداء عليه السلام في بعض الأبيات المنسوبة إليه بـ «يا خيرة النسوان».

وكان للسيّدة سكينة مقام عظيم ومنزلة رفيعة عند أهل البيت عليهم السلام ، بل إنّها كانت من النساء العارفات بالله تعالى عايشت جميع أحداث كربلاء المأساوية ودورها في الأسر لا يخفى على أحد ، فقد بقيت برفقة عمّتها زينب عليها السلام تبلغ رسالة الإمام الحسين عليه السلام في كلّ مكان.

ولهذه السيّدة الجليلة مقام عظيم في مصر فضلاً عن مقامها في الشام وفي المقامين يتقاطر المئات بل الأُلوف من الزوّار المحبّين.

يبقى القول أنّ هذه السيّدة الجليلة طيلة عمرها الشريف كانت تروى للناس أحداث كربلاء المؤلمة وما جرى على أهل البيت عليهم السلام من المآسي المشجية التي ارتكبها

٢٤٧

بنو أُميّة بحقّهم (١).

السيّدة فاطمة الصغرى بنت الإمام الحسين عليه السلام

ولدت السيّدة فاطمة الصغرى بنت الإمام الحسين عليه السلام سنة ثلاثين للهجرة وأُمّها «أُمّ إسحاق» بنت طلحة بن عبيدالله بن تيمية (٢).

وفي واقعة كربلاء كان عمرها الشريف ثلاثين سنة تقريباً (٣) ولذا يمكن القول أنّها كانت أكبر من السيّدة سكينة ، وكانت ذات مقام رفيع في العلم والتقى وقد شهد الإمام الحسين عليه السلام لها بذلك عندما خطبها الحسن المثنّى فقال عليه السلام : أختار لك فاطمة ، فهي أكثر شبهاً بأُمّي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله. أمّا في الدين : فتقوم الليل كلّه ، وتصوم النهار ، وفي الجمال تشبه الحور العين (٤).

وقد روت هذه السيّدة الجليلة عن كلّ من : ١ ـ والدها الإمام الحسين عليه السلام ٢ ـ أخوها الإمام سجّاد عليه السلام ٣ ـ عمّتها السيّدة زينب عليها السلام ٤ ـ عبدالله بن عبّاس.

أمّا أبناء فهم : عبدالله ، إبراهيم ، الحسين.

وقد روى عنها كلّ من : أُمّ جعفر ، أبو المقدام ، وزهير بن معاوية ، علماً أنّ رواياتها موجودة اليوم في سنن الترمذي ، وسنن ابن داود ، وسنن ابن ماجة ، وسنن النسائي فضلاً عن تأليفات ابن حجر العسقلاني.

ويذكر أنّها في بيت أُمّها الصدّيقة الزهراء عليها السلام في مسجد النبي صلى الله عليه واله إلى أنّ أمر الوليد بتخريبها فاتّخذت بيتاً آخراً وحفرت فيه بئراً كان معروفاً بالبركات وكانوا يسمّونه

__________________

(١) راهنماي حج وزيارتگاههاى جهان اسلام ص ١٢٠.

(٢) راجع كتاب نسب قريش لزبير بن بكّار ص ٢٥ ودائرة المعارف الإسلامية الشيعية ج ١.

(٣) الكامل في التاريخ لابن الأثير ج ٤ ص ٣٥ ، تهذيب التهذيب لابن حجر ج ١٢ ص ٤٤٢.

(٤) اسعاف الراغبين لمحمّد بن الصبّان المصري المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢١٠.

٢٤٨

بـ «بئر زمزم».

وكانت هذه السيّدة الجليلة كالسيّدة زينب الكبرى عليها السلام ملاذاً ومأمناً للأسارى وقد خطبت أمام ابن زياد لعنه الله خطبة غرّاء كشفت فيها للناس ظلم يزيد وأتباعه الأوغاد.

أمّا وفاتها فقد كانت سنة ١١٠ ه (١) ، وقبرها موجود اليوم خلف قبر السيّدة سكينة وأُمّ كلثوم عليها السلام في دمشق.

