تاريخ مدينة دمشق - ج ٩

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٩

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٠
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

رأسه إلى باب البيت فقال : لبيكما لبيكما ها أنذا لديكما ، لا مال ينجيني ، ولا عشيرتي ، ولا قوي فانتصر ولا براءة لي عذر (١) ، ثم أغمي عليه ، ثم رفع رأسه فقال :

كلّ عيش وإن تطاول دهره

صائر مرة إلى أن يزولا

ليتني كنت قبل ما قد بدا لي

في رءوس الجبال أرعى الوعولا

ثم فاضت نفسه.

قال : وحدّثنا محمد بن جعفر السامري ، حدّثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق القلوسي ، حدّثنا العلاء بن الفضل ، حدّثنا محمد بن إسماعيل الثقفي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن جدّ أبيه ، قال : حضرت ابن أبي الصّلت حين حضرته الوفاة فأغمي عليه طويلا ، ثم أفاق فرفع رأسه فنظر إلى باب البيت فقال : لبيكما لبيكما ها أنذا لديكما ، لا قوي فانتصر ، ولا عذر فاعتذر ، ثم أغمي عليه ثم أفاق فرفع رأسه فنظر إلى باب البيت فقال : لبيكما لبيكما ها أنذا لديكما ، لا عشيرتي تحميني ولا مال يعديني (٢) ، ثم أغمي عليه ثم أفاق فقال :

كلّ عيش وإن تطاول دهرا

صائر مرة إلى أن يزولا

ليتني كنت ما قد بدا لي

في رءوس الجبال أرعى الوعولا

ثم فاضت نفسه.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور وأبو منصور بن العطّار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، حدّثنا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن ، حدّثنا أبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري ، حدّثنا العلاء بن الفضل ، حدّثنا ابن إسماعيل بن طريح بن إسماعيل الثقفي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن جدّ أبيه قال : شهدت أمية بن أبي الصلت عند موته وأغمي عليه طويلا ثم أفاق فرفع رأسه إلى باب البيت فقال : لبيكما لبيكما ها أنذا لديكما ، لا عشيرتي تحميني ولا مال يعديني ، ثم أغمي عليه طويلا ثم أفاق فرفع رأسه نحو الباب باب البيت فقال : لبيكما لبيكما ها أنذا لديكما لا قوي فانتصر ، ولا براءة لي ولا عذر ، ثم أغمي عليه طويلا ثم أفاق فقال :

__________________

(١) كذا ، وفي الأغاني ٤ / ١٢٧ و ١٣٢ لا برئ فاعتذر.

(٢) الأغاني : «يغنيني» وفي موضع ٤ / ١٣٢ يفديني.

٢٨١

كلّ عيش وإن تطاول دهرا

صائر مرة إلى أن يزولا

ليتني كنت ما قد بدا لي

في رءوس الجبال أرعى الوعولا

ثم فاضت نفسه.

أخبرنا أبو تراب حيدرة (١) بن أحمد ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أخبرني أبو الحسن بن رزقويه (٢) ، حدّثنا أحمد بن السندي ، حدّثنا الحسن بن علي ، حدّثنا إسماعيل بن عيسى ، أنا إسحاق بن بشر القرشي ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزّهري ، عن سعيد بن المسيّب ؛ وعثمان بن عبد الرحمن ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيّب ، قال : قدمت الفارعة أخت أمية بن أبي الصلت (٣) على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد فتح مكة ، وكانت ذات لبّ وعقل وجمال ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بها معجبا ، فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات يوم : «يا فارعة هل تحفظين من شعر أخيك شيئا؟» فقالت : نعم وأعجب منه ما قد رأيت. قالت : كان أخي في سفر فلما انصرف بدأ بي فدخل عليّ فرقد على السرير وأنا أحلق أديما في يدي إذ أقبل طائران أبيضان ـ أو كالطيرين أبيضين ـ فوقع على الكوة أحدهما ، ودخل الآخر فوقع عليه ، فشقّ الواقع عليه ما بين قصه إلى عانته ثم أدخل يده في جوفه فأخرج قلبه فوضعه في كفه ثم شمه ، فقال له الطائر الأعلى : أوعى (٤)؟ قال : وعا ، قال : أزكا؟ قال : أبى ، ثم رد القلب إلى مكانه ، فالتأم الجرح أسرع من طرفة عين ، ثم ذهبا فلما رأيت ذلك دنوت منه فحركته ، فقلت هل تجد شيئا؟ قال : لا ، إلّا توصيبا (٥) في جسدي ، وقد كنت ارتعت مما رأيت ، فقال لي : ما لي أراك مرتاعة؟ قالت : فأخبرته الخبر [فقال :](٦) خيرا أريد بي ثم أصرف عني ، فأنشأ يقول (٧) :

بانت همومي تسري طوارقها

ألف عيني والدمع سابقها

ممّا أتاني من اليقين ولم

أوت براة بعض ناطقها

__________________

(١) بالأصل «حيدة» والصواب عن م ، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة ٧ / ٤١٥.

(٢) بالأصل «رقويه» والمثبت عن م.

(٣) بالأصل «عن» والصواب عن البداية والنهاية ٢ / ٢٨٤ وم.

(٤) رسمها غير واضح بالأصل والصواب عن البداية والنهاية ، والأغاني ٤ / ١٢٧ وطبقات ابن سلّام ص ١٠٢.

(٥) في البداية والنهاية : توهينا.

(٦) زيادة عن البداية والنهاية وم.

(٧) الأبيات في ديوانه ص ٤١٩ والبداية والنهاية ٢ / ٢٨٤.

