تاريخ مدينة دمشق - ج ٩

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٩

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٠
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

يغتابني عند أقوام ويمدحني

في آخرين وكلّ عنك يأتيني

هذان أمران شتّى بون بينهما

فاكفف لسانك عن ذمي وتزييني

لو كنت أعرف منك الودّ هان له

عليّ بعض الذي أصبحت توليني

أرضى عن المرء ما أصفى مودّته

وليس شيء مع البغضاء يرضيني

رب امرئ لي أخفى بي ملاطفة

محض الأخوة في البلوى يواسيني

وملطف بسؤال أو مكاشرة

مغضب على وغر في الصدر بمأمون

ليس الصديق بمن تخشى غوائله

وما العدوّ على حال بمأمون

يلومني النّاس فيما لو أخبّرهم

بالغدر فيه لما كانوا يلوموني

أخبرنا أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي بن سهل بن بشر الإسفرايني ، أنا محمد بن الحسين بن أحمد بن المقرئ ـ أبو الحسن بن الطّفّال (١) ـ أنا الحسن بن رشيق أبو محمد العسكري ، نا يموت بن المزرّع ، نا محمد بن حميد ، نا الأصمعي قال : بينما أسماء بن خارجة قد عراه الأرق في ذات ليلة إذ سمع نادبة ، وتبكي بصوت حزين وهي تقول :

من للمنابر والخافقات

والجود بعد زمام العرب

ومن للهياج غداة الطعان

ومن يمنع البيض عند الهرب

ومن للعفاة وحمل الدّيات

ومن يفرج الكرب بعد الكرب

فقال أسماء بن خارجة : انظروا من مات في هذه الليلة من الأشراف فاتبعوا هذا الصوت فانظروا من أين هو ؛ فنظروا ورجعوا إليه فقالوا : هذه امرأة فلان البقّال تبكي أباها مروان الحائك.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدّي أبو بكر ، أنا أبو محمد بن زيد محمد بن يونس بن موسى ، نا الأصمعي ، نا المبارك بن سعيد الثوري ، قال : بينما أسماء بن خارجة الفزاري ذات ليلة جالس في منزله على سطح ومعه نساؤه إذا سمع في جوف الليل نادبة تندب وهي تقول :

__________________

(١) هذه النسبة إلى بيع الطفل ، وهو الطين الذي يؤكل ، الأنساب ، واسمه محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن أحمد ، ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٦٦٤.

٦١

ألا فابك على السيد لمّا تعش نيرانه

ولمّا يطل العهد ولمّا تقل أكفانه

عظيم القدر والجفنة ما تخمد نيرانه

قال : فاستوى أسماء بن خارجة جالسا ، وقد اشتدّ جزعه وهو يقول : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ)(١) يا غلام يا غلام ؛ فأتاه جماعة من غلمانه ، فوقفوا قريبا منه حيث يسمعون كلامه ، فقال لأحدهم : يا فلان ، إنه قد حدث ، الليلة في بعض أشرافنا حدث فانطلق إلى منزل عكرمة بن ربعي التّميمي ، فانظر هل طرقهم شيء؟ فذهب الغلام ثم عاد فقال : ما طرقهم إلّا خير ، قال : فاذهب إلى منزل عبد الملك بن عبد التميمي فانظر هل طرقهم شيء ، فذهب ثم عاد فقال : ما طرقهم إلّا خير ، ثم لم يزل يبعث إلى منازل أشراف الكوفة رجلا رجلا ممن يقرب جواره فيسأل عنهم ، إذ قال له بعض جيرانه : أصلحك الله ليس الأمر كما تظن ، قال : فما هذه النادبة قال : هذه ابنة فلان البقّال توفي أبوها فهي تندبه ، فقال أسماء : سبحان الله ما رأيت كالليلة قطّ ثم أقبل على نسائه فقال : عزمت على كلّ واحدة منكن ـ إن حدث بي حدث ـ أن تندبني نادبة بعد ليلتي هذه أبدا.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا [أبو](٢) عبد الله أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خياط ، قال (٣) : وفيها ـ يعني سنة ست وستين ـ مات أسماء بن خارجة بن حصن (٤) بن حذيفة بن بدر الفزاري ، ذكر أبو حسان الزيادي : أنه مات وهو ابن تسعين (٥) سنة وأنه يكنى أبا محمد.

٧٥٩ ـ أسميفع بن تاكور ذا الكلاع

يأتي في حرف الذال.

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية : ١٥٦.

(٢) سقطت من الأصل ، والزيادة عن م.

(٣) تاريخ خليفة ص ٢٦٤.

(٤) بالأصل «حفص» والصواب عن م.

(٥) في الوافي ٩ / ٦١ «ثمانين سنة».

٦٢

ذكر من اسمه أسود

٧٦٠ ـ أسود بن أصرم المحاربي (١)

من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

روى عنه حديثا وقدم الشام وسكن داريّا (٢).

روى عنه سليمان بن حبيب المحاربي.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمد ، نا أحمد بن سليمان بن حزام ح.

وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ـ بأصبهان ـ أنا شجاع بن علي بن شجاع ، أنا أبو عبد الله بن مندة (٣) ، أنا أحمد بن سليمان بن أيوب القاضي ـ بدمشق ـ نا يزيد بن محمد بن عبد الصّمد ، نا عبد الله بن يزيد المقرئ ، نا صدقة بن عبد الله ، نا عبد الله بن علي ـ وقال ابن مندة : عبيد الله ، وكذلك قال غيره ـ : عبد الكريم عن عبد الكريم ـ عن عبد العزيز ـ زاد تمام : القرشي ـ عن سليمان بن حبيب ، حدّثني أسود بن أصرم المحاربي قال : قلت : يا رسول الله أوصني قال : «أملك». وقال ابن مندة : ملكت «يدك» ، فقلت : ـ وقال ابن مندة قال : قلت : ـ فما ذا أملك إذا لم أملكه بيدي قال : «أفتملك» ـ وقال ابن مندة : تملك ـ «لسانك» قلت : ما ذا أملك إذا لم أملك لساني؟ قال : «فلا تبسط يدك إلّا إلى خير» ـ وقال تمام : إلّا في خير ـ «ولا تقل بلسانك إلّا معروفا» [٢٢٨٧].