وعلى الرغم أنّ للسيّدة فاطمة قبراً معروف في الشام إلّا أنّ أكثر المصادر تصرّح أنّها توفّيت في منزلها الواقع خلف مسجد النبي صلى الله عليه واله ودفنت في البقيع.

ففي كتاب «من الرسول صلى الله عليه واله إلى الإمام زين العابدين عليه السلام» لسماحة الشيخ علي الفلسفي : أنّ السيّدة فاطمة دفنت في الشام ولها حرم مجلّل يقصده الكثير من الزوّار.

وفي «بحار الأنوار» و «ناسخ التواريخ» : أنّ الإمام السجّاد عليه السلام قال : لمّا قتل الحسين عليه السلام جاء غراب فوقع في دمه ، ثمّ تمرّغ ثمّ طار ، فوقع بالمدينة على جدار دار فاطمة بنت الحسين عليه السلام وهي الصغرى ، فرفعت رأسها إليه ، فنظرته فبكت وقالت :

نعب الغراب فقلت : من

تنعاه ويلك من غراب؟

قال : الإمام فقلت : من

قال : الموفّق للصواب

إنّ الحسين بكربلا

بين المواضي والحراب

قلت : الحسين؟ فقال لي :

مُلقى على وجه التراب

ثمّ استقلّ به الجناح

ولم يطق ردّ الجواب

فبكيت منه بعبرة

ترضي الإله مع الثواب

قال محمّد بن علي عليه السلام فنعتته لأهل المدينة ، فقالوا : جاءت بسحر عبد المطّلب ،

__________________

(١) بحار الأنوار ج ٤٥ ص ٣٣١ ، الاحتجاج للطبرسي ج ٢ ص ٣٠٢ ، مقتل الحسين بن علي عليهما السلام للسيّد عبد الكريم سيّد علي خان ص ٦٩ ـ ٧١.

٢٤٩

فما كان بأسرع من أنّ جاءهم الخبر بقتل الحسين عليه السلام (١).

٥ ـ السيّدة ميمونة بنت الإمام الحسين عليه السلام.

٦ ـ السيّدة حميدة بنت مسلم بن عقيل عليه السلام.

يقع قبر هاتين العلويتين في مقبرة أسماء بنت عميس زوجة جعفر بن أبي طالب ـ في إحدى الحجر خلف قبر السيّدة سكينة وأُمّ كلثوم ، وعلى يسارهما يقع قبر عبدالله بن الإمام الصادق عليه السلام ، ولها قبّة خضراء وفرق قبريهما صندوق خشبي عظيم.

وفي سنة ١٣٣٠ ه أُعيد بناء القبور وصار قبرهما في السرداب حيث يجد الزائر هناك ثلاثة قبور قريبة إلى بعضها.

أمّا القبر الأوّل فهو قبر السيّدة حميدة بنت مسلم بن عقيل عليه السلام الموفّاة سنة سبعين للهجرة.

والقبر الثاني هو قبر أسماء بنت عميس زوجة جعفر الطيّار والإمام علي عليه السلام المتوفّاة سنة ٦٥ ه.

والقبر الثالث هو قبر السيّدة ميمونة بنت الإمام الحسن عليه السلام (٢).

٧ ـ عبد الله بن جعفر عليه السلام

* والد عبدالله بن جعفر هو الشهيد العظيم الطيّار وأُمّه أسماء بنت عميس ، وهو ابن أخ الإمام علي عليه السلام وصهره ....

* كان عبدالله من أسخياء العرب المعروفين في ولائهم ومحبّتهم لأهل البيت عليهم السلام.

__________________

(١) راجع : مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي ج ٢ ص ٩٢ ، إحقاق الحقّ ج ١١ ص ٤٩٢ ، بحار الأنوار ج ٤٥ ص ١٧١ ، فرائد السمطين ج ٢ ص ١٦٣ ، تسلية المجالس ج ٢ ص ٤٦٩ ، العوالم ج ١٧ ص ٤٩٠.