٢٨٢

أم من تلظّى عليه واقدة

النّار محيط بهم سرادقها

أم اسكن الجنّة التي وعد ال

أبرار مصفوفة نمارقها

لا يستوي المنزلان ولا

الأعمال لا تستوي طرائقها

هما فريقان فرقة تدخل ال

جنة حفّت بهم حدائقها

وفرقة منهم قد أدخلت ال

نار فساءتهم مرافقها

تعاهدت هذه القلوب إذا

همّت بخير عاقب عواقبها

إن لم يمت عبطة (١) تمت هرما

للموت كأس والمرء ذائقها

وصدها للشقاء عن طلب ال

جنة دنيا الله ما حقها

عبد دعا نفسه فعاتبها

يعلم أن الصبر (٢) رامقها

يوشك من فرّ من منيته

يوما على غرّة يوافقها

قالت : ثم انصرف إلى رحله فلم يلبث إلّا يسيرا حتى طعن في جنازته ، فأتاني الخبر فانطلقت إليه فوجدته منعوشا قد سجي عليه ، فدنوت منه فشهق شهقة ، وشق بصره ونظر نحو السقف ورفع صوته [وقال :](٣) لبيكما ها أنذا لديكما ، لا ذو مال فيفديني ولا ذو أهل تحميني ثم أغمي عليه ، إذ (٤) شهق شهقة قلت : قد هلك الرجل فشق بصره نحو السقف ورفع صوته فقال : لبيكما لبيكما ها أنذا لديكما ، لا ذو براءة فأعتذر ، ولا ذو عشيرة فأنتصر ، ثم أغمي عليه إذ شهق شهقة ونظر نحو السقف فقال : لبيكما لبيكما ها أنذا لديكما :

إن تغفر اللهم تغفر جمّا

وأي عبد لك لا ألمّا (٥)

ثم أغمي عليه وشهق شهقة ، فقال : لبيكما لبيكما ها أنذا لديكما :

كلّ عيش وإن تطاول دهرا

صائر مرة إلى أن يزولا

ليتني كنت قبل ما قد بدا لي

في قلال الجبال أرعى الوعولا

__________________

(١) مات عبطة أي شابا صحيحا ، واعتبطه الموت وأعبطه (القاموس).

(٢) البداية والنهاية : البصير.

(٣) زيادة عن البداية والنهاية.

(٤) بالأصل : «إذا» والمثبت عن ابن كثير.

(٥) البيت في الأغاني ٤ / ١٢٨ و ١٣٢ وطبقات ابن سلام ١٠٣ والبداية والنهاية ٢ / ٢٨٥.

٢٨٣

ثم مات فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا فارعة ، فإنّ مثل أخيك كمثل الذي أتاه الله آياته فانسلخ منها» إلى آخر (١) الآية [٢٣٧٦].

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو الحسين الفارسي ، أنا أبو سليمان الخطابي ، قال في حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إن فارعة بنت أبي الصلت الثقفي جاءته فسألها عن قصة أخيها أميّة فقالت : قدم أخي من سفر فأتاني فوثب على سريري فأقبل طائران فسقط أحدهما على صدره فشق ما بين صدره إلى ثيبته فأيقظته فقلت : يا أخي هل تجد شيئا ، قال : لا ، والله إلّا توصيبا (٢) وذكرت القصة في موته.

حدّثنيه بعض أصحابنا عن الحسين بن إسماعيل المحاملي ، حدّثنا عبد الله بن شبيب ، حدّثني إبراهيم بن يحيى بن هانئ ، حدّثني أبي ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزّهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس : قولها وثب على سرير : معناه اتكأ عليه ونام أو نحو ذلك ، وهي لغة حميرية يقال (٣) : وثب الرجل إذا قعد واستقر على المكان ، والوثاب : الفراش في لغتهم ، والثيبة : العانة ، ويقال هي ما بين السرة والعانة.

والتوصيب كالتوصيم : فتور وتكسّر يجده الإنسان في نفسه ، قال لبيد :

وإذا رمت رحيلا فارتحل

واعص ما تأمر توصيم الكسل (٤)

وأخبرني أبو رجاء الغنوي ، أخبرني محمد بن يحيى المقرئ ، حدثنا سلمة ، عن الفراء ، قال : قيل لأعرابي : كيف تجدك؟ فقال :

صداع وتوصيم العظام وفترة

وغثي مع الإشراق في الجوف لابث

وقد تبدل الميم باء لقرب مخارجها كقولهم : سمد رأسه وسبده ، وأمر لازم ولازب.

وقد روي في وفاته غير هذا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر

__________________

(١) سورة الأعراف ، الآية : ١٧٥ ـ ١٧٧.

(٢) أي فتورا.

(٣) بالأصل «فقال».

(٤) ديوانه ط بيروت ص ١٤١ واللسان «وصم».

٢٨٤

الخطيب (١) ، أخبرني الحسن بن محمد الخلّال ، أنا أحمد بن محمد بن عمران ، حدّثني خالي إبراهيم بن أحمد ـ يعني ابن إسحاق بن إبراهيم المخزومي (٢) ـ حدّثنا أحمد بن فرج المقرئ ، حدّثني يعقوب بن السكيت ، قال : كان أمية بن أبي الصلت بسرف (٣) قال : فجاء غراب فنعب نعبة فقال له أمية :

بفيك التراب ، ثم نعب نعبة أخرى [فقال](٤) : بفيك التراب ، ثم أقبل على أصحابه فقال : ما تدرون ما قال هذا الغراب؟ يزعم أني أشرب هذا الكأس ، ثم أتّكئ فأموت ، ثم نعب نعبة أخرى فقال : وآية ذلك أنّي أقع على هذه المزبلة فأبتلع عظما ، ثم أقع فأموت.

قال : فوقع الغراب على المزبلة فابتلع عظما فمات ، فقال أمية : أمّا هذا قد صدقني عن نفسه ، ولكن لأنظرن أيصدقني عن نفسي ، قال : فشرب الكأس ثم اتّكأ فمات.

أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم ، أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفرات ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا عبد الوهاب بن جعفر ، أنا أبو سليمان بن زبر (٥) ، أنا أبي ، أنا أحمد بن محمد بن نصر ، حدثني يحيى بن خالد بن يحيى بن أيوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة ، عن أبيه ، عن الأعرج الزهري ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن الجمحي ، عن ابن شهاب قال : قال أمية بن أبي الصّلت :

ألا رسول لنا منّا يخبّرنا

ما بعد غايتنا من رأس مجرانا؟ (٦)

قال : ثم خرج أمية إلى البحرين ونبّئ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأقام أمية بالبحرين ثماني سنين ثم قدم الطائف فقال لهم : ما يقول محمد بن عبد الله؟ قالوا : يزعم أنه نبي فهو الذي كنت تتمنى قال : فخرج حتى قدم عليه بمكة ، قال : فلقي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا ابن عبد المطلب ما هذا الذي تقول؟ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أقول إنّي رسول الله ، [وأن الله

__________________

(١) تاريخ بغداد ٦ / ١٦ في ترجمة إبراهيم بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم.

(٢) كذا بالأصل وفي تاريخ بغداد : المخرمي.