__________________

(١) ترجمته في أسد الغابة ١ / ٩٩ والإصابة ١ / ٤١ وانظر تاريخ داريا ص ٥٦.

(٢) داريا : قرية كبيرة مشهورة من قرى دمشق بالغوطة. (معجم البلدان).

(٣) بالأصل «مناده» خطأ والصواب عن م وسيرد أثناء الحديث صوابا.

٦٣

رواه أحمد ، عن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي وغيره عن عمرو بن أبي سلمة (١) ، عن صدقة بن عبد الله ، عن عبيد الله بن علي ، عن سليمان بن حبيب نحوه ، وقد روي من وجه آخر عن سليمان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن ، أنا محمد بن الآبنوسي ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله محمد البغوي ، حدّثني محمد بن علي ، أنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة ، نا محمد بن سلمة ، عن أبي عبد الرحيم ، عن عبد الوهاب ، عن سليمان بن حبيب المحاربي ، عن أسود بن أصرم أن الأسود قال : يا رسول الله أوصني قال : «لا تقولن بلسانك إلّا معروفا ولا تبسط يدك إلّا إلى خير» [٢٢٨٨].

قال ابن منيع : لا أعلم له غيره ، ولم يحدّث بهذا الحديث فيما أعلم غير أبي عبد الرحيم ، وهو خال محمد بن سلمة الحرّاني (٢) ، واسمه خالد بن أبي يزيد ، وكان ثقة.

وأخبرناه بتمامه أبو الحسن الفقيه ، نا عبد العزيز الكتّاني ، نا أبو بكر محمد بن أبي عمرو المقرئ وعبد الواحد بن أحمد بن مشماش قالا : أنا الحسين بن أحمد بن أبي ثابت ، نا أبو عقيل أنس بن السلم ، نا إسماعيل بن أبي كريمة ، نا محمد ، عن عبد الرحيم ، عن عبد الوهاب ، عن سليمان بن حبيب المحاربي ، عن أسود بن أصرم المحاربي ، قال سليمان : قدم أسود بن أصرم بإبل له سمان المدينة في زمن محل وجدب من الأرض ، فلما رآها أهل المدينة عجبوا من سمانتها. فذكرت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأرسل إليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأتي بها. فخرج إليها فنظر إليها قال : «لمن جلبت إبلك هذه» قال : أردت بها خادما ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من عنده خادم؟» فقال عثمان بن عفان : عندي يا رسول الله قال : «فائت بها» قال فجاء به (٣) عثمان فلما رآها أسود قال : مثلها أريد ، فقال : «عندك ، خذها يا أسود». وقبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إبله فقال أسود : يا رسول الله أوصني قال : «هل تملك لسانك؟» قال : فما ذا أملك إذا لم أملكه ؛ قال : «تملك يدك» قال : فما ذا أملك إذا لم أملك يدي ، قال : «فلا تقول بلسانك إلّا معروفا ولا تبسط يدك إلّا إلى خير» [٢٢٨٩] تابعه موسى بن

__________________

(١) انظر أسد الغابة ١ / ٩٩.

(٢) بالأصل «الحرابي» والصواب عن م وانظر سير أعلام النبلاء ٩ / ٤٩.

(٣) كذا بالأصل وم.

٦٤

أعين ، عن أبي عبد الرحيم.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا تمام بن محمد الرازي ، أنا جعفر بن محمد بن جعفر الكندي المعروف بابن بنت عدبّس (١) ، نا أبو زرعة قال في تسمية من نزل الشام من الصحابة أسود بن أصرم المحاربي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عبد الله بن عتّاب بن محمد ، أنا أحمد بن عفير أجاز له ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهاب بن الحسن ، أنا أحمد بن عفير ، قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول : في الطبقة الأولى أسود بن أصرم المحاربي.

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن الآبنوسي ـ في كتابه ـ وأخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفّر ، أنا أبو علي أحمد بن علي المدائني ، أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي (٢) ، قال : ومن بني محارب بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر : أسود بن أصرم المحاربي ، له حديث.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا علي بن محمد بن طوق الطّبراني ، أنا عبد الجبار بن محمد بن مهنى الخولاني في تاريخ داريا : ذكر أسود بن أصرم المحاربي. والدليل على نزوله داريّا قطائع له بها لذويه إلى اليوم (٣).

أنبأنا أبو علي بن داريا وأبو سعد المطرّز ، قالا : قال لنا أبو نعيم الحافظ : أسود بن أصرم المحاربي يعد في الشاميين.

٧٦١ ـ أسود بن بلال المحاربي الدّاراني (٤)

ولي الباب والأبواب (٥).

__________________

(١) ضبطت عن التبصير ٣ / ٩٣٥.

(٢) بالأصل «البرني» خطأ والصواب عن م ترجمته في سير الأعلام ١٣ / ٤٧.

(٣) تاريخ داريا ص ٥٦.

(٤) ترجمته في تاريخ داريا ص ١٠٢.

(٥) مدينة على بحر الخزر (معجم البلدان) ويقال له أيضا : باب الأبواب.

٦٥

حكى عنه محمد بن المهاجر.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا علي بن محمد الطبراني ، أنا عبد الجبار بن محمد الخولاني (١) ، أنا أحمد الخولاني ، نا أحمد بن سليمان ، نا يزيد بن محمد ، نا أبو الجماهر قال : كنت بالباب والأبواب وعليها الأسود بن بلال المحاربي فأصاب الناس فزع من عدوّ ، فصعد المنبر ، فخطبهم ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : (أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)(٢) قال : فصعق فخرّ عن المنبر.

قال أبو القاسم : قال لي ابن أبي الحواري : أحبّ أن تجيء معي إلى أبي الجماهر حتى أسمع منه هذا الحديث ؛ قال : فجئت معه حتى يسمعه منه عند باب السّاعات (٣).

قال أبو علي : والأسود بن بلال من ساكني داريّا ذكره عبد الرّحمن بن إبراهيم في الطبقة الخامسة من التابعين. كذا قال ، أبو الجماهر لم يدرك الأسود ، وإنما يروي هذه الحكاية عن محمد بن المهاجر عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسن بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا عبيد الله بن عبد الرّحمن بن محمد السّكّري ، نا أحمد بن يوسف بن خالد الثّعلبي ، نا أحمد بن أبي الحواري [نا](٤) أبو الجماهر ، نا محمد بن المهاجر ، قال : كنا مع أبي الأسود المحاربي بالباب والأبواب فأصاب الناس ظلمة أو غيره ، فصعد الأسود المنبر يعظهم قال : فتلا هذه الآية : (أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللهِ) قال : فأغمي عليه ، فسقط من فوق المنبر إلى أسفل كذا قال [والصواب](٥) أبو الجماهر قال : كنا مع الأسود.

أنبأنا أبو القاسم بن إبراهيم وغيره قالوا : نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم بن بشر ، نا ابن عائذ (٦) ، نا

__________________

(١) تاريخ داريا ص ١٠٢.

(٢) سورة يوسف ، الآية : ١٠٧.

(٣) هو الباب الشرقي من جامع بني أمية بدمشق ، ويسمى اليوم بباب النوفرة.

(٤) زيادة لازمة.

(٥) كلمة غير غيراضحة في المخطوط ، والمثبت بين معكوفتين عن م.

(٦) بالأصل «عائد» بالدال المهملة.

٦٦

الوليد قال : عزل هشام بن عبد الملك ابن أبي مريم عن غازية البحر وولى الأسود بن بلال المحاربي (١).

حدّثنا الوليد ، نا غير واحد أن سبب (٢) ولاية هشام بن عبد الملك الأسود بن بلال غازية البحر أن والي دمشق ولّى الأسود بن بلال ولاية مدينة بيروت من ساحل دمشق ـ لمكان أم الأسود عند سليمان بن حبيب القاضي ، فأغارت الروم على سفن من التجار مرسية بنهر بيروت ، فذهبت بها ومرّت بها على باب ميناء بيروت ، وأهلها ممسوكون بأيديهم هيبة لهم ، فصاح الأسود بهم ، وركب قوارب فيها لنسيه (٣) وقد أفتق بطلبهم حتى استنقذ تلك المراكب ، وقتل منهم ، وكتب إلى هشام [فكتب هشام](٤) إلى الأسود بولايته على البحر ، فلم يزل يحمد حزمه وعزمه وصنع الله له حتى توفي هشام ، فأقره الوليد بن يزيد حتى قتل ، وولي يزيد بن الوليد فعزله وولّاه الأردن وولّى غازية البحر المغيرة بن عمير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطّبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال : قال ابن بكير قال الليث : وفيها ـ يعني سنة عشرين ـ غزا الأسود بن بلال على الجماعة ، وفي سنة إحدى وعشرين غزا حفص بن الوليد البحر وكان بالسّاحل حتى قفل منه ، والأسود بن بلال على الجماعة فلم يخرجوا ، وفي سنة اثنتين (٥) وعشرين ومائة غزا حفص بن الوليد البحر على أهل مصر ، وعلى الجماعة أسود بن بلال فضلّوا من إسكندرية فأصابوا إقريطية (٦) فبلغوا الجمع فهزمهم الله ، ووطنوا إقريطية (٧) وأصابوا منها رقيقا ، وفيها ـ يعني سنة خمس وعشرين ومائة ـ غزا الأسود بن بلال البحر وعلى أهل مصر عيّاش بن عقبة ، غزوا إلى قبرس (٨) فأجلوها إلى الشام.

__________________

(١) وردت الفقرة مضطربة بالأصل ، ولعل الصواب ما أثبت.

(٢) العبارة مضطربة بالأصل ، والمثبت عن م وانظر عبارة مختصر ابن منظور ٤ / ٣٨٧.

(٣) كذا بالأصل وفي م : نشبه.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدركت الزيادة عن م.

(٥) بالأصل «اثنين».

(٦) في مختصر ابن منظور : إقريطش ، وهي جزيرة كريت.

(٧) في مختصر ابن منظور : إقريطش ، وهي جزيرة كريت.

(٨) جزيرة في بحر الروم.

٦٧

قال ابن بكير : أمّر ـ يعني الوليد بن يزيد ـ على جيش البحر الأسود بن بلال المحاربيّ ، وأمره أن يسير إلى قبرس فيخيّرهم فإن أحبّوا ساروا إلى الشّام ، وإن شاءوا ساروا إلى الروم ، فاختار طائفة منهم جوار المسلمين ، فنقلهم الأسود إلى الشام ، واختار آخرون أرض الروم [فانتقلوا إليها.](١).

٧٦٢ ـ أسود بن قطبة

أبو مفزّر التميمي (٢)

شاعر مشهور شهد اليرموك والقادسية وغيرها من المشاهد وقال في ذلك أشعارا يعدّ بلاءه وبلاء قومه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن عبد الله بن سعيد بن يوسف ، نا السّري بن يحيى ، نا شعيب بن إبراهيم ، نا يوسف بن عمر قال : وقال الأسود أبو مفزّر في يوم اليرموك ثم شهد القادسية ـ :

قد علمت عمرو وزيد بأننا

نحلّ إذا خاف العشائر بالسّهل

نجوب بلاد الأرض غير أذلّة

بها عرض ما بين الفرات إلى الرّمل

أقمنا على اليرموك حتى تجمّعت

جلابب روم في كتائبها العضل

نرى حين نغشاهم خيولا ومعشرا

وأسلحة ما تستفيق من القتل

شفاني الذي لاقى هرقل فردّه

على رغمه بين الكتائب والرّجل

قتلناهم حتى شفينا (٣) نفوسنا

من القادة الأولى الرءوس ومن حمل

نعاورهم قتلا بكلّ مهنّد

ونطلبهم (٤) بالزحل زحلا على زحل

__________________

(١) الخبر في الطبري ٧ / ٢٢٧ والزيادة المستدركة منه.