(٢) تاريخ وأماكن سياحتي وزيارتي سورية «فارسي» تأليف أصغر قائدان ص ١٤٩ الطبعة الأُولى سنة ١٢٧٣ ه. ش.

٢٥٠

* شارك عبدالله بن جعفر في معركة المسلمين مع الروم وحروب أمير المؤمنين عليه السلام وقد شهد الكثير بشجاعته وبطولته ....

أّما لماذا يخرج مع سيّد الشهداء عإلى كربلاء فربما يكون لإشارة الإمام الحسين عليه السلام عليه بذلك علماً أنّه بعث ولديه إلى كربلاء واستشهدوا في ركاب الإمام الحسين عليه السلام.

ويقال : إنّه لمّا بلغه خبر شهادة ولديه تجاسر أحد غلمانه أمامه وقال : إنّ السبب في قتلهما هو الإمام الحسين عليه السلام ، وإذا بعبدالله يمتلأ غليظاً ويزجر الغلام بشدّة لتجاسره على سيّد الشهداء عليه السلام ، وكما نقلوا أنّ عبدالله بن جعفر سافر إلى الشام لرعاية أملاكه الموجودة فيها ومات هناك.

نعم ذكر البعض أنّه توفّي في المدينة ودفن إلى جنب عمّه عقيل إلّا أنّ وفاة زوجته العقيلة في الشام ودفنها هناك يؤيّد أنّه قد دفن فيها.

وباعتقادي أنّ استيطان أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم في الشام من أجل ردّ تحريفات الأمويين ، بل ذهب الكثير من الفضلاء أنّ وجود الشيعة في الشام هو من بركات مقل هذه الهجرات والتبعيد الذي حصل لبعض الشيعة.

بالطبع أنّ لذريّة عبدالله بن جعفر دور مهم في الثورات الكثيرة التي كانت تحصل ضدّ بين أُميّة وبي العبّاس (١).

٨ ـ مقام الرؤوس الشريفة : مقام عظيم في مقبرة الباب الصغير في الشام ، يقال إنّه دفنت فيه رؤوس سبعة عشر من شهداء أهل البيت عليهم السلام الذين قتلوا في كربلاء ، وإلى جانب هذا المقام يوجد مقام آخر يسمّى بمقام الإمام زين العابدين عليه السلام (٢).

__________________

(١) راهنماى حج وزيارتگاه جهان اسلام تأليف الشيخ محمّد إبراهيم وحيد الدامغاني ص ١٣١ نقلاً عن الإرشاد للشيخ المفيد قدس سره.

(٢) راهنماى حج وزيارتگاه جهان اسلام ص ١٢٥.

٢٥١

أمّا موقع هذا المقام فهو يقع على بعد خمسين متراً تقريباً من الباب الأصلي لمقبرة الباب الصغير. وعلى يساره هناك زقاق فيه ساحة داخلها غرفة صغيرة دفنت الرؤوس الشريفة فيها.

وفي السنين الأخيرة شيّدوا لهذه القبور ضريحاً من الفضّة ....

وبالرغم أنّهم كتبوا فوق الحجرة أنّ هذا المكان محلّ لدفن رأس ستّة عشر شهيداً من شهداء كربلاء إلّا أنّ الذي يقوي في الظنّ أنّ الذي دفن فيه هو ثلاثة رؤوس من رؤوس شهداء كربلاء وهم :

١ ـ رأس أبو الفضل العبّاس عليه السلام.

٢ ـ رأس علي الأكبر عليه السلام.

٣ ـ رأس حبيب بن مظاهر.

وقد شاهد السيّد محسن الأمين قدس سره سنة ١٣٢١ ه كتيبة كانت موضوعة باب الدخول مكتوب عليها «هذا رأس عبّاس وعلي بن الحسين عليهم السلام وحبيب بن مظاهر» إلّا أنّهم بعد أن جعلوا الضريح لهذا المكان المقدّس كتبوا اسم ستة عشر شهيداً (١).