(٣) كذا بالأصل ، وفي تاريخ بغداد : «يشرب»!؟ وسرف : بفتح أوله وكسر ثانيه موضع على ستة أميال من مكة.

(٤) زيادة عن تاريخ بغداد.

(٥) بالأصل «زيد» والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٤٠.

(٦) ديوانه ص ٥١٦ والبداية والنهاية ٢ / ٢٨٥ والأغاني ٤ / ١٢٩ برواية :

ألا نبي لنا منا فيخبرنا

ما بعد غايتنا من رأس محيانا

٢٨٥

لا إله](١) إلّا هو» قال : فإنّي أريد أن أكلمك ، تعدني غدا؟ قال : فموعدك غدا ، [قال](٢) : فتحب أن آتيك وحدي أو في جماعة من أصحابي ، وتأتي وحدك أو في جماعة من أصحابك؟ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أيّ ذلك شئت» قال : فإني آتيك في جماعة فأت في جماعة. قال : فلمّا كان الغد غدا أمية في جماعة من قريش ، قال : وغدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم معه نفر من أصحابه حتى جلسوا في ظلّ البيت قال فبدأ أمية فخطب ، ثم سجع ثم أنشد الشعر حتى إذا فرغ قال : أجبني يا ابن عبد المطلب قال : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ) حتى إذا فرغ منها وثب أميّة يجرر رجليه ، قال : فتبعته قريش تقول : ما يقول يا أميّة ، قال : أشهد أنّه على الحق ، قالوا : فهل تتبعه؟ قال : حتى أنظر في أمره ، قال : ثم خرج أمية إلى الشام حتى نزل بدرا ، قال : ثم ترحّل يريد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : فقال قائل : يا أبا الصلت ما تريد؟ قال : أريد محمدا (٣) ، قال : وما تصنع؟ قال : أؤمن به وألقي إليه مقاليد هذا الأمر ، وقال : تدري من في القليب؟ قال : لا ، قال : فيه عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وهما ابنا خالك وأمه رقيقة (٤) بنت عبد شمس. [قال : فجدع أنف](٥) ناقته وقطع ذنبها ، ثم وقف على القليب يقول :

ما ذا ببدر فالعقن

قل من مرازبة جحاجح (٦)

قال : فرجع إلى مكة وترك الإسلام ، فخرج حتى قدم الطائف فقدم على أخته فوجدها تجلي أدما لها ، قال : فقال : دعيني حتى أنام قال : فوضع رأسه ، قالت أخته إلى أن شقت ناحية من سقف البيت فإذا طائران أبيضان فوقع أحدهما على الشق ووقع أحدهما على بطن أمية فنقر صدره نقرة شقه فأخرج قلبه ثم شق قلبه فقال له الطائر الأعلى : أوعى قال : وعا. قال : قبل؟ قال : أبى ، قال : ثم ردّ قلبه وطار. قال : فأتبعهما بصره فقال : لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما ، لا مال يغنيني ولا عشيرة تحميني. قال : فأقبل الطير حتى وقع على بطنه فنقر صدره فأخرج قلبه ثم شق عليه فقال الطائر الأعلى أوعى؟ قال : وعا. قال : قبل؟ قال : أبى. قال : فردّه ثم طار ، فأتبعهما أمية بصره ، فقال : لبيكما لبيكما ها أنا

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة عن البداية والنهاية سقط من الأصل وم.

(٢) ما بين معكوفتين زيادة عن البداية والنهاية سقط من الأصل وم.

(٣) في البداية والنهاية : ربيعة.

(٤) في البداية والنهاية : ربيعة.

(٥) الزيادة عن م مختصر ابن منظور ٥ / ٥٣ ، وفي البداية والنهاية : «أذني ناقته».

(٦) ديوانه ص ٣٤٦ وطبقات ابن سلّام ص ١٠١ وسيرة ابن هشام ٣ / ٣١.

٢٨٦

ذا لديكما ، لا بريء فأعتذر ولا ذو عشيرة فأنتصر. قال : فأقبل الطائر فوقع على صدره فنقر صدره نقرة شقه فأخرج قلبه فشقه قال : فقال له الطائر الأعلى : أوعى؟ قال : وعا. قال : قبل؟ قال : أبى قال فردّه ثم طار فأتبعهما أميّة طرفه ، فقال : لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما ، محفود بالنعم مخصود بالدم. قال فأقبل الطير فوقع على بطنه قال : فنقر صدره نقرة شقه ثم أخرج قلبه فشقه قال : فقال الطائر الأعلى : أوعى؟ قال : وعا. قال : فأقبل؟ قال : فأبى قال : فردّه ثم طار فأتبعهما أمية بصره ، فقال : لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما :

إن تغفر اللهم تغفر جمّا

وأي عبد لك إلّا ألمّا

فاستوى السقف واستوى أمية جالسا فقالت أخته : يا أخي هل تجد شيئا قال : لا إلّا حرّا في صدري ، قال : وجعل يمسح بيده صدره وأنشأ يقول :

ليتني كنت قبل ما قد بدا لي

في قنان الجبال أرعى الوعولا

فاجعل الموت نصب عينيك واحذر

غولة الدّهر إنّ للدهر (١) غولا

نائلا طرفها (٢) القساور والصد

عان والطفل في المنار الشكيلا

وبغاث النياف اليعفر النا

فر والعوهج التوأم الضئيلا

قال : ثم خرج من عندها حتى إذا كان بين بيتها وبين بيته أدركه الموت ، قال : ففيه أنزل الله عزوجل : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها).

القساور : الأسد ، الواحد قسورة ، والصدعان : ثيران الوحش الواحد صدع ، والطفل الشكيل من الشكلة ، وهي حمرة في العين ، والبغاث : الرخم واحدها بغاثة ، والنياف : الجبال ، واليعفر : الظبي ، والعوهج : ولد النعامة [٢٣٧٧].

٨١٢ ـ أمية بن أبي عائذ العمري ثم الهذلي (٣)

من أهل الحجاز شاعر من مدّاحي بني أمية له في عبد الملك وعبد العزيز (٤) ابني مروان مدائح ، ووفد على عبد العزيز وله فيه قصيدة حسنة أولها (٥) :

__________________

(١) عن الديوان ٤٥١ والأغاني وبالأصل «الدهر».

(٢) البداية والنهاية : ظفرها.

(٣) الوافي بالوفيات ٩ / ٤٠٠ والأغاني ٢٠ / ١١٥ شرح أشعار الهذليين السكري ٢ / ٤٨٧.