(٢) ترجمته وشعره في كتاب «شعراء إسلاميون» للدكتور نوري حمودي القيسي ص ١٠٩ وما بعدها وفي تاريخ الطبري ٣ /.

(٣) عن مختصر ابن منظور وبالأصل سقينا.

(٤) عجزه في المختصر :

ونطلبهم بالذحل ذحلا على ذحل

والأبيات ليست في شعره في كتاب «شعراء إسلاميون».

٦٨

وقال أبو مفزّر التميمي أيضا (١) :

ألم تعلمي والعلم شاف وكافي

وليس الذي يهدي كآخر لا يهدي

بأنّا على اليرموك غير أشابة

عراة هرقل في كتائبه يردي

وأن بني عمرو مطاعين في الوغى

مطاعيم في اللأواء أنصبة الجهد

وكم فيهم من سيّد ذي توسّع

وحمّال أعباء وذي نائل قهد

ومن ماجد لا يدرك النّاس فضله

إذا عدّت الأحساب كالجبل الشّدّ

وقال أيضا (٢) :

وكم أغرنا غارة بعد غارة

ويوما ويوما قد كشفنا أهاوله

ولو لا رجال كان حشو غنيمة

له أما قط رجت عليهم أوائله

كفيناهم اليرموك لمّا تضايقت

بمن حلّ باليرموك منه حمائله

فلا تعد من منّا هرقل كتائبا

إذا رامها رام الذي لا يحاوله

وقال أبو مفزّر (٣) ـ يعني في بهر سير (٤) ـ :

زعمتم أنّنا لكم قطين

وقول العجز (٥) يخلطه الفجور

كذبتم ليس ذلكم كذاكم

ولكنّا رحى بكم تدور

ولو رامت جموعكم بلادي

إذا كرّت رحانا تستدير

فللنا حدكم بلوى قديس

ولم يسلم هنالك بهر سير

فتحت البهرسير بإذن ربّي

وأعدتني على ذاك الأمور

وقد عضّوا الشفاه ليهلكونا

ودون القوم مهواة جرور

فطاروا قضّة ولهم زفير

إلى دار وليس بها نصير

[وقال أبو مفزّر أيضا :](٦)

تولّى بنو كسرى وغاب نصيرهم

على بهر سيرا واستهدّ نصيرها

__________________

(١ و ٢) الأبيات ليست في : «شعراء إسلاميون».

(٣) الأبيات في شعره (شعراء إسلاميون ص ١٢٠) وفي غزوات ابن حبيش ٢ / ٢٥١.

(٤) بهر سير : من نواحي بغداد قرب المدائن (معجم البلدان) ، وفي غزوات ابن حبيش بهر شير.

(٥) شعراء إسلاميون : «الفخر» ، ابن حبيش : الفجر.

(٦) الأبيات الأول والثاني الثالث في معجم البلدان «بهر سير» ونسبها إلى «أبي مقرّن» كذا. وما بين معكوفتين زيادة لازمة.

٦٩

غداة تولّت عن ملوك بنصرها

كذا غمرات لا يبلّ بصيرها

مضى يزدجرد ابن الأكاسر سادما

وأدبر عنه بالمدائن خيرها

فيا بوحة بالأخشبين (١) لأهلها

ويثرب إذا جاء الأمير بشيرها

ويا قرحة ما تبرحنّ عدوّنا

إذا جاءهم ما قد أسرّ خبيرها

فأبلغ أبا حفص ـ هديت ـ وقل له

فأبشر بنصر الله ، أنت أميرها

[وقال أبو مفزّر أيضا :](٢)

أبلغ أبا حفص بأني محافظ

على الحرب والأيام فيها فتوقها

أحطت بطورات الكتيبة إنّها

أعدّت لفخر يوم ساحت عروقها

حططت عليك القوم من رأس شاهق

وقد كان أعيا قبل ذلك نيقها

وحيث دفعنا بهر سير بمنطق

من القول لم يعبأ بضاعت حقوقها

وقلّدت كسرى خيل موت فلم تزل

مرازبه عنه وفيها عقوقها

حللت نظام القوم لمّا تحمسوا

قطعت نفوس القوم واعتاط ريقها

وأعجبني منهم هنالك أنهم

على فتن منها وقد ضاق ضيقها

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدار قطني : وأما مفزر : أبو مفزّر الأسود بن قطّبة ، شهد الفتوح ، فتح القادسية فما بعدها ، له أشعار كثيرة ، وهو رسول سعد بن أبي وقاص في سبي جلولاء (٣) إلى عمر بن الخطاب ، وهو شاعر المسلمين في تلك الأيام ، قال ذلك يوسف بن عمر في الفتوح ، وقال أيضا عن عمرو بن محمد قال : أقطع عمر أبا مفزّر دار الفيل (٤) ، وقال أيضا : قال أبو مفزّر بعد فتح الحيرة (٥) :

ألا أبلغا عنّا الخليفة أننا

غلبنا على نصف السّواد الأكاسرا (٦)

__________________

(١) الأخشبان : جبلان يضافان تارة إلى مكة وتارة إلى منى ، وهما واحد (معجم البلدان).

(٢) زيادة لازمة.

(٣) جلولاء : طسوج من طاسيج السواد في طريق خراسان ، بينها وبين خانقين سبعة فراسخ (معجم البلدان).

(٤) كذا ، ولم أجدها.

(٥) الحيرة : مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة (معجم البلدان).

(٦) البيت في شعره (شعراء إسلاميون ص ١٢١) وغزوات ابن حبيش ٢ / ٤٦ من ثلاثة أبيات. وبعدها في ابن حبيش قطعة من أربعة أبيات قالها بعد فتح الحيرة أولها :

ألا أبلغا عني العريب رسالة

فقد قسمت فينا فيوء الأعاجم

٧٠

في شعر كثير قاله ، وكان مع خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر رضي‌الله‌عنه في فتوحه.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (١) : أما مفزّر ـ بفاء ثم زاي مشددة مكسورة ثم راء مهملة ـ أبو مفزّر الأسود بن قطبة ، شهد فتح القادسية وما بعدها ، وهو رسول سعد إلى عمر بفتح جلولاء ، وله أشعار كثيرة ذكر يوسف.

٧٦٣ ـ أسود بن قبيس بن معدي كرب بن عبد كلال الحميريّ ،

[حكى](٢) عن عمر بن عبد العزيز.

حكى عنه عبد الله بن يزيد بن تميم السلمي.

وذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق فقال : ومن كتّاب بني أمية بدمشق الأسود بن قبيس بن معدي كرب بن عبد كلال الحميري ، وكان على زمام خراج الأرض (٣) أيام عمر بن عبد العزيز.

قرأت على أبي عبد الله بن أسد بن عمّار ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا علي بن الحسن الرّبعي الحافظ ، أنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد ، حدّثني أحمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد التّميمي وأبو الدحداح ، نا أبو عامر موسى بن عامر بن عمارة المزني ، نا الوليد بن مسلم ، نا عبد الله بن يزيد بن تميم أنه سمع الأسود بن قبيس بن معدي كرب وكان على زمام خراج الأرض لعمر بن عبد العزيز قال : فسألني عن شيء فقلت : برئت من الإسلام إن كنت فعلت ، فقال عمر : إلى أي دين ترجع؟ كدت أن تغرّنا من عملنا ، الحق بأهلك.

٧٦٤ ـ أسود بن مروان المقدّي (٤) البلقاوي

حدّث عن سليمان بن عبد الرّحمن التّميمي.

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ٢٨٣.

(٢) زيادة لازمة عن م.

(٣) اللفظة غير واضحة بالأصل والمثبت عن مختصر ابن منظور ٤ / ٣٩٠ وفي م : الأرضين.

(٤) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى حصن مقدية ، وهي من عمل أذرعات من أعمال دمشق ذكره السمعاني ترجم له ترجمة قصيرة.

وضبطت بالقلم في ياقوت مقدية (بفتح فسكون وتخفيف الياء) وذكره ياقوت وترجم له.

٧١

روى عنه سليمان الطّبراني.

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم.

وأنبأنا أبو الفتح الحداد ، نا عبد الرّحمن بن محمد بن عبيد الله الهمذاني ح.

وأخبرنا أبو علي الحداد وجماعة ، وحدّثني أبو العباس بن الرّويدشتي (١) ، أنا محمد بن الفضل الفزاري ، وفاطمة بنت عبد الله وحسنة بنت علي ، قالوا : أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة (٢) ، قالوا : أنا أبو القاسم بن أحمد الطّبراني نا الأسود بن مروان المقرئ ـ زاد ابن ريدة (٣) : من أهل حصن بقرية من عمل أذرعات من دمشق ـ وقالوا : قال : أنا سليمان بن عبد الرّحمن ـ زاد ابن ريدة (٤) : بن بنت شرحبيل الدّمشقي ـ وقالوا : قال سعدان بن يحيى ، عن صدقة بن أبي عمران ، عن سليمان الكاهلي ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين» [٢٢٩٠].

زاد ابن ريدة عن سليمان قال : لم يروه عن صدقة بن أبي عمران إلّا سعدان بن يحيى ولا عنه إلّا سليمان ، تفرد به الأسود بن مروان وكان ثقة ، وهكذا يقول ابن بنت شرحبيل سعدان بن يحيى ، ويقول هشام بن عمار : سعيد بن يحيى النّخعي وسعيد بن يحيى ولقبه سعدان ، والقولان جميعا صحيحان.

٧٦٥ ـ أسود بن المغراء بن شراحيل بن الأرقم بن الأسود

شهد اليرموك نصرانيّا وقاتل بقوم قومه ، ثم أسلم بعد ذلك بمن معه. له ذكر.

ذكره أبو بكر بن دريد في كتاب الاشتقاق.

٧٦٦ ـ أسود صاحب عمر بن عبد العزيز

إن لم يكن الأسود بن قبيس الذي تقدم ذكره فهو آخر ، روى عنه سعد أبو عاصم مولى بني هاشم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصّقر ، أنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف ، أنا أبو بكر أحمد بن

__________________

(١) ضبطت عن الأنساب هذه النسبة إلى رويدشت وهي قرية من قرى أصبهان.

(٢ و ٣ و ٤) إعجامها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت عن التبصير ، ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٥٩٥.

٧٢

محمد بن إسماعيل بن الفرج ، نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي ، قال : قال محمد بن إسماعيل البخاري ، نا موسى بن إسماعيل ، نا سعد أبو عاصم ، عن الأسود قال : كنت أشتري لعمر بن عبد العزيز حوائجه.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، انا ابو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم ـ واللفظ له ، قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل بن خيرون : وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل ، قال (١) : قال الأسود : كنت أشتري لعمر بن عبد العزيز حوائجه ، سمع منه سعد أبو عاصم ، قال لي موسى بن إسماعيل حديثه عن البصريين.

٧٦٧ ـ أسيد (٢) بن الحضير بن سماك بن عتيك بن رافع ابن امرئ القيس ،

ويقال : ابن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل ابن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو ، هو النّبيت بن مالك بن الأوس ابن حارثة ، وهو العنقاء بن عمرو ، وهو مزيقياء بن عامر ماء السّماء بن حارثة الغطريف ابن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان ابن سبأ ، واسمه عامر بن يشجب بن يعرب بن قحطان أبو يحيى ، ويقال : أبو عتيك ، ويقال : أبو الحضير ، ويقال : أبو عيسى ، ويقال : أبو عمرو الأنصاري الأوسي ـ الأشهلي النقيب (٣) حدّث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وشهد معه العقبة.

روى عنه : أبو سعيد الخدري ، وكعب بن مالك ، وأنس بن مالك ، وعائشة الصّدّيقة ، وعبد الرّحمن بن أبي ليلى ، ومحمد بن إبراهيم بن الحارث ، وابن شفيع.

وشهد مع عمر بن الخطاب الجابية فيما ذكره محمد بن عمر الواقدي في فتوح الشام ، وذكر أن عمر جعله على ربع الأنصار وشهد معه فتح بيت المقدس ثم خرج معه خرجته الثانية ، التي رجع فيها من سرغ (٤) أميرا على ربع الأنصار.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا

__________________

(١) التاريخ الكبير ١ / قسم ١ / ٤٥٠.

(٢) ضبطت بالضم عن تهذيب التهذيب ١ / ٢٢٠ ترجمته.

(٣) ترجمته في الإصابة ١ / ٤٩ وأسد الغابة ١ / ١١١ الاستيعاب ١ / ١٧٥ وسير أعلام النبلاء ١ / ٣٤٠ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر ترجمته.

(٤) سرغ وهو أول الحجاز وآخر الشام بين المغيثة وتبوك من منازل حاج الشام (معجم البلدان).

٧٣

عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي (١) ، نا محمد بن جعفر ، نا شعبة ، قال : سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك ، عن أسيد بن حضير أن رجلا من الأنصار تخلّى برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : ألا تستعملني كما استعملت فلانا؟ قال : «إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض» [٢٢٩١].

أخرجه البخاري ومسلم عن محمد [بن](٢) بشّار ، عن محمد بن جعفر.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد محمد بن الرّحمن ، أنا أبو عمرو محمد بن أحمد.

ح وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ـ وأنا حاضرة ـ أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو علي ، نا وحموية ، نا يحيى بن أبي زائدة ، نا محمد بن إسحاق ، عن حفص ، عن عبد الرّحمن ، عن محمود بن لبيد ، عن ابن شفيع ـ وكان طبيبا ـ قال : دعاني أسيد بن حضير فقطعت له عرق النّسا ، فحدّثني بحديثين.

قال : أتاني أهل بيتين من قومي من أهل بيت من بني ظفر وأهل بيت من بني معاوية فقالوا : كلم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقسم لنا أو يعطينا أو نحوا من هذا فكلّمته فقال : «نعم أقاسم لأهل كلّ بيت منهم شطرا ، فإن عاد الله علينا عدنا عليهم». قال : فقلت جزاك الله خيرا يا رسول الله ، قال : «وأنتم فجزاكم الله خيرا ، فإنكم» ـ وقال ابن المقرئ : فإني ـ «ما علمتكم أعفّة صبر» [٢٢٩٢].

قال : وسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنكم ستلقون أثرة بعدي» [٢٢٩٣] فلمّا كان عمر بن الخطاب قسم حللا بين الناس فبعث إليّ منها بحلّة فاستصغرتها فأعطيتها ابني ، وقال ابن حمدان : أنه فبينا أنا أصلّي إذ مرّ بي شاب من قريش عليه حلّة من تلك الحلل يجرّها ، فذكرت قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنكم ستلقون» ـ وقال ابن المقرئ : تلقون ـ أثرة بعدي» فقلت : صدق الله ورسوله ، فانطلق رجل إلى عمر فأخبره فجاء وأنا أصلّي فقال : صلّ يا أسيد ، فلما قضيت صلاتي قال : كيف قلت؟ فأخبرته ، فقال : تلك حلّة بعثت بها إلى فلان

__________________

(١) مسند أحمد ٤ / ٣٥٢.

(٢) سقطت من الأصل والزيادة عن م. صحيح مسلم : كتاب الإمارة (٣٣) باب (١١) ح ١٨٤٥ (ج ٣ / ١٤٧٤).

٧٤

وهو بدريّ أحدي عقبيّ فأتاه هذا الفتى فابتاعها منه ، فلبسها فأظننت ـ وقال ابن المقرئ : فظننت ـ أن ذلك يكون في زماني! قلت : قد ـ وقال ابن المقرئ فقلت ـ والله يا أمير المؤمنين ظننت أن ذاك لا يكون في زمانك.

وقد رويت القصة الأولى منه عن أنس قال : جاء أسيد. أخبرنا بها أبو محمد بن أبي القاسم بن أبي بكر القارئ أنا أبو جعفر عمر بن أحمد بن منصور الزاهدي ، أنا أبو سعيد محمد بن الحسين بن موسى السّمسار ، أنا الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ، نا علي بن حجر ، نا عاصم بن سويد ، حدّثني يحيى بن سعيد ، عن أنس بن مالك قال : جاء أسيد بن الحضير الأشهلي إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد كان قسم طعاما ، فذكر له أهل بيته من الأنصار من بني ظفر فيهم حاجة ، قال : وجلّ أهل ذلك البيت نسوة قال : فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تركتنا يا أسيد حتى ذهب ما في أيدينا ، فإذا سمعت بشيء قد جاءنا فاذكر لي أهل ذلك البيت» قال : فجاءه بعد ذلك طعام من خبيز وشعير أو تمر ، قال فقسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الناس وقسم في الأنصار فأجزل ، وقسم في أهل ذلك البيت فأجزل ، فقال أسيد بن الحضير متشكرا : جزاك الله أي نبي الله عنا أطيب الجزاء ـ أو قال : خيرا ـ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «وأنتم معشر الأنصار فجزاكم الله أطيب الجزاء» أو قال : «خيرا ـ فإنكم ـ ما علمت ـ أعفّة صبر وسترون بعدي أثرة في الأمر والقسم فاصبروا حتى تلقوني على الحوض» [٢٢٩٤].

أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل العدوي ، أنا أبو القاسم أحمد بن محمد الخليلي ـ ببلخ ـ أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي ، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشّاشي ، نا عيسى [بن](١) أحمد العسقلاني ، أنا يزيد ، أنا محمد بن عمر ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عائشة قالت : قدمنا من حجّ أو عمرة فتلقينا بذي الحليفة (٢) ، وكان غلمان الأنصار يتلقون أهليهم ، فلقوا أسيد بن حضير فنعوا له امرأته ، فتقنّع وجعل يبكي ؛ فقلت : غفر الله لك ، أنت صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وليس (٣) لك من المسابقة والقدم مالك ، وأنت تبكي على امرأة (٤) ؛ قالت فكشف رأسه ، وقال : صدقت لعمري ليحقّ أن لا أبكي على أحد بعد سعد بن معاذ وقد قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما قال ؛ قالت : قلت : وما قال له

__________________

(١) زيادة لازمة ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ٣٨١ (١٦٥).

(٢) ذو الحليفة : قرية بينها وبين المدينة ستة أميال أو سبعة ومنها ميقات أهل المدينة (ياقوت).

(٣) كذا.

(٤) انظر سيرة ابن هشام ٣ / ٢٦٣ باختلاف.

٧٥

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : قال : «لقد اهتزّ العرش بوفاة سعد بن معاذ» قالت : وهو يسير بيني وبين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [٢٢٩٥].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمد البغوي ، نا وهب نا بقية ، أنا خالد بن عبد الله ، عن حصين ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن أسيد بن حضير ، عن رجل من الأنصار قال (١) : بينما نحن عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نتحدث وكان فيه [مزاح](٢) يحدث القوم ويضحكهم فطعنه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في خاصرته ، فقال : «أصبرني» فقال : «اصطبر» قال : اصطبر قال : إنك عليك قميص ولم يكن عليّ قميص ، فرفع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قميصه ، فاحتضنه (٣) وجعل يقبّل كشحه ويقول : إنما أردت هذا يا رسول الله.

أخرجه أبو داود (٤) عن عمرو بن عون ، عن خالد [٢٢٩٦].

أخبرنا أبو محمد السّلمي ، أنا أبو بكر الخطيب.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن اللّالكائي ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، حدثني يونس بن عبد الأعلى ، أنا ابن وهب ، نا مالك قال : كان أسيد بن الحضير أحد النقباء قال : وكانت الأنصار بينهم اثنا عشر نقيبا وكانوا سبعين رجلا ، قال مالك : فحدّثني شيخ من الأنصار أن جبريل صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلى جميع الملائكة كان يشير له إلى أن يجعله نقيبا ، قال مالك بن أنس : كنت أعجب كيف جاء من كل قبيلة رجلان ، ومن قبيلة رجل حتى حدّثني هذا الشيخ أن جبريل صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يشير إليهم يوم البيعة يوم العقبة.

قال لي مالك : عدّة النقباء اثنا عشر رجلا ، تسعة من الخزرج ، وثلاثة من الأوس (٥).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا محمد بن الحسين بن

__________________

(١) سير الأعلام ١ / ٣٤٢ ومختصر ابن منظور ٤ / ٣٩٣.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م وانظر سير الأعلام.

(٣) إعجامها غير واضح بالأصل والمثبت عن م.

(٤) أخرجه أبو داود في كتاب الأدب ، باب في قبلة الجسد (ح ٥٢٢٤).

وقوله : أصبرني : أي أقدني ، واصطبر : استقد.

(٥) انظر في أسماء النقباء الاثني عشر وأنسابهم ابن سعد ٣ / ٦٠٣ وما بعدها.

٧٦

الفضل ، أنا محمد بن عبد الله بن عتّاب ، نا القاسم بن المغيرة ، نا إسماعيل بن أبي أويس ، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ، عن عمّه موسى بن عقبة في تسمية من شهد العقبة الثانية من الأوس : ثم من بني عبد الأشهل : أسيد بن الحضير وهو نقيب (١).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا رضوان بن أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، أنا محمد بن إسحاق ، قال (٢) : وشهد العقبة من الأوس ابن خارجة بن ثعلبة بن عمر بن عامر : أسيد بن حضير بن سماك بن عبيد (٣) بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو ، ابن (٤) مالك بن (٥) الأوس ، وهو نقيب قد شهد بدرا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هذا وهم ويدل عليه ما أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا عبد الوهاب بن أبي حية ، أنا محمد بن شجاع السّلمي ، أنا محمد بن عمر الواقدي ، حدّثني ابن أبي سبرة ، عن عبد الله بن أبي سفيان قال : ولقيه أسيد بن حضير فقال : يا رسول الله ، الحمد لله الذي ظفرك وأقرّ عينك ، والله يا رسول الله ما كان تخلّفي عن بدر وأنا أظن أنك تلقى عدوّا ولكنّي ظننت أنها العير ، ولو ظننت أنه عدو ما تخلّفت ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «صدقت» [٢٢٩٧].

وقوله ابن عبيد وهم ، وإنما هو ابن عتيك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمد ، حدّثني سعيد بن يحيى الأموي ، حدّثني أبي عن ابن إسحاق قال : كان نقيب عبد الأشهل يوم العقبة : أسيد بن حضير بن سماك. سمعت سعد بن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري يقول : أسيد بن الحضير بن سماك من الأوس من النقباء ليلة العقبة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور بن المبارك الكيلي ، قالا :

__________________

(١) انظر في أسماء النقباء الاثني عشر وأنسابهم ابن سعد ٣ / ٦٠٣ وما بعدها.

(٢) سيرة ابن هشام ٢ / ٨٦ ـ ٨٧.

(٣) في ابن هشام : «عتيك» وسينبه ابن عساكر إلى ذلك.

(٤) بالأصل «وابن» والمثبت عن ابن هشام.

(٥) بالأصل «من» والمثبت عن ابن هشام.

٧٧

أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ومحمد بن أحمد بن إسحاق ، أنا أبو جعفر الأهوازي ، نا خليفة بن خيّاط قال في تسمية أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من بني عبد الأشهل وهو ابن جشم بن الحارث بن الخزرج بن النّبيت وهو عمر بن مالك بن الأوس بن حادية بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان : أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل يكنى أبا عتيك نقيب شهد بدرا ، ومات بعد العشرين ، قيل قبل عمر ، كان في الأصل يكنى أبا عتيق بالقاف في تسمية أبا عتيك بالكاف وهو الصواب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقال ، أنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنا إبراهيم بن أحمد القرميسيني ، أنا إبراهيم بن أبي أمية ، قال : سمعت نوح بن حبيب يقول : أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك من بني عبد الأشهل ، وكنية أسيد بن حضير صاحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبو يحيى.

وأخبرني أبو الفضل بن ناصر ، أنا الحسن بن علي ، أنا محمد بن المظفّر ، أنا أحمد بن علي المدائني ، أنا أحمد بن عبد الله بن البرقي ، قال : أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس شهد العقبة وكان نقيبا فيما قال ابن إسحاق ويكنى أبا يحيى : توفي زمن عمر سنة عشرين جاء عنه أربعة أحاديث (١).

أخبرنا أبو بكر شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمد بن يوسف ، أنا أحمد بن محمد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمد بن سعد قال : في الطبقة الأولى من الأنصار : أسيد بن حضير بن السّماك بن عتيك ، ـ حدّثني عبد الأشهل ـ ويكنى أبا يحيى وكان يكنى أيضا أبا الحضير.

أخبرنا على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي إسحاق البرمكي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد (٢) : [أسيد](٣) ابن الحضير بن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل ، ويكنى أبا يحيى ،

__________________

(١) انظر الاستيعاب ١ / ٥٤ و ٥٥ على هامش الإصابة.

(٢) طبقات ابن سعد ٣ / ٦٠٣ ـ ٦٠٤.

(٣) زيادة عن ابن سعد.

٧٨

وكان يكنى أيضا أبا الحضير ، وأمّه في رواية محمد بن عمر : أم أسيد بنت النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل ، وفي رواية عبد الله بن محمد بن عمارة : أم أسيد بنت سكن بن كرز بن زعورا بن عبد الأشهل ، وكان لأسيد من الولد : يحيى وأمه من كندة توفي وليس له عقب ، وكان أبو [ه](١) حضير الكتائب شريفا في الجاهلية ، وكان رئيس الأوس يوم بعاث (٢) وهي آخر وقعة كانت بين الأوس والخزرج في الحروب التي كانت بينهم ، وقتل يومئذ حضير الكتائب ، وكانت هذه الوقعة ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمكة قد تنبّى ودعا إلى الإسلام ، ثم هاجر بعدها بستّ سنين إلى المدينة. ولحضير الكتائب يقول خفاف بن ندبة السّلمي (٣) :

لو أن المنايا حدن عن ذي مهابة

لهبن حضيرا يوم غلّق واقما

يطوف به حتى إذا الليل جنّه

تبوّأ منه مقعدا متناعما

قال : وواقم (٤) : أطم حضير الكتائب وكان في بني الأشهل ، وكان أسيد بن الحضير بعد أبيه شريفا في قومه في الجاهلية [وفي الإسلام يعدّ من عقلائهم وذوي رأيهم ، وكان يكتب بالعربية في الجاهلية](٥) وكانت الكتابة في العرب قليلا ، وكان يحسن العوم (٦) والرمي ، وكان يسمّى من كانت هذه الخصال فيه في الجاهلية الكامل وكانت قد اجتمعت في أسيد ، وكان أبوه حضير الكتائب يعرف بذلك أيضا ويسمّى به ، كذا قال وأسقط رافعا من نسبه.

وقد أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا ، قالا : أنا [أبو](٧) الحسين بن الآبنوسي ، عن أبي بكر أحمد بن عبيد بن بيري (٨) ، أنا محمد بن الحسين الزّعفراني ، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة ، نا هوذة ، نا ابن جريج ، حدّثني عكرمة بن

__________________

(١) زيادة عن ابن سعد.

(٢) بعاث بالضم ، موضع في نواحي المدينة كانت به وقائع بين الأوس والخزرج في الجاهلية.

(٣) البيتان في ابن سعد ٣ / ٦٠٤ ومعجم البلدان (بعاث) وهما في شعره المجموع ضمن كتاب «شعراء إسلاميون» للدكتور نوري حمودي القيسي ص ٤٨٨ وانظر تخريجهما فيه.

(٤) واقم : أطم من آطام المدينة كأنه سمي بذلك لحصانته (معجم البلدان).

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م وانظر ابن سعد.

(٦) كذا بالأصل وم.

(٧) الزيادة عن م.

(٨) رسمها غير واضح بالأصل وم والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ١٩٧.

٧٩

خالد أنه أسيد بن حضير بن سماك ، وهو سماك بن عتيك بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل.

قال : فأخبرنا الفضل بن غانم قال : عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس بن حارثة.

قال : ونا أحمد بن محمد بن أيوب ، نا إبراهيم بن سعد ، عن ابن إسحاق قال : أسيد بن حضير يكنى أبا يحيى.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي ، أنا أبو الفضل بن خيرون وأخبرنا (١) أبو البركات الأنماطي (٢) أنا ثابت بن بندار ، أنا عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصّيرفي ، أنا عبيد الله بن يعقوب ، أنا العباس بن العباس بن محمّد الجوهري ، أنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل ، نا أبي قال : أسيد بن حضير أبو عتيك.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر [نا](٣) أبو الفضل بن خيرون ، وأبو الحسين بن الطّيّوري وأبو الغنائم بن النّرسي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أحمد الواسطي ـ زاد ابن خيرون : وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن إسماعيل قال (٤) : أسيد بن حضير أبو يحيى الأنصاري الأشهلي ، له صحبة ، مديني مات في عهد عمر قاله عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ، وقال لي عبد العزيز بن عبد الله ، عن إبراهيم بن سعد ، عن محمد [بن](٥) إسحاق ، عن يحيى بن عبّاد ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد يعتد عليهم فضلا كلهم من بني عبد الأشهل : سعد بن معاذ ، وأسيد بن حضير ، وعبّاد بن بشر. وقال أحمد (٦) : حدثنا عفّان عن حمّاد بن سلمة ، عن ثابت ، عن ابن أبي ليلى : أن أسيد بن حضير أبو عتيك.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان ، قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو يحيى أسيد بن حضير الأنصاري الأشهلي له صحبة.

__________________

(١) سقطت من الأصل والزيادة عن م.

(٢) بالأصل «أن» والصواب عن م.

(٣) بالأصل «أن» والصواب عن م.

(٤) التاريخ الكبير ١ / قسم ثاني / ٤٧.

(٥) سقطت من الأصل والزيادة عن م.

(٦) بالأصل «بن» والمثبت عن البخاري.

٨٠