ومع الالتفات أنّ مصادر الشيعة تصرّح أنّ أكثر الرؤوس كانت قد ردّت إلى الأجساد في كربلاء يبقى احتمال دفن هذه الرؤوس الثلاثة هو الأقوى والله أعلم بالصواب.

أمّا أسماء الرؤوس التي يقال أنّها دفنت في هذا المكان فهي :

١ ـ العبّاس بن علي عليهما السلام ٢ ـ علي الأكبر ٣ ـ حبيب بن مظاهر ٤ ـ القاسم بن الحسن عليهما السلام ٥ ـ عبدالله بن علي ٦ ـ عمر بن علي عليهما السلام ٧ ـ الحرّ الرياحي ٨ ـ محمّد بن علي عليهما السلام ٩ ـ عبدالله بن عون ١٠ ـ علي بن أبي بكر ١١ ـ عثمان بن علي عليهما السلام ١٢ ـ جعفر ابن علي عليهما السلام ١٣ ـ جعفر بن عقيل عليه السلام ١٤ ـ محمّد بن مسلم ١٥ ـ عبدالله بن عقيل

__________________

(١) أعيان الشيعة للسيّد الأمين ج ١ ص ٦٢٧.

٢٥٢

١٦ ـ الحسين بن عبدالله.

٩ ـ عبدالله الباهر : يقع قبر عبدالله بن الإمام زين العابدين عليه السلام المعروف بعبدالله الباهر جنب الحائط الشرقي لباب الصغير ، وله مقبرة مستقلّة ومرقد لا بأس به عليه قبّة خضراء وساحة كبيرة ، وقد شيّدت سنة ١٣٣٠ ه أطراف قبر هذا السيّد الجليل مقبرة مستقلّة. أمّا أُمّ عبدالله الباهر فهي نفس أُمّ الإمام الباقر عليه السلام ، وسمّي بالباهر لشدّة جماله ونورانيته الجذّابة بين اخوانه ، فهو لا يجلس في مجلس إلّا ويحتفّه الناس من كلّ مكان لينظروا إلى نورانيّته وجماله.

وكان عبدالله من العبّاد الزاهدين والفقهاء المحدّثين ، وقد روى عن أجداده الأطهار عليهم السلام الكثير من الأخبار.

أمّا وفاته فقد كانت في المدينة وقال البعض : إنّه توفّي في التل الزينبية في بغداد.

١٠ ـ عبدالله بن الإمام الصادق عليه السلام : وقبره اليوم بالقرب من قبر السيّدة فاطمة الصغرى علي اليسار ، وله قبّة صغيرة خضراء وضريح خشبي (١).

الصحابة والتابعون

١ ـ أسماء بنت عميس : وهي من خيرة النساء اللواتي آمنّ برسول الله صلى الله عليه واله بل كانت من الأوائل في الإسلام وقد هاجرت مع زوجها الشهيد جعفر الطيّار إلى حبشة ، وولدت ابنها عبدالله فيها.

ينقل أن عبدالله بن أسماء عندما ولد رزق النجاشي ملك الحبشة بمولدة كانت أسماء ترضعه.

أمّا أولادها من جعفر الطيّار فهم : عبدالله ، محمّد ، عون.

وبعد شهادة جعفر الطيّار تزوّجت بأبي بكر ورزقت منه بمحمّد رضوان الله عليه

__________________

(١) تاريخ وأماكن سياحتى وزيارتى سوريه ص ١٣٩ ـ ١٤٩.

٢٥٣

الذي يعدّ من خيرة صحابة الإمام علي عليه السلام وقد ولّاه الإمام عليه السلام ملك مصر ثمّ نال الشهادة على يد شرّ خلق الله تعالى.

ومن بعد أبي بكر تزوّجها الإمام علي عليه السلام ورزقت منه ولدين أحدهما يحيى الذي قال عنه البعض أنّه استشهد في كربلاء وبعضهم قالوا أنّه مات في عهد والديه ، والآخر هو محمّد الأصغر.