(٤) يعني إلى مصر.

(٥) القصيدة في شرح أشعار الهذليين ٢ / ٥١٥ من واحد وخمسين بيتا.

٢٨٧

ألا إنّ قلبي مع الظاعنينا

حزين فمن ذا يعزى الحزينا؟

فيا لك من روعة (١) يوم بان من

كنت أحسب ألّا يبينا

يقول فيه :

إلى سيد الناس عبد العزيز

أعملت للسير حرفا أبونا (٢)

إلى معدن الخير عبد العزيز

تبلّغنا طلعا قد خفينا (٣)

٨١٣ ـ أمية بن عبد الله بن خالد

ابن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس

ابن عبد مناف القرشي الأموي (٤)

أصله من مكة.

روى عن ابن عمر.

روى عن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام المخزومي ، والمهلّب بن أبي صفرة ، وأبو إسحاق السّبيعي ، وعطية بن قيس.

وولاه عبد الملك بن مروان خراسان ، وقدم على عبد الملك ، وكانت داره بدمشق في الراهب قبل المصلّى.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر الفارسي ، قالا : أنا أبو عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر ، أنا أبو سهل بشر بن أحمد بن بشر بن محمود الإسفرايني ، أنا أبو سليمان داود بن الحسين بن عقيل البيهقي ، حدّثنا [أبو] زكريا يحيى (٥) بن يحيى بن عبد الرّحمن التميمي النّيسابوري ، أنا الليث بن سعد ح.

وأخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد ، قالت : أنا سعيد بن أحمد العيّار ، أنا أبو

__________________

(١) غير واضحة بالأصل والمثبت عن م وشرح أشعار الهذليين.

(٢) أشعار الهذليين : أمونا.

(٣) عجزه في أشعار الهذليين :

يبلغنه ظلّعا قد حفينا

(٤) الوافي بالوفيات ٩ / ٤٠٦ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٢٧٢ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٥) ترجمته في سير الأعلام ١٠ / ٥١٢ كنيته «أبو زكريا» ولفظه «أبو» سقطت من الأصل واستدركت عن السير.

٢٨٨

محمد عبد الله بن أحمد بن محمد الرّومي الصّيرفي ، حدّثنا أبو العباس السّرّاج ، حدّثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا الليث.

وأخبرنا أبو عبد الله الخلّال وأبو القاسم غانم بن خالد ، قالا : أنا أبو الطّيّب عبد الرّزّاق بن عمر بن موسى (١) ، أنا أبو بكر بن المقرئ ـ إجازة ـ حدثنا أبو العباس بن قتيبة.

حدثنا أبو خالد ، حدّثني الليث ح ، قال : وثنا محمد بن ريان ، حدّثنا محمد بن رمح ، أنا الليث ، عن ابن شهاب ، عن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرّحمن ، عن أمية بن عبد الله بن خالد أنه قال لعبد الله بن عمر : إنا نجد صلاة الحضر وصلاة الخوف في القرآن ، ولا نجد صلاة السفر في القرآن ، فقال ـ زاد : قتيبة : بن عمر (٢) ، قال ـ يا ابن أخي إن الله بعث إلينا محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولا نعلم شيئا ، وإنما نفعل ـ وفي حديث ابن شهبة : يقول : كما رأينا محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم يفعل ـ قال قال ابن المقرئ لفظهما سواء.

تابعه ابن خالد (٣) ومحمّد بن راشد ، عن الزّهري ، ورواه يونس ، عن الزّهري فاختلف عنه فيه فرواه عنبسة بن سعيد الايلي كما رواه الليث ومن تابعه ، ورواه ابن وهب عن يونس فقال : عن عبد الملك بدل عبد الملك.

فأما حديث عنبسة : فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمد الصّريفيني ، أنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي بن خلف بن زبير الورّاق ، حدّثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الاشعث السّجستاني ، حدّثنا أحمد بن صالح ، حدّثنا عنبسة ، حدّثنا يونس ، عن ابن شهاب : أن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرّحمن أخبره : أن أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد ، أخبره أنه سأل (٤) ابن عمر فقال : يا عبد الرّحمن إنا نجد صلاة الحضر وصلاة الخوف فأخبرني عن صلاة السفر فإنا لا نجد في القرآن ، فقال ابن عمر : يا ابن أخي إنّ الله جل ثناؤه بعث إلينا محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولا نعلم شيئا فإنما نفعل كما رأينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يفعل.

وأما حديث ابن وهب فأخبرناه : أبو الوفاء عبد الواحد بن أحمد الأصبهاني ، أنا أبو

__________________

(١) ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ١٤٩.

(٢) بالأصل وم «عمرو».

(٣) في م : تابعه عقيل بن خالد ومعمر بن راشد.

(٤) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت عن م.

٢٨٩

طاهر أحمد بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو العباس بن قتيبة ، حدّثنا حرملة ، أنا ابن وهب ح.

وأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمد الصّريفيني ، أنا أبو بكر بن زنبور ، حدثنا عبد الله بن سليمان ، حدثنا أحمد بن صالح ، حدثنا ابن وهب ، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، أخبرني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرّحمن عن (١) أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد.

وفي حديث حرملة : أمية بن خالد ، عن عبد الله بن أسيد أنه سأل عبد الله بن عمر قال : قلت له : أرأيت قصر الصلاة في السفر إنا لا نجدها في كتاب الله ، إنما نجد ذكر صلاة الحضر؟ قال أمية : قال عبد الله بن عمر : يا ابن أخي إنّ الله أرسل إلينا محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولا نعلم شيئا ، وإنما نعمل (٢) ما رأينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يفعل ، وقصر الصّلاة في السفر سنّة سنّها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قال أحمد : القول قول عنبسة ، ورواه مالك عن الزهري فأفسده ، أسقط عبد الله ولم يسمّ أمية.

أخبرناه [أبو](٣) عبد الله الفراوي وأبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم ، قالا : أنا عبد الغافر بن محمد ، أنا بشر بن أحمد ، أنا داود بن الحسين ، حدّثنا يحيى بن يحيى ، قال : قرأت على مالك ح.

وأخبرنا أبو محمد السيدي ، أنا أبو عثمان البحيري ، أنا زاهر بن أحمد ، أنا إبراهيم بن عبد الصمد ، حدّثنا أبو مصعب ، حدّثنا مالك (٤) : عن ابن شهاب ، عن رجل من آل خالد بن أسيد : أنه سأل عبد الله بن عمر فقال : يا أبا عبد الرّحمن إنّا نجد صلاة الخوف وصلاة الحضر في القرآن ، ولا نجد صلاة السفر؟ فقال ابن عمر ـ وفي رواية أبي مصعب : فقال عبد الله : يا ابن أخي إنّ الله عزوجل بعث إلينا محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولا نعلم شيئا فإنا (٥) نفعل كما رأيناه يفعل.

__________________

(١) بالأصل «بن» خطأ.

(٢) بالأصل «نعلم» والصواب عن م.

(٣) زيادة عن م ، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة : عبد الله بن جابر ـ عبد الله بن زيد ص ٦٨٢) واسمه محمد بن الفضل بن أحمد ، الفقيه.

(٤) موطأ مالك : قصر صلاة السفر حديث رقم ٣٣١.

(٥) في مالك : فإنما.

٢٩٠

[أخبرنا](١) أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن البقشلان ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمد ، حدّثنا عبيد الله بن عمر القواريري ، حدّثنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان ، حدّثني أبو إسحاق ، عن أمية بن خالد ح. قال : وحدّثني هارون بن عبد الله ، حدّثنا وكيع ، حدثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن أمية بن خالد ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يستفتح بصعاليك المهاجرين ـ قال وكيع في حديثه : يستفتح العدو ـ.

قال البغوي : ولا أرى لأمية بن خالد صحبة ، غير أن القواريري وابن أبي شيبة أخرجا هذا الحديث في المسند ولا أعلم روى غير هذا الحديث ، ولا رواه عنه غير أبي إسحاق. أصاب البغوي في بعض قوله وأخطأ في بعض. أما قوله : لا أرى لأمية صحبة صحيح ، وقوله لا أعلم روى غيره وهم ، فقد سقنا روايته عن أبي عمر ، وقوله : ولا رواه عنه غير أبي إسحاق وهم فقد روي عن المهلّب بن أبي صفرة ، عن أمية. وقصّر في شيئين : نسب أمية : وهو أمية بن عبد الله بن خالد ، فنسب في حديث سفيان الذي ساقه البغوي إلى جدّه وقد رواه ابن مهدي ، عن سفيان ، وقد نسب إلي أنّه قلبه فقال : أمية بن خالد بن عبد الله بن أسيد ، وصواب القول في نسبه ما قدّمناه في ترجمته ، فأما حديث المهلّب عن أبيه :

فأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا محمد بن الحسن أبو طاهر النيسابوري ، حدّثنا قطن بن إبراهيم ، حدّثنا طلق بن غنام ، حدثنا قيس ح.

قال : وأنا خيثمة ، حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الجنين ، حدّثنا أبو غسّان ، عن قيس ، عن أبي إسحاق ، عن المهلّب بن أبي صفرة ، عن أمية بن خالد بن (٢) أسيد قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يستفتح (٣) بصعاليك المهاجرين [٢٣٧٨].

وقد كان لأمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد عم اسمه أمية بن خالد فيجعل أن يكون الحديث الثاني له غير أن البخاري ذكره في ترجمة أمية بن عبد الله وحكى قول أبي عبيد فيه ، فالله أعلم.

__________________

(١) زيادة لازمة.

(٢) بالأصل «عن».

(٣) يستفتح بهم أي يستنصر بهم ، ويقصد بالصعاليك هنا : الفقراء.

٢٩١

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو بكر بن الحارث الفقيه ، أنا أبو محمد بن حيان ، حدّثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، حدّثنا أبو عامر ، حدثنا الوليد ، عن سعيد بن عبد العزيز ، عن عطية بن قيس ، عن أبي إدريس الخولاني ، قال : يرجع فيبني على ما قد صلّى ـ يعني في الرعاف ـ قال عطية : وكتب ابن عمر وأبو سلمة بن عبد الرّحمن إلى أمية بن خالد بن أسيد فقرأ علينا كتابهما بذلك.

أخبرنا أبو البركات الانماطي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، أنا أبو محمد يوسف بن رباح ، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل ، حدثنا أبو بشر الدّولابي ، حدّثنا معاوية بن صالح ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية التابعين من أهل مكة : أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد الأموي.

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني ، أنا أبو عمر بن مندة ، أنا الحسن بن محمد بن يوسف ، أنا أحمد بن محمد بن عمر ، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ح.

وأنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنّا ، قالا : قرئ على أبي (١) محمد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، حدثنا الحسين بن فهم ، قالا :

حدثنا محمد بن سعد (٢) قال : في الطبقة الثالثة من أهل مكة : أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص ـ زاد ابن الفهم : ابن أمية بن عبد شمس ، وأمه أم حجير بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي. كان قليل الحديث.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي ، وحدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، وأبو الحسن بن الطّيّوري وأبو الغنائم بن النّرسي ، ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد ابن خيرون : وأبو الحسن الأصبهاني قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل البخاري (٣) ، قال : أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد أخو (٤) خالد. سمع ابن عمر ، روى عنه عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرّحمن ، وقال ابن مهدي ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن أمية بن خالد بن

__________________

(١) بالأصل : «ابن أبي محمد» خطأ والصواب عن م.

(٢) طبقات ابن سعد ٥ / ٤٧٨.

(٣) التاريخ الكبير ١ / قسم ثاني / ٧.

(٤) عن م والبخاري وبالأصل «أبو».

٢٩٢

عبد الله بن أسيد ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال أبو عبيد : هو عندي (١) أميّة بن عبد الله بن خالد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسن بن الطّيّوري ، أنا الحسين بن جعفر ومحمد بن الحسن وأحمد بن محمد بن أحمد العتيقي ح.

وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا الحسين بن جعفر ، قالوا : أنا الوليد بن بكر ، أنا علي بن أحمد بن زكريا ، أنا صالح بن أحمد بن صالح العجلي ، حدّثنا أبي قال (٢) : أمية بن عبد الله (٣) بن خالد مدني تابعي ثقة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا محمد بن علي بن أحمد ، أنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدثنا موسى بن زكريا ، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (٤) : وفي سنة ثلاث وسبعين بعث خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد وهو والي البصرة أخاه أمية بن عبد الله إلى البحرين إلى أبي فديك في جمع كثير فالتقوا فانهزم أمية وأهل البصرة.

وقال (٥) : سنة أربع وسبعين فيها بعث عبد الملك بن مروان عمر بن عبيد الله بن معمر التميمي إلى أبي فديك.

وكتب عبد الملك إلى بكير (٦) : إن قتلت ابن خازم أو أخرجته من خراسان فأنت الأمير. قتل بكير بن خازم وأقام واليا حتى قدم أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد ، فعزله وولّى أمية ـ يعني خراسان ـ ثم عزله وولّى المهلّب بن أبي صفرة في سنة تسع وسبعين.

وسجستان ولّاها عبد الملك [عبد الله](٧) بن علي بن عدي ثم عزله وضمّها مع خراسان إلى أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد وذلك سنة ثلاث وسبعين ، فولّى أمية ابنه عبد الله نحوا من ثلاث سنين ، فعزله عبد الملك ، وولّى محمد بن موسى بن طلحة بن عبيد الله فقتله شبيب الحروري بالأهواز قبل أن يصل إليها ، وذلك سنة سبع وسبعين ثم عزل أمية فضمّت إلى الحجاج.

__________________

(١) عن البخاري وبالأصل «عند».

(٢) تاريخ ثقات العجلي ص ٧٣.

(٣) عن ثقات العجلي وبالأصل «عبد الرحمن».

(٤) راجع تاريخ خليفة ص ٢٦٧ حوادث سنة ٧٣ لم يرد خبره فيها.

(٥) راجع تاريخ خليفة ص ٢٧٠ حوادث سنة ٧٤ لم يرد خبره فيها.

(٦) هو بكير بن وشاح الصريمي ، انظر تاريخ خليفة ص ٢٩٤ ـ ٢٩٥ في تسمية ولاة عبد الملك.

(٧) سقطت من الأصل واستدركت عن م وانظر تاريخ خليفة ص ٢٩٥.

٢٩٣

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر [بن] المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، قال : استعمل عبد الملك بن مروان أمية بن عبد الله بن خالد على خراسان ومدحه نهار ابن توسعة فقال (١) :

أمية يعطيك اللها ما سألته

وإن أنت لم تسأل أمية أضعفا

ويعطيك ما أعطاك جذلان ضاحكا

إذا عبّس الكز (٢) اليدين وقفقفا

هنيئا مريئا جود كفّ ابن خالد

إذا الممسك الرعديد أعطى تكلّفا

وقال الشاعر :

أمسى أمية يعطي المال سائله

عفوا إذا ضنّ بالمال المباخيل

لا يتبع المنّ من أعطاه منفسة

إذا اللئيم زهاه القال والقيل

بحر ان بحر نمير فاز وارده

إذا البحور مباريح صلاصيل

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا الحسن بن عيسى بن المقتدر (٣) ، حدثنا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري ، قال : قرأت على أبي بكر بن دريد وقلت له أخبركم أبو حاتم ، حدّثنا القتيبي ، عن أبيه قال : كان رجل يصحب أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد فاشتكى فلم يعده أمية ، وكان أمية عظيم الكبر ، فقال لو كنا نعود أحدا لعدناك ، فقال الرجل :

إن من يرتجي أمية بعدي

لكمن يرتجي هوى السراب

كنت أرجوه (٤) والرجاء كذوب

فإذا عهده كعهد الغراب

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور وأبو القاسم بن البسري (٥) ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، حدثنا أحمد بن نصر بن بجير ، حدثنا علي بن عثمان بن نفيل ، حدثنا أبو مسهر ، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز ، قال : دعا عبد الملك

__________________

(١) الأبيات في الوافي بالوفيات ٩ / ٤٠٦ بدون نسبة.

(٢) الوافي : الخدل.

(٣) بالأصل «المقدر» والمثبت عن م.

(٤) بالأصل «أجوه» والمثبت عن م.

(٥) الأصل وم : «السري» والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٤٠٢.

٢٩٤

بغدائه فقال : ادع خالد بن يزيد بن معاوية قال : مات يا أمير المؤمنين ، قال : ادع ابن أسيد قال : مات يا أمير المؤمنين ، قال : ادع روح بن زنباع ، قال : مات يا أمير المؤمنين قال : ارفع ارفع ، قال أبو مسهر فحدّثني رجل قال فلما ركب تمثّل بهذين البيتين :

ذهبت لما بي وانقضت آجالهم

وغبرت بعدهم ولست بغابر

وغبرت بعدهم فأسكن مرّة

بطن العقيق ومرّة بالظاهر

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، حدثنا أحمد بن عمران ، حدثنا موسى بن زكريا ، حدثنا خليفة بن خيّاط ، قال : وفي ولاية عبد الملك مات أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد ، بلغني أن أمية بن خالد وخالد بن يزيد بن معاوية وروح بن زنباع ماتوا بالصّنّبرة (١) في عام واحد. بلغني من وجه آخر : أن روحا مات في سنة أربع وثمانين.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلّم المقرئ ، عن رشأ بن نظيف ، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمد وأبو محمد عبد الله بن عبد الرّحمن المصريان ، قالا : أنا الحسن بن رشيق ، أنا أبو بشر الدّولابي ، حدّثني أحمد بن محمد بن القاسم ، حدّثني أبي ، حدّثني أبو الحسن المدائني ، قال : سنة سبع وثمانين فيها مات أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد.

٨١٤ ـ أميّة بن عبد الله بن عمرو (٢) بن عثمان

[ابن عفّان](٣) بن أبي العاص بن أمية أبو عثمان القرشي الأموي (٤)

روى عن أبيه ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وعمر بن عبد العزيز ووفد عليه.

روى عنه محمد بن إسحاق ، ويحيى بن سليم الطائفي ، ومحمد بن مروان بن أبان بن عثمان.

__________________

(١) الصنبرة موضع بالأردن بينه وبين طبرية ثلاثة أميال (معجم البلدان).

(٢) بالأصل «عمر» خطأ والمثبت عن م.

(٣) سقطت من الأصل واستدركت عن م وانظر مصادر ترجمته.

(٤) ترجمته في أسد الغابة ١ / ١٤١ والإصابة ١ / ١٣١ ومختصر ابن منظور ٥ / ٥٥.

٢٩٥

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أنا [أبو](١) عبد الله الحافظ وأحمد بن الحسن ، قالا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدّثنا محمد الصّغانيّ ، حدّثنا صدقة أبو عمرو المقعد ـ وهو ابن سابق ـ قال : قرأت على محمد بن إسحاق ، حدثني أميّة بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ، عن أبيه قال : سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يحدّث مروان بن الحكم ـ وهو أمير المدينة ـ قال : خلق الله عزوجل الملائكة لعبادته أصنافا ، وإن منهم لملائكة قياما صافّين من يوم خلقهم إلى يوم القيامة ، وملائكة ركوعا فخشوعا (٢) من يوم خلقهم إلى يوم القيامة ، وملائكة سجودا منذ خلقهم إلى يوم القيامة ، فإذا كان يوم القيامة ، تجلّى لهم تبارك وتعالى ونظروا (٣) إلى وجهه الكريم قالوا : سبحانك ما عبدناك حقّ عبادتك.

أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرحمن النجّار ، حدّثنا نصر بن إبراهيم ، أنا أبو محمد عبد الله بن الوليد ، أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد فيما كتب إليّ قال : أخبرني جدّي عبد الله بن محمد بن علي اللّخمي الباجي ، أنا أبو محمد عبد الله بن يونس أبا بقي بن مخلد ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم الدّورقي ، حدثنا منصور بن بشر ، حدثنا شعيب بن يحيى ـ وهو ابن صفوان ـ عن محمد بن مروان بن أبان ، عن أمية بن عبد الله بن عمرو (٤) بن عثمان بن عفان قال : قدمت الصائفة غازيا فدخلت على عمر بن عبد العزيز فرحّب بي وقال : أين يا أبا عثمان؟ قلت غازيا إن شاء الله ، قال : صنعت الذي يشهد (٥) وما كان عليه أولوك وخيار سلفك ، إن هاهنا شيئا قد أمرنا به لمثل من كان في وجهك قال : قبلت ذلك ، وكان خمسين دينارا ، فلما رجعت مررت عليه ، فقال لي مثل مقالته الأولى ، فقلت : يا أمير المؤمنين ما يقع مني هذا موقعا. قال : ما يزيد على هذا أحد ، ولو وجدت سبيلا إلى أن أعطيك غيره من بيت مال المسلمين لفعلت ، فقلت : إن لي ولدا ، قال : هذا حق نكتب لك إلى عاملك (٦) من كان منهم يطيق معاملة المسلمين في مغازيهم

__________________

(١) سقطت من الأصل وأضيفت عن م.

(٢) كذا بالأصل ، وفي م : ركوعا خشوعا.

(٣) عن مختصر ابن منظور ٥ / ٥٥ وبالأصل «نظر».

(٤) بالأصل «عمر».

(٥) المختصر : يشبهك.

(٦) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن م.

٢٩٦

فرض له في عيال المسلمين ، قلت : فإن عليّ دينا فاقضه عني. قال : هذا حق نكتب لك إلى عاملك ، فيبيع مالك فيقضي دينك ، فما فضل عليك قضاه من بيت مال المسلمين ، فقلت له : والله ما جئتك لتفلسني وتبيع مالي قال : والله ما هو غيره.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أحمد بن علي بن أبي عثمان ، أنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر ، أنا أبو علي بن صفوان ، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني محمد بن عباد بن موسى العكلي (١) ، حدثنا يحيى بن سليم بن أمية بن عبد الله بن عمرو (٢) بن عثمان قال : كنا عند عمر بن عبد العزيز فقال رجل لرجل : تحت إبطك ، فقال عمر : وما على أحدكم أن يتكلم ، بأجمل ما يقدر عليه ، قالوا : وما ذاك؟ قال : لو قال تحت يدك كان أجمل.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلّاب ، حدثنا الحارث بن أبي أسامة ، حدثنا محمد بن سعد قال (٣) : في الطبقة الرابعة من أهل المدينة أمية بن عبد الله بن عمرو (٤) بن عثمان بن عفان ، وأمه أم عبد العزيز بنت عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية. وقد روي عنه ، وأمية بن عبد الله هو الذي لقيته طيء يوم المنتهب (٥) فهزموه.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن خيرون ، وأبو الحسين بن الطّيّوري وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد الواسطي ـ زاد ابن خيرون : وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل [أنا](٦) البخاري قال (٧) : أمية بن عبد الله بن عمرو ، عن عكرمة. قال لي أحمد بن عاصم ، نا عبد الله بن هارون ، حدّثني أبي ، حدثني ابن إسحاق ، حدّثني أمية بن عبد الله بن

__________________

(١) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن م والضبط عن الأنساب.

(٢) بالأصل «عمر» والمثبت عن م.

(٣) في القسم الضائع من طبقات أهل المدينة من طبقات ابن سعد.

(٤) بالأصل «عمر» والمثبت عن م.

(٥) رسمها غير واضح بالأصل ، والصواب عن معجم البلدان وفيه : المنتهب قرية في طرف سلمى أحد جبلي طيّئ ، ويوم المنتهب من أيام طيئ المذكورة ورسمها في م : السبف.

(٦) زيادة لازمة.

(٧) التاريخ الكبير ١ / قسم ثاني / ٨.

٢٩٧

عمرو بن عثمان ، عن أبيه عبد (١) الله بن عمرو ، قال : سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يحدّث مروان وهو أمير المدينة قال : خلق الله الملائكة لعبادته [أصنافا](٢) وقال لي حسين بن حريث (٣) ، حدثنا يحيى بن سليم سمع أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان [سمع](٤) عمر بن عبد العزيز قوله ، حديث آخر ، وهو أخو محمد بن عبد الله القرشي الأموي ، حجازي.

في نسخة ما أخبرنا به أبو عبد الله الخلال ـ شفاها ـ أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا حمد بن عبد الله ـ إجازة ـ قال : وأنا ابن مندة ، أنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمد ، قالا : أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (٥) : سئل أبي عنه فقال : ما بحديثه [بأس](٦).

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان الطوسي ، حدثنا الزبير بن بكار قال في تسمية ولد عبد الله بن عمرو بن عثمان (٧) : أمية وعبد العزيز وأم عبد الله وخليدة وعثيمية (٨) بني (٩) عبد الله لأم عبد العزيز بنت عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية ، وأمية الذي كان غزا طيّئا يوم المنتهب فهزمته أيام مروان بن محمد ، وكان عبد الواحد بن سليمان استعمله على أسيد وطيء فجاءه سبعون رجلا من فزارة فسألوه أن يخرج بهم معه ليغيروا على طيّء لثأر لهم ، فخرج بهم وتجمع إليه ناس من أهل المعادن طلبا للغنائم فلقيه معدان بن راس الطائي بالمنتهب في جماعة من طيء فهزموه. وفي ذلك يقول معدان بن راس يعتذر إلى عبد الواحد بن سليمان وإلى أهل المدينة ، ويذكر عرضهم على أمية أن يرد فزارة ويأتي بمن أحب فيأخذ صدقة أموالهم ، فقال معدان بن راس :

ألا أهل أتى أهل المدينة عرضنا

خضالا من المعروف بعرف حالها

__________________

(١) بالأصل «عن أبيه عن عبد الله بن عمرو» ولفظة «عن» بعد أبيه غير موجودة عند البخاري فحذفناها.

(٢) زيادة عن البخاري.

(٣) عن البخاري وبالأصل «حارث».

(٤) زيادة عن البخاري.

(٥) الجرح والتعديل ١ / قسم ١ / ٣٠٢.

(٦) سقطت من الأصل ، زيادة عن م والجرح والتعديل.

(٧) نسب قريش لمصعب بن عبد الله ص ١١٤ و ١١٦.

(٨) نسب قريش وم : وعثيمة.

(٩) نسب قريش : بنتي.

٢٩٨

على عاملين والسيوف مصانة

بأعنادها ما زايلتها نصالها

أتينا إلى برتاح سمعا وطاعة

نؤدي زكاة حين كان عقالها

ومن قبل ما جئنا وجاءت وفودنا

إلى فيد حتى ما تعذر حالها

فقالوا أعن بالناس تعطيك طيء

إذا وطئتها الخيل واجتيح مالها

ودون الذي منوا أمية أعنته

من الضرب لا يخلي بخيل ظلالها

دعوا بنزار فاعترتنا لطيئ

أسود الفضاء أقدامها وقزالها

دعوا بنزار فاعترتنا لطيئ

هنالك زلت من نزار نعالها

وقد انقرض ولد أمية.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدثنا موسى بن زكريا ، حدثنا خليفة بن خيّاط (١) ، حدثني إسماعيل بن إبراهيم ، حدّثني غسان بن عبد الحميد ، قال : خرج أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان مقنّعا يوم قديد ، لا يلتفت إلى أحد ولا يكلّم أحدا مقبلا [على](٢) بثه حتى قتل. قال خليفة : وقتل يومئذ ـ يعني يوم قديد (٣) ، سنة ثلاثين ومائة ـ : وأمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان.

٨١٥ ـ أمية بن عبد العزيز بن أبان بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص الأموي له ذكر.

٨١٦ ـ أمية بن عثمان

من أهل دمشق.

حكى عنه محمد بن عكّاشة الكرماني أصول السّنّة على ما قيل.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني ، أخبرني جدّي لأمي أبو طالب عبد الوهاب بن عبد الله الهاشمي ، أنا جدي لأبي أبو القاسم الفضل بن جعفر التّميمي ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن محمد بن العباس بن الدّرفس الغسّاني ، قال : قال أبو جعفر محمد بن

__________________

(١) تاريخ خليفة ص ٣٩٢ حوادث سنة ١٣٠ ه‍.

(٢) زيادة عن تاريخ خليفة.

(٣) قديد موضع قرب مكة.

٢٩٩

سليمان البصري : قدم علينا محمد بن عكّاشة الكرماني البصرة سنة خمس وعشرين ومائتين فسمعته يقول هذا ما اجتمع عليه أهل السّنّة والجماعة ممن رأيت وسمعت من أهل العلم منهم سفيان بن عيينة فذكر جماعة ثم قال : وأمية بن عثمان الدمشقي ، وأحمد بن خالد الدمشقي ، فذكر ما عليه أهل السّنّة.

وذلك فيما أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم ، أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن أيمن ـ قراءة ـ أنا علي بن موسى بن الحسين بن السمسار ، ـ إجازة ـ نا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي (١) ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد البرودي بالبصرة سنة إحدى وثلاثمائة ، حدّثنا محمد بن عكّاشة الكرماني ح.

ابن السمسار وأنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر ، حدثنا أبو علي الحسن بن غطفان ، أنا أبو جعفر محمد بن سليمان ، قال : قدم علينا محمد بن عكّاشة الكرماني البصرة سنة خمس وعشرين ومائتين وسياق الحديث لابن غطفان قال : فسمعته يقول : هذا ما اجتمع عليه أهل السنة والجماعة ممن رأيت وسمعت من أهل العلم منهم : سفيان بن (٢) عيينة ووكيع بن الجرّاح ومحمد بن يوسف الفريابي ، وشعيب بن حرب ، وعلي بن عاصم ، وعبد الوهاب بن عطاء وعبد الرّزّاق بن همّام ، ويزيد بن هارون ، وكثير بن هشام ، ومحمد بن عمر الواقدي ، وداود بن المخبر ، وشبابة بن سوّار ، وعبد العزيز بن أبان ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، ويعلى ومحمد ابنا عبيد الطنافسي ، وعبد الله بن داود ، وقبيصة ، وسعيد بن عامر ، وزهير بن نعيم ، وأزهر بن سعد السّمّان ، وأبو عبد الرّحمن المقرئ ، والنّضر بن شميل ، وأمية بن عثمان الدمشقي ، وأحمد بن خالد الدمشقي ، والوليد بن مسلم ، ومحمد بن عبد الله بن الحارث الدمشقي ، وعامة أصحاب ابن المفرط وإسحاق بن زاهرية ، ويحيى بن سعيد القطان ، وعبد الرّحمن بن مهدي ، وأبو عمر الضرير ، وغيرهم من أهل السّنّة على الرضا بفضل الله عزوجل ، والتسليم لأمره والصبر على حكمه ، والأخذ بما أمر الله عزوجل ، والنهي عما نهى الله عنه ، وإخلاص العمل لله ، والإيمان بالقدر خيره وشرّه ، وترك المراء والخصومات والجدل في الدين ، والمسح على الخفّين ، والجهاد مع الخليفة. وإن عمل أيّ عمل ، وصلاة الجمعة خلف كل برّ وفاجر ،

__________________

(١) ترجمة في سير الأعلام ١٦ / ٣٦١ (٢٥٨).

(٢) بالأصل : «وعيينة» والصواب ما أثبت عن م.

٣٠٠