تاريخ مدينة دمشق - ج ٩

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٩

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٠
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

بكلّ خطوة صيام سنة وقيامها» [٢٤٣٢].

وأما حديث عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر :

فأخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي (١) ، حدّثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، حدّثنا يوسف بن سعيد ، حدّثنا عمارة بن بشر ، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، نا أبو الأشعث الصّنعاني ، عن أوس بن أوس الثقفي ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من غسل يوم الجمعة واغتسل وغدا واقترب وسعى ولم يركب وأنصت ولم يلغ كتب الله عزوجل له بكلّ خطوة عبادة سنة صيامها وقيامها» [٢٤٣٣].

وأما حديث سليمان بن موسى :

فأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا خيثمة بن سليمان ، حدّثنا العباس بن الوليد بن مزيد (٢) ، حدّثنا محمد بن شعيب بن شابور ، حدّثنا النعمان بن المنذر ، عن سليمان بن موسى ، عن أبي الأشعث ، عن أوس بن أوس ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أدركته الجمعة فغسل واغتسل ثم دنا وابتكر ، ثم دنا من الإمام كان له بكلّ خطوة كعمل سنة وصيامها وقيامها» [٢٤٣٤].

ورواه ثور بن يزيد ، عن عثمان الشامي ، عن أبي الأشعث ، عن أوس ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي (٣) ، نا روح ـ هو ابن عبادة ـ حدّثنا ثور بن يزيد ، عن عثمان الشامي أنه سمع أبا الأشعث الصّنعاني عن أوس بن أوس الثقفي ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من غسل واغتسل ، وغدا وابتكر ، ودنا فاقترب (٤) واستمع وأنصت ، كان له بكلّ خطوة يخطوها [أجر](٥) قيام سنة وصيامها» تابعه المعافى بن عمران الموصلي ، عن ثور ، وخالفهما أبو عاصم الضحاك بن مخلد قراءة عن

__________________

(١) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن الأنساب وفي م : الحرفي.

(٢) بالأصل «يزيد» خطأ ، والصواب ما أثبت ، تقدم ، ترجمته في سير الأعلام ج ١٢.

(٣) مسند الإمام أحمد ٢ / ٢٠٩.

(٤) عن الإمام أحمد وبالأصل «فأقرب».

(٥) زيادة عن الإمام أحمد.

٤٠١

ثور ولم يذكر عبد الله بن عمرو (١) [٢٤٣٥].

أخبرناه أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبي أبو العباس ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا خيثمة بن سليمان ، حدّثنا أبو يعقوب إسحاق بن سيار النّصيبي ، حدّثنا أبو عاصم ، عن ثور ، عن عثمان أبي خالد ، عن أبي الأشعث الصّنعاني ، عن أوس بن أوس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من غسل واغتسل ، وغدا وابتكر ، ودنا فاقترب وسمع فأنصت ، كان له بكلّ خطوة صيام سنة وقيامها» [٢٤٣٦].

وأما الحديث الثاني الذي رواه أوس.

فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو سعد الجنزرودي ، أنا محمد بن الفضل بن إسحاق ، حدّثنا جدي ، حدّثنا محمد بن العلاء بن كريب ، حدّثنا حسين ـ يعني ابن علي الجعفي ـ حدّثنا عبد الرّحمن بن يزيد [عن أبي الأشعث](٢) الصّنعاني ، عن أوس بن أوس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ من أفضل أيامكم يوم الجمعة ، فيه خلق الله آدم ، وفيه قبض ، وفيه النّفخة ، وفيه الصّعقة ، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه ، فإنّ صلاتكم معروضة عليّ» قالوا : وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت (٣)؟ فقال : «إن الله عزوجل (٤) حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء» [٢٤٣٧].

قال : وحدّثنا جدي محمد ، حدّثنا محمد بن رافع ، حدّثنا حسين بن علي ، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر بهذا الإسناد مثله ، وقال : يعنون : قد بليت.

ورواه أحمد بن حنبل في مسنده عن حسين الجعفي وخلط ترجمة أوس بن أوس بترجمة أوس بن أبي أوس وهو ابن حذيفة ، وكلاهما ثقفي.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو القاسم تمام بن محمد بن جعفر ، حدّثنا أبو زرعة قال في ذكر من نزل الشام من الصحابة : أوس بن أوس الثقفي.

__________________

(١) بالأصل «عمر» والصواب عن م.

(٢) ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح عن م.

(٣) على هامش الأصل : لعله وقدمت.

(٤) بالأصل «إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم» والمثبت : «إن الله عزوجل» عن مسند الإمام أحمد ٤ / ٨.

٤٠٢

أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عبد الله بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهاب بن الحسن ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ أنا أبو الحسن بن سميع في الأول من الطبقات قال : أوس الثقفي صاحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو محمد بن الآبنوسي ـ في كتابه ـ ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه [أنا](١) أبو محمد الجوهري ، أنا أبو الحسن بن المظفّر ، أنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن ، أنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي (٢) قال : أوس بن أوس ، ويقال : أوس بن أبي أوس الثقفي له سبعة أحاديث هذا القول يدل على أنه جعلهما (٣) واحدا ، ولذلك عدّ أحاديثه سبعة ، وهما اثنان أحدهما هذا الذي نزل الشام وله حديثان ، والآخر من أهل الطائف وهو ابن أبي أوس وله أحاديث (٤).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق ، قال أوس بن أوس وقيل ابن أبي أوس عداده في أهل الشام ، روى عنه أبو الأشعث الصّنعاني ، وعبد الله بن محيريز.

٨٣٧ ـ أوس بن بشر ويقال ابن بشير

المعافري المصري (٥)

حدّث عن عقبة بن عامر ، وعن رجل من جيشان ، له صحبة.

روى عنه عامر بن يحيى المعافري (٦) ، وواهب بن عبد الله ، وأبو قبيل حي ابن

__________________

(١) زيادة لازمة عن م.

(٢) رسمها غير واضح بالأصل ، والمثبت عن م عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى برقة وهي بلدة تقارب تروجة من أعمال المغرب.

(٣) رسمها غير واضح بالأصل وم ولعل الصواب ما أثبت.

(٤) راجع أسد الغابة ١ / ١٦٥ الإصابة ١ / ٧٩ ـ ٨٠.

(٥) سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور. ترجمته في الاستيعاب ١ / ٧٩ هامش الإصابة ، أسد الغابة ١ / ١٦٥ والإصابة ١ / ١٣٣.

(٦) الاستيعاب : الجيشاني وفي م كالأصل.

٤٠٣

يونس ، والليث بن سعد ، والحلّاج مولى عبد العزيز بن مروان ، وأبو صالح التميمي أو التيمي.

وقدم دمشق ببيعة أهل مصر ليزيد بن الوليد.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ـ في كتابه ـ أنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطّيّوري وأبو الغنائم بن النّرسي ، قالوا : أنا [أبو](١) أحمد بن الغندجاني [أنا](٢) عبد الوهاب بن محمد ـ زاد ابن خيرون : ومحمد بن الحسن الأهوازي ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان الشيرازي ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل البخاري ، قال (٣) : أوس بن بشر المعافري ، يعد في المصريين ، صحب أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم روى عنه عامر بن يحيى ، وواهب بن عبد الله ، سمع عقبة بن عامر.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ـ في كتابه ـ أنا عبد الرّحمن بن محمد بن إسحاق ، أنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمد الفأفاء ح ، قال : وأنا أحمد بن عبد الله الأصبهاني ـ إجازة ـ قالا : أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال (٤) : أوس بن بشر رجل (٥) من أهل اليمن ، يقال إنه من جيشان أنه أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى الليث بن سعد ، عن عامر بن يحيى عنه.

أنبأنا أبو بكر اللّفتواني ، أنا حمزة بن العباس العلوي وأحمد بن محمد بن سليم ، قالا : أبا أبو بكر الباطرقاني ، أنا عبد الله بن مندة ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس :

أوس بن بشر المعافري عريف بني أنعم كان يقرأ التوراة والإنجيل ، وكان يوازي عبد الله بن عمرو في

العلم ، حدث عنه أبو قبيل ، وواهب بن عبد الله ، وليث بن سعد ، والجلّاح مولى عبد العزيز بن مروان ، وأبو صالح التميمي. ويقال التيمي (٦) وهو رجل معروف من أهل مصر. وذكره أبو عمر الكندي المصري في بعض مصنفاته فقال : أوس بن بشير ، بزيادة ياء.

__________________

(١ و ٢) الزيادة في الموضعين عن م.

(٣) التاريخ الكبير ١ / قسم ٢ / ١٩.

(٤) الجرح والتعديل ١ / قسم ١ / ٣٠٤.

(٥) بالأصل : «عن رجل» و «عن» مقحمة ليست في الجرح والتعديل فحذفناها ، انظر أسد الغابة ١ / ١٦٥.

(٦) بالأصل «التميمي» خطأ والصواب عن م ، وقد مرّ في أثناء الترجمة.

٤٠٤

٨٣٨ ـ أوس بن ثعلبة بن زفر بن الحارث (١)

بن أوس بن وديعة بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة التّيمي تيم الرباب

نسبه أبو القاسم الزجاجي عن أبي بكر بن دريد.

قيل إن له صحبة ، قدم على معاوية بن أبي سفيان ، ثم بعثه مسلم بن زياد إلى يزيد بن معاوية يحتال له في ولاية العراق ؛ وكان شاعرا.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ـ فيما أرى ـ أنا أبو المظفّر موسى بن عمران الأنصاري ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني علي بن عبد العزيز ـ يعني الجرجاني ـ أنا أحمد بن عمرو بن فضالة ، حدّثنا العباس بن مصعب ، أخبرني محمد الروادي ، عن سليمان بن صالح ، حدّثني يزيد بن عمر بن عبّاد أخو تميم بن عمر الليثي : أن أوس بن ثعلبة التميمي ورد مع سعيد بن عثمان بن عفّان خراسان فنزل [أبر شهر](٢) ثم وجهه سعيد بن عثمان إلى معاوية.

قال الحاكم أبو عبد الله أوس بن ثعلبة التّيمي من الصحابة ، وذكر أبو محمد الحسن بن محمد الكاتب ، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد ، أنا أبو حاتم ، أنا أبو عبيدة ، عن يونس ، قال : كان أوس بن ثعلبة وهو صاحب قصر أوس بالبصرة وقع بينه وبين طلحة الطلحات معارضة بخراسان وسعيد بن عثمان يومئذ أمير خراسان فشكاه طلحة إلى سعيد وحمله عليه ، فخافه فخرج أوس واستصحب رجلا يقال له عبدك بن يسار (٣) فأخذ مفازة قاسان ، وخرج هاربا إلى معاوية ، فكتب فيه سعيد إلى معاوية فلما قدم الشام استأذن على معاوية فدخل ، فأخبره بما كان ، فأمنّه وكان عبدك قد أظهر عجزا عند ركوبه المفازة فقال أوس (٤) :

بكى عبدك لما رأى البيد أعرضت

وقال : هلكنا والضعيف ضعيف

فقلت له : لا تبك عينيك إنها

قوي (٥) غربة بالصّالحين قذوف

__________________

(١) سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.

ترجمته في أسد الغابة ١ / ١٦٦ الإصابة ١ / ٨١ والوافي بالوفيات ٩ / ٤٤٣.

(٢) بياض بالأصل ، والمثبت عن م ، وانظر الإصابة والوافي بالوفيات.

(٣) في الوافي : عبدل بن خالد الليثي وفي م : عبدل بن يسار.

(٤) الأول والثاني والسادس في الوافي ٩ / ٤٤٤.

(٥) الوافي : نوى غربة.

٤٠٥

سأرمي بها الموماة خوضا كأنها

طا قارب يسقى الفراخ مصيف

فهان على أم الظباء بما أرى

إذا كان باب دونها وسجوف

تبكي على أم الظباء ودونها

مصاريع أبواب لهن صريف

لعمرك إني من شريط مطرد

وخاس لمدلاج الظلام عسوف

تشكى بصحراء الفرس بغلتي

كما تشتكي عود بساق نهيف

فقلت لها : لا تجزعي إن ليلة

سراك بها في حاجتي لطفيف

وباتوا يظنون الظنون وبغلتي

لقاسان فيها ناكف وزحوف

إذا ما علت حرفا ذمت حدودها

وأعرض مغبر العجاج مخوف

فلما دخل سأله عن شعره في نفسه وشقيق بن ثور حاضر فقال شقيق : لا والله إني تبعت فزارة إذا ألقى فقال معاوية كيف قلت : قال أنا الذي أقول :

وحادثة لا يستطيع احتمالها

من القوم إلّا الشرمجي المصمم

تفرّدت وحدي فاطلعت بأولها

ولم يستطعها المأنف المتهكّم

ويوم ترى أبطاله بكآبة

شهدت وآدابي حسام مصمم

وقلب كمي حين يلقى عدوه

وأجرد كالسرحان نهد عثمثم

فقال معاوية : أحسنت لو تابعك شقيق. فقال : ما قول شقيق : وهتف الريح إلّا سواء وما يعتد شقيق في بكر بن وائل أكبر من مرق سدوس ونوكه ، وكيف يعتبني شقيق ، وفيه يقول الشاعر :

أحاط شقيق بالفواكه والخفا

وبالجهل إن الحلم خير من الجهل

فما في سدوس خصلة تستحبها

ولا رزقت شيئا سدوس من العقل

عظام الحباربّ اللّحا لا تراهم

يدا الدهر إلّا يغلبون على الفضل

هم القوم لا يخشى العدوّ عقابهم

ولم يدركوا يوما بثأر ولا بتل

قال معاوية : أقسم عليك أمير المؤمنين إلّا كففت ، من يقول هذا الشعر؟ قال : أنا قلته الساعة.

وذكر أبو بكر محمد بن يحيى الصولي ، حدّثني القاسم بن إسماعيل ، حدّثنا محمد بن سلّام ، قال : دخل أوس [بن] ثعلبة صاحب قصر أوس بالبصرة ، وكان شريفا ، على الحكم بن المنذر بن الجارود فلم ير منه ما يحبّ فقال :

٤٠٦

ندمت على تركي خراسان بعد ما

رأيت لعبد القيس فردا معصّبا

فلو بالفتى منصور بكر بن وائل

نزلنا على علّاته قال : مرحبا

ومنصور هذا من بني يشكر بن بكر فأوصى منصور أهله وحشمه ألّا يلقوا أوس بن ثعلبة إلّا : بمرحبا فلقوه بذلك ، فلما سلّم عليه قال له ابن له صغير : أنت مرحبا؟ قال : نعم.

٨٣٩ ـ أوس بن حارثة بن لأم (١)

وإليه البيت في طيّئ بن عمرو بن طريف بن ثمامة بن مالك بن جدعان بن ذهل بن رومان بن حرب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيّئ بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان الطائي.

شاعر قدم دمشق في الجاهلية خاطبا لماويّة بنت حجر بن النعمان.

قرأت بخط أبي محمد عبد الرّحمن بن أحمد التميمي قال : وجدت بخط أبي الحسن محمد بن عبد الله بن جعفر الرازي قال : وجدت في غير هذه الرواية أن ماويّة هذه هي بنت حجر الغسّاني عمة أبي شمر بن الحارث بن حجر بن النعمان الغسّاني ، فكان مقامها بدمشق ، وكانت تخطب في سائر العرب من يمني أو مضري فلا يكلمها أحد في التزويج مصرّحا إلّا أن يكون في الشعر. وأن أوس بن سعدي الطائي وزيد الخيل التّيهاني الطائي وحاتما أبا عدي الطائي ساروا إليها يخطبونها فلما دخلوا عليها سألتهم من أكبرهم سنا فقالوا : أوس بن سعدي أكبرنا ، قالت : من يليه؟ قالوا : زيد الخيل ثم حاتم الأصغر وذكر قصة.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش ـ إذنا ومناولة ، وقرأ عليّ إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين الجازري ، أنا المعافى بن زكريا ، حدّثنا محمد بن القاسم الأنباري ، أنا أبو العباس أحمد بن يحيى ، عن محمد بن سلّام قال : قيل لأوس بن حارثة وهو أوس بن سعدي الطائي أنت أسود أم حاتم؟ وكان أوس يحتبي في ثلاثين من ولده فقال : لو أني وولدي

__________________

(١) انظر في نسبه جمهرة ابن حزم ص ٣٩٩ باختلاف بعض الأسماء ونقص وزيادة ، وذكره باسم : السيد المشهور.

٤٠٧

لحاتم لانتهبنا في غداة. وقيل لحاتم : أنت أسود أم أوس؟ فقال : بعض بني أوس أسود مني.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله ، أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله بن الجرّاح ، حدّثنا يحيى بن ساسويه ، حدّثنا عبد الكريم السّكري ، حدّثنا وهب بن زمعة ، أخبرني فضالة بن إبراهيم النّرسي ، قال : قال عبد الله ـ يعني ابن المبارك سأل النعمان حاتم طيئ من سيدكم؟ قال : حارثة بن أوس ، قال : فأين أنت منه؟ [قال] ما أصلح أن أكون مملوكا له ، قال : وسأل حارثة بن أوس قال : من سيدكم؟ قال : حاتم طيئ ، قال : فأين أنت منه؟ قال : ما أصلح أن أكون مملوكا له. فقال النعمان : هذا السؤدد قال عبد الله : فأين قراؤنا وعلماؤنا عن هذا؟ كذا في هذه الرواية ، وصوابه : أوس بن حارثة.

٨٤٠ ـ أويس بن عامر بن مالك بن عمرو بن سعد (١)

أويس بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد ، وهو يحامر بن مالك بن أدد بن مذحج ، ويقال : أويس بن عمرو بن حمدان بن عصوان ، ويقال : ابن سعد بن عصوان ، ويقال : أويس بن عامر بن الخليص ، ويقال : أويس بن عبد الله أبو عمر المرادي القرني.

من تابعي أهل اليمن أدرك حياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يره ، ووفد على عمر بن الخطاب ، وروى عنه ، وعن علي إن صحّت الرواية عنه.

روى عنه : يسير بن عمرو ، وعبد الرّحمن بن أبي ليلى ، وأبو عبد ربه الدمشقي الزاهد ، وموسى بن يزيد.

وسكن الكوفة ، ويقال : إنه مات بدمشق وأن قبره في مقابر باب الجابية.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن سيّار بن محمد بن أبي القاسم التاجر الهروي ، أنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن سهل بن علي الواسطي (٢) ، أنا أبو علي

__________________

(١) حلية الأولياء ٢ / ٧٩ الوافي بالوفيات ٩ / ٤٥٦ وسير أعلام النبلاء ٤ / ١٩ (٥) وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٢) ترجمته في سير الأعلام ١٩ / ٣٦.

٤٠٨

منصور بن عبد الله بن خالد بن حمّاد الذهلي الخالدي (١) ، حدّثني محمد بن عبيد الله المروزي ، حدّثنا أحمد بن الخضر أبو العباس المروزي ، حدّثنا أحمد بن تميم ، حدّثنا أحمد بن عبيدة النافقاني (٢) أبو عبد الله ، حدّثنا أبو علي عبد الله بن عبيد الله العاموري ، حدّثنا سورة بن شدّاد ، عن سفيان الثّوري ، عن إبراهيم بن أدهم ، عن موسى بن يزيد ، عن أويس القرني ، عن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن لله عزوجل تسعة وتسعين اسما ، مائة غير واحدة ، إنه وتر يحب الوتر ، وما من عبد يدعو بها إلّا وجبت له الجنة» وذكر الأسامي كلها ، كذا في الأصل ورواه غيره عن سفيان الثوري ، زاد في إسناده عمر بن الخطاب [٢٤٣٨].

أخبرتنا به أعلى من هذا أم البهاء حسنة بنت أبي الوفاء بن عمر بن ماجة قالت : أنا شجاع [بن علي بن شجاع ،](٣) أنا أبو عبد الله بن مندة ، حدّثنا القاسم بن القاسم ، حدّثنا عبد الله بن عبد الرّحمن ، حدّثنا عمران بن موسى أبو نعيم ، حدّثنا الثّوري ، عن إبراهيم بن أدهم ، عن موسى بن يزيد ، عن أويس القرني ، عن علي عن (٤) عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن لله ـ تبارك وتعالى ـ تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة» وقد روي عن إبراهيم ، عن موسى ، عن أويس ، عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب حديث آخر [٢٤٣٩].

أخبرناه أبو غالب محمد بن إبراهيم الضبعي (٥) ، أنا أبو عمر عبد الوهاب بن مندة ، أنا أبي أبو عبد الله ، أنا إبراهيم بن محمد رجاء الورّاق ، حدّثنا إبراهيم بن محمد بن يزيد بن خالد المروذي ، حدّثنا محمد بن موسى السّلمي ، حدّثنا أحمد بن عبد الله النيسابوري ، عن شقيق بن إبراهيم البلخي ، عن إبراهيم بن أدهم ، عن موسى بن يزيد عن أويس القرني ، عن عمر بن الخطاب وعلي (٦) بن أبي طالب أنهما قالا : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

__________________

(١) انظر عامود نسبه ، ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ١١٤.

(٢) مهملة بالأصل وم ، والمثبت والضبط عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى نافقان من قرى مرو على ستة فراسخ منها.

(٣) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه.

(٤) بالأصل وم «بن».

(٥) في م : الصيقلي.

(٦) في حلية الأولياء ٨ / ٥٥ في ترجمة إبراهيم بن أدهم : عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٤٠٩

«من دعا بهذه الأسماء استجاب الله له : اللهم أنت حي لا تموت ، وخالق لا تغلب ، وبصير لا ترتاب ، وسميع لا تشكّ ، وصادق لا تكذب ، وقاهر لا تغلب وندى لا تنفذ ، وقريب لا تبعد ، وغافر لا تظلم ، وصمد لا تطعم ، وقيّوم لا تنام ، ومجيب لا تسأم ، وجبار لا تقهر ، وعظيم لا ترام ، وعالم لا تعلّم ، وقويّ لا تضعف ، وعلم لا توصف ، ووفيّ لا تخلف ، وعدل لا تحيف ، وغنيّ لا تفتقر ، وحليم لا تجور ، ومنيع لا تقهر ، ومعروف لا تنكر ، ووكيل لا تخفر ، وغالب لا تغلب ، وقدير لا تستأمر ، وفرد لا تستشير ، ووهاب لا تمل ، وسريع لا تذهل ، وجواد لا تبخل ، وعزيز لا تزال ، وحافظ لا تغفل ، وقائم لا تنام ، ومحتجب لا ترى ، ودائم لا تفنى ، وباق لا تبلى ، وواحد لا تشبّه ومقتدر لا تنازع».

قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «والذي بعثني بالحق لو دعا بهذه الدعوات والأسماء على صفائح الحديد لذابت ، ولو دعا بها [على](١) ماء حار لسكن ، ومن أبلغ إليه الجوع والعطش ثم دعا ربه أطعمه الله وسقاه ، ولو أن بينه وبين موضع يريد [جبلا](٢) لانشعب (٣) له الجبل حتى يسلكه إلى الموضع ، ولو دعا على مجنون لأفاق ، ولو دعا على امرأة قد عسر عليها ولدها ، لهوّن عليها ولدها ، ولو دعا بها والمدينة تحترق وفيها منزله لنجا ولم يحترق منزله ، ولو دعا بها أربعين ليلة من ليالي الجمعة (٤) غفر الله له كلّ ذنب بينه وبين الله عزوجل ، ولو أنه دخل على سلطان جائر ثم دعا بها قبل أن ينظر السلطان إليه لخلّصه الله من شرّه. و [من](٥) دعا بها عند منامه بعث الله بكل حرف منها سبع مائة (٦) ألف من الروحانيين ، وجوههم أحسن من الشمس والقمر يسبحون له ، ويستغفرون له ، ويدعون ويكتبون له الحسنات ، ويمحون عنه السيئات ، ويرفعون له الدرجات».

فقال سلمان : يا رسول الله أيعطي الله هذه الأسماء كل هذا الخير؟ فقال : «لا تخبر به الناس حتى أخبرك بأعظم منها ، فإني أخشى أن يدعوا العمل أو يقتصروا على هذا. ثم قال : من نام ودعا فإن مات مات شهيدا ، وإن عمل الكبائر وغفر لأهل بيته ، ومن دعا بها قضى الله

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة عن حلية الأولياء ٨ / ٥٦.

(٢) زيادة عن مختصر ابن منظور ، وهي مستدركة فيه.

(٣) عن المختصر وبالأصل «لاتسعت».

(٤) بالأصل : «من ليال غفر الله.» والمثبت والزيادة عن حلية الأولياء ٨ / ٥٦.

(٥) زيادة عن الحلية.

(٦) في الحلية : سبعين ألف ملك.

٤١٠

له ألف ألف حاجة» [٢٤٤٠].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون بن راشد ، ثنا أبو زرعة (١) ، حدّثني محمد بن أبي أسامة ، حدّثنا ضمرة ، عن عثمان بن عطاء ، عن أبيه ، قال : قال لي رجل من قومه : تدري أويس بن من؟ قال : [قلت : لا.](٢) قال : أويس بن عامر بن الخليص.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطاب ـ في كتابه ـ أنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد الله بن محمد الهمداني ، أنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن عمر اليماني ، أنا أبو الفضل جعفر بن أحمد بن عبد السلام الحميري ، حدّثنا الحسين بن نصر بن البغدادي ، قال : سمعت أحمد بن صالح المصري يقول : قال أبو نعيم : وأويس القرني المرادي ، أويس بن عمر.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عديّ (٣) ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي بكر ، حدّثنا عباس ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : أويس القرني أويس بن عمرو ، وقال ابن عدي : أويس القرني هو أويس بن عامر ، ويقال : ابن عمر بن عبيد الله (٤).

[أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا عمر بن عبيد الله] ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : قال يحيى بن معين : أويس القرني أويس بن عمر (٥).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا القاضي أبو العلاء ، أنا أبو بكر ، أنا أبو أمية ، حدّثنا أبي قال : قال أبو (٦) : أويس القرني أويس بن عمرو أو عامر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن ، أنا أبو القاسم بن

__________________

(١) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٦٦٠.

(٢) ما بين معكوفتين زيادة عن أبي زرعة.

(٣) الكامل في الضعفاء لابن عدي ١ / ٢٢٧.

(٤) كذا بالأصل ، والذي في الكامل لابن عدي وم : ويقال : ابن عمرو ، وأصله من اليمن مرادي ، يعد في الكوفيين.

(٥) كذا بالأصل وفي م : «عمرو» والزيادة السابقة عن م.

(٦) بياض بالأصل مقدار كلمة واللفظة غير مقروءة في م ورسمها : «البركويا».

٤١١

بشران ، أنا أبو علي بن الصّواف ، حدّثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا هاشم بن محمد ، عن الهيثم بن عديّ ، عن ابن عباس ، قال [في](١) أسماء أهل الكوفة سلمان بن ربيعة الباهلي وهو أوّل من قضى بالكوفة ، وأويس بن عروة المرادي وهو القرني ، وذكر غيرهما. كذا حكى عن الهيثم : بن عروة ، وفي تاريخ الهيثم : أويس بن عمرو ، وهو الصواب.

قرأت على أبي عبد الله يحيى بن البنّا ، عن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل ـ قراءة ـ وعن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد بن خصية ، أنا علي بن [محمّد بن خزفة ، قالا : أنا] محمد بن الحسين بن محمّد الزّعفراني ، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة ، حدّثنا عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي ، حدّثنا يحيى بن سعيد العطّار ، حدّثنا يزيد بن عطاء ، عن علقمة بن مرثد (٢) ، قال : أويس بن أنيس القرني.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن الفهم ، حدّثنا محمد بن سعد قال (٣) : في الطبقة الأولى من أهل الكوفة القرني من مراد وهو أويس بن عامر بن جزء بن مالك بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد وهو يحابر بن مالك بن أدد بن مذحج ، وكان أويس ثقة ، وليس له حديث عن أحد (٤).

أخبرنا أبو [بكر] اللفتواني (٥) ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمد بن يوسف ، أنا أبو الحسن البناني ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثنا محمد بن سعد قال : في الطبقة الأولى من أهل الكوفة : أويس القرني وهو بطن من مراد ، توفي في خلافة عمر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عديّ ، قال (٦) : سمعت ابن حمّاد يقول : قال البخاري :

__________________

(١) زيادة لازمة.

(٢) بالأصل «مدثر» والصواب عن م انظر ترجمته في سير الأعلام ٥ / ٢٠٦.

(٣) طبقات ابن سعد ٦ / ١٦٥.

(٤) بالأصل «أحمد» والمثبت عن م ، وانظر ابن سعد.

(٥) بالأصل : أبو الفتواني ، والمثبت عن م وقياسا إلى سند مماثل ، وانظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة المجلدة السابعة).

(٦) الكامل في الضعفاء لابن عدي ١ / ٤١٢.

٤١٢

أويس القرني أصله من اليمن مرادي في إسناده نظر فيما يرويه.

قال ابن عديّ (١) : وليس لأويس من الرواية شيء ، وإنما له حكايات ونتف وأخبار في زهده ، وقد شكّ قوم فيه ، إلّا أنه من شهرته في نفسه وشهرة أخباره لا يجوز أن يشكّ فيه و [ليس](٢) له من الأحاديث إلّا القليل فلا يتهيأ أن يحكم عليه بالضعف ، بل هو صدوق ثقة مقدار ما يروى عنه ، ومالك ينكره ويقول : لم يكن.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، قال : وأما قرن ـ بفتحتين ـ فهو فيما ذكر ابن حبيب قال : في مراد قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد قوم أويس بن عمر (٣) القرني الزاهد ، قال الدارقطني : وأما القرني فهو أويس بن عمرو ، ويقال : ابن عامر الزاهد ، روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «من خير التابعين أويس» حديثه مشهور [٢٤٤١].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، قال : أويس بن أنيس ، وقيل : ابن عامر ، ويقال : أويس القرني أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يره.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، قال : أجاز لنا أبو زكريّا عبد الرحيم بن أحمد ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا إبراهيم بن السّوسي ، أنا إبراهيم بن يونس الخطيب ، أنا أبو زكريا البخاري ح.

وأخبرنا أبو الحسن بن سلامة بن يحيى ، أنا سهل بن بشر ، أنا رشأ بن نظيف ، قالا : حدّثنا عبد الغني بن سعيد ، قال : فأما القرني بالقاف والرّاء غير معجمة والنون فأويس القرني بطن من مراد أخبر به النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قبل وجوده ، وشهد مع علي صفين وكان من خيار المسلمين.

أنبأنا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحداد ، قالا : أنا أبو نعيم الحافظ ، قال :

__________________

(١) الكامل ١ / ٤١٣.

(٢) الزيادة عن ابن عدي.

(٣) كذا.

٤١٣

أويس بن عامر القرني ، وقيل : أويس بن أنس [بن] عامر أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يره ، عداده في تابعي أهل الكوفة من اليمن من مراد.

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (١) : أما قرن ـ بفتح القاف والراء ـ ففي مراد قرن بن ردمان بن (٢) ناجية [بن](٣) مراد منهم : أويس بن عمرو القرني الزاهد وغيره ، ويقال : ابن عامر أحد الزهاد الثمانية ، سمع عمر بن الخطاب ، وشهد مع علي صفين ، ومراد آخره دال القبيلة التي ينسب إليها ـ وهو يحامر بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن غريب بن زيد بن كهلان بن سبأ.

قال ابن الكلبي : قال ابن إسحاق : مراد بن مذحج بن يحابر بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي ، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي ح.

وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، أنا أبي أبو يعلى ، قالا : أنا أبو عبد الله بن أحمد بن علي الصّيدلاني ، أنا محمد بن مخلد قال : قرأت على علي بن عمر الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي قال : قال ابن عباس : أويس القرني يكنى أبا عمر.

حدّثني أبو بكر السّلماسي ، حدّثني نعمة الله بن محمد ، أنا أبو مسعود البجلي ، أنا أبو النضر الشّرمغولي ، أنا حنين ، أنا عمي الحسن بن سفيان الصفّار ، حدّثنا محمد بن علي ، عن محمد بن إسحاق البصري ، قال : سمعت أبا عمر الضرير يقول : أويس القرني أبو عمرو.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، أنا عثمان (٤) بن أبي شيبة ، قال : أويس القرني أبو عمرو.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم ، عن أبي حازم

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ٨٨.

(٢) عن الاكمال وبالأصل «من».

(٣) زيادة عن الاكمال.

(٤) رسمها غير واضح بالأصل ، والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١١ / ١٥١ وفي م : أنا أبو جعفر بن أبي شيبة.

٤١٤

محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء ، أنا أبو العباس منير بن أحمد بن الحسن ، أنا علي بن أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن مروان الرّملي ، حدّثنا الوليد بن طلحة ، حدّثنا ضمرة بن ربيعة ، عن أصبغ بن يزيد ، قال : أسلم أويس القرني على عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولكن منعه من القدوم برّه بأمه.

أخبرنا أبو النجم عباد بن حمد بن طاهر بن عبد الله الحسناباذي (١) ـ ببغداد ـ أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس ح.

وأخبرنا أبو سعد بن البغدادي ـ بأصبهان ـ أنا أبو المظفّر محمود بن جعفر ، وأبو الطّيّب محمد بن أحمد بن إبراهيم سلّة ، قالوا : أنا أبو علي أحمد [بن](٢) الحسن بن أحمد بن البغدادي ، حدّثنا محمد بن علي بن الحسين بن يزيد الهمذاني ، حدّثنا محمد بن عبد العزيز بن المبارك الدّينوري ، حدّثنا عفّان ، حدّثنا حمّاد بن سلمة ، عن سعيد الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أسير بن جابر ، عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّ من خير ـ وقال أبو سعدان : «خير» ـ التابعين رجل من قرن يقال له أويس القرني» [٢٤٤٢].

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، حدّثنا زهير ، حدّثنا عفّان ، حدّثنا حمّاد بن سلمة ، عن سعيد الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أسير بن جابر ، عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّ خير التابعين رجل يقال له أويس بن عامر وله والدة ، وكان به بياض فدعا الله عزوجل فأذهبه عنه إلّا موضع الدرهم في سرّته» [٢٤٤٣].

قال : وحدّثنا زهير ، حدّثنا هاشم بن القاسم ، حدّثنا سليمان بن المغيرة ، حدّثني سعيد الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أسير بن جابر : أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر وفيهم رجل ممن كان يسخر بأويس فقال (٣) : هاهنا أحد من القرنيين؟ فجاء ذلك الرجل ، فقال (٤) : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع باليمن غير أمّ له ، وقد كان به بياض ، فدعا الله عزوجل فأذهبه عنه إلّا موضع الدينار أو الدرهم فمن لقيه

__________________

(١) هذه النسبة إلى حسن آباذ ، من قرى أصبهان.

(٢) زيادة لازمة.

(٣ و ٤) القائل عمر بن الخطاب (رضي‌الله‌عنه) كما يفهم من سياق عبارة مسلم.

٤١٥

منكم فمروه فليستغفر لكم» أخرجه مسلم عن زهير (١) [٢٤٤٤].

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية أيضا ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب ، نا محمد بن هارون الرّوياني ، حدّثنا عمر بن علي ، حدّثنا معاذ بن هشام ، حدّثني أبي عن قتادة عن زرارة بن أوفى ، عن أبيه ، عن أسير بن جابر ، قال : كان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم أفيكم أويس بن عامر؟ حتى أتى على أويس فقال له : أنت أويس بن عامر؟ قال : نعم ، قال : من مراد ثم من قرن؟ قال : نعم ، قال : كان بك برص فبرأت منه إلّا موضع درهم؟ قال : نعم ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «يأتي عليك أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلّا موضع درهم ، له والدة هو بها برّ لو أقسم على الله لأبرّه ، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل» فسأله عمر : أين تريد؟ قال : الكوفة قال : ألا أكتب لك إلى عاملها فيستوصي بك قال : لا. ولكن أكون في غبّرات (٢) الناس أحب إليّ.

فلمّا كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافى عمر ، فسأله عن أويس كيف تركته؟ قال : تركته رث البيت قليل المتاع. فقال عمر : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «يأتي عليك أويس القرني مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلّا موضع درهم ، له والدة هو بها برّ ، لو أقسم على الله لأبرّه ، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل» فلما قدم الرجل إلى الكوفة أتى أويسا فقال له : استغفر لي ، فقال : لقيت عمر؟ قال : نعم (٣) قال فاستغفر له ، ففطن له الناس فانطلق على وجهه. فقال أسير بن جابر وكسوته بردا فكان إذا رآه عليه إنسان قال : من أين لأويس هذا البرد (٤) [٢٤٤٥].

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية ، أنا أبو القاسم إبراهيم بن إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر المقرئ ، أنا أبو يعلى ، حدّثنا عبيد الله ـ هو ابن عمر ـ نا معاذ بن هشام ح.

وأخبرناه أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو عثمان البحيري ، أنا أحمد بن محمد بن

__________________

(١) صحيح مسلم : كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل أويس القرني (ح : ٢٥٤٢) وبالأصل «أخرجها».

(٢) غبرات الناس مفردها غبّر ، والغبرات : البقايا ، عن أبي عبيدة ، وفي أسد الغابة ١ / ١٨٠ ومسلم ٤ / ١٩٦٩ «غبراء» وغبراء الناس : ضعاف والصعاليك والأخلاط الذي لا يؤبه بهم ولهم.

(٣) رسمها غير واضح بالأصل ، والمثبت عن مسلم وأسد الغابة وسير الأعلام.

(٤) نقله الذهبي في سير الأعلام ٤ / ٢٠ ـ ٢١ وابن عدي في كامله ١ / ٤١٣ أيضا.

٤١٦

عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع الأنباري ـ المعروف بابن الدهان ـ حدّثنا الحسن بن إسماعيل ، حدّثنا المخرّمي ، حدّثنا معاذ بن هشام ، حدّثني أبي عن قتادة ، عن زرارة بن أوفى ، عن أسير بن جابر ، قال : كان عمر بن الخطاب إذا أتت عليه أمداد أهل اليمن سألهم أفيكم ـ وفي حديث ابن سعدوية : هل ـ فيكم أويس بن عامر حتى أتى على أويس فقال ـ زاد ابن القشيري : له ، وقالا : ـ أنت أويس بن عامر؟ قال : نعم ، قال : من مراد؟ قال : نعم. قال : ثم من قرن؟ قال : نعم ، قال : لك والدة؟ قال : نعم ـ وفي حديث ابن القشيري : ألك والدة أنت بها بر قال : نعم ـ قال : كان بك برص فبرأت منه إلّا موضع درهم؟ ـ وفي حديث ابن سعدوية : موضع الدرهم ـ قال : نعم. [قال عمر :](١) سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «يأتي أويس بن عامر مع أمداد (٢) أهل اليمن [من](٣) مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلّا موضع درهم له والدة وهو بها برّ ، لو أقسم على الله لأبرّه ، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل» فاستغفر لي ، فاستغفر له. قال : أين تريد؟ ـ قال ابن سعدوية : فقال له عمر : أين تريد ـ قال : الكوفة قال : ألا أكتب لك إلى عاملها فيستوصي بك؟ قال : لا أكون ـ وفي حديث ابن سعدوية : لأن أكون ـ في غبّرات ـ وقال ابن سعدوية : ـ غبّر الناس أحبّ إليّ. فلما كان في العام ـ وقال ابن القشيري من عام ـ المقبل حجّ رجل من أشرافهم موافق عمر فسأله أويس كيف تركته؟ وفي حديث ابن القشيري قال : فقال له عمر : كيف تركت أويس وقالا : ـ تركته رثّ البيت ورثّ المتاع ـ وقال ابن القشيري : قليل المتاع.

قال (٤) : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «يأتي عليك» ـ وقال ابن سعدوية : عليكم ـ أويس بن عامر مع أمداد اليمن من مراد ثم قرن به برص فبرأ منه إلّا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره ، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل» فلمّا قدم ـ زاد القشيري : الرجل ، وقالا ـ الكوفة أتى أويسا فقال : استغفر لي قال : أنت أحدث عهدا بسفر صالح فاستغفر ـ زاد ابن سعدوية : لي ـ قال استغفر لي قالت : أنت أحدث عهدا بسفر صالح فاستغفر لي ثم اتفقا وقالا ـ : لقد لقيت عمر؟ قال : نعم ، فاستغفر له ففطن له ، الناس

__________________

(١) زيادة لازمة مقتبسة من روايات المصادر السابقة سقطت من الأصل وم.

(٢) أمداد أهل اليمن هم الجماعة الغزاة الذين يمدون جيوش الإسلام في الغزو.

(٣) زيادة عن أسد الغابة وسير الأعلام.

(٤) القائل عمر بن الخطاب.

٤١٧

فانطلق ـ وقال ابن القشيري فخرج وقالا ـ على وجهه ـ زاد القشيري : حتى أتى الجزيرة فمات بها وقالا ـ : قال أسير : فكسوته بردا فكان إذا رآه عليه إنسان قال : من أين لأويس هذا البرد [٢٤٤٦].

وهذه الأحاديث مختصرة من حديث أخبرناه بطوله أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحسن بن شجاع بن الحسن بن موسى البزّاز الصوفي ـ ببغداد ، قراءة عليه في جامع المنصور ـ أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الأنباري ، حدّثنا أحمد بن الخليل البرجلاني (١) ، حدّثنا أبو النّضر ، حدّثنا سليمان بن المغيرة ، عن سعيد الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أسير بن جابر ، قال (٢) : كان محدّث بالكوفة يحدّثنا ، فإذا فرغ من حديثه تفرقوا ، ويبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لم أسمع أحدا يتكلم بكلامه ، فأتيته ففقدته ، فقلت لأصحابي : هل تعرفون رجلا كان يجالسنا كذا وكذا؟ فقال رجل من القوم : أنا أعرفه ذاك أويس القرني. قلت : أفتعرف منزله؟ قال : نعم ، فانطلقت معه حتى جئت حجرته فخرج إليّ. فقلت : يا أخي ما حبسك عنا؟ قال : العري قال : وكان أصحابه يسخرون به ويؤذونه قال : قلت : خذ هذا البرد فالبسه. قال : لا تفعل فإنهم إذا يؤذونني إذا رأوه. قال : فلم أزل به حتى لبسه فخرج عليهم ، فقالوا : من ترون خدع عن برده هذا؟ قال : فجاء ، فوضعه ، قال : أترى؟ قال : فأتيت المجلس فقلت : ما تريدون من هذا الرجل؟ قد آذيتموه ، الرجل يعرى مرة ويكتسي مرّة ، قال : فأخذتهم بلساني أخذا شديدا ، قال : فقضي أن أهل الكوفة وفدوا على عمر بن الخطاب فوفد رجل ممن كان يسخر به ، فقال عمر : ما هاهنا أحد من القرنيين؟ قال : فجاء ذلك الرجل فقال عمر : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع باليمن غير أمّ له ، وقد كان به بياض فدعا الله عزوجل فأذهب عنه إلّا مثل موضع الدينار أو الدرهم ، فمن لقيه منكم فأمروه (٣) أن يستغفر لكم» قال : ـ يعني ـ عمر : فقدم علينا ، قال : قلت : من أين؟ قال : من اليمن ، قلت : ما اسمك؟ قال : أويس قال : قلت : فمن تركت باليمن؟ قال : أمّا لي ، قال : قلت : أكان بك بياض فدعوت الله عزوجل فأذهبه عنك؟ قال : نعم. قال : قلت : استغفر لي ، قال : أو يستغفر مثلي

__________________

(١) غير واضحة بالأصل والمثبت عن حلية الأولياء ٢ / ٧٩ وفي م : المرجلاني.

(٢) الخبر في حلية الأولياء ٢ / ٧٩ وطبقات ابن سعد ٦ / ١٦١ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٢٣ ـ ٢٤.

(٣) ابن سعد والحلية : فمروه.

٤١٨

لمثلك يا أمير المؤمنين؟ قال : فاستغفر لي. قال : قلت : أنت أخي لا تفارقني ، قال : فانملس (١) مني ، فأنبئت أنه قدم عليكم الكوفة. قال : فجعل ذلك الذي يسخر به يحقّره قال : يقول : ما هذا منا ولا نعرفه. قال عمر : بلى إنه رجل كذا قال ـ كأنه يضع شأنه ـ فينا يا أمير المؤمنين رجل يقال له أويس قال : أدرك ولا أراك تدرك. قال : فأقبل ذلك الرجل حتى دخل عليه قبل أن يأتي أهله. فقال له أويس : ما هذه بعادتك فما بدا لك؟ قال : سمعت عمر يقول فيك كذا وكذا فاستغفر لي يا أويس ، قال : لا أفعل حتى تجعل عليك أن لا تسخر بي فيما بعد وأن لا تذكر ما سمعته من عمر إلى أحد. فاستغفر له ، قال أسير : فما لبثنا أن فشا أمره بالكوفة ، قال : فدخلت عليه فقلت له : يا أخي ألا أراك العجب ونحن لا نشعر؟ فقال : ما كان في هذا ما أتبلّغ به في الناس ، وما يجزى كلّ عبد إلّا بعمله ، قال : فانملس مني فذهب [٢٤٤٧].

رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب ، عن هاشم بن القاسم مختصرا (٢).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، حدّثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، قال : أسانيد أحاديث أويس صحاح رواها الثقات وهذا الحديث منها وهذا يسميه أهل البصرة يسير بن جابر ، ويسميه أهل الكوفة يسير بن عمرو وله صحبة (٣).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا محمد بن عمر ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم شاذان ، حدّثنا سعد بن الصلت ، حدّثنا المبارك بن فضالة ، عن مروان الأصفر ، عن صعصعة بن معاوية قال : كان عمر بن الخطاب يسأل وفد أهل الكوفة إذا قدموا عليه يعرفون أويس بن عامر القرني فيقولون : لا ، وكان أويس رجلا يلزم المسجد بالكوفة فلا يكاد يفارقه وله ابن عمّ يغشى السلطان ويؤذي أويسا فإذا رآه منع الفقراء ، قال : يخدعهم وإن رأوه مع الأغنياء قال : يستأكلهم حتى إن كان أويس يراه فيعرض عنه مما يؤذيه ، قال : فوفد ابن عمه ذلك عمر فيمن وفد من أهل الكوفة ،

__________________

(١) ابن سعد : «فامّلس» يعني فأفلت.

(٢) صحيح مسلم ٤٤ كتاب فضائل الصحابة (٥٥) باب من فضائل أويس القرني الحديث ص ١٩٦٨ برقم ٢٥٤٢.

(٣) سير أعلام النبلاء ٤ / ٢٢.

٤١٩

فقال عمر : أتعرفون أويس بن عامر القرني ، فقال ابن عمه : ذلك يا أمير المؤمنين أن أويسا لم يبلغ أن تعرفه أنت ، أنت إنما هو إنسان دون ، وهو ابن عمي ، فقال له عمر : ويحك هلكت إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حدّثنا أنه سيكون في التابعين رجل يقال له أويس بن عامر القرني فمن أدركه منكم واستطاع أن يستغفر له فليفعل فإذا رأيته فاقرئه مني السلام ومره أن يفد إليّ فجاء ابن عمه فلم يضع ثيابه ، ولم يأت منزله حتى أتى أويسا فقال : استغفر لي يا ابن عم ، فقال : غفر الله لك ، فقال : إن عمر يقرئك السلام ويأمرك أن تفد إليه قال : وإني عرفني عمر قال قد أمرك أن تفد إليه فوفد إليه فلما دخل عليه قال : أنت أويس بن عامر القرني؟ أنت الذي خرج بك بوضح من برص فدعوت الله عزوجل أن يذهبه عنك فأذهبه ، فقلت : اللهم بابن لي منه في جسدي ما اذكر به نعمتك؟ قال : وإني دريت يا أمير المؤمنين فو الله إن كلمت على هذا بشرا. قال : أخبرني به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه سيكون في التابعين رجل يقال له أويس بن عامر القرني يخرج به وضح من برص فيدعو الله أن يذهبه عنه فيفعل ، فيقول اللهم اترك في جسدي ما أذكر به نعمتك فيفعل فمن أدركه فاستطاع أن يستغفر له فليفعل ، فاستغفر لي يا أويس. قال : غفر الله لك ، يا أمير المؤمنين قال : ولك ، فغفر الله يا أويس بن عامر فقال الناس : استغفر لنا يا أويس. قال : فراح فما رؤي حتى الساعة.

قال ابن مندة : هذا حديث غريب من حديث مروان الأصفر. وقال علي سعد في حديثه عن مبارك ، عن أبي الأصفر ، عن صعصعة ورواه هدبة بن خالد ، عن مبارك بن فضالة فقال : عن أبي الأصفر بدلا من مروان بن الأصفر.

أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري (١) ، أنا أبو سعد الجنزرودي (٢) ، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

وأخبرنا أبو سهل بن سعدوية أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى حدّثنا هدبة بن خالد أبو خالد ، حدّثنا مبارك بن فضالة ، حدّثني أبو الأصفر عن صعصعة بن معاوية (٣) قال : كان أويس بن عامر رجلا من قرن وكان من أهل الكوفة قال : وكان من التابعين ، فخرج به وضح فدعا الله أن يذهبه عنه فأذهبه فقال : اللهم

__________________

(١) رسمها غير واضح بالأصل ، والصواب عن م.

(٢) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت ، قياسا إلى سند مماثل ، وفي سير الأعلام : الكنجروذي وفي م : أبو سعيد الخبرودي.

(٣) الخبر بطوله نقله الذهبي في سير الأعلام ٤ / ٢٥ ـ ٢٦ وابن حبان في المجروحين والضعفاء ٣ / ١٥١.

٤٢٠