ومن سعادة هذه المرأة الجليلة أنّها شاركت في غسل وتكفين الصدّيقة الزهراء سلام الله عليها.

أمّا قبرها الشريف فهو موجود في الباب الصغير إلى جنب ولدها الشهيد محمّد بن أبي بكر والسيّدة ميمونة بنت الإمام الحسن عليه السلام (١).

٢ ـ فضّة جارية الزهراء عليها السلام : تعدّ السيّدة فضّة رضوان الله عليها من خيرة النساء الفاضلات اللواتي خدمن أهل البيت عليهم وأخلصن لهم في الولاء.

* ذكر بعض المؤرخين أنّها كانت من بنات الملوك الايرانيين.

* ذكر بعض الكتّاب أنّها كانت بنت ملك «نوبة» جيئ بها من الأسارى إلى بلاد الإسلام والتحقت ببيت الرسالة صلوات الله عليهم أجمعين.

* كانت الصدّيقة الزهراء عليها السلام تقسّم أعمال البيت معها يوماً بيوم.

* في العشرين سنة الأخيرة من عمرها الشريف كانت لا تتكلّم إلّا بالقرآن.

* شاركت أهل البيت عليهم السلام نذرهم من أجل شفاء الحسنين عليهما السلام وقدّمت طعامها لليتيم والمسكين والأسير فنزل بحقّهم قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وأَسِيراً) (٢).

* بلغ من شدّة علاقتها بأهل البيت عليهم السلام أنّها لم تفارقهم حتّى في الذهاب إلى

__________________

(١) راهنماى حج وزيارتگاهاى جهان اسلام ص ١٢٧.

(٢) سورة الانسان : ٨.

٢٥٤

كربلاء وكانت ممّن خرج من النساء لوداع سيّد الشهداء عليه السلام.

* قبرها الشريف اليوم في الباب الصغير في الشام وقد كتب على قبرها العبارة التالية «فضّة خادمة رسول الله صلى الله عليه واله» (١).

٣ ـ زوجات الرسول صلى الله عليه واله

في أواخر الحائط الشرقي وبالقرب من الباب الأصلي هناك حجرة مستقلّة عن القبور تقع فيها زوجتا النبي صلى الله عليه واله السيّدة أُمّ حبيبة والسيّدة أُمّ سلمة.

وبالرغم من ذلك إلّا نستطيع القول وبكل اطمئنان أنّ قبر هاتين السيّدتين ليس في الشام وإنّما هو في البقيع ولا أعلم كيف نسب لهم هذين القبرين (٢).

٤ ـ قبر المقداد

يعتبر المقداد بن الأسود الكندي من المجاهدين الكبار الذين دافعوا عن حرم الإسلام الحنيف.

* تحمّل في بداية الإسلام الكثير من الشدائد الصعوبات وقد أشار بنفسه إلى ذلك فقال : عندما قدمنا إلى المدينة في بداية الدعوة الإسلامية قسّمنا رسول الله إلى مجموعات كلّ عشرة يعيشون في حجرة واحدة وكنت أنا أعيش مع رسول الله صلى الله عليه واله.

* يعدّ المقداد من الثلاثة أو الأربعة أو السبعة الخلّص الذين مدحهم أهل البيت عليهم السلام وأشادوا بمتانة عقيدتهم الراسخة.

* كان للمقداد مكانة عظيمة تفوق البقيّة ما عدا سلمان المحمّدي حتّى قيل في حقّه : ما بقي أحد إلّا وقد جال جولة إلّا المقداد فإنّ قلبه كان مثل زبر الحديد.

* زوّجه الرسول صلى الله عليه واله ابنة عمّه الزبير بن عبدالمطلّب.

على الرغم أنّ الشيخ عبّاس القمّي قال : إنّ القبر المشهور في مدينة «وان»

__________________

(١) راهنماى حج وزيارتگاهاى جهان اسلام ص ١٢٩ نقلاً عن أُسد الغابة ج ٥ ص ٥٣٠.

(٢) تاريخ وأماكن سياحتى وزيارتى سورية ص ١٤٩.

٢٥٥

المنسوب إلى المقداد إنّما هو قبر الشيخ الجليل فاضل المقداد وهو من علماء الشيعة الأجلّاء القدر وله تأليفات نفيسة ، أمّا قبر المقداد في جرف بالقرب من المدينة.

إلّا أنّ الذي يرجع من الزينبية نحو الشام يجد على جهة اليمين مقبرة داخل أحد المساجد وقد كتب على قطعة «سيّد المقداد» وعلى القبر توجد صخرة بيضاء كتب عليها :

أنا المقداد بو معبد

أنا ابن السيّد الأسود

تهزّ الأرض حملاتي

وأبواب السماء ترعد

أنا المقداد في يوم القتال

أبيد البيض بالسمر العوال

وسيفي في الوغا أبيض صقيلا

طليق الحدّ في أهل الضلال

٥ ـ بلال بن رباح :

وهو من السابقين إلى الإسلام وكان عبداً لأُميّة بن خلف اشتراه أبو بكر واعتقه.

* كان بلال مؤذّن رسول الله صلى الله عليه واله في المدينة إلّا أنّه لم يبق بعد وفاة النبي صلى الله عليه واله وإنّما سافر إلى الشام وتوفّي فيها سنة ٢٠ أو ٢١ ه وكان عمره ٦٣ أو ٧٠ سنة.

* بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله لم يؤذّن بلال أصلاً لا في عهد أبي بكر ولا في عهد عمر ، وإلى ذلك يشير الشبلنجي في نور الأبصار فقال : كان بلال أوّل مؤذّن لرسول الله صلى الله عليه واله ولم يؤذّن بعد لأحد من الخلفاء وقد توفّي سنة ١٧ أو ١٨ ه (١).

٦ ـ أُويس القرني :

أنّ أُويس القرني هو الفرد الرابع من الزهّاد الممدوحين في الإسلام ، وفضلاً عن حبّه للرسول صلى الله عليه واله كان الرسول صلى الله عليه واله يحبّه.

* لم يستطع أُويس طيلة عمره أن يرى النبي صلى الله عليه واله إلّا أنّه كان يصف شمائله أدقّ من الصحابة الذين قضوا عمرهم معه صلى الله عليه واله.

__________________

(١) راهنماى حج وزيارتگاههاى جهان اسلام ص ١٢٩.

٢٥٦

* ذات مرّة أستأذن أُويس والدته أن يذهب إلى المدينة ليرى النبي صلى الله عليه واله على أن يرجع إليها مباشرة إذا لم يجده صلى الله عليه واله ، ولمّا وصل المدينة لم يجد النبي صلى الله عليه واله فرجع إلى والدته كما وعدها.

* حينما عاد الرسول صلى الله عليه واله إلى المدينة قال : إنّي لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن.

* اتّفق المسلمون على قداسة أُويس وزهده وتقواه حتّى قال النبي صلى الله عليه واله في حقّه : إنّه راهب هذه الأُمّة ، وقال صلى الله عليه واله : إنّ أُويس يشفع لقبائل كربيعة ومضر.

* بعدّ أُويس من حواري الإمام علي عليه السلام وقد شارك في معركة صفّين واستشهد فيها ودفن في «صفّين» وقبره اليوم في مدينة الرقّة الواقعة على بعد ٢٠٠ كيلومتر عن خلب و ٤٥٠ كيلومتر عن الشام بالقرب من قبر عمّار بن ياسر.

٧ ـ عمّار بن ياسر : قبره في الرقّة بالقرب من قبر أُويس القرني.

قبر نبي الله زكريا وقبره في الرقّة في جامع زكريا.

٨ ـ عبدالله بن مكتوم العامري :

أمّه أُمّ مكتوم وأبوه قيس ، وقد قال البعض أنّ اسمه عمرو.

كان من المهاجرين القدماء في الإسلام وحيث إنّه كان ضريراً جعله رسول الله صلى الله عليه واله يصلّي مكانه في المدينة أيّام غزواته ومعاركه ، نعم كان حاضراً في معركة القادسية.

* ذهب بعض المفسّرين أنّ الأعمى الذي ورد ذكره في سورة عبس هو عبدالله.

* توفّي عبدالله بعد عودته من معركة القادسية في المدينة المنوّرة ، إلّا أنّه يوجد قبر في الباب الصغير بالقرب من قبر عبدالله الباهر ينسب إليه ، وبالقرب من قبره توجد حجرةتنسب لإحدى زوجات النبي صلى الله عليه واله.

__________________

(١) راهنماى حج وزيارتگاههاى جهان اسلام ص ١٣١.

٢٥٧

٩ ـ قبر أوس بن أوس : وهو من أجلّاء صحابة الرسول صلى الله عليه واله وكان من الذين سكنوا مسجد النبي صلى الله عليه واله في ايوان الصفّة المعروفة.

* كان أوس فقيراً جدّاً ومع ذلك كان كثير التهجّد والعبادةز

* هاجر إلى الشام ثمّ مات في عهد عثمان بن عفّان ودفن في الباب الصغير (١) ومقبرته الآن مقابل مدرسة الصابونية على جهة الحائط الغربي من مقبرة الباب الصغير.

١٠ ـ وائلة بن الأصقع : فمن صحابة الرسول صلى الله عليه واله الذين كانوا مع أوس بن الأوس وعمّار بن ياسر وغيرهم في «ايوان الصفّة» هو وائلة بن الأصقع.

* كان وائلة من المعمّرين وقيل أنّه عمّر مئة وخمسين سنة.

* توفّي في عهد عبدالملك بن مروان سنة ٨٣ ه في دمشق ودفن في الباب الصغير ، وهو آخر صحابة الرسول صلى الله عليه واله الذين توفّوا في دمشق (٢).

* نقل أنّه كان من الساخطين على آل أُميّة لقتل سيّد الشهداء عليه السلام ، وقد بقي طيلة عمره يعظ الناس ويقول لهم : إنّ آية التطهير نزلت في أهل البيت عليهم السلام (٣).

١١ ـ فضالة بن عبيد : وهو من صحابة الرسول صلى الله عليه واله وقد سكن الشام بعد فتحها ، وتولّى مهمّة القضاء في عهد معاوية ثمّ توفّي سنة ٥٣ ه ودفن إلى جنب أبي الدرداء وأُمّ الدرداء.

١٢ ـ سهل بن ربيع الأنصاري : وهو أيضاً من أكابر صحابة الرسول صلى الله عليه واله المنتسبين إلى قبيلة الأوس وقد سكن دمشق في أوائل حكومة معاوية. توفّي ودفن في الباب الصغير (٤).

__________________

(١) راهنماى حج وزيارتگاههاى جهان اسلام ص ٤٣.

(٢) نفس المصدر ص ٤٩.

(٣) نفس المصدر ج ٣ ص ٣٩٧ لباقر القرشي.

(٤) نفس المصدر لابن الحوراني ص ٥٠.

٢٥٨

١٣ ـ حجر بن عدي الكندي : على بعد عشرين كيلومتر من دمشق توجد قرية تسمّى «عذرا» وأهل القرية يسمّونها عدرُ وهي من توابع دوما الواقعة بعد حرستا الي على يمين دوما.

* يعدذ حجر بن عدي من التابعين الزهّاد الأوحديين الذين ناصروا أمير المؤمنين عليه السلام ويعرف بـ «سعد الخير».

* قال أمير المؤمنين عليه السلام في حقّه :

* بعد شهادة أمير المؤمنين عليه السلام قبض عليه عامل اليمن «محمّد بن يوسف» وجيئ به إلى المسجد وضربوه ضرباً مبرحاً وأمروه أن يلعن أمير المؤمنين عليه السلام فالتفت حجر إلى الناس وقال : إنّ الأمير أمرني أن ألعن علياً ، فالعنوه لعنه الله (١).

* كان لحجر علاقة شديدة بالعبادة وقد أنشد قبل وفاته أبياتاً لإي مدح أمير المؤمنين (٢).

* يذكر أنّ عائشة قالت لمعاوية : (٣).

* يقول ابن الأثير : أنّ قبر حجر بن عدي معروف في العذراء وهو محلّ استجابة الدعاء ، وفي السنوات الأخيرة تحرّك بعض الخيرين وأعادوا تشييد ضريح حجر بن عدي.

* على الرغم من صغر سنّ حجر بن عدي إلّا أنّه كان من أعاظم أصحاب الإمام علي عليه السلام ، وكان في معركة صفّين رئيس قبيلة كندة كما كان من قادة جيش الإمام علي عليه السلام في معركة النهروان.

أمّا سبب شهادته فقيل أنّ عبدة الدنيا وأعوان الظلمة أمثال أبي برادة بن أبي موسى

__________________

(١) معجم رجال الحديث لآية الله العظمى السيّد أبو القاسم الخوئي قدس سره المتوفّى سنة ١٤١٣ ه ج رقم ٢٦٠٨.

(٢) راجع سفينة البحار ج ٢ ص ٩٦.

(٣) سفينة البحار ج ٢ ص ٩٥.

٢٥٩

الأشعري وشمر بن الجوشن ، وشبث بن ربعي وعمر بن سعد وشوا حجراً إلى معاوية وادّعوا أنّه يلعنه ويخطّط للقيام عليه ولذلك اعتقل حجر مع جماعته وبعثوهم إلى الشام ، وفي الطريق مرّوا على منزل «قبيصة» وهو أحد المعتقلين مع حجر فأخذن بناته يبكين إلّا أنّه أمرهنّ بالصبر وقال : إمّا أن ننال السعادة في الشهادة ويكون الله تعالى هو الحافظ لكم أو أرجع لكم بالسلامة.

* في مرج العذراء القريبة من الشام حفر أزلام معاوية القبور واستعدّوا لقتل حجر وأعوانه إلّا أنّ ستّة منهم أُطلق سراحهم لتوسّط أقرباءهم وتشفّعهم فيهم ، أمّا الرجلان المتبقّيان فقد أمروا بقتلهم فقضوا الليل كلّه حتّى الصباح بالعبادة والتهجّد ثمّ قتلوهم وبعثوهم إلى معاوية إلّا أحدهم تعهّد أن لا يدخل الكوفة فأطلقوا سراحة والآخر بعثوه إلى الكوفة وقتلوه بعد أن أذاقوه أمرّ العذاب.

* قبل أن ينفّذحكم القتل في حقّ حجر صلّى لله ركعتين أطال فيهما الدعاء والتوسّل واستغرق في تهجّده مع الله تعالى ، وبعد أن فرغ من الصلاة التفت إلى جلاوزة معاوية وقال : إنّها أقصر صلاة في حياتي ، فتساءل منه الجلّاد قائلاً : لماذا ترتعد فرائصك؟ قال : ولماذا لا أخاف والقبر مهيّأ أمامي والسيف بيدكومع ذلك فوالله لن أقول ما يسخط الله تعالى.

* إنّ أسماء الشهداء السعداء الذين قتلوا مع حجر بن عدي هي : ١ ـ حجر بن عدي ٢ ـ شريك بن شدّاد الحضرمي ٣ ـ شبل الشيباني ٤ ـ قبيصة بن ضبيعة العبسي ٥ ـ محرز بن شهاب المنقري ٦ ـ كدام بن نحيان العنزي ٧ ـ عبدالرحمن ابن حسّان العنزي.

* ينقل أنّ المسجد الموجود جهة الشمال الشرقي من قبر السيّدة رقيّة عليها السلام والمسمّى بمسجد السادات دفنت فيه أجساد هؤلاء الشهداء أو بعض أعضائهم.

١٤ ـ محمّد بن أبي بكر : ولد من أبي بكر وتربّى على يد أمير المؤمنين عليه السلام وأُمّه أسماء بنت عميس تلك المرأة الصالحة التي قدّمت للإسلام خيرة ذرّية.

٢٦